تنديدا لجريمة قتل الشهيد النمر ، تظاهر البحرينيون اليوم الجمعية ٨ كانون الثاني/ يناير ٢٠١٦،في عدد المناطق مرددين هتافات ضد لال سعود وضد النظام السعودي.
أحمد اسماعيل - البحرين
تنديداً بجريمة قتل الشهيد الشيخ نمر باقر النمر، تظاهر البحرينيون اليوم الجمعية ٨ كانون الثاني/ يناير ٢٠١٦،في عدد المناطق مرددين هتافات ضد آل سعود وضد النظام السعودي.
وخرجت تظاهرة في الدراز غرب المنامة بعد صلاة الجمعة، منددين بقتل الشيخ النمر في السجون السعودية، كم رفع الشاركون صور الشيخ النمر، فيما انتشرت دعوات للتظاهر عصراً وليلاً في مناطق مختلفة من البلاد في صورة من استمرار الاحتجاج على قتل الشيخ النمر والذي انطلقت منذ يوم اعدامه.
وخلال خطبة الجمعة قال العلامة الشيخ محمد صنقور: يظهرُ بحسبِ المُعطياتِ التأريخيَّة انَّ المنطقةَ لم تشهدْ توتُّراً طائفيَّاً بالحجمِ الذي نحنُ عليه في الوقتِ الراهنِ، وذلك يفرضُ على علماءِ الطائفتينِ الكريمتينِ وعمومِ الناس مزيداً من اليقظةِ والحذرِ وأقصى درجاتِ التعقُّلِ وضبطِ النفسِ، والنظرِ ببصيرةٍ في مآلاتِ الأمورِ وعواقبِها، والمراقبةِ الذاتيَّةِ المشدَّدةِ في السلوكِ والخطابِ، فإنَّ الانسياقَ وراءَ مشاعرِ الغَيظِ والغضبِ أو التشفِّي والانتقامِ والاستدعاءَ لبواعثِ هذه المشاعرِ في النفسِ سوف يُذكي من لهيبِ هذا التوتُّر وهو ما قد يُفضِي -لا قدَّرَ اللهُ- إلى حريقٍ يَحصُدُ الحرثَ والنسل.
وتابع العلامة صنقور ان الحقيقة الأولى هي إنَّ الانتصاراتِ في الصراعاتِ الطائفيَّةِ وهميَّةٌ دائماً أو غالباً، فالمُنتصِرُ الحقيقيُّ يكونُ دائماً من غيرِ الطائفتينِ وإنْ تظاهرَ بالانتماءِ لإحداهما أو الانتصارِ لها، ومن جهةٍ أُخرى فإنَّ التاريخَ يشهدُ أنه ليس في وُسعِ طائفةٍ القضاءُ والاستئصالُ لطائفةٍ أُخرى، وغالباً ما يكونُ الانتصارُ في موقعٍ تَعقبُه أو تتزامنُ معه هزيمةٌ في موقعٍ آخر، ثم إنَّ المُنتصِرَ في الصراعاتِ الطائفيَّةِ لا يسعُه الانتصارُ إلا بالظلمِ والبغيِّ والتعدِّي سواءً بسفكِ الدمِ الحرامِ أو بالكذبِ والافتراءِ أو بانتقاصِ الحقوقِ، وكلُّ ذلك يضرُّ بدينِ المُنتصِرِ، وحينَ يكونُ انتصارُ طائفةٍ دينيَّةٍ على أخرى بتخلِّي المنتصِرةِ منهما عن دينِها وقيَمِها فذلك من الانتصارِ الوهميِّ، إذ انَّه ما خيرٌ بخيرٍ عاقبتُه النارُ، فالعاقبةُ إنَّما هي للتقوى.
وذكر خطيب الجمعة ان الحقيقة الثانية هي إنَّ المنتفعينَ من حالةِ التوتُّرِ الطائفيِّ هم غيرُ المُتوتِّرينَ طائفيَّاً، فالصراعاتُ والتوتراتُ يُؤجِّجُها من لا شأنَ له بالدينِ، نعم صدى هؤلاءِ المؤجِّجينَ وأبواقُهم وحِرابُهم هم سُفهاءُ الطوائفِ، وهم يَحسبونَ أنَّهم على شيءٍ والواقعُ انَّهم أدواتٌ طيِّعةٌ من حيثُ لا يشعرونَ يستطيلُ بها المنتفعونَ لتمريرِ مشاريعِهم المحلِّية أو التوسُّعيَّةِ، إذ انَّ الصراعاتِ إما أنْ تكونَ اضعافاً تسهلُ معه الهيمنةُ أو يكونُ فوضى خلَّاقةً أو كلاهما معاً أو يكونُ مبتغي الفوضى الخلَّاقةِ المرورَ عبرَ المنتفعينَ الصغارِ.
وأكد العلامة صنقور إنَّ العلماءَ من الفريقينِ والمثقفينَ منهم والمشتغلينَ بالشأنِ السياسيِّ أو الاجتماعيِّ معنيُّونَ بالدرجةِ الأولى بالحذرِ والتحذيرِ من مخاطرِ الخطابِ والسلوكِ الطائفي، فإنَّ التبسيط أو التهاونَ في هذا الشأنِ فضلاً عن المساهمة في تأجيجِه يُعدُّ جنايةً في حقِّ الوطنِ وأهلِه، وهي جنايةٌ في المآلِ على السِلْمِ الأهلي كما شهدنا ذلك في العديدِ من البلدان فإنَّ التوتَّر يبدأ بالخطابِ غيرِ المسئول والمواقفِ غير المحسوبةِ ثم يرقى إلى السلوك المستفِزِّ والازدراءِ والتوهينِ ثم ينتهي إلى الاقتتال، ثم إنَّ هنا أمراً جديراً بالذكر وهو إنَّ على الحكومةِ أنْ تكونَ في خطابِها وسياساتِها على مسافةٍ واحدةٍ من جميعِ أطيافِ البلد، فإنَّ محاباتَها لطائفةٍ على حسابِ طائفةٍ أُخرى يُعمِّقُ من حالةِ التوتُّرِ الطائفي.