عندما يراق الدم الطاهر, فلا بد من أن يكون زيتاً يغذي نور مشكاة المؤمنين بقضايا الدين والعقيدة، ولا بد له أن يرسم في خريطة الصحوة دربا أوسع للنضال في سبيل إعلاء كلمة الحق.
خليل موسى - دمشق
عندما يراق الدم الطاهر, فلا بد من أن يكون زيتاً يغذي نور مشكاة المؤمنين بقضايا الدين والعقيدة, ولا بد له أن يرسم في خريطة الصحوة دربا أوسع للنضال في سبيل إعلاء كلمة الحق, وما يراد به الفتنة, سينقلب على من أشعل النار في سراديب الجهل والضلال.
كلمات كثير من الشيوخ والمواطنين في دمشق تتردد مع كل قطرة دم أريقت من جسد العلامة الشهيد الشيخ نمر باقر النمر, هؤلاء الناس يدركون أن مخطط آل سعود, ما هو إلا فتنوي يراد منه إشعال نار حقد الفتنة بين المسلمين, ولكن هيهات - كما أكدوا.
بمجرد ان انهى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خطابه التأبيني على شاشة "المنار", قصد موقع قناة المنار شوارع دمشق ليجس نبض التفاعل في شوارع العاصمة وأروقتها, كثير من رجال الدين يتعممون بياض الفِكر, أفصحوا أولا عن استنكارهم لجريمة آل سعود بحق الشيخ الشهيد نمر باقر النمر.
فـ"الشيخ أحمد الأحمد" أحد رجال الدين وإمام في أحد مساجد دمشق أعرب لموقع المنار عن أسفه ورفضه لهذه الجريمة, معتبرا أن الجريمة لن تمر عند الله بدون عقاب, وأضاف "ما تحدث به سماحة السيد الأمين العام عن فتنة آل سعود ما هو إلا الوعي بعينه, داعيا الشباب بدوره إلى عدم التأثر والانجرار خلف فتنة من هذا النوع, مشددا على أهمية اتباع ما يمليه علماء الدين العقلاء لتجنب ما تسعى إليه مخططات آل سعود من هدم للدين والعقيدة.
وبدوره الشيخ الجليل عبد الرحمن العمري أكد لموقع "قناة المنار" أن سبب صمود دمشق في وجه العدوان, هو اتحادها مع أهل الحق وتحالفها معه, قاصدا بذلك المقاومة الإسلامية في لبنان, معتبرا أن الحق يكمل الحق, وبرأيه جريمة كهذه بحق رجل وعلامة له من الإرث والوعي ما يجعل آل سعود يهابون صوته, هي جريمة بحق جميع المسلمين, ولم يحسب ذلك على طائفة معينة مؤكدا وحدة الصف الإسلامي رغم كل ما يحاك من فتن لتقسيمه.
مواطنون في شوارع دمشق, يعرفون أن من يراق دمه على يد آل سعود فهو صاحب حق, موقع "المنار" أخذ العديد من الاستصراحات حول ما يتعلق بجريمة اغتيال الشهيد العلامة النمر.
إيهاب مواطن سوري من مدينة حلب السورية ويقيم في العاصمة, أكد لموقعنا ان ما هو فيه من نزوح إنما سببه آل سعود والأسرة الحاكمة, وبرأيه أن من أراد تشريد شعب بكامله, فلن يتوانى لحظة واحدة عن إراقة دم شيخ وعلامة له تأثيره في الشعوب, وأن الشيخ الشهيد لو لم يكن صاحب هذا التأثير الإيجابي في صفوف المسلمين عامة بموقفه من آل سعود لما تعرض لهذه الجريمة النكراء.
أبو محمد رجل في الخمسين من عمره, يؤكد لو أن الشيخ النمر كان يعمل لخدمة آل سعود, لما أقدم ذلك النظام المجرم على قتله, داعيا الجميع إلى قراءة تاريخ آل سعود وما قدموه من خدمات لليهود الصهاينة على مر التاريخ الحديث منذ نشأتهم, حيث يرى أنهم مجموعة ممن يخدمون الاحتلال في نواياه لتفرقة العرب والمسلمين, لا يغفل أبو محمد عن ذكر دور السعودية كنظام حاكم في العمل على تسهيل تهويد فلسطين.
كثير من المواطنين التقيناهم في دمشق ويؤكدون أن الشيخ النمر هو شهيد الحق, وأن ما أقدمت عليه مملكة آل سعود ما هو إلا بداية نهايتها, وأغلب هؤلاء المواطنين استمعوا لخطاب سماحة السيد في حفل التأبين, ويفتخرون بأنهم ينهلون من وعي السيد, وكذلك يتمسكون بما يمليه على المسلمين من توجيهات تقيهم الفتنة وتوعيهم لمن يزرعها.
من ناحية متصلة, لم تفرغ صفحات التواصل الاجتماعي للسوريين من صورة الشهيد الشيخ نمر باقر النمر, ولم يتعبوا أيضا من نشر ما لديهم من عبارات استنكار للجريمة, ولا يترددون بوصف آل سعود بمجرمي الفتنة بين المسلمين وما يصب بهذا المعنى.