التقرير الصحفي ليوم الخميس 24/11/2011
عناوين الصحف
ثورة مصر تجدّد شبابها في الميدان ... والانتخابات في المجهول
وزراء جنبلاط: الاستقالة إذا سقط التمويل.. الحكومة تخالف حزب الله في "استدعاء" كونيللي
الخارجية تستدعي كونللي والأمن اللبناني يفتقد الـ«سي آي إيه» «سي آي إيه» في بيروت: الرقم المطلوب غير متوافر حالياً
أوباما وساركوزي يذكّران لبنان بواجباته تجاه العدالة.. وساعة حقيقة التمويل دقّت..الحريري يدعو لأوسع مشاركة في مهرجان طرابلس: لا استقلال من دون دولة حقيقية
الرئيس ميقاتي أمام مأزق التمويل
هل تنعقد الجلسة أم يطير النصاب ؟
ميريام الاشقر ضحية جريمة مروعة
لبنان يتقدم 35 مركزا في ترتيب الفيفا
صالح وقع اتفاق نقل السلطة
البحرين : التعذيب مورس ضد المعتقلين
الإعداد لسيناريو يتيح مخرجاً لتمويل المحكمة
مخرج التمويل ضبابي ومهرجان طرابلس مفصلي.. أوباما وساركوزي يذكران لبنان بالتزاماته
ميقاتي يواجه ضغوط المحكمة و"حزب الله"..إستقالة هادئة أم إعتكاف