ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين 4-1-2016 على تداعيات اعدام السعودية آية الله الشيخ نمر باقر النمر، وعلى المواقف التي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاثنين 4-1-2016 على تداعيات اعدام السعودية آية الله الشيخ نمر باقر النمر، وعلى المواقف التي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في حفل تأبين العلامة الشيخ محمد خاتون.
السفير
النمر شهيداً: السعودية في عين العاصفة
كتبت السفير: «نعوّل على دور العقلاء في المملكة»... عبارة لطالما رددها أقارب نمر باقر النمر، وخصوصاً أخوه محمد، في كل مرّة كانوا يُسألون عن مصير الشيخ وهو ينتظر مصيره في سجنه.
بالأمس، بدا وكأن نظام آل سعود قد خلا من «العقلاء»: خبرٌ صباحيٌ مفاجئ وصاعق أوردته وزارة الداخلية السعودية، تضمن اسم الشيخ النمر، ضمن قائمة من 47 شخصاً نفذت بحقّهم أحكام بالإعدام ـ أو «إقامة الحدود» كما جاء في بيان وزارة الداخلية ـ وذلك بأمر ملكي قضى بإنفاذ أحكام مجمّعة صادرة عن محكمة الاستئناف المختصة والمحكمة العليا.
الأمر الملكي «طوى صفحة نمر النمر»، بحسب ما أوردت وسائل إعلام سعودية موالية، لكنّ حالة الغليان التي سادت في العوامية، مسقط رأس «الشيخ»، وغيرها من مدن وبلدات المنطقة الشرقية، توحي بأن الخطوة المفاجئة قد تفتح صفحة جديدة من فصل آخر في العلاقة المضطربة بين النظام السعودي ذي المرجعية السنّية الوهابية، والأقلية الشيعية في المملكة.
ولن يخفف من الاحتقان محاكاة السلطات السعودية لنموذج «6 و6 مكرّر» اللبناني في إدراج الشيخ «الشيعي» ضمن قافلة الإعدامات التي شملت العشرات من المتشددين «السنّة»، ولا تلميحات الإعلام السعودي بشأن الترابط بين «الإرهاب السني» و«الإرهاب الشيعي»، ومن بينها عنوان للتقرير التلفزيوني: «فارس آل شويل (المسؤول الشرعي لتنظيم «القاعدة» والمشمول بأحكام الإعدام) ونمر النمر... تحريض من طائفتين»!
والسؤال عن دور «العقلاء» في السعودية يتجاوز واقعة إعدام الشيخ النمر، وتداعياتها الداخلية، إذ ينسحب على كل ما يدور في أذهان صناع القرار في المملكة النفطية على مستوى السياسة الخارجية، سواء لجهة الإصرار على تعقيد مسيرة الحل الديبلوماسي للأزمة السورية، أو المضي قدماً في الحرب المدمّرة ضد الشعب اليمني، أو دفع التوتر مع الجار الايراني اللدود باتجاه مرحلة متقدمة، لاحت بوادرها بقوة أكبر ليل امس، من خلال إعلان قطع العلاقات الديبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية، رداً على التصريحات النارية من قبل المسؤولين الإيرانيين المنددة بالإعدام واقتحام الحشود الغاضبة القنصلية السعودية في مدينة مشهد.
قطع صمّام أمان في القطيف
برغم التظاهرات الغاضبة التي خرجت في العوامية، غداة تنفيذ حكم الإعدام بالشيخ النمر، إلا أن من السابق لأوانه القول إنّ هذا التطوّر الخطير سيشعل المنطقة الشرقية بين ليلة وضحاها، خصوصاً في ظل الدعوات الى ضبط النفس التي أطلقتها العائلة والعديد من الشخصيات العامة في السعودية وخارجها.
ومع ذلك، فإن ثمة من يعتقد أن إعدام النمر من شأنه أن يترك فراغاً كبيراً في الشارع الشيعي قد يؤدي إلى بروز قيادات شابة أكثر تطرفاً.
قبل أشهر، وتحديداً بعد أيام قليلة من صدور حكم الإعدام الأول على نمر النمر، كان مصدران سعوديان معارضان يؤكدان لـ «السفير» أن القائمين على حكم المملكة يرتكبون خطأً كبيراً إذا مضوا في قرار تنفيذ الحكم على «الشيخ». المصدران استفاضا حينها في شرح وجهة نظرهما: «الشيخ، برغم مواقفه الحادة من النظام السعودي، هو صمّام أمان لمنع انفجار الشارع القطيفي». استذكرا بعضاً من مواقف الشيخ النمر وأبرزها دعوة الشباب الشيعي إلى «عدم رد الرصاص بالرصاص»، وإصراره على ضرورة الحفاظ على سلمية التحرّك «حتى وإن سقط منّا شهداء».
