إعتبر سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الرد على إغتيال القنطار قادم لا محالة.
إعتبر سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الرد على اغتيال الشهيد القائد القنطار قادم لا محالة. وقال انظروا عند الحدود من الناقورة إلى آخر موقع إسرائيلي عند الجولان المحتل، أين هم جنود العدو؟ اليسوا كالجرذان المختبئة في جحورها؟.
وتابع سماحته في كلمة له على الشاشة خلال ذكرى اسبوع عميد الأسرى الشهيد سمير القنطار في مجمع شاهد التربوي أنه مهما تكن التبعات والتهديدات التي لا نخافها نحن لا نستطيع ولا يمكن أن نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا وإخواننا في أي مكان من هذا العالم.
ولفت إلى أنه يجب على الإسرائيليين أن يقلقوا في الداخل والخارج والتهويل علينا لن يجدي نفعا، وهم من أخطأ بالتقدير وليس نحن.
وفي بداية كلمته جدد سماحته باسم الحزب وعائلة الشهيد سمير القنطار الشكر لكل المعزين والمباركين والمتعاطفين مع المقاومة، وتوجه ايضا إلى عوائل الشهداء بالتبريكات والتعزية، كما توجه بالتعزية إلى اخواننا واحبائنا في الحزب العربي الديمقراطي برحيل النائب السابق علي عيد وإلى جميع محبيه.
وبارك السيد نصرالله تزامن العيدين المباركين الكريمين للمسلمين والمسيحيين عيد ميلاد السيد المسيح وعيد المولد النبوي الشريف، مشيرا إلى انه كنا نتطلع إلى اليوم الذي يستطيع فيه المسيحيون والمسلمون أن يعيشوا بحق أفراح الأعياد.
ولفت السيد نصرالله الى اننا ومنذ سنوات ونحن في المنطقة لا نعرف طعم عيد ولا فرح عيد خصوصاً في السنوات الأخيرة التي ابتلت فيه منطقتنا بحروب مدمرة تخدم الكيان الصهيوني، ونحاول في كل الأحوال أن نأخذ من العيد ومن كل عيد بركاته ومعناه ونحاول رغم الأحزان أن نزرع الفرح.
وشدد السيد نصرالله في هذه المناسبة الجليلة، على اعطاء الوقت للحديث عن الشهيد القنطار لنعطيه بعضا من حقه ولندخل من بعض الصفات إلى المسؤوليات وهو الذي أضحى مدرسة ورمزا، مشيراً الى ان من صفات سمير التضحية بلا حدود فالعملية التي قام بها في بداياته هي من النوع الذي ينتهي بالشهادة أو بالأسر، تماما كما يحصل في هذه الأيام في عمليات الطعن في فلسطين ،الماضون في هذا النوع من العمليات هم أشبه بالذاهبين إلى العمليات الإستشهادية، وهذه الروح هي التي تمثل جوهر المقاومة، ولا مقاومة بلا تضحية وبلا عطاء بلا حدود، موضحاً اننا نحتاج إلى هذه الروح المسؤولة والجادة التي عبر عنها سمير القنطار منذ التحاقه في المقاومة الفلسطينية حتى شهادته على أرض سورية.
واعتبر السيد نصرالله ان هذا يرتب مسؤولية، لانه منذ عقود هناك برنامج ثقافي وتربوي في إطار الحرب الناعمة من أجل إبعاد شباب أمتنا عن القضايا الكبرى وعن التصرفات الجادة واغرقهم في شجون وهموم وقضايا والهائهم في مساحات لا تصنع مصيرا ولا مستقبلا.
