07-02-2025 04:40 PM بتوقيت القدس المحتلة

صالح يوقع على المبادرة الخليجية.. هل تنتهي الأزمة؟

صالح يوقع على المبادرة الخليجية.. هل تنتهي الأزمة؟

أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح،استعداده للشراكة والتعاون لإنجاح تطبيق المبادرة الخليجية، بينماأكد الشباب المحتجون المعتصمون في ساحة التغيير رفضهم لاتفاق نقل السلطة واصرارهم على محاكمة صالح

 في الثالث من شباط /فبراير انطلقت الثورة اليمنية المطالبة بتنحي الرئيس على عبد الله صالح. بعدها، دخلت اليمن في حقبة من الإحتجاجات والمواجهات بين الثوار والقوى الأمنية التابعة لصالح وكذلك اليمنيين الموالين له. البلاد التي تشهد أيضاً مواجهات مع أنصار تنظيم القاعدة في بعض المحافظات، وقع رئيسها على المبادرة الخليجية التي تمّ طرحها قبل تعرضه لمحاولة اغتيال مطلع حزيران/ يونيو. فهل تنتهي الأزمة؟


  

صالح يوقع ويصف الثورة بالإنقلاب


أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، خلال مراسم توقيع اتفاق من شأنه إنها الأزمة في البلاد، استعداده للشراكة والتعاون لإنجاح تطبيق المبادرة الخليجية. وأضاف صالح "ليس المهم هو التوقيع على المبادرة إنما حسن النوايا وبدء العمل والإستعداد لشراكة حقيقية لبناء ما خلفته الأزمة، وسأتعاون مع الحكومة المقبلة لإنجاح المبادرة". وندد صالح بالحركة الاحتجاجية قائلاً إن "الانقلاب القائم منذ عشرة أشهر زهقت فيه أرواح أكثر من 1150 من العسكريين والقوات المسلحة والمدنيين، بهدف الوصول الى السلطة".
  

وتساءل صالح "لماذا لم نبدأ منذ وقت مبكر قبل زهق الأرواح ونبحث في الشراكة، ها نحن اليوم نرحب بها مع المعارضة في شراكة لإدارة البلاد وإعادة بناء ما خلفته الأزمة". وأشار صالح الى "المؤامرة الكبيرة وأستطيع القول الفضيحة التي حدثت في جامع دار  الرئاسة بصنعاء، لقد كان الصهاينة أهون منا نحن في الدول العربية والإسلامية عندما عقدوا العزم على تصفية الشيخ أحمد ياسين وتركوه حتى خرج من الجامع ليقتلوه". ويشير صالح بذلك الى تعرضه لمحاولة اغتيال مطلع حزيران/يونيو الماضي أثناء صلاة الجمعة في مسجد القصر الرئاسي. وندد ب"ثقافة دخيلة على وطننا العربي وهي رياح هبت من المغرب الى المشرق، إنها ثقافة تأثيريه وليست ثقافة برامجية أو أجندة خاصة بالمنطقة، لكنها أجندة خارجية ننفذها نحن العرب والمسلمين". ووقع صالح على المبادرة الخليجية بحضور الملك عبدالله بن عبد العزيز وكبار الأمراء في العائلة المالكة.

العاهل السعودي: إنها صفحة جديدة في تاريخ اليمن

بدوره، أكد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أن" صفحة جديدة تبدأ اليوم في تاريخ اليمن". وأضاف الملك مخاطباً القادة اليمنيين بحضور وزراء خارجية دول خليجية "اليوم تبدأ صفحة جديدة من تاريخكم تحتاج منكم اليقظة وإدراك المصالح وتحقيق أهداف الحرية بكل أشكالها لا يمكن لها أن تستقيم دون مسؤولية". وحذّر الملك الشعب اليمني من الخلافات لأن "النتيجة لذلك هي الفوضى في متاهات لا يعلمها إلا الله"، داعياً اياهم الى نسيان الماضي والتسامح. وأكد العاهل السعودي أن بلاده ستبقى" عوناً لكم كما كانت في الماضي وهذا يستدعي منكم مواجهة التحديات القائمة بحكمة وصدق وشفافية، وليكن طريقكم الى ذلك الصبر والعمل وبدون ذلك لا مجال لتحقيق آمالكم وطموحاتكم".
  
   كما وقع المبادرة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد كون بلاده ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي. وبعيد التوقيع، قام ممثلون عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن والمعارضة بالتوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة. وبموجب هذه الآلية التنفيذية، يسلّم صالح صلاحياته الى نائبه عبد ربه منصور هادي ويبقى رئيساً شرفياً لمدة تسعين يوماً، على أن تشكّل حكومة وحدة وطنية برئاسة شخصية من المعارضة. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل توقيع الإتفاق بقليل، أن الرئيس اليمني سيتوجه الى نيويورك لتلقي العلاج الطبي بعد توقيع اتفاق نقل السلطة.


المعتصمون في ساحة التغيير يرفضون الإتفاق ويدعون إلى مسيرة مليونية


من جهة ثانية، أكد الشباب المحتجون المعتصمون في ساحة التغيير في صنعاء رفضهم لاتفاق نقل السلطة واصرارهم على محاكمة الرئيس علي عبدالله صالح. ودعا المسؤول الاعلامي في اللجنة التنظيمية لشباب الثورة وليد العماري الى "مسيرة مليونية تصعيدية لرفض التوقيع على المبادرة الخليجية" التي قال إنها لا تعني الشباب. وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس أن حالة من الغليان تسود ساحة التغيير منذ التوقيع في الرياض على اتفاق نقل السلطة الذي يمنح الرئيس اليمني خروجاً مشرفاً وحصانة من الملاحقة القانونية. وقال العماري إن "المبادرة الخليجية لا تعنينا ولن نتزحزح من الساحات حتى يتم تحقيق كامل أهداف الثورة التي خرجنا من أجلها وخصوصاً محاكمة صالح وبقايا النظام".