21-11-2024 09:03 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 11-01-2016: أسبوع الترميم:حزب الله ـ المستقبل والحوار الوطني والحكومة

الصحافة اليوم 11-01-2016: أسبوع الترميم:حزب الله ـ المستقبل والحوار الوطني والحكومة

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين 11-01-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الشأن الداخلي وخاصة الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله في عين التينة وسقوط «العقل الأمني» لخلية تفجيري البرج


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين 11-01-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الشأن الداخلي وخاصة الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله في عين التينة وسقوط «العقل الأمني» لخلية تفجيري البرج وترشيح القوات اللبنانية للعماد عون لرئاسة الجمهورية وإقليميا تصويب السعودية سهام الجامعة العربية نحو إيران .

السفير

أسبوع «الترميم»: «حزب الله» ـ «المستقبل».. الحوار الوطني.. والحكومة؟
هكذا سقط «العقل الأمني» لخلية تفجيري البرج

وكتبت السفير تقول "تابعت «شعبة المعلومات» في قوى الأمن الداخلي ما كانت قد بدأته في العام 2015 على صعيد تفكيك الخلايا الإرهابية المرتبطة بـ «داعش» ورصد أفرادها وملاحقتهم، وأضافت إنجازاً أمنياً الى رصيدها مع إطلالة العام الجديد، حيث نجحت في إكمال دائرة التوقيفات ضمن الخلية الإرهابية المتهمة بالتخطيط والتنفيذ لتفجيري عين السكة في برج البراجنة، ولتفجيري جبل محسن اللذين تم اكتشافهما قبل وقوعهما".

فقد وضعت «شعبة المعلومات» يدها على «العقل الأمني» للخلية الإرهابية المدعو خالد ز. الملقب بـ «أبي طلحة» وأوقفته فجر أمس في إحدى الشقق التي كان يلجأ إليها في محلة القبة بطرابلس، وهو يعتبر الرجل الثاني بعد قائد الخلية ومخطط التفجيرات بلال ب. الذي أوقفته «المعلومات» في أبي سمراء في 13 كانون الأول الفائت.

ومع توقيف «أبي طلحة»، يمكن القول إن أعضاء خلية طرابلس التي خططت لتفجيرات برج البراجنة وجبل محسن وسلّمت الأحزمة الناسفة للانتحاريين، أصبحوا جميعهم في قبضة «المعلومات» وهم: الانتحاري إبراهيم الجمل الذي وضع العبوة الناسفة في جبل محسن، وكان ينوي تفجير نفسه بجموع المواطنين والعسكريين بعد تفجيرها، وقد أوقف وهو مزنر بحزام ناسف في القبة، أمين مستودع المتفجرات أحمد م.، العنصران في قوى الأمن الداخلي شوقي س.، وعمر ك. اللذان كانت مهمتهما نقل المتفجرات وتسهيل انتقال الانتحاريين، وخالد ش. وعبد القادر ش.، إضافة الى قائد الخلية بلال ب.، وأخيرا العقل الأمني خالد ز.، إضافة الى مصادرة مستودع هذه الخلية الذي كان يحتوي على نحو 18 كيلوغراماً من المتفجرات وأربعة أحزمة ناسفة، و150 كيلوغراماً من الكرات الحديدية، ومئات الصواعق.

وخالد من مواليد 1987 سجله 76 قرصيتا ـ الضنية، وشارك في جولات العنف على محور البقار ـ جبل محسن، وبعد انطلاق الخطة الأمنية في أول نيسان 2014، توارى عن الأنظار، ثم بايع «داعش» وخضع لدورات عسكرية مع بلال ب. في عرسال، وتعلم كيفية تصنيع العبوات والأحزمة الناسفة، وكان مقرباً جداً من الشيخ الموقوف أحد الأسير والفنان المعتزل الفار فضل شاكر.

وتشير المعلومات التي حصلت عليها «السفير» الى أن خالد استأجر شقة في القبة قبل فترة لتكون مركزاً للخلية الإرهابية، وكان يستخدمها مع بلال ب. في تصنيع الأحزمة الناسفة، لتسليمها الى الانتحاريين الذين كانت ترد أسماؤهم من قيادة «داعش» في مدينة الرقة السورية، وقد طلب من الانتحاري إبراهيم الجمل أن يختبئ في هذه الشقة إثر تكليفه بتنفيذ العملية الانتحارية في جبل محسن، قبل أن يكتشف أمره ويقع في قبضة «المعلومات».

وتفيد المعلومات أن خالد كان صلة الوصل بين قيادات «داعش» في القلمون وعرسال للتخطيط والتحضير والتنفيذ في عمليات التفجير، وهو رافق انتحاريي البرج الى شقة الأشرفية وأشرف على تجهيزهما، وبحسب هذه المعلومات فإن خالد توارى عن الأنظار بالكامل بمجرد معرفته بتوقيف إبراهيم الجمل في 12 تشرين الثاني الفائت، أي في اليوم نفسه الذي حصل فيه تفجيرا البرج، خصوصا أن إبراهيم كان يعرفه جيداً كونهما من البلدة نفسها.

وقد حاول خالد مغادرة لبنان عبر البحر بطريقة غير شرعية، لكن الرقابة الأمنية الشديدة حالت دون ذلك، فأجرى سلسلة اتصالات مع قيادات في «داعش» من أجل تسهيل مهمة انتقاله من طرابلس الى عرسال، ومنها الى الرقة السورية، وخلال هذه الفترة سعت إحدى قريباته الى تأمين شقة له في محيط كلية الهندسة في شارع الأرز في القبة، عبر شخص يملك عدداً من الشقق السكنية في تلك المنطقة، واختبأ فيها الى أن يحين موعد انتقاله الى عرسال.