أحد المعارضَين قال إنّ «الحراك الذي قاده الشيخ النمر في القطيف كان اجتماعياً بامتياز، واستهدف حصول السعوديين الشيعة على حقوقهم الاجتماعية، بوصفهم جزءًا من المجتمع السعودي، وهو دعوة إلى المساواة كانت تلقى أصداءً طيّبة من قبل كل المتنوّرين من كل الأطياف الاجتماعية في السعودية». هذه «الحقيقة»، بحسب المعارض الشاب، «تعني أن الشيخ النمر كان يريد بذلك أن يقطع الطريق أمام أي تيار متطرف داخل المجتمع القطيفي قد يدفع باتجاه الانفصال، وهو ما لا يريد القائمون على حكم المملكة أن يفهموه».
غير أن تهمة «التحريض على الانفصال» ترددت كثيراً في الإعلام السعودي الموالي للعائلة المالكة، لا بل إن بعض صحافيي النظام الحاكم أكدوا أن هذا «التحريض» قد ورد فعلاً في إحدى خطب الشيخ النمر، وأن تسجيلاً يتضمن دعوة إلى الانفصال كان من بين الأدلة التي استندت إليها المحكمة السعودية في حكم الإعدام.
محمد باقر النمر، شقيق الشيخ، نفى نفياً قاطعاً هذا الاتهام، إذ قال في حديث سابق إلى «السفير»: «لو عدتَ إلى التسجيل، لاكتشفتَ أن الشيخ نمر قال حرفياً: إذا لم تتم الاستجابة إلى مطالبنا المشروعة، وإذا لم تعطَ لنا حقوقنا، فليدعونا وشأننا».
استحضر المصدران السعوديان المعارضان وثيقة مهمّة صادرة عن نمر النمر لتأكيد «الحراك السلمي» الذي قاده في القطيف.
في الواقع، لم يكن في العريضة، سواء في لهجتها أو في ما حملته من مطالب، ما يمكن أن يشكل «خروجاً على ولي الأمر»، فجلّ ما تضمنته كان ضمن عناوين «الحرية العقائدية والفكرية» و «الحرية المهنية» و «الحرية الاقتصادية» و «الحرية السياسية» و «العدالة الاجتماعية» و «العدالة القضائية»، آخر تلك القضايا الإصلاحية التي هي أبعد ما يكون عن شعارات هدم المملكة.
كل هذا يدفع الى القول إن سلميّة النمر كان يفترض أن تكون صمام أمان للدولة السعودية، وإن إعدامه سيجعل أبواب الساحة مشرّعة لتيارات متشددة، أو لجيل شاب غاضب ومُحبَط.
نصرالله يهاجم آل سعود.. والحريري يدافع
هل يصيب الاشتباك الإقليمي الاستقرار اللبناني؟
إذا كان القرار السعودي بإعدام الشيخ نمر باقر النمر سيترك تداعيات شديدة الخطورة على مجمل الساحات المتوترة في المنطقة، فالأرجح ان لبنان ـ المحتقنة بيئاته الطائفية والمذهبية ـ لن ينجو بدوره من شظايا هذه التداعيات، وهو الذي يفتقر أصلا الى القدر الكافي من المناعة في ظل شلل مؤسساته الدستورية، والانقسام الحاد بين مكوّناته، حول ملفات خلافية تمتد من رئاسة الجمهورية ولا تنتهي عند.. إعدام النمر، فضلا عن التحديات الأمنية اليومية في الداخل أو على الحدود.
وقد انعكس صدى الإعدام في «الوادي اللبناني» سجالاً فورياً بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، بعدما سارع الرئيس سعد الحريري الى الدفاع عن السعودية رداً على كلمة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله التي شن فيها هجوماً عنيفاً على آل سعود، فيما كان وزير العدل أشرف ريفي يتولى من جهته إصدار أحكامه الخاصة، متهماً الحزب مباشرة باغتيال الرئيس رفيق الحريري و «شهداء ثورة الأرز»!
