نعرض نبذة عن سيرة آية الله الشيخ محمد باقر النمر الذي اقدمت السلطات السعودية على اعدامه اليوم (السبت).وجاء في النبذة التي وزعها موقع آية الله النمر:
نعرض نبذة عن سيرة آية الله الشيخ نمر باقر النمر الذي اقدمت السلطات السعودية على اعدامه اليوم (السبت).وجاء في النبذة التي وزعها موقع آية الله النمر:
في عام 2011م مع سقوط نظامي زين العابدين بن علي في تونس وحسني ومبارك في مصر ومع بداية الثورة البحرينية كسر آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر النمر الحظر الرسمي الذي فرضته السلطات السعودية على ممارسته للخطابة والتدريس منذ أغسطس 2008م مستغلاً الحراك الشعبي في العالم العربي إذ استهل خطاباته بالحديث عن الحرية السياسية ومحوريتها في التغيير السياسي.
وفي ظل المناخ السياسي الذي عايشته المنطقة مع بداية 2011م نظمت مجاميع شبابية في القطيف عدة مسيرات للمطالبة بالإفراج عن تسعة سجناء مضى على اعتقالهم في حينها ستة عشراً عاماً وقد عرفوا (بالسجناء المنسيين).
ومع دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين اتسعت رقعة الحراك والاحتجاجات في القطيف فقابلتها السلطة باعتقال المئات من الشباب بتهمة ارتباطهم بالاحتجاجات وقد تصدى آية الله المجاهد النمر للدفاع عن حق المواطنين في الاحتجاج والتعبير عن الرأي.
وخلافاً لبعض المواقف التي كانت تنظر للشعوب العربية بازدواجية يقف آية الله النمر على مسافة واحدة من جميع الشعوب العربية التي نظمت احتجاجات، وقد جاهر النمر بمعارضته لجميع الأنظمة المستبدة في العالم العربي فلم تتلون مواقفه بصبغة طائفية ولا انتقائية سياسية، لأنه كان يؤمن بحق جميع الشعوب بالكرامة والحرية والعدالة والتخلص من براثن الظلم والاستبداد.
ومع استمرار الحراك في القطيف، اتجهت السلطة إلى التنويع من وسائل الضغط لإيقاف الحراك:
1. في أكتوبر ٢٠١١م: اعتقلت القوات الأمنية رجلين مسنين من أهالي العوامية من أجل الضغط على ابنيهما المطلوبين للسلطات بتهمة المشاركة في التظاهرات فقوبل ذلك بغضب واستياء شعبي فأغرقت القوات الأمنية البلدة بوابل الرصاص.
وعندما كادت المنطقة على وشك الانزلاق إلى لغة العنف وكانت القوات الأمنية تتهيأ لشن حملة قمعية -معدة سلفاً- على شباب الحراك في العوامية، كانت كلمة الفصل لآية الله النمر الذي دعا فيها شباب الحراك إلى عدم التظاهر في تلك الليلة خاصةً حمايةً لهم ولإفشال مخطط القوات الأمنية مؤكداً في خطابه التاريخي سلمية الحراك.
2. في نوفمبر 2011م: فتحت القوات الأمنية الرصاص الحي على بعض الشبان فسقط أربعة شهداء كان سقوط ثلاثة منهم حال المشاركة في تظاهرات سلمية، وجاء هذا التصعيد الأمني بعد أن عجزت السلطات عن إيقاف حركة الاحتجاجات.
ومع إصرار السلطة على المعالجات الأمنية باستخدام السلاح التي نتج عنها سقوط العديد من الشهداء؛ زاد تصعّيد النمر من مواقفه وخطاباته والتي عارض فيها بشكل صريح التمييز السلطوي ومصادرة الحريات والاستئثار بالثروات والمناصب، وفي فترة زمنية قياسية لقيت الخطابات السياسية لسماحته انتشاراً واسعاً داخل الدولة وخارجها لما تتميز به من قوة وجرأة نادرة غير مسبوقة أسقطت العديد من المحرمات السياسية التي خلقتها الدولة السعودية والتي لم يتجرأ أحد على المساس بها منذ عقوداً من الزمن.
3. في الثامن من يوليو 2012م: أقدمت القوات السعودية على اعتقال آية الله النمر إذ فتحت عليه الرصاص الحي فأصيب على إثرها بأربع رصاصات في فخذه الأيمن، وقامت باختطافه من موقع الجريمة فاقداً لوعيه لتنقله إلى المستشفى العسكري في الظهران وبعد ذلك إلى مستشفى قوى الأمن بالرياض ثم إلى سجن الحائر.
4. في مارس من عام 2013م: بدأت الحكومة السعودية بأولى جلسات محاكمته وبدون خبر سابق لذويه، وقد طالب فيها المدعي العام على بإقامة حد الحرابة (القتل) على آية الله النمر وقد ساق تهماً ملفقة على سماحته.
* الاعتقالات وبعض المضايقات التي مر بها:مر على الشيخ النمر العديد من المضايقات من قبل رجال الأمن بالدولة لمدد متفاوتة، تناوب فيها رجال الأمن على مراقبة سكن الشيخ على مدار الساعة، والتعرض له عن طريق الاستدعاء المتكرر وبدون إذن مكتوب، ولكنه لم يتجاوب معها، ومن تلك المضايقات:
1. في عام 1424 هـ (2003م): اعتقل سماحته بعد إقامة صلاة الجمعة في (ساحة كربلاء)، واستمرارها لعدة أسابيع، وقد طلبوا منه -بالإضافة إلى ترك إقامة صلاة الجمعة والبرامج المختلفة- إزالة البناء الذي تقام فيه الصلاة في ساحة كربلاء ليطلق سراحه.