وعلمت «السفير» أن الفرع الفني في شعبة المعلومات نجح في الحصول على رقم الهاتف الخلوي الجديد الذي يستخدمه خالد فقط للتحدث مع عائلته، وتمكن من تحديد مكانه عبر رصد مكالماته. وقد عملت «المعلومات» قبل 48 ساعة على مراقبة المبنى الذي تقع فيه الشقة، وكانت الساعة الصفر عند الواحدة والنصف فجر أمس حيث وصلت القوة الضاربة الى المنطقة وضربت طوقاً أمنياً حول المبنى، وداهمت خالد في منزله بينما كان نائماً في فراشه، ففوجئ بالعناصر الأمنية ولم يتمكن من المقاومة.

وأشارت مصادر أمنية مطلعة الى أن خالد سيخضع للتحقيق المكثف من قبل المحققين في «شعبة المعلومات»، ثم سيصار الى التنسيق مع الجيش اللبناني الذي قد يتسلمه، اذا رغب ايضا في التحقيق معه على خلفية الجرائم التي تتابعها مخابرات الجيش ايضا.

وكانت «المعلومات» في قوى الأمن قد أوقفت كلاً من مؤمن هـ. وعبد الرحيم ح. بتهمة الإرهاب والمشاركة في معركة الأسواق ضد الجيش اللبناني، كما أوقف الأمن العام المدعو (م.ح) من الجنسية السورية لانتمائه الى تنظيم إرهابي واللبناني (ع.ج) لاشتراكه معه بنقل وإيواء إرهابيين مقابل مبالغ مالية. وبنتيجة التحقيق معهما، اعترف السوري بانتمائه الى حركة أحرار الشام وأنه قام بتكليف من السوري «أبو عبد الرحمن»، وهو قائد المجموعة المسلحة التي كان يقاتل في صفوفها، بتشكيل خلية ناشطة في مجال تأمين الدعم المالي واللوجستي وشراء أسلحة وذخائر حربية على أنواعها لمصلحة التنظيم المذكور، بالإضافة الى قيامه بالاشتراك مع اللبناني (ع.ج) بتهريب جرحى التنظيم بطرق غير شرعية الى لبنان بموجب هويات مزورة أو غير عائدة لهم ومعالجتهم وتسهيل فرارهم وتواريهم.

مواعيد سياسية

الى ذلك، يزدحم الأسبوع الحالي بالمواعيد السياسية، من حوار «حزب الله» ـ «تيار المستقبل» والحوار الوطني اللذين سيلتئمان اليوم في عين التينة، وصولا الى جلسة مجلس الوزراء المفترضة الخميس المقبل، والتي لا يزال تأمين نصابها السياسي يحتاج الى جهد إضافي، فيما أكد رئيس الحكومة تمام سلام أمام زواره امس، أنه يسعى فقط الى تفعيل عمل مجلس الوزراء في القضايا الإجرائية والتنفيذية العادية، أما القضايا السياسية والخلافية الكبيرة، ومنها ملء الشغور في المراكز العسكرية والأمنية والإدارية فهي متروكة لتوافق القوى السياسية.

وأكدت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ «السفير» أن موقفه لا يزال هو ذاته، وقد تم إبلاغه الى الرئيس نبيه بري وكل المعنيين، وفحواه أن «التيار الحر» يربط حضور الجلسات بوجود استعداد لمقاربة مسألة التعيينات الأمنية في المجلس العسكري للجيش وقيادة قوى الامن الداخلي، وتثبيت آلية اتخاذ القرار في مجلس الوزراء على قاعدة التوافق، وحتى الآن لم يحصل أي تطور جديد في المعالجة.

أما الرئيس بري، فقد قال أمام زواره إن حوار «حزب الله» - «المستقبل» سيُستأنف اليوم، وفق ما كان مقرراً، لافتاً الانتباه الى ان استمراره هو إنجاز بحد ذاته، في ظل الظروف الداخلية والإقليمية الصعبة المحيطة به، بمعزل عما إذا كان قادراً على تحقيق نتائج سياسية عملية ام لا، ملاحظا أن أجواء «الحزب» و «المستقبل» أصبحت أفضل خلال الساعات الماضية.

وأوضح بري أن المتحاورين سيناقشون خلال الجلسة ما يرونه مناسبا، لكن من المؤكد أنه سيتخللها عتاب بعد الحملات المتبادلة في الأيام الماضية، مرجحا أن يساهم لقاء اليوم في تنفيس الاحتقان الذي تزايد مؤخرا، على وقع التطورات المتلاحقة في المنطقة.

أما بالنسبة الى اجتماع «هيئة الحوار الوطني» اليوم ايضا، فقد أكد بري أنه سيركز خلاله على تفعيل عمل الحكومة، مشيرا الى أنه «ستتم مناقشة تحفظات بعض الأطراف حيال عقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس، وسأسعى الى معالجتها حتى تصبح الطريق سالكة وآمنة أمام الجلسة الحكومية».

وأكد بري أنه مع إجراء الانتخابات البلدية في موعدها المقرر في أيار المقبل، وهذا سبب إضافي لمعاودة اجتماعات مجلس الوزراء الذي يفترض به أن يضع الآليات والإجراءات الضرورية لتنظيم هذه الانتخابات.


النهار

"القوات" يبلّغ قوى 14 آذار ترشيحه عون

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "فيما ينتظر لبنان عاصفة مناخية متوقعة بعد اسبوع تحمل معها الثلوج الى علو منخفض، تهب عليه الرياح السياسية والمالية من كل حدب وصوب. وفيما تشلعت قوى 8 اذار وتواجهت برفضها "مبادرة" ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، هبت العاصفة مجدداً على قوى 14 اذار التي لم يقبل بعضها بالمبادرة فبادر الى ردة فعل غير متوقعة.

وعلمت "النهار" أن لقاء قيادياً لهذه القوى عقد مساء أمس بدعوة من رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة وحضره ممثلا "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان الذي أبلغ المجتمعين أن خيار "القوات" هو السير بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية مثلما كان خيار الرئيس سعد الحريري في ترشيح النائب فرنجية، داعياً الى التعامل مع هذا الخيار بهدوء. فكان جواب "المستقبل" أن التعامل مع فرنجية مختلف عن التعامل مع عون الذي يعني إعتماده خيار تسليم لبنان الى "حزب الله" وتالياً الى محور إيران، في حين ان أمر فرنجية مختلف ولن يذهب الى هذا المدى مع "حزب الله". وقد إتخذ ممثل الكتائب موقفاً مماثلاً لموقف "المستقبل".

