21-11-2024 08:14 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 31-12-2015: الإستحقاق إلى 2016..

الصحافة اليوم 31-12-2015: الإستحقاق إلى 2016..

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 31-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها انقضاء العام 2015 في ظل استمرار الشغور الرئاسي، وتعطيل المؤسسات..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 31-12-2015 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها انقضاء العام 2015 في ظل استمرار الشغور الرئاسي، وتعطيل المؤسسات..

السفير
مراجع أمنية تتخوف من عودة «الاغتيال السياسي»
2016 رئاسياً: أي حسابات للاعبين.. وما هو السيناريو الأرجح؟

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والثمانين بعد الخمسمئة على التوالي.

إنه اليوم الأخير في سنة قاحلة، سيدفنها اللبنانيون بفرح، ولعلهم كانوا يتمنون لو أن بالإمكان ترحيلها مع أكوام النفايات، حتى لا يبقى لها أثر.

لن تجد 2015 من يتأسف عليها أو يشتاق اليها، وهي التي يزدحم «سجلها العدلي» غير النظيف بالعلامات السوداء، نتيجة «ارتكاباتها» التي توزعت بين تعميق الأزمة الاقتصادية، وتمييع الفرصة النفطية وإطالة أمد الشغور الرئاسي، وتعطيل مؤسسات الدولة، واستهداف الأمن عبر عمليات إرهابية وصولا الى اغتيال عميد الأسرى سمير القنطار في الأمتار الأخيرة من العام.. واللائحة تطول.

وإذا كانت سنة 2015 قد «طلعت ريحتها»، فإن المواطن الممسك بحبال الأمل يتطلع الى أن يعوّض له عام 2016 خيباته المتراكمة، أقله بانتخاب رئيس للجمهورية يعيد الاتزان الى جسم الدولة المترنح، ويضبط إيقاع الصراع الداخلي إذا كان إنهاؤه متعذراً في الوقت الحاضر.

ولكن.. هل يمكن أن يحقق مطلع العام الجديد ما عجز عنه سلفه، فيحمل الى قصر بعبدا الرئيس المنشود، أم أن الشغور سيبقى سيد القصر حتى إشعار آخر؟

من الواضح بداية أن هناك مجموعة «ثوابت» باتت تحكم مسار الاستحقاق الرئاسي، وسيكون لها بالتالي التأثير الكبير على تحديد وجهته في المرحلة المقبلة، وهي:

ـ «سطوة» المعطيات الإقليمية والدولية التي كانت ولا تزال تشكل «قاطرة» الاستحقاق، بعد إخفاق كل المحاولات التي جرت لفك الارتباط بينهما. ولولا المظلة الخارجية (برغم بعض الثقوب فيها) ما كان ترشيح النائب سليمان فرنجية ليصبح معطى متقدماً بين ليلة وضحاها.

ـ إلزامية «الرئيس القوي» الذي يملك حيثية في بيئته ويكون مقبولاً من البيئات الاخرى، وبالتالي سقوط مفهوم «المرشح الوسطي».

ـ انتماء الرئيس المقبل الى فريق «8 آذار»، وهو الأمر الذي كرّسه قبول الرئيس سعد الحريري بانتخاب فرنجية، بحيث لم يعد ممكناً تخفيض السقف الى ما دون فرنجية أو العماد ميشال عون.

ـ ضرورة الخوض في «سلة سياسية» تتضمن الى جانب اسم الرئيس تصوراً لقانون الانتخاب ومقاربة مشتركة لكيفية إدارة السلطة في العهد الجديد.

... وما هي السيناريوهات العملية المحتملة في السنة الجديدة، تحت سقف هذه الثوابت؟

ـ ترشيح فرنجية: يمكن القول إن هذا الترشيح سيبقى مطروحاً بجدية مستمداً الأوكسيجين السياسي من الدعم الخارجي (السعودي ـ الأميركي ـ الفرنسي خصوصاً) وتأييد الرئيس سعد الحريري، وغياب البديل العملي في ظل استمرار «الفيتو» على عون، ورغبة «حزب الله» وطهران ودمشق في حماية الإنجاز المتمثل في موافقة الخصوم على اسم فرنجية، إنما مع إبقاء الأولوية الرئاسية لعون.

لكن عناصر القوة هذه لا تكفي وحدها لإيصال رئيس «تيار المردة» الى قصر بعبدا وإن كانت تبقيه من بين المرشحين المتقدمين، وذلك في انتظار تبلور اتجاهات العامل الإقليمي المؤثر، ربطاً بما ستؤول اليه التطورات في اليمن وسوريا.

ولئن كان الرئيس فؤاد السنيورة قد أكد أن مبادرة الحريري انطلقت بتفاهم إيراني ـ سعودي غير مباشر، معتبراً أن تجميدها يعود الى كون إيران «فرملت» حماستها لها لاحقاً، إلا أن مصادر ديبلوماسية في بيروت أشارت الى أن طهران لم تكن جزءاً عضوياً من تلك المبادرة، وأنها تبلغت بها ولم تشارك في صناعتها.

