تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 23-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الشأن الداخلي اللبناني وتنوعت الأهتمامات بين الحديث عن العقوبات الأميركية على حزب الله وبين الموضوع الرئاسي..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 23-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الشأن الداخلي اللبناني وتنوعت الأهتمامات بين الحديث عن العقوبات الأميركية على حزب الله وسعي بعض المصارف الى إرضاء واشنطن وبين الموضوع الرئاسي..
السفير
«حزب الله» يدافع عن نفسه.. حماية لجمهوره
مصارف لبنانية «تحارب» نواباً.. إرضاءً لأميركا!
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لم يكتف الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بتخصيص ظهوره الأول بعد اغتيال المقاوم الشهيد سمير القنطار للحديث عن تداعيات هذه الجريمة الاسرائيلية، بل دخل سريعاً في صلب الموضوع، مؤكداً على حتمية رد «حزب الله»، قبل أن ينتقل إلى الملف الذي كان مقرراً أساساً أن يخصص له الحيز الأكبر في إطلالة مستقلة.
استهداف «حزب الله»، الذي يأتي اغتيال القنطار في إطاره، تكثف في الفترة الأخيرة، حيث كانت أبرز تجلياته إقرار الكونغرس الأميركي، بمجلسيه، قانوناً يدعو إلى فرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع «حزب الله»، أضف إلى العمل على قطع تعامل قناة «المنار» التي صنفت «إرهابية» مع مشغلي الاقمار الصناعية التي تبث برامجها.
وإذا كان القانون الذي أقر يضع أمام الإدارة الأميركية مجموعة مهل تتأكد خلالها من تطبيقه، فهو يطلب منها أيضاً وضع لائحة بالدول التي تدعم «حزب الله» أو تلك التي يقيم فيها قاعدة لوجسـتية اساسية. وفيما يتخوف بعض المصرفيين من أن يكون لبنان من بين هذه الدول، ثمة في المقابل، من يذكّر أن «حزب الله» هو حزب لبناني ممثل في مجلسي النواب والوزراء.
وإذا كان القانون يطلب من وزارة الخزانة الأميركية فرض شروط قاسية على فتح أي حساب لأية جهة تقوم بتسهيل التعاملات مع «حزب الله»، فقد حسم السيد نصرالله الموقف بالتأكيد أنه «لا يوجد ودائع لحزب الله في مصارف العالم، ولا حتى في المصارف اللبنانية. لذلك، لا داعي للقلق لا في المصرف المركزي ولا في سواه».
وهو إذ أكد أيضاً أن الحزب ليس شريكاً في أي مشاريع تجارية أو شركات لبنانية أو غير لبنانية، طالب الحكومة والمصارف اللبنانية بحماية التجار اللبنانيين، رافضاً «الإجراءات التي يتخذها بعض المصارف»، ومحذرا من «الاستمرار في الانصياع للارادة الاميركية على هذا الصعيد».
مع ذلك، فقد كان وقْع موقف نصرالله إيجابياً على المصارف اللبنانية، فاعتبر مصدر معني أن الأمين العام لـ «حزب الله» أسدى خدمة كبيرة للقطاع بتأكيده أنه لا يتعامل مع المصارف في لبنان، «وهي رسالة يفترض ان تكون قد وصلت إلى المؤسسات الدولية والأميركية لتؤكد التزام المصارف بالتدابير والتعاميم الخارجية التي تؤثر على علاقتها بالمصارف العالمية عبر المصارف المراسلة التي تعتمد القوانين الخارجية».
وكان تعميم مصرف لبنان الرقم 126 قد طلب من المصارف اللبنانية التي تتعامل مع الأسواق العالمية أن تلتزم بالعقوبات التي تلتزم بها المصارف التي تتعامل معها. وهذا يعني، بحسب المصارف، أنها لا تقاطع الشركات لمجرد وجود قرارات ضدها بل لأن المصارف المراسلة تقاطعها التزاماً بالقرارات الدولية، ما يضطر المصارف اللبنانية إلى الالتزام تلافياً لقطع علاقتها معها.
من جهته، يقول مصدر في لجنة الرقابة على المصارف لـ «السفير» إن هناك عقلانية من قبل المصارف لجهة طريقة التعامل مع «حزب الله» وهناك عقلانية من قبل «حزب الله» بمعرفة هذا الواقع والتعامل معه منعاً للوقوع في المخالفات.
في المقابل، ثمة تأكيد في «حزب الله» على التعاون مع المصارف في الأمور التي يمكن أن تؤثر فعلاً على القطاع المصرفي في لبنان، بحيث يمكنه أن يتفهم على سبيل المثال أن لا يكون بإمكان مؤسسات الحزب إجراء التحويلات أو فتح الحسابات بالدولار، لكن نقطة الخلاف مع المصارف تتركز عند سعي بعضها «أن تكون ملكية أكثر من الملك»، بحيث تطبق إجراءات تتفوق حتى على ما هو مطلوب منها.
وقبل أشهر، انشغلت مراجع رسمية وحزبية بمعالجة قرار أحد المصارف الكبرى القاضي بإغلاق حسابات بعض نواب «حزب الله» حيث يوطنون رواتبهم، ونقل عن الرئيس نبيه بري الذي تابع هذه القضية مباشرة أن هؤلاء النواب هم ممثلون للشعب اللبناني ويقبضون رواتبهم من الخزينة اللبنانية، وبالعملة الوطنية لا بالدولار، أضف إلى أن حساباتهم شخصية لا حزبية أو تجارية. ولم يتراجع المصرف حينذاك إلا بعد أن سمع تحذيراً جدياً له بأن المقاومة «ستضطر للدفاع عن نفسها أمام من يسعى لمواجهة جمهورها»، وستدعو كل المناصرين والمؤيدين إلى مقاطعته.