وأنتهى الاجتماع الى تباين بين "القوات اللبنانية" وسائر مكونات 14 آذار. وأبلغت مصادر المجتمعين أن موقف الوزير جبران باسيل في القاهرة يؤثر سلباً على إمكان تبني ترشيح العماد عون، و"من المرجح أن يكون الاتجاه الغالب بعدما وضع الرئيس نبيه بري ترشيح فرنجية في الثلاجة أن يبقى ترشيح عون من دون إنطلاق على ان يتم تفعيل عمل الحكومة بالتي هي أحسن".

من جهة ثانية، برز موقف سعودي لافت من الاستحقاق الرئاسي نقله المتصلون بالرئيس ميشال سليمان الذي عاد من الرياض أمس بعدما التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، كما الرئيس سعد الحريري. وعلمت "النهار" ان الرئيس سليمان سمع في اللقاء مع الملك سلمان أن المملكة مع عدم إدخال ملف الرئاسة في لبنان في الصراع السعودي - الايراني، لكن المشكلة أن إيران لا تفصل الرئاسة في لبنان عن صراعها مع المملكة. وقد سمع سليمان ايضا من المسؤولين السعوديين ان التأخير في الهبة المخصصة للجيش ليس من الرياض وإنما لإسباب تقنية تتعلق بفرنسا ولبنان.

الحركة السياسية

واذا كان الاسبوع الطالع يشهد حركة سياسية تخرق الجمود الذي ساد منذ العطلة وتعطيل المبادرة الرئاسية، فانها لا تعكس بالضرورة تقدماً جدياً في مجمل الملفات العالقة اذ تجري حركة اتصالات واسعة لتذليل العقبات وخصوصاً من أمام جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، ويتم التركيز في الاتصالات مع "التيار الوطني الحر" على تعيينات ممكنة في المجلس العسكري من دون قيادة الجيش.

واذا كانت الانظار اتجهت الى القاهرة حيث انعقد اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب واعترض الوزير اللبناني جبران باسيل على البيان النهائي الذي وصف "حزب الله" بـ"الارهابي"، فان رئيس الوزراء تمام سلام أقفل الباب على الاجتهادات واطلاق المواقف فأكدت مصادره ان الموقف الذي أعلنه باسيل جاء بالتنسيق مع رئيس الوزراء وتم التفاهم عليه سلفاً.
وأفادت مصادر وزارية ان وزير الخارجية اضطر، في ظل الإصرار على ادراج بند ادانة "حزب الله"، الى الامتناع عن التصويت، نظراً الى ان الحزب عضو في الحكومة اللبنانية ونظرًا الى ما يرتبه مثل هذا القرار على الوضع الداخلي عموماً والحكومي خصوصاً.

الحكومة

اذ أمل رئيس الوزراء ان تنجح جلسة الخميس في إقرار البنود المدرجة بما يساعد على تسيير شؤون المواطنين، اكد لـ" النهار" حرصه على تحييد المجلس عن القضايا الخلافية، مشيراً الى ان قضايا الناس يجب ان تعالج وان الحلول للأزمات السياسية لم يكن يوما عبر الحكومة". ولفت الى ان البلاد مرت بظروف عدة مشابهة بينت انه ما دام الحل ليس في مجلس الوزراء، فلتترك الحكومة تعمل وتؤمن مصالح الناس والمؤسسات تلافيا للسقوط في إستحقاقات تتناول صدقية الدولة وسمعتها والتزاماتها.

وإذ كشف ان هناك أكثر من ٥٠٠ بند متراكم، قال انه اختار ١٤٠ بنداً لدرسها في الجلسة المقبلة، آملاً في ان تتمكن الحكومة من إنجاز كل الملفات المتراكمة لديها. واستبعد ان يمتنع فريق عن حضور الجلسة مشيرا الى ان مسؤولية الوزراء كما رئيس الوزراء القيام بواجباتهم تجاه الدولة ومؤسساتها والمواطنين. وعليهم ان يدركوا ان شل المجلس يترتب عليه ضرر كبير على البلاد في ظل المخاطر المحيطة بها".

وعن امكان طرح بنود من خارج جدول الاعمال وخصوصا بند التعيينات العسكرية او النفايات، قال سلام: "ان التوجه المبدئي الإلتزام جدول الاعمال. اما اذا ارتأى وزراء تناول موضوع يتسم بطابع الضرورة أو العجلة وكان ثمة توافق من الجميع على مناقشته فلا مانع، لكن المهم الا تخرج الجلسة عن روح النقاش البناء والتوافق".

وسئل هل الجلسة مؤشر لعودة الحكومة الى العمل، فأجاب: "آمل في ذلك، واعتماد التوافق في مقاربة العمل الحكومي يمكننا من العمل بشكل منتج وعملي فترة طويلة، وخصوصاً اذا أبقينا الأمور الخلافية خارجا".

وعلمت "النهار" من مصادر وزارية ان الطريق السالكة أمام عقد الجلسة العادية ليست كذلك أمام إقرار جدول أعمالها الذي يضم الى 140 بنداً 104 مراسيم عادية. وفيما يقوم الرئيس سلام بإتصالات من أجل التوافق على هذه البنود، تبيّن أنه نجح جزئيا لكنه لم يستطع إقناع مكونات المجلس بإقرار بنود تعتمد مبدأ التراضي وخصوصا بعد تجربة ترحيل النفايات التي ظهر أنها لم تنجح بدليل أن الشركة الهولندية لم تستطع حتى الان إيجاد جهة تستقبل النفايات مما يعيد الملف الى المربع الاول.

الحواران

ومن المتوقع ان تشكل جلستا الحوار الوطني ظهر اليوم، والحوار الثنائي مساء، كاسحة الغام أمام العمل الحكومي، اذ أكدت مصادر وزارية لـ "النهار" ان "الجميع باتوا مقتنعين بضرورة اعادة تفعيل العمل الحكومي ما دام الاستحقاق الرئاسي مؤجلاً".

