تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 19-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها القرار الذي صدر بالإجماع عن مجلس الأمن ليل أمس بتبني خطة لاحلال السلام في سوريا وموضوع ترشح النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 19-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها القرار الذي صدر بالإجماع عن مجلس الأمن ليل أمس بتبني خطة لاحلال السلام في سوريا وموضوع ترشح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية.
السفير :
مجلس الأمن وسوريا: خطوة أولى في معاناة الألف ميل!
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "ليست نهاية المحنة، لكن ضوءاً ما بات يلوح في النفق السوري الدامي والمظلم والطويل".
وقد لا يكون القرار الذي صدر بالإجماع عن مجلس الأمن ليل أمس، قد فتح بوابة السلام السوري، ولكن مصاريعها اهتزت بالتأكيد، فيما كانت مخرجات القرار 2254، وبنوده الـ15 تتدحرج من نيويورك، وهي تدعو للمرة الأولى في قرار دولي إلى إسكات السلاح في سوريا، وتبني بيان فيينا وجنيف واحد وتحويلهما إلى خريطة طريق الحل السياسي في سوريا، مع غلبة واسعة لبيان فيينا، وجدول زمني يربط بين وقف إطلاق النار وبين تشكيل حكومة موسعة، فإجراء تعديلات دستورية، فإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون 18 شهراً، إذا ما سارت الأمور على ما يرام.
ويمكن الجزم أن القرار الصادر بالأمس عن مجلس الأمن هو احد النتائج المباشرة للانخراط الروسي في سوريا، وهو التوصل إلى خريطة طريق لحل سياسي، بعد 80 يوماً من انطلاق «عاصفة السوخوي»، التي استطاعت أن تقلب المعادلة في سوريا للمرة الأولى منذ خمسة أعوام، لمصلحة الحل السياسي.
وللمرة الأولى يبدو خيار الدخول في مفاوضات سياسية بين المعارضة والحكومة السورية أكثر جدية من أي وقت مضى. وينبغي انتظار الأسابيع الأولى من العام المقبل، لاختبار التفاهمات، عندما يبدأ الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا باستخدام القوة الجديدة التي محضه اياها الروس والأميركيون، عبر لقائهم الأول في مجلس الأمن حول قرار جوهري، لتأليف وفد معارض، من مجموعات تقبل جدياً بالحل السياسي، ويخرج للمرة الأولى جزء واسع منها، من الوصاية التركية والسعودية والقطرية إلى منصات اختارتها روسيا، ودفعت بها إلى دي ميستورا لكي يختار منها وفد المعارضة، لا سيما لجنة مؤتمر القاهرة، التي يقودها المعارض البارز هيثم مناع، أو مؤتمر موسكو، الذي غلب فيه حضور المعارضة الداخلية في جولتيه المتتاليتين، مع التنويه بفائدة مؤتمر الرياض لإرضاء السعوديين، واستبعاد أي تمثيل عسكري بحصر الوفد التفاوضي بهذه المجموعات، وهي نكسة للأتراك والسعوديين والقطريين الذي كانوا يعوّلون على تحويل المجموعات المسلحة إلى كيانات سياسية، لدمجها في المسار السياسي، وقيادته عن بعد.
وتحتوي منصات لجنة القاهرة وموسكو عناصر اعتدال، وتوازن، في مواجهة «الائتلافيين»، والمجموعات «الاخوانية» أو السلفية، التي لا تزال تفرض شروطاً، تجاوزها التفاهم الروسي ـ الأميركي في القرار الدولي، وتتجاهل الحقائق الميدانية والسياسية، باستمرارها في المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، كما حدث في مؤتمر الرياض لعرقلة أي حل سياسي، ورهنه بمشيئة تركية أو سعودية، قبل أن يحسم الأميركيون والروس.
ويستبعد القرار من أي مفاوضات كل المجموعات التي لا تقبل بسوريا موحدة مستقلة ذات سيادة وغير طائفية، وهي عتبة لا يمكن للكثير من المجموعات المسلحة، أو السياسية تخطيها.
ويدعو القرار دي ميستورا إلى تنظيم مفاوضات قريبة جدا. وتبدو سوريا على موعد مهم في كانون الثاني لاختبار القرار الدولي الأول الذي يعبر عن تفاهم أميركي ـ روسي، والذي يتبنى رسميا خريطة الطريق نحو حل سياسي في سوريا، كما صاغها الروس في فيينا، والعودة إلى قراءة روسية لبيان جنيف الذي يكرس القرار بوضوح، والوضوح ليس ميزة القرارات الدولية، خصوصا بشأن هيئة انتقالية ذات صلاحيات كاملة لكن تحت قيادة سورية. ويضع ذلك الأسد في قلب المرحلة المقبلة، ولكنه يرهن استمراره في منصبه، بمشيئة السوريين، وبانتخابات تحت رقابة دولية في غضون 18 شهراً.
ويغلب على القرار في صيغته الأولى خريطة الطريق الروسية، التي تتميز بامتلاكها جدولا زمنيا واضحا، يوقف إطلاق النار، مع إطلاق العملية السياسية. ويطلب القرار من الأمم المتحدة تنظيم آليات تطبيق ومراقبة وقف إطلاق النار خلال شهر. والأرجح أن كل تفاصيل العملية، متوفرة في أدراج الأمم المتحدة، وقسم قوات حفظ السلام، الذي بدأ منذ سنوات، العمل على دراسة آليات وقف إطلاق النار، واستطلاع الدول التي يمكنها أن ترسل مراقبين وقوات فصل إلى سوريا .
واستبعد القرار الدولي من وقف العمليات العسكرية، دفاعية أو هجومية، «داعش» و»جبهة النصرة» وجماعات مماثلة كي لا يحسم النقاش في القائمة السوداء. و كان الأردن قد أحصى 160 تنظيما ومجموعة مسلحة، لوضعها على تلك اللائحة، وسلمها إلى موسكو. وأثنى القرار على الجهد الأردني، ولكن تأجيل نشر القائمة أو التوافق عليها يعكس مقاومة سعودية وتركية لوضع «احرار الشام» و»جيش الاسلام» على اللائحة كما يطالب بذلك الروس.
