21-11-2024 08:49 PM بتوقيت القدس المحتلة

كيان العدو.. و"فوبيا" #سمير_القنطار

كيان العدو.. و

"... الشهيد سمير القنطار واحد منا وقائد في مقاومتنا وقد قتله الاسرائيلي ومن حقنا ان نرد على اغتياله بالزمان والمكان وبالطريقة التي نراها مناسبة ونحن في حزب الله سنمارس هذا الحق بعون الله وتوفيقه..".

ذوالفقار ضاهر

"... الشهيد سمير القنطار واحد منا وقائد في مقاومتنا وقد قتله الاسرائيلي ومن حقنا ان نرد على اغتياله بالزمان والمكان وبالطريقة التي نراها مناسبة ونحن في حزب الله سنمارس هذا الحق بعون الله وتوفيقه.."، هذا ما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في إطلالته التلفزيونية مساء الاثنين 21-12-2015 اي يوم تشييع "عميد الاسرى" الشهيد القائد سمير القنطار.

".. إذا لم يتعلم الاسرائيلي من كل تجاربه الفاشلة باغتيال القادة فسيدرك انه ارتكب حماقة باغتيال سمير القنطار..."، وهذا ما أعلنه رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين خلال تشييع الشهيد القنطار في الضاحية الجنوبية لبيروت.

هذا الموقف الحازم والجازم لحزب الله سيجعل العدو الاسرائيلي بكله وكلله من كيانه الغاصب الى قادته العسكريين والامنيين والسياسيين وكل مستوطنيه يعيشون تحت وطأة عقدة طالما أرقت الصهاينة ، هذه العقدة اسمها "سمير القنطار".

عن تحدي "اسرئيل" وهزيمتها..

فالرجل الصلب شكل للصهاينة مصدر ازعاج طوال ما يزيد عن ثلاثة عقود ونيف، فهو في ريعان الشباب كان كبقية المقاومين يقلقون العدو بعملياتهم وضرباتهم له حيث يتألم، وفي الاسر شكل سمير القنطار عقدة لسجانه في المعتقلات وحتى في اروقة الحكم داخل الكيان الغاصب، فهو المحكوم عليه في الكيان الغاصب بحكم غريب عجيب هو الحبس 542 عاما وثلاثة احكام بالسجن المؤبد، كما نقل عن رئيس حكومة العدو السابق مناحيم بيغن قوله "في ما يتعلق بسمير القنطار، فإننا نفكر له بانتقام لم يخترعه الشيطان".

لكن القنطار بفضل الله وسواعد مجاهدي المقاومة "هزم الشيطان" وربيبته "اسرائيل" وأطلق حرا في عملية تبادل في العام 2008 ليعود بعدها الى ميدان الجهاد ويكرس انه عقدة للصهاينة، فعملوا على اغتياله، فماذا كانت النتيجة؟ في البدء بالتأكيد سيعيش العدو حالة من الخوف والقلق والترقب الدائم، طالما ان القاومة أعلنت بصريح العبارة على لسان السيد نصر الله ان الرد آت والمقاومة تقرر كيف ومتى واين سيكون؟

حول ذك يلفت "محرر الشؤون الاسرائيلية" في "قناة المنار" حسن حجازي الى ان "سلطات الاحتلال الاسرائيلي ومنذ انتهاء كلمة السيد نصر الله الاخيرة قامت باتخاذ العديد من الاجراءات الامنية والعسكرية في شمال فلسطين المحتلة ولا سيما في المنطقة القريبة من الحدود مع لبنان"، ويضيف ان "هذه الاجراءات برزت بشكل واضح من خلال عدة خطوات منها ما يتعلق بالطلب من المستوطنين عدم الاقتراب من السياج الشائك لعدم توفير اهداف سهلة لحزب الله لكي يقوم بضربها او الرد السريع على اغتيال سمير القنطار بحسب التعبيرات التي يستخدمها اعلام العدو".

ويشير حجازي في حديث لموقع "قناة المنار" الى انه "على الصعيد العسكري قام العدو بعدة خطوات قريبة من الحدود مع لبنان فهو قلل من حضور قواته على الارض وقلص حجم هذا الحضور بالاضافة الى اتخاذه بعض الاجراءات العسكرية في مراكزه القريبة من الحدود وأقام بعض الحواجز العسكرية لمنع وصول المستوطنين الى مناطق مكشوفة ومحاذية او قريبة من الحدود مع لبنان"، ويؤكد ان "الاجراءات المفروضة اليوم على طول الحدود مع فلسطين المحتلة تظهر مستوى الحذر والتأهب عند عناصر العدو الذي لا يتحركوا سوى بآليات مدرعة او عدم خروجهم الى مساحة او اماكن مكشوفة خشية استهدافهم بأي لحظة من قبل مجاهدي المقاومة".

