تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 05-01-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها رفع "السعودية" مستوى المواجهة مع ايران عبر سلسلة من المسارات، بالإضافة إلى عملية المقاومة في مزارع شبعا
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 05-01-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها رفع "السعودية" مستوى المواجهة مع ايران عبر سلسلة من المسارات، بالإضافة إلى عملية المقاومة في مزارع شبعا والتي أتت في سياق الرد على اغتيال للشهيد القائد سمير القنطار..
السفير
الأسواق الخليجية تهتز.. وكيري يتصل بالجبير وظريف وموسكو تعرض وساطتها
السعودية تصعّد المواجهة: الإيرانيون ذهبوا إلى لبنان وسوريا!
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "رفعت المملكة السعودية مستوى المواجهة مع ايران عبر سلسلة من المسارات، أولها استكمال الطلاق الديبلوماسي بقطيعة تجارية ووقف الرحلات الجوية، وثانيها دفع حلفائها الى السير في خط المواجهة مع طهران حيث قطعت البحرين والسودان علاقاتهما معها، فيما اكتفت الامارات بتخفيض التمثيل الديبلوماسي مع الجمهورية الاسلامية في ايران، واستعدت الجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ الاحد المقبل للتنديد بطهران. اما ثالث المسارات فتمثل في توجيه الاتهامات للايرانيين بالتدخل في لبنان وسوريا.
وعلى الرغم من دعوات التهدئة التي صدرت من عواصم كواشنطن وموسكو وباريس، والرد الايراني على الحكم السعودي باتهامه بتصدير ازماته الى الخارج، فقد تراجعت أسواق الأسهم بحدة في منطقة الخليج، وقادت البورصة القطرية الهبوط، ونزلت أكثر من 2.5 في المئة بعد أن تجاوز تأثير الاضطرابات السياسية أي أثر إيجابي من ارتفاع أسعار النفط.
كما سجل الريال السعودي هبوطا حادا أمام الدولار في سوق العقود الآجلة. وقفزت العقود الآجلة للدولار أمام الريال لأجل عام إلى 680 نقطة مقتربة من أعلى مستوى لها في 16 عاما مقارنة مع مستوى يقرب من 425 نقطة الخميس. وقال متعامل مصرفي بارز في المنطقة إنه «من المرجح أن تلامس العقود الآجلة استحقاق عام مستويات في حدود 800 نقطة هذا الأسبوع وفقا لمدى تصاعد الأحداث بين السعودية وإيران».
وفيما أعربت روسيا عن استعدادها «لدعم» حوار بين السعودية وإيران للجم التوتر الذي بدت مؤشرات على احتمال تمدده، مع إطلاق مسلحين النار على دورية للشرطة في المنطقة الشرقية من السعودية، وتفجير مسجدين واغتيال إمام ثالث في العراق، حمّل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، طهران مسؤولية زيادة التوتر بعد إعدام الشيخ نمر النمر. وأكد أن الرياض سترد «على الاعتداء الإيراني»، متهماً طهران بإرسال مقاتلين لدول عربية والتخطيط لشن هجمات في السعودية وجاراتها في الخليج.
وقال «لا يوجد تصعيد من جانب السعودية. كل تحركاتنا رد فعل. الإيرانيون هم من ذهبوا إلى لبنان. الإيرانيون هم من أرسلوا فيلق القدس والحرس الثوري إلى سوريا». وأضاف «سنوقف أيضا حركة الملاحة الجوية من إيران وإليها، وسنوقف جميع العلاقات التجارية مع إيران، وسنفرض حظرا على سفر الناس إلى إيران»، لكنه أعلن أن السعودية مستمرة في الترحيب بالإيرانيين سواء للحج أو للعمرة.
وبعد سرد الجرائم التي أعدم بسببها النمر و43 من أعضاء تنظيم «القاعدة»، قال الجبير عن الإعدامات «نستحق على ذلك الإشادة لا الانتقاد». وأعلن أن قطع العلاقات جاء ردا على مشاكل موجودة بالفعل بالإضافة إلى مهاجمة السفارة في طهران. وقال إن «ذلك رد على سياسات إيران العدوانية على مدى أعوام، ولا سيما في الشهور القليلة الماضية. فالنظام الإيراني يرعى الإرهاب ولقد أنشأوا خلايا إرهابية في السعودية وفي عدد من الدول الأخرى».