وإزاء هذه التطورات الدراماتيكية، يُخشى من أن تتراجع فرص التسوية الداخلية في مطلع العام الجديد، خصوصا بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي «المحتجز» منذ قرابة سنة وتسعة أشهر على خط التماس السعودي ـ الإيراني، في انتظار حوار مفترض، بات الآن أصعب من أي وقت مضى.
ويبدو واضحاً في هذا السياق أن إعدام النمر أدى تلقائياً الى إعدام أي إمكانية لإعادة ترميم العلاقة السعودية ـ الايرانية في المدى المنظور، وهذا ما عكسه قرار الرياض بقطع العلاقات الديبلوماسية مع طهران، الأمر الذي يعني أن المرحلة المقبلة هي مرحلة الاندفاع نحو قمم تصعيدية أعلى في كل ساحات الاحتكاك السعودي ـ الايراني، الممتدة عبر العديد من دول المنطقة ومنها لبنان.
وهنا تُطرح التساؤلات الملحة الآتية: أي شكل سيتخذه التصعيد الإقليمي في الداخل الهش، وهل ستلجأ الرياض وطهران الى تغيير قواعد الاشتباك في لبنان سعياً الى كسر التوازنات الحالية، أم أن المواجهة فوق ساحته ستبقى تحت السيطرة؟
مصادر بارزة في «8 آذار» قالت لـ«السفير» إنها تتوقع أن ينعكس احتدام الاشتباك الإقليمي مزيداً من التعقيد على مستوى ملف رئاسة الجمهورية، لافتة الانتباه الى أن المناخ الحالي في المنطقة بعد إعدام النمر لم يعد مؤاتياً للتسويات، وبالتالي سيكون من الصعب فصل لبنان عن البيئة الإقليمية الساخنة، معربة عن خشيتها من أن تكون مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية من أولى ضحايا جريمة قتل النمر.
وبينما يُستأنف الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» يوم الاثنين المقبل، في عين التينة، أبلغت مصادر مواكبة له «السفير» أنها لا تتوقع أن يؤدي إعدام النمر الى وقف هذا الحوار، على قاعدة أن طرفيه اتفقا منذ انطلاقه على فصله عما يمكن أن يحدث خلف الحدود، إلا أنها أعربت عن اعتقادها بأن جدواه العملية وإنتاجيته السياسية سيتضاءلان أكثر فأكثر، في ظل الظروف الصعبة التي تحيط به.
وقد أتت مواقف كل من نصرالله والحريري أمس لتعيد تظهير الافتراق، بل التناقض العميق، بين «حزب الله» و «المستقبل»، على صعيد التموضع والخيارات، لكن كان لافتاً للانتباه في الوقت ذاته أن كلا من نصرالله والحريري شددا على ضرورة ألا تقود ردود الفعل على إعدام النمر الى الانزلاق نحو سجالات مذهبية.
نصرالله.. وآل سعود
وقد قال نصرالله في كلمة ألقاها خلال حفل تأبيني للشيخ الراحل محمد خاتون إن دماء الشيخ النمر تملأ وجوه آل سعود وأجسادهم وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم إلى يوم القيامة، وستلاحقهم في الدنيا وفي الآخرة.
واعتبر أن إعدام الشيخ النمر يحمل رسالة واضحة تقول إن النظام السعودي مصرّ على مواصلة طريق القتال والقتل التي لا مكان فيها لحوار أو تفاوض أو تعقل أو اعتدال. وأضاف: هم يقولون، نحن نظام لا يتحمل أي نقد، أو اعتراض، فإما أن تعيشوا في مملكتنا كالغنم أو تُذبحوا كالغنم.
وحذر من أن آل سعود يريدون فتنة سنية - شيعية، متوقفاً عند إدانة مرجعيات سنية وعلماء سنّة لهذا الإعدام، مشيرا الى أن هؤلاء يساهمون في منع تحقيق الفتنة، ومشيداً بهذا الدور التاريخي والإسلامي العظيم.
وشدد على أن «آل سعود هم الذين قتلوا الشهيد الشيخ نمر النمر، ونقطة على أول السطر، وهذا الموضوع لا يجوز وضعه في خانة أهل السنّة والجماعة»، منبّهاً الى أن الذهاب من خلال هذا الدم إلى فتنة سنية شيعية هو خدمة لقتلة الشيخ النمر وخيانة لدمائه.
