أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس أنه سيسلّم زمام السلطة الى الجيش، في حال تنحيه وسط حديث عن سيناريوهات لحل الأزمة
أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس أنه سيسلّم زمام السلطة الى الجيش، في حال تنحيه. وقال صالح أمام جنود من الحرس الجمهوري، خلال زيارته معسكراً للحرس في صنعاء "نحن في رئاسة الدولة مستعدون لأن نضحي من أجل الوطن، ولكنكم ستبقون، أنتم موجودون حتى لو تخلينا عن السلطة، فأنتم السلطة".
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" كلام صالح أثناء زيارة تفقدية للواء الرابع من الحرس الجمهوري، وكان في استقباله نجله أحمد قائد الحرس الجمهوري وقائد القوات الخاصة، وذلك في ظهور علني لصالح منذ إصابته بجروح في الثالث من يونيو/حزيران جراء تفجير استهدف قصره في صنعاء.
في السياق، أكد مصدر دبلوماسي غربي رفيع المستوى أن الوسطاء الغربيين يفكرون في الدفع باتجاه حلّ سياسي في اليمن، من خلال "صفقة مباشرة" بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وخصميه العسكري اللواء علي محسن الأحمر والقبلي الشيخ حميد الأحمر. وذكر المصدر أن "الصفقة" ليست لتجاوز المبادرة الخليجية بل "لتفعيل الضمانات التي تنصّ عليها المبادرة ولم يشملها قرار مجلس الأمن، فيما يمكن أن يتم ذلك من خلال المنظومة القبلية اليمنية". وعلى الرغم من المساعي الدولية ومساعي مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر. تستمر المراوحة مع تمسك صالح بالبقاء رئيساً حتى اجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأشار المصدر الدبلوماسي أن هناك ثلاثة سيناريوهات لا ثالث لهما لليمن"، موضحاً "اولاً، إما أن تبقى الأوضاع على ما هي عليه، أي معلقة ويستفيد أمراء الحرب والأزمة في السلطة والمعارضة من خلال تعزيز مواقعهم". أما السيناريو الثاني فهو بحسب المصدر "أن يلجأ الوسطاء الغربيون الى صفقة سياسية مباشرة بين مجموعة لاعبين هم الرئيس ونجله واللواء المنشق علي محسن الأحمر والشيخ حميد الأحمر". كما اعتبر المصدر أن "من شأن هذه الصفقة أن تنجح الحلّ السياسي"، مؤكداً أن الوسطاء "يطرحون ذلك". أما السيناريو الثالث فهو "أن تنزلق البلاد الى الحرب في ضوء شعور صالح بالتفوق العسكري على خصومه، مع أن عدداً من القادة العسكريين والأمنيين نصحوه بأن الحلّ العسكري لا يمثل الحلّ ولن يكون لصالحه بالضرورة". وخلص المصدر الدبلوماسي الغربي الى القول "لن نسمح بأن تتجه الأوضاع في اليمن الى الوجهة التي تضرّ بمصالحنا لا سيما أن أي حرب أو أعمال عنف سيكون المستفيد الأول منها تنظيم القاعدة".
أكد مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر اليوم أن الاجتماع الذي كان يفترض أن يعقده مجلس الأمن الدولي يوم غد حول الأزمة اليمنية قد تأجل مدة أسبوع. وأضاف بن عمر المتواجد في صنعاء أن التأجيل أتى بناء على طلب الأطراف المشاركة في الإجتماع. ووصل بن عمر في 10 تشرين الثاني/نوفمبر الى صنعاء في جولة جديدة من المساعي لحلّ الأزمة اليمنية والتوصل الى اتفاق حول الإنتقال السلمي للسلطة. ويفترض أن يتقدم بن عمر في ختام مهمته بتقرير الى مجلس الأمن حول تطبيق القرار الذي تبناه المجلس في 21 تشرين الأول/اكتوبر، ويتضمن دعماً للمبادرة الخليجية حول الأزمة. كما كان من المتوقع أن يبحث مجلس الأمن خلال اجتماعه استمرار رفض الرئيس علي عبد الله صالح التنحي عن السلطة وسط استمرار العنف في المدن اليمنية.