واتهم الجبير السلطات الإيرانية بالضلوع في الهجوم على السفارة السعودية، مشيراً إلى أن «الديبلوماسيين السعوديين رأوا قوات أمن تدخل المبنى وتشارك في عمليات النهب، كما لم تستجب الشرطة لأكثر من طلب للمساعدة».
وعن الخطوات التي يتعين على إيران اتخاذها قبل أن تفكر الرياض في إعادة العلاقات الديبلوماسية قال الجبير إن على طهران «أن تحترم الأعراف الدولية والمعاهدات والاتفاقات، وأن تتصرف كدولة عادية تحترم سيادة جيرانها على أراضيهم».
كما لم تسلم الرياضة من تداعيات التوتر، فقد طالبت أندية «الهلال» و «النصر» و «الأهلي» و«الاتحاد» السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا لكرة القدم على مواقعها الالكترونية، بعدم لعب مبارياتها المقررة مع الأندية الإيرانية في إيران ونقلها إلى أرض محايدة.
وأطلق مسلحون النار على دورية للشرطة في بلدة العوامية بشرق السعودية، مسقط الشيخ النمر. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن إطلاق النار أدى إلى «مقتل المواطن علي عمران الداوود وإصابة الطفل محمد جعفر التحيفه (8 سنوات)».
وتداول مستخدمون على مواقع التواصل صوراً قالوا إنها تعود للداوود الذي وصفوه بـ»الشهيد»، مؤكدين انه «استهدف» بنيران قوات الأمن السعودية.
ودان محمد النمر، شقيق الشيخ النمر، «الاعتداء» الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد. وقال، في تغريدة عبر «تويتر»، «نقدر العواطف تجاه الشهيد الشيخ النمر ولكن نرفض وندين الاعتداء على سفارات وقنصليات المملكة في إيران وغيرها».
البحرين والسودان والإمارات
وسارعت دول قريبة من السعودية إلى اتخاذ خطوات شبيهة. وأعلنت البحرين، في بيان، «قطع علاقاتها الديبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، والطلب من ديبلوماسييها المغادرة «خلال 48 ساعة». وشمل القرار إغلاق بعثة البحرين لدى إيران، وسحب كل طاقهما.
واتهمت المنامة، في بيان، طهران «بالتدخل السافر والخطير، ليس فقط في شؤون مملكة البحرين فحسب، بل وفي شؤون دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وكذلك الدول العربية الشقيقة، من دون أدنى مراعاة لقيم أو قانون أو أخلاق، أو اعتبار لمبادئ حسن الجوار أو التزام بمبادئ الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي».
واعتبرت أن هذه التدخلات تظهر «إصرارا على إشاعة الخراب والدمار، وإثارة الاضطرابات والفتنة في المنطقة، عبر توفير الحماية وتقديم الدعم للإرهابيين والمتطرفين وتهريب الأسلحة والمتفجرات لاستخدامها من قبل الخلايا الإرهابية التابعة لها وإزهاق الأرواح وقتل الأبرياء».
وقال شهود إن الشرطة البحرينية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والخرطوش على محتجين تظاهروا على إعدام النمر في قرية الديه غرب المنامة. واشتبكت عشرات النساء ارتدين النقاب مع الشرطة وهتفن بسقوط حكم آل سعود لدى وصول مجموعة من الشبان الملثمين رشقت الشرطة بالحجارة والقنابل الحارقة. وردت الشرطة بقنابل الغاز والخرطوش.
وأعلن السودان قطع علاقاته الديبلوماسية مع إيران «فورا». وأكدت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، أن القرار يأتي على خلفية «حادثة الاعتداء الغاشم على سفارة» السعودية وقنصليتها و»تضامنا معها في مواجهة المخططات الإيرانية».
أما دولة الإمارات، التي تحظى بعلاقات تجارية واقتصادية جيدة مع إيران، فقد استدعت سفيرها وخفضت التمثيل الديبلوماسي. وذكرت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، إن أبو ظبي قررت خفض التمثيل «إلى مستوى قائم بالأعمال، وتخفيض عدد الديبلوماسيين الإيرانيين في الدولة»، كما تم «استدعاء» سفيرها في طهران سيف الزعابي تطبيقا للقرار. وعللت خطوتها «بالتدخل الإيراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي، والذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة».