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره ان حوار "حزب الله" و"تيار المستقبل" سيتواصل اليوم"وماشي وأهم شيء استمراره. أما بالنسبة الى المواضيع التي سيتناولها الطرفان فهذا يعود اليهما".

وتوقع تبادل العتب والملاحظات بينهما، لكنه لاحظ "ان الاجواء في اليومين الاخيرين كانت ايجابية واصبحت أفضل، وان اجتماعهما (اليوم) سيساهم في تنفيس الاحتقان". وهو الامر الذي اكده ايضا رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس السنيورة الذي قال"إن الأمور التي سمعناها وسببت تشنجاً وتوتراً ستكون مادة للبحث" (في إشارة إلى كلام النائب محمد رعد)، مؤكداً أن ليس "لا مصلحة لأحد في أن ترتفع نبرة الخطاب السياسي والتنكر لصيغة لبنان ولاتفاق الطائف".

المبادرة الرئاسية

أما المبادرة الرئاسية، فأجمع بري والسنيورة على استمرارها. فقال السنيورة إن الأفكار المتعلقة بمبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية لا تزال على الطاولة ولم تسحب ولكن أتت ظروف أخذت هذا الأمر بعيداً من الاهتمام. وأضاف أن أحد أسباب توقف التسوية هو موقف "حزب الله" الذي يضع شروطا كي لا تتم.
ورأى بري ان المبادرة الرئاسية لترشيح النائب سليمان فرنجيه التي قال عنها إنها في "الثلاجة"، لا تزال حية "لأن اصحابها لا يزالون يتمسكون بها". وسئل، وإذا أقدم الدكتور سمير جعجع على ترشيح العماد عون للرئاسة؟ أجاب: "لينزل الجميع الى البرلمان ومن يربح أهلاً وسهلاً به".



الأخبار

السعوديّة تحشد العرب والخليجيين ضد إيران

وكتبت الأخبار تقول "صوّبت السعودية سهام الجامعة العربية، أمس، إلى الجهة التي تريدها والتي تعمل على تأزيم الوضع معها، منذ أكثر من أسبوع، فقادت وزراء الخارجية العرب وراءها، لتُخرج منهم بيان إدانة لـ»الاعتداء الإيراني على السفارة السعودية في طهران»، على خلفية إعدام الشيخ السعودي نمر النمر".

لكن الإدانة التي سبقها تحشيد سعودي غير مسبوق، واجتماع لمجلس التعاون الخليجي في الرياض، خرقها الرفض اللبناني لشمول البيان حزب الله، لاتهامه بالتدخل في البحرين.

ودان وزراء الخارجية العرب في بيان، بشدة، ما وصفوه بـ»الاعتداءات» التي وقعت على مقارّ البعثة السعودية في إيران، وقالوا إنهم يرفضون قطعاً تدخل إيران في شؤون المملكة وشؤون أي دولة عربية أخرى. ودعا البيان، في ختام الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية، الذي عقد بناءً على طلب الرياض «التضامن الكامل» معها، إلى تشكيل مجموعة عمل تضم كلاً من الإمارات ومصر والكويت لعرض «التجاوزات الإيرانية» على الأمم المتحدة.

وشدّد وزراء الخارجية العرب على «دعم» جهود السعودية «في مكافحة الإرهاب، ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة»، كما أدانوا «تدخل إيران المستمر في الشؤون الداخلية للدول العربية على مدى العقود الماضية»، معتبرين أن «هذا النهج يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، كما يعتبر انتهاكاً لقواعد القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار». وندّد المجلس «بالتدخل الإيراني في الأزمة السورية، وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية»، وأيضاً «بتدخلات إيران في الشأن اليمني الداخلي، عبر دعمها للقوى المناهضة لحكومة اليمن الشرعية، وانعكاس ذلك سلباً على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة بشكل عام».

وفي السياق، ذكر وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد في ختام الاجتماع، أن «جميع الدول العربية وافقت على البيان الختامي الصادر عن وزراء الخارجية العرب»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «لبنان لم يوافق على هذا البيان، بعدما وردت فيه إدانة لتدخل حزب الله في البحرين».

من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في ختام الاجتماع، أنه «كان هناك إجماع ودعم كامل لموقف السعودية»، مشيراً إلى أن «ملاحظات كانت لدى العراق على البيان الذي أدان الاعتداءات، لكنه في الوقت ذاته أيّد البيان». وذكر العربي أن لبنان أيضاً كان «محرجاً بسبب كلمة حزب الله»، لأن «الحزب موجود في الحكومة».
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد عقدت اجتماعاً، السبت، في الرياض. وأعلن الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني أن «المجلس الوزاري الخليجي الاستثنائي، اتفق على وضع آلية فعالة لمواجهة التدخلات الإيرانية»، من دون أن يحدّد ماهية تلك الآلية.

وقال الزياني، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن مجلس التعاون الخليجي «دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ التدابير اللازمة، لإلزام إيران باحترام مبدأ حسن الجوار قولاً وعملاً، ووقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ووقف دعمها للإرهاب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها».


اللواء
سلام متفائل بجلسة الخميس .. والتهديدات على طاولة «المستقبل» - الحزب

بدورها كتبت اللواء تقول "التفهّم العربي لموقف لبنان في اجتماع مجلس الجامعة في القاهرة، أمس، والذي تمثّل بالإمتناع عن التصويت على البيان الختامي والذي «أدان الاعتداءات التي تعرّضت لها سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد»، محمّلاً إيران «مسؤولية ذلك»، ومؤكداً «وقوفه صفاً واحداً مع المملكة، وتأييده للقرارات والإجراءات التي اتخذتها لمحاربة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن وتقديمهم للقضاء»، كان يرمي إلى إعفاء لبنان من إضافة مشكلة جديدة كان يمكن أن تترتّب على موقف «قلّة الخبرة» الذي اتخذه وزير الخارجية جبران باسيل في ما خصّ القرار الصادر عن المجلس الوزاري العربي، حيث لم يكن من الضروري الامتناع عن التصويت بكامله، بحجة أنه يتضمن أن «مملكة البحرين أحبطت مخططاً إرهابياً لتنفيذ أعمال تفجيرية، وقبضت على عناصر خلية إرهابية جديدة تتلقى الدعم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني»، وهذا الأمر ليس بجديد، وفق مصدر ديبلوماسي عربي، حيث سبق للبحرين وأشارت أكثر من مرّة إلى هذا الموضوع".