طرحت تلك الحادثة، إضافة إلى حوادث مشابهة، أبرزها طلب مصرف كبير آخر، من عملاء لديه تسديد قروض إسكانية كانوا قد حصلوا عليها بواسطته، من المؤسسة العامة للإسكان، لأنه يريد إغلاق حساباتهم، ورفض مصرف ثالث فتح حساب توطين للرسوم المدرسية الخاصة بأبناء أحد النواب، إشكالات جدية تتعلق في كيفية حماية حق مواطنين لبنانيين من الإجراءات التعسفية التي تتخذ بحقهم.
واللافت للانتباه أن كل ذلك يجري من دون أن يكون للحكومة اللبنانية أي سلطة على أراضيها، بحيث يقوم مصرف لبناني يخضع للقانون اللبناني بإجراءات «تمس بمبدأ القانون ومنطق السيادة الوطنية»، من دون أن يكون لها أي موقف من الأمر!
وإذا كان مصرفيون يعتقدون أن القرارات الأميركية بفرض عقوبات ضد بعض المصارف والمؤسسات المالية تحمل في طياتها بوادر تدخل اسرائيلي عن طريق اللوبي اليهودي بما يملك من ثقل ونفوذ في مركز القرار المالي الدولي، فإن السؤال يبقى ما هو دور لبنان في المقابل وهل سيستمر في تلقي الضربات التي تنال من سيادته وتعرض مواطنيه للمخاطر، من دون أي رد، وقبل ذلك هل يملك لبنان الارادة والقدرة على الرد؟
ولأنه يبقى مفهوماً أن تعطي المصارف الأولوية لمصالحها على حساب مصالح مودعيها، خصوصا بعدما شاهدت بأم العين كيف تم إنهاء «البنك اللبناني ـ الكندي»، فإن المسؤولية تقع أولاً وأخيراً على السلطة السياسية، فإذا كانت الحكومة عاجزة عن المواجهة لاعتبارات عدة معظمها غير واقعي، فإن أبسط الإيمان أن تملك سياسات واضحة تسمح لها، على الأقل بتحديد خطوط دفاع عن السيادة الوطنية، بحيث تتحول هذه العملية إلى قاعدة تحكم عمل المصارف، بدل ان تكمل المصارف في سياسة الإذعان التام.
النهار
"إعلان بيروت للإعلام المستنير" ضد الإرهاب
بيع ذهب وآثار في لبنان لمصلحة "داعش"
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "عشية عيد المولد النبوي اليوم، قدمت دار الفتوى هدية الى اللبنانيين اذ جدّدت التزامها "قَبول الآخر الديني والمذهبي والوطني والعالمي، والتزام السلم والتكافؤ والثقة في حالات الاختلاف".
فقد اطلق مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي مصر الشيخ شوقي علام ومفتي الأردن الشيخ عبد الكريم خصاونة خلال اجتماعهم في دار الفتوى "إعلان بيروت للإعلام الديني المستنير"، وانطلقوا فيه من"تفاقم ظواهر التطرف في المجتمعات العربية والإسلامية، واستخدامها وسائل التواصل في التحريض على القتل والتنكيل والتكفير بما يسيءُ إلى الأديان والأخلاق، وإلى قواعد وأعراف العيش المشترك، والحريات الخاصّة والعامة، وإلى توجُّهات الشباب، وإلى رؤية العالم للعرب والإسلام". وأكدوا التزامهم المشترك الخطاب الديني الإصلاحي والوسطي بما يؤدّي إلى المساهمة في صون الدين على ثوابته وأعرافه المستقرة، ونشر قيم السماحة والاعتدال، وتعزيز السلم في المجتمعات، واستعادة الثقة بين الاجيال، ودعم تقاليد العيش المشترك، ودعوة الجهات الدينية الإسلامية والمسيحية إلى التعاون في إقامة "مرقب" للعيش المشترك يكون مقره في بيروت، يتابع الحالة الدينية في العالم العربي، وينشر تقارير موضوعيةً ونقديةً.
الارهاب الداعشي
وفي شأن متصل بالارهاب، أوقفت المديرية العامة للأمن العام بناء على اشارة النيابة العامة المختصة اللبناني ع.خ.م. لانتمائه الى تنظيم "داعش" الارهابي. واعترف بارتباطه بالتنظيم ومبايعته "أميره الشرعي في عكار" اللبناني الموقوف ب.ف. ونشاطه في مجال تصنيع المتفجرات وتجهيز العبوات والأحزمة الناسفة وتأمين الاسلحة، إضافة الى تجنيده أشخاصاً لمصلحة التنظيم، وتأليفه مع آخرين مجموعة مهمتها تنفيذ عمليات انتحارية ضد مراكز عسكرية وامنية.
على صعيد آخر، علمت "النهار" ان التنظيم الارهابي الذي يهرب الاثار السورية التي يستولي عليها ويبيعها للحصول على المال لتمويل عملياته، يجري بعض عملياته عبر لبنان. ولا يقتصر الأمر على الآثار وإنما يشمل الذهب.
ففي 13 نيسان الماضي، أوقف حاجز للجيش اللبناني في مدينة بعلبك السوري تركي قلفون، لعدم اكتمال أوراقه الثبوتية، وسلّمه إلى مخفر بعلبك الذي أحاله على شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي للتحقيق معه. وتبين من هاتفه الخليوي، انه غادر منطقة ابي سمراء في طرابلس بعد خمس دقائق من مقتل أسامة منصور وأنه كان ينوي الوصول إلى بلدة عرسال للقاء المدعو "أبو معتصم" من التابعية المصرية وهو ينتمي إلى تنظيم "داعش".
