ركزت الصحف اللبنانية الصادرة الخميس بشكل اساسي على تطورات الحوار اليمني في سويسرا، اضافة الى المشاورات الدولية في الموضوع السوري
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة الخميس بشكل اساسي على تطورات الحوار اليمني في سويسرا، اضافة الى المشاورات الدولية في الموضوع السوري، ولا تزال احداث الهبّة الفلسطينية تأخذ حيز الاهتمام.. هذا اقليمياً ، اما لبنانياً فتطورات الملف الرئاسي كان لها نصيب وافر من صفحات الصحف الاولى.
الأخبار
«جنيف 2» ينطلق بعراقيل... وانتهاكات وقف النار مستمرة
كتبت صحيفة الاخبار تحت هذا العنوان: مع انطلاق جلسات المحادثات بين الوفدين اليمنيين، بدأت العقبات التي قد تنعى «جنيف 2» بالبروز، أهمها انتهاك «التحالف» جواً وبراً لوقف إطلاق النار، وإصرار الوفد الموالي للرياض على تنفيذ قرار مجلس الأمن قبل التوصل إلى وقف شامل للحرب، إلى جانب محاولة «إعادة إنتاج» شخصيات يمنية مؤيدة للسعودية لإدارة المرحلة المقبلة
تبدو محادثات «جنيف 2» كما وقف إطلاق النار مقبلَين على إعلان الفشل في أي لحظة. فعلى وقع انتهاكات «التحالف السعودي» وقواته لإعلان الأمم المتحدة وقف إطلاق النار، تواجه الجلسات بين الوفدين اليمنيين في مدينة ماغلينغن في سويسرا عراقيل عدة، أهمها تمسك الوفد الموالي للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي بتطبيق القرار الدولي رقم 2216 كمدخل لوقف الحرب، حيث يحاول فريق الرياض إعادة وفد «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام» إلى المربع الأول عبر الإصرار على القرار الدولي المجحف والابتزاز العسكري المتواصل في الميدان.
وفيما تابع العدوان غاراته الجوية أمس، بالتزامن مع استئناف قوات «التحالف» والمجموعات المسلحة الهجمات في أكثر من محافظة، ولا سيما في مأرب وتعز، أعلن المتحدث باسم «التحالف»، أحمد عسيري، أن «الهدنة» قد تنهار في أي وقت، بعد اتهام «أنصار الله» بانتهاكات متكررة لها.
بوادر الفشل
ورشحت من سويسرا يوم أمس، سلسلة معطيات تشير إلى إمكانية أن تلاقي المحادثات مصير «جنيف 1» والعودة إلى الحسم في الميدان. ووفقاً لمصدر مطلع على مجريات المحادثات، هيمنت على أجواء الجلسات في اليوم للثاني للمؤتمر الذي ينعقد في منتجع البيت الاولمبي السويسري في منطقة ماغليغان، أجواء الحرب والعدوان في ضوء الخرق المستمر لإعلان وقف إطلاق النار، بما يؤكد أن الأطراف القادمة من الرياض لا علاقة لها بالميدان، وأن الطرف السعودي الأميركي هو صاحب قرار العدوان.
وأشارت الجلسات أيضاً إلى أن نقاشات يوم أمس ستعود الى نقطة البداية، ما دام لم يُثبَّت وقف اطلاق النار، فيما لم يجرِ التطرق إلى بقية بنود مسودة المحادثات التي طرحها ولد الشيخ سابقاً وتعتبر الأساس في جلسات الحوار.
وتمحور اليوم اليمني الطويل في سويسرا أمس، حول قضية تبادل الأسرى والمعتقلين. وفي سياق آخر عُدّ بادرة جيدة، بدأت ليل أمس، عملية تبادل أسرى في محافظة لحج (375 من «أنصار الله» و285 أسيراً من «المقاومة الجنوبية»)، فيما أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء إلى أن لا علم لها بهذا التبادل.
وعقدت جلستان عامتان في سويسرا أمس، بعد جلستين أخريين، خاصة برؤساء الوفود أي محمد عبد السلام وعارف الزوكا عن وفد «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام» من جهة، وعبد الملك المخلافي وأحمد بن دغر، عن وفد هادي، وذلك بحضور المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ، بهدف الوصول إلى صيغة حول بند المعتقلين. وعلمت «الأخبار» أن وفد هادي أصرّ خلال الجلسات على الافراج عن اللواء محمود الصبيحي وعن شقيق هادي، ناصر منصور وعن العميد فيصل رجب. ويرجح المصدر أن التركيز على هذه الاسماء الثلاثة يؤكد أن نية الطرف الآخر «ليست نية سلام»، معتبراً أن الإصرار على إطلاق سراح الصبيحي نابع من شعبيته بهدف إعادته إلى منصب وزير الدفاع في حكومة خالد بحاح، بما يرفد الجبهة العسكرية المترنحة للعدوان بمزيد من الزخم، ما يعني أن «التحالف» لا ينوي حقيقةً وقف الحرب على الأرض.
أما شقيق هادي، ناصر، فهو معروف بعلاقاته الوثيقة بتنظيم «القاعدة»، حيث إنه صاحب الدور الأهم في تجميع عناصر التنظيم وتسليحهم، وسيعزز الجبهة لعسكرية للتنظيم المسيطر على أجزاء واسعة من الجنوب اليمني اليوم.
