22-11-2024 02:02 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 30-12-2015: مبادرة الرئاسة ترحل للعام الجديد..

الصحافة اليوم 30-12-2015: مبادرة الرئاسة ترحل للعام الجديد..

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 30-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها ما بات مؤكداً من ترحيل مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية الى العام الجديد..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 30-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها ما بات مؤكداً من ترحيل مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية الى العام الجديد..

السفير
السنيورة «يُبشّر» بفرنجية.. و«حزب الله» لن يُقنع «الجنرال»
هل يرفع جعجع شعار «عون حتماً»؟

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "مع ترحيل مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية الى العام الجديد، يبدو أن مؤيديها ورافضيها لا يزالون يحاولون، حتى آخر لحظة من السنة الحالية، تجميع ما أمكن من الأوراق، لتحسين مواقعهم، استعدادا للآتي بكل ما يحمله من أسئلة بلا أجوبة.

وإذا كان هناك من يتوقع أن يقول الرئيس سعد الحريري كلمته في مطلع العام المقبل لإعطاء مبادرته طابعاً رسمياً، فإن المؤشرات المتسربة من الرابية ومعراب، تفيد بأن العماد ميشال عون ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع يعملان بصمت منذ فترة لتحضير الخطة «ب»، على قاعدة تبنّي رئيس «القوات» لترشيح «الجنرال»، إنما ضمن مقاربة سياسية شاملة تتناول بشكل محوري قانون الانتخاب ومستقبل الدور المسيحي في الدولة.

وحتى ما قبل الأعياد، كان كل من النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل في «القوات» ملحم رياشي ينشطان بين الرابية ومعراب لبلورة تصور قواتي ـ عوني مشترك، يمكن ان يشكّل رافعة لتبني ترشيح عون لاحقاً.

ووفق المعلومات المتواترة، فإن عون أكد لـ«الحلقة الضيقة» أن «الحوار الرئاسي» مع جعجع يتقدم، وأن احتمال أن يبادر رئيس «القوات» الى ترشيحه هو أكثر من جدي وحظوظه ترتفع يوماً بعد يوم!

وفي سياق متصل، أبلغت مصادر مسيحية واسعة الاطلاع «السفير» أن فرضية ترشيح جعجع لعون يجري انضاجها على نار هادئة، وهي موضع بحث معمّق بين الرجلين، لافتة الانتباه الى أن الأكيد هو أن هذا الخيار لم يعد من المستحيلات أو المحرّمات، لاسيما بعد توقيع «إعلان النيات» الذي أدخل العلاقة بين الطرفين في مرحلة جديدة.

لكن المصادر أشارت الى أن اتخاذ قرار نهائي في هذا الصدد يتوقف على نضوج مجموعة من الاعتبارات السياسية التي من شأنها أن تؤمن الحصانة للخيار المحتمل، مؤكدة أن ترشيح جعجع لعون، إذا حصل، «لن يكون حدثاً منفصلا ومعزولاً، بل هو سيندرج ضمن مجموعة شمسية متكاملة، بالمعنى السياسي» على حد تعبير المصادر نفسها.

وشددت المصادر على أن «القوات» و«التيار» لن يتخذا أي قرار من موقع ردّ الفعل المتسرّع، أو من باب النكاية، ولذلك فهما يخوضان نقاشاً سياسياً عميقاً، أوسع من مبدأ الترشيح بحد ذاته.

وأكدت المصادر أن «التيار» و«القوات» لا يقبلان بأن يكونا على مقاعد الاحتياط في المبادرة الرئاسية، خصوصاً أن استحقاق الرئاسة يعني المسيحيين بالدرجة الأولى، وهما لاعبان أساسيان من شأنهما، إذا أجادا تبادل التمريرات، تغيير وجهة المباراة وتسجيل هدف ذهبي في مرمى الآخرين، جازمة بأن ما بعد ترشح فرنجية ليس كما قبله.

وأمام تقدم فرضية ترشيح جعجع لعون، فإن أسئلة عدة تفرض ذاتها، من بينها:
- هل يمكن أن يبادر رئيس «القوات» الى ترشيح «الجنرال» قبل أن يعلن الحريري رسمياً عن ترشيح فرنجية، وذلك لتعطيل مفعول هذا الإعلان مسبقا، أم أن جعجع لن يستعجل مثل هذه الاندفاعة والتبرّع بدعم عون مجاناً ما لم يضطره الحريري الى ذلك؟
- ماذا سيكون موقف كل من بكركي وفرنجية والرئيس أمين الجميل، إذا قرر «الاقوى مسيحيا»، أي «التيار» أولاً و «القوات» ثانياً، التوافق على ترشيح عون، وكيف سيتصرف على الضفة الأخرى كل من الرئيس نبيه بري والحريري والنائب وليد جنبلاط؟
- كيف سيكون ردّ فعل «حزب الله» على أي توافق رئاسي ـ سياسي بين عون وجعجع، وإلى أي حد يمكن أن يحرجه وصول «الجنرال» الى قصر بعبدا عن طريق معراب؟
- هل سيحظى ترشيح جعجع لعون بمظلة إقليمية ـ دولية (كما حصل مع فرنجية ولو أن بعض الحلقات الإقليمية ظلت ناقصة)، أم أنه في الأساس موجّه ضد المظلّة التي تغطي فرنجية في استعادة لتجربة العام 1988؟ وبالتالي الى أي مدى يستطيع رئيس «القوات» أن يذهب في معاندة الإرادة الملكية السعودية؟
- من سيقترب من الآخر إذا حصل الترشيح؟ هل سينجح عون في استقطاب جعجع نحو خياراته، ام سيتمكن جعجع من استمالة «الجنرال» الى خياراته تمهيداً لوراثة جمهور «التيار» على المدى الطويل، ام سيلتقيان في منتصف الطريق؟

السنيورة يدافع عن فرنجية
الى ذلك، اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة، كما نقل عنه زواره، أمس، أن سوء ادارة الملف الرئاسي أدى الى إقفال الأفق، وبالتالي كان لزاماً علينا أن نختار من بين المرشحين الأربعة المعروفين، فكان الطرح القائل بانتخاب فرنجية للرئاسة، مؤكداً أن هذا الطرح لم ينته، والرئيس سعد الحريري جدّي ومتمسك به.

