كثير من الخطوات اتخذها الجيش السوري على طريق تنظيف الزبداني من السلاح وحامليه، ورغم الوقت الطويل للمسلحين في التحصين هناك
خليل موسى – دمشق
كثير من الخطوات اتخذها الجيش السوري على طريق تنظيف الزبداني من السلاح وحامليه، ورغم الوقت الطويل للمسلحين في التحصين هناك، لم يصمدوا أمام الهجوم المُطبِق، ولم تسلم فوهات بنادقهم من الانسداد عند الهجوم الكبير والمحكم الذي شنه الجيش السوري وحليفه بهذا القدر من الإصرار والنجاح.
المؤشرات الميدانية خلال معركة الزبداني كانت تبشر بنصر أكيد للجيش والمقاومة، وكانت مسألة وقت لا أكثر، حيث تم اتباع سياسة القضم والتوغل والالتفاف، وكثيراً ما أحصت عدسة الإعلام الحربي خسارات المسلحين، حيث لم يترك المجاهدون مجالاً لهم في كثير من المناطق لإحصاء قتلاهم.
يقول الخبير العسكري السوري الدكتور قاسم قنبر انه بالاعتماد على الموقع الاستراتيجي للزبداني من الناحية الشمالية الغربية للعاصمة "فأنها كانت عبارة عن خزان من المسلحين ونقطة وصل هامة لهم مع مناطق عدة، اعتماداً على التضاريس الجبلية المحمية طبيعياً، وهنا كان من الجدير تجفيف تلك البؤرة لتقييد حركة المسلحين ومنعهم من هذا الربط، وبالتالي إنهاء دور الزبداني يعني الضغط على المناطق المعتمدة عليها".
فالزبداني كانت تشكل نقطة ربط بين مناطق وبلدات القلمون ومناطق أخرى تصل إلى ريف العاصمة حيث كانت تتم عمليات تسلل للمسلحين عبر ممرات جبلية محصنة، يتم من خلالها تهريب السلاح إلى الغوطة الشرقية، ولكن الجيش السوري وحلفائه اقفلا هذا الملاذ وسيطرا على الممر، وبالتالي أصبحت شبكة الامان على العاصمة دمشق من تلك الناحية أوسع واكبر، وأراحها من أي خطر يهددها في الشمال الغربي.
ماذا عن الكيلومتر الواحد، وماذا جرى بعده...
العملية العسكرية في الزبداني وصلت إلى خواتيمها، وكان خلال تلك الفترة يتم العمل على تجميع المسلحين في مكان ضيق، ووصلنا لنقطة النهاية كما يصف الخبير العسكري ويضيف كانت عملية ناجحة من حيث التخطيط والتكتيك والتنفيذ.
ويقول الخبير العسكري "ان الذي حصل وكما كان متوقعا فان المسلحين عمدو الى فتح جبهات في مناطق اخرى حيث جرة التعامل معها كما رى في مضايا مثلا" على انظار الجيش والمقاومة تلتفت الى تلك المناطق فيتم تخفيف الضغط عن مسلحي الزبداني.
لكن الذي حصل ان الجيش والمقاومة كانا يقظَين وتعاملا مع كل الجبهات ولم يفلح المسلحون من تخفيف الحصار عن مسلحي الزبداني الذي ضاقت بهم الارض بعد ان كانت مسرحا ومرتعا لهم.
المدنيون العزّل في خطر..
ولما لم يفلح المسلحون خارج الزبداني في مساندة اقرانهم داخلها لجأوا الى الضغط الانساني حيث قامت الجماعات المسلحة وكانت أعدادها هائلة وبشتى صنوف السلاح، بمحاصرة المدنيين العزل في قريتي الفوعة كفريا في الشمال السوري بريف إدلب. وصلت الاوضاع الإنسانية الصعبة هناك إلى ذروتها وتم الحديث عن تسوية برعاية الامم المتحدة فوافق الجيش عليها. يقول الدكتور قنبر ان موافقة الجيش العربي السوري وحلفاؤه على التسوية اتت بشروط الأقوياء وكما خطها الميدان، اذ كان خروج المسلحين المتبقين من الكيلومتر المتبقي من الزبداني هي الشرط الوحيد لدى الطرف الآخر في مقابل الحفاظ على المدنيين في كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل التكفيريين.
ويختم الخبير لقاءه مع موقع المنار بأن ما جرى في اتفاق الزبداني – كفريا والفوعة كان نصرا للجيش العربي السوري والمقاومة، فكلتا الحالتين كانتا انتصاراً، ويبرر الدكتور قنبر حديثه، لو استمر العمل العسكري لكان الحسم الذي وصل خواتيمه قد اكتمل، ولكن بالمقابل لكانت الخسائر البشرية من مدنيين ونساء وأطفال في الفوعة وكفريا ربما تدخل مرحلة المأساة أكثر، وطالما أن الحالة الثانية أي إخراج من تبقى من المسلحين في الزبداني بحافلات إلى مكان آخر يضمن انتصارا إلى جانب انقاذ المدنيين من غدر الإجرام المتطرف، فكان الحل الثاني هو الخيار للجيش والمقاومة.