ومن المتوقع ان يستمر البحث بها في الأيام المقبلة، خصوصا انه من غير الممكن استمرار العمليات الروسية في الشمال السوري، بعد صدور القرار، من دون إلحاقه باللائحة التي تفرز المجموعات المسلحة غير الإرهابية، التي يمكن عندها دعوتها إلى المشاركة في الحرب على الإرهاب، ومواصلة الحرب على المجموعات الأخرى، وهي حرب ستؤدي إلى إضعاف التدخل التركي، خصوصاً ان اللائحة المقترحة أردنيا، تتضمن أسماء مجموعات تسيطر بشكل رئيسي على أرياف ادلب وحلب، كـ»احرار الشام»، و»جيش المهاجرين والانصار»، و»جند الاقصى» في ارياف حماه، و»نور الدين الزنكي» في ريف حلب الغربي بشكل خاص، وهي كلها امتدادات تركية، يريد الروس من وصمها بالإرهاب تصفية ما تبقى من تهديد تركي للشمال السوري، وللعملية السياسية .
والاهم أيضا، أن القرار يعيد الاعتبار إلى الأمم المتحدة، بتفعيل دورها في تنفيذ قرار مجلس الأمن، وتطبيق وقف إطلاق النار، والإشراف على مراقبته، وتقليص الأدوار الإقليمية، وإلغاء ما صدر عن مؤتمر الرياض، وتحويل فيينا وجنيف إلى مرجعية ثابتة دوليا، وإنهاء الشروط المسبقة لأي مفاوضات. كما يسقط القرار في طريقه أيضا، كل المرجعيات التي نبتت على تخوم الصراع السوري، كمجموعة أصدقاء سوريا، إذ ينص القرار بوضوح أن المرجعية في المسار السياسي السوري، هي مجموعة الدعم الدولية، المكونة من 17 دولة اجتمعت في فيينا «واحد» و»اثنين»، وعلى رأسها روسيا وإيران.
واعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري أنه لا بد من اتخاذ قرارات في غضون شهر أو شهرين بشأن طبيعة حكومة الوحدة السورية، فيما اشار نظيره الروسي سيرغي لافروف الى انه من الممكن التوصل لاتفاق بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا خلال ستة أشهر.
وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن دمشق توافق على القرار، والحكومة السورية مستعدة لوقف الاشتباكات في المناطق التي يتواجد فيها المسلحون السوريون وتسوية وضعهم، وسنواصل الحرب في المناطق التي يتواجد فيها إرهابيون.
النهار :
خلط حسابات وأوراق بعد ترشيح فرنجيه جلسة حكومية الاثنين تنهي أزمة النفايات؟
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "عكس صمت معظم القوى السياسية حيال إعلان رئيس "تيار المردة " النائب سليمان فرنجيه ترشيحه لرئاسة الجمهورية والمواقف التي قرن بها هذا الترشيح في مقابلته التلفزيونية مساء الخميس مشهدا سياسيا شديد الغموض لا يعتقد انه مرشح لتوضيح اتجاهاته قبل أسابيع عدة من مطلع السنة الجديدة".
ذلك ان رد الفعل شبه الوحيد والفوري المرحب بمواقف فرنجيه اقتصر على رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، فيما بدا واضحا ان فرنجيه أثار الكثير من التساؤلات المكتومة لدى القوى الرافضة او المتحفظة عن ترشيحه، الامر الذي لا يتوقع معه ان تتبلور مواقف هؤلاء قبل فترة من التقويمات الهادئة لأبعاد اندفاع فرنجيه في طرح نفسه مرشحا على أساس التسوية او المبادرة التي توافق عليها مع الرئيس سعد الحريري.
واذ لوحظ ان أوساط "تيار المستقبل" التزمت بدورها الصمت حيال مواقف فرنجيه، قالت مصادر سياسية مطلعة في فريق 14 آذار لـ"النهار" إن رئيس "المردة" تحدث في مقابلته التلفزيونية من موقع الشركة السياسية الكاملة مع الرئيس الحريري مدللا على عمق الاتفاق الذي توصلا اليه في لقاء باريس اولا ومن ثم في التنسيق المتواصل بينهما لاحقا في شأن الاتصالات التي يجريها كل منهما مع فريقه السياسي.
وفي ظل ذلك لفتت المصادر الى ان الانظار ستتركز في المقام الاول على موقف رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الذي لا يبدو مستعجلا تشتيت "معركته" في ظل النبرة التي لم تخل من حدة التي تحدث بها فرنجيه عنه".
لكن ذلك لا يحجب التساؤلات الواسعة التي ترددت امس عن مغزى "الارتياح" الذي أظهره فرنجيه سواء الى موقف "حزب الله" من حركته او الى اعلانه مواقف هي أشبه ببرنامج رئاسي. واذا كان هذا التطور سلط الاضواء على التداعيات المحتملة لتنافس المرشحين العماد عون والنائب فرنجيه ضمن فريق 8 آذار فان المصادر لا تخفي تخوفها ايضا من ارتداد مزيد من التداعيات على فريق 14 آذار الذي لا يبدو قادرا حتى الان على التوصل الى موقف واحد واضح من تطورات الملف الرئاسي.
ونقل في هذا السياق عن رئيس مجلس النواب نبيه بري ان مسعى الرئيس الحريري وترشيحه للنائب فرنجيه "صادق وأكثر من جدي"، وأنه اذا لم يتفق الاقطاب الموارنة على اسم منهم سيصبح الطريق مفتوحا في السنة المقبلة امام وجوه مارونية أخرى من غير ان يقفل الطريق على مبادرة الحريري التي يرى انها لا تزال سارية المفعول.