وعزا الوزير باسيل الامتناع عن التصويت إلى أن الوفد الذي يرأسه اعترض على هذه العبارة، وربط «حزب الله» بأعمال إرهابية، فيما هو ممثّل في مجلس النواب ومجلس الوزراء، مطالباً بإزالتها من البيان، عملاً بسياسة النأي بالنفس.
وفيما حاول باسيل الإعلان «أننا أتينا إلى القاهرة للتضامن مع المملكة العربية السعودية ضد الاعتداء الذي تعرّضت له سفارتها وقنصليتها في إيران، وذلك التزاماً منا بالاتفاقيات الدولية»، فإن أوساط «التيار الوطني الحر» في بيروت اعتبرت أنه بهذا الموقف «إختار لبنان الوحدة الوطنية على التضامن العربي».

ولم يلقَ موقف باسيل الذي شكّل صدمة لدى أوساط قوى بارزة في 14 آذار إرتياحاً لدى هذه الأوساط باعتباره «تفرّد» برفض التوقيع على بيان الجامعة، وتحفّظ على رفض العرب تدخّل «حزب الله» في البحرين.

وأشار مصدر في كتلة «المستقبل» أن الكتلة ستدرس موقف باسيل في اجتماعها غداً، بانتظار أن تكون قد اطلعت تماماً على نص قرار الوزراء العرب وكلام باسيل، مع أن المصدر لاحظ أن باسيل إمتنع عن التصويت ولم يصوّت ضد القرار بما أتاح صدوره بالإجماع.

إلا أن أحد الوزراء توقّع أن يكون باسيل أعلم الرئيس تمام سلام بموقفه قبل إعلانه، نافياً أن يكون لديه معلومات أكثر من ذلك، فيما أشار مصدر وزاري آخر إلى أن الموقف اتخذ بالتنسيق مع رئيس الحكومة.

مجلس الوزراء

ومن المفترض أن يكون موقف لبنان خارج التجاذبات في مجلس الوزراء الخميس، إلا أن موقف باسيل سيشكّل ورقة ليقف حزب الله وراء «التيار الوطني الحر» في إثارة مطالبه الثلاثة في الجلسة، سواء حضرها الوزراء العونيون الثلاثة أم لا، في ضوء زيارة وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب إلى السراي اليوم أو غداً للإجتماع مع الرئيس سلام، وقرار التكتل في اجتماعه الثلاثاء، والذي سبق وأشارت إليه «اللواء» قبل يومين، علماً أن العماد ميشال عون يؤيّد تفعيل عمل الحكومة، مثلما أبلغه لوزير الداخلية نهاد المشنوق السبت.

وتتضمن مطالب التيار الثلاثة: ملف التعيينات العسكرية وآلية العمل الحكومي والتوافق على الملفات الرئيسية قبل الجلسة.

وفي اتصال مع «اللواء» أمل الوزير بوصعب أن يكون هناك تفاهم حول جلسة الخميس المقبل، وأشار إلى أنه في ضوء الايضاحات والتفاهمات المطلوبة والتي لم يُفصح عن مضمونها يتحدد مصير حضور الوزراء الثلاثة الجلسة، متسائلاً هل ستكون الجلسة منتجة أم لا؟

وعن إمكانية بحث هذه الإيضاحات في جلسة الحوار اليوم قال بوصعب «ليس من الضرورة أن تبحث هذه الايضاحات في جلسة الحوار، ولكن التفاهم ضروري قبل الجلسة ولا يزال هناك متسع من الوقت ليوم الخميس».

أما الرئيس سلام الذي استأنف استقبال المواطنين في دارته في المصيطبة أمس، فقد أكد على أهمية إنعقاد مجلس الوزراء لتسيير شؤون البلاد والعباد، لافتاً إلى أن معظم بنود جدول أعمال جلسة الخميس إدارية ومالية وحياتية، مشدداً على أن الأمور لا يجوز أن تستمر على ما هي عليه من تعطيل وشلل لمصالح النّاس الذين لا حول ولا قوة لهم خصوصاً في ظل الفراغ الرئاسي.

وبحسب زوّار المصيطبة، فإن الرئيس سلام شدّد على ضرورة حضور جميع مكوّنات الحكومة الجلسة المقبلة، معتبراً أن أعضاء الحكومة يمثلون بطبيعة الحال جميع فئات النّاس المعطَّلة أعمالهم، وأن التعطيل لا يشمل فئة أو طائفة أو مذهب بل يطال جميع اللبنانيين.

وسيرأس الرئيس سلام في الرابعة بعد ظهر اليوم إجتماعاً للجنة الوزارية المكلّفة متابعة ملف النازحين السوريين، والتي ستخصص لمناقشة تطوير ورقة العمل اللبنانية لجهة تحديد مجالات إنفاق الهبة التي ستُعطى للبنان في مؤتمر لندن للدول المانحة الذي سيعقد في الرابع من شباط المقبل.

مبادرة الحريري

وفيما شكّلت مخاطر الفراغ في رئاسة الجمهورية وضرورة إنهاء هذا الوضع الشاذ والخطير بانتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، عنوان اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري والرئيس السابق ميشال سليمان الذي يزور حالياً المملكة العربية السعودية، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، فإن رئيس تيّار «المستقبل» أطلع الرئيس سليمان على الاتصالات والجهود المبذولة لهذا الهدف، ومن ضمنها ترشيح النائب سليمان فرنجية، كان لافتاً للإنتباه تأكيد رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة بأن الأفكار المتعلقة بمبادرة الرئيس الحريري الرئاسية ما زالت موجودة على الطاولة ولم تُسحب، وإن كان أشار صراحة إلى أن موقف «حزب الله» الذي وضع شروطاً على هذه الأفكار هي التي أدّت إلى «فرملة» التسوية.