ـ ترشيح عون: يراهن الجنرال على عامل الوقت الذي يفترض أنه يعمل الى جانب قوى «المحور الحليف» في المنطقة، بغية تحسين شروط معركته الرئاسية واستعادة المبادرة، بحيث ينتقل من الدفاع الذي فرضته عليه مبادرة الحريري الى الهجوم مجددا، علما أن طريق عون الى القصر تبدو مقفلة بسواتر «المستقبل» وراعيه الإقليمي، اللذين يصران على رفض انتخابه امتداداً لمسار طويل من السلبية والتوجس حياله بدأ منذ العام 2005، حين مورست ضغوط على فرنسا لمنعه من العودة الى لبنان، مروراً بالتحالف الرباعي الذي كان يستهدف تحجيمه، وصولاً الى تشكيل حكومة الرئيس السنيورة بعد الانتخابات من دون تمثيل «التيار الوطني الحر» فيها، برغم أن عون حصل حينها على 70 في المئة من أصوات المسيحيين، وانتهاءً بالتجربة الأخيرة حين رُفض اقتراحه بتعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش.. فكيف بانتخاب عون رئيساً.

ولعل السنيورة كان واضحاً عبر كلامه المنشور أمس في تظهير أزمة الثقة المستفحلة بين «المستقبل» وعون، والتي تضرب جذورها في تربة الخلاف التاريخي معه حول اتفاق الطائف.

ومن المفارقات أن عون يستند في «صموده الرئاسي» الى كل من «حزب الله» ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع اللذين تقاطعا، كل من موقعه وحساباته، عند الرابية!

لقد كان الحزب حاسماً في التأكيد أنه لم ولن يتولى الضغط على الجنرال للتخلي عن ترشيحه، موحياً بأن من أطلق مبادرة ترشيح فرنجية هو المعني بإقناع عون بها، أي المطلوب من الحريري أن يحاور الجنرال لتسويق المبادرة لديه على قاعدة سلة شاملة ترضيه، أو ربما يقنعه الجنرال بالعودة الى الخيار الرئاسي البرتقالي.

أما جعجع الذي أغضبه تهميش الحريري له في محطات عدة، كان آخرها ترشيح فرنجية، فهو قد يندفع نحو مغامرة دعم عون إذا وجد نفسه مضطراً في نهاية المطاف الى الاختيار بينه وبين رئيس «المردة»، ساعياً في الوقت ذاته الى التخفيف من كلفة هذه المغامرة عبر محاولة بلورة مقاربة مشتركة مع الجنرال للملفات الحساسة.

- استمرار الفراغ: يبدو هذا الاحتمال الأكثر رجحاناً، أقله في المدى المنظور، الى حين عبور المنطقة «المرحلة الانتقالية» نحو التسويات الكبرى والتي ستسبقها تطورات ومواجهات في الميدان، لتحسين المواقع التفاوضية.

ولعل أخطر ما في التمديد للفراغ هو أنه يمكن أن يشكل بيئة ملائمة لأحداث دراماتيكية في الداخل، وهذا ما تخشاه مراجع أمنية رسمية أبلغت «السفير» أنها تتخوف من اغتيال سياسي كبير، لخلط الأوراق والدفع في اتجاه إجراء الانتخابات الرئاسية على «الحامي»، مشددة على ضرورة التنبه والحذر.


النهار
فضيحة النفايات: شركة للتصدير عنوانها منزل في قرية هولندية وفرعها الألماني يبيع المطابخ

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "إذا كان العام 2015 ينقضي في ظل استمرار الشغور الرئاسي، وتعطيل المؤسسات، كما انقضى العام 2014، في ظل مراوحة يتعمدها بعض القوى السياسية لتحويل لبنان ورقة تفاوض اقليمية وادخاله بطريقة أو بأخرى متاهات حروب المنطقة والتفاوض حولها، فإن الملف الابرزالذي اطل به لبنان على العالم في 2015 كان ملف النفايات الذي من المتوقع ان يجد حله الموقت طريقه الى التنفيذ نهاية كانون الثاني 2016. لكن حل النفايات الذي هُرّب تهريباً في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء من دون اطلاع الوزراء على تفاصيله يشوبه الكثير من النواقص وربما الفضائح.

فقد وافقت الحكومة على تكليف شركتين، واحدة بريطانية وأخرى هولندية، تصدير النفايات من لبنان لفترة 18 شهراً، بعقود تصل قيمتها إلى مئات الملايين من الدولارات. حصرت المفاوضات في دائرة ضيقة جداً وبسرية تامة، بحجة حساسية الموضوع. كما تم التكتُّم على هوية الشركتين الى حين انعقاد جلسة مجلس الوزراء في 21 كانون الأول التي خُصّصت لبت القضية.

ويتبيّن من مراجعة لمسوّدة العقد المقترح مع الشركتين، بالتراضي وبلا مناقصة أو دفتر شروط، أنه يحتوي على ثغرات قانونية عدة، ولا سيما منها ما يتعلق بالقانون الدولي الذي يحكم نقل النفايات. فالعقد يضع المسؤولية كاملة على الشركة الناقلة ابتداء من لحظة تحميل النفايات في السفن. لكن هذا البند لا يلغي مسؤولية الدولة التي هي مصدر النفايات، وذلك في كل مراحل العملية، وحتى بعد وصولها إلى وجهتها النهائية، واياً يكن أسلوب التخلص منها أو معالجتها. وتجارب لبنان في التحكيم في القضايا ذات البعد الدولي غير مشجّعة، من مئات الملايين التي حصّلتها شركتا الخليوي من التحكيم قبل أكثر من عشر سنين، إلى القضية العالقة حالياً مع شركة الطيران الخاص التي تطالب بمليار دولار تعويضاً نتيجة إلغاء وزير ترخيصها بقرار فردي.