مجلس الوزراء
في سياق آخر، لاحت أخيرا معالم انفراج مأمول في أزمة النفايات التي تجاوزت قبل يومين شهرها الخامس، اذ دعا رئيس الوزراء تمام سلام الى جلسة لمجلس الوزراء بعد ظهر الاثنين لاطلاعه على نتائج المفاوضات التي أجريت مع شركات من أجل ترحيل النفايات الى الخارج. وأبلغت أوساط وزارية "النهار" أن جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء عصر الاثنين والذي وزع على الوزراء أمس، يتضمن موضوعين: خطة ترحيل النفايات واتفاق تعاون بين لبنان والاتحاد الاوروبي. وأوضحت ان هناك تكتما على التفاصيل المتعلقة بخطة ترحيل النفايات لجهة الكلفة وطريقة تمويلها. لكن الاوساط تحدثت عن تسريبات تفيد ان المشروع المقترح للترحيل يتضمن بندا يحمّل البلديات 25 في المئة من الكلفة على ان تتولى الدولة تحمّل 75 في المئة، وهذا الامر يثير اعتراض أطراف سياسيين يرفضون تحميل البلديات هذا العبء. وأشارت الى ان الاعتراضات الظاهرة حاليا قد تنتهي الى التحفظ أو الامتناع عن التصويت مما يسمح بإقرار الخطة . وذكرت أن هناك إمكانا لإقرار الخطة حتى لو بلغ عدد المعترضين ستة وزراء. كما ذكر في هذا السياق ان التلزيم سيذهب الى شركتين احداهما انكليزية لمالكين عرب ولبنانيين والاخرى هولندية لمالكين عرب ولبنانيين ايضا. ولم تحدد نهائيا بعد البلدان التي سترحل اليها النفايات علما انه تردد انها قد تكون دولا افريقية غير مرتبطة بمعاهدة بازل.
رد "المستقبل" وعسيري
وفي هذا السياق، رد "تيار المستقبل" امس على البيان الذي أصدره "حزب الله" وحمل فيه بحدة على المملكة العربية السعودية، كما انتقد موقف رئيس الحكومة فأكد "التيار" ان لبنان "لن يكون تحت أي ظرف ومهما أتيح لـ"حزب الله" ان يمتلك من سلاح غير شرعي وغير قانوني دولة ملحقة بالمحاور التي يريدها الحزب ومرجعياته الخارجية". كما رد السفير السعودي علي عواض عسيري على الحزب من غير أن يسميه فأسف "لمسارعة بعض الجهات في انتقاد التحالف الاسلامي وسوء فهم أهدافه"، مشيرا الى ان "بعض الجهات ترهن نفسها بمشاريع مشبوهة تهدف الى شرذمة دول المنطقة وشق الصف العربي واثارة النعرات المذهبية". واستغرب ان "بعض الاصوات التي انتقدت قرار المملكة هي التي يتهمها الرأي العام اللبناني بالامعان في انتهاك السيادة الوطنية ومصادرة قرار الدولة".
الاخبار :
الخليج يقاتل بـ«بلاك ووتر»: البحث عن نصر بالارتزاق
خليل كوثراني, دعاء سويدان
وكتب الاخبار تقول "يحفل التاريخ السعودي بأمثلة على الاستعانة بالمرتزقة ولا سيما في اليمن. اليوم، تعود شركة «بلاك ووتر» التي شاركت في أكثر من حرب، أشهرها غزو العراق، من بوابة العدوان على اليمن، تحت اسم جديد: «أكاديمي»، حيث توكل دول الخليج العاجزة، وفي مقدمتها الامارات والسعودية، مهمة القتال لمرتزقة من أصقاع العالم كافة، بحثاً عن نصر عسكري للتحالف... وإن بأيدٍ «مستأجرة»"
إبان الدخول الغربي غير المسبوق إلى الخليج خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990، تصاعد الخلاف الديني بشأن جواز الإستعانة بـ»الكفار» على «عدو» من المسلمين.
حمل هذا الخلاف السعودية على استصدار فتوى تبيح الاستعانة بغير المسلم مقابل اعتراض تنظيم «الإخوان المسلمين» وتنظيم «القاعدة» على الخطوة. حتى إن الملك السعودي حينها، فهد بن عبد العزيز، رفض عرضاً من زعيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، بتطوع مقاتلي التنظيم للدفاع عن أراضي المملكة نظير العدول عن فكرة استقدام القوات الأميركية. لم تتأخر فتوى رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن باز الشهيرة التي اعتبر فيها أن لا حرج في «الاستعانة ببعض الدول الكافرة لنصرة المظلومين من المسلمين ضد الظالم».
ويتحدث الصحافي الأميركي، جيريمي سكاهيل، عن بعض أسرار تلك المرحلة، في كتابه «بلاك ووتر: أخطر منظمة سرّية في العالم»، إذ يقول في مقدمة كتابه إن وزارة الدفاع الأميركية التي كان ديك تشيني على رأسها يومها دفعت إلى جانب قوات البلاد المرسلة للخليج بعشرة مقاولين خاصين لُزَّموا بدورهم مهمات في حرب عاصفة الصحراء.
وانطلاقاً من تجربة «تحرير الكويت» بدأت إدارة بوش الأب عملية تطوير واسعة لشركات الخدمات العسكرية والأمنية الخاصة. قاد تشيني مشروع الخصخصة السريعة للبيروقراطية العسكرية وعهد قبيل رحيله بدراسة إلى شركة Brown Root Services (إحدى الشركات الفرعية للشركة الأم هاليبورتون Halliburton) حول كيفية تنفيذ الخطة.
كانت «بلاك ووتر» وليدة أنشطة ديك تشيني في هذا المضمار. أسس الشركة إريك برانس المليونير الراديكالي الذي كانت له اليد الطولى في تمويل حملات بوش الانتخابية ورفد الاستراتيجية اليمينية المتطرفة. واستوحي اسم «بلاك ووتر» من المياه السوداء لمستنقع قاذورات ممتد على مساحة 111 ألف فدان من شرق فرجينيا إلى شمال شرق كارولينا الشمالية وذلك على مقربة من مبنى «جيش المرتزقة» كما باتت تعرف المنظمة.