تجدر الإشارة إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز استقبل أمس الرئيس سليمان في قصر اليمامة في الرياض، والذي شدّد على الدور المحوري للمملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب والعمل الدؤوب على تجفيف منابعه، شاكراً للمملكة دعمها الدائم للمؤسسات الدستورية والأمنية في لبنان، ولا سيما الجيش اللبناني صاحب التجربة الفضلى في محاربة الإرهاب.

الحوار الثنائي والجامع

ولم تستبعد مصادر مطلعة، أن يتصدر موضوع رئاسة الجمهورية، جلسة الحوار الـ23 التي ستعقد مساء اليوم في عين التينة بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله»، بعدما قررت كتلة المستقبل معاودة هذا الحوار، وإن كانت كل المواقف والتصريحات التي أثارت بلبلة وتشنجاً بين الطرفين ستوضع على الطاولة وتكون مادة للبحث.

وأوضح مصدر في كتلة «المستقبل» لـ«اللواء» أن الكتلة اتخذت قرارها بالاستمرار في الحوار مع «حزب الله» ليل السبت، بعد مشاورات أجراها الرئيس الحريري مع الرئيس السنيورة وعدد من القيادات في التيار، على أن توضع على الطاولة كل مواقف الحزب التي أثارت توتراً مع «المستقبل» في إشارة إلى تصريحات النائبين محمّد رعد ونواف الموسوي.

ولفت المصدر إلى انه ليس سراً أن الموقف من جدوى استمرار الحوار مع الحزب كان موضع نقاش داخل الكتلة، بعد تصريحات رعد والموسوي، وانه جرى تقييم ايجابيات وسلبيات استمرار هذا الحوار أو وقفه، وتم تغليب الموقف الإيجابي على اساس ان البديل من الحوار هو المزيد من التوتر.

وحرص الرئيس السنيورة امام وفود صيداوية على وصف «حزب الله» بأنه شريك في الوطن، وهو جزء من هذا الوطن، مشيراً إلى انه ليس هناك من بديل سوى الانفتاح على بعضنا البعض، مع الإقرار بأن الاختلافات لا يجوز أن تتحول إلى خلافات.

وتتزامن جلسة الحوار الثنائي مع جلسة للحوار الجامع رقم 13 ستعقد ظهر اليوم في عين التينة، أمل الرئيس سلام أن تنتج ايجابيات، لكنه استدرك بانتظار ما ستؤول إليه هذه الجلسة، علماً أن موضوع تفعيل الحكومة سيكون احد موضوعات الحوار، من دون استبعاد ان يُصار إلى طرح موضوع ترحيل النفايات في ضوء الإشكالات التي رافقت تأخر الشركتين الهولندية والبريطانية في توقيع العقود مع مجلس الإنماء والإعمار، وامتناع الشركة الهولندية عن دفع الكفالة المالية، فضلاً عما تردد عن ترحيل النفايات إلى سيراليون التي تضم جالية لبنانية كبيرة، دفعت بالمسؤولين في هذا البلد الافريقي الى نفي هذا الموضوع جملة وتفصيلاً، والرئيس نبيه برّي الى توجيه ملاحظات للمسؤولين عن طريقة ادارة هذا الملف والتي اوصلت البلاد إلى الترحيل، مع انه كان في الإمكان «تدوير» النفايات المرحلة طالما ان 200 ألف طن الباقية في لبنان ستحتاج الى تدوير أيضاً.



البناء

الرياض تخسر جولة عزل طهران ديبلوماسياً خليجياً وعربياً وإسلامياً... ودولياً
تصويب سعودي من «الجامعة العربية» على المقاومة... ولبنان يعارض
حزب الله: من دافع عنهم سيخسر معهم... أمراء الخسران من اليمن إلى لبنان


صحيفة البناء كتبت تقول "توّجت السعودية ما بدأته غداة اغتيالها للشيخ نمر النمر، عبر حملتها التصعيدية ضدّ إيران، بلقاءين متتاليين لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ووزراء الخارجية العرب، أملاً بببلوغ عتبة الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية منظمة مؤتمر التعاون الإسلامي، تكون معه العلاقات الخليجية والعربية مع إيران في حال قطيعة، وصولاً إلى القطيعة الإسلامية التي تخرج إيران من المنظمة الإسلامية، كما أخرجت سورية من قبل من الجامعة العربية، والذهاب إلى مجلس الأمن الدولي بمشروع قرار إسلامي بتجميد رفع العقوبات على إيران، يحمله وزراء خارجية باكستان وتركيا والسعودية.

كما حمل وزيرا خارجية قطر والسعودية المشروع العربي ضدّ سورية قبل أربع سنوات، لكن الرياض بدأت تستشعر الخيبة والإحباط من الصدى الخليجي لدعوتها، ثم العربي، وبينهما موقف كلّ من تركيا وباكستان، كمؤشر هامّ لما سيكون الموقف الإسلامي، وقبل ذلك كله وبعده الموقف الأميركي القائم على ثلاثية الدعوة إلى التهدئة والتحذير من تخريب المسار السوري السياسي، والتمهيد لوضع الالتزامات التي تضمّنها التفاهم مع إيران حول ملفها النووي لجهة رفع العقوبات، وهو ما كانت تستهدف السعودية إجهاضة عبر حملتها، قيد التنفيذ.

انتقلت السعودية إلى الخطة البديلة التي رسمها تفاهم أميركي ـ «إسرائيلي»، عنوانها حصر الاشتباك بحزب الله، فصاغت أول بيان رسمي عربي يستهدف المقاومة اللبنانية ويتهمها بالإرهاب وسط صمت عربي مريب ومؤلم للبنانيين، ومسيء لكلّ التاريخ العربي في الصراع مع «إسرائيل»، ويدلّ على سقوط فلسطين نهائياً من القاموس العربي الرسمي، فلم يقف إلا لبنان معترضاً بلسان وزير خارجيته جبران باسيل، وبداعي الحفاظ على الوحدة الوطنية اللبنانية.