وكشف السنيورة أن مبادرة ترشيح فرنجية ما كانت لتتم من دون تفاهم سعودي ـ ايراني غير مباشر، موضحاً أنه جرى اقناع الأميركيين والأوروبيين بها، وليسوا هم أصحابها، لافتاً الانتباه الى أن تخفيف اندفاعتها لاحقاً مرتبط بكون طهران عادت واستخدمت المكابح وفرملت تجاوبها مع المبادرة، إضافة الى أن هناك اعتبارات داخلية مؤثرة تمثلت في مواقف العماد ميشال عون وسمير جعجع وأمين الجميل.

وأوضح السنيورة أن هناك ثلاثة أسباب تقف خلف تفضيل رئيس «تيار المردة» على «الجنرال»، وهي:
- أن عون لا يزال ينطلق في جوهر سياساته من مبدأ رفض اتفاق الطائف بينما فرنجية يتموضع تحت سقف الطائف، وعون هو من أشدّ المتحمسين للقانون الانتخابي الأرثوذكسي الذي يضرب أسس العيش المشترك والنظام اللبناني في حين أن فرنجية وضع يداً في هذا المشروع ثم سحبها، وعون لم يقدم في الوزارات التي تولاها تياره نموذجاً صالحاً، وملفا «الكهرباء» و»الاتصالات» هما من بين أبرز الامثلة على ذلك فيما قدم فرنجية نموذجاً إيجابياً مضاداً عَكَسه بسام يمين في «الطاقة» وروني عريجي في «الثقافة» وحتى تجربة فرنجية نفسه في «الداخلية» كانت جيدة، على حد تعبير رئيس «كتلة المستقبل». ورأى السنيورة أن عون حطّم كل شيء، «ولا توجد أرضية مشتركة يمكن أن نقف وإياه عليها».

«حزب الله» متمسك بعون
في المقابل، أعلن رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» السيد ابراهيم أمين السيد أن الحزب لم ولن يقبل أن يكون دوره إقناع العماد عون بالتنحي عن ترشحه لرئاسة الجمهورية، معتبراً أنه لكي تصل المبادرات الموجودة الى نتائج فيجب ان تتم عبر قبول عون، في اشارة واضحة الى أن الحزب ليس معنياً بإقناع «الجنرال» بل على من بادر أن يقوم بالمهمة، وهي النقطة التي كان قد تبلغها «المستقبل» منذ فترة في اطار حوار عين التينة الثنائي مع «حزب الله».

وأكد السيّد بعد زيارته البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي على رأس وفد من الحزب، أنه «عندما التزمنا مع الجنرال عون ترشيحه لرئاسة الجمهورية فلا نستطيع ان نتخلى عن التزامنا امام أي معطيات جديدة او امام اي مفترق سياسي جديد، ونحن لسنا الطرف الذي عليه ان يبادر الى تذليل هذه العقبة امام المبادرة او التسوية».


النهار
الحريري يُطل قريباً لعرض الاستحقاق الرئاسي
ضبط "كبتاغون" في دار الواسعة ومرفأ بيروت

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "على رغم محاولة "حزب الله" نعي المسعى الرامي الى الاتفاق على انتخاب النائب سليمان فرنجيه رئيساً للجمهورية، وذلك من بوابة بكركي التي تأرجح موقفها في الأيام الأخيرة بين تأييد كلي لما سمته "مبادرة جديدة وجدية" والتمييز بين "المبادرة والاسم المطروح"، وتأكيد الحزب انه ليس "الطرف الذي عليه أن يبادر الى تذليل العقبة أمام هذه المبادرة أو التسوية أو الطرح لسنا في هذا الأمر ولا نقبل أصلاً ان تقوم الأطراف كلها بأدوارها في ما يخص التسوية بموضوع الرئاسة ثم يكون دورنا الوحيد هو ان نقنع ميشال عون بالتنحي عن ترشحه لرئاسة الجمهورية. هذا الأمر لم ولن يكون"، علمت "النهار" أن الرئيس سعد الحريري سيطل إعلاميا في الاسابيع المقبلة وذلك قبل مناسبة 14 شباط ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري. وستكون الاطلالة فرصة لعرض كل المعطيات المتصلة بالاستحقاق الرئاسي.

