"نتيجة الصراع ستحمل تأثيرا متفجرا في المنطقة باكملها. وبالمقارنة مع هذا الوضع، فان الاطاحة بالعقيد معمر القذافي كان حدثا هامشيا".
نشرت صحيفة "ذي انديبندنت" البريطانية مقالا للكاتب الصحافي باتريك كوكبيرن حول التطورات في سورية يشير فيه الكاتب الى التداعيات الكبرى المحتملة في المنطقة لهذه التطورات ، كما يتحدث عن ازدواجية المعايير في تصرف بعض الدول العربية.
يقول الكاتب:
اعداء الرئيس السوري بشار الاسد يقتربون من القضاء عليه وعلى نظامه. فالجامعة العربية علقت عضوية سوريا، وتركيا التي كانت يوما ما حليفا مقربا تقود حملة السعي وراء استبدال الحكومة التي ظلت تحكم لاربعين عاما. فيما يجري القادة العرب محادثات مع الدول الاوروبية بشان اخضاع سوريا للعقوبات السياسية والعسكرية والاقتصادية ذاتها التي فرضت على ليبيا من قبل.
وتتردد تداعيات الهجوم الاخير في الشرق الاوسط وخارجه، لان نتيجة الصراع ستحمل تأثيرا متفجرا في المنطقة باكملها. وبالمقارنة مع هذا الوضع، فان الاطاحة بالعقيد معمر القذافي كان حدثا هامشيا. ورغم ما تتسم به هذه التطورات من تعقيد، فان التغطية في وسائل الاعلام كانت مضللة، بسيطة التفكير وذات بعد واحد، ما يحمل على الاعتقاد ان كل ما نشهده هو انتفاضة بطولية تقوم بها الجماهير السورية في مواجهة دولة البعث البوليسية الوحشية.
من المؤكد ان هذا المفهوم ليس الا احد ابعاد الازمة. فالقمع الوحشي يظل مستمرا. وتجوب فرق القتل في الشوارع. وقد اورد هذه الانباء صحفيون اجانب حظرت عليهم سوريا الدخول اليها فاعتمدوا على بيانات المعارضة. ومن السهولة بمكان استغلال المعارضة لوسائل الاعلام بالنظر لعدم توفر معلومات من الدولة. وتلقى بيانات المعارضة القبول وتنشر كما هي، ومنها ما نشر الاسبوع الماضي من تعرض مركز الاستخبارات التابع للقوات الجوية قرب دمشق لعملية اقتحام، رغم ان هناك انباء اخرى اشارت الى كل ما حدث لم يكن الا اصابة المبنى بصاروخ تسبب في تخريب الطلاء الخارجي.
ولا ريب في انه يجب ان يؤدي تجمع معارضي الحكومة السورية الى ان يكون واضحا لكل شخص ان الامر يتعلق اكثر من مجرد قلق عربي ودولي تجاه حقوق الانسان. وقد حصلت المملكة السعودية على مركز المقدمة. علما بان نظامها القمعي يعتبر احد انظمة الملكيات المطلقة القليلة المتبقية على الكوكب. ففي أذار (مارس) ارسلت 1500 من جنودها الى البحرين لقمع احتجاجات مماثلة تماما لتلك التي تجرى في سوريا. ووفرت السعودية دعما غير محدود الى السلطات البحرينية التي قامت بتعذيب مستشارين في المستشفيات لمجرد انهم قاموا بمعالجة المحتجين المصابين. ومن المعقول حقا ان على المملكة السعودية ان تهتم اساسا بمشاعر القلق الانسانية؟
من الامور اخرى الاكثر اقناعا للتدخل الدولي منذ عقود طويلة وتعاظما النضال الاميركي مع الحلفاء في "ناتو" واسرائيل والدول السنية في الشرق الاوسط ضد ايران. الا ان السنوات القليلة الماضية اظهرت محدودية التاثير لاي اجراء ضد ايران، لا يصل الى مرتبة القتال، التي تخشى من القتال نتيجة التهديد من واشنطن وتل ابيب.