ولفت السيد نصرالله إلى انه منذ بدايات الشهيد سمير القنطار عندما كان شابا يافعا حمل صفة الشاب الجاد والمسؤول والمؤمن بقضية والذي يحمل هم قضية ويقاتل من أجلها، هذه هي الصفة الأولى وهي البداية التي عرف الناس من خلالها القنطار، سمير كان يستطيع أن يبقى بين أهله وقريته ولكنه اختار طريق المقاومة منذ صباه، وهو يعبر عن الكثير من الشباب اللبناني والعربي الذي التحق بفصائل والمنظمات الفلسطينية، ونحن نذكر الكثير من الشبان العرب الذين جاؤوا إلى لبنان والتحقوا بهذه المنظمات، سمير يعبر عن ذلك الجيل المسؤول والواعي الذي آمن بفلسطين وقاتل من أجل فلسطين واستشهد الكثير منهم على طريق فلسطين، موضحاً ان سمير كان مدرسة في طلب العلم والدراسة، في بذل الجهد داخل السجون، وفي المساهمة أقصى ما يمكن أن يفعله أسير في السجن هو أن يخاطب المقاومين ويدعوهم إلى الصبر والصمود ومواصلة الطريق وعدم المساواة وهذا ما فعله طوال سنوات لا سيما في السنوات الأخيرة.
ورأى السيد نصرالله أن هذا الجبل ابن الجبل جبل العزيمة والصمود، رغم قضائه 30 سنة في السجن لا ترى في وجهه إلا الصمود والتحمل والتحدي لا يتراجع ولا يخضع ولا يضعف أمام سجانيه، معتبراً ان البعض قد يقبل فكرة المقاومة وقضيتها لكن لا يكون مستعدا من أجل التضحية، بل يصل البعض إلى التنكر للمقاومة وهو يعرف حقها، في ذكرى القنطار نحن بحاجة إلى إستعادة روح التضحية لان هذا شرط أساسي لقيام شعب واستمرار المقاومة وصنع المستقبل وعزّ الأمة.
واشار السيد نصرالله في خطابه الى انه من أهم صفات المجاهدين التي تمتع بها القنطار هي صفة الإيثار فعندما تدخل الأنانية ويصبح الشخص أولوية في نظر نفسه وفي ترتيبه ونهجه، وعندما تصبح مصالحه وسلامته وعنوانه واسمه هي الأولوية هذا يعني أن هو في خطر وأن المقاومة التي ينتمي اليها في خطر معنوي ووجودي، معتبراً ان سمير كان ينبض بالحيوية والعمل والنشاط ولم يتكاسل أو يهدأ في يوم من الأيام.
واكد السيد نصرالله أن الموقف الأهم في كل السنوات الماضية الذي ترك فيّ وفي أخواني أثرا عظيما هو عندما كنا نفاوض على المعتقلين ، حيث قامت المقاومة بأسر 3 جنود من مزارع شبعا وبعدها بمدة ضابط ودخلنا في مفاوضات طويلة، ومنذ اليوم الأول حتى اخر يوم، المشكلة الأساسية كانت سمير القنطار، حيث كان يرفض الإسرائيلي إطلاق سراحه، امتدت المفاوضات وقتا طويلاً، وكان واضحا أنه إما أن يطلق سراح هذا العدد من الأسرى ومن بينهم الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج ابو علي الديراني وهم كانوا قد مضوا سنوات طويلة في المعتقلات، توقفت العملية هنا وكان لدينا إلتزام اتجاه كل المعتقلين، هنا أصبحنا أمام إشكال أخلاقي من جهة وواقعي وعملي من جهة أخرى، توقفت العملية إما أن نترك سمير في السجن أو نرفض العملية ويبقى الجميع، الواقع كان صعبا جدا بالنسبة لنا لكن الذي أخرج الموقف هو سمير القنطار من خلال تحمله المسؤولية وأحلنا من هذا الإلتزام الإخلاقي، وهو أرسل لنا يؤكد أن لا مشكلة لديه إذا كانت المسألة متوقفة عنده، بالوقت الذي من الممكن فيه أي شخص أن يطلب الضغط أكثر والتفاوض.
وأشار سماحته الى "انه بعد خروجه من السجن كان يستطيع أن يقول أني تحملت واديت قسطي للعلا ولا أحد كان سيعتب عليه وكان من الممكن أن يبقى في هذا الخطر لكن لا يدخل في المجال العسكري الذي يضعه في دائرة الخطر، وأنا طرحت عليه أن لديه رمزية معنية جاءت بعد 30 سنة من السجن، وتستطيع أن تمارس دورا إستنهاضيا كبيرا جداً، وقال أن لا مانع لديه لكن قال أريد أن أكون مقاتلاً وجئت من فلسطين كي أعود إلى فلسطين، وهو من طلب الإلتحاق بدورات عسكرية".
واشار ال