وفي هذا المجال، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ"النهار" إن الإصرار على المبادرة الرئاسية التي تتضمن ترشيح النائب فرنجيه سيجري تفعيله في إطار جهود داخلية وخارجية من أجل تجنيب لبنان تجارب صعبة أشد خطورة من 7 أيار 2008 والذي أفضى الى إتفاق الدوحة والى انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. وعددت المصادر بعض المخاوف المحتملة وهي: تفاقم ملف عرسال بعد إنهاء ملف العسكريين الذين كانوا مختطفين لدى "جبهة النصرة"، تكرار تجربة مخيّم نهر البارد عام 2007 في مخيّم عين الحلوة، تكرار التفجيرات الانتحارية على أنواعها على غرار ما جرى في برج البراجنة قبل أسابيع. وأوضحت ان الساعين وراء المبادرة الرئاسية الحالية هدفهم تجنيب البلاد كل الاحتمالات الخطرة التي تبدو ساكنة حالياً لكن تحريكها هو في يد من يملك زمامها من أفرقاء في الداخل والخارج على السواء. وأكدت أن الارادة الدولية التي شجعت على المبادرة الرئاسية لا تزال موجودة، علماً أن الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة يريد هدوءاً في الساحة اللبنانية ومن عناصر التهدئة الأساسية انتخاب رئيس للجمهورية. ولفتت الى ان كل المعطيات تفيد أن لبنان سيحظى برئيس للجمهورية "سواء بالإقناع أو بقوة الأمر الواقع" في السنة الجديدة وبدءاً من آذار المقبل.

وقد أكد الرئيس فؤاد السنيورة أن ترشيح فرنجيه لم ينته ولم يتوقف، بل انه مستمر رغم الفرملة التي تعرض لها، مكرراً ان الرئيس الحريري "جدي وصادق" في شأنه، وكاشفاً ان "الطرح يقتصر على بند وحيد هو الرئاسة حصراً، وكل ما عداها يأتي لاحقاً"، قاطعاً الطريق على أي كلام على تسوية أو مقايضة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء. ورأى ان المبادرة تعرضت أخيرا لفرملة إيرانية عبَر عنها "حزب الله" من خلال تمسكه بالعماد ميشال عون.

الأمن
واذا كانت المواقف السياسية واللقاءات تجتذب الاهتمام في الوقت الضائع، فإن نهار أمس كان أمنياً بامتياز وتوزعت ساحاته من بيروت الى البقاع حيث سجلت القوى الأمنية انجازات مهمة.

فقد واصل الفوج المجوقل في الجيش منذ منتصف ليل الاثنين – الثلثاء دهم منازل لمطلوبين من آل جعفر في دار الواسعة ومحلة الشراونة في بعلبك وأسفر ذلك عن ضبط كمية كبيرة من المخدرات و"الكبتاغون" ومعمل في دار الواسعة يضم عدداً من الآلات التي تستخدم في تصنيع المخدرات يملكه المطلوب حسن جعفر، إضافة الى ضبط أسلحة متوسطة وخفيفة وقذائف صاروخية في عدد من المنازل، وسيارة مسروقة وثلاث سيارات من دون أوراق قانونية. وتمكنت القوة من كشف معمل آخر لتصنيع المخدرات وحبوب "الكبتاغون" يعود إلى المطلوبَين حسن عجاج جعفر ومحمد قيصر جعفر. وسلّمت المضبوطات إلى المرجع المختص، بينما تستمر قوى الجيش في ملاحقة المطلوبين لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص.

كذلك ضبطت الجمارك في مرفأ بيروت ثلاثة أطنان من حبوب "الكبتاغون" وحشيشة الكيف موضبة في طاولات للأطفال، وكانت معدة للتصدير الى مصر.

وصرح وزير المال علي حسن خليل بأنها "كانت أكبر عملية على هذا الصعيد مرتبة بطريقة مبهمة عبر تمويه الشحنة كأنها طاولات للاطفال ومشغولة بطريقة فنية عالية، اضافة الى التهرب من مسار البضاعة كنقلها الى مصر مثلاً تمهيداً لنقلها الى دول ثانية".

وبقاعاً أيضاً، أصيب عبادة، نجل مصطفى الحجيري الملقب "أبو طاقية"، بطلق ناري في قدمه إثر خلافات مع مسلحين في منطقة وادي الحصن في عرسال، فأدخل المستشفى الميداني في عرسال للمعالجة.


الأخبار
حزب الله: ملتزمون عون ونقطة على السطر!

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "من على منبر بكركي، أعلن حزب الله أكثر مواقفه وضوحاً لناحية دعم ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. بعد لقاء وفد من الحزب البطريرك الماروني بشارة الراعي، أعلنها الحزب بوضوح: «التزامنا بعون أخلاقي» ونقطة على السطر، «ولسنا معنيين بإقناعه بالتخلي عن ترشيحه».

كسر حزب الله، أمس، الصمت الذي التزمه منذ لقاء باريس والحديث عن «مبادرة» الرئيس سعد الحريري لترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وبدل سياسة توجيه الرسائل المؤيّدة لترشيح العماد ميشال عون، اختار الحزب بكركي ليعلن منها الموقف الأكثر وضوحاً من دعم ترشيح عون، ومن التسوية برمتها، في وقت يجاهر فيه البطريرك بشارة الراعي بدعم انتخاب فرنجية وتقديم الانتخابات الرئاسية على «السلة المتكاملة» للحلّ.

