أننا مع شراكة الدول الإسلامية وليس مع تفرقها، ومع الاستقرار وليس مع الفوضى، نحن مع إطفاء الفتن وعدم اللعب بالنار
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة.
وفي كلمته السياسية قال المفتي قبلان، "أننا مع شراكة الدول الإسلامية وليس مع تفرقها، ومع الاستقرار وليس مع الفوضى، نحن مع إطفاء الفتن وعدم اللعب بالنار، نحن مع تجيير قوة المنطقة بوجه إسرائيل، وليس بوجه إيران، نحن مع التهدئة والمصالحات السياسية التي تعطل مشروعات حماية إسرائيل وجعلها الأقوى في المنطقة".
وأسف "لأن لبنان الكيان والوطن والدولة في خطر، وهذا التلاعب بالمصير والهوية، من أجل غاية هنا أو مصلحة هناك، قد يطيح بما تبقى من هذا البلد الذي أصبح على شفير الهاوية، اقتصاديا وإنمائيا ومؤسساتيا، فيما العديد من المعنيين والمسؤولين يصرون على الاختلاف والخلاف والانقسام، ويتعمدون هدم الدولة وإفراغ مؤسساتها وتعطيل أي مبادرة يمكن أن تشكل ممرا آمنا للخروج من كل هذا الواقع الذي نحن فيه، والذي لم يعد مقبولا إلا من قبل مجانين أو أناس مستأجرين يعملون على إسقاط هذا البلد وإلغاء شعبه".
وتابع "إن من ينظر إلى واقع البلد من كهرباء ومياه وطرقات وسيول ونفايات ومجارير وفساد وهدر وصفقات وسمسرات ومديونية وتعد على الدستور وعلى القانون وعلى السيادة وعلى حقوق الناس ولقمة عيشهم ماذا يمكن أن يتوقع؟ وماذا يمكنه أن يتأمل أو يأمل في هذا البلد؟ ولهذا، نحن نتوجه بالسؤال إلى كل هذا الطقم السياسي، وإلى كل هذه السلطة التي تحكم وتتحكم بالبلاد والعباد: أما من حدود لكل هذا البطر السياسي، أما من صحوة أو مسحة وطنية ولو بحدها الأدنى تعيد الأمور إلى ما يمكن أن يكون مقبولا".
وتوجه للمسؤولين بالقول: "ارحموا الناس، تواضعوا، تنازلوا، كي نتمكن جميعا من أن نكون شركاء فعليين من أجل هذا البلد. اقرؤوا في كتاب واحد وابحثوا في كيفية الوصول إلى مصالحات وطنية وسياسية داخلية تفعل عمل الحكومة والمجلس النيابي، وتضع حدا للفراغ في سدة الرئاسة، وتعزز الأمن والاستقرار وتوفر العدالة الاجتماعية. فمؤشر المخاطر إلى ارتفاع والظروف الداخلية والإقليمية تكاد تكون كارثية، لذلك لا بد من الاستمرار بحوار بناء يحقق أمانا دستوريا وسياسيا، ويكرس شراكة وطنية تحمي لبنان، وتخرجنا جميعا من كل ما نحن فيه".