خلال فصل الشتاء، مثل كل مخلوق على وجه الأرض يمتلك النحل طريقته الخاصة في اتقاء البرد خلال الشتاء اعتمادا على احتياطي الشتاء من العسل.
خلال فصل الشتاء، يتجمع الدجاج حول بعضه ليدفِّئ نفسه، وتنام الدببة في مغارات وأماكن دافئة، أما الطيور فتسافر إلى الجنوب لسباتها الشتوي، لكن ماذا عن النحل؟ فمثل كل مخلوق على وجه الأرض يمتلك النحل طريقته الخاصة في اتقاء البرد خلال الشتاء اعتمادا على احتياطي الشتاء من العسل.
عندما تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض منذرة بحلول فصل الشتاء وبرودة الطقس، تتوقف طلعات النحل لجمع الرحيق من الأزهار وتعتمد على احتياطي العسل الذي تم جمعه خلال فصلي الربيع والصيف، عندها يتجمع النحل على شكل مجموعة ملتصقة ببعضها وسط الخلية تماما كتجمع فريق كرة القدم قبيل بدء المباراة، لكن الفرق أن النحل يبقى مجتمع وسط الخلية طيلة فصل الشتاء وحتى ترتفع درجات الحرارة مجددا!
أما عن وظيفة النحل خلال الشتاء، فهي العناية بملكة النحل وإبقائها بأمان ودفء، ومن أجل القيام بذلك تقوم الشغالات بإحاطة الملكة بأجسادهن لتشكلن كتلة حولها تمنحها الدفء والأمان، وتقوم الشغالات أثناء إحاطتهن للملكة برفرفة أجنحتهن باستمرار لتوليد الطاقة اللازمة للحفاظ على درجة الحرارة الداخلية للخلية الدافئة من هذه الحركة الثابتة.
ومن أجل أن تواصل الشغالات رفرفة أجنحتهن لأطول فترة ممكنة حول الملكة فيجب أن يحصلن على مقدارٍ كاف من العسل كغذاء للحصول على الطاقة، لذلك نجد أن مربي النحل يحرص على توفير مقدار كافٍ من العسل في الخلية طيلة فصل الشتاء!
وعلى الرغم من أن الملكة هي محور الاهتمام في الخلية، إلا أن العاملات يحرصن على رفرفة أجنحتهن من خارج التجمع إلى الداخل في الخلية لكي لا تشعر أي نحلة بالبرد، فكلما كانت درجات الحرارة أكثر انخفاضا خارج الخلية كلما أصبحت كتلة النحل في الداخل أكثر إحكاما.
ووجدت بعض الدراسات أن خلية النحل تستهلك قرابة 30 رطلا من العسل المخزون على مدار شتاء واحد، أما عن الأيام الدافئة خلال الشتاء، فتستغلها النحلات للخروج من الخلية وإزالة فضلات الجسم خارجا، فهو مجتمع منظم من كل الجهات!