وحصلت «بلاك ووتر» على أول عقد لها مع الإدارة الأميركية في شباط من عام 2000، لتكرّ بعده سبحة العقود التي بلغت قيمتها حتى سنة 2010 ما لا يقل عن 500 مليون دولار. ومثل غزو جورج بوش الإبن للعراق الفرصة الذهبية لإريك برانس الذي فاز بحصرية حماية رجالات الاحتلال في بلاد الرافدين وفي مقدمهم بول بريمر. في هذا البلد ذاع صيت «بلاك ووتر» وتلطخت سمعتها بسلسة انتهاكات كان آخرها جريمة ساحة النسور في أيلول 2007. جريمة طالبت الحكومة العراقية على اثرها الشركة بوقف أعمالها فوراً ومغادرة البلاد.
تاريخ سعودي من الارتزاق
في عام 1962 إندلعت حرب اليمن إثر انقلاب المشير عبدالله السلال (ثورة الجمهوريين) على الإمام محمد حميد الدين (آخر حكام المملكة المتوكلية)، وقد أعقب اندلاع الثورة تلك فرار الأخير إلى السعودية مدشناً ثورة مضادة سرعان ما ستحظى بدعم الرياض وعنايتها. دعم لم تتغير أشكاله ما دأبت عليه السعودية طيلة سنين حروبها الممتدة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، هكذا التزم السعوديون استراتيجية القتال بأذرع الارتزاق والمحاربة بأسياف الأجنبي.
يروي بعض المؤرخين لثورة «26 سبتمبر» أن السعودية أنفقت في الأشهر الأولى من الحرب (إبان عهد سعود بن عبد العزيز) 15 مليون دولار على استقدام المرتزقة الأوروبيين والزج بهم في الميدان اليمني بمواجهة الجمهوريين وحلفائهم. ويشير المؤرخون إلى أن مرتزقة من فرنسا وبلجيكا وبريطانيا جيء بهم للاستفادة من خبراتهم التي صقلت في حروب متعددة كروديسيا وشبه الجزيرة المالاوية والهند الصينية والجزائر. تولى هؤلاء المرتزقة (تقدر مصادر مصرية أعدادهم بحوالي 15 ألفاً) مهمات متشعبة تنوعت بين التخطيط والتجهيز وتدريب المقاتلين على استخدام الأسلحة المضادة للدبابات وزرع الألغام.
إسرائيل لم تكن بعيدة بحسب التأريخ المصري للحرب عن لعبة استجلاب المرتزقة إلى اليمن، حيث يورد الكاتب المصري محمد حسنين هيكل في توثيقه للثورة اليمنية أن إسرائيل أقامت اتصالات مع المئات من المرتزقة الأوروبيين، في حين يذكر الكاتب هارت ديفيس في كتابه «الحرب التي لم تكن» (« The War That Never Was «) أن مستشار المرتزقة الأوروبيين نيل بيلي مكلين زار تل أبيب والتقى رئيس الموساد الإسرائيلي عاميت مائير وحصل منه على التزام بتزويد الملكيين والمرتزقة بالأسلحة والذخائر. وتؤكد صحيفة «هآرتس» العبرية نقلاً عن الأرشيف المركزي الإسرائيلي أن إسرائيل سيرت على مدى عامين من حرب اليمن رحلات لدعم المعسكر السعودي في هذا البلد ضمن عملية عرفت باسم Porcupine Operation.
فصل آخر من فصول الاستعانة بالأجنبي شهدته أواخر سبعينيات القرن الماضي، ففي عام 1979 لجأت السلطات السعودية إلى وزارة الدفاع الفرنسية لقمع انتفاضة الحرم المكي التي عجز الحرس الوطني عن محاصرتها وتكبد جراء استعصائها مئات القتلى. وبالفعل، قدم الكابتن بول بريل أحد أبرز ضباط وحدة «مكافحة الإرهاب» الفرنسية إلى الرياض على رأس قوة كان وزير الدفاع الفرنسي إيفون بورجي قد كلفها مساعدة السعودية. وقد نجحت هذه القوة في إخماد انتفاضة جهيمان العتيبي وحسم الموقف على نحو دموي. ولم تحتج الإغاثة الفرنسية، التي حرصت الرياض على سريتها خوفاً من استثارة الجدل حول حرمة دخول غير المسلمين إلى الحرم المكي، إلى فتوى المؤسسة الدينية لتسويغها وشرعنتها.
«الربيع العربي»: أرض خصبة للمرتزقة
آذنت تجربة «بلاك ووتر» في العراق بأفول نجم المنظمة ونهاية عصرها الذهبي. عزز ذلك فشل إريك برانس في إعادة الروح لشركته عن طريق تغيير إسمها إلى «XE» عام 2010، لكن «الربيع العربي» حمل معه بشائر خير لأنشطة الارتزاق، إذ إن الأنظمة المتخوفة من امتداد الأحداث إليها بادرت في استنقاذ مرتزقة «بلاك ووتر» والإفادة منهم في تحصين منظوماتها الأمنية.
هكذا عادت «بلاك ووتر» إلى المنطقة تحت مسمى جديد هو «أكاديمي»، متخذةً من محيط مدينة زايد العسكرية في صحراء أبو ظبي مقراً لها. وتفيد المعلومات الواردة في الصحف الغربية وفي مقدمها «التايمز» البريطانية بهذا الشأن بأن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، أبرم قبل سنوات عقداً مع «بلاك ووتر» بلغت قيمته 500 مليون دولار. بموجب العقد المذكور، تتكفل الشركة بمهمات من بينها حماية أنابيب النفط وناطحات السحاب وتوفير الدعم اللوجستي للجيش الإماراتي والسيطرة على الإحتجاجات الداخلية. إلا أنه في الآونة الأخيرة، راجت معلومات تقول إن دور إريك برانس في المشروع قد انتهى وإن مسؤولية الإشراف على المعسكر انتقلت للجيش الإماراتي.
يكشف تقرير لشبكة «فولتير» الإخبارية الإيطالية أن عناصر من معسكر المرتزقة في أبو ظبي شاركوا في قمع الانتفاضة الشعبية بالبحرين، البلد الذي يمثل الإرتزاق سمة ثابتة لقواته الأمنية. عملت تلك العناصر جنباً إلى جنب آلاف الخبراء العسكريين السابقين الذين أوفدتهم مؤسسة الفوجي الباكستانية لمساعدة النظام البحريني على إخماد الانتفاضة.
