ركزت افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة في بيروت بـ 9 كانون الثاني 2016 محلياً على قضية النفايات وموافقة حكومة سيراليون على استقبال نفايات لبنان الغير محتوية على اية مواد سامة، فيما التدوير فيبقى من ملكية الدولة اللبنانية.
ركزت افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة في بيروت بـ 9 كانون الثاني 2016 محلياً على قضية النفايات وموافقة حكومة سيراليون على استقبال نفايات لبنان الغير محتوية على اية مواد سامة، فيما التدوير فيبقى من ملكية الدولة اللبنانية، اما اقليميا مازالت جريمة اعدام آية الله الشيخ الشهيد نمر باقر النمر تتفاعل عربيا واقليميا ودولياً مرخية بظلالها على مزيد من التوتر على العلاقات الايرانية - السعودية، حيث شهدت معظم دول المنطقة مسيرات شعبية ضخمة منددة بجريمة الاعدام.
* السفير
موافقة مبدئية من سيراليون.. والتدوير من حصة لبنان
شهيب: الترحيل جنون.. والبديل أن تأكلنا النفايات
إذا كانت معظم استطلاعات الرأي تبين تعاظم انعدام ثقة اللبنانيين بأهل السياسة الممسكين بزمام السلطة، فإن السياسيين لا يعتبرون أنفسهم معنيين بتبييض صفحتهم، ولا بردم الهوة، بل يمضون في «أجنداتهم» التي تكلف البلد وأهله.. أفدح الأثمان.
هذه القاعدة تسري على النفايات وعلى الكثير من الملفات الخدماتية والمالية التي تُفتح ثم تُغلق أو توضع في الأدراج، ولا هيئات رقابية تحاسب بل هيئات تنتظر «البركة» وتفوح منها نفسها روائح تضيّق الأنفاس.
وفي ظل «الشلل المستطير»، فلتكن مائدة الحوار بديلاً من مؤسسات إما فارغة أو معطلة، ولكن من دون أن تكون ملزمة لأي من أركانها. ليس مفاجئاً بهذا المعنى أن يحط ملف النفايات رحاله مجدداً في حوار عين التينة «الوطني» ومن ثم «الثلاثي»، يوم الإثنين المقبل، لملاقاة العقود المترجمة مع الشركتين الإنكليزية والهولندية والأثمان التي سيدفعها المكلف اللبناني.. على طريق نشر «كيس النفايات الوطني» في شتى أنحاء المعمورة!
وبعيداً عما ستؤول إليه الاتصالات بشأن جلسة الحكومة التي قرر رئيسها دعوتها رسمياً للانعقاد الخميس المقبل، علمت «السفير» أن الحكومة السيراليونية أعطت موافقتها على استقبال النفايات المصدرة من لبنان في أراضيها. وقد تبلغت الحكومة اللبنانية هذه الموافقة، ليل أمس الأول، عبر وزارة الخارجية اللبنانية في كتاب موقع من مستشار الرئيس السيراليوني وموجّه الى الشركة الهولندية التي ستتولى الترحيل.
وقد اشترطت الحكومة السيراليونية في الكتاب الموجّه للشركة الهولندية ألا تحوي هذه النفايات أية مواد سامة، كما أن الموافقة تعتبر مبدئية ولا تصبح نهائية إلا بعد موافقة رئيس سيراليون والحكومة السيراليونية.
وفيما لم يتداول الإعلام السيراليوني موضوع استيراد النفايات اللبنانية حتى الآن، قالت مصادر اغترابية لـ«السفير» إن رئيس مجلس النواب نبيه بري تبلغ الأمر، وقد أبدى تخوفه من أن ينعكس هذا الامر سلباً على الجالية اللبنانية في حال حصل أي إشكال مستقبلي بين البلدين على خلفية هذا الملف.
وبغض النظر عن كل الكلام الذي قيل حول هوية الشركات الأجنبية وعدم شفافية المناقصات وطرق التلزيم ولا أخلاقية خيار الترحيل، بعد أن رفضت المناطق اللبنانية استقبال نفايات بعضها البعض، تمعن السلطة السياسية في التعامل مع ملف النفايات بالسرية أو التورية. وحده مجلس الإنماء والإعمار هو المخول الإطلاع على العقد الموقع مع الشركتين، علماً أن الوزارات المعنية لم تحصل على نصه بعد. والمجلس نفسه، يصدف أن يتأخر كثيراً في ترجمته، متخطياً الموعد المقرر للتوقيع. تصطدم عشرات الأسئلة بحائط غياب الأجوبة، علماً أن المشكلة تطال كل لبناني، صغيراً كان أو كبيراً. والأدهى أن معظم وزراء الحكومة، ويفترض أنهم في موقع المسؤولية، لا تقل أسئلتهم عن أسئلة الناس.
الكل تخطى اعتراضاته على «العقد المهرب». لم يعد أحد يسأل كيف تم اختيار الشركتين أو لماذا لم تجر مناقصة وفق الأصول، أو من هم مسؤولو الشركتين ولماذا لم يظهر أحد منهم بعد، ومن هم أصحابها، وكيف صار لهم وكلاء أو عملاء لبنانيون؟ وما هي حقيقة «قرف» أحد أصحاب الشركة الإنكليزية من عروض السمسرة التي تلقاها ويتلقاها من لبنانيين؟ وإلى أي مدى تبدو طلبات التدقيق بحسابات الشركتين واقعية، في الوقت الذي تؤكد مصادر مصرفية أن الطلب طال شخصية واحدة فقط؟ ثم، هل يعقل أن يكون همّ الحكومة الوحيد هو إخفاء الكلفة الحقيقية للتصدير؟
لم يعد ذلك مهماً. صارت الأسئلة تتمحور حول التنفيذ: متى يتم توقيع العقد؟ أين البواخر التي ستقل النفايات؟ متى يصبح لبنان جاهزاً لتوضيب النفايات ونقلها؟ ما هي البلدان المستقبلة؟ من سيتولى الشحن بالشاحنات ومن يتولى الفرز والتوضيب ومن يتابع المعاملات، وهل حصلت الحكومة أو الشركات على التصاريح اللازمة لنقل النفايات عبر البحر؟.. والأهم متى التنفيذ، ومتى تُرفع النفايات من الشوارع، وكيف سيتم التعامل مع النفايات التي جُمعت ما دام أنها لن تحظى «بشرف» السفر إلى الخارج، على ما أعلن الوزير أكرم شهيب؟
في هذا السياق، يوضح شهيب لـ «السفير» أن مجلس الإنماء والإعمار أنهى ترجمة العقود من العربية إلى الإنكليزية، أسوة بما يحصل مع توقيع كل العقود الخارجية، مشيراً الى أن التوقيع الأولي صار أمراً واقعاً بعدما وقعه المجلس والشركتان، وبعدما دفعت الشركتان الكفالة المطلوبة (2.5 مليون دولار لكل شركة). أما المرحلة الثانية، أي توقيع العقد النهائي، فتنتظر استلام الموافقات الرسمية من الدول المعنية، وهو ما حصل فعلاً بالنسبة للشركة الهولندية.
ويوضح شهيب أن بدء العمل، سيسبقه تحضير ألفي مستوعب سعة عشرين قدماً لتحميل النفايات إلى المرفأ، وتحضير الرصيف المخصص لاستقبال النفايات ورفعها إلى البواخر، وتجهيز معملي الفرز في الكرنتينا والعمروسية. كما أعلن أن العقد ينص على أن المواد القابلة لإعادة التدوير، والتي تقدر نسبتها بنحو 14 في المئة، ستبقى ملكيتها للدولة، بما يؤدي إلى عدم تضرر الشركات اللبنانية التي تعمل في مجال إعادة التدوير.
كثر يشككون بقدرة الشركات على الالتزام بالمعايير الدولية المتعلقة بتصدير النفايات، وتحديداً اتفاقية «بازل»، وهو ما يزيد الخوف من تعويضات قد تدفعها الدولة اللبنانية ولو بعد حين. لكن الوزير شهيب يؤكد، في المقابل، أن العقد يتضمن أربع نقاط أساسية «تحمينا ليوم القيامة»، مطمئناً إلى أن النفايات اللبنانية لا تحتوي، في الأساس، على مواد سامة أو صناعية. كما يشير إلى أن النفايات السامة التي تنتجها المستشفيات والمصانع يتم تصديرها إلى الخارج منذ زمن وليست جزءاً من النفايات اللبنانية.
يشرح شهيب أن العقد يضمن إيصال النفايات إلى وجهتها الرئيسية، من خلال البيان الجمركي الذي يفترض ملؤه في المرفأ، ويتضمن وزن السلعة وسعرها ومواصفاتها، والذي يجب أن يوقّع عليه المرفأ في الوجهة النهائية، قبل أن يعاد إلى السلطة اللبنانية، التي تدفع عندها مستحقات الشركتين.
القضية الأبرز تبقى في كيفية التعامل مع أزمة النفايات المتراكمة في الشوارع وتحت الجسور وفي الأودية أو تلك المطمورة عشوائياً. وبالرغم من أن التقديرات الرسمية تشير إلى أن الكميات لا تصل إلى ما يقارب 200 ألف طن كما يتردد، إلا أنه يبدو جلياً أن جزءاً كبيراً من هذه النفايات سينتظر الحل النهائي. وإلى ذلك الحين، فإن أقصى ما سيتحقق هو توضيب النفايات في بالات خاصة، من خلال اعتماد تقنية «موبايل بيلنغ» التي يتفاوض مجلس الإنماء والإعمار مع أكثر من شركة لتأمينها.
وإذا كانت بدائل الترحيل ما تزال معدومة حتى الآن، فإن ثمة من يتخوف من أن يتحول الاتفاق بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط على الترحيل إلى اتفاق على العودة إلى خيار الطمر في مطمري الناعمة وسرار، بحيث تكلف إحدى الشركتين بالأمر، من خلال الاستفادة من معدات وعمال «سوكلين». هنا، يجزم شهيب أن فتح مطمر الناعمة لم يعد ممكناً، من دون أن يستبعد احتمال عرقلة الترحيل، مبدياً اعتقاده أنه لو كان هنالك عقل هادئ لما أفشل الحل السابق.
وإذ يقر وزير الزراعة أن حل الترحيل فيه شيء من الجنون، يبدي اعتقاده بأنه صار خيار أبغض الحلال. لذلك، يرى أن إفشاله، سيعني أمراً من اثنين «إما أن تأكلنا النفايات أو أن نأكلها»، إلى حين العودة مجدداً الى العمل على مسألة المناقصات.
- منفذ عملية تل أبيب.. شهيداً
بعد أسبوع من الارتباك على المستويين السياسي والأمني الإسرائيلي، وإطلاق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أعنف هجوم كلامي على الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة، اعتُبر تمهيداً لفرض مزيد من إجراءات القمع تجاههم، أعلنت أجهزة أمن الاحتلال، أمس، أنها أطلقت النار على منفذ عملية تل أبيب، التي أدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين في اليوم الأول من العام الحالي، ما أدى إلى استشهاده.
وعرضت وسائل الإعلام الإسرائيلية صوراً لجثة الشاب الفلسطيني نشأت ملحم، وبجواره بندقية آلية، خارج ما قالت إنه مسجد في مسقط رأسه في وادي عارة شمال فلسطين المحتلة، مضيفة أن تحديد مكانه «تم من خلال معلومات استخبارية».
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن فريقاً من قواتها الخاصة «حاصر مبنى في قرية عرعرة مسقط رأس ملحم وقتلته حين حاول الخروج وإطلاق النار عليهم».
وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» أن ملحم «كان موجوداً في أحد المنازل في قريته عرعرة، حيث فتح النار على القوة خارج المنزل فردّت القوة بإطلاق النار»، واستشهد في المكان.
وقالت شرطة الاحتلال إنها ستواصل في الوقت الراهن التحقيق مع أفراد من عائلة الشهيد بتهمة تقديم العون له، حيث استطاع أن يتنقل لمدة أسبوع داخل فلسطين المحتلة، والوصول إلى قريته مجدداً والاختباء في مسجد فيها، ما يعتبره مسؤولون اسرائيليون أنه لا يمكن أن يحصل من دون مساعدة.
وكانت الشرطة الاسرائيلية قد دفعت في وقت مبكر أمس بقوات كبيرة الى منطقة وادي عارة وعرعرة مع وحدات من الجيش، بحثاً عن ملحم، ونصبت الحواجز على مداخل بعض القرى وداهمت بعض المنازل وأغلقت أحياء، بحسب ما ذكرت وكالة «معاً» الفلسطينية.
وفور انتهاء العملية، هنأ نتنياهو قوات الأمن الإسرائيلية التي واجهت انتقادات قوية من الرأي العام الإسرائيلي بعد إخفاقها في العثور على ملحم لمدة أسبوع، وذلك في بيان اعتبر فيه أنها «عملت بلا كلل، وبطريقة احترافية، لتحديد موقع الإرهابي والقضاء عليه».
إلى ذلك، سلم الاحتلال أمس إلى «الارتباط الفلسطيني» جثث الشهداء الأربعة الذين أعدمتهم قواته ليل أمس الأول في الخليل، بحجة محاولتهم تنفيذ عمليات الطعن.
والشهداء هم خليل محمد محمود شلالدة (16 عاماً)، والشقيقان حمادة وعلاء عبد الكوازبة، وابن عمهما مهند زياد الكوازبة.
وكانت قد اندلعت في وقت متأخر من ليل أمس الأول مواجهات عنيفة على مدخل بلدة سعير، شمال شرقي الخليل، بين عشرات الفلسطينيين وجنود الاحتلال، كرد فعل على إعدام الجيش الإسرائيلي الشبان الأربعة.
واستدعى جيش الاحتلال تعزيزات إلى المنطقة، بتزامن مع قيام مجموعة من القناصة اعتلاء أسطح المنازل.
وبشهداء السعير الأربعة الجدد، يرتفع عدد الشهداء في هذه البلدة منذ انطلاق الهبة الفلسطينية، إلى 15 شهيداً، وعدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية الهبة إلى 149 شهيداً.
وأمس أيضاً، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق جراء قمع جيش الاحتلال لمسيرة كفر قدوم السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 13 عاماً.
إلى ذلك، أصيب 14 فلسطينياً، أمس، في تجدد المواجهات مع قوات الاحتلال على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، إن»14 فلسطينياً أصيبوا بالرصاص الحي، خلال المواجهات التي اندلعت بين مئات الشبان الفلسطينيين وجيش الاحتلال في نقاط عدة على طول الشريط الحدودي للقطاع».
سياسياً، انتقد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية أمس، خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ألقاه يوم الأربعاء الماضي في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، مؤكداً أن «انتفاضة الضفة مستمرة حتى تعود الأرض حرة»، وهي ليست «انتفاضة اليائسين» بل «الذين يؤمنون بحتمية الانتصار».
وأضاف هنية، خلال خطبة الجمعة في «مسجد العودة» في مخيم جباليا، «إن هذه الانتفاضة قام بها شبان كفروا بالعبث السياسي، وبتاريخ المفاوضات مع إسرائيل، ورفضوا الانتهاكات بحق القدس والمسجد الأقصى»، لافتاً إلى أنه «بعد 24 ساعة من كلمة اليد التي امتدت للمحتل بلغة السلام، يرتكبون مجزرة بحق عائلة الكوازبة التي استشهد ثلاثة شبان منهم جنوب بيت لحم برصاص الاحتلال. هذا هو الرد على خطاب السلام واليد الممدودة للمحتل».
وفي سياق آخر، جدد هنية تمسك حركته بما وقعت عليه من اتفاقيات للمصالحة قائلاً «إننا ما زلنا من أجل القدس وفلسطين متمسكين بما وقعنا عليه من اتفاقيات، وأبدينا المرونة الكبيرة للانتقال إلى مربعات متقدمة».
وكان عباس قد دعا في خطابه «حماس» إلى تطبيق بنود اتفاقيات «المصالحة الوطنية»، متهماً إياها بالمماطلة في تنفيذها وتسليم معبر رفح ومهام قطاع غزة إلى «حكومة التوافق».
- تظاهرات في العوامية وطهران والمنامة وإسلام أباد ضد إعدام النمر
إيران ـ السعودية: تصعيد في الشارع.. والمحاكم
استمر التصعيد المتبادل بين إيران والسعودية على خلفية إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر يوم الاثنين الماضي، في ظل مخاوف متزايدة من أن يؤجج التوتر الجديد بين القوتين الإقليميتين النزاعات على امتداد الشرق الأوسط، ولا سيما في سوريا واليمن، وقلق عالمي من انعكاساته على الحروب بالوكالة التي يخوضها الطرفان بالفعل.
وفي سياق هذا التوتر، جرت تظاهرات جديدة يوم امس، احتجاجاً على إعدام النمر، في مناطق عدّة في المنطقة الشرقية في السعودية، والتي يتحدر منها الشيخ النمر، احتجاجاً على تنفيذ حكم الإعدام بحقه، وكذلك في طهران، واسلام اباد، وعدد من أحياء العاصمة البحرينية المنامة.
وفي هذا التوقيت الحساس أيضاً، كشفت وسائل إعلام سعودية إن أربعة إيرانيين، أحدهم متهم بالتجسس، والثلاثة الآخرون بـ «الإرهاب»، سيمثلون أمام القضاء، في خطوة من شأنها أن تؤجج التوتر.
وخرج مئات المتظاهرين من أبناء المنطقة الشرقية في السعودية الى الشوارع، مطلقين هتافات ضد العائلة المالكة احتجاجاً على إعدام الشيخ النمر.
وهتف المتظاهرون في مدينة العوامية الساحلية على الخليج العربي، والتي يتحدر منها الشيخ النمر «الموت لآل سعود»، فيما أفاد شهود عيان أن بعضهم كان يحمل السلاح.
وحمل المتظاهرون ايضا أعلاما سوداء وصور الشيخ النمر الذي كان من أشد معارضي العائلة المالكة السعودية.
وقال شاهد آخر إن المتظاهرين أحرقوا إطارات مطاطية.
وكشفت صور للتظاهرة مئات الأشخاص وقد ارتدى بعضهم الألبسة السوداء.
وقال مصدر محلي إن مجموعات صغيرة من «الناشطين» هم الذين ينزلون الى الشارع في حين أن غالبية سكان المدينة لا يريدون العنف وبينهم شقيق الشيخ النمر.
وتأتي هذه التظاهرة، في إطار أسبوع من الاضطرابات في مدينة العوامية في المنطقة الشرقية، التي تسكنها غالبية الأقلية الشيعية في السعودية، والتي تشتكي من تعرضها للتمييز من قبل سلطات المملكة.
وقال أحد سكان العوامية إن إعدام الشيخ النمر الذي يؤكد الشيعة السعوديون انه كان ناشطا سلميا، يمكن ان يؤدي الى مزيد من الاضطرابات في الشارع. وقال «لقد تغير الوضع تماما» عما كان عليه قبل إعدام الشيخ.
وفي طهران، سار حوالي ألف متظاهر في الشوارع وهم يرددون «الموت لآل سعود» و «الموت لأميركا» و «الموت لإسرائيل». وحمل بعضهم صور الشيخ النمر.
وخيم الغضب إزاء إعدام الشيخ النمر على المصلين في العاصمة الايرانية، في وقت شن خطيب صلاة الجمعة هجوماً حاداً على السعودية، متهماً إياها بالتواطؤ مع الولايات المتحدة واسرائيل لارتكاب «جرائم» ضد المسلمين.
وقال آية الله محمد كاشاني، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية، إن «الأضلاع الثلاثة أي أميركا والسعودية والكيان الصهيوني تجتمع معا في أي جريمة ترتكب ضد المسلمين».
وأضاف «الكيان الصهيوني هو الذي يخطط لهذه الجرائم التي تلقى دعما أميركيا وماليا سعوديا».
وجرت تظاهرات مماثلة في مدن اخرى في ايران، حسبما أفاد التلفزيون الرسمي.
وفي المنامة، قال شهود عيان إن الشرطة البحرينية اشتبكت مع متظاهرين احتجوا على إعدام الشيخ النمر.
وتجمع نحو مئتي متظاهر في سترة في جنوب العاصمة المنامة. ثم اندلعت اشتباكات بين الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع والخرطوش على المحتجين الذين رشقوها بالحجارة والقنابل الحارقة.
وردد بعض المحتجين هتافات من بينها «الموت لآل سعود» و «الموت لآل خليفة» في إشارة إلى الأسرتين الحاكمتين في السعودية والبحرين.
وتظاهر مئات من الشيعة أيضا، يوم امس، في اسلام اباد عاصمة باكستان ضد السعودية واحتجاجا على إعدام الشيخ النمر.
وفي موازاة ذلك، شارك مئات الباكستانيين في تظاهرة أخرى رفضاً لقرار باكستان الانضمام الى «التحالف السعودي» الذي يضم 34 دولة بقيادة السعودية.
وقدم المتظاهرون مذكرة الى المتحدث باسم وزارة الخارجية تطالب باكستان بالانسحاب من التحالف الذي أعلن في كانون الأول الماضي، والذي يعد خطوة جديدة من المملكة لتبني سياسة خارجية أكثر حزماً.
وقال الناشط غول الزهراء أمام المتظاهرين «لا الجيش الباكستاني، ولا الدولة الباكستانية برسم الإيجار... سنعارض أي مساع لبيع الجيش لآل سعود لقاء بضعة مليارات من الريالات».
وأعلنت باكستان، امس الأول، أنها ستنضم الى التحالف العسكري بقيادة السعودية لمحاربة «الإرهاب» في العالم الإسلامي، وذلك في أعقاب لقاء بين وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ورئيس الحكومة الباكستاني نواز شريف.
وأعلنت المملكة تشكيل الائتلاف في كانون الاول الماضي، وسمّت باكستان كأحد أعضائه، غير ان اسلام اباد ردت بداية بحذر قائلة إنها بحاجة الى مزيد من التفاصيل قبل اتخاذ القرار بشأن حجم مشاركتها.
وخرجت تظاهرات أصغر حجما ضد الائتلاف الذي شكلته السعودية في مدينة لاهور (شرق) فيما نُظمت من الجهة المقابلة تظاهرات بدعوة من السنّة في اسلام اباد اتهمت طهران بـ «التدخل» في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية.
وأطلق المحتجون هتافات تعهدوا فيها بـ«فداء خادم الحرمين الشريفين بأرواحهم».
من جانب آخر، أوردت الصحافة السعودية أن أربعة ايرانيين أحدهم متهم بالتجسس، والثلاثة الآخرون بـ «الإرهاب»، سيمثلون أمام القضاء.
وذكرت صحيفة «اراب نيوز» أن أحد المتهمين الموقوفين «جاسوس يعمل لمصلحة الاستخبارات الايرانية». وقالت في عنوانها ان الثلاثة الآخرين «إرهابيون» من دون أن تحدد هويتهم ولا التهم الموجهة اليهم.
وذكرت صحف اخرى أن الايرانيين الاربعة اعتقلوا في العامين 2013 و2014.
وأشارت الصحف السعودية الى ان إيرانياً خامساً يمضي عقوبة بالسجن لمدة 13 عاما، بتهمة التورط في «عمليات تجنيد وتسفير عدد من الشباب السعودي إلى طهران وإيوائهم في منزله والتنسيق للزج بهم في مناطق الصراع».
- أردوغان يستغل هجوم بعشيقة: قواتنا لحماية عملية التدريب
للمرة الثانية في غضون حوالي الشهر، يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استثمار هجوم لتنظيم «داعش» على معسكر بعشيقة قرب الموصل، للتهرب من مطالبة بغداد لأنقرة بسحب قواتها التي أرسلتها إلى القاعدة من دون موافقة السلطات العراقية. وألمح إلى أن روسيا هي التي تثير خلافاً بشأن هذا الموضوع.
ونشرت تركيا قوات حماية قوامها 150 جندياً في بعشيقة في كانون الأول، مبررة الخطوة بتزايد المخاطر الأمنية على مقربة من المعسكر، حيث يدرب جنودها فصائل عراقية مسلحة لقتال «داعش».
وأجبر اعتراض بغداد وواشنطن على هذه الخطوة تركيا على سحب بعض القوات من المعسكر. وجرح أربعة جنود أتراك في 16 كانون الأول الماضي عندما أطلق عناصر «داعش» قذائف هاون على المعسكر، فيما قتل عراقيان في الهجوم.
وتضاربت التقارير حول كيفية وقوع الهجوم، ففي حين أعلن أردوغان أن عناصر «داعش» حاولوا اقتحام القاعدة، قال المحافظ السابق لمحافظة نينوى أثيل النجيفي إن قوات عراقية وتركية شنت ضربة استباقية على مواقع «داعش» بعد تمكنها من تحديد موقع صواريخ كانت ستُطلق على معسكر بعشيقة. وأضاف «انتهت هذه العملية من دون إطلاق صاروخ واحد على المعسكر».
وقال أردوغان، في اسطنبول، إن 18 من عناصر «داعش» قتلوا لكن لم يصب أي من الجنود الأتراك بسوء في الهجوم على بعشيقة. وأضاف «تظهر هذه الواقعة كم كانت الخطوة المتعلقة ببعشيقة صحيحة. من الواضح أنه بوجود قواتنا هناك فإن ضباطنا الذين يتولون التدريب جاهزين لأي شيء في أي وقت».
واعتبر أردوغان أن الخلاف بشأن القاعدة بدأ في أعقاب تدهور العلاقات بين موسكو وأنقرة إثر إسقاط تركيا طائرة روسية فوق سوريا في تشرين الثاني الماضي. وقال «طلبوا منا (العراق) أن ندرب جنودهم، وقدموا لنا هذه القاعدة كمكان لذلك. ولكن كما شهدنا بعد ذلك ما إن وقعت تلك المشاكل بين تركيا وروسيا حتى بدأت هذه التطورات السلبية تظهر»، مشدداً على أن «تركيا تتصرف وفقاً للقانون الدولي».
وأعلن الجيش العراقي سيطرته على منطقة الملعب جنوب شرقي مدينة الرمادي، وذلك بعد أن سيطر على حي المخابرات وجامع الحق شمالي المنطقة. وأشار إلى أنه تم رفع العلم العراقي على مقر كلية الزراعة في المدينة.
من جهته، أعلن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري إن قوات أجنبية خاصة تنفذ غارات على معاقل «داعش» في شمال البلاد، قبل هجوم مخطط له لاستعادة السيطرة على الموصل، لكنه لم يحدد جنسية هذه القوات.
وأكد أن هجمات عدة نفذت خلال الأسابيع الماضية خلف خطوط التنظيم في محيط بلدة الحويجة. ونفى الجيشان الأميركي والعراقي أن تكون القوات الأميركية قد نفذت عمليات عسكرية على الأرض في الحويجة منذ أكتوبر تشرين الأول حين أنقذت القوات الخاصة الأميركية 69 عراقياً في غارة قتل خلالها أحد أفراد الكوماندوس الأميركيين.
بدوره، أكد رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق طالب شغاتي الكناني أن «الضربة التي تلقاها التنظيم بطرده من الرمادي، ستفتح الباب أمام طرده من سائر المدن ومن العراق ككل»، مشيراً إلى أن «القوات التي تولت تحرير المدينة هي نفسها التي انسحبت من الموصل، لكنها عادت لتتحرك بعد توفر التدريبات والأسلحة المناسبة».
وقال ضابط شرطة ومسؤول في بلدية الحويجة إن «غارات عدة استهدفت مباني التنظيم، بما في ذلك محكمة ومركز للشرطة، ما أسفر عن مقتل العديد من القادة الإرهابيين».
وأعلن «الحشد الوطني» في محافظة نينوى أن طائرات التحالف