وأظهرت التحقيقات في حينه ان قلفون الذي نقل الى بيروت، سبق له ان زار مصر وتركيا والجزائر وربما كان يضطلع بدور في تجنيد عناصر لمصلحة التنظيم الإرهابي، وذلك في ضوء العثور في هاتفه على صورة له في معسكر تدريب تابع للتنظيم، كما عثر معه على كمية كبيرة من الأموال. من أين أتى قلفون بهذه الأموال؟ وما علاقته بـ"غ. غ." الذي يتولى تسويق بضائع "داعش" من ذهب وتحف قديمة واثار؟
في معلومات لـ"النهار" ان "غ. غ." هو خال تركي قلفون، والاخير كان يعمل لديه في ملحمة بمنطقة أبي سمراء في طرابلس، وهي ملحمة استحدثها الأول بعد قدومه من سوريا قبل نحو سنتين. لكن قاصد الملحمة يفاجأ بأسعار اللحم المتدنية جداً، اضافة الى كون صاحب الملحمة مهتم بأسعار الذهب وهو خصص شاشة في المحل لمتابعة أسعاره صعوداً وهبوطاً.
وتضيف المعلومات ان "غ. غ." وشريكه السوري أيضاً "ح. ل." يتواصلان مع تاجر لحم سوري كبير في حمص وحماه يدعى "ج. ك."، يرسل اليهما يومياً كميات اللحم التي يطلبانها، وتدخل عبر الحدود البرية من طريق العبودية أو من معبر الدبوسة، ويتولى الاشخاص الذين ينقلون اللحم عمليات التهريب. تتوقف السيارات في دوار العبدة - طريق حمص حيث يصار الى تفريغ الحمولة المخصصة للزبائن عبر سيارات لتوزيعها على المحال التي تشتري اللحم، أما الكمية التي يجب ان تصل الى ملحمة "غ. غ." في ابي سمراء فانها تسلك طريقها الى الملحمة من دون توقف. وهذه الحمولة لا تحتوي فقط على اللحم بل إن داخل أكياس اللحم سلعاً أخرى أهمّ: حبوب مخدرة وقد راجت كثيراً في طرابلس وبأسعار زهيدة جدا، تحف نادرة وكميات كبيرة من الذهب، بالاضافة الى المواد المتفجرة التي قد تكون تستخدم في التفجيرات التي تحصل في أكثر من منطقة لبنانية.
14 آذار
سياسياً، علمت "النهار" أن اجتماعاً قيادياً لقوى 14 آذار انعقد أمس وتخلله عرض لنتائج الاتصالات الاخيرة بين أركان هذه القوى، وكان تشديد على الوحدة والتنسيق والتضامن وتنظيم أي اختلاف طارئ. كما بحث المجتمعون في موضوعيّ الحوار وقانون الانتخاب. وتوقفوا عند الذكرى الثانية لإستشهاد الوزير السابق محمد شطح، وتقرر إحياء الذكرى الرابعة بعد ظهر الأحد 27 كانون الاول في جامع محمد الامين بوسط بيروت، على أن تلقى كلمة واحدة للرئيس فؤاد السنيورة بإسم "تيار المستقبل" و14 آذار تتضمن مواقف من التطورات.
الأخبار
جعجع للمستقبل: خيار ترشيح عون جدّي
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "لم يتمكّن الرئيس سعد الحريري بَعد من توسيع معسكر مؤيدي مبادرته الرئاسية. داخل بيته، المعترضون لا يزالون على موقفهم، وكذلك في صفوف حلفائه. أبرز المعترضين سمير جعجع الذي أبلغ الحريري رسمياً جديته في ترشيح العماد ميشال عون إلى الرئاسة فيما لو مضى المستقبل في خيار النائب سليمان فرنجية.
عملياً، دخلت القوى السياسية عطلة الأعياد، بعدما «اوجدت حلاً» على شكل «تهريبة»، لازمة النفايات، عبر اتخاذ قرار في مجلس الوزراء بترحيلها إلى الخارج، من دون معرفة وجهة الترحيل ولا «السلالة» السياسية ـــ المحلية للشركات التي ستُرحِّل، ولا الكلفة الحقيقية لخيار التصدير. وفيما استمرت تداعيات عملية اغتيال القائد المقاوم سمير القنطار من قِبل العدو الإسرائيلي، تشغل الساحة السياسية والامنية، دخلت الولايات المتحدة على الخط، كالعادة، مبلغة المسؤولين الرسميين اللبنانيين «تخوفها» من رد منتظر لحزب الله على جريمة اغتيال القنطار.
على صعيد آخر، يبدو أن الشأن الرئاسي هو الاكثر تأثراً بعطلة الاعياد، بعدما دخلت مبادرة الرئيس سعد الحريري الرامية إلى إيصال النائب سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا مرحلة جديدة من الجمود. فالحريري لم يُحرز أي تقدّم على مسار إقناع حلفائه بالتسوية التي يقترحها.
حتى أن بيته الداخلي لم «ينضبط» بعد. فعمّته النائبة بهية الحريري أعلنت أمس أن الشغور الرئاسي مؤذٍ، وكتلته النيابية أثنت على مبادرته، وعلى «روح التواصل التي يبديها الرئيس سعد الحريري مع مختلف الأطراف السياسية لفتح باب الخروج من أزمة الشغور الرئاسي الخطيرة بتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية»، محذّرة من «الأوضاع غير المستقرة على أكثر من صعيد سياسي وأمني وإقتصادي في المنطقة وخارجها بما يؤدي إلى انكشاف لبنان وأمنه وسلمه الأهلي واقتصاده ومستوى ونوعية عيش أبنائه».