الأخطر مما تقدم هو أن الشركات الإسرائيلية حجزت لها موقعاً لا يستهان به في الاستثمارات الأمنية في الخليج. تقارير عبرية متعددة زخرت بالمعلومات حول التغلغل الإسرائيلي في الممالك والإمارات. يوسي ميلمان محلل الشؤون الأمنية والعسكرية الإسرائيلية وأحد أكثر المقربين من المنظومة الأمنية في تل أبيب تحدث قبل أشهر عن أن 10 شركات أمنية إسرائيلية خاصة وأخرى تابعة لوزارة الأمن كثفت عملها في دول عربية وإسلامية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
الامارات المسؤول المباشر عن «بلاك ووتر» ودول الخليج مليئة بشركات أمنية إسرائيلية
في مقدمة هذه الشركات شركة G4S وشركة AGT التي عمل فيها قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق إيتان بن إلياهو. عمل الشركات المشار إليها يتم بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» تحت أسماء أوروبية وغربية مستعارة خشية افتضاح هويات العاملين وتعريض حياتهم للخطر.
يتضح من كل ما سلف أن لدولة الإمارات الباع الأطول في التعاطي مع الارتزاق الدولي، الأمر الذي سيفسر «أبوة» أبو ظبي لفكرة الإتيان بمرتزقة كولومبيين والدفع بهم إلى اليمن لمساندة التحالف السعودي. نجح محمد بن زايد على ما يبدو في إقناع حلفائه السعوديين بالفكرة المغامرة بعدما تبين له انسداد أفق الميدان اليمني.
أما لماذا الكولومبيون تحديداً؟
فالعودة إلى تحقيقات الصحافي جيريمي سكاهيل كفيلة بإيضاح جذور الإختيار. ففي أواخر آب 2006، إدعى عشرات الجنود الكولومبيين المرتبطين بعقود مع «بلاك ووتر» في العراق بأن الشركة تدفع للواحد منهم 34 دولاراً فقط في اليوم لقاء عمل يكسب نظراؤهم الأميركيون من خلاله مبالغ قياسية.
ضآلة الأجور تضاف إليها خبرة الجنود الكولومبيين الذين درّبتهم القوات الأميركية على مواجهة عصابات المعارضة اليسارية المعروفة بالفارك، وكذلك على القيام بعمليات «مكافحة الإرهاب» في أدغال كولومبيا وأنهارها، عاملان حملا «أكاديمي» (بلاك ووتر سابقاً) على الاستمرار في تلزيم مهمات القتال لمأجوري كولومبيا.
وليس الكولومبيون الوحيدين على قائمة الارتزاق في اليمن. أسماء بريطانية وأسترالية وأميركية وإيطالية وجنوب أفريقية فضحتها لائحة الخسائر الأجنبية التي تتولى القوات اليمنية تحديثها بعد كل معركة. وتظهر آخر المعلومات مقتل إيطالي وجنوب أفريقي وعريف أميركي من أصول باكستانية أثناء محاولتهم التقدم باتجاه منطقة حبيل سليمان وجولة المرور في تعز. وعلى الجبهة نفسها، كان قتل العقيد البريطاني المتقاعد آرثر كينستون والضابطين الأسترالي فيليب ستريتمان والمكسيكي ماسياس باكبناه ورابع فرنسي مع عناصر مجموعاتهم الأجنبية التي كانوا يقودونها في معارك متفرقة في المحافظة الواقعة جنوب غرب اليمن.
ويلاحظ من المعلومات الآنفة أن العسكريين الغربيين يلزمون قيادة وحدات الإرتزاق، فيما تتشكل المجموعات المقاتلة في الغالب من الكولومبيين وغيرهم من المقاتلين المنتمين إلى دول العالم الثالث.
اللواء :
مجلس الأمن يقرّ بالإجماع خطة لإنهاء الحرب في سوريا
وكتبت اللواء تقول "تبنى مجلس الامن الدولي الجمعة بالاجماع قرارا يدعم خطة طموحة لحل الازمة في سوريا وانهاء الحرب الدائرة في هذا البلد منذ قرابة خمس سنوات".
وينص القرار على ان تبدأ «في مطلع كانون الثاني» مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة» حول عملية انتقال سياسي تنهي الحرب في سوريا، كما ينص على ان يتزامن بدء هذه المفاوضات مع سريان وقف اطلاق نار في سائر انحاء سوريا.
ورحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي ترأس الجلسة بالقرار، معتبرا انه يرسل «رسالة واضحة الى كل المعنيين بأنه حان الوقت لوقف القتل في سوريا».
وإذ اكد كيري ان ليست لديه «اية اوهام» بشأن صعوبة تنفيذ هذه الخطة الطموحة، اشاد بهذا «القدر غير المسبوق من الوحدة» بين الدول الكبرى بشأن ضرورة ايجاد حل للازمة في سوريا.
من جهته رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ب»أول قرار يركز على السبل السياسية لحل الازمة» السورية، مشددا على ان «هذه خطوة بالغة الاهمية تتيح لنا المضي قدما» نحو حل ينهي النزاع.
واكد الامين العام ان الامم المتحدة «مستعدة» لاداء دورها في تنظيم مفاوضات السلام والاشراف على تطبيق وقف اطلاق النار المنصوص عليه في القرار.
ويطلب القرار من الامم المتحدة ان تعد ضمن مهلة شهر «خيارات» لارساء «آلية مراقبة وتحقق» من حسن تطبيق وقف اطلاق النار.
كما يطلب منها ان «تجمع ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة من اجل ان يبدآ مفاوضات رسمية حول عملية انتقال سياسي بشكل عاجل، على ان تبدأ المباحثات في بداية كانون الثاني 2016». ومن ثم إجراء انتخابات برعاية أممية.
وكذلك فان القرار يشير الى ان مجلس الامن «يؤكد على دعمه لاعلان جنيف» الصادر في حزيران 2012 بشأن الانتقال السياسي في سوريا و»يصادق على تصريحات فيينا».