وبعد التفسيرات المتناقضة التي أثارتها المقابلة التلفزيونية الأخيرة لفرنجية حول موقف حزب الله من ترشيحه، أعلن رئيس المجلس السياسي للحزب، إبراهيم أمين السيد، بعد زيارة وفد من الحزب برئاسته لبكركي، أنه جرى نقاش «ما يمكن أن نطلق عليه المبادرة التي طرحت لانتخاب الرئيس» مع الراعي، لافتاً إلى أن «هذه المبادرة التي تسمى مبادرة، هي ليست فقط مسألة مبدئية، وإنما تحمل قضايا تفصيلية أو بنوداً تفصيلية». وأضاف أن «السياسة بالنسبة إلينا هي أخلاق، وليست كذباً ومناورات. وبالتالي، عندما التزمنا مع الجنرال عون في ترشيحه للرئاسة، بالنسبة إلينا، لا نستطيع أن نتحلل أمام أي معطيات جديدة أو أمام أي مفترق سياسي جديد، وأن نتخلى عن التزامنا هذا الأمر. وهذا الالتزام أخلاقي يتضمن شرطين. الأول هو أن يكون الالتزام اختيارياً، فنحن لم يلزمنا أحد أن نلتزم مع الجنرال عون. والثاني هو أننا عندما نلتزم لا يفهم من هذا الالتزام أننا نمنّن الجنرال عون به. هذا الأمر بالنسبة إلينا معيب، ولذلك فإن الطروحات والمبادرات الموجودة، كي تؤدي دورها أو تصل إلى نتائجها المقبولة، يجب أن تتم عبر قبول الجنرال عون بهذا الموضوع». وأكد أن حزب الله «ليس الطرف الذي عليه أن يبادر ليزيل هذه العقبة من أمام هذه المبادرة. لسنا معنيين بهذا الأمر ولا نقبل أصلاً أن تقوم الأطراف كلها بأدوارها في ما يخص التسوية في موضوع الرئاسة، ثم يكون دورنا الوحيد هو أن نقنع ميشال عون بالتنحّي عن ترشيحه لرئاسة الجمهورية. هذا الأمر لم يكن ولن يكون». وأشار السيد إلى أن «هذه الرؤية يتفهمها صاحب الغبطة، وهو لا يطلب منا أن نتحلل من التزامنا وأخلاقنا، ولكنه يطلب أن يكون لنا دور، لكن لن يكون هذا الدور إقناع الجنرال عون بأن يتخلى عن ترشيحه للرئاسة». وقال إن «الاستنتاجات (بأن حزب الله لا يريد إجراء الاستحقاق الرئاسي) التي يتسلى بها السياسيون في لبنان، لا قيمة لها، فليجرّبوا، وليصلوا مع الجنرال عون إلى موقف يقول فيه إنه لا يريد الاستمرار في ترشحه، عندها فليختبرونا إذا كنا نريد أن يكون هناك رئيس أو لا».

وأشارت مصادر متابعة للزيارة، لـ«الأخبار»، إلى أن «الراعي لم يكن سعيداً بالحسم الذي عبّر عنه السيد في تصريحه»، مشيرة الى أن الراعي «لا يتمسّك بأسماء المرشّحين بقدر تمسّكه بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت ممكن، لتأمين الاستقرار في البلاد، ويفضّل عدم إضاعة الفرص المتوافرة لانتخاب رئيس، في ظلّ الدعم الدولي والإقليمي الذي يجري الحديث عنه لانتخاب فرنجية». وقالت المصادر إن «كلام السيد أثار استياءً كبيراً في أوساط رئيس المردة»، فيما أكدت مصادر أخرى أن رئيس حزب القوات سمير جعجع أبلغ الراعي أنه «لن يشنّ حملة على بكركي لدعمها وصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، لكنه لا يمكن أن يوافق على خطوة من هذا النوع تحت أي ظرف».

من جهة أخرى، علمت «الأخبار» أن تبادلاً للأوراق بين عون وجعجع جرى أخيراً لرسم معالم التفاهم في المرحلة المقبلة، استكمالاً لورقة إعلان النوايا، وتحديداً في حال أقدم الحريري على ترشيح فرنجية علناً، ما سيدفع جعجع إلى إعلان تأييده لترشيح عون. وتشير الأوراق المتبادلة إلى مجموعة أفكار تلحظ إمكانية وصول عون إلى سدّة الرئاسة وشكل تقاسم الحصص والوزارات بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وشكل العلاقة في حال عدم وصول عون إلى الرئاسة، من تعميق للتحالف في الانتخابات النيابية والبلدية والنقابات والجامعات.

إلّا أن مصادر معنية في القوات والتيار الوطني الحر نفت نفياً قاطعاً أن يكون النقاش قد وصل إلى هذه المرحلة المتقدمة. وقالت مصادر في القوات لـ«الأخبار» إن «النقاش مفتوح في كلّ الأمور مع التيار، لكن مسألة تبادل الأوراق أو الاتفاقات الخطية غير صحيحة». كذلك قالت مصادر التيار الوطني الحر إنه «منذ ورقة إعلان النوايا يجري النقاش في كل شيء، لكن لا اتفاقات خطية ولا تبادل أوراق، ولا أحد مضطر من الآن لأن يقطع وعوداً على نفسه أو يلزم نفسه بأي أمر قبل أن يظهر أي شيء في الأفق».


اللواء
8 آذار لتعويم الحكومة للتغطية على تمديد الفراغ الرئاسي!
سلامة يطمئن إلى سلامة الليرة.. وحزب الله لم يستجب لطلب الراعي الضغط على عون

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "اليوم 30 كانون الأوّل، عملياً هو اليوم الأخير في النشاط العام، وغداً تقفل المصارف أبوابها لتنصرف إلى عمليات العام الجديد، مطمئنة، كما سائر اللبنانيين، إلى سلامة الليرة اللبنانية، التي أكّد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان وضعها ممتاز، ولا خوف عليها مع ازدياد الودائع، مطمئناً اننا «قادرون على ضمان الاستقرار المالي والاقتصادي على رغم الأوضاع التي يمر بها البلد».