وأشار المصدر إلى أن «اللجنة الانسانية» التي شُكِّلَت أول من أمس، لبحث موضوع الحصار والمساعدات الانسانية، تتطلع حصراً إلى تعز التي لا تزال عصية عسكرياً على قوات «التحالف». أي إن فريق الرياض يهدف بذريعة إدخال المساعدات الدخول إلى المحافظة. وكان الطرفان قد اتفقا، إلى جانب تشكيل اللجنة، على إطار عسكري للرقابة على تنفيذ وقف إطلاق النار، لكن وفد الرياض لم يسمّ مندوبه في هذه اللجنة حتى الآن.
في سياق متصل، كان وفد هادي قد أكد خلال المحادثات أن وقف الحرب يتوقف على تنفيذ قرار مجلس الامن. ويقول المصدر إن هذا التأكيد يعني أن الطرف الآخر يتعامل باعتباره غير معنيّ بوقف العدوان، وهو يراه وسيلة ضغط لتنفيذ بنود القرار الدولي. في المحصلة، يمكن القول إن فريق هادي ومن خلفه السعودية يحاولان ابتزاز «أنصار الله» و«المؤتمر» لانتزاع عبر المفاوضات ما لم يأخذوه في الميدان.
انتهاكات متكررة لوقف إطلاق النار
ويحاول التحالف السعودي استغلال إعلان وقف النار والمباحثات في جنيف ليحقق مكاسب ميدانية لم يستطع تحقيقها خلال الأشهر الثمانية الماضية، ولا سيما على الشريط الساحلي الغربي من اليمن باتجاه البحر الاحمر، في محاولة استغلال الهدنة لتكرار سيناريو السيطرة على عدن (تموز الماضي). وكانت قوات ومجموعات مسلحة قد حاولت التقدم من جهة منفذ الطوال الحدودي مع مديرية حرض وميناء ميدي الساحلي في محافظة حجة، تحت غطاء جوي وبحري كثيف.
وكشف المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد غالب لقمان، أمس، عن مخطط تصعيدي يعد له العدوان الذي لم يلتزم وقف النار. وقال لقمان إن دول العدوان ومرتزقتهم لم يلتزموا إطلاقاً وقف إطلاق النار الذي دعت إليه الأمم المتحدة، فيما الجيش و«اللجان الشعبية» ملتزمون إياه حرفياً.
وعلى حدود محافظة الجوف خرق المسلحون من مرتزقة العدوان وقف النار بمحاولة زحف على مواقع الجيش و«اللجان الشعبية». وأوضح مصدر عسكري أن العشرات من مرتزقة العدوان بينهم خمسة من القيادات الميدانية قتلوا أثناء محاولتهم التقدم على مواقع الجيش و«اللجان الشعبية» في محيط قرية آل مروان، مؤكداً إحباط التقدم.
أما في جبهة مأرب، فقد جددت قوات «التحالف» والمسلحون خرقهم لوقف إطلاق النار. وأكد مصدر عسكري أمس أن تلك المجموعات المسلحة، شنت عصر أمس هجوماً على منطقة المخدرة في الجدعان، مشيراً إلى أن الجيش و«اللجان الشعبية» لم يجدوا بدّاً من التصدي لهم، موقعين في صفوفهم خسائر بشرية ومادية فادحة. وبحسب المصدر، أدت المواجهات إلى تأمين عدد من المواقع التي كان ينطلق منها المقاتلون الموالون للعدوان. وعلى صعيد متصل، اندلعت في مأرب اشتباكات عنيفة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة بين قبيلة عبيدة ومجموعة هاشم الأحمر في وادي عبيدة.
من جهة أخرى، أكد مصدر محلي في محافظة مأرب لـ «الأخبار» أن السلطات السعودية أوصلت دفعة جديدة من المرتزقة إلى المحافظة. وكان هؤلاء قد تلقوا تدريبات في السعودية لغرض الدفع بهم في معارك ضد الجيش و«اللجان» في جيزان التي فشلت القوات السعودية في أن تصمد فيها، مشيراً إلى أن مجموعات المرتزقة تلك رفضت القتال في جيزان لمصلحة السعودية، الأمر الذي دفع السعودية إلى إعادتهم إلى منفذ الوديعة وإرغامهم على التوجه إلى جبهة مأرب سيراً على الأقدام في إجراء عقابي.
الجيش يسيطر على جبل النوبة: بلدة سلمى في دائرة الخطر
في التطورات السورية كتبت الاخبار: حسم الجيش السوري معركته في جبل النوبة الاستراتيجي بعد سيطرته على التلال الخمس المتوزعة على مساحة 2 كلم، والتي يمر منها طريق سلمى ــ اللاذقية، والمشرفة على طريق حلب ــ اللاذقية القديم
لم تتوقف العمليات العسكرية في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي على جبهة جبل النوبة ساعة واحدة منذ بدأها الجيش السوري يوم الاثنين الماضي. الإصرار بدا واضحاً للسيطرة على سلسلة التلال الاستراتيجية في جبل النوبة، التي يمر منها طريق حلب ــ اللاذقية القديم والمشرفة على بلدة سلمى وخطوط الإمداد الواصلة بينها وبين بلدة ربيعة.