وسائل اعلام العدو تؤكد ان "الصهاينة باتوا يعيشون الآن في مرحلة او في حالة ان رد المقاومة قادم ولكن بانتظار الشكل والتوقيت والمكان الذي تحدده المقاومة نفسها"، بحسب ما يقول حجازي، الذي يضيف ان "اللافت في تحليلات وسائل الاعلام الصهيونية هو التركيز على المصطلحات او الجمل التي أطلقها السيد نصر الله في كلمته الاخيرة"، ويلفت الى ان "الاعلام الاسرائيلي راح يحلل بعض الكلمات التي تحمل معانٍ غامضة وكل ما يؤكد ان حتمية الرد غير قابلة للنقاش مع ما يحمله ذلك من خوف وقلق وارتباك يعيشه كيان العدو ومستوطنيه اليوم"، ويوضح "يبدو ان الصهاينة فهموا رسالة السيد نصر الله بشكل جيد وبدأوا بالعمل على ان الرد العسكري هو رد قائم ولكن المسألة متعلقة بالتقاط الفرصة المناسبة".

وحول الفرضيات التي يتناولها اعلام العدو للرد، يشير حجازي الى ان "وسائل اعلام العدو تناولت في تحليلاتها العديد من السيناريوهات المحتملة للرد، فمنهم من تحدث عن امكانية ان يكون الرد على شاكلة استهداف هدف على الحدود اللبنانية والبعض ذهب الى امكانية ان يكون الرد في الخارج ولكن الرأي الارجح حتى الآن لدى الصهاينة هو ان يكون الرد عبر استهداف قوة اسرائيلية تتحرك في منطقة مزارع شبعا"، ويتابع ان "الصهاينة يظنون ان منطقة شبعا تعتبر لدى المقاومة هي منطقة عمل طبيعية ومنطقة عمل تحظى بالمشروعية على المستوى اللبناني الداخلي على اعتبار انها منطقة لبنانية محتلة".

ويقول حجازي "لكل ما سبق ذكره تعتبر وسائل اعلام العدو ان منطقة شبعا هي المنطقة الاكثر راحة لحزب الله اضافة ان الضهاينة يتوقعون ان الرد لن يجر اسرائيل الى حرب كما حصل بعد الرد على غارة القنيطرة بالرد في مزارع شبعا"، ويوضح ان "الاسرائلي وقتها تعاطى مع الامر انه قادر على تحمل الرد بدون الذهاب الى حرب او عدوان أشمل واليوم الاسرائيلي يتعاطى مع احتمال قريب من هذه الصيغة وانه قادر على تحمل مستوى معين من الرد أي انه تلقى ضربة مقابل ضربة".

ويلفت حجازي الى ان "وسائل اعلام العدو تستبعد امكانية او فرضية الرد على عملية اغتيال الشهيد القنطار عبر استهداف شخصية امنية او عسكرية في اي مكان من الامكنة"، ويتابع "لكن بشكل عام لدى اعلام العدو هذا الامر هو أشبه بالحساب المفتوح بالنسبة للمقاومة التي حينما تجد الفرصة مناسبة سترد ليس فقط على اغتيال الشهيد القنطار وانما ايضا بالرد بالشكل المناسب على اغتيال الشهيد القائد الحاج عماد مغنية"، ويضيف ان "بحسب القراءات الصهيونية ان امكانية هذا الرد قائم دائما طالما المقاومة لم تعلن ان الحساب قد أغلق".

يكفي اذن متابعة احوال الاعلام الاسرائيلي لمعرفة مدى حجم الخوف الذي يعيشه الكيان الغاصب اليوم نتيجة الحماقة الجديدة التي ارتكبها هذا العدو باغتيال الشهيد سمير القنطار، حتى بات الرجل يقلق الصهاينة حتى بعد استشهاده، لتتحول العقدة التي شكلها الشهيد في حياته الى "فوبيا" يرزح تحتها كل الكيان الصهيوني دون استثناء... بانتظار القصاص.