21-11-2024 09:01 PM بتوقيت القدس المحتلة

وصول أهالي كفريا والفوعة إلى دمشق.. مشاهد يملؤها الاعتزاز

وصول أهالي كفريا والفوعة إلى دمشق.. مشاهد يملؤها الاعتزاز

لمجرد رؤية العزيمة والاعتزاز في عيونهم، يذهب الذهن مباشرة لاستعراض رسائل الحصار


خليل موسى– موقع المنار

لمجرد رؤية العزيمة والاعتزاز في عيونهم، يذهب الذهن مباشرة لاستعراض رسائل الحصار، حصارٌ تجاوز السنوات الثلاث وهو يحاول الفتك بهم، وهنا تبدأ الجدلية، ويتعب السؤال حول الإيمان الذي غمر قلوبهم ليكونوا بهذا الشموخ، شموخٌ وسط بحر من المسلحين الحاقدين المدججين بكل ما أوتوا من أفكار الكراهية التي ينفذونها بأسلحتهم المصدرة إليهم من خارج البلاد، بلادٌ شَقِيَ القاصي والداني ولم يقدر على كسرها، ومن دلالات قوتها، أهالي قريتي كفريا والفوعة.

انتهى ذلك اليوم ولم تنته بعد الحكايات، فكل ما شاهده أهالي كفريا الفوعة خلال حصارهم، حملوه معهم إلى كل مكان مروا به إلى حين عودتهم إلى هناك، وحتى الآن لم يفصحوا إلا بكبريائهم.

خلال لحظة وصولهم الحدود السورية، صعد مشرف الهلال الأحمر السوري الحافلات وموقع قناة المنار يتبعه بهدوء، عندما سألهم المشرف إن كان لديكم اي حالات صحية حرجة، كان الجواب غير المتوقع بالنسبة له، حيث يسألونه بدورهم عن الوجهة التالية، كرر سؤاله خلال جولته في أكثر من حافلة، وأغلب إجاباتهم هي سؤال عن الوجهة التالية.

تفاصيل من الرحلة..

واحد من أطول الأيام يمر على حوالي 370 شخص من الجرحى وعائلاتهم القادمين من كفريا والفوعة، وصلوا أخيراً إلى دمشق، خرجوا من مكانهم الأصلي سالكين طرقات يشوبها المسلحون، وصلوا بحافلاتهم إلى تركيا، فلبنان جواً، ومن ثم سورية براً عبر حافلات أمنتها الحكومة السورية.

استقبلهم طواقم مجهزة من مسعفي الهلال الأحمر السوري بسياراتهم وكامل معداتهم بعد تسلمهم من فريق الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة، بالإضافة لعدد من أقاربهم الذين يقطنون في ريف دمشق، والوجهة الأخيرة بعد قطع الحدود اللبنانية السورية من نقطة جديدة يابوس، ثم إلى دمشق، ومن يحتاج تم نقله إلى المشفى، ومن ثم سيتم تجهيزهم بعد استراحة يوم جديد لينتقلوا إلى أماكن تؤمن فيها الحكومة السورية راحتهم وعيشهم الكريم.

 أهالي في الانتظار...

لم يتطلب جهدا كبيراً العثورُ على من يصف شعوره في الانتظار، لأن ملامحهم تحكي وتشرح شوقهم، فكل قليل من الوقت يراقبون الوقت ويسألون عن وصولهم، إنهم أهالي وأقارب القادمين من كفريا والفوعة، ومعهم عدد من الناشطين المتضامنين مع هموم أبناء شعبهم.

جدة الجريح علي أبو الخير تقف بالبرد منتظرةً بفارغ الصبر، تتحدث لموقع المنار مبتسمةً لتؤكد ما تحكيه عن فرحها بالخلاص، لقد دعت لهم كثيرا وها هو الدعاء مستجاب، فتدعو بالخلاص لمن تبقى من الاهالي،  تلك الجدة تفخر بصمود الاهالي وتحدثنا بلهجتها القروية البسيطة.. "والله يا بني تلوعنا عليهم كثيراً.. وها هو الله فرّج عنهم أخيراً، هؤلاء أبطال.. رفعوا رأسنا بصمودهم".

انتقلنا إلى عمة جريح آخر، جوابها عن اسم قريبها كان بأن كل من سيأتي هو قريبها ليس فقط ابن أخيها، تفتخر بهم، وتؤكد ان صمودهم لم يذهب هباءً، "وهم ضحوا كثيرا من أجل البلد والوطن"، كما تعتبر خروجهم بهذه الطريقة إنما هي وقفة عز وكرامة.

وبين الأهالي المصطفين للانتظار، صادف موقع المنار والدة لأحد المحاصرين، لم يأتِ ولدها لكن "في رائحة من سيأتي ستجد ولدها البطل الصامد صاحب الثمانية عشر عاماً"، هذا ما أكدته مع اعتبارها لكل من معه أبطال يشَرّفون أهلهم وذويهم.

"أحمد ياسين العبد" رجلٌ من الفوعة ويعيش منذ فترة في دمشق، يشارك ضمن تجمع للناشطين الشباب يطلقون على تجمعهم "شباب أنصار سوريا"، يقول أحمد "نعتز ونفتخر بهؤلاء الأبطال، وها قد جاؤوا بالعز والكرامة والشرف، من حضن الوطن إلى حضنه وبقوا فيه، كما يدعوا أن يخرج البقية بطريقة مُشرفة من القرى المحاصرة إلى حين انتهاء الحرب وانتصار الجيش العربي السوري وحلفائه في المقاومة على أعداء الإنسانية والوطن.

لم تنته بعد رحلة الأهالي القادمين بغار الصمود من قريتين تقفان سدا منيعا منذ سنوات في وجه الطغاة، بل يعتبرون انها للتو بدأت، فالدولة أعطتهم من جديد املا يضاعف الصمود ويقرب النصر حسب رأيهم وما يؤمنون به.