ووصف مصدر عسكري في حديثه إلى «الأخبار» السيطرة على جبل النوبة بالإنجاز الكبير للجيش السوري والفصائل المؤازرة له (صقور الصحراء)، لما له من أهمية كبيرة في المنطقة ويؤدي إلى سقوط العديد من المناطق، وصولاً إلى سلمى نارياً. وأشار إلى أنّ الجبل يُشرف على أوتوستراد أريحا ــ اللاذقية القديم، الذي أصبح تحت مرمى نيران القوات المتمركزة فيه، إلى جانب السيطرة على مسافة 2 كلم من الطريق الرئيسي سلمى ــ اللاذقية الذي يمر ضمن الجبل.
وقال المصدر إنّ الجيش كشف شبكة من الخنادق كان يتحصّن فيها المسلحون خلال المعارك، وصادر كميات من الذخائر ومستودع قذائف هاون وعدة آليات.
وأضاف أنّ الجيش بدأ عملية عسكرية للسيطرة على منطقتي الكوم التحتاني والفوقاني المجاورتين لبلدة سلمى، كونهما سقطتا عسكرياً، بعد السيطرة على جبل النوبة. كذلك أصبحت «الخاصرة اليسارية لسلمى تحت مرمى نيران الجيش»، وفق المصدر. وبدأ الجيش عملية التثبيت في تلال جبل النوبة وتعزيزها بالمدافع والآليات الثقيلة تمهيداً لبدء عملية عسكرية باتجاه جبل القصب، الذي يفصل بينهما سد برادون. ويشرف جبل القصب على عدد من قرى جبل الأكراد وعلى خط إمداد المسلحين الواصل بين خان الجوز وربيعة. وذكرت «تنسيقيات» المعارضة أنّ جبهة ريف اللاذقية في خطر نتيجة التراجع الكبير للفصائل المسلحة، ما يهدد بسقوط الكثير من المناطق وصولاً الى الشريط الحدودي مع تركيا، محذرة من انعكاس هذا التقدم على جبهة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، التي ستكون الهدف القادم للجيش بعد سيطرته على التلال المطلة عليه من محور جب الأحمر.
محامية هنيبعل القذافي: ريفي متورط في الخطف!
أشارت المحامية بشرى الخليل الى «دور» لوزير العدل أشرف ريفي في خطف موكلها هنيبعل معمر القذافي، استناداً الى «معلومات أولية» من جهات أمنية وسياسية وحزبية «تتقاطع حول مسؤولية ريفي». وقالت إنها توصلت الى اسماء منفذي عملية الخطف الذين ستدّعي عليهم في اليومين المقبلين.
أعلنت المحامية بشرى الخليل، وكيلة الدفاع عن هنيبعل القذافي، أصغر أبناء الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، أنها توصلت الى أسماء الأشخاص الذين نفّذوا عملية خطفه، «وهم لبنانيون». وقالت في اتصال مع «الأخبار» إنها ستدّعي على هؤلاء أمام النيابة العامة التمييزية في اليومين المقبلين. لكن هؤلاء الأشخاص ليسوا كل القصة، بل إن جوهر القصة عند وزير العدل أشرف ريفي!.
إذ كشفت الخليل عن «دور لريفي في عملية الخطف». واستعرضت «جملة معلومات أولية» وصلتها إثر توكلها عن هنيبعل القذافي عند الإعلان عن اختطافه ثم تسليمه إلى فرع المعلومات، من جهات أمنية وسياسية وحزبية «تتقاطع حول مسؤولية ريفي». وقالت الخليل: «في البداية لم أصدق ما سمعته أن ريفي وراء عملية الخطف. إلا أن ردة فعله أمس العنيفة والسريعة وغير القانونية تجاه الطلب السوري باسترداد القذافي والمزايدة على الفاعليات الشيعية، أضفت صدقية على ما وردني».
بعد ظهر أمس، تمكنت الخليل للمرة الأولى من زيارة القذافي في سجن فرع المعلومات حيث لا يزال محتجزاً منذ ليل الجمعة الفائت. تحدثت عن ظروف توقيف «جيدة ومعاملة حسنة من عناصر الفرع»، ما عدا التواصل مع الخارج، حتى مع أسرته. طبيب مكلف من قبل قوى الأمن الداخلي وطبيب شرعي كشفا على القذافي، وتبين لهما أنه «تعرض للضرب، خصوصاً على الوجه والعينين والفخذين، إضافة إلى ضربة قوية على الرأس». بمشاهدتها، وجدت في هنيبعل، «جسداً متعباً وشخصاً متوتراً ومرعوباً مما حصل معه. يعيش كابوس احتمال قيام السلطات اللبنانية بتسليمه إلى ليبيا. هناك بعد الثورة، تعرض أشقاؤه الذين اعتقلوا إلى تعذيب وسوء معاملة». علماً بأن لا اتفاقية موقعة بين ليبيا ولبنان تقضي بتسليمه. وأضافت أنه «يشعر بأنه لا يزال مختطفاً». ونقلت الخليل عنه أنه في الشريط المسجل له «أجبره الخاطفون على أن يقرأ على ورقة حملت أمامه». أما ما قاله أمام المحقق العدلي حول جريمة إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه «فكان مما لقنه له الخاطفون وليس مما يعرفه». واللافت في ما أسرّه القذافي لمحاميته، اعتقاده بأن «حركة أمل تقف وراء الخطف من أجل كشف مصير إمامها». إلا أن الخليل شرحت له «حيثيات العمل الفردي الذي قامت به عناصر إرهابية ولا علاقة لأمل به بل هدفها الإساءة لها».
