02-05-2024 06:39 AM بتوقيت القدس المحتلة

مسلحو "سلمى" والهروب الكبير..

مسلحو

"سقوط سلمى يعني سقوط جبل الاكراد" ، بهذه العبارة لخص أحد متزعمي الجماعات المسلحة الوضع الميداني في ريف اللاذقية الشمالي


حسين ملاح

"سقوط سلمى يعني سقوط جبل الاكراد" ، بهذه العبارة لخص أحد متزعمي الجماعات المسلحة الوضع الميداني في ريف اللاذقية الشمالي ، بعد التقدم السريع لوحدات الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني في المنطقة ، وتوغلهما داخل بلدة سلمى أهم معاقل مسلحي ريف اللاذقية.


كلمات تُخلص الواقع المأساوي للجماعات المسلحة في منطقة شاسعة تُعد ذات اهمية استراتيجية ، وهي اهمية دفعت المسلحين ورعاتهم الاقليميين من اتراك وسعوديين وقطريين ، الى الزج بمختلف ادواتهم في سعيهم للوصول الى شاطىء المتوسط عبر جبال اللاذقية ومن ثم التضييق على مدينة اللاذقية لما تحمله من أهمية عسكرية واستراتيجية ، فضلاً عن حماية مواقع المسلحين في سهل الغاب بريف حماه.

أهمية سلمى

سلمى هي بلدة ومصيف تتبع ناحية صلنفة في محافظة اللاذقية ، تبعد عن مدينة اللاذقية حوالي 48 كم وترتفع عن سطح البحر حوالي 800 مترا. وتتميز المنطقة بطبيعتها الخلابة ما جعلها من أهم المناطق السياحية السورية.موقعها الجغرافي المميز جعلها هدفاً للمسلحين الذين استولوا عليها عام 2012 بعد معارك عنيفة مع وحدات الجيش السوري ، الذي نفذ عملية اعادة تموضع في ظل هجمة غير مسبوقة على مواقعه لعبت فيها الاطراف الخارجية دوراً اساسياً في التسليح والتمويل فضلاً عن استجلاب عناصر اجنبية الى معركة ريف اللاذقية.

ومع الوقت تحولت سلمى الى المركز الاهم للجماعات المسلحة في المنطقة ، التي استُجلبت الى البلدة من مختلف الجنسيات والفصائل نعدد اهمها بحسب وسائل الاعلام التابعة للمسلحين:

1.جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في سوريا).

2."حركة أحرار الشام"

4."أنصار الشام"

5."الفرقة الأولى الساحلية" وتضم (لواء العاديات، واللواء الأول في الجبهة الغربية، ولواء العاصفة)

6."الفرقة الثانية الساحلية" وتضم (لواء مراد الرابع، و لواء مراد الأول، و يلدرم بيازيد)

7."الحزب التركستاني"

6.جماعات متعددة اخرى.

كثيرٌ من مسلحي تلك الجماعات هم من جنسيات تركية وصينية وشيشانية وبعض بلدان اسيا الوسطى والخليج، ما يعني ان الدول الممولة رمت بثقلها منذ الاشهر الاولى للأزمة السورية من أجل الاستيلاء على مواقع الجيش السوري في ريف اللاذقية ، بعد إيجاد ممرات تهريب واسعة نتيجة قرب المنطقة من جبل التركمان القريب من الحدود التركية.
وانطلاقاً من سلمى حاول المسلحون والداعمون لهم توسيع نطاق سيطرتهم باتجاه بقية القرى كـ"دورين" و" الزويك" وغمام وبرج زاهية وغيرها من المدن والمواقع في المنطقة ، وبالفعل استولى هؤلاء بفضل دعم تسليحي ومالي كبير على عدد من القرى والمواقع المدنية والعسكرية خلال الاشهر التي تلت الدخول الى سلمى عام (2012) .

الاستيلاء على عدد من مواقع جبل الاكراد تبعه محاولات مماثلة للمسلحين للتوغل في جبل التركمان انطلاقاً من منطقة ربيعة المعقل الاهم للجماعات المسلحة في الجبل. وابرز محاولة الجماعات المسلحة ومموليهم كانت في ربيع العام 2014 حين استولت تلك الجماعات على مدينة كسب قبل يستردها الجيش مع عدد من المواقع والمرتفعات الاستراتيجية.

الطريق الى سلمى

ومنذ ذاك الوقت ظلت المعارك في ريف اللاذقية بين كر وفر حتى قبل أقل من شهرين حينما شرعت وحدات الجيش وقوات الدفاع الوطني بعملية كبيرة بغطاء جوي ضد مواقع المسلحين فنجحت باسقاط خطوط الدفاع المسلحين عن بلدة سلمى الواحد تلو الاخر ، قبل ان يتمكن الجيش والدفاع الوطني من السيطرة على جبل النوبة وبرج القصب وقلعة كيدن وغيرها من المناطق ما جعلهم على تماس مباشر مع مواقع المسلحين في سلمى.

ورغم التحشيد الكبير للجماعات المسلحة من عديد وعتاد لوقف تقدم الجيش السوري والدفاع الوطني الا انها عجزت عن ذلك ، واستطاعت الوحدات المتقدمة من الدخول الى البلدة بعد السيطرة على تلة الهرمية وقلعة كفر دلبة المعروفة بـ" تلة الخزان" من الناحيتين الشمالية والشرقية ، ما كشف المسلحين الذين تناوبوا على تقاذف الاتهامات فيما بينهم بشأن المسؤولية عن الفشل في ارض المعركة.

مصادر ميدانية اكدت هروب المجموعات المسلحة من سلمى على وقع تقدم الجيش السوري بمؤازرة الدفاع الوطني  الى وسط البلدة قرب الجامع الكبير بعد السيطرة على برج السيرياتيل في ضاحية المدينة الشرقية. واوضحت المصادر ان الجيش يعمل على إستكمال السيطرة على الجزء المتبقي من المدينة التي تعد بحكم الساقطة عسكرياً، وتفكيك الأفخاخ والألغام التي خلفها المسلحون وراءهم.

سقوط مواقع الجماعات المسلحة في سلمى التي اطلق عليها المسلحون اسم "عاصمة الثورة" ، سيترك اثاراً هامة على سير المعارك في ريف اللاذقية وربما ريف حماه لاحقاً ، وهو ما دفع الجماعات المسلحة واطرافا خارجية داعمة لها الى اطلاق نداءات استغاثة تتخوف من "الخطر" التي يتهدد مواقع مسلحي سهل الغاب بريف حماه ، في حال نجح الجيش السوري باحكام قبضته على مرتفعات اللاذقية حيث يتواجد المسلحون والذين تتهاوى مواقعهم واحدة تلو الاخرى.