وأدانت الكويت مهاجمة متظاهرين إيرانيين مبنيي السفارة السعودية والقنصلية، وعبرت عن دعمها للرياض، لكنها لم تصل إلى حد خفض العلاقات الديبلوماسية مع طهران.
وفي القاهرة، أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي عن اجتماع طارئ لوزراء الخارجية الأحد، بهدف «إدانة انتهاكات إيران لحرمة سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد»، إضافة إلى «إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية».
وأدانت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، في بيان، ما وصفته بأنه «استفزازات إيرانية عدائية ضد السعودية»، معتبرة أنه يأتي ضمن تاريخ طويل من محاولات طهران «النيل من الدول العربية، وإشعال نار الفتنة الطائفية وتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية».
في المقابل، أعلن المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش أن أنقرة لا يمكنها تأييد تنفيذ حكم الإعدام بحق النمر لأن أنقرة تعارض هذه العقوبة. وقال «نحن نعارض كل أشكال عقوبة الإعدام، خاصة إذا كانت لدوافع سياسية. من المستحيل بالنسبة لنا تأييد عقوبة الإعدام في أي بلد». وأضاف أن إعدام النمر لا يساعد على تحقيق السلام في المنطقة. وتابع «تربطنا صداقة بالسعودية وإيران ولا نريد لهما أن تتقاتلا، لأن هذا هو آخر شيء تحتاجه المنطقة».
طهران
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية جابر الأنصاري، في بيان، إن إيران «تعمل بحسب المعاهدات الدولية وتحترم تعهداتها في حماية الممثليات الديبلوماسية وتأمين حمايتها وحماية ديبلوماسييها». وأضاف «السعودية، وبما أنها ترى وجودها في استمرار الأزمات، تستخدم هذه القضية ذريعة لتصعيد التوتر والمواجهات، وتحاول حل مشاكلها الداخلية عبر تصديرها إلى الخارج». وتابع «نعتقد أن المجتمع الدولي ودول المنطقة لن تسمح للسعودية بمواصلة سياسة التوتر والمواجهات التي سبق أن زعزعت الاستقرار في المنطقة».
ووصف نائب النائب الأول للرئيس الإيراني اسحق جهانغيري قرارات السعودية بأنها «متسرعة وغير مدروسة». وقال، مخاطبا المسؤولين السعوديين، «انتم من يتضرر من قطع العلاقات مع إيران» مضيفا «إيران بلد كبير وعليكم أن تجيدوا كيفية التعامل مع الكبار».
وتظاهر آلاف الإيرانيين في ساحة الإمام الحسين في طهران ورددوا هتافات مناهضة للعائلة الحاكمة في السعودية. وقاموا بإحراق أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل. ولا يمكن إحراق علم السعودية في إيران لأنه يحمل لفظ الجلالة. وانتقد بعض المتظاهرين وزارة الخارجية الإيرانية، معتبرين انه كان يجب أن تبادر إلى قطع العلاقات مع الرياض.
دعوات للجم التوتر
وتخوفا من انعكاس التوتر السعودي ـ الإيراني على أزمات دامية وشديدة التعقيد، سارعت دول كبرى للدعوة إلى التهدئة. وأجرى كيري اتصالين هاتفيين مع ظريف والجبير وحضهما على الهدوء. وقال مسؤول أميركي إن كيري اتصل بظريف والجبير لان الأزمة الناجمة عن إعدام السعودية للنمر تهدد بمزيد من التصعيد. وقال مسؤول آخر «نحض على الهدوء وعدم التصعيد. إن الموقف يحتاج إلى الهدوء».
وحث البيت الأبيض السعودية وإيران على التحلي بضبط النفس في الأزمة. وقال المتحدث باسمه جوش إرنست «ما زال ينتابنا القلق بشأن حاجة الطرفين الإيراني والسعودي لنزع فتيل التصعيد في الموقف. نحث جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس وعدم إشعال التوترات الملتهبة بالفعل في المنطقة». وحذر من أن النزاع بين طهران والرياض سيزيد من صعوبة دفع الأطراف المتحاربة في سوريا لإيجاد حل سياسي.