لكن في المقابل، لا يزال الفريق «المستقبلي» المعارض للتسوية على موقفه. وأكثر من يعبّر عن هذا الموقف وزير العدل أشرف ريفي، الذي تحدّث امس عن «أصحاب الاحلام الذين يسعون لانتزاع التنازلات لصالح المحاور»، واصفاً أياهم بالواهمين. وكلامه لا يحمل اللبس، وخاصة أنه أتى في سياق حديثه عن الشغور الرئاسي، معتبراً أن «الفراغ المؤقت أرحم من انتخاب رئيس تصادمي لحين التوافق على رئيس يحظى بتأييد كل اللبنانيين».
وعلى صعيد حلفاء المستقبل، بقي موقف حزب الكتائب على ما هو عليه في رفض التسوية الحريرية، مغلفاً هذا الرفض بشعار «الموافقة على مشروع الرئيس لا اسمه». اما القوات اللبنانية، فلا يزال رئيسها سمير جعجع رأس حربة المعارضين لمبادرة الحريري. وعلمت «الاخبار» ان جعجع أبلغ الحريري رسمياً بأنه جدّي في خيار ترشيح الجنرال ميشال عون للرئاسة، في حال مضى الحريري في خيار ترشيح فرنجية حتى النهاية. وقال جعجع للحريريين، بحسب مصادر مستقبلية واخرى «وسطية»، إنه يملك اكثر من خيار لمواجهة احتمال تحوّل فرنجية إلى مرشّح رسمي لتيار المستقبل، ومن بينها المضي بترشيح عون، «بصورة جدية، لا كمناورة».
ونقل أحد زوار جعجع عنه قوله، على سبيل الطرفة، إن «مبادرة الرئيس الحريري دفعتني للرهان على السيد حسن نصرالله، فهو القادر على إفشال التسوية من خلال الاستمرار بدعم الجنرال عون».
من جهة أخرى، أثنت كتلة المستقبل النيابية على إقرار الحكومة خطة ترحيل النفايات، مدّعية «أنها ليست إلا خطوة مؤقتة ومرحلية أملتها الظروف والتجاذبات السياسية والاحتقانات التي منعت على اللبنانيين التفكير الصحيح والسليم في حل العديد من مشكلاتهم ومنها مشكلة النفايات. هذه الخطوة التي يجب أن تتوخى العدالة والانصاف بين جميع المناطق والبلديات دون أي تمييز في المعاملة، تنتظر أن يتمخض عنها إدراك سريع وعميق لدى اللبنانيين بأهمية العودة إلى إعتماد الحلول الصحيحة والدائمة لمشكلة النفايات وذلك في ضوء إقرار وإعتماد خطة مدروسة وشاملة تكون تشاركية من قبل الجميع ويتحمل أعباءها ويقطف ثمارها الجميع بما يحقق حلا حقيقيا وبتكاليف مالية معقولة ومنطقية تراعى فيها الاعتبارات الصحية والاقتصادية».
وكانت لافتة أمس مبادرة الكتلة إلى التعزية باستشهاد القائد المقاوِم سمير القنطار، واستنكار الاعتداء الإسرائيلي على سوريا.
باسيل: لا نقبل إلا التمييز بين المقاوم والتكفيري
وعلى صعيد متصل، أكد وزير الخارجية جبران باسيل «ان هناك موضوعين لا يجب ان نحيد عنهما وهما، الارهاب والنزوح، وهما ليسا من عندنا إنما أتيا إلينا. نحن ليس عندنا منظمات ارهابية، انما منشؤها من الخارج وتزرع عندنا، نحن ليس عندنا ارهابيون، وعندما يتهم احد ما بأنه ارهابي، واجبنا كلبنانيين ووزارة الخارجية ان نتصدى لهذا الامر وندافع عنه قبل ان يدافع عنه غيرنا. نحن لدينا احزاب لبنانية ممثلة في الحكومة ومجلس النواب وتمثل الشعب اللبناني، وهي قاومت ودافعت عن ارض لبنان وحررتها، ما جعلنا نتحدث بتعادل وتوازن مع جار عدو ينتهز اي فرصة للاعتداء علينا وقتلنا. بالامس قتل أطيب شبابنا وغدا لن يوفرنا، ولا يريد لنا الخير، ولم نستطع ان نتوازن معه لولا هؤلاء اللبنانيون الذين استشهدوا، وهؤلاء ليسوا بإرهابيين ولا نقبل الا ان يتم التمييز بين الذي دافع وقاوم واستشهد عن وطنه، وبين التكفيري الذي يكفّر الناس ويقتلهم لأنهم يختلفون عنه».
وبشأن النازحين، لفتت مصادر دبلوماسية في نيويورك إلى ان الولايات المتحدة هي التي قادت المساعي التي أكّدت على «طواعية» عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، بعد استتباب الأمن فيه، في القرار الأخير الذي أصدره مجلس الامن الدولي الأسبوع الماضي. وبعدما حاول لبنان حذف كلمة «طوعاً» من النص المتعلق بعودة النازحين، أصرّ الوفد الأميركي على إدراجها، وهو ما رأت فيه المصادر مشروعاً أميركياً، وضمناً اسرائيلياً، لإفراغ سوريا من جزء من اهلها، حتى في المرحلة اللاحقة لانتهاء الحرب فيها.