وتساءل: أما آن الأوان كي نقول بشجاعة ومن دون أي حسابات أن منشأ ومصنع وأساس ومبدأ ومنطلق الفكر التكفيري الذي يدمر ويقتل ويرتكب المجازر ويهدد شعوب العالم كله من مسلمين ومسيحيين هو هذا النظام وهذه العائلة وهذه المدرسة في السعودية، وأن الجماعات الإرهابية التكفيرية التي تقتل وتذبح هي مجرد أدوات.
وقال: إن الدماء المسفوكة ستكتب نهاية هذا النظام وهذه العائلة، وأنا أضم صوتي إلى صوت الجميع الذين قالوا إن ملامح نهاية هذا النظام الفاسد، المجرم، الظالم، المستبد، التكفيري، الإرهابي بدأت تلوح في الأفق.
الحريري يدافع
ولاحقاً، اعتبر الرئيس سعد الحريري أن «حزب الله، على جري عادته، يتصرّف بأنه مسؤول عن كل أبناء الطائفة الشيعية في العالم»، مشيرا الى أنه «على خطى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ينطلق من مرجعية سياسية زائفة، لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول، ويعطي نفسه حقوقاً غير منطقية للتدخل في شؤونها والاعتراض على قراراتها والإساءة لقياداتها، وإشهار سيوف التهديد والوعيد في وجهها».
وقال الحريري، رداً على كلام نصرالله: هناك من يتحدث عن السعودية ودورها ويطلق الاتهامات بحقها، كما لو أنه يتحدث عن نفسه وعن الحالة التي تعيشها إيران ويعاني منها الشعب الإيراني.
النهار
عاصفة تجمّد المبادرات... واتصالات للتهدئة شهيب لـ"النهار": كتمنا معلومات لإتمام العقود
كتبت النهار تحت هذا العنوان: مهما قيل ان استحقاقات لبنان داخلية، فان العاصفة الكلامية التي انطلقت أمس، (معطوفة على العاصفة المناخية التي بدأت بالانحسار) جاءت لتؤكد تأثير الخارج القوي وأثره في مسار التطورات اللبنانية. فالأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله شن هجوماً نارياً على السعودية، اثر إعدامها رجل دين شيعياً سعودياً، عاكساً الانفعال الايراني تجاه الحدث، ليقابله الرئيس سعد الحريري مدافعاً عن المملكة ومهاجماً الحزب وايران التي تقف خلفه. وهذه السخونة في المواقف ستنعكس ولا شك سلباً على لبنان الذي انهى عطلة الاعياد، لكن عطلته السياسية مرشحة للاستمرار، مترافقة مع تمديد عطلة الاعياد في بعض المدارس بسبب الأحوال المناخية.
الخميس المقبل موعد جديد لجلسة انتخاب رئيس للدولة لن تختلف عن سابقاتها، بل تبدو أكثر إحباطاً بعد تراجع "المبادرة الرئاسية" ودخولها في ثلاجة الانتظار بفعل الاعتراض الداخلي والتوتر الاقليمي. وعلمت "النهار" ان اجتماعا في الصرح البطريركي ببكركي جمع أمس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والرئيس أمين الجميل الذي رافقه وزير العمل سجعان قزي في حضور السفير البابوي المونسنيور غابريالي كاتشا. وتطرق المجتمعون الى احتدام الموقف بين طهران والرياض والذي يمثل لبنان احدى ساحاته الاساسية. وقد طرحت فكرة عقد اجتماع مسيحي سريعا للتشاور في الملف الرئاسي واقتراح أي اسم للرئاسة اذا كان ثمة انقسام حيال إسم النائب سليمان فرنجيه.
أما الموعد الآخر المنتظر، فهو الحوار الثنائي بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" الاثنين المقبل، وسيكون أمام خيارين: الاتفاق على انعقاده لتخفيف الاحتقان، أو تأجيله تجنباً للصدام بين المشاركين فيه، وقت تكثفت الاتصالات لمنع أي حادث مذهبي في الشارع. وأبلغت اوساط وزارية معنية بالحوار "النهار" ان إزدياد التعقيدات الاقليمية يؤكد الحاجة أكثر الى استمرار هذا الحوار بإعتبار أن وظيفته داخلية ولن يقدم أو يؤخر تعطيله في مجرى الاحداث في المنطقة.
من جهة أخرى، علمت "النهار" من مصادر وزارية أن فكرة تحريك العمل الحكومي بعد تعثر المبادرة الرئاسية لا تزال مطروحة، لكن الامر متروك للرئيس تمام سلام، الذي عاد امس الى بيروت، لتقرير المخرج لهذه الفكرة.