ويقتبس القرار العناصر الواردة في خارطة الطريق التي اعدتها القوى الكبرى خلال اجتماعي تشرين الاول وتشرين الثانير في فيينا.
وعقد اجتماع ثالث لمسار فيينا أمس في نيويورك بحضور وزراء خارجية 17 دولة. واضافة الى المفاوضات بين النظام والمعارضة ووقف اطلاق النار، نصت خارطة طريق فيينا على تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر واجراء انتخابات في غضون 18 شهرا.
واتى هذا القرار ثمرة مباحثات طويلة وصعبة بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة)
من جانبه أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى أن «اجتماع المجموعة الدولية يؤكد التزام الدول بعملية فيينا ولا شك ان القرار الذي اعتمد للتو يثبت اتفاق شهر تشرين الثاني 2015 والذي دفع باتجاه تنفيذ اعلان جنيف»، موضحاً ان «هذه الاتفاقات هي منصة واحدة لحل الازمة السورية».
ولفت لافروف الى ان «اعلان فيينا هو ضمان اطار لتسوية عادلة خلال محادثات بين الدولة السورية والمعارضة السورية»، مؤكداً ان «الحوار الذي يقوده السوريون هو الذي ينهي المعاناة الكييرة للشعب السوري، إذ أن سوريا يجب ان تبقى موحدة ومسالمة، والشعب السوري وحده هو الذي يمكن ان يحدد مستقبله»، مؤكداً ان «القرار الأممي يؤكد ضرورة دعم من يعمل على هزيمة الإرهاب بسوريا».
المعارضة تتمسك
واختتمت المعارضة السورية اجتماعاتها في الرياض امس، وأعلنت تشكيلها هياكلها التفاوضية واستعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي لإنجاز مرحلة الحل السياسي، مشددة على أن الحل سيُبنى على مرحلة انتقالية بصلاحيات كاملة لا تضم الأسد، ووفق رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية رياض حجاب فإن إجراءات لبناء الثقة سيعمل عليها تمهيداً للتفاوض.
وقال حجاب إن الهيئة قامت بإقرار معايير واستراتيجية التفاوض خلال المرحلة القادمة، واشترط الوفد المفاوض على لسان المنسق العام إطلاق المعتقلين وفك الحصار عن المدن قبل انطلاق عملية التفاوض.
وأكد حجاب على إصرار المعارضة على طلبها بنظام حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، وأضاف أن المعركة التفاوضية تسير بالتوازي مع المعارك الميدانية على الأرض.
وأضاف للصحافيين إن المعارضة ستذهب للمفاوضات، استناداً لهذا المبدأ ولن تدخل في أي محادثات تستند لأي شيء آخر ولن تكون هناك تنازلات.
البناء :
واشنطن تسلّم بفشلها بإسقاط الأسد وتتقدّم بمشروع أممي يترك الرئاسة للسوريين
حوار ووقف للنار خلال شهر... ودستور وانتخابات برعاية أممية في سنة ونصف
سجال مستقبلي مع حزب الله... والعسيري على الخط... وترحيل النفايات لليوم
وكتب المحرر السياسي في الصحيفة "للمرة الأولى منذ أربع سنوات يتمكّن مجلس الأمن من إصدار قرار يحظى بإجماع أعضائه الذين انقسموا طيلة السنوات الماضية بين صفّ تقوده واشنطن وصفّ تقوده موسكو، حول مستقبل سورية ودور رئيسها في هذا المستقبل، والحرب التي أُديرت من واشنطن على سورية لإسقاط رئيسها، تحطّ رحالها في هذا القرار بالتسليم لروسيا بعدما صارت قواتها على الأرض وفي الأجواء والبحار، أنها صاحبة اليد العليا في هذا الملفّ، وبعد التسليم بأنّ إسقاط الرئيس السوري فوق طاقتها وطاقة حلفائها، وبأنّ العناد ومواصلة الحرب تحت هذا الشعار لن يغيّر في الموازين شيئاً، بل سيؤدّي إلى تجذّر التنظيمات الإرهابية، التي صارت قواعدها في سورية مرتكزات لحربها في بلاد الغرب".
ربح الرئيس السوري بشار الأسد الحرب الديبلوماسية مع ثبات حلفائه وثبات قواته وثبات شعبه، وفي الميدان يربح المزيد كلّ يوم، ليرتسم حلف الرابحين وحلف الخاسرين مقابله، حيث يندب الثنائي التركي السعودي حظهما العاثر، والغدر الأميركي بهما، كما يندب رئيس حزب القوات اللبنانية اليوم ما يسمّيه غدر الرئيس الحريري به، وشعار هذا الحلف الممتدّ من واشنطن إلى معراب، مروراً بالرياض وأنقرة وبيت الوسط: نغدر ويغدرون.
يقف الفرنسي والبريطاني للتعزية بكلمات تعيد التمسك بالهدف الذي سقط، عسى التعزية تساعد التركي والسعودي بتحمّل أوزار الهزيمة وأوجاع الصفعة، بعيداً عن مدى فاعلية القرار ومدى آماله بالتحقق واقعياً، بتطبيق بنوده، من وقف إطلاق للنار وبدء للحوار خلال شهر كانون الثاني المقبل، إلى الدعوة لحكومة موحّدة تشرف على وضع دستور جديد وإجراء انتخابات تحت الرعاية الأممية، وهي أهداف تصطدم بمجموعة عقبات أولها تصنيف التنظيمات التي يشملها وقف النار، وبالتالي من يتبقى منها للمشاركة في الحوار، وهي أمور لا تزال عالقة بين المشاركين في لقاء نيويورك، إلا أنّ القرار يقدّم إطاراً سياسياً ديبلوماسياً للحرب التي تخوضها سورية في وجه مشروع خارجي استهدف قرارها المستقلّ، ووضعها تحت الانتداب الأجنبي وتعيين هيئة حكم لها، بعد إسقاط رئيسها كرمز لقرارها المستقلّ وثوابتها المقاومة والعلمانية.