اللواء
الأعياد تفرض «هدنة قسرية».. و8 آذار تتمسك بالتسوية الشاملة
عسيري في بكركي يدعم التوافق على الرئاسة.. ومحاولة عونية لعرقلة ترحيل النفايات
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "اليوم يحتفل المسلمون في لبنان والعالمين العربي والإسلامي بذكرى مولد النبي محمّد (ص)، وبعد غد الجمعة يحتفل اللبنانيون والعالم بميلاد السيّد المسيح (ع)، وبقدر ما شكلت المناسبتان تأكيداً للتعايش بين المسلمين والمسيحيين، وتحفيزاً على تعزيز الروح الوطنية، الا ان التجاذب السياسي حول مقررات مجلس الوزراء بخصوص ترحيل النفايات، تصدر موقف تكتل «الاصلاح والتغيير» بالتزامن مع حملات تستهدف هذه الخطوة المعروفة دوافعها والمعروفة تكاليفها باعتبارها خياراً مراً لا بدّ منه للتخلص من هذه النفايات وشرورها البيئية والجرثومية، سواء على صحة المواطن أو على غذائه، حيث ان الخيار البديل لعدم وضع هذه المقررات موضع التنفيذ هو إبقاء النفايات مطروحة على بساط الأنهر والاودية وفي الشوارع والطرقات التي لم يعد لديها القدرة على استيعابها.
وبانتظار توقيع اتفاق التلزيم بين مجلس الإنماء والاعمار والشركتين اللتين رست عليهما «خيارات» التلزيم، من المتوقع ان تستمر عمليات التجاذب، من دون ان تؤثر على القرار الحكومي الذي جاء بعد أشهر طويلة ومتعبة من الانتظار. اما مسألة التمويل فهي ستكون على قاعدة التشارك بين الدولة والبلديات، من دون ارهاق خزينة الدولة أو كاهل المواطن، وعلى قاعدة ان البلديات يجب ان تتحمل مسؤولياتها المشمولة بالقوانين المرعية الاجراء.
الاستحقاق الرئاسي
في هذا الوقت، غاب الاستحقاق الرئاسي عن المواقف لا سيما بعد جلسة الحوار التي لم تتطرق إلى هذا الموضوع، كما غاب عن اجتماع الرابية، أمس، واكتفت كتلة «المستقبل» بالاشارة إلى ان الاستحقاق الرئاسي على جدول الاتصالات المستمرة للرئيس سعد الحريري مع مختلف الأطراف لفتح باب الخروج من أزمة الشغور الرئاسي.
وكشف عضو تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب سليم سلهب لـ«اللواء» ان اجتماع الرابية لم يتطرق إلى مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، لافتاً الى ان هناك نوعاً من التعميم على عدم الإدلاء بأي موقف سياسي من الآن وحتى رأس السنة الجديدة، «اذ ان كل شيء سيقال في وقته».
وفهم ان النائب ميشال عون تحاشى داخل الاجتماع نقل اي موقف، فيما اكتفت المناقشات على الاحاطة بما جرى في جلسة النفايات وجلسة الحوار. لكن مصادر التكتل وصفت المقابلة التلفزيونية الأخيرة للنائب فرنجية بأنها «اعادت الأمور إلى الوراء».
اما مصادر «القوات اللبنانية» فرأت ان الوضع ما زال مجمداً، مشيرة إلى ان الكلام الذي قاله الرئيس فؤاد السنيورة من ان الأفكار لم تصل بعد إلى حدّ المبادرة لا يزال ساري المفعول، معتبرة ان لا شيء يوحي ان المبادرة «ماشية»، مذكرة باهمية ان تكون المبادرة مقرونة بتسوية كاملة تحترم قوى 14 آذار في إطار دستوري.
ورداً على سؤال، قالت المصادر نفسها: إذا تمّ التسليم جدلاً بأن رئاسة الجمهورية آلت إلى قوى 8 آذار، فإن المنطق يقول ان العماد عون هو أولى بالمعروف.
وعلقت مصادر نيابية على موقف «القوات» والذي سبق ان نقله النائب فادي كرم عن الدكتور سمير جعجع، بقولها ان الأخير يسعى إلى «دغدغة» مشاعر عون لكي لا يتأثر بالضغوط عليه، وبالتالي إبقاء عون مرشحاً أوّل، وهو (أي جعجع) يريد بهذه الطريقة ان يمنع وصول فرنجية. وكشفت المصادر نفسها ان جعجع لم يتجاوب مع المسعى الأخير الذي قام به سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري بأن «يأخذ الأمور بالتي هي أحسن».
يذكر ان السفير عسيري زار أمس البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي مهنئاً بالاعياد الميلادية التي تزامنت هذه السنة مع عيد المولد النبوي الشريف، مشيراً إلى ان هذا التزامن يقدم بعداً جديداً للعيش المشترك الذي يتميّز به لبنان. وقال: «انطلاقاً من حرص قيادة بلادي على لبنان وشعبه الشقيق، ومن محبتي كمواطن عربي وسفير في هذا البلد الطيب، أشدّ على يد المسؤولين كافة الا يوفّروا أي جهد لإيجاد الحلول للأزمات القائمة كافة، ومنها التمكن من اجراء الانتخابات الرئاسية».
إلى ذلك، نقل أحد المشاركين في جلسة الحوار أمس الأوّل عن نائب في «حزب الله» قوله رداً على سؤال من أحد الحاضرين ان الحزب معني بالدرجة الأولى بتفاصيل التسوية الكاملة، وأن الرئاسة بحد ذاتها لا تعدو ان تكون تفصيلاً التسوية بصرف النظر عن المرشح.