وتأتي هذه الإشارة، مع نهاية عام كان مثقلاً بالتحديات المالية، في ضوء اشتداد العقوبات الأميركية على «حزب الله» ومحاولات اضعاف الثقة ببعض المصارف اللبنانية، الأمر الذي تجاوزه لبنان من خلال الدور الحاسم للسلطات النقدية وهيئة الرقابة للمصارف في الحفاظ على سمعة النقد الوطني، والتأكيد على الالتزام بشفافية بالقوانين المالية اللبنانية وبالمعايير الدولية.

احياء مجلس الوزراء
ومع حلول السنة الجديدة، بعد أقل من 48 ساعة، شكل الموقف الذي أعلنه «حزب الله» من بكركي بأنه ليس في وارد الضغط على النائب ميشال عون سحب ترشيحه لرئاسة الجمهورية افساحاً في المجال امام المبادرة الرئاسية، دليلاً فعلياً على ان فريق 8 آذار «فرمل» المبادرة التي قضت بانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، وبالتالي مدد فترة الفراغ الرئاسي، معيداً المسار إلى نقطة البدء قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 أيّار 2014.

وفي هذا الإطار، كشف الرئيس فؤاد السنيورة امام مجموعة من الإعلاميين ان مبادرة ترشيح فرنجية جدية، وأن فريقه ما يزال متمسكاً بها بشكل رئيسي وهي ما تزال قائمة، لا سيما وأن لا بديل لها.

وقال رئيس كتلة «المستقبل» النيابية: في ظني ان المبادرة انطلقت بتوافق إيراني - سعودي غير مباشر، وجرى تعزيزها بغطاء أميركي - روسي، لكنها «تفرملت» الآن، وفرملتها إيران لأسباب تتعلق بسوريا والعلاقة مع السعودية، ومما ساهم في هذه الفرملة عوامل داخلية تمثلت برفض كل من النائب عون والدكتور سمير جعجع و«حزب الله» لها.

وأشار الى ان المبادرة انطلقت من خلفية ان هناك تطورات إقليمية في ما خص ملفات المنطقة تتجه نحو تسويات وانه كان لا بدّ من فعل ما تمثل بالمبادرة لمنع انحلال الدولة.

واعرب الرئيس السنيورة عن اعتقاده انه إزاء تمديد الفراغ وتأخير انتخاب الرئيس، فإن النائب عون بشكل رئيسي طلب من وزرائه تنشيط العمل الحكومي للتغطية على تأخير الرئاسة لن يؤثر على تعطيل المؤسسات، والايحاء بان استمرار الفراغ لا يمنع من عمل المؤسسات الأخرى.

وفي الإطار نفسه، كشف وزير الاتصالات بطرس حرب بعد لقاء الرئيس نبيه برّي في عين التينة عن توجّه لإيجاد مخارج للأزمة، تتقدّمها محاولات لإحياء دور مجلس الوزراء ووضع قواعد لعمله.

أما بالنسبة لتكتل «الاصلاح والتغيير» فقد غابت السياسة عن بيان اجتماعه الأخير لهذا العام، إلا أن مصادره كشفت لـ«اللواء» أن «تفعيل عمل الحكومة في الفترة المقبلة يجب أن ينطلق من أسس تتصل بكيفية إعداد جدول الأعمال وآلية التصويت»، مذكّرة بالموقف الذي أعلنه بعد الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء وزير الخارجية جبران باسيل، مشيرة إلى أن ما جرى في جلسة النفايات لن يكون مقبولاً في جلسة أخرى، خاصة إذا ما رفض مكوّنان وزاريان أي قرار يتّجه المجلس لإقراره.

وقالت هذه المصادر أن أي قرار لم يتخذ بهذا الشأن بعد، مستدركة بأن وزراء «التيار الوطني الحر» سيشاركون في جلسة حكومية واضحة وبجدول أعمال واضح، مكرّرة بأن احترام العمل الحكومي يكون من خلال احترام آراء المكوّنات السياسية داخله. وشدّدت المصادر على أن وزراء التيار حريصون على عمل المؤسسات الدستورية ولا يعارضون تفعيل عمل الحكومة تحت عنوان الإنتاجية.

معايدة «حزب الله»
رئاسياً، لم يُكتب لبكركي النجاح في الاستفادة من قدوم رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيّد إبراهيم أمين السيّد مع وفد موسّع من الحزب لتقديم التهاني للبطريرك الماروني بشارة الراعي بعيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة، وهي كانت تتهيّأ لإقناع الحزب بممارسة الضغط المعنوي على الرابية لحمل النائب عون وتكتله السير بالمبادرة الرئاسية التي اقترحها الرئيس سعد الحريري بانتخاب النائب فرنجية رئيساً للجمهورية، سواء بتأييد هذا الترشيح أو التنحي.

وقال مصدر مطّلع أن حسابات البطريرك الراعي القائمة على فك أسر انتخابات الرئاسة وعدم ربطها بسلّة التسوية الكاملة، أو بحسابات المصالح في المنطقة، لم تطابق على حسابات بيدر «حزب الله» الذي لا ينظر إلى الرئاسة بصورة منعزلة، بل نظرة كلّية باعتبارها جزءاً من كل، أو ما أسماها السيّد بأنها «ليست مسألة مبدئية بل تحمل بنوداً تفصيلية».

وأكد السيّد أن الحزب ملتزم بتعهداته مع العماد عون ولا يمكن أن يتخلّى عن التزاماته عند أي مفترق سياسي، (في إشارة إلى المبادرة)، معتبراً أنها لكي تؤدي إلى نتائجها المرجوة يجب أن يقبلها العماد عون.