في هذا الوقت، تستمر المخاوف من حوادث أمنية في لبنان تترجم حال الاحتقان الاقليمي، وربما تحرك المياه الراكدة في الملفات الداخلية، او توترات على الحدود مع اسرائيل. وعلمت "النهار" أن عدداً من سفراء الدول الكبرى الموجودين خارج لبنان تلقوا إشعارا بالالتحاق بمراكز عملهم لمواكبة أي تطورات مستجدة.
ملف النفايات
أما ملف النفايات الذي نشرته "النهار" الخميس الماضي، فقد أثار الكثير من التساؤلات والردود، واولها من رئيس الوزراء الذي اتصل من الخارج حيث كان يمضي اجازة رأس السنة، بالوزير اكرم شهيب طالبا توضيحات له وللرأي العام.
وفي شأن المعلومات التي أوردتها "النهار" عن البلد الذي ستصدر اليه النفايات، ومسؤولية الدولة اللبنانية تجاهها، وعدم وجود أي معلومات عن الشركة الهولندية عبر موقعها على الانترنت، أكد الوزير شهيب بعضها في رده المسهب ، وأوضح نقاطاً أخرى وخصوصاً لجهة التكلفة. وأكد ان الدول المستوردة لنفايات لبنان معروفة لديه لكنها لم تعلن، وكذلك اسماء الشركات "لم تذكر كي لا يتكرر ما جرى إزاء الخطة الأساسية للإدارة المتكاملة للنفايات وخصوصاً في موضوع المطامر"، وان المناقصة لم تحصل لانها تتطلب وقتاً طويلاً والأزمة مستفحلة.
الأخبار
مصارع الكِرام
كتبت الاخبار: صحيحٌ أنّ جريمة قتل الشيخ نمر النمر لم تكن، في جانبٍ أساسيّ منها ومن وجهة نظر من ارتكبها، فعلاً طائفياً. النّمر لم يُقتل لأنّه شيخٌ أو لأنّه شيعيّ؛ ومع أنّ لائحة الاتّهام الطويلة الّتي قدّمتها السلطات تحوي تهماً مختلفة، بعضها ذو طابع طائفي، الّا أنّ «الجّرم» الرئيسي الذي تصدّر نصّ الحكم، والذي من أجله قتل آل سعود الشيخ النّمر، كان «إعلان عدم السّمع والطاعة لوليّ أمر المسلمين في المملكة، وعدم مبايعته له».
هذا الحكم، اذاً، سيحلّ بأيّ فردٍ لا يعلن البيعة والرضوخ للعائلة التي تحكم أرض الحرمين؛ والشيخ النّمر، على عكس ناشطي «القاعدة» والأحزاب المسلّحة، لم ينظّم فعلاً عنفياً ولا نظّر للقتال ولا دعم تنظيماً، بل وقع الإعدام عليه لعاملٍ يتعلّق حصراً بمعتقده الداخلي، وولائه القلبي، وما يقول ويكتب. هكذا عقوبات تُبنى على «رفض البيعة للأمير» لم تحصل (اذا ما استثنينا مناطق حكم «داعش» وأشباهه) الّا في الأنظمة الملكيّة القديمة، حين كان مجرّد الحديث عن موت الملك، أو التشكيك في شرعيته وحكمته، أو حتّى «تخيّل اذيته الجسدية والمعنوية» (بحسب قانون الخيانة الانكليزي في القرن السادس عشر)، سبباً للاتّهام بالخيانة العظمى والإعدام. وقد قتل الملك الانكليزي هنري الثامن الفيلسوف الشهير (وسفيره ومعلّمه ومستشاره) توماس مور، بحجّةٍ شبيهة، حين رفض مور الإعتراف بولاية الملك على كنيسته، وبالتالي على معتقده الإيماني (وقد تمّ تطويب مور، الذي فضّل خدمة ربّه على ملكه، قدّيساً في القرون التالية).