إضافة إلى الإدعاء على الخاطفين، ستطعن الخليل في التحقيق الذي جرى مع القذافي لدى المحقق العدلي زاهر حمادة «لأنه حصل من دون السماح لوكيلته بالحضور معه كما يقتضي القانون». الخليل ستطالب بداية بإعادة التحقيق ثم ترفع طلب إخلاء سبيل للقذافي الموقوف بمذكرة وجاهية بتهمة كتم معلومات تتعلق بالجريمة استناداً إلى المادة 408 من قانون العقوبات. قانوناً «لا يحاكم الإبن بكتم معلومات تتعلق بوالده» تقول الخليل، مشيرة إلى عدم قانونية التهمة المنسوبة له. ونقلت عن أوساط أسرة الصدر «استنكارها لخطف القذافي وتحميله وزر خطف الإمام».
السفير
الحريري ـ جعجع: تأجيل المواجهة بانتظار مصير «المبادرة»
في الموضوع اللبناني قالت السفير:
..أما وان المبادرة الرئاسية التي طرحها الرئيس سعد الحريري قد تعثرت، ولا أفق واضحاً لها زمنياً وسياسياً، فإن رئيس «تيار المستقبل» يبدو كأنه قرر أن يراجع حساباته التي بُنيت في المرحلة الاولى على زخم لقاء باريس، قبل أن يتبين أن المسافة بين بيروت والعاصمة الفرنسية كانت كفيلة باستهلاك هذا الزخم وهدره.
أدرك الحريري أن لا فائدة من خسارة حليفه المسيحي المركزي، وهو سمير جعجع في لحظة انعدام وزن، مرشحة أن تطول. ربما كانت التضحية ببعض الحلفاء ستصبح مبررة أو مفهومة لو أن مردودها مضمون، لكن رئيس «المستقبل» شعر، على الأرجح، بأنه من العبث السياسي أن يخسر سمير جعجع من دون أن يربح سليمان فرنجية.
كما أن جعجع الذي يخفي في أعماقه من العتب والغضب على الحريري، ما يفوق بكثير القدر المتسرب الى سطح معراب، وجد أن المصلحة تقتضي العضّ على الجرح في هذه المرحلة الانتقالية والضبابية، خصوصا أن «إعلان النيات» الذي وقعه مع العماد ميشال عون لم يرتق بعد الى مستوى التحالف، الذي يمكن أن يعوّض خسارة حليف من وزن «المستقبل».
والأرجح أن العامل السعودي لم يسقط من حسابات جعجع عندما كان يحدد موعداً لاستقبال نادر الحريري وهاني حمود في معراب، إذ إن الذهاب بعيدا في المواجهة مع «المستقبل» وخياره الرئاسي الطارئ، سيرتّب تداعيات على علاقة «القوات» بالرياض التي تغطي هذا الخيار، وهذه كأس مرّة يحاول جعجع تفاديها قدر الإمكان، في ظل انتفاء البدائل الإقليمية الحاضنة.
وهناك في أوساط «القوات» من يؤكد أن مسار التسوية المفترضة ما زال في أوله، «وكل من يظن أن هذه التسوية ستُنجز في وقت قريب هو واهم، بل إن المبادرة التي أطلقها الحريري عبر ترشيحه فرنجية تفتقر، ليس فقط الى شروط النجاح، بل حتى الى مقوّمات الاستمرار، ما يعني أن الاستغراق في أي خلاف بين الحريري وجعجع حول سراب رئاسي، لن يعدو كونه مراهقة سياسية لا مبرر لها»، كما يتردد في الكواليس القواتية.
وأغلب الظن أن نموذج التحالف الراسخ بين «حزب الله» والعماد ميشال عون كان حاضراً كذلك لدى الحريري وجعجع عندما قررا إعادة ترميم العلاقة المتصدعة وتأهيلها.
وإذا كانت حرب تموز قد شكلت محكاً صعباً لـ «ورقة التفاهم» التي خرجت متماسكة من خضم رياح الحرب، فإنه يمكن القول إن مبادرة الحريري الى طرح اسم فرنجية للرئاسة انطوت على الاختبار الأصعب للعلاقة بين الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد عون، خصوصا أن الطرف الآخر في هذا الاختبار هو حليف مشترك هذه المرة، أي سليمان فرنجية، في حين أن الطرف الذي شكّل التحدي في امتحان 2006 كان العدو المشترك، أي اسرائيل.
ومع ذلك تمكن «السيد» و «الجنرال» من النجاح حتى الآن في الامتحان الرئاسي، المستمر فصولاً، برغم حساسية الموقف الذي واجهاه بعد ترشيح رئيس «تيار المردة» من قبل الحريري، وهو الأمر الذي نال إعجاب جعجع نفسه، بعدما أحس بفارق واضح في الثبات على التحالف مع المكوّن المسيحي، بين «حزب الله» و «تيار المستقبل».
وليس خافياً كذلك أن التعارض بين «القوات» و «المستقبل» حول خيار فرنجية ترك أثره العميق على القواعد الشعبية لدى الجانبين، التي تبادلت الهجمات والاتهامات، بأبعادها الطائفية والسياسية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في استعادة لمنطق ما قبل 14 آذار 2005، حتى حتى كاد ما جمعه دم الرئيس رفيق الحريري يفرّقه ترشيح فرنجية.