وبغض النظر عن خيار تصدير النفايات والكلفة المرتفعة التي قد تتجاوز 250 دولاراً للطن الواحد، وحقول الألغام التي تحويها مسوّدة العقد، من هما الشركتان اللتان وقع عليهما الاختيار؟

"شينوك" البريطانية
الشركة المسجّلة في بريطانيا اسمها "شينوك أوربان مايننغ" (Chinook Urban Mining) وهي تنتمي إلى مجموعة "شينوك" التي يرأسها رفعت الشلبي. المجموعة متخصصة بتحويل النفايات إلى طاقة بواسطة تقنيات حديثة خاصة بها، ولها مشاريع وعقود كبيرة في بريطانيا ودول أخرى، كما يظهر من السجلات التجارية في المملكة المتحدة.

ويظهر في السجلات الرسمية اسم طارق الحيدري كأحد أعضاء مجلس الإدارة في فترة سابقة، بينما لا ذكر له في الموقع الإلكتروني للشركة. ومعروف أن الحيدري يرتبط برجل الأعمال اليمني حميد الأحمر الذي أُثيرت قضايا كثيرة حول طبيعة استثماراته في أوروبا.

"هووا" الهولندية
وإذا كان للشركة البريطانية مديرون معروفون وسجلات رسمية ومشاريع وميزانيات منشورة وموقع الكتروني جدّي وحديث، بغض النظر عن ارتباطات أخرى غير واضحة، فإن الشركة الهولندية (HOWA B.V.) مجهولة يكتنفها الغموض.

الموقع الإلكتروني www.howa-international.com لا يحتوي على أية معلومات ذات قيمة، ومن الواضح أنه أعد على عجل بهدف التمويه. وليس في صفحاته القليلة سوى نصوص عامة عن أفكار حول النفايات، من دون ذكر أي مشروع نفذته الشركة، مع أنه جاء في صفحة بعنوان "الهيكل التنظيمي" أن الشركة تأسست عام 1975. فماذا نفذت من مشاريع طوال 40 سنة؟

الموقع الإلكتروني بالهولندية والإنكليزية والألمانية. وإذا ظن متصفح الصفحات الإنكليزية أنه قد يجد معلومات اضافية باللغتين الهولندية والألمانية، فلن يصل إلى مبتغاه في أي منهما، لأنها في مرحلة الإعداد. فهل يمكن شركة عمرها 40 سنة أن تكون صفحات موقعها الإلكتروني في "مرحلة الإعداد"، ولا ذكر فيها لأي مشروع نفذته؟

الشركة مسجلة في غرفة التجارة بتاريخ 19 نيسان 2000 تحت اسم .Howa B.V، وليس عام 1975، وهي متفرعة من شركة قابضة (هولدنغ) تحمل الاسم نفسه. العنوان المسجّل يقع في بلدة صغيرة في جنوب شرق هولندا عدد سكانها ثمانية آلاف، اسمها "سوستيرين" Susteren.

أما عنوان الشركة Oude Rijksweg Zuid 36 فهو لمنزل ريفي، هو نفسه عنوان سكن صاحب الشركة بول هوس (Paul Hos). وفي حين ليس للشركة، وفق سجلّها الرسمي، أية فروع أخرى، يشير موقعها على الإنترنت إلى فرع لها في ألمانيا تحت اسم Howa GmbH عنوانه: Millener Weg 73-75, 52538 Selfkant. ولدى البحث عن هذا العنوان، تبين أنه يخص شركة للمطابخ اسمها EKS Einbauküchen. وعدد العاملين فيها شخص واحد هو مديرها بول هوس. وكان هوس، بالاشتراك مع ناصر الحكيم، مثلا شركة "هووا" لتقديم عرض تصدير النفايات إلى الحكومة اللبنانية.

وإذا كانت المعلومات عن بول هوس نادرة، فشريكه ناصر الحكيم (اسمه الكامل عبد الناصر الحكيم) معروف في التجارة والسياسة. الحكيم من أصل لبناني هاجر إلى كوراساو (إحدى جزر الأرخبيل الهولندي سابقاً) عام 1985، حيث عمل في التجارة وأسس حزباً سياسياً. وفي الحكومة الأولى بعدما حصلت كوراساو على حكم ذاتي من هولندا عام 2010، عيّن الحكيم وزيراً للاقتصاد. لكن ولايته انتهت عقب تحقيقات في قضايا مالية طالت عدداً من الوزراء في الجزيرة الكاريبية، التي تؤوي 150 ألف نسمة وتبلغ مساحتها 444 كيلومتراً مربعاً.

بين التبييض والتهريب
نقل النفايات قضية معقدة، وخصوصاً حين تتداخل فيها شركات قابضة ومتعددة الجنسية ومتشعبة الأسماء والارتباطات والملكيات. فإذا كانت العقود شرعية وشفافة، لماذا التستُّر والسرّية، وما هي الخلفيات الحقيقية وراء تمرير الموافقة تهريباً؟ وهل تستطيع شركة صغيرة شبه سرّية أن تتحمل مسؤولية عقد نقل نفايات بمئات الملايين؟

في تقرير عن جرائم النفايات صدر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مختصر عن خطورة الموضوع: "كثير من الجرائم الخطيرة يمكن ارتكابها في أية حلقة من حلقات إدارة النفايات، بما فيها تعريض الناس للمواد السامة خلال مراحل جمع النفايات ونقلها والتخلص منها. وهذه الجرائم لا تنحصر في مخالفة القواعد البيئية، بل ان أخطرها يرتبط بالتهرب من الضرائب وتبييض الأموال، كما أن عمليات نقل نفايات عادية وصالحة لإعادة التدوير تستخدم في حالات كثيرة كغطاء لتهريب نفايات خطرة".