التجاذب حول النازحين
وعلى وقع حملة وزير الخارجية جبران باسيل بعد عودته من اجتماعات نيويورك، على ما وصفه بتوجه دولي بعدم إلزام النازحين السوريين بالعودة إلى بلادهم بعد وقف الحرب، وترك الحرية لهم بالعودة أو عدمها، أو ما اسماه قرار مجلس الأمن «بالعودة الطوعية»، حضرت هذه الأزمة على جدول محادثات الرئيس تمام سلام مع نظيره الإيطالي ماثيو رينزي، حيث جرى التداول بالعبء الكبير الذي يتحمله لبنان في إطار النزوح السوري، وهو الأمر الذي ايده المسؤول الدولي الإيطالي مؤكداً ان عدد النازحين الذين استقبلهم لبنان على صغر مساحته وعدد سكانه يفوق بعشرات مرات عدد اللاجئين الذين أتوا إلى إيطاليا هذه السنة، مع العلم ان إيطاليا أكبر من لبنان 15 مرّة.
في هذا الوقت أكدت السفارة الالمانية في بيان لها أمس، ان حجم المساعدات الالمانية للبنان تخطى الـ160 مليون دولار في العام 2015، مشيرة إلى ان المانيا قدمت هبات مالية هائلة لدعم المؤسسات الإقليمية التي برزت في لبنان منذ بداية الأزمة السورية، إضافة إلى انها قدمت 1.4 مليار دولار لمساعدة المحتاجين في المنطقة.
وكان الوزير باسيل، مضى أمس في حملته تجاه عبارة «العودة الطوعية» للنازحين السوريين، فوجه كتاباً رسمياً إلى الأمم المتحدة جدد فيه رفض لبنان لهذه العبارة التي وردت في القرار الدولي 2254، مشيراً إلى ان الإصرار على توصيف العودة بأنها طوعية، حتى بعد انتهاء الصراع، يثير المخاوف من توطين ودمج النازحين السوريين في لبنان، مشيراً إلى ان لا مبرر يسوغ لأي سبب من الأسباب بقاءهم في لبنان بعد انتهاء الصراع».
اما كتلة «المستقبل» التي شككت بأغراض حملة باسيل لأغراض شعبوية ولاثارة الغرائز والنعرات من خلال التهويل بالتوطين وغيره، فقد لفتت إلى ان وجود اللاجئين في لبنان هو وجود مؤقت اقتضته الظروف الإنسانية المستحيلة السائدة في سوريا، مؤكدة موقفها الثابت والنهائي في حتمية عودة جميع اللاجئين السوريين إلى ديارهم، مشيرة إلى ان هذا أمر «يجمع عليه اللبنانيون».
جولة سلام
وعشية عيد المولد النبوي اليوم، أجرى الرئيس تمام سلام جولة واسعة من اللقاءات مع المرجعيات الروحية الإسلامية، بدأها بزيارة لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ثم نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، وأخيراً لشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن.
وشدّد سلام في كلمة وجهها إلى اللبنانيين لمناسبة الأعياد على أمله في ان تحل علينا الأعياد العام المقبل ويكون لبنان قد تخطى أزمة الشغور الرئاسي التي عطّلت مؤسساتنا وانهكت اقتصادنا، لنمضي جميعاً في مسار سياسي سليم نعيد فيه الاعتبار لنظامنا الديمقراطي وآلياته، ونلتفت إلى احتياجاتنا الملحة، ونحصن بلدنا إزاء تداعيات الأحداث المؤلمة الجارية في المنطقة». واعرب الرئيس سلام عن تقديره للجهود التي تقوم بها المرجعيات الروحية في لبنان لتثبيت الاعتدال والمعتدلين في الخطاب والعمل الديني.
ولم يخل موضوع رئاسة الجمهورية من رسالة المفتي دريان في ذكرى المولد النبوي، إذ عبر عن اطمئنانه إلى ان الفرج آت مهما اشتدت الصعاب ووضعت العراقيل في طريق انتخاب رئيس للبنان، مشيراً إلى ان المبادرات الوطنية للحث على الانتخاب هي نوايا صادقة ويعوّل عليها. وقال: «قرأت في الصحف ان مجلس الوزراء اجتمع لبحث مشكلة النفايات فقط والعالقة منذ قرابة العام، فيا بخت النفايات، ولكي يجتمع مجلس نوابنا لانتخاب رئيس يكاد يمضي عامان على خلو المنصب منه فقط؟ وتابع: «لا يزال لدينا أمل».