في لبنان سيقرأ الذين تورّطوا في حرب سورية تحت شعار إسقاط رئيسها، بتمعّن نصّ القرار حول سورية وسيقارنونه بالمشروع الذي أسقطه الفيتو الروسي الصيني قبل أربع سنوات وما نصّ عليه من دعوة الرئيس السوري إلى التنحّي وتسليم سلطاته الدستورية لنائبه فاروق الشرع، وسيعيدون الكثير من الحسابات، بما فيها مسارات الرئاسة وقانون الانتخابات النيابية، ومكانة الذين أُخذ عليهم أنهم ربطوا مصيرهم بمصير الرئيس السوري وهم اليوم على ضفة الرابحين باعتراف أميركي ترجمه قيام واشنطن بتقديم مشروع القرار الذي كشف الرئيس الروسي أنه صار موضوع تفاهم روسي أميركي.
في لبنان ارتفعت وتيرة السجال بين تيار المستقبل وحزب الله حول التحالف الذي تقوده السعودية، وتورّط رئيس الحكومة تمام سلام بإعلان الانضمام اللبناني إليه، وعارضه حزب الله بقوة، والبارز كان انضمام السفير السعودي علي عواض العسيري إلى جوقة التهجّم على حزب الله بصورة مثيرة للاستغراب، بينما تجتمع الحكومة اللبنانية بأمل التفاهم على خطة لترحيل النفايات وتواجه اختباراً أول منذ شهور على هذا الصعيد في قدرة صناعة تفاهم الممكن في ظلّ انقسامات سياسية حادّة تولّدت على خلفية تداعيات التسوية الرئاسية التي تبناها الرئيس سعد الحريري.
جلسة حكومية الإثنين
تصدّرت الدعوة التي وجّهها رئيس الحكومة تمام سلام لجلسة لمجلس الوزراء الإثنين المقبل لتناقش خطة ترحيل النفايات واتخاذ القرارات المناسبة في شأنها، واجهة الاهتمام المحلي، ومن المتوقع أن يتمحور النقاش في هذه الجلسة حول كيفية تأمين التغطية المالية لخطة ترحيل النفايات إلى الخارج ودرس المبالغ المتوقعة.
ووجّه سلام دعوة لعقد جلسة للمجلس عند الرابعة والنصف من بعد ظهر الاثنين لبحث اقتراحات وزير الزراعة لمعالجة وضع النفايات المنزلية الصلبة واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.
وبُعيد دعوته للجلسة الوزارية، انتقل سلام إلى عين التينة حيث اجتمع برئيس مجلس النواب نبيه بري. وأكد سلام بعد اللقاء أن «هناك إيجابية في ملف النفايات وثمة تصور سيتم طرحه كاملاً لتستكمل مستلزمات هذا الترحيل». ولفت إلى أن «الجلسة ستكون مخصصة للبحث في موضوع النفايات».
عقبات مالية وتقنية
وأشار وزير التنمية الإدارية نبيل دي فريج لـ«البناء» إلى أن «مجلس الوزراء سيعرض في جلسة الإثنين ما توصلت إليه لجنة النفايات في قضية الترحيل إلى الخارج وستطلع اللجنة الوزراء على تفاصيل المشروع لا سيما من الناحية المالية»، متوقعاً أن يحصل إجماع على خيار الترحيل وتوافق لإنهاء أزمة النفايات وإزالة مئات الأطنان من النفايات الموضوعة على الطرقات».
وأكد دي فريج أن «المجلس سيبحث بشكلٍ رئيسي العقبات المالية والتقنية التي لم تحل بعد وسيتخذ قرار نهائي بشأنها»، داعياً وزراء التيار الوطني الحر إلى التنبّه من أخطار عدم الموافقة على هذا الخيار أو عرقلته في مجلس الوزراء، «لأن المناطق المحسوبة عليه هي أكثر المناطق تضرراً جراء هذه الأزمة لا سيما المتن وكسروان وبيروت».
وعلمت «البناء» من مصادر وزارية أن «وزير المالية علي حسن خليل رفض أن يتحمّل المسؤولية وحده لناحية تأمين التكاليف المالية المطلوبة لمشروع الترحيل، بل فضّل وطلب أن يتحمل مجلس الوزراء هذه المسؤولية وبالتالي هو سيطبق قرار المجلس في هذا الخصوص».
العقدة بقانون الانتخاب
على خطٍ موازٍ انشغلت الأوساط السياسية في قراءة المواقف التي أطلقها رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية أول من أمس، وما إذا كانت مواقفه قد أعطت زخماً لمبادرة الرئيس سعد الحريري أم تراجعاً إلى الوراء.
ورفضت مصادر مقربة من الرابية اعتبار مواقف فرنجية سلبية، وأشارت لـ«البناء» إلى أن فرنجية مكوّن أساسي في تكتل التغيير والإصلاح وجزء من خطه السياسي، «لكن النقطة الخلافية معه والعقدة تتعلق بقانون الانتخاب الذي لا يعتبره العماد ميشال عون خاضعاً فقط للانقسام السياسي في البلد لأنه انقسام مفتعل بهدف التغطية على سرقة حق المسيحيين المكرّس في الدستور».
وشددت المصادر على أن «عون ومعه معظم المسيحيين لن يستسلموا إلى قدرية وحتمية الوصول إلى قانون الستين، وبالتالي استمرار إنتاج النواب المسيحيين من قبل شركائنا في الوطن وإنتاج أكثريات تشبه الأكثريات الحالية في المجلس النيابي».
وأيدت المصادر اقتراح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله القاضي بحل الرزمة الكاملة المتكاملة، «أي قانون انتخاب عادل ومنصف وانتخاب رئيس جمهورية بمعزل عن شخصية الرئيس أكان العماد عون أم الوزير فرنجية وهذا إلزامي وضروري لنجاح أي صيغة تنهي الفراغ الرئاسي».
وإذ رفضت المصادر التعليق على نظرة ومقاربة عون لمواقف فرنجية، أشارت إلى أن ما يقوله عون يعكس إرادة معظم المسيحيين.