الزمن العربي الأسود الذي يصير فيه الدفاع عن المقاومة التي تشكل مصدر الفخر الوحيد للعرب في العصر الحديث، وتمثل بارقة الأمل الوحيدة أمام حروب الردّة والفتن، له مبرّر وحيد هو الحرص على الوحدة الوطنية لبنانياً، ويصير الصمت العربي فضيلة، من الجزائر إلى العراق، ومصر وفلطسين، هو زمن عربي يصنعه بنيامين نتنياهو، وهذا كاف ليعرف المواطن العربي والفلسطيني خصوصاً أنّ «إسرائيل» لم تشطب لفظياً كمصدر للخطر على الأمن القومي العربي، بل إنّ مفهوماً لهذا الأمن القومي يحمل توقيع نتنياهو صار هو السائد، ولا يعود مستغرباً فيه ان تصنّف إيران او روسيا في قائمة الأعداء بدلاً من «إسرائيل».

حزب الله المعني المباشر بهذا الهجوم، لم يفاجأ فهو يستشعر منذ مدة حرباً ضروساً تعدّ لاستهدافه، ويرى طلائعها بالإجراءات المتلاحقة لملاحقته وتقييده مالياً وإعلامياً وتصنيفه على لوائح الإرهاب، وتشكيل أحلاف وهمية للحرب على الإرهاب مهمّتها رصد قادته وكوادره وتتبّعهم، وتبادل المعلومات حولهم وصولاً إلى تسليمها لتل أبيب ليتمّ قتلهم كما حدث مع اغتيال الشهيد سمير القنطار بتنسيق تركي سعودي «إسرائيلي»، وحزب الله يستعدّ للمواجهة بثقة بتحقيق النصر، لكنه يرسم معادلة للشركاء اللبنانيين في هذه الحرب، كما قال رئيس مجلسه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، إنّ الذين يدافعون عن الملوك سيخسرون معهم، من اليمن إلى لبنان، وحزب الله برفع السقف أمام الاستهداف خارجياً وداخلياً بقي متمسكا بالمشاركة في كلّ مستويات الحوار التي تجمعه مع تيار المستقبل، الشريك اللبناني في الحملة التي تستهدفه، من الحوار الثنائي إلى هيئة الحوار الوطني، اللذين يشهدان اليوم جولة جديدة في عين التينة.

أسبوع حافل بالاستحقاقات

أسبوع حافل ومزدحم بالاستحقاقات الداخلية، أبرزها عودة هيئة الحوار الوطني اليوم إلى الانعقاد في عين التينة، بعد انقضاء عطلة الأعياد بحضور الأطراف المشاركة كافة، كما تعقد جلسة جديدة من الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل في ضوء تصعيد المواقف بين الجانبين، كما يشهد هذا الأسبوع جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل.

الملفات على الطاولة

وأكد عضو كتلة المستقبل النائب عمار الحوري لـ«البناء» أن «اتجاه المستقبل كان لعدم المشاركة في الحوار الثنائي اليوم، لكن حُسم الأمر أمس، بالمشاركة على قاعدة وضع الملفات المستجدة على الطاولة، لا سيما ما ورد على لسان عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عن الرئيس سعد الحريري وعن اتفاق الطائف وصلاحيات رئيس الحكومة، لأن هذا الكلام لا يخدم الحوار لا سيما وأن ليس تيار المستقبل مَن بدأ بالتصعيد بل حزب الله بدأه ضد السعودية، ما استدعى رد الحريري».

وأضاف حوري: «أن ما حصل في مضايا سيكون مدار بحث ونقاش مع حزب الله في الحوار، لا سيما أن ما يجري يولد التوتر والاحتقان على الساحة المحلية»، وأكد أن «طبيعة النقاش ستتشعب، لأن الوضع لم يعُد يحتمل في ظل ازدحام الملفات الخلافية وسيتم التطرق إلى تفعيل عمل الحكومة الذي يخفف من أزمات البلد واستمرار تغطية حزب الله للعماد ميشال عون بتعطيل الحكومة».

واستبعدت مصادر معنية فرط الحوار الثنائي، خصوصاً في هذه المرحلة الإقليمية الحساسة، وأكدت لـ«البناء» أن «طبيعة المتحاورين وأداءهم في جلسات الحوار السابقة، تمنع أي مشادات كلامية تؤدي إلى فرطه وانسحاب المشاركين»، لكن مصادر في «المستقبل» حذرت في حديث لـ«البناء» أن «الأخير سينسحب من الحوار إذا وجد أن مساوئ الحوار أكثر من فوائده»، ودعت إلى «عدم تحميل الحوار أكثر مما يحتمل، فهو محصور بعنوانين هما رئاسة الجمهورية وتخفيف التوتر المذهبي والحفاظ على الاستقرار الامني».

المشنوق من الرابية: الحريري صادق في مسعاه

واستكمالاً لجولته على القيادات السياسية تحضيراً للانتخابات البلدية، زار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق العماد ميشال عون في الرابية. وأوضح المشنوق بعد اللقاء أن «الرئيس سعد الحريري كان دوماً صادقاً في مسعاه لإجراء الانتخابات الرئاسية، وإلى اكتمال النصاب الدستوري، بحيث تصبح الصراعات السياسية داخل النظام، لا خارجه كما يجري الآن»، موضحاً أن «عون مقتنع بصدق مسعى الحريري الرئاسي، بصرف النظر عن مسألة التسمية والمرشح. وهو يعلم أن الأيام الصعبة تفترض المزيد من تفعيل العمل الحكومي». وأكد أن «وزارة الداخلية جاهزة ومستعدة لإجراء الانتخابات».