وعبر البيت الأبيض عن القلق جراء عدم حماية مقر البعثة الديبلوماسية السعودية في طهران من جانب السلطات الإيرانية. وأضاف ارنست إن الولايات المتحدة عبرت بشكل متكرر عن قلقها إزاء وضع حقوق الإنسان في السعودية وحذرت الرياض في الآونة الأخيرة من عمليات الإعدام. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركي جون كيربي إن الولايات المتحدة تريد من إيران والسعودية حل التوتر بينهما، مضيفا «لم نتدخل للوساطة».
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو «مستعدة لدعم» حوار بين الرياض وطهران معربة عن «قلقها الشديد» حيال الأزمة التي اندلعت بين البلدين. وأضافت الوزارة، في بيان، «نطلب بالحاج من طهران والرياض والدول الخليجية الأخرى ضبط النفس» داعية البلدين إلى سلوك «طريق الحوار». وأكدت أن «روسيا مستعدة لدعم هذه الجهود».
وكان مسؤول في الوزارة قال إن «روسيا مستعدة للقيام بوساطة بين الرياض وطهران» من دون تقديم تفاصيل إضافية، فيما نقلت وكالة «ايتار تاس» عن مصدر ديبلوماسي روسي قوله إن موسكو مستعدة لاستضافة محادثات بين ظريف والجبير، مضيفاً «إذا أبدى شركاؤنا، السعودية وإيران، استعدادهم ورغبتهم، فان مبادرتنا تبقى مطروحة على الطاولة».
وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريتش أن الأمين العام بان كي مون أبلغ الجبير أن قرار الرياض قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران مقلق للغاية، مجدداً استنكاره للهجوم على السفارة السعودية في طهران.
كما دعت فرنسا إلى «وقف تصعيد» التوتر بين السعودية وإيران. واعتبر المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول أن «تميز فرنسا هو قدرتها على الحوار مع الجميع، وقد ذكر وزير الخارجية (لوران فابيوس) بالرغبة في وقف التصعيد».
كما دعت برلين، عبر المتحدث باسم المستشارة الألمانية شتيفن زايبرت إلى بذل الرياض وطهران ما في وسعهما «لاستئناف علاقاتهما».
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزارة الخارجية الايطالية الرياض وطهران «الحد من التوتر وعدم سلوك سكة التصعيد الخطير للجميع».
عملية نوعية.. لا تغفل الاحتمالات المتدحرجة
المقاومة تنتقم للقنطار في عمق «المزارع».. ولا تقفل الحساب؟
وفي الشأن المحلي كتبت تقول "برغم الطقس العاصف والمثلج، و «العلم والخبر» الذي كان بعث به الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله للإسرائيليين بقرب الانتقام لدماء المقاوم الشهيد سمير القنطار، لم تنفع كل إجراءات جيش الاحتلال على طول الحدود الشمالية مع لبنان، على مدى ستة عشر يوماً، في الحيلولة دون قيام المقاومة بتنفيذ عملية نوعية بقيمتها المعنوية ـ الأمنية، اعتبرها المعلقون العسكريون الإسرائيليون «دفعة أولى على الحساب» المفتوح بين العدو الإسرائيلي وبين «حزب الله».
وبينما اختار الإسرائيليون أن يهاجموا بصواريخهم الموجهة سمير القنطار على أرض سوريا، في عز الظلام الدامس، في محاولة متجددة لفرض قواعد اشتباك جديدة بينهم وبين المقاومة، قررت الأخيرة الرد في وضح النهار وضمن جغرافية محددة، ميزتها أنها صارت مزنرة بإجراءات أمنية محكمة جواً وبراً، بحيث صار يصعب على الطيور أو القوارض أن تتحرك من دون رصدها على مدار الساعة.
ومثلما قال السيد نصرالله في معرض تقييم عملية مزارع شبعا قبل سنة رداً على اغتيال عدد من المقاومين في القنيطرة وبينهم الشهيد جهاد عماد مغنية، أن الإسرائيليين غدروا بنا ونحن أتيناهم في وضح النهار، تكرر الأمر نفسه في مزارع شبعا.. ودائماً على قاعدة العين بالعين والسن بالسن: أنتم نفذتم عملية ونحن نرد عليها بعملية وربما أكثر..