وعن وضع مبادرة الحريري بعد كلام فرنجية، لفتت المصادر إلى تصريحات بعض صقور تيار المستقبل وتفسيرهم لمبادرة الحريري على أنها ليست سوى أفكار لم تصل حد المبادرة أو الاتفاق.
المبادرة مستمرة
في المقابل أكدت مصادر المستقبل لـ«البناء» أن «المبادرة مستمرة ولو مرّت بمرحلة من التباطؤ، لكن العمل جارٍ بعيداً عن الأضواء لتأمين الإجماع المطلوب لتأخذ المبادرة الطابع الشامل، كما قال الرئيس الحريري في السابق».
ولم تؤكد المصادر المعلومات التي تحدثت عن إطلالة إعلامية مرتقبة للحريري لإطلاع الرأي العام على تفاصيل المبادرة، كما فعل فرنجية، لكنها أكدت أن لا شيء يمنع الحريري من ذلك، «لأنه جدي في طرحه لكنه تريث بإعلانها رسمياً لمعرفة موقف الطرف الآخر منها».
وإذ أقرت المصادر باستمرار الخلاف بين «المستقبل» و«القوات» حول ملف الرئاسة، نفت أن يكون ذلك عقبة أمام استمرار الطرفين وتمسكهما بالتحالف.
جنبلاط: مقاربة فرنجية واقعية
ورأى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط أن «فرنجية أجاد بالأمس»، لافتاً عبر «تويتر» إلى «أن مقاربته للأمور واقعية وصريحة وعملية بعيداً من الشعارات الرنانة لبعض الساسة المتفلسفين». وأكد في المقابل، أن «التلاقي الغريب والعجيب للأضداد في تعطيل الانتخابات الرئاسية، يُضرّ بالاستقرار والمؤسسات والاقتصاد وهو نوع من العبث السياسي».
وكشف وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور، أن «هناك الكثير من الاتصالات غير المعلنة والتي تؤكد أن هذه التسوية المطروحة تحصد تقدماً تلو التقدم، وبعض المواقف التي كانت تبدو في لحظات معينة أنها تقارب المستحيل في موقفها من هذه المبادرة بدأت تتعاطى معها على قاعدة إيجابية».
بوصعب: عون مرشح 8 آذار
ورفض وزير التربية الياس بو صعب، التعليق على كلام فرنجية، مشدداً على أنه «وحتى تاريخه العماد ميشال عون مرشح أكثر من أي وقت مضى ليكون رئيساً، وفريق الثامن من آذار يقف خلفه».
رعد: على مموّل الإرهاب أن يخجل
واستمر الجدل السياسي الداخلي حول مسألة انضمام لبنان إلى التحالف الإسلامي الذي شكلته السعودية لمكافحة الإرهاب، وأكد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أنه «لا يحق لمن يدعم الإرهاب أن يتحدث عن مكافحة الإرهاب، وأن على الذي يمول الإرهاب أن يخجل ويستحي، ويخرج من ساحة المواجهة والصراع قبل أن ينشئ التحالفات ويدعو إلى إنشائها».
وتساءل رعد في تصريح: «أي إرهاب ستتم مواجهته؟ في حين أنكم مَن صنع الإرهاب، وأنتم منبعه وحماته ووكلاء الدفاع عنه، وأي نفاق هذا الذي يحاول البعض أن يروّجه»، مشيراً «إلى الترحيبات على الطريقة اللبنانية والمجاملات والإطراءات».
..وانضمام لبنان يُبَتّ في مجلس الوزراء
وأكدت مصادر وزارية في تيار المستقبل لـ«البناء» على ما قاله سلام بأن موضوع انضمام لبنان إلى التحالف لن يبحث في جلسة مجلس الوزراء الإثنين لتجنب أي خلافٍ قد ينشب بين الأطراف السياسية، ورأت في تشكيل التحالف فكرة جيدة وأن مشاركة لبنان مفيدة وإيجابية، لكن ضمن إطار الدستور وبناء على قرار من مجلس الوزراء ولا أحد يستطيع أن يقرّر وحده في هذا الموضوع.
وأسف سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، في تصريح، لـ«تعجّل بعض الجهات في انتقاد التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب وسوء فهم أهدافه عبر الغوص في تحليلات ورسم سيناريوات افتراضية بعيدة عن الواقع».
وأكد «أن قرارات المملكة العربية السعودية نابعة من قناعاتها ومن حرصها على مصلحة الأمتين العربية والإسلامية، ولا تستطيع أي جهة أن تملي على المملكة قراراتها، فيما بعض الجهات ترهن نفسها بمشاريع مشبوهة تهدف إلى شرذمة دول المنطقة وشق الصف العربي وإثارة النعرات المذهبية».
المعلومات يترك 2 من مرافقي يعقوب
في جديد قضية توقيف النائب السابق حسن يعقوب وبعد استدعاء أربعة من مرافقي يعقوب للاستماع إلى إفاداتهم في القضية، ترك فرع المعلومات، اثنين منهم وأبقى على اثنين آخرين استكمالاً للتحقيقات في هذا الملف.
وكشف علي يعقوب شقيق النائب يعقوب، خلال اللقاء التضامني مع يعقوب أمام قصر العدل، أن وزير العدل الليبي طلب من الوفد الرسمي اللبناني الذهاب إلى ليبيا فوراً لإطلاعه على ملابسات القضية، واصفاً استدراج كل عائلة يعقوب إلى التحقيق بـ«العار».
وأعلن يعقوب «الاعتصام اليوم أمام قصر العدل الساعة 10 صباحاً وهي وقت انتهاء مهلة التوقيف 48 ساعة»، وهدّد «بخطوات تصعيدية إن لم يصل هذا الأمر لخواتيم إيجابية».
وكان أهالي بلدة مقنة قد أقفلوا طريق مقنة – بعلبك – الهرمل بالإطارات المشتعلة ومنعوا حركة المرور، احتجاجاً على توقيف يعقوب. وأقدم المعتصمون على قطع الطريق أمام منزل المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود في وطى المصيطبة.