الأخبار
الإستحقاق إلى 2016: وقت اضافي قد يكون طويلاً!

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "يتعيّن ان يمر بعض الوقت في السنة الجديدة كي يتضح هل حملت 2015 معها مبادرة انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا الى غير رجعة، أم تركت الورقة المعلقة منذ تشرين الثاني تستنفد مزيدا من الجهود للابقاء على حظوظها.

بانقضاء شهر ونصف شهر على اطلاقها، يصبح من المبكر الحكم على مبادرة الرئيس سعد الحريري بانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية بزوالها. صاحب المبادرة لم يتخلّ عنها، ولا نائب زغرتا المعني بها وجد الفرصة تجاوزته كي يتراجع، ولا المؤيدون المعلنون والمضمرون على السواء، ولا المناوئون لها بعد انقضاضهم التدريجي عليها عثروا على بديل سواها.

ربما لذلك تبقى قائمة بآمال تترجح بين النجاح والفشل. لكن ما بات يقينا ان 2016 تبدأ بانطباع مفاده ان الشغور الرئاسي سيستمر وقتاً اضافياً، وقد يكون طويلاً.

ومع ان مبادرة الحريري تكاد تكون الوحيدة التي نجحت في تحريك المياه الراكدة في الاستحقاق منذ وقوع الشغور، بعدما استقر التنافس طوال سنة وسبعة اشهر على ثلاثة مرشحين رسميين هم الرئيس ميشال عون والنائب هنري حلو ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الا انها وضعت ــــ للمرة الاولى ـــــ سقفاً جديداً في مقاربة الاستحقاق يحتاج تقويضه الى صدمة مؤلمة، امنية او سياسية، يصعب استيعاب تداعياتها من دون ان يكون انتخاب رئيس الجمهورية ـــــ ايا يكن المرشح ـــــ في صلبها.

1 ـ اضحى فرنجية مرشحاً جدياً، بعدما بدا في الاشهر المنقضية من الشغور ينتظر في المقعد الخلفي خلو المقعد الامامي الذي يشغله حليفه عون، وقد اقرّ نائب زغرتا حتى هذا الوقت بتقدمه عليه. مع ذلك، لا يعني جلوسه الآن في الصف الامامي من دون انتظار احد وتمسكه بترشحه، انه سيكون حتما الرئيس المقبل. في المقلب الآخر يشكو المرشحان الآخران الفعليان من متاعب لن يسهل عليهما اجتيازها.

ثمن تمسك عون بترشحه اولا، ثم تمسك حزب الله بهذا الترشح ثانيا ـــــ وهما موقفان لم يفاجئا فرنجيه ـــــ انهيار تكتل التغيير والاصلاح الى حد بعيد، وقد يكون تفكك. منذ انفجار الخلاف بين التيار الوطني الحر وتيار المردة على ترشيح فرنجيه، امتنع نائباه اسطفان الدويهي وسليم كرم وكذلك وزيره ريمون عريجي عن حضور الاجتماعات الدورية للتكتل، باستثناء النائب اميل رحمة الذي يتصرف حيال الحليفين اللدودين على انه يمثل تقاطع ما بينهما. توقفت بين الحليفين السابقين ايضا الاتصالات المباشرة وغير المباشرة، وبدوا كأنهما تخلصا من هذا التحالف. على طرف نقيض من ذلك، لم ينقطع تيار المردة عن التواصل مع حزب الله الذي لم يفصح ـــــ منذ الكشف عن المبادرة ـــــ عن حماسة ظاهرة لانتخاب احد ابرز حلفائه واقدمهم «في الخط». الى ان جهر على الملأ قبل يومين، من بكركي بالذات، ان عون مرشحه الاول. يعني بذلك تحفظه ما لم يعنِ رفضه انتخاب فرنجيه.

بذلك قوّضت مبادرة الحريري، حتى الآن على الاقل، ما كان يحتاج اليه حزب الله وهو وجود حليفين مسيحيين مهمين في قاعدتيهما الشعبية وخياراتهما السياسية واخصها الاقليمية الى جانبه، وعرّضت ائتلاف 8 آذار لشرخ يصعب اعادة ترميمه.

قد لا يكون التصدع المماثل الذي اصاب قوى 14 آذار اقل وطأة. لا يزال جعجع يعدّ نفسه مرشحاً جدياً للرئاسة ينسحب لمرشح توافقي ليس الا، فيما غامر الحريري ليس في التخلي عنه فحسب ـــــ وهو حليفه المسيحي الاقوى ـــــ بل ذهابه الى ترشيح خصمه، من غير ان يخطره مسبقا بهذا الخيار. وشأن تشبّث عون بترشحه رداً على ترشيح فرنجية، لم يبد جعجع اي استعداد للتراجع عن ترشيحه. وهو بالتأكيد لن ينساق الى وهم ترشيح عون تشفياً من الحريري لئلا يمسي فعلا متجرّعاً السمّ. فاذا قوى 14 آذار شأن قوى 8 آذار نصفين.