وبقدر ما أزعج هذا الموقف بكركي وأغبط الرابية التي اعتبرت فيه تثبيتاً لعون كمرشح رقم واحد، وأن الكرة عادت إلى ملعب الرئيس الحريري وفريقه، وهو ما رفضه عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت، معيداً الكرة إلى ملعب «حزب الله» الذي رأى في الموقف الذي أعلنه السيّد من بكركي بأنه دليل على أن الحزب لا يريد إجراء الانتخابات الرئاسية.

ونقل النائب فتفت عن البطريرك الراعي الذي زاره مهنئاً بالأعياد قبل وصول وفد «حزب الله»، بأنه ما زال داعماً للمبادرة الرئاسية، لكنه ليس مستعداً للإنجرار وراء شخص واحد، وإن كان التواصل مستمراً بينه وبين النائب فرنجية، وهو (أي الراعي) أراد أن يطمئن من فتفت عمّا إذا كان الرئيس الحريري ما زال داعماً لترشيح فرنجية.

ولم يخف الراعي عتبه على القيادات المارونية الأربع التي دعاها أكثر من مرّة للالتقاء في بكركي من دون ان يلبوا دعوته، وهو قال بصراحة: «اذا كانت هذه القيادات لا تريد فرنجية مرشحاً رئاسياً فليقولوا لنا من يريدون؟».

وكشف البطريرك الماروني، بحسب فتفت، بأن انتخابات الرئاسة يجب ان تكون منعزلة أو غير مرتبطة بأي شيء آخر، في إشارة إلى السلة الشاملة التي تتمسك بها قوى 8 آذار، معتبراً ان هذا الأمر من شأنه ان يعطل انتخاب الرئيس، فضلاً عن ان من يضع شرطاً في سلّة سيجلب شرطاً آخر من الفريق الآخر، وهذا يضيّع الهدف الاساس وهو انتخاب الرئيس.

وقال فتفت لـ«اللــواء» بأن هذه المقاربة الرئاسية للبطريرك الراعي تنسجم مع موقف «المستقبل»، لأن المهم في رأينا هو انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، ومن دون شروط مسبقة، أو سلّة كاملة.

عقود الخليوي
وفي غمرة هذا الوضع، حضر ملف عقود الدولة مع الشركتين المشغلتين للهاتف الخليوي، في اللقاء بين الرئيس برّي والوزير حرب، على مسافة أقل من 72 ساعة لانتهاء صلاحية قرار مجلس الوزراء بتمديد عقدي إدارة وتشغيل شبكتي الهاتف للشركتين المذكورتين أي في 31 كانون الأول الجاري.

ولم يعرف بعد الخيار الذي سيلجأ إليه الوزير حرب في ضوء حملة النائب وليد جنبلاط عليه وعلى مدير «أوجيرو» عبد المنعم يوسف، لا سيما بعد إضراب موظفي المؤسسة أمس، والتظاهر تضامناً مع الوزير والمدير، وفي ضوء عدم اجراء المناقصات.

ومنعاً للوقوع في الفراغ، ونظراً لعدم قدرة مجلس الوزراء على عقد جلسة، فإن الوزير حرب إما أن يلجأ إلى قرار بتمديد العقود، أو الاستفادة من أيام العطلة، باعتبار العقود صالحة إلى مطلع الأسبوع المقبل، حيث يمكن ان يعقد مجلس الوزراء جلسة في السبوع الأول من السنة الجديدة ويتخذ القرار للناس والمرجح أن يكون بالتمديد للشركتين مُـدّة ستة أشهر جديدة.


البناء
واشنطن مع تصنيف روسي للإرهاب بدون حزب الله... والجيش السوري يتقدّم
قمة سعودية تركية: التنسيق مع «إسرائيل» لمواجهة الاستحقاقات... والعدو واحد
رسالة نصرالله للراعي: ثابتون على ترشيح عون ولسنا مَن يطلب منه الانسحاب

صحيفة البناء كتبت تقول "بينما يلتقي الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس التركي رجب أردوغان كقمة لحلف الخاسرين في حروب المنطقة، لترقّب الآتي وملاقاته بمساعي الحدّ من الخسائر والتشبيك على قاطرات التسويات بشروط تحقق بعضاً مما عجزت الحروب عن تحقيقه، تلتقي واشنطن مع موسكو على تعريف وتصنيف التنظيمات الإرهابية، تكشف الخارجية الأميركية بعضاً منه بقولها إنّ الكثير من تصرفات «جيش الإسلام» كانت موضع تساؤل عندها، وتتولى الخارجية الروسية كشف نصفه الثاني بالقول إنّ موسكو لا يمكن أن تقبل بتصنيف حزب الله على لوائح الإرهاب.

واشنطن توكل لـ«إسرائيل» والسعودية وتركيا حربها وحربهما ضدّ حزب الله، و«إسرائيل» تشكل طليعة الحرب بمساندة القمة المنعقدة تحت عنوان تعزيز الحرب على الإرهاب، الذي لم تعرفه المنطقة لولا الدعم الذي لقيه هذا الإرهاب من طرفيها التركي والسعودي، كما قال ذات يوم ثقافي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أمام أساتذة وطلاب جامعة هارفرد، قبل أن يعتذر عن الإساءة لحليفيه في يوم سياسي لاحق.