الهبّة الفلسطينية لا تهدأ: شهداء..وعمليتا دهس
125 شهيداً، ومئات الجرحى بنيران الاحتلال، هي حصيلة شهرين ونصف الشهر من «الهبة الفلسطينية» التي لم تهدأ وتيرتها رغم إجراءات القمع الإسرائيلية اليومية، وذلك بعدما انضم شابان إلى قافلة الشهداء، حين قاوما اقتحاماً اسرائيلياً لمخيم قلنديا في الضفة بعمليتي دهس في يوم جديد من الغضب، كما استشهدت فتاة فلسطينية متأثرة بجراح أصيبت بها على يد الإحتلال الشهر الماضي.
واستشهد شابان فلسطينيان برصاص الاحتلال في مخيم قلنديا في الضفة الغربية، نفذا عمليتي دهس استهدفت جنوداً اسرائيليين اقتحموا المخيم فجراً، في وقت أصيب ثلاثة فلسطينيين شرق محافظة خانيونس في قطاع غزة، بعدما قصفت قوات الاحتلال المنطقة رداً على ما قالت إنه تفجير بعبوة ناسفة استهدف دورية لها على الحدود مع القطاع من دون أن يوقع إصابات.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن «أحد المصابين في حالة خطرة جراء إصابته بالرأس»، فيما وصف حالة المصابين الآخرين بـ«المتوسطة».
وفي الضفة الغربية، قال جيش الاحتلال في بيان إنه «خلال عملية هذا الليل لتوقيف فلسطينيين مطلوبين وضبط أسلحة في مخيم قلنديا للاجئين، جرت محاولتا دهس بالسيارة ضد قوات الامن في موقعين مختلفين من المخيم»، فيما أكدت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ووزارة الصحة الفلسطينية استشهاد منفذي عملية الدهس.
والشهيدان هما احمد جحاجحة (21 عاماً) وحكمت حمدان، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فيما تحدث بيان جيش الاحتلال عن إصابة ثلاثة جنود في العمليتين.
وقال شهود إن عملية الاقتحام التي نفذها الاحتلال ترافقت مع مواجهات عنيفة مع سكان المخيم استمرت ساعات عدة.
سوريا: لافروف يشيد بالسعودية ومجلس الأمن غداً برئاسة كيري
استبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مشاركته في مؤتمر «مجموعة دعم سوريا» في نيويورك غداً بالمطالبة بتحويل بيان فيينا السوري إلى قرار من مجلس الأمن الدولي حتى لا يقوم أحد بتعديل بنوده، وأن تتولى الأمم المتحدة مسؤولية وضع القوائم النهائية للتنظيمات الإرهابية ولفصائل المعارضة الوطنية في سوريا، فيما يترأس وزير الخارجية الأميركي جون كيري اجتماعاً لمجلس الأمن غدا لتسريع إيجاد حل للأزمة السورية.
وفيما دعا لافروف، أمس، دول مجلس التعاون الخليجي إلى تطبيع العلاقات مع إيران لمواجهة الخطر الإرهابي، أعلن اهتمام روسيا بإعلان السعودية قيام التحالف العسكري الإسلامي، وهي تدرس الدور الذي يمكن أن يؤديه في محاربة الإرهاب.
وفي أبرز تطور عسكري وميداني في ريف اللاذقية الشمالي، سيطرت قوات الجيش السوري على مرتفعات جبل النوبة الإستراتيجية، التي تفصل بين مناطق سيطرة المسلحين ونفوذهم، فيما يعرف اصطلاحا بجبلي الأكراد والتركمان في الريف المفتوح على الحدود التركية، ما أدى عملياً إلى عزل المسلحين وقطع التواصل بين بعضهم البعض.
ويطل جبل النوبة على بلدة سلمى، ما يعني أن البلدة التي تجري في ضواحيها معارك عنيفة أصبحت محاصرة من محوري كفردلبة وجبل النوبة. كما تؤمن السيطرة على الجبل مواقع الجيش السوري في غمام، وتمهد لعمليات مستقبلية قد ترتفع وتيرتها خلال الأيام المقبلة بعد تحقيق هذا الاختراق.
وقال المسؤول في وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن سلاح الجو الروسي نفذ 59 ضربة جوية في سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وانه قصف 212 هدفا لتنظيم «داعش» في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماه وحمص والحسكة والرقة.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن كيري سيترأس اجتماعاً لمجلس الأمن غداً من أجل تسريع جهود حل الأزمة السورية. وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي إن اجتماع مجلس الأمن يهدف إلى «زيادة الجهود من أجل تسريع عملية إيجاد حل للنزاع، ضمنها مفاوضات رسمية ضرورية بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة».
وأشار كيربي إلى أن كيري سيستضيف اجتماعاً لمجموعة دعم سوريا لبحث «جهود تطبيق وقف شامل لإطلاق النار بالتوازي مع مفاوضات بشأن عملية الانتقال السياسي لإنهاء الصراع، وفي الوقت ذاته تكثيف الحرب» ضد «داعش».