2 ـ اصبحت قاعدة امرار الاستحقاق تبعا لمعادلة رئيس للجمهورية من قوى 8 آذار في مقابل رئيس للحكومة من قوى 14 آذار. الا ان العكس لا يصح في اي حال. على ان تعثر انتخاب رئيس من قوى 8 آذار يؤول حكما الى فشل تسمية رئيس للحكومة من الطرف الآخر. يأتيان معا او لا يكونا ابدا. اذذاك يقتضي الحديث عن رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة بمواصفات مختلفة تماما، ما لم تكن نقيضة، ومن ثم استبعاد كل من قوى 8 و14 آذار من رأس هرم الحكم. ومع ان البعض المتحمس للقاعدة الجديدة يعتقد بأن الابواب اوصدت نهائيا في وجه مرشحين من طراز مغاير في الرئاستين الاولى والثالثة، الا ان صدمة امنية او سياسية من شأنها ان تجعل من تلك المواصفات الخيار الامثل في ما بعد.

بل واقع الامر ان القاعدة الجديدة هذه غير مفتوحة على خيارات متاحة. إما تجيء بفرنجية رئيسا كي يلحق به الحريري، او لا امل في اي من الاستحقاقين. اذ من غير المتوقع موافقة الحريري والنائب وليد جنبلاط على عون رئيسا وإن اصر عليه حزب الله. ومن دون الفريقين السنّي والدرزي لا رئيس للجمهورية، على نحو مطابق لموقف حزب الله الذي يجعل الاستحقاق معلقا ومؤجلا بسبب اصراره على عون وحده، وتوجسه من توقيت ترشيح الحريري فرنجية والطريقة التي أُخرِج بها.

لعل المفارقة المزدوجة التي تضاعف في اسباب تمديد عمر الشغور ان حزب الله لا يزال يرفض عودة الحريري الى السرايا، مقدار رفض الحريري وصول عون الى قصر بعبدا. من دون تلك او هذا يرقد الاستحقاق طويلا.


اللواء
موفد ألماني في بيروت يطلب من نصر الله التهدئة مع إسرائيل
سلامة يثير مع برّي توطين رواتب حزب الله.. وبكركي ممتعضة

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "تضع سنة 2015 اوزارها، واثقالها، في النزف الاقتصادي والبشري، وفي التعطيل السياسي، وفي العجز عن فرض منطق الدولة اللبنانية على المفوضية الدولية للاجئين، لدرجة ان القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي 2254 حول سوريا، لم يكن حاسماً لإعادة النازحين إلى بلادهم مع تقدّم التسوية، وترك الأمر طوعياً لهؤلاء.

ولم يكن الرئيس نبيه برّي وحده الذي ردد امام نواب الأربعاء عن السنة المنصرمة عبارة «تنذكر وما تنعاد»، بل ان الرئيس تمام سلام لم يكن راضياً عن مسار العمل الحكومي خلال 12 شهراً مضت، والذي اصيب (أي المسار) بـ«فيروس» الخلافات السياسية تارة حول آلية العمل الحكومي، وبالكاد مرّت قضية ترحيل النفايات، ونجا لبنان من قطوع تصنيفه دولة فاشلة، لو لم تقر القوانين المالية ذات الصلة بالتمويل، أو مراعاة قوانين ومعايير مكافحة تبييض الأموال قبل حلول كانون الأوّل الذي ينقضي بعد ساعات.

وبمعزل عن تقييم الوزراء لتفردهم في العمل في وزاراتهم وكأنها «مقاطعات» قائمة بذاتها، فإن معظمهم يشاطر الرئيسين برّي وسلام استياءهما من التعطيل وغياب الانتاجية، وإن بدا الوزير وائل أبو فاعور نجماً في ما خص مطابقة مواصفات الغذاء والمياه والدواء للمعايير التي تجعل استخدامها صالحاً.

وعلى خط الإنجازات يمكن ان يسجل للأطراف السياسية ترجيح خيار الحوار على ما عداه، في وقت كانت فيه القوى الأمنية تسجل نجاحات مشهودة في فكفكة «الخلايا النائمة» المرتبطة بجهات المسلحين، ولا سيما في سوريا، وتوقيف عدد كبير من المسلحين الذين اعترفوا امام القضاء بانهم كانوا يستعدون للقيام بعمليات «ارهابية».

ومن النجاحات أيضاً إتمام الأمن العام اللبناني برئاسة اللواء عباس إبراهيم إطلاق سراح 16 من العسكريين الذين احتجزوا على مدى أكثر من سنة لدى جبهة «النصرة»، فيما لا يزال 9 آخرين لدى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».

تهديدات نصر الله
في ظل هذه الأجواء، تعاطت إسرائيل والأطراف الدولية المعنية بالوضع المتفجر في الشرق الأوسط، بجدية تامة مع تهديدات الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله بأن الرد على اغتيال سمير القنطار «آت لا محالة».

وفي هذا الإطار علمت «اللواء» ان موفداً المانيا زار السيّد نصر الله أواخر الأسبوع الفائت حاملاً إليه رسالة تدعو إلى التهدئة بعد اغتيال القنطار، لافتاً نظره إلى ان الرد الإسرائيلي على أية عملية للحزب سيكون قوياً ومكلفاً، وكان جواب السيّد نصر الله ما قاله في خطابه الأحد من ان الرد على جريمة الاغتيال آت لا محالة، ومهما كان الثمن وهو قرار اتخذ ولا عودة عنه على الإطلاق، وقد انتهى اللقاء بفشل الموفد الالماني في إقناع نصر الله بعدم الثأر للقنطار.