جلسة حكومية بحضور الجميع؟

حكومياً، عممت الأمانة العامة لمجلس الوزراء جدول أعمال الجلسة الحكومية، وضم 140 بنداً وأرفقت بجدول ضم 104 مراسيم عادية تحتاج الى تواقيع رئيس الحكومة والوزراء نيابة عن رئيس الجمهورية في ظل الشغور الرئاسي وعملاً بمضمون المادة 63 من الدستور.

ورجّح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«البناء» حضور جميع المكونات السياسية الجلسة، مضيفاً: «جميع البنود المدرجة على جدول الأعمال تطال مصلحة المواطنين المالية والحياتية، وبالتالي لا مصلحة لأحد بالتغيّب وتعطيل شؤون المواطنين الضرورية والحياتية من قبول هبات وصرف مستحقات وترقية موظفين وغيرها».

وأكد درباس تواصل الرئيس تمام سلام مع جميع مكونات الحكومة «لتذليل العقبات أمام حضورها للجلسة لا سيما وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله»، مشدداً على أن «سلام لن يتجه خلال الجلسة إلى عرض أي ملف على التصويت، بل سيسعى الى تأمين التوافق عليها قدر الإمكان وإذا لم ينجح سيعمل إلى تأجيلها إلى جلسات لاحقة».

لبنان يتمنّع في القاهرة

عربياً، رفض لبنان تأييد بيان وزراء الخارجية العرب، الذي صدر عقب الاجتماع الاستثنائي الذي دعت إليه الرياض، والذي عقد أمس في القاهرة.

وأشار وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إلى «أننا رفضنا ربط اسم حزب الله بالأعمال الإرهابية، ولذلك امتنعنا عن التصويت على بيان وزراء خارجية الجامعة العربية». وأوضح باسيل الى أن «لبنان اتخذ قرارًا بالابتعاد عن المشاكل في المنطقة من دون تعطيل الإجماع والتضامن العربي، مع إعطاء أولوية لوحدتنا الداخلية».

حزب الله: مَن دافع عن الملوك فسيخسر معهم

اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن «من اختار في لبنان في ظل هذه الانقسامات والأحوال أن يكون شريك الملوك والأمراء، ويضرب بسيفهم وينطق بأحقادهم وجهلهم وفتنهم، ويأكل من مالهم وعلى موائدهم، فيجب أن يعرف بكل وضوح أنه إذا خسر هؤلاء الملوك والأمراء فإنه سيخسر في لبنان، ونحن على ثقة تامّة بأن هؤلاء الأمراء والجهلة الذين لا ينضحون في معركتهم إلاّ بالحقد، ولا يستندون فيها إلى عقل أو منطق أو معرفة أو حتى سياسة، هم أمراء الخيبة والخسران من اليمن إلى لبنان».

مضايا: الحصار مستمرّ

يستمرّ حصار المسلحين لبلدة مضايا السورية في ظل انفضاح كل الصور الملفّقة والمركّبة التي تسوقها بعض وسائل الاعلام عن حصار الجيش السوري وحزب الله لأهالي البلدة، وأكد الأهالي في تقرير إخباري أجرته قناة «المنار» مع عدد منهم، أن «الأوضاع المعيشية صعبة للغاية والمسلحين يسيطرون على المواد الغذائية وعلى المعونات التي تدخل الى البلدة»، وأشاروا الى أن «المسلحين قاموا بتوزيع نصف كمية المعونات التي دخلت، ويبيعون النصف الآخر بأسعار خيالية».

وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن «انقلاب المسلحين على الاتفاق ومصادرتهم المواد التموينية التي دخلت في 18 تشرين الماضي التي كان من المفترض أن تكفي لثمانية أشهر، هو الذي أدى الى هذا الوضع المأسوي الذي تعيشه البلدة».

ولفتت المصادر إلى أن «قرى كفريا والفوعا ونبل والزهراء في وضع آمن نسبياً، وأهلها أقوى من قبل وقادرون على الدفاع عن أنفسهم ضد أي هجوم للمسلحين».

«أبو طلحة» في قبضة الأمن

أمنياً وفي إطار إنجازات الأجهزة الأمنية، نجحت القوى الأمنية أمس، في إلقاء القبض على العنصر الأساس في المجموعة الإرهابية التي نفّذت تفجيري برج البراجنة، والمدعو خ.ز. وهو لبناني من مواليد 1986 والملقب بـ «أبو طلحة»، في محلة القبّة بطرابلس شمال لبنان.

وأكدت قوى الأمن الداخلي في بيان أنها «نفذت عملية نوعية وأوقفت العنصر الأساس في المجموعة الإرهابية التي نفّذت تفجيري برج البراجنة».

وفي التفاصيل، فقد تمكنت القوة الضاربة في شعبة المعلومات من تطويق منطقة مشروع الحريري في منطقة القبة، بعد عملية رصد ومتابعة استمرت أسابيع، ثم داهمت منزل المطلوب خ. ز. بتهم متعلقة بالارهاب والانتماء لتنظيم إرهابي، وهو الرأس المدبر لعمليات التفجير والملقب بـ»أبو طلحة».

وأكدت مصادر أمنية لـ»البناء» أن «أبو طلحة هو رئيس الخلية «العنقودية» التي خططت لتفجير برج البراجنة ورئيسها التنفيذي والمشرف على التنفيذ الميداني وهو يتلقى الأوامر من قادة الإرهابيين في سورية والعراق».

وأشارت المصادر إلى أن «الخيوط التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية خلال الأسبوع الذي تلا العملية، هي خيوط بالغة الدلالة واحتفظت بها قوى الأمن الداخلي وتبادلت المعلومات مع استخبارات الجيش ومع جهاز الأمن العام وتوصّلت بالتنسيق بينها خلال الأسبوع الماضي إلى أن العملية نظمت وخططت وحضرت في طرابلس وأن رأس الخلية موجود أيضاً في طرابلس».

ولفتت المصادر إلى أن العملية «تعدّ إنجازاً أمنياً بامتياز ويصبّ في اتجاه تحصين الوضع الأمني في الداخل، إذ إن الخلايا الإرهابية المتخفية ستتخذ مزيداً من الحذر وستتقيد حركتها كي لا ينكشف أمرها».