ينتهي العام مع التسليم لإيران النووية ببرنامجها السلمي، واستعادة مكانتها وأسواقها بلا عقوبات، واسترداد أموالها المحتَجَزة، ولسورية بقوة نظامها وجيشها ومكانة رئيسها، فيما الجماعات المسلحة بكلّ صنوفها الإرهابية تندحر، رغم حجم ما تتلقاه وما تلقته من دعم سعودي تركي، والعراق يتقدّم نحو سيادته، رغم المشاغبات التركية، والخبث السعودي يسلّم بفتح سفارة تأخَّر موعد فتحها عقوداً طوال، واليمن صامد حتى يقتنع حاكم الرياض بالفشل، ومصر التي تناوَب على محاولة مصادرتها التركي والسعودي، تشقّ طريقها المستقبل بثبات ولو بطيء، فتتركز العداوة في حلف مكافحة الإرهاب على حزب الله.

حزب الله هو القضية، التي التقى عليها الأميركي و«الإسرائيلي» والسعودي والتركي، من التقييد الإعلامي إلى الحصار المالي، وصولاً إلى الاستهداف العسكري، وانتهاءً بمشروع التدويل الموسّع الهادف لتغطية المنطقة وحدودها بالقبّعات الزرق، والتسلل بقوات سعودية وتركية ضمنها، بينما حزب الله منصرف لما سيقرّره «المؤتمنون» من ردّ على «إسرائيل» لاغتيالها الشهيد سمير القنطار، وفقاً لتوصيف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهو الردّ الذي يربك التحسّب له «إسرائيل» ومن ينتظرون كيف ستتصرف «إسرائيل» بعد الردّ. يُكمل حزب الله باسم المقاومة الحساب المفتوح مع «إسرائيل»، وعينه لإقفال حساب أراد الآخرون فتحه وتحويله جرحاً في جسد حلفائه، فيبلغ البطريرك الماروني بشارة الراعي رسالة معايدة قاطعة تقفل الحساب اللبناني، مضمونها أنّ حزب الله ليس طرفاً في اللعبة الرئاسية، وقد فوّض للعماد عون هذا الملفّ ويقف خلفه بكلّ قوة، وليس هو الذي يخلع حلفاءه ويتراجع عن عهوده، وبالتأكيد ليس هو مَن يمكن الرهان على قيامه بطلب الانسحاب من السباق الرئاسي من حليف لم يخلّ معه بوعد أو عهد أو موقف، من دون أيّ انتقاص أو إساءة إلى حليف آخر هو النائب سليمان فرنجية، بل يبارك سلفاً ما يتفقان عليه ويضع ثقله وراءه.

حزب الله: التزامن مع الجنرال أخلاقي
شكّل عيدا الميلاد ورأس السنة مناسبة لزيارة وفد من حزب الله برئاسة رئيس المجلس السياسي السيد إبراهيم أمين السيد إلى الصرح البطريركي في بكركي ولقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي. وعلى الأثر، جدد السيد أمين السيد حرص حزب الله على انتخاب رئيس للجمهورية والتزامه الأخلاقي بدعم ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون للرئاسة. وقال: «إن حزب الله حريص على انتخاب رئيس للجمهورية لما لذلك من أهمية وتأثير على صعيد لبنان»، مضيفاً «أن السياسة بالنسبة لنا ليست كذبًا أو مناورات ولا نستطيع أن نتخلى عن التزامنا مع العماد ميشال عون، ولا نتنازل عنه عند أي مفترق سياسي، وما قيل عن إقناعنا عون بالتنحّي عن الترشح للرئاسة لم ولن يحصل». وتابع «أنّ أحدًا لم يُجبرنا أن نلتزم بعون، بل اختيارنا نابع من إرادة حرة»، معتبراً «أنه حتى تؤدي الطروحات الموجودة نتائجها يجب أن يتم الأمر من خلال قبول العماد عون».

..ولا بديل عن السلة المتكاملة.. إلا «التأسيسي»
وأكدت مصادر سياسية في 8 آذار لـ«البناء» أن موقف السيد أمين السيد أمس «أثبت أن حزب الله لا يقبل مجرد التفاوض على دعم العماد ميشال عون»، لافتة إلى «أن حزب الله اختار التوقيت المناسب والمكان المناسب ليؤكد التزامه الأخلاقي مع الجنرال عون وموقفه السابق بشكل قاطع، أن الجنرال عون هو المرشح الأوحد، والبوابة الرئيسية في شأن الملف الرئاسي في لبنان». ولفتت المصادر إلى «أن التزام حزب الله كان ولا يزال التزاماً طوعياً، استراتيجياً، اختيارياً رؤيوياً، لم يلزمه به أحد، وهو التزام تحوّل التزاماً أخلاقياً».

وتشير مصادر واسعة الاطلاع لـ«البناء» إلى «أن هذا التصريح كان بمثابة رسائل قاطعة لأكثر من جهة، وبكل تهذيب، للداخل والخارج، أن تهريب رئاسة الجمهورية بما سُمّي «المبادرة الحريرية السعودية»، لن تمر بصرف النظر عن الشخص الذي طرح لتمرير المبادرة أو الطرح». وشدّدت المصادر على «أن ما طرحه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من سلة متكاملة للحل في لبنان هو الحل الذي لا بديل عنه إلا المؤتمر التأسيسي»، فالمعادلة الآن إما العماد ميشال عون رئيساً لإعادة التوازن للنظام وإما المؤتمر التأسيسي الذي يؤدي إلى إقامة نظام سياسي واقتصادي عادل ومتوازن».