البناء
واشنطن تردّ على المطالبين بالتمسك برحيل الأسد بثقتها بالاحتكام للانتخابات
نيويورك منشغلة بترتيبات إنجاز وقف النار وأطرافه ومراقبته في سورية واليمن
المنطقة تنتظر ردّ المقاومة لرسم التسويات بما فيها الرئاسة... والسيد يُطلّ مجدّداً
صحيفة البناء كتبت تقول "فيما بدأ أنّ كلّ شيء بات معلقاً على التوازنات التي ستحملها حالة المواجهة المفتوحة بين «إسرائيل» والمقاومة على خلفية اغتيال الشهيد سمير القنطار، وهي مواجهة وصفها الأمين العام لحزب الله كفرعٍ من أصل يستهدف المقاومة في ميادين متعدّدة وعلى جبهات مختلفة وبأدوات متنوّعة، بات قطار التسويات يسير ببطء فالمكانة التي تحتلها المقاومة في تحديد الثقل النوعي لقوة حلفائها لا يتيح التوصل لتسويات مبنية على فرضية إضعافها لدى الخصوم والثقة بنصرها لدى الحلفاء، وطالما أنّ الحرب التي تستهدف المقاومة باتت مرتبطة بترسيم أطر تطال وضع سقوف تتصل بمستقبل جبهة الجولان من جهة، ومصير أنبوب الغاز «الإسرائيلي» إلى تركيا كبديل عن الغاز الروسي، وصِلته بحرب الغاز والنفط في المنطقة من جهة أخرى، وبالقدرة على تحويل الإجراءات الأميركية والسعودية العدائية التي تستهدف حزب الله مالياً وإعلامياً إلى قفص حديدي يوضَعُ حزب الله فيه، وتتوّجه معادلة رئاسية تقيّد تطلعاته وطموحات حلفائه، فقد صار كلّ شيء معلقاً بانتظار نتائج هذه الجولة التي يبدو أنّ فصولها ستتمّ على أكثر من إيقاع ساخن وبارد، بينما تتواصل محاولات التأقلم مع الثوابت في مسارات التسويات، فيدور على جبهتَيْ الأزمتين اليمنية والسورية، بحث وتشاور لبلورة سلة الإجراءات الأممية الواجب السير فيها، عندما تنضج الساحتان لتطبيق وقف إطلاق النار، بتحديد أطرافه، وإجراءاته، وآلية التحقق منه ومراقبة أحكامه. وهذا ما تشكلت له في نيويورك فرق عمل على مستوى الأمم المتحدة، بينما كانت واشنطن تتموضع على لسان وزارة الخارجية عند خط التسويق العلني للمرة الأولى لاعتبار الجمع بين التمسك برحيل الرئيس السوري بشار الأسد والقبول بمسار فيينا وما تضمّنه من تمسك بحصر مسؤولية الرئاسة السورية ومستقبلها بالسوريين، وفقاً لمعادلة الاحتكام إلى صناديق الاقتراع فقالت الخارجية الأميركية إنّ أيّ انتخابات سورية نزيهة لن تتيح إعادة انتخاب الرئيس السوري، ما يعني القبول بالاحتكام للانتخابات على قاعدة هذه الثقة ومواجهة رافضي هذا الخيار، بالقول إذا توافرت الرعاية الأممية التي نصّ عليها القرار 2254 فما هو عذر رفض الانتخابات لمن يثقون بأنهم معارضون للرئيس السوري وواثقون بالقدر نفسه بأنّ أغلبية السوريين معهم؟
في كيان الاحتلال، كما في العالم والمنطقة، تُحبَس الأنفاس لقراءة المسارات النهائية لجولة ما قبل ترسيم التسويات، لما سيجري على جبهة الاشتباك الكامنة والمهدّدة بالتفجّر بين المقاومة وجيش الاحتلال، وفي قلب الانتظار الطويل، انتظار أقصر لإطلالة ثانية متوقعة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في حفل تأبين للشهيد سمير القنطار، يتوقع أن تكون الأسبوع المقبل.
روسيا و«إسرائيل».. قواعد منع اصطدام
تتجه بعض الأوساط السياسية إلى التساؤل حول الدور الروسي في العملية الصهيونية التي استهدفت عميد الأسرى المحررين الشهيد سمير القنطار ورفاقه. وتقول مصادر مطلعة لـ«البناء» «إن مقاربة الموضوع ينبغي أن تكون من الناحية السياسية والاستراتيجية، فمن الناحية الاستراتيجية لا يظنّ أحد أن روسيا في سورية من أجل مواجهة «إسرائيل» وحماية المقاومة، وهذا أمر مُسلَّمٌ به عند الطرفين، لكن هذا لا يعني أن الوجود الروسي لم يغيّر من طبيعة السلوك «الإسرائيلي» في الميدان. على سبيل المثال، منذ انتشار منظومة الصواريخ الروسية وامتلاك موسكو السيطرة الجوية على أكثر من 85 من الفضاء السوري، امتنعت «إسرائيل» عن خرق هذه الأجواء». وتشير المصادر إلى «أنه في المجال السياسي ليست روسيا عدواً لـ«إسرائيل»، ولكن لا نستطيع القول إنها حليفة «إسرائيل» مهما كانت الظروف والسلوكيات، إنما العلاقة بينهما تحكمها قواعد التنسيق السلبي أي قواعد منع الاصطدام». من الناحية العسكرية، يقول العميد المتقاعد أمين حطيط لـ«البناء»إن إسرائيل وبامتلاكها صاروخ سبايس المجنّح ذا الرأس الموجَّه قادرة على إصابة الهدف بهذا الصاروخ من مسافة كافية لتدميره من دون الدخول في الأجواء السورية غير المحتلة، وهذا يعني أنها من منطقة متقدمة في الجولان المحتل تستطيع أن تصيب الهدف من دون أن تدخل طائراتها في مجال فعالية منظومة الدفاع الروسي، وعلى هذا الأساس فإن كل ما يُقال عن دور روسي في هذا الموضوع يُستعمل على سبيل الدسّ والتشكيك بين الحلفاء في الميدان السوري».