وقال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون انه «من غير المقبول» رهن التقدم باتجاه تسوية سياسية في سوريا بمصير الرئيس السوري بشار الاسد. وأوضح «مبدئياً يعود للشعب السوري اتخاذ قرار بشأن مستقبل الرئيس الأسد، لكني أعتقد ايضا أنه من غير المقبول أن يرتهن حل هذه الأزمة بمصير رجل واحد». وأشار الى أن «بعض الدول» تتحدث عن إمكانية أن «يحتفظ (الاسد) بدور لبضعة أشهر» بعد بداية المرحلة الانتقالية، «لكن هذا ينبغي أن يتقرر في مرحلة تالية»، مشدداً على الطابع الملح لتطبيق وقف لإطلاق النار على كامل الأراضي السورية في أقرب وقت ممكن.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في موسكو، إن «موسكو تلقت باهتمام إعلان السعودية قيام التحالف الإسلامي العسكري، وتدرس حالياً الدور الذي يمكن أن يلعبه التحالف في محاربة الإرهاب».
وشدد على «أهمية البعد الأيديولوجي في عمل التحالف الجديد، وذلك من أجل الحيلولة دون تضليل الشباب عن طريق التلاعب بمبادئ الإسلام». وأضاف «إنني أعتبر ذلك أمراً مهماً للغاية نظراً لدور السعودية ودور الملك سلمان شخصياً بصفته خادم الحرمين الشريفين».
وأعرب لافروف عن «أمله أن تساهم هذه المبادرة في توحيد جميع الدول الإسلامية من دون استثناء في صف واحد ضد أي ظواهر للإرهاب، وضد أي محاولات للتلاعب بالدين»، وأن «مبادرة الرياض الخاصة بتوحيد جهود الدول الإسلامية في محاربة الإرهاب قد تشكل نقطة انطلاق لعقد مؤتمر أممي مكرّس لدور الديانات العالمية في التصدي لهذا الشر». وقال «إننا مستعدون لبحث هذا الموضوع مع شركائنا في مجلس التعاون الخليجي، ومع جميع الأصدقاء المهتمين بالانتصار على هذا الشر».
النهار
ترحيل الفراغ إلى 2016... وفرنجيه يترشّح
الحريري وجعجع: الاختلاف الرئاسي ضمن التحالف
تحت هذا العنوان كتبت النهار: مع أن أي جديد لم يكن متوقعاً في الجلسة الـ33 لانتخاب رئيس للجمهورية، بدا وقع إرجاء الجلسة الـ 34 الى السابع من كانون الثاني 2016 شديد الوطأة. ذلك ان ترحيل أزمة الفراغ الرئاسي من سنة 2015 التي تشارف نهايتها الى السنة المقبلة يحصل للسنة الثانية توالياً، بينما تقترب الازمة من شهرها التاسع عشر وسط ازدياد ملامح الغموض في مجمل المعطيات والوقائع المتصلة بالصفحة الاخيرة من الكتاب المفتوح لهذه الازمة مع مشروع التسوية الذي طرح فيه اسم رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه مرشحاً للرئاسة والذي أحدث خضة واسعة لم يحطّ غبارها بعد، وربما تكون مقبلة على تطورات جديدة في الساعات والايام المقبلة وما تبقى من السنة الجارية.
وإذ ترحل الازمة الى السنة المقبلة، تسارعت مجموعة تحركات واتصالات اتسمت بأهمية بارزة، الامر الذي يرشح الاسابيع الفاصلة عن موعد الجلسة الـ34 لحماوة استثنائية من دون أي قدرة لدى أي فريق على الجزم بما اذا كانت بداية السنة الجديدة ستشهد حسماً للأزمة. وفيما تترقب الاوساط السياسية ما سيعلنه النائب فرنجيه من توجهات ومواقف ووقائع في مقابلته التلفزيونية مساء اليوم مع الزميل مارسيل غانم في "كلام الناس"، اكتسب لقاء معراب بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والمستشار الاعلامي للحريري الزميل هاني حمود أهمية ودلالة من حيث اعادة ضبط العلاقات بين الحليفين في اطار تحالف 14 آذار، وإن يكن اللقاء لم يبدد الاختلاف بينهما على الخيارات الرئاسية المطروحة. وأفاد البيان الصادر عن اللقاء ان موفدي الحريري نقلا الى جعجع حرص الحريري على التحالف العميق والراسخ بين "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية". وشدد المجتمعون على أهمية استمرار قوى 14 آذار في استراتيجيتها وثوابتها. وعلمت "النهار" من مصادر واسعة الاطلاع أن حصيلة محادثات "المستقبل" - "القوات اللبنانية" امس كانت "الاصرار على إبقاء الحلف والحفاظ على 14 آذار مهما حصل في ملف الرئاسة".
وأبلغت أوساط وزارية "النهار" أن عدداً من سفراء الدول الكبرى، في مقدمهم القائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز، يعتزمون تمضية عطلة الاعياد في بلادهم الى ما بعد رأس السنة، مما يشير الى أن محركات الاتصالات لديهم قد أطفئت وأن الاستحقاق الرئاسي بالنسبة اليهم قد رحّل الى مطلع السنة الجديدة.
