وأبدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا فئة الشباب والفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود، امتعاضا من قرار حرمانهم من المكالمات المجانية عبر التطبيقات الثلاثة رغم تسديدهم ثمن الاشتراك
خلف قرار شركات الاتصالات المغربية حظر المكالمات الصوتية والمرئية المجانية عبر تطبيقات "واتساب" و"فايبر" و"سكايب" موجة غضب واستياء عارمة بين المغاربة داخل البلاد وخارجها. ففي أول أيام العام الجديد فوجئ مستخدمو تلك التطبيقات بتوقفها عن الخدمة دون سابق إنذار.
وبعد يومين من الارتباك خرجت الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، الجهة الرسمية المكلفة بمنح تراخيص استغلال شبكات الاتصالات في البلاد، ببيان تؤكد فيه قرار حجبها لتلك الخدمة عبر التطبيقات الثلاثة بدعوى أن هذه الأخيرة "تُلحق خسارة بشركات الاتصالات الوطنية ولا تخضع لنظام الترخيص ولا تستوفي الشروط الضرورية ولا تطابق النصوص التنظيمية الجاري بها العمل."
وطبقا لإحصائيات غير رسمية فقد تراجع رقم معاملات شركات الاتصالات في المغرب بأكثر من 30% بسبب إقبال المغاربة على استعمال خدمات تطبيقات "واتساب" و"فايبر" و"سكايب" المجانية.
وأبدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا فئة الشباب والفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود، امتعاضا من قرار حرمانهم من المكالمات المجانية عبر التطبيقات الثلاثة رغم تسديدهم ثمن الاشتراك في الإنترنت لشركات الاتصالات، خصوصا وأنه يحرم آلاف الأسر المغربية، التي يقيم أقارب لها في بلدان أجنبية، من التواصل معهم بالصوت والصورة.
وطالب نشطاء ومختصون مغاربة في الأمن المعلوماتي مستخدمي تلك الخدمات ورواد الشبكة العنكبوتية بمقاطعة الشركات الثلاث المعنية دفعة واحدة بسبب ما اعتبروه "اعتداء على حقهم" في استغلال تلك التطبيقات الذكية. كما أطلقوا عريضة إلكترونية تندد بالقرار، وطالبوا الشركات المغربية بالعودة عنه.
ويرى محللون أن وراء حظر دول عربية، مثل المغرب والسعودية ومصر والإمارات والكويت ولبنان وغيرها، المكالمات الصوتية والمرئية المجانية عبر الانترنت أسباب مادية وأخرى أمنية. فمن جهة يعمل هذا الإجراء على حماية الشركات الوطنية التي قد تتراجع مداخيلها جراء منافسة الانترنت. ومن جهة أخرى يظل التواصل عبر تلك التطبيقات خارج رقابة الدولة في زمن تواجه فيه تحديات أمنية كبرى.
وانتقد توفيق بوعشرين، رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم المغربية، قرار حظر المكالمات المجانية عبر الانترنت، في افتتاحية بعنوان: "انتهى الكلام" ووصفه بأنه "غبي وجبان وسلطوي" وأضاف: "غبي: لأن التطبيقات المحظورة ستلتف على قرار المنع بطرق جديدة... جبان: لأنه خضع لضغط شركات الاتصالات الكبرى التي لم تطور خدماتها لتتكيف مع التحولات التي يعرفها قطاع الاتصالات في العالم في زمن العولمة... سلطوي: لأن الوكالة انحازت إلى الاقتصاد التقليدي على حساب الاقتصاد الرقمي الحديث وتصرفت بأسلوب سلطوي لا تعرف الإدارة المغربية سواه - المنع ."