السيّد يُطلّ الأسبوع المقبل
وبانتظار الإطلالة الجديدة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأسبوع المقبل، فرض الوعد الذي قطعه السيد نصرالله بالردّ على عملية اغتيال الشهيد القنطار في الزمان والمكان المناسبين، شبه منع للتجوّل قبالة الحدود اللبنانية الجنوبية وتبين أن «الإسرائيليين» وزّعوا عشرات الدبابات والمدرّعات في محيط مواقعهم العسكرية خاصاً في تلال العرقوب تحسّباً لأي هجمات ممكن أن ينفذها رجال المقاومة ضدّها مما دفع بقوات اليونيفل والجيش اللبناني إلى تكثيف دورياتهما الميدانية المشتركة على مختلف محاور المنطقة وصولاً إلى مرتفعات العرقوب وبوابة مزارع شبعا.
وأكد المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس «أن اللبنانيين سينتصرون على الموت العبثي الذي يزرعه العدو «الإسرائيلي» والجماعات التكفيرية»، مؤكداً دقة المرحلة الحالية للبنان في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة، حيث يشكل التوسّع الأفقي لـ «داعش» أبرز هذه المخاطر». ودانت كتلة المستقبل «العدوانَ «الإسرائيلي» على سورية وكذلك عملية الاغتيال الجبانة والمجرمة التي تعرض لها الشهيد القنطار على الأراضي السورية»، محمّلة في البيان الذي أصدرته «المجتمع الدولي والأطراف الدولية المتداخلة على الأرض السورية مسؤولية هذه الجرائم النكراء بحق الشعب السوري».
عون: كلمة الغدر ليست في قاموس السيد
وفيما لا يزال تيار المستقبل ماضياً بترشيحه رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية من دون أن يعلن رئيسه سعد الحريري تبنيه الترشيح رسمياً، في وقت نقل زوار رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون عنه قوله لـ«البناء» إنه مطمئن جداً لدعم حزب الله لترشيحه، قائلاً: «لكل مَن راهن على تخلي حزب الله عني أن كلمة الغدر ليست موجودة في قاموس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وأن تكاملاً وجودياً يجمعنا». ورأى «أن الطريقة التي تعاطى بها رئيس تيار المردة في ملف الترشيح تعتبر خطأ جسيماً، بخاصة أننا أبناء الخط الواحد».
وأكدت مصادر 14 آذار لـ«البناء» «أن الجلسة 34 لانتخاب الرئيس لن تكون الجلسة الأخيرة التي سيدعو إليها الرئيس نبيه بري»، مشيرة إلى «أن الأمور لم تنضج بعد، وأن تعقيدات كثيرة تحيط بالتسوية التي تتهاوى يوماً بعد يوم».
الراعي: عيدنا انتخاب رئيس الجمهورية
ورأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الذي يوجِّه إلى اللبنانيين اليوم رسالة الميلاد، أن «العيد الذي ننتظره في لبنان هو انتخاب رئيس للجمهورية»، مشيراً إلى أن «ما دام لا رئيس فلا معنى للعيد عندنا. بوجود الرئيس، المجلس النيابي يشرّع والحكومة تعمل والمؤسسات تستعيد دورها وتعود الحياة إلى المجتمع، فعبثاً يقنعنا أحد أو نقنع أنفسنا بأن لبنان يسير من دون رئيس للجمهورية»، مضيفاً «هذا هو العيد الحقيقي الذي نتمناه، ونحن خاطبنا أكثر من مرة الكتل السياسية والنيابية لانتخاب رئيس، وحتى الآن رفضوا ذلك، وأنا أسألهم هل تعيشون في حالة عيد؟ لا اعتقد ذلك لأن مَن يعيش العيد هو الذي يصنعه».
وفي إطار زياراته على القيادات المسيحية السياسية والروحية للسير بالتسوية الرئاسية، شدّد السفير السعودي علي عواض عسيري من بكركي على «أن الوحدة الوطنيّة هي القاعدة الذهبية لديمومة لبنان وأشد على يد المسؤولين كافة لكي لا يوفروا أي جهد لإيجاد الحلول للأزمات القائمة». وأكد السفير المصري محمد بدر الدين زايد من السراي الحكومية «أن موقف مصر هو ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي وإبعاد لبنان وتحييده عن الاستقطاب الإقليمي».
«الكتائب» يشكك في صفقة النفايات
إلى ذلك، أثار الغموض الذي أحاط بآلية ترحيل النفايات شكوك وزراء حزب الكتائب والتيار الوطني الحر. واستغربت مصادر كتائبية لـ«البناء» الحديث عن «أن ترحيل النفايات مؤقت»، مشيرة إلى أن «العقد قابل للتجديد»، ومبدية قلقها من قبول الشركتين البريطانية والهولندية ورفض لشركات أخرى من دون إجراء مناقصات ومن دون أن نعلم كيف تمت عملية الاختيار ووفق أية معايير والتذرع بأن لا وقت لذلك».
«تكتل التغيير» إقرار الترحيل خالف آلية قرارات الحكومة
ورأى تكتل التغيير والإصلاح «أن الآلية التي اعتمدت من أجل إقرار ترحيل النفايات أمر خالف الآلية المتفق عليها في اتخاذ القرارات الحكومية في ظل الفراغ الرئاسي». وأوضح «التكتل» «أن التيار الوطني الحر لا يعطل إنما يعمل على تحسين آلية اتخاذ القرار في ظل الفراغ الرئاسي».
في المقابل، أكدت مصادر وزارية لـ«البناء»، أن وجهة ترحيل النفايات ستتحدد بعد توقيع الشركتين الهولندية والبريطانية العقد مع مجلس الإنماء والإعمار»، مشيرة إلى «أن كلفة الترحيل لن تتعدّى 212 دولاراً». وشدّدت المصادر على «أن النفايات الموجودة في الكرنتينا والعمروسية سيتم تجميعها ونقلها إلى المرفأ لترحيلها أيضاً.