وفي خطوة لمعاينة الوضع على الأرض، ومن دون إعلان مسبق، تفقد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال ايزنكوت مواقع عسكرية في الجولان تحسباً لشن حزب الله عملية باستخدام صواريخ «كورنيت»، مشيراً إلى انه «علينا ان نكون اذكياء ومستعدين من البحر مروراً بالجولان وحتى في الخارج»، لأنه لا يمكن الا التعاطي بجدية مع تهديدات السيّد نصر الله، مكرراً الكلام عن ان إسرائيل بعثت برسائل للمعنيين بأن «ردها لن يكون متناسباً مع أية ضربة لحزب الله، بل سيتخطاها بمرات».

وفي إطار الضغوطات الأميركية على حزب الله والتي استدعت ضغوطات على المصارف اللبنانية، حضر هذا الموضوع خلال استقبال الرئيس برّي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث جرى بحث موضوع توطين رواتب نواب كتلة «الوفاء للمقاومة»، واعتبار المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية ان التحويلات المتعلقة برواتب النواب مشمولة بالعقوبات.

وعلمت «اللواء» ان بعض المصارف اعتذرت عن توطين الرواتب، في حين ان مصارف أخرى اغلقت حسابات هؤلاء النواب نهائياً والبعض الآخر وافق على توطين المعاشات فقط لا غير.

امتعاض بكركي
رئاسياً، تفاعل الموقف الذي أعلنه رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيّد إبراهيم أمين السيّد من بكركي، حيث انتقده النائب السابق فارس سعيد، وتحدثت معلومات عن ان نقاشاً بدا متباعداً بين البطريرك الماروني بشارة الراعي والسيّد، لا سيما عندما سأل البطريرك لماذا لم ينزل نواب حزب الله إلى البرلمان لانتخاب الرئيس؟ فرد عليه السيد: «بأننا نريد السلة كاملة، وأن المبادرة اقتصرت على الرئيس فقط»، فأجابه الراعي ان «موضوع الرئاسة لا يحتمل التأخير، والسلة تحتاج إلى وقت».

ويروي مصدر مطّلع على أجواء اللقاء أن البطريرك اصطدم مع الحزب، لا سيما عندما ردد السيّد أمامه ما أعلنه أمام الصحافيين من التزام أخلاقي من ترشيح النائب ميشال عون، فردّ عليه «بأن الالتزام الأخلاقي يكون بالالتزام بالوطن الذي يتقدّم على الشخص لئلا تتعرّض الجمهورية لخطر الانهيار، وينسى الناس موضوع الرئاسة».

وكشف المصدر أن صديقاً مشتركاً يتحرك بين بكركي وحارة حريك لتبديد أجواء الصدام، ونقل رسالة للبطريرك بأن الحزب لم يُغلق الباب كلياً في وجه مبادرة إنتخاب النائب فرنجية.

ترشيح الجميّل
وفي معلومات «اللواء» أن البطريرك الراعي طلب من عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت الذي زار بكركي معايداً، أمس الأول، أن يسأل الرئيس أمين الجميّل، بعدما علم أنه سيزوره في اليوم التالي في بكفيا، عمّا إذا كان ما زال مرشحاً لرئاسة الجمهورية، لكن فتفت لم يكن في وارد سؤال الجميّل، بعدما أعلن وزير العمل سجعان قزي من دارة الرئيس ميشال سليمان، أن حزب الكتائب ما زال متمسكاً بترشيح الرئيس الجميّل، معتبراً أنه الرجل المناسب لهذه المرحلة، لأنه رجل لديه الخبرة والمعرفة والروح الميثاقية والسياسة المنفتحة والمعتدلة، وهو على علاقات بكل الأطراف داخلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً.

وإذ رأى قزي أن مبادرة الرئيس سعد الحريري «عم تعيّد مثلنا»، اعتبر أن المبادرة بحدّ ذاتها كانت ضرورية لإطلاق دينامية جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية، لكنه استدرك قائلاً: «نحن كحزب كتائب لسنا بحاجة لاستئجار أي مرشّح آخر، عندنا مرشّح إسمه الرئيس أمين الجميّل».

أما النائب فتفت فلم يمانع بعد لقاء الرئيس الجميّل أن يكون الرئيس من الأقطاب الأربعة، لكنه رأى أنه في الإمكان الخروج من هؤلاء إذا لم يكن الأمر متاحاً، مطالباً بانتخاب رئيس توافقي تسووي يلتقي ويتوافق مع الجميع.

تفعيل الحكومة
وفي تقدير وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، أن إعادة تفعيل عمل الحكومة، سواء كان تنشيط عمل المؤسسات الدستورية بدءاً من الحكومة ومجلس النواب، أو للتغطية على استمرار الفراغ الرئاسي سيكون لمصلحة الحكومة مجتمعة، إذ بمقدورها أن تعود لعقد جلسات أسبوعية منتجة لمجلس الوزراء ومتابعة تسيير شؤون النّاس والبلاد، وهذا مطلب لا يختلف عليه إثنان من السياسيين، ولكن إذا كانت هناك شروط معيّنة قد يعود بعض الفرقاء إلى طرحها، فإن الرئيس تمام سلام على وجه التحديد لن يقبل بهذه الشروط، ويريد للعمل الحكومي أن يُستأنف بسلاسة وبصورة طبيعية دون شروط.