أما في ما يتعلق بالمواقف المنتظرة لفرنجيه مساء اليوم، فعلمت "النهار" من أوساط مواكبة للاستحقاق الرئاسي أن إطلالة فرنجيه ستكون على قاعدة إستعادة ثقة 8 آذار بعدما حصل على تأييد الرئيس الحريري، وهو سيخاطب تحديدا "حزب الله" والعماد ميشال عون من موقع الحفاظ على الخط الاستراتيجي. لكن مصادر أخرى معنية بأطراف التسوية بين الحريري وفرنجية توقعت ان يعلن فرنجية ترشحه لرئاسة الجمهورية بما سيترك دلالات مهمة من حيث مضي هذه التسوية اولاً، وكذلك من حيث الرسالة التي سيتركها ترشيح فرنجيه بنفسه وليس عبر الرئيس الحريري كما كان تردد سابقاً على نطاق واسع. ومن شأن هذه الخطوة، كما أشارت المصادر نفسها، ان تكسب ترشيح فرنجيه بعدا مغايرا للانطباعات والاجواء الاعلامية التي سادت عقب اللقاءين اللذين عقدهما فرنجية تباعا مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الاسد، إذ أن إقدامه المحتمل على ترشيح نفسه بعد اللقاءين سيعني انه لم يخرج من هذين اللقاءين بنتائج سلبية، فيما سيثير الامر تساؤلات واسعة عما اذا كان الحليفان الندّان في قوى 8 آذار العماد عون والنائب فرنجيه سيمضيان في مواجهة انتخابية بكل ما يثيره الاحتمال من عملية خلط أوراق واسعة في صفوف فريقي 14 آذار و8 آذار.
المستقبل
لجنة «الترحيل» تنهي مشاوراتها اليوم.. ومجلس الوزراء السبت أو الإثنين
«المستقبل» و«القوات»: التحالف راسخ و14 آذار مستمرة
رئاسياً، نجح المعطلون في تمديد الشغور وترحيل الاستحقاق إلى العام 2016 تحت وطأة استمرارهم في لعبة تطيير النصاب حتى الرمق الأخير من جلسات العام الجاري، في وقت تترقب الأوساط السياسية والإعلامية إطلالة رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية مساء اليوم لرصد وتحليل ما سيعلنه من مواقف متصلة بمسألة ترشيحه لسدة الرئاسة وفق التسوية الوطنية المطروحة. وفي الأثناء، برزت أمس زيارة موفدي الرئيس سعد الحريري، مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره الإعلامي هاني حمود، إلى معراب حيث انتهى النقاش مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على مدى أكثر من ساعتين في الملفات الراهنة بما فيها الاستحقاق الرئاسي إلى خلاصات استراتيجية بدّدت أضغاث أوهام الفرقة والخلاف التي منّى الخصوم النفس بها وحاولوا غرس بذورها بين الجانبين على خلفية المستجدات السياسية والرئاسية، فكان تأكيد في ختام الاجتماع على «التحالف العميق والراسخ» بين «المستقبل» و«القوات» مع التشديد على أهمية استمرار قوى 14 آذار في استراتيجيتها وثوابتها.
وأوضحت مصادر «القوات» لـ«المستقبل» أنّ الاجتماع سادته أجواء «ممتازة وصريحة وواضحة واستراتيجية»، مؤكدةً أنّ الطرفين أكدا خلاله صلابة التحالف القائم بينهما وأنهما سيبقيان «مع بعض» مهما تباعدت وجهات النظر حيال أي من الملفات والاستحقاقات. وكشفت المصادر أنّ الجانبين اتفقا في نهاية الاجتماع على تشكيل لجنة مشتركة لتعزيز وتمتين أطر التشاور والتنسيق بينهما حيال المستجدات. في حين أكدت مصادر رفيعة في «المستقبل» أنه جرى التشديد في الاجتماع على الالتزام المشترك بقانون الانتخاب المختلط وعلى التنسيق الكامل في اللجنة النيابية التي تناقش مشاريع قوانين الانتخاب في مجلس النواب.
وكان نائب رئيس حزب «القوات» النائب جورج عدوان قد شدد خلال اجتماع قوى الرابع عشر من آذار الذي انعقد أول من أمس في بيت الوسط بحضور ممثلين عن مختلف أفرقاء تحالف 14 آذار على متانة واستمرار هذا التحالف، ونقلت مصادر نيابية في 14 آذار لـ«المستقبل» أنّ عدوان أكد أمام المجتمعين أنّ «14 آذار هي تحالف حول قضايا استراتيجية لم تنتهِ ولن تنتهي غداة إنجاز الاستحقاق الرئاسي أياً كان الرئيس المنتخب»، مشدداً في هذا السياق على «الحاجة الوطنية الاستراتيجية لاستمرار هذا التحالف». وهو موقف أكد عليه في المقابل «تيار المستقبل» خلال اجتماعي بيت الوسط ومعراب.
بري يستغرب «جدل» التحالف
على صعيد منفصل، لفت الانتباه أمس استغراب رئيس مجلس النواب نبيه بري الضجة التي أثارها البعض حيال موقف رئيس الحكومة تمام سلام تجاه موضوع التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب، وقال في دردشة مع الإعلاميين المعتمدين في المجلس النيابي: «أصلاً هذا الموضوع هو فكرة سبق أن طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومثل هذه المواضيع يناقش داخل مجلس الوزراء لاتخاذ الموقف المناسب منه ولا حاجة إلى إثارة أي جدل خارج هذا الإطار»، معرباً عن اعتقاده بأنّ الحكومة ستنعقد في اليومين المقبلين لمناقشة ملف أزمة النفايات و«يمكن طرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء والتفاهم عليه للخروج بموقف واضح للبنان والبناء عليه».