هي حرب كسر الإرادة. وقد بدا واضحا أن الإسرائيلي يريد لَي ذراع «حزب الله» الذي باتت أذرعه العسكرية منتشرة في الكثير من الجبهات في مواجهة الخطرين التكفيري والإسرائيلي، ولا سيما في سوريا، لكن انشغال الحزب في الصراع الإقليمي الكبير لا يشغله عن المعركة المفتوحة أمنياً وعسكرياً وسياسياً واقتصادياً وتكنولوجياً وثقافياً مع العدو الإسرائيلي، ذلك أن حسابات الجبهة الجنوبية لها ما لها في حسابات أهل المقاومة.
وبرغم قول البعض من المعلقين إن الرد كان محسوباً، لكن الإجراءات العسكرية والأمنية الاحترازية التي اتخذها «حزب الله» في غضون الأيام الماضية، بما فيها الجهوزية والاستنفار وتعمد إشهار بعض المنصات الصاروخية، كلها كانت تشي باستعداد لكل الاحتمالات بما فيها أن يتطور الرد ويتدحرج تبعاً للرد الإسرائيلي، بما في ذلك خيار المواجهة الشاملة، وهو خيار يبقى دائماً موضوعاً في حسبان المقاومة.
وإذا كانت إسرائيل في عملية مزارع شبعا، قبل سنة، حاولت التقليل من خسائرها قبل أن تعترف بعد نيف قصير من الزمن بسقوط قتيلين من جنودها، فإن الرقابة العسكرية الإسرائيلية جعلت الإعلام الإسرائيلي، أمس، يُجمع على عدم وقوع إصابات في صفوف عناصر الدورية الإسرائيلية، علماً أن بيان المقاومة أشار «إلى تدمير آلية من نوع «هامر» وإصابة من بداخلها»، فيما أشارت قناة «المنار»، نقلاً عن مصادر أمنية، إلى إصابة ضابط من «الموساد» كان موجوداً ضمن الدورية.
وبدا واضحاً أن «مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار في المقاومة الإسلامية» قد اختارت نقطة حيوية وذات دلالات لتفجير عبوة بدورية إسرائيلية، على طريق عسكرية تقع بين مزرعتي زبدين وقفوة في منطقة مزارع شبعا، أي في نقطة جغرافية غير مكشوفة وصعبة من حيث طبيعتها وتضاريسها وطرق الوصول إليها، وقد سبق للإسرائيليين أن أوقفوا حركة الدوريات فيها منذ أسبوعين، وشغّلوا كل منظومة المراقبة والتجسس والتحسس (طائرات من دون طيار على مدار الساعة والرادارات في جبل الشيخ والمجسات الحرارية وأبراج المراقبة في المواقع) ونفذوا عمليات قصف يومية في منطقة مزارع شبعا للحيلولة دون وقوع الهجوم حسب القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي. وتكمن اهمية الطريق في أنه يؤدي الى أكبر ثكنة عسكرية في مزارع شبعا (ثكنة زبدين) وتحيط به مواقع عسكرية (الرمثا، وقفوة، ورويسة السماق، وزبدين، والعباسية)، كما أن المنطقة محاطة بسياج شائك وينشر الاحتلال فيها كمائن عدة.
واللافت للانتباه أنه ما إن تحركت أول دورية إسرائيلية في المنطقة حتى تم استهدافها، علماً أنه سبقها الى المكان تقدم جرافتين مجهزتين ضد الألغام والقذائف الصاروخية، ليتبين لاحقاً أن العبوة مزروعة منذ فترة، وأن مجموعة المقاومة لم تتمكن فقط من زرعها في نقطة صعبة بل نجحت بالتموضع في نقطة تجعلها قادرة على التحكم بها برغم رداءة الطقس، أي أن المقاومين كانوا قريبين، وبالتالي عندما تيقن الإسرائيليون من عدم وجود خطر، تحركت الدورية، فانفجرت بها العبوة الناسفة، وهذه النقطة ستكون محور مراجعة بدأها الجيش الإسرائيلي، أمس، على قاعدة أن الإعلان المسبق عن «الرد الآتي» وموعده «القريب جداً» لم يحل دون إفشال العملية، بل على العكس، أثبتت المقاومة مجدداً أنها هي من يمسك بزمام المبادرة، وهذه النقطة حساسة جداً في حسابات الإسرائيليين عسكرياً وأمنياً.
ووفق موقع «يديعوت أحرونوت» فإن قيادة الجيش الإسرائيلي عقدت، مساء أمس، جلسة طارئة برئاسة رئيس الأركان غادي ايزنكوت وبمشاركة رئيس استخبارات «أمان» هرتسي هليفي ورئيس شعبة العمليات في الجيش نيتسان ألون وضباط آخرين، خُصصت «لتقدير الوضع في أعقاب العملية قرب الحدود اللبنانية».
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي «إننا ننظر الى هذه الحادثة بخطورة ونحن على جهوزية عالية للقيام بما هو مطلوب»، مضيفاً أنه «لا يوجد تعليمات خاصة لسكان المنطقة، نحن أطلقنا قذائف المدفعية باتجاه أهداف لحزب الله قريبة من الحدود، هذا حصل بالقرب من نهر الوزاني، لا علم لنا بمحاولة عملية خطف أو قصف مضاد للدروع او حصول عملية تسلل إلى الأراضي الإسرائيلية (...) وحتى الآن لا يوجد تقارير تتحدث عن إصابات»، ودعا الحكومة اللبنانية «إلى تحمل مسؤوليتها».
وقال محلل الشؤون العسكرية في القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي روني دانيئيل، تعليقاً على العملية: «لا أعتقد أن التوتر أصبح وراءنا، هناك توتر وسيستمر لعدة أيام ولكن ليس أكثر من ذلك». أما محلّل الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية العاشرة ألون بن دايفيد، فعلق على الهجوم بالقول «لا أستطيع الزعم أن حزب الله قد انتهى من الرد على اغتيال سمير القنطار، فهذا مبكر قليلاً، لكن هم وعدوا بالرد، وما جرى يبدو مدروساً جداً وحذراً ولا يؤدي الى الكثير من الإصابات، لكن لا أستطيع القول إن قصة القنطار أصبحت خلفنا».
وأصدر الجيش اللبناني بياناً أشار فيه إلى أنه حوالي الساعة الثالثة والربع من بعد ظهر أمس، «أقدم العدو الإسرائيلي على إطلاق قذائف مدفعية مستهدفاً البلدات الجنوبية التالية: الوزاني، المجيدية، العباسية، بسطرة، حلتا والماري. وعلى إثر ذلك، اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة الإجراءات الدفاعية المناسبة، فيما تجري متابعة الموضوع بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان («اليونيفيل»)».
وفيما لاحظ المراسلون المحليون أنه قبيل وقت قصير من وقوع العملية، اتخذت وحدات «اليونيفيل» في القطاع الشرقي قبالة مزارع شبعا إجراءات احترازية بينها الطلب من الجنود عدم مغادرة مواقعهم وتجميد حركة الدوريات، عبّرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ عن قلقها حيال ما أسمته «الاعتداء على موكب للجيش الإسرائيلي في منطقة مزارع شبعا والقصف الذي تلاه من قبل الجيش الإسرائيلي عبر الخط الأزرق إلى داخل لبنان»(حوالي 122 قذيفة بينها 19 سقطت ضمن منطقة المزارع والغجر المحتلة).
وأضاف البيان أنه في إطار مناقشات مع الأطراف، بما في ذلك مع جهات إقليمية فاعلة، «شددت المنسقة الخاصة على المخاطر المترتبة على استقرار لبنان». كما أشارت «إلى خطر سوء التقدير الذي يمكن أن يؤدي إلى تدهور الوضع على الارض». وحثَت «كل الأطراف على الوفاء بالتزاماتها تجاه القرار 1701 والامتناع عن أي أعمال أو تصاريح يمكن أن تقوض الاستقرار حول الخط الأزرق».
يذكر أن ما جرى سيكون محور الاجتماع الشهري الثلاثي الذي سيُعقد في الناقورة الأسبوع المقبل، حسب مصدر لبناني معني.
النهار
مقاطعة السعودية لإيران تلقى صدى عربياً
وتحرك لاحتواء التوتر وانعكاسه على سوريا
وتناولت النهار التوتر بين السعودية وإيران وكتبت تقول "تجاوزت الأزمة السعودية - الإيرانية إطارها المحلي وحتى الإقليمي وبلغ التصعيد حداً يُنذر بخروج الأمور عن السيطرة، الأمر الذي دفع البيت الأبيض إلى دعوة الجانبين إلى ضبط النفس ووزارة الخارجية الروسية إلى عرض التوسط، خصوصاً أن الاحتقان بين الدولتين سيترك آثاراً تمتد من سوريا واليمن إلى العراق والبحرين وحتى لبنان. وقرر الوسيط في الأزمة السورية ستافان دو ميستورا القيام بمهمة عاجلة بين الرياض وطهران.
وكان قرار السعودية قطع العلاقات مع إيران امتد إلى الملاحة الجوية مع وقف الرحلات، كما شمل تعليق العلاقات التجارية. وقد قطعت البحرين والسودان علاقاتهما مع إيران تضامناً مع السعودية، بينما خفضت دولة الإمارات العربية المتحدة مستوى التمثيل الديبلوماسي معها.
وتوجه دو ميستورا إلى الرياض. وصرّح الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريتش بأن "الأزمة في العلاقات بين السعودية وايران مقلقة جداً"، وقد تتسبب بـ"سلسلة عواقب مشؤومة في المنطقة". وقال إن دو ميستورا "سيقوّم آثار" الازمة على عملية تسوية النزاع السوري التي أطلقتها الدول العظمى في نهاية العام الماضي في فيينا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون اتصل بوزيري الخارجية السعودي عادل الجبير والإيراني محمد جواد ظريف. وأفاد دوجاريتش أنه أبلغ المسؤول السعودي أن "الهجوم على السفارة في طهران مستنكر، لكن إعلان قطع العلاقات الديبلوماسية السعودية مع طهران أمر مقلق".
وفي رسالة إلى بان، أبدى المندوب الإيراني الدائم إلى الأمم المتحدة غلام علي خوسرو "الأسف" للهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، متعهداً اتخاذ "الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث".
وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: "لا يزال ينتابنا القلق في شأن حاجة الطرفين الإيراني والسعودي الى نزع فتيل التصعيد في الموقف. نحض جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس وعدم إشعال التوترات الملتهبة أساساً في المنطقة".
وأبدى قلقه من عدم حماية مقر البعثة الديبلوماسية السعودية في طهران، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان على اتصال مع نظيريه الإيراني والسعودي. وتوقع عقد اجتماع بين جماعات المعارضة السورية والحكومة هذا الشهر على رغم التوتر بين السعودية وإيران، لأن من مصلحة البلدين الدفع لتحقيق تسوية سياسية في سوريا.
وذكَر بأن واشنطن أبلغت السعودية في وقت سابق قلقها على وضع حقوق الإنسان في السعودية وحذرت الرياض أخيراً من عمليات الإعدام. وطالب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي "جميع الأطراف بتجنب زيادة التوتر في المنطقة".
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن موسكو "مستعدة لدعم" حوار بين الرياض وطهران والقيام بـ"وساطة"، طالبة "بإلحاح" منهما ومن "الدول الخليجية الأخرى ضبط النفس"، وسلوك "طريق الحوار". واسترعى الانتباه أن الخارجية الروسية رأت أن الهجمات على البعثات الديبلوماسية لا يمكن اطلاقاً اعتبارها وسيلة قانونية للاحتجاج.
وصرّح الناطق باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش بأن أنقرة لا يمكنها تأييد تنفيذ حكم الإعدام، إذ "نعارض كل أشكال عقوبة الإعدام، وخصوصاً إذا كانت لدوافع سياسية. من المستحيل بالنسبة إلينا تأييد عقوبة الإعدام في أي بلد". وأضاف أن إعدام النمر لا يساعد على تحقيق السلام في المنطقة، و"تربطنا صداقة بالسعودية وإيران، ولا نريد لهما أن تتقاتلا لأن هذا يضر بالمنطقة".
وحضت برلين الرياض وطهران على ضبط النفس لأنه لا يمكن حل أزمتي سوريا واليمن "إلا إذا كانت القوة السنية المتمثلة في السعودية وايران الشيعية على استعداد لأن يقوم كل منهما بخطوة في اتجاه الآخر"، كما قالت وزارة الخارجية. وبلهجة لا تخلو من تحذير، رأى وزير الاقتصاد سيغمار غابرييل أنه يجب أن "نرى ما إذا كان علينا أن نكون أكثر دقة مستقبلاً في درس (مسائل تصدير) المعدات الدفاعية التي سلمناها حتى الآن (الى السعودية) في قطاعها الدفاعي".
والسعودية استوردت من ألمانيا معدات دفاعية عام 2014 تجاوزت قيمتها مئتي مليون أورو. وامتنعت برلين عن تسليمها دبابات وبنادق هجومية من نوع "جي-36".
الاحتقان المذهبي
وترجمة للاحتقان المذهبي، أطلق مسلحون النار مساء الأحد على دورية للشرطة في بلدة العوامية بشرق السعودية، مسقط النمر. وأوردت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن إطلاق النار أدى الى "مقتل المواطن علي عمران الداود وإصابة الطفل محمد جعفر التحيفه (8 سنوات)".
وتحدثت الشرطة العراقية عن انفجارين بعبوات ناسفة هزا مسجدين سنيين في مدينة الحلة جنوب بغداد. واغتال مسلحون مجهولون مساء الأحد طه الجبوري، إمام جامع محمد عبد الله جبوري السني في ناحية الاسكندرية المجاورة.
وانطلقت التظاهرات في العاصمة العراقية استجابة لدعوة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وأحرق محتجون أعلاماً أميركية وبريطانية واسرائيلية، وطالبوا بقطع العلاقات مع الرياض.
عملية محدودة في مزارع شبعا
الحوار الثنائي مستمر الاثنين المقبل
وفي الشأن الداخلي كتبت تقول "عملية محدودة في المكان والزمان نفذها "حزب الله" أمس واستهدفت آليتين تابعتين للجيش الاسرائيلي جنوب الخط الازرق، اعتبرت رسالة من الحزب مفادها ان في امكانه تخطي الرادارات وكاميرات المراقبة لبلوغ هدفه. واوضح الحزب في بيان له "ان مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار في المقاومة الإسلامية قامت بتفجير عبوة ناسفة كبيرة على طريق زبدين - قفوة في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بدورية إسرائيلية مؤللة مما أدى إلى تدمير آلية من نوع هامر وإصابة من بداخلها".
واذ اقتصر الرد الاسرائيلي على اطلاق قذائف طاولت بلدة الوزاني ومحيط منطقة العباسية والمجيدية ومحيط مزرعة بسطرا وشمال المجيدية، فيما حلّق الطيران الحربي الاسرائيلي وطائرة استطلاع في أجواء المنطقة، اعلنت قوة "اليونيفيل" ان قائدها العام الجنرال لوتشيانو بورتولانو اجرى اتصالات مباشرة مع الطرفين وحثهما على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل منع أي تصعيد للوضع.
وقال الجنرال بورتولانو: "إن ما نحتاج اليه الآن هو الحفاظ على الأمن وممارسة أقصى درجات ضبط النفس ضد أي استفزاز. وقد عاد الهدوء العام الى المنطقة، وأكّد لي الطرفان التزامهما المستمر بالحفاظ على وقف الأعمال العدائية وفقاً لقرار مجلس الأمن 1701". وقد عززت "اليونيفيل" وجودها على الأرض وكثّفت الدوريات في أنحاء منطقة العمليات بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية.
الحوار الثنائي
أما سياسياً، فإن الحوار بين الخصمين السياسيين اللدودين "حزب الله" و"تيار المستقبل" مستمر، على رغم التوتر الذي يسود العلاقات السعودية - الايرانية. وأكدت لـ"النهار" مصادر طرفي الحوار ضرورة عدم قطع التواصل في مرحلة حرجة. وسيستقبل الرئيس نبيه بري الاثنين المقبل في عين التينة وفدي "المستقبل" والحزب لمواصلة الحوار الذي انطلق نهاية عام 2014 في رعايته، وفي سلم أولوياته تنفيس الاحتقان السني - الشيعي وتحييد لبنان عن تداعيات الازمات الملتهبة في المنطقة.
مجلس النواب
من جهة ثانية، علمت "النها?