ومن دار فراديس للنشر والتوزيع بقرية عذاري، أطلقت الحملة التي جاءت على هامش فعالية «نادي اقرأ»، وحملت عنوان «أكبر تجمع بحريني قارئ».
دشنت مجموعة بحرينية، أمس الأول الأربعاء (23 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، حملة تستهدف قراءة (1000) كتاب خلال العام 2016.
ومن دار فراديس للنشر والتوزيع بقرية عذاري، أطلقت الحملة التي جاءت على هامش فعالية «نادي اقرأ»، وحملت عنوان «أكبر تجمع بحريني قارئ»، وجاءت لمواجهة حالة الفقر التي يعيشها المجتمع البحريني في الإقبال على الكتاب.
يوسف الزيرة، أحد مؤسسي الحملة، انبرى للحديث عن الحملة وأهدافها بالقول «عبر التشجيع وخلق بيئة تفاعلية ومحفزة، وعبر 100 قارئ سجلوا أسماءهم لدينا، نحن قادرون على خوض (تحدي القراءة)، وتحقيق الهدف»، مضيفاً «باب التسجيل لم يغلق، وحال زاد العدد عن 100، فهذا يعني قدرتنا على تخطي الرقم 1000»، منوهاً بالتنوع الموجود في فريق القرّاء، من حيث الجنس ومن حيث المستويات العمرية والتعليمية.
وعن الآلية المتبعة لتنفيذ المهمة، قال الزيرة «سنستعين بموقع (Good readers)، لجمع البحرينيين المسجلين معنا، ومعرفة معدلات القراءة، وهذا من شأنه خلق التحفيز والتفاعل المطلوبين، عبر إتاحة الموقع لزواره، معرفة ما أنجزه كل قارئ». وعبر مؤسسو الحملة عن سعيهم لتعميم التجربة على مستوى مملكة البحرين.
من جانبهم، أثنى الحضور على الحملة المعنية بتنمية القراءة، قبل أن يستدركوا لإثارة جملة هواجس وعلامات استفهام. البداية كانت مع عضو مجموعة ضفاف الكلمة عبدالإله يوسف، والذي وجد أن الحملة «مبادرة جميلة»، قبل أن يشير لاحتمالية طغيان هدف قطع أو تسجيل رقم معين في قراءة الكتب، على التركيز.
رداً على ذلك، قال الزيرة «نحن نقر بأهمية القراءة النوعية لكننا أمام مجتمع لا يقرأ، ولذا جاءت الحملة التي تنوي جذب هذا المجتمع للقراءة، وثقتنا أن التدرج كفيل بإيصال الفرد للقراءة النوعية».
أما عضو مجموعة ضفاف الكلمة شيماء الوطني، فتداخلت لتتساءل عن الخطوة التالية لما بعد القراءة خلال فترة زمنية محددة، ليجيب على ذلك مؤسسو الحملة بالقول «الحملة تعبر عن البدايات، وهي بالتأكيد لن تكون الأخيرة، فالقراءة يجب أن تنتهي لخلق حالة وعي»، وبينوا أن التلاقي بين القرّاء والتعارف من شأنه أن ينقل التجربة لمراحل أخرى متقدمة وتشمل تنظيم مؤتمرات أو ملتقيات.
بدوره، علق الكاتب عبدالعزيز الموسوي على إطلاق الحملة بالقول «على الدوام، لا نسعى لإثارة الأسئلة المحبطة في وجه المبادرات الجديدة، لكننا نرى أهمية للتساؤل عن ثنائية المصداقية والجدوى، بمعنى ما هي محددات ذلك، أثناء القراءة وما بعدها؟».
في الرد على ذلك، قال الزيرة «هنالك طريقة لقياس المصداقية بشكل غير مباشر، لكننا في نهاية المطاف لن نسعى لمراقبة الناس، فالتقييم لما بعد القراءة عبر التلخيص في نصف صفحة قد يعكس مستوى من المصداقية، لكننا ومجدداً نؤكد على هدف الحملة ممثلاً في خلق ثقافة القراءة في المجتمع، حتى يصبح لدينا مجتمع يقرأ كما يأكل، كما نسعى لرفع عملية الحياء من القراءة، أما الرقم فهو في النهاية رمزي».
عقب ذلك، اعتلى المنصة، عدد من أصحاب التجارب في النشر والكتابة، ليستعرضوا تفاصيل تجاربهم الممتدة لسنوات، من بين ذلك تجربة دار فراديس للتوزيع والنشر، والتي جاءت على لسان صاحبها موسى الموسوي.
يقول الموسوي «فكرة تأسيس الدار كانت تلوح في رأسي منذ العام 1999، ومع التحول الديمقراطي الذي شهدته البحرين في 2001، حاولت الحصول على إجازة من قبل وزارة الإعلام (قبل أن تتحول لهيئة)، دون جدوى، حتى صدر الترخيص في 2002 ولنعمل بشكل رسمي في 2004».
وأضاف «أخذت الدار على عاتقها دعم الحركة الشبابية، ما حدا بالبعض لسؤالنا: لماذا الطبع لمؤلفين صغار؟ فكان الرد: حتى نوصلهم لبر الأمان»، لافتاً إلى أن الدار نشرت 210 عنواين حتى العام 2015، ومبيناً شمولية اهتمامات الدار واستقلاليتها التامة.
وتحدث الموسوي عن بعض المشاكل والتحديات التي اعترضت طريق «فراديس»، وقال «أولها، الاصطدام بهيئة شئون الإعلام حيث الأطر القانونية المعينة في التراخيص»، قبل أن يشير للتوصل لعقد جلسات مشتركة للتفاهم بشأن أية ملاحظات تسجلها إدارة المطبوعات والنشر».
وأضاف «ثاني تلك المشاكل، تتمثل في عمليتي الشحن والتوزيع، ولمواجهة ذلك أنشأنا مكتباً موازياً في بيروت، لتسهيل حركة النقل وللمشاركة في المعارض التي تقام في الدول العربية والخليجية، والتي نواجه من خلالها شح الإيرادات».
واستعرضت الكاتبة الشابة خديجة السلمان، تجربة كتابتها لرواية «زينة البنات»، الرواية الاجتماعية الرومانسية، والصادرة عن دار «فراديس»، ليعقب ذلك الكاتب جعفر حمزة بحديث تطرق فيه لتجربته التي تمخضت حتى الآن عن مولودين، وهما «أنا أحب دميتي»، و «الأوريغامي المقدس»، بانتظار كتابه الثالث «إكس ري»، إلى جانب الكتاب الخاص بتطور اللباس، والذي لم يرَ النور بعد.
وقال حمزة الذي شارف على إكمال عقده الرابع «بدأت مشوار الكتابة منذ المرحلة الإعدادية وذلك عبر الكتابة عن «التلفاز وأثره على المجتمع»، وقبل ذلك بدأت مسك القلم قبل المرحلة الابتدائية دون وعي لمعنى القلم وذلك بتشجيع من قبل أختي زهرة التي كانت تشجعني وإخوتي على الخط».
وأضاف «في المرحلة الابتدائية، أشير هنا لتجاوبك مع المرحوم الأستاذ عبدالنبي الفردان والشاعر الصديق عبدالله القرمزي، حتى تولد لديّ الشغف، ولأنتقل بعد ذلك للخط حيث التشجيع الذي حصلت عليه من قبل معلمي في الصف السادس الابتدائي (مصري الجنسية)، وفي المرحلة الإعدادية كنت محظوظاً بالتتلمذ على يد الأستاذ صادق الفردان والذي كان يعطيني بشكل يومي مهمة كتابة مقال، حتى تكدست الأوراق في الدرج».
وعرج حمزة على جملة مؤثرات تعرض لها بعد ذلك، وصولاً للمرحلة الثانوية، و «التي شهدت تجارب شعرية توقفت في وقتها، ثم كتابة المقالات في عدد من الصحف والمجلات داخل البحرين وخارجها، بما في ذلك مجلة «القافلة» ومنها انطلقت شرارة كتابة أول كتبي «أنا أحب دميتي»، وهنا أوجه الشكر لرئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، نظير اهتمامها الكبير بالكتاب حيث طباعته في مركز الشيخ إبراهيم، ثم ترجمته للغة الإنجليزية في العام نفسه».
واختتم حمزة حديثه، بنصائح وجهها للكتاب المبتدئين، لخصها بالإشارة لثلاثية الشغف، والتخطيط للوقت، والرغبة الفعلية للوصول للنهاية.
صحيفة الوسط البحرينية