الحكومة السبت أو الاثنين
وأمس، ترأس رئيس الحكومة تمام سلام اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف ترحيل النفايات حيث أعلن وزير الزراعة أكرم شهيب إثر انتهاء الاجتماع أنّ اللجنة ستعود اليوم للانعقاد في السرايا الحكومية بغية الانتهاء من درس الملف لا سيما ما يتعلق بتشعباته المالية والفنية والقانونية بالإضافة إلى توضيحات متصلة بالبنى التحتية وبدراسة آلية ترحيل النفايات من الكرنتينا والعمروسية وصولاً إلى المرفأ، مشدداً على أن السعر المتداول لتكلفة الترحيل «يحتاج إلى تدقيق كبير»، وأردف مشيراً إلى أنه في النهاية سوف تُرفع النفايات لأن كلفة التخلص من هذه المشكلة مهما كانت تبقى أقل من الكلفة الاقتصادية والصحية والبيئية الناجمة عنها.
بدوره، أكد مصدر وزاري إثر زيارته السرايا الحكومية أمس لـ«المستقبل» أنّ إزالة النفايات من الشوارع وإنهاء الأزمة بات «أمراً ضرورياً ملحّاً لا يحتمل مزيداً من الأخذ والرد لأنّ البلد أصبح مهدداً بتفشي الأوبئة والأمراض»، لافتاً في هذا السياق إلى أنّ المستشفيات تعج بالمرضى طالبي الفحوص الطبية نتيجة الخشية من الإصابة بعوارض صحية ناتجة عن انتشار النفايات.
ورداً على سؤال، جزم المصدر بأن مجلس الوزراء يتجه إلى الانعقاد خلال الأيام القليلة المقبلة «ربما السبت أو الاثنين كحد أقصى» للبحث بما توصلت إليه اللجنة الوزارية المعنية والسير بموضوع تصدير النفايات إلى الخارج.
البناء
غداً في نيويورك تصنيف الإرهاب... وفي جنيف وقف الغارات... شروط النجاح
الرئاسة اللبنانية رُحّلت للعام المقبل... وتردّدات لانضمام سلام إلى الحلف السعودي
يتطلّع الرعاة إلى نجاح مبادراتهم، فيجدون في النزاعات أمامهم فريقاً يعتمد العربدة والتذاكي، وفريقاً يعتمد الجدية والمسؤولية، لكنه يلجأ إلى الحزم عند الضرورة، وهذا هو حال مساعي وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ملفي سورية واليمن، اللذين استهلكا زيارته إلى موسكو، ليعود حاملاً الشروط التي بدونها يصعب التقدّم، وبالتالي الخروج بالحدّ الأدنى من ماء الوجه، ففي اليمن كلام واضح للحوثيين بأنّ وقف النار الهشّ والمفاوضات التي تدخل يومها الثالث معرّضان للانهيار ما لم تتوقف الغارات السعودية، بينما على المسار السوري لا بدّ من التسليم بالعودة إلى تصنيف التنظيمات الإرهابية كأولوية للدخول على خط سواها من البنود، وهنا العقبة في مصير التنظيمين الرئيسيّين في مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، «جيش الإسلام» و»أحرار الشام»، اللذين تقدّمت روسيا وإيران بطلب ضمّهما إلى لائحة التنظيمات الإرهابية وفقاً لملفات موثقة، فقرصنت السعودية على دور لقاء فيينا المدعو للانعقاد في نيويورك غداً، وضمّتهما إلى مؤتمر الرياض للمعارضة، ما يجعل مستقبل اللقاء متوقفاً على حسم هذا الملف، وإلا ستتحوّل جلسة مجلس الأمن الخاصة بسورية التي يريدها كيري مجرد جلسة شكلية لتبادل الآراء بدلاً من إقرار لائحة التنظيمات الإرهابية.
بالتوازي مع القصف السياسي للعربدة السعودية، قصف عسكري وسياسي للقوات التركية المتوغلة في العراق، قرب الموصل، بعدما تساقطت قذائف صاروخية تبنّتها كتائب حزب الله في العراق، واستهدفت معسكر القوات التركية قرب الموصل موقعة عدداً من الجرحى، لتتلقى أنقرة مع الصفعة العسكرية، صفعة سياسية أميركية على لسان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي ندّد بالهجوم داعياً تركيا إلى التوقف عن المماطلة والإسراع بسحب قواتها من العراق.
في لبنان، حُسم أمر التريّث بشأن المبادرة الرئاسية التي تبنّاها ولم يعلنها الرئيس سعد الحريري، ورحّل الاستحقاق الرئاسي إلى العام المقبل، بينما طفت على السطح التداعيات الأخطر على فريق الرابع عشر من آذار بتصدّع جناحَيْه تيار المستقبل والقوات اللبنانية وتعثر محاولات الترميم على خط الحريري ورئيس القوات سمير جعجع، بعدما بدا أنّ فريق الثامن من آذار قد نجح في استعادة العافية ولملمة صفوفه إثر الصدمة التي أحدثتها المبادرة الحريرية، ليكون الحدث الأبرز تداعيات قرار رئيس الحكومة تمام سلام ضمّ لبنان إلى الحلف السعودي ضدّ الإرهاب وتمسكه بهذا الموقف رغم لا دستوريته، وتعريضه الروح الميثاقية للخطر، خصوصاً مع تبنّي السعودية تصنيفاً لحزب الله على لائحتها للإرهاب، لتكتمل الفضيحة بتنصّل باكستان واستغرابها زجّ اسمها من دون موافقتها بين أعضاء الحلف، وإعلان مصر حصر مشاركتها بتبادل المعلومات بعدما أعلنت أندونيسيا وعُمان رفضهما عضوية الحلف.
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها