18-05-2024 03:07 PM بتوقيت القدس المحتلة

مغرّدو «لستُ شارلي»... ليس كلهم مع "شارلي"

مغرّدو «لستُ شارلي»... ليس كلهم مع

تظهر الدراسة أنّ معظم مستخدمي وسم Je ne suis pas Charlie، ليسوا من المروّجين لنظريّات المؤامرة، أو الاعتذاريين عن الإرهاب. وتؤكّد أنّ معظم مستخدمي الوسم يدينون الجريمة، ولكنّهم يرفضون إظهار دعمهم وتماهيهم مع إدارة تحرير الأسبوعية

مغرّدو «لستُ شارلي»... ليفي الذكرى السنويّة الأولى للاعتداء على صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة (7 كانون الثاني 2014)، استعادت جامعة «سيرغي ـ بونتواز» الفرنسية، الانقسام حول الحادثة في الفضاء الافتراضي محللة ظهور وسم «لست شارلي Je ne suis pas Charlie» على موقع «تويتر»، مقابل وسم «أنا شارلي Je suis Charlie» الذي حصد نحو 3,5 ملايين تغريدة وكان من بين الأكثر تداولاً على الموقع خلال العام 2015.

عمل الباحث رومان بأدوار على الدراسة بعنوان «لست شارلي، تعدد المواقف على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي»، بحسب تقرير لموقع «سلايت».

تظهر الدراسة أنّ معظم مستخدمي وسم Je ne suis pas Charlie، ليسوا من المروّجين لنظريّات المؤامرة، أو الاعتذاريين عن الإرهاب. وتؤكّد أنّ معظم مستخدمي الوسم يدينون الجريمة، ولكنّهم يرفضون إظهار دعمهم وتماهيهم مع إدارة تحرير الأسبوعية الساخرة.

تشير الدراسة إلى أن وسم «لست شارلي» بدأ بالظهور يوم وقوع الحادثة، وبلغ ذروته بعد ثلاثة أيام. وفي تحليل لعينة من 113 مقال رأي حول الموضوع، تمكّن الباحث من تقسيم مستخدمي الوسم إلى ثلاث فئات: الأولى تنتقد المواقف السياسية والتجاوزات الأمنية التي يمكن أن يولدها التعاطف، وتضمّ فئة تنتقد «شارلي ايبدو» على خلق صورة نمطية عن المسلمين.

الفئة الثانية تشمل الاتجاه «المحافظ» وتتكون من «الكاثوليك التقليديين، اليمين المتطرف والرجعيين» الذين ينتقدون الجريدة الساخرة على خلفية إيديولوجية، لنشرها رسوماً تسخر من الديانة المسيحيّة في السابق. أما الفئة الثالثة فتتكوّن من أشخاص مسلمين ينتقدون «شارلي ايبدو» على تغذيتها للإسلاموفوبيا. يعترف هؤلاء بحسب الدراسة، بحرية رسامي الكاريكاتور، لكنّهم يطالبون بحقهم بأن يشعروا بالإهانة جراء الرسوم التي تطال معتقداتهم، كما يتخوفون من التمييز الذي قد يطالهم كمسلمين.

تخلص الدراسة إلى أنّ المواقع الإلكترونيّة، في حالات الجدل حول قضية ما، تشكّل نسخة «نيغاتيف» (صورة سالبة) عن تنظيم الجدل العام في وسائل الإعلام التقليدية. فالفئات المستثناة من الفضاء الإعلاميّ يمكن أن تأخذ حقّ الكلام وتظهر مواقفها، فتنتج خطابًا خارجًا عن الإطار المرسوم وتقترح قراءة بديلة للأحداث. كما تبني آراء مشتركة انطلاقاً من معايير نقاش مختلفة عن تلك المرسخة في وسائل الإعلام.