22-11-2024 07:35 PM بتوقيت القدس المحتلة

من مضايا إلى شاشات الحقيقة... الصورة الحقيقية وصلت

من مضايا إلى شاشات الحقيقة... الصورة الحقيقية وصلت

ليس من الصعب أبدا معرفة حقيقة ما جرى في مضايا، فالغيمة السوداء المشغولة في مختبرات بعض وسائل الإعلام، سرعان ما زالت أمام كاميرات الإعلام الملتزم بنقل الحقيقة.

خليل موسى – مضايا


ليس من الصعب أبدا معرفة حقيقة ما جرى في مضايا، فالغيمة السوداء المشغولة في مختبرات بعض وسائل الإعلام، سرعان ما زالت أمام كاميرات الإعلام الملتزم بنقل الحقيقة، والطريق بات مفتوحاً لنقل الصورة الصحيحة.. أما مبدأ الكذب الكثير فمصيره التلاشي أمام حقيقة أن حبل الكذب قصير حتى ولو وصل من الرياض إلى مضايا.

ولم تجدِ نفعاً عملية البحث عن الهياكل العظمية التي أظهرها البعض على أنها حالات إنسانية تنتظر الموت في بلدة مضايا، وما وُجد من حالات الجوع فكان بسبب المسلحين الذين اعتزموا تنصيب أنفسهم زعماءً على حوالي 40 ألف مدني أجبرتهم الظروف البقاء ضمن بيوتهم، فما بين المشاهدات وشهادات أصحاب الشأن يصمت حديث من يقطن في بلدان لا علاقة لها إلا في صناعة الحروب وتأجيج الأزمات.

موقع المنار يجول فيما تيسر له من أطراف مضايا...

القصة كما رواها أهالي مضايا بإجماع الآلاف منهم أثبتت صحتها حقائب حزموها للهروب من بطش المسلحين، فقد أكد الأهالي معاناتهم من الجوع والتعب، ومن إرهاق نفسي فُرض عليهم جراء عوامل أجملوها بأن "المسلحين سرقوا ما وجدوه من مساعدات تم إدخالها المرة الماضية، وأن هؤلاء المسلحين قاموا فيما بعد باحتكار الطعام لأنفسهم وأسرهم، وبعدها بدأ الجشع يظهر بشكل واضح من خلال البيع بأسعار خيالية لا يمكن لأي من العوائل الموجودة أن تحصل ولو على كيلو واحد من الأرز.

الحطب والبيوت الباردة التي تحاول ان تنال قسطا من الدفء مشهدا بدى واضحا، ولكن كان هذا قبل بدء دخول المساعدات، فمنذ ساعات الصباح الباكر احتشد المدنيون عند أحد مداخل بلدتهم بانتظار الفرج "آملين كما عبر الكثير منهم ألا يسرقها المسلحون مرة أخرى"، والطوابير بقيت ممتلئة بالأهالي رغم انهمار المطر الذي بدأ من دخول القافلة الثالثة.
ولتجنب تكرار الأوضاع التي فرضها المسلحون بدأت القوائم تمتلئ بأسماء عائلات بكامل أفرادها بقصد الهروب من واقع مرير فرضه المسلحون عليهم، والمكان المقصود الاكثر امانا بالنسبة لهم هي أي مكان تكون السيطرة المباشرة فيه للدولة السورية فقط.

أما من لم يتجرأ على الخروج من المدنيين فإما تم منعه من قبل من حمل السلاح، أو انه لا يستطيع الخروج إلى أي مكان آخر لسوء أحواله المادية وعدم تمكنه من العيش خارج بلدته.

والغاية من منع المسلحين للناس من الذهاب خارج مضايا، فقد كان بقصد تحويل المدنيين إلى دروع بشرية، وذلك لتجنب أي مواجهة مباشرة مع الجش السوري والمقاومة التي تحيط بالبلدة وتنتظر خلوها من المدنيين بدء استعادة السيطرة عليها وإخراج المسلحين.

مشهد مثير للاهتمام..

بالرغم ما تم الترويج له من إشاعات كبيرة حول الحالة الإنسانية التي تبين عدم وجودها في مضايا، والتي تم الإعلان عنها في العديد من وسائل الإعلام والتواصل على أن حزب الله يحاصر البلدة إلى حدّ الموت جوعاً، وهذا حسب ما أضاف عليه مروجو الدعايات الملفقة، واختصاصيو البروباغندا يكون سببا كبيرا في أن احتمال طرد مراسل المنار من بين الحشود الإعلامية التي وصلت البلدة لمواكبة دخول المساعدات وتبيان حقيقة ما وزع من صور قيل أن مصدرها مضايا، إلا أن احتشاد الناس وانجذابهم إلى كاميرا المنار والحديث على الهواء مباشرة عن الاوضاع، كان الدليل القطعي الذي نفى ما روج عليه الحاقدون على المقاومة.

المساعدات وصلت وبدأت إزالة العوائق..

أربع شاحنات مليئة بالمواد الغذائية دخلت مضايا.. ولكن دخولها استهلك وقتا طويلا من النهار بسبب تأخرها عن كفريا والفوعة، فالعوائق التي يفرضها الإرهابيون أمام القوافل المتجهة الى مضايا أخرت الوصول ،هذا ما خالف في جوانب معينة الاتفاق بين الأطراف، حيث تولى العملية كل من الصليب الأحمر والأمم المتحدة، والهلال الأحمر العربي السوري، وسوف يتم استكمال بقية المساعدات يوم غد الثلاثاء، وذلك بموجب الاتفاق الذي ينص على إدخال المساعدات إلى مضايا، وإلى ما يقابلها أي  كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل بحر من التكفيريين شمال إدلب.