واستغربت مصادر مطلعة لـ«البناء»عدم إصدار بكركي أي موقف بعد الزيارة يظهر اقتناعها بموقف حزب الله أو عدمه»، ولفتت إلى أن «الملف الرئاسي عاد إلى المربع الأول، والأنظار تتجه إلى الساحة المسيحية وما يجري بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وهل سيتطور هذا التفاهم كي تتبنى القوات الجنرال عون رئيساً وبالتالي وضع تيار المستقبل في زاوية حرجة».

المستقبل: التسوية انتهت
ومن بكركي، أكد عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت، عقب زيارته ووزير العدل اشرف ريفي البطريرك الراعي للتهنئة «أن البلد لم يعُد يحتمل الشروط والشروط المضادة في الانتخابات الرئاسية والموضوع واضح من الناحية الدستورية، فالدستور نقطة مفصلية في الحديث عن الرئاسة»، وشدد على «أن الرئاسة ليست موضوعاً مسيحياً فقط إنما لبناني وطني جامع». وأكدت مصادر وزارية في تيار المستقبل لـ«البناء» أن «الانتخابات الرئاسية ليس قريبة»، مشيرة إلى «أن التسوية الرئاسية تفرملت وانتهت».

وأكد الوزير السابق جان عبيد أن ملء الفراغ أفضل بكثير للبنان بغض النظر عن الشخص، وأمل أن يأتي الرئيس بجو تفاهمي لأن البلد يستحق رئيس تفاهم بعد الذي حصل.

«التغيير والإصلاح»: إمكانية بسط سلطة الدولة بالمصالحات
إلى ذلك، أكد تكتل «التغيير والإصلاح» في بيان ألقاه عضو التكتل سليم جريصاتي عقب الاجتماع الأسبوعي، أن «نهج المصالحات في سورية المثيل لما حصل في الزبداني والفوعة وكفريا يدل على إمكانية سلوك الطرق السياسية لبسط سلطة الدولة على الأراضي السورية بالتوازي مع إجراءات ميدانية لمحاربة الإرهاب التكفيري مع عودة متوازية للنازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في سورية». ورأى التكتل «أن نهاية السنة الجارية تدعونا إلى التأمل في أحداثها وأزماتها وإلى تنقية القلوب تمهيداً لتثبيت وحدتنا الوطنية واستنهاض الدولة التي نحلم بها».

الهبة السعودية سلكت طريقها الصحيح
من ناحية أخرى، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل عقب استقباله قائد الجيش العماد جان قهوجي وأعضاء المجلس العسكري، «أن الهبة السعودية سلكت طريقها الصحيح»، مطمئناً «أن لا عراقيل تعيق تنفيذها».

وفي السياق، استهدف الجيش بالمدفعية الثقيلة تحركات المسلحين الإرهابيين وتجمعاتهم في وادي الخيل في جرود عرسال. وتردّدت معلومات عن إصابة عبادة مصطفى الحجيري، نجل مصطفى الحجيري الملقب ابو طاقية، بطلق ناري في قدمه إثر خلافات مع مسلحين في منطقة وادي الحصن في عرسال، حيث أدخل إلى المستشفى الميداني في عرسال للمعالجة.

الجيش يطوّق دار الواسعة
لا تزال أحداث دار الواسعة تلقي بثقلها على منطقة البقاع، حيث نفّذ الجيش أمس، عمليات دهم في بلدة دار الواسعة، بعدما عمل على تطويقها من جهة شليفا شرقاً والليمونة غرباً، وتمكن من كشف معمل كبير لتصنيع المخدرات وحبوب الكبتاغون يعود للمطلوب حسن جعفر، وبداخله كميات كبيرة من هذه الحبوب، كما ضبطت خلال عملية الدهم كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية والذخائر والأمتعة العسكرية المختلفة، بالإضافة إلى سيارة مسروقة وثلاث سيارات من دون أوراق قانونية. وتم تسليم المضبوطات إلى المرجع المختص. وتستمر قوى الجيش في ملاحقة المطلوبين لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص. ورأت مصادر أمنية «أن العملية الأمنية في البقاع مستمرة ولن تتوقف». وسُجّل أمس إنجاز لمكتب مكافحة السرقات الدولية في وحدة الشرطة القضائية، تمثل بتوقيف أحد أخطر المطلوبين ع.ج. وبحقه أكثر من 70 مذكرة عدلية بجرائم خطف ومخدرات وسرقة.

الجنوب: حذرٌ وتعزيزات «إسرائيلية»
وفي الجنوب، لا يزال الهدوء الحذر يخيم على المنطقة منذ اغتيال عميد الأسرى المحررين الشهيد سمير القنطار، حيث دفع العدو بحسب ما أفادنا مراسلنا في الجنوب سعيد معلاوي، للمزيد من قواته إلى الشمال الفلسطيني المحاذي للأراضي اللبنانية. وفي ظل هذا الوضع لا تبرح طائرات الاستطلاع الإسرائيلية من دون طيار وكذلك الطوافات العسكرية سماء مناطق الجليل والمزارع ومرتفعات الجولان المحتلة. ونفذت قوات العدو الإسرائيلي حملة تمشيط واسعة لمعظم محاور مزارع شبعا المحتلة وتخومها المحاذية لمنطقة العرقوب استعملت خلالها مدفعية الهاون من عيار 120 ملم والثقيلة من عيار 155 ملم وأرفقتها برشقات رشاشة مختلفة العيارات مستهدفة الأودية والمسالك الحرجية الوعرة داخل هذه المزارع يأتي ذلك في ظل متابعة من جانب قوات اليونيفل والجيش اللبناني تحسباً لأي مفاجأة أمنية غير محسوبة.