2. في عام 1425 هـ (2004م): اُستدعي سماحته من قبل السلطات من أجل إلغاء مهرجان: (البقيع.. حدث مغيب) وقد طوقوا منزله بسيارات رجال المباحث بمرافقة رجال الأمن، وقد رفض مصاحبتهم مفضلاً أن يأتي بسيارته، وقد قاموا بالضغط على سماحته لكي يلغيه.
3. في عام 1426 هـ (2005م): أُستدعي سماحته أيضاً من أجل إلغاء مهرجان: (البقيع الخطوة الأولى لبنائه) وقد استمر بقاء الشيخ في المعتقل من الساعة التاسعة والنصف صباحاً حتى الواحدة ظهراً، وقد أخذ منهم وعوداً بأن يعطى حقه في المطالبة بالبناء وغيرها من المطالبات.
4. في عام 1427 هـ (2006م): اعتقل سماحته غدراً وهو عائداً من البحرين من (مؤتمر القرآن الكريم) التي أقامته ممثلية آية الله السيد محمد تقي الحسيني المدرسي (دام ظله)، واقتيد من على جسر الملك فهد إلى المعتقل، وذلك بسبب التقارير المكذوبة، وقد أهين في المعتقل جسدياً ومعنوياً بسبب جملة من المطالبات وقد استمر اعتقال الشيخ قرابة الأسبوع، وبطول الاعتقال خرجت مظاهرة في مدينة العوامية عجلت بخروج سماحته.
5. في عام 1429هـ (2008م): استدعي سماحته إلى محافظة القطيف ولما لم يتجاوب معهم رُحِّلَ إلى أمارة الدمام ومنها إلى المعتقل وأُجبر على أثرها على التوقيع بعدم إلقاء الخطب -وبالذات الجمعة- والدروس، فرفض الشيخ ذلك، مما أدى لسجن الشيخ سجناً انفرادياً بقرار من وزير الداخلية، أو يتوقف عن إلقاء الخطب حتى مدة مؤقتة لم يحدد مقدارها، فسجن "سجناً على الرأي السياسي" ولم يستمر الاعتقال أكثر من يوماً وليلة.
* آية الله النمر من الاعتقال حتى حكم الإعدام: (من 08-07-2012م حتى 15-10-2014م)
في 08-07-2012م اعتقلت حكومة السعودية آية الله الشيخ نمر باقر النمر للمرة السادسة، وقد باشرت الفرقة الأمنية الاعتقال بتسديد أربع طلقات عليه من قرب، أصابته في فخذه الأيسر، فهشمت عظامه واستقرت في اللحم، مما أدى إلى فقدانه الوعي؛ وبعدها خرجت بيانات وزارة الداخلية السعودية تدعي أن الشيخ النمر وآخرين قاموا بإطلاق النار على رجال الأمن، وهو الأمر الذي لم يحدث بتاتاً.
يقف وراء أسباب اعتقاله بهذه الطريقة مطالبه وجهوده الإصلاحية، والتي منها: المطالبة بالإفراج عن المعتقلين المظلومين سنة وشيعة، المطالبة بالعدالة والحرية لكافة المواطنين، التثقيف والتوعية السياسية؛ وقد كان ملتزماً بمنهجية سلمية في الاحتجاج والمعارضة، ملتزماً بالمبدئية في مطالبه السياسية لكل المواطنين، دون فرق في استحقاق الجميع لحقوقهم، كما كان متدرجاً في أطروحاته السياسية والمطالبات الحقوقية.
* جلسات التحقيق والمحاكمات:
ابتدأت معه جلسات التحقيق بشكل مباشر، في الوقت الذي كان يعاني التعذيب جراء الجروح التي لم تتم المباشرة في علاجها بشكل متعمد، وامتدت التحقيقات على فترات طويلة، وقد استعانت فيها (هيئة التحقيق والإدعاء العام) بشهادات مزورة وإدعاءات كاذبة، ومنها:
اتهامه بإطلاق النار على الفرقة الأمنية التي قامت باعتقاله، وقد وجهت له تهماً كثيرة،وبعد مضي أكثر من 8 أشهر على اعتقاله، عقدت أولى جلسات محاكمته في 25-03-2013م واختتمت الجلسات بإصدار حكم القتل تعزيراً بتاريخ 15-10-2014م، واستمرت كل فترة محاكمته مدة 569 يوماً، توزعت على 13 جلسة، تكثيفها في المشهد الديني في مدينة القطيف، حيث أقيمت بعدها في مدن صفوى وتاروت والقطيف.
* ميلاده ونسبه:
ولد سماحة آية الله الشيخ نمر باقر النمر عام 1379 هـ (1959م)، بمنطقة العوامية - إحدى مدن محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية-.
ينتمي سماحته إلى عائلة رفيعة القدر في المنطقة ، أما نسبه لأمه فيعود للشخصية العوامية البارزة الحاج الوجيه سلمان محمد الفرج المعروف باسم (سلمان الشيوخ) الذي اشتهر بكرمه ووقفه للأرض الزراعية الكبيرة بالعوامية (الرامس) لعموم أهالي العوامية" .
* الحالة الاجتماعية:
له من الأبناء ابن واحد وثلاث بنات، وقد وافت المنية زوجته بعد معاناة مع مرض السرطان وآية الله النمر في معتقله بالرياض عام 1433هـ.