واستبعد درباس ما تردّد عن احتمال تأييد سمير جعجع للعماد ميشال عون، معتبراً إياه نوعاً من التحريض، وهو ما أيّده فيه النائب فتفت، الذي اعتبر أنه في حال حصل هذا الأمر فإن ذلك يعني طلاق جعجع مع 14 آذار، وهذا أمر مستبعد جداً.

وكانت مصادر في «القوات اللبنانية» اعتبرت موقف حزب الله الذي عبّر عنه السيّد، يعزّز التأكيد بأنه لن يتخلّى عن ترشيح عون، مشيرة إلى أن كل الاحتمالات واردة ومفتوحة ضمن رؤية شاملة للوضع الحالي، بما في ذلك دعم ترشيح عون، لكنها ذكّرت بموقف جعجع حول دعمه كل شخص يتلاقى مع تطلعات قوى 14 آذار.

تمديد عقود الخليوي
وعلى صعيد آخر، تنتهي اليوم عقود تشغيل شركتي الخلوي «زين» (الكويتية) التي تدير «تاتش» و«أوراسكوم» (المصرية) التي تدير «ألفا»، في وقت حال انسحاب الاخيرة من المناقصات لأغراض يعتبرها وزير الاتصالات بطرس حرب سياسية، دون إجرائها، فبات الاخير أمام خيارات غير سهلة تقضي إما بالتمديد التقني لشهر للشركتين الى حين إجراء مناقصة جديدة، وهو التدبير المرجح، خاصة وأن الخطوة قانونية واردة في العقود الموقعة مع الشركتين، أو باقتراحه إدارة الدولة اللبنانية للقطاع، غير ان هذا الطرح مستبعد سيما وأن وزير الاتصالات يرى فيه خطوة الى الوراء في مسيرة القطاع الذي يقوده القانون 431 نحو الخصخصة.

وفي المعلومات، أن حرب كثّف مشاوراته مع الرئيس سلام للخروج بقرار مناسب يرجّح أن يصدره اليوم، سيكون محصوراً بتمديد العقود فقط، خصوصاً وأن وزراء «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» واللقاء الديمقراطي استنفروا للتصدي لأي محاولة لما وصف بـ«تأميم» القطاع، وتسليمه لهيئة «أوجيرو» الذي يخوض الحزب التقدمي الاشتراكي حملة قضائية ضد رئيس مجلس إدارتها عبد المنعم يوسف.


البناء
2015: تراجع أميركي وبوتين يتصدّر السياسة وتسويات لسورية واليمن وليبيا
المنطقة 2016: تراجع سعودي تركي «إسرائيلي» وصعود محور المقاومة
لبنان ينتظر رئيساً لعامٍ ثانٍ... وحزب الله يكرّس الفيتو الرئاسي لعون

صحيفة البناء كتبت تقول "على طريقة الثلث الضامن الذي لا يضمن سلطة القرار، بل قدرة التعطيل لصاحبه، وفقاً للخبرة اللبنانية، ترتسم معادلات العالم والمنطقة خلال عام مضى، لترسيم حاملي الثلث الضامن، أو قدرة التعطيل أو حق الفيتو، بعد سنوات من حروب خيضت تحت عناوين كسر العظم والانتصار الكامل، قادتها واشنطن، وموّلتها السعودية، وشكلت تركيا حضنها، و»إسرائيل» حربتها، وتنظيم «القاعدة» فائض القوة فيها، وكانت سورية ساحتها الأهمّ والأبرز، وما جرى على ضفافها كان من تداعياتها، ومن ارتداداتها، بما في ذلك ما يتصل بحرب أوكرانيا ومكانة روسيا، والملف النووي الإيراني ومكانة إيران، وحرب اليمن ومكانة السعودية، وحروب الردع «الإسرائيلية» والحروب المعاكسة للمقاومة، ومعها وفي قلبها الانتفاضة المتجدّدة في فلسطين.

يتكرّس الثلث الضامن في اللعبة الدولية بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتعترف واشنطن بحق الفيتو الروسي داخل مجلس الأمن وخارجه، وخصوصاً في إدارة شؤون وملفات الشرق الأوسط من بوابة سورية كما يتكرّس الثلث الضامن إقليمياً بيد إيران، بعد تراجع مكانة تركيا والسعودية، وتهشُّم مكانة «إسرائيل» وتتحوّل إيران إلى قوة بيدها حق الفيتو على المشاريع والمخططات المرسومة للمنطقة، أو للأدوار التي كانت لدول وقوى كانت حتى الأمس صانعة السياسة في الشرق الأوسط وفي لبنان يتكرّس لحزب الله هذا الدور، ويقوم الحزب بقوة ما يمثل إقليمياً ومحلياً بتجيير هذه المكانة في الملفّ الرئاسي للعماد ميشال عون، ليصير مستقبل الرئاسة المستحيل بدون حزب الله، مشروطاً بعبور إلزامي من بوابة الرابية ليخرج عون رئيساً أو ممسكاً بيد رئيس.

مرحلة انتظار جديدة رئاسياً
يتسلم العام 2016 غداً الملفات اللبنانية المثقلة بالأزمات السياسية والتحديات الأمنية والنفايات من العام الماضي، مع صعوبة التكهّن بإمكانية اجتراح عجائب الحلول لإنهاء الفراغ في سدة الرئاسة الأولى وتفعيل العمل الحكومي وفتح باب المجلس النيابي للتشريع، وقبل كل ذلك، ترحيل النفايات في ضوء الشكوك التي تحيط بقرار الترحيل الذي اتخذ من دون أي مناقصة أو استدراج عروض.

ويدخل لبنان مرحلة انتظار جديدة مع تعثر التسوية الرئاسية التي كان من المنتظر أن يعلن الرئيس سعد الحريري عنها رسمياً بتبنيه ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.

وعلمت «البناء» من مصادر بكركي أن البطريرك الماروني بشارة الراعي يحترم وفاء حزب الله للعماد ميشال عون وأخلاقيته السياسية، لكنه كان تمنى أمس على الوفد لو يرجّح الوطن على الشخص». وأشارت المصادر إلى «أن البطريرك الماروني لم يكن مرتاحاً لموقف حزب الله بخاصة عندما سمع تأكيد من الوفد على التمسك بدعم ترشيح الجنرال عون». ولفتت المصادر إلى أنه كرر التأكيد أنه ليس مصراً على اسم النائب فرنجية، لكنه في الوقت نفسه يعتبر المبادرة مخرجاً طالما أنها تحظى كمبادرة بتوافق إقليمي ودولي». ولفت البطريــرك، بحسب المصادر، إلى «أنه ليس مضطراً للتحمــل أكثر من ذلك، وأن همه الوحيد انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد».

تباعد بين بكركي والمرجعيات المارونية
ولفتت مصادر مقربة من بكركي لـ«البناء» إلى «أن التباعد بين المرجعيات السياسية المارونية مع البطريرك الراعي أكثر من واضح، وهذا تجلى في عدم زيارة أحد منهم البطريرك للتهنئة بعيد الميلاد على عكس السنوات الماضية».

وفيما أشارت مصادر سياسية في 14 آذار لـ«البناء» إلى «التزام فرنجيــة الصمت المطبق حيال ما صرّح بع رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد وفسّرت صمته استياء من الكلام». أكدت مصادر في تيار المردة لـ«البناء» «أن المبادرة الرئاسية لا تزال جدية وأن الأمور تتطوّر أكثر من أي وقت مضى»، ولفتــت المصادر إلى «أن العلاقــة بين تيار المردة وحـزب الله ممتازة»، مشيرة إلى «أن كلام السيــد أمين السيد ليس بجديد ولا يمكن تفسيــره على أنه رسالة للوزير فرنجية».

ونبّه وزير الثقافة روني عريجي عبر «المركزية» إلى أن «مسألة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان بعد عام ونصف العام من الفراغ في جو معقّد جداً في المنطقة، ليست أمراً سهلاً، وتالياً، من الممكن أن يأخذ بعض الوقت، وهذا أمر طبيعي».

وأكد «أن علاقتنا مع حزب الله على أفضل ما يرام، ونحن نسعى دائماً إلى إقامة علاقات جيدة مع التيار الوطني الحر». وختم مشدداً على أن «الوزير فرنجية مرشح توافقي حاز على موافقة جزء من 14 آذار، و8 آذار والمستقلين».

واعتبر النائب أحمد فتفت بعد لقائه الرئيس أمين الجميل «أن السلة المتكاملة أو الشاملة، تعني عملياً أنه لن يكون هناك انتخابات رئاسية في وقت قريب». وطالب «بأولوية انتخاب الرئيس بغض النظر عن أي شيء آخر أكان اسمه أو قانون الانتخابات أو تركيبة الحكومة».

انتخاب الرئيس والخصوصية القائمة
إلى ذلك، لا يزال رئيس المجلس النيابي نبيه بري عند رأيه، أن مشكلة الرئاسة في لبنان هي مسيحية مسيحية. وذكر زواره بـ«امتعاض البطريرك الماروني من كلامه هذا منذ أشهر»، لافتاً إلى «أنه عندما يتفاهم الموارنة بين بعضهم البعض لحل المشكلة الرئاسية ينتهي الأمر». وقال بري بحسب ما علمت «البناء» «صحيح أن انتخاب الرئيس هو مسؤولية مجلس النواب، لكننا اليوم نقوم بمراعاة للخصوصية القائمة». وأبدى بري خشيته من دخول المنطقة في أحد سيناريوهات ثلاثة: إما التقسيم أو التفتيت أو إعادة النظر بسايكس بيكو». وقال عن السنة المنصرمة: «تنذكر ما تنعاد».

وعلمت «البناء» أن دردشة حصلت حول قانون الإيجارات، واشتكى عدد من النواب من صدور أحكام من قبل قضاة تستند إلى القانون الجديد للإيجارات، برغم أن المجلس الدستوري قبل الطعن ببعض مواده. وأبلغ بري النواب «أنه سيُجري اتصالاً بمجلس القضاء الأعلى لينظر في هذه المشكلة ويجد طريقاً لمعالجتها».

عقود تشغيل شركتي الخلوي تنتهي اليوم
من ناحية أخرى تنتهي اليوم، عقود تشغيل شركتي الخلوي «زين» الكويتية التي تدير MTC و«أوراسكوم» المصرية التي تدير ALFA. ورجحت مصادر مطلعة أن يقوم وزير الاتصالات بالتمديد التقني لشهر للشركتين إلى حين إجراء مناقصة جديدة، أو باقتراحه إدارة هيئة أوجيرو للقطاع. ولفتت المصادر إلى «أن وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله واللقاء الديموقراطي سيتصدّون لأي محاولة لتأميم قطاع الخلوي، بخاصة إذا كانت إدارته ستؤول إلى هيئة أوجيرو.