لم يُقتل الشيخ النّمر لأنّه شيخٌ أو لأنّه شيعي، فالحكم السّعودي ليس مجرّد كيانٍ طائفي، بل قد يكون أقلّ طائفية بكثير من أنصاره وأتباعه ومستنسخاته في المشرق. الحكم السّعودي لا يمانع بتقريب العديد من الأفراد الشيعة اليه، وجعلهم مهندسين وتكنوقراط، وتجاراً كباراً وشيوخاً، طالما أنّهم يتحدّثون باللغة «المسموحة» وينحنون لأمر البيعة (بل وقد يستخدمهم النّظام، هم و»الليبراليين»، في مواجهة المتدينين الوهابيين حين تدعو الحاجة، والعكس بالعكس. وفي قطر، كما في الكويت والإمارات، عائلات شيعية حازت ثراءً ونفوذاً، وصارت من أخلص الداعمين للأنظمة القائمة ولعروشها). المنطق الحقيقي لآل سعود نستشفّه من مقالٍ نشرته صحيفة سعودية ــــ «الشرق الأوسط» ــــ قبل شهرٍ تقريباً، في محاولةٍ لاستباق الجريمة وتبريرها، والمقارنة بين الشيخ النمر ومنظّر القاعدة في السّعودية، فارس آل شويل، الذي تمّ اعدامه في اليوم ذاته. تقول الصحيفة ببساطة إنّ مبرّر الإعدام (في حقّ السني والشيعي) هو انّهما «خلعا البيعة عن أعناقهما لحكّام السّعودية».
لو كان النّظام السّعوديّ كياناً دينيّاً طائفيّاً شرساً، كما يصوّره البعض، لما كان يقيم العلاقات الوثيقة مع اسرائيل، ولا كان ليستسهل أن يصير محميّة اميركيّة؛ ولا كان أمراؤه وقادته يعيشون تلك الحياة الباذخة الفاسقة، وتمتلىء الصّحف بالأخبار عن أميرات وأمراء سعوديين يتسوّقون في عواصم اوروبا بلا وعي، ويراكمون فواتير بملايين الدولارات للفنادق، ويواجهون المشاكل مع القانون والشرطة. في تحقيق مطوّل لمجلّة «فانيتي فاير» عن الأميرة السعودية مها السديري، احدى زوجات الأمير نايف (وزير الداخلية الأسبق الذي كان أوّل من لاحق واضطهد وعذّب الشيخ النمر)، تروي المجلّة أن الأميرة ــــ خلال اقامتها في باريس ــــ عادت من رحلة تسوّق قصيرة في جنيف بحمولة أربع شاحناتٍ من المشتريات (تقول احدى معارف العائلة إنّ تصرّفات الأميرة، بما في ذلك السرقة والفضيحة والهدر الجنوني، مفهومة ومبرّرة اذا ما أخذنا في الإعتبار شخصية زوجها، مضيفة عن نايف: «أيّ شخصٍ سيصاب بالجنون بسبب الزواج منه»).
على الرّغم من أنّ جريمة آل سعود، وسياسة آل سعود، ليست طائفية المنبع ولا علاقة لها بالمذاهب والصحابة، الّا أنّ الإعدام أثار ردود فعلٍ طائفية أظهرت أن الكثيرين في بلادنا أضحوا عاجزين عن النّظر الى أي قضيّة خارج المعادلة الطائفية، ويقولبون (كما يريد آل سعود تماماً) أفعال الخليج، وجرائمه في حقّ أبنائه، وفي حقّنا، وحتّى التطبيع مع اسرائيل والتحالف معها، كـ «ردّ فعل» في حربٍ طائفية. الشّيخ النّمر كان مجتهداً عربياً مستقلّاً، ولم يكن يتبع ولاية الفقيه، ولا مواقفه وسيرته تتقاطع مع السياسة الايرانية؛ الّا أنّ أتباع الخليج من العرب برّروا قتله بأنّه ضربة لايران، في إثبات جديدٍ بأنهم مجرّد عميان حقدٍ، لا يميّزون، وبأنّ النّجاح الأكبر للسياسة الخليجية تمثّل في تحويل قسمٍ معتبر من عرب المشرق جنوداً وخدماً طوعيّين لها، ولو على حساب مصالحهم ومستقبلهم. الإسلاميّون الذين يتصدّرون هذا الرّكب، بالمناسبة، كانوا أول من يجب أن يتصدّى للطائفية وأن يفهموا خطرها عليهم هم تحديداً، وهو خطرٌ ــــ بالنسبة لمن يبغي حالة اسلامية ــــ يتجاوز خسائر التكتيك والتحالفات والمكاسب الآنية؛ وهم سيفهمون في السنوات المقبلة، على اية حال، معنى وثمن ما فعلوه.
هذا ايضاً دليلٌ على أنّ الحرب الطائفية المستعرة في المنطقة، طالما أنّ سلالات الخليج قد قرّرت النفخ في أوارها كسياسة واعية (وهذا ما تشرحه بوضوح وثائق «ويكيليكس» مثلاً)، لن تهدأ ما بقيت هذه العروش، وما احتفظت بقدرتها على حصار المواطن العربي والهيمنة على إعلامه وثقافته، وتشكيل وعيه واغراقه يومياً، عبر مئة وسيلة مختلفة، برسالة الحقد نفسها. قد نكون، كعربٍ، قادرين على انتاج ثقافة أرقى من الطائفية، تصلح لبناء أوطان، ومحصّنة ضدّ القتل، وقد لا نكون؛ ولكنّنا، في ظلّ وجود آل سعود وأمثالهم، لن نعرف ابداً.
أمّا الشيخ النّمر، فإنك لا تحتاج الى التوافق فكرياً أو سياسياً معه حتّى تفهم انّه ينتمي الى صنفٍ خاصٍّ من الشهداء، له مقابلٌ في كلّ عصرٍ وحضارة ودين، وكلّما وقف حرٌّ في وجه طاغوت. يُقال إن كلّ أفعال الإنسان وأقواله في الحياة ما هي الّا تحضيراً للحظة موته؛ وهل هناك ما هو أنبل وأكرم وأليق بالتاريخ من روايةٍ عن رجلٍ قتله طاغية سفّاح لأنّه «قد أقرّ» ــــ كما يقول نصّ الحكم حرفياً ــــ «بأن لا بيعة في عنقه لأحد»؟
نصر الله: السعوديّة توغل في الفتنة وتريدها
كلام هو الأول من نوعه بهذا المستوى يصدر عن السيد حسن نصر الله في حق السعودية، التي ساواها بـ»داعش»، مطالباً العالم بالوقوف في وجهها بإعلانه أنها دولة إرهابية بعد تنفيذ الرياض حكم الإعدام بحق العلامة نمر باقر النمر، في خطوة أثارت احتجاجات في أكثر من منطقة، وادت الى قطع الرياض العلاقات الدبلوماسية مع ايران
ردّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، على إعدام السعودية الشيخ نمر النمر قبل يومين، مؤكّداً في خطاب له أن «السعودية توغل في الفتنة السنية ــ الشيعية وتريدها»، وأن «الدماء المسفوكة (بسبب السعودية) ستكتب نهاية هذا النظام، وهذه العائلة، وملامح نهاية هذا النظام الفاسد التكفيري الإرهابي بدأت تلوح في الأفق».
وشنّ السيد نصرالله هجوماً كلامياً لاذعاً على المملكة وآل سعود، مفنّداً ما سماه «الرسالة السعودية» من إعدام الشيخ النمر، سائلاً عن سبب الإعدام وتوقيته، مشدداً على أن «مسار الشيخ النمر هو مسار سلمي ولم يدع يوماً إلى حمل السلاح أو الانشقاق عن البلد أو التقسيم». وأضاف أن «الأمريكان كانوا يريدون بكل صراحة من الشيعة في المنطقة الشرقية أن يقولوا: النفط عندنا في المنطقة الشرقية ونحن نريد أن ننشق ونريد دولة مستقلة، والأمريكان عرضوا قبل سنوات على بعض قادة الشيعة في المنطقة الشرقية ذلك، ولكن علماء الشيعة وقادة الشيعة في المنطقة الشرقية رفضوا الانشقاق والانقسام والتقسيم»، سائلاً: «كيف يقابل هذا الوفاء الوطني وهذا الوفاء الإنساني وهذا الوفاء القومي؟ يقابل بالسيف لكل من ينتقد أو يعترض». وقال إن حاكم السعودية كان «يستطيع أن يؤجل الموضوع وكان يستطيع أن لا يعدم وكان يستطيع أن يعفي ويربح الناس ويمد جسوراً، بالمناخ الذي كان في كل المنطقة أنه ما زال يوجد أناس يتأملون بتعقل سعودي، ويتأملون بأنه توجد هناك إمكانية أن يقبل هذا النظام بحوار سياسي مع إيران ومع دول المنطقة ومع القوى السياسية الأخرى، وحوار في اليمن وحوار في سوريا وحوار في العراق، وحوار في المنطقة، وحوار في البحرين وحوار في ليبيا».
وقال إن «الرسالة سعودية بالدم وبالسيف وبقطع الرؤوس» تقول ما يلي: إن «هذا النظام لا يعنيه لا عالم إسلامي ولا طوائف إسلامية ولا رأي عام إسلامي ولا رأي عام دولي ولا رأي عام عالمي، هو يستهين بكل شيء اسمه رأي عام وعقول واحترام على مستوى العالم، ولا يعتني لا بأصدقاء بعثوا إليه برسائل وطلبوا منه وهناك أناس توسلوا له، ولا يعتني بمشاعر مئات ملايين المسلمين في العالم»، وأن «من ينتقدنا كآل سعود سنسفك دمه»، مشدّداً على أن «السعودية لا تعمل فتنة جديدة، بل هي توغل في الفتنة القائمة، التي هي أسستها وهي موّلتها وهي أشعلتها، هي من خلال هذا القتل وهذا الإعدام توغل في الفتنة وتزكيها وتدفع بها إلى مديات خطيرة وبعيدة»، وأن «السعودية تقول لكل العقلاء ولكل الصابرين ولكل المتحملين ولكل الهادئين الذين كانوا يراهنون كما قلت على تعقل أو اعتدال أو أبواب مفتوحة أو حوار سعودي مع جهات أخرى هي تقول لهم لا حوار، لا تعقل، لا اعتدال، لا مفاوضات، المزيد من القتل وسفك الدماء والحروب المدمرة. هذه هي الرسالة».
وأكد أن «آل سعود يريدون فتنة سنية ــ شيعية، وهم الذين أشعلوها منذ سنوات طويلة وهم الذين يعملون على إشعالها في أفغانستان وباكستان ونيجيريا وإندونيسيا ولبنان وسوريا والعراق أينما تريدون، هناك شيعة وسنّة وهناك مشكل بين الشيعة والسنّة فتشوا على السعودية وفكرها ومالها وتحريضها. عندما تقف مرجعيات سنية وعلماء سنّة ليدينوا هذا الإعدام هم يساهمون بدور تاريخي وإسلامي عظيم في منع تحقيق هذا الهدف».
اللواء
تأييد عربي واسع للإجراءات السعودية.. ودعوات غربية لتجنب التصعيد في المنطقة
الرياض تقطع العلاقات مع طهران وتطرد السفير الإيراني
قطعت المملكة العربية السعودية امس علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بعد اقتحام سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد وسط أزمة دبلوماسية تفاقمت بين البلدين في أعقاب تنفيذ الرياض حكم الإعدام بحق ٤٧ مدانا بالارهاب بينهم رجل الدين نمر باقر النمر.
ويأتي اقتحام السفارة السعودية في طهران بعد تصريحات المسؤولين الايرانيين التي شجعت على الاعتداء ويعيد ايضا إلى الاذهان سجل ايران الحافل في الاعتداء على البعثات الدبلوماسية ابرزها اقتحام السفارة الأميركية في العاصمة الإيرانية قبل 36 عاماً. فعلى مدى العقود الأربعة الماضية سجلت اعتداءات عدة على سفارات وبعثات دبلوماسية في إيران منها الكويتية والروسية والباكستانية والبريطانية وغيرها.
وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، مساء امس، أن المملكة العربية السعودية قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، كما قررت طرد دبلوماسييها من المملكة.
وقال الجبير إن بلاده تطلب مغادرة جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية خلال 48 ساعة، مشيراً إلى أنه قد تم استدعاء السفير الإيراني بالمملكة لإبلاغه بذلك.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد لشرح ملابسات الاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية.
وقال الجبير إن الاعتداء على السفارة السعودية والقنصلية السعودية يعد انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية، مشيراً إلى أن النظام الإيراني يحمل سجلاً طويلاً من الاعتداءات على السفارات، حيث أن الايرانيين اعتدوا من قبل على السفارتين الأميركية والبريطانية.
واكد الجبير ان الديبلوماسيين السعوديين في ايران تواصلوا مع السلطات اكثر من مرة اثناء تعرض البعثات للهجوم، الا انه لم يتم التجاوب معهم.
وكان ايرانيون هاجموا مبنى السفارة السعودية في طهران واحرقوه، إثر اعدام الرياض نمر باقر النمر كما تعرضت القنصلية السعودية في مدينة مشهد لهجوم مماثل.
وقد نددت الدول العربية والخليجية بالاعتداءين مؤكدة دعمها موقف السعودية والاجراءات التي تتخذها لحماية أمنها واستقرارها.
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها