"ليس من حقّ أحد غير الله تكفير الآخرين، لأنَّ الله وحده هو الّذي يملك الحقيقة المطلقة، أما الآخرون، فلديهم وجهات نظر في فهم الحقيقة أو الوصول إليها".
استقبل سماحة العلامة السيّد علي فضل الله المفكّر كريم مروّة، الَّذي قدّم له كتابه الجديد "ملامح الشخصيّة اللبنانيّة في سير وإبداعات المثقّفين اللبنانيّين"، وبحث معه في عددٍ من القضايا الفكريّة والثقافيّة.
وأشاد مروّة خلال اللقاء بالمدرسة الَّتي أرسى المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله دعائمها الفكريّة، وبالصَّداقة التي كانت تربطه به، مشيراً إلى الحوارات المنتجة الّتي كانت تجري بينه وبين المرجع فضل الله، كما أشاد بما يقدّمه العلامة السيّد علي فضل الله من إضافات لهذه المدرسة المنفتحة.
من جهته، اعتبر العلامة فضل الله أنَّ هذه المرحلة تحتاج إلى الفكر المنفتح والواعي، لمواجهة حالات التطرّف والإقصاء التي تصاعدت في المنطقة في الآونة الأخيرة، والتي لا تقف عند حدود تنظيم معيّن، بل تشمل الكثيرين ممن لا يقبلون الرأي الآخر ولا الفكر الآخر ولا الاجتهاد الآخر.
ورأى سماحته أنَّ داعش والمنظَّمات الشّبيهة له، ليست إطاراً تنظيمياً فحسب، بقدر ما تنطلق في الأساس من ثقافة إلغائيَّة لا يمكن تطويقها وتقليصها إلا بمعالجة مرتكزاتها الفكريّة الّتي لا تؤمن بالآخر ولا تقبل به، وما لم نفعل ذلك، سنشهد ظواهر أخرى مماثلة، وتحت مسمّيات أخرى.
وقال: "ليس من حقّ أحد غير الله تكفير الآخرين، لأنَّ الله وحده هو الّذي يملك الحقيقة المطلقة، أما الآخرون، فلديهم وجهات نظر في فهم الحقيقة أو الوصول إليها".
ودعا سماحته إلى تفعيل الحوار بين الأفكار، للوصول إلى الحقائق، بدلاً من تراشق الاتهامات من بعيد، مما لا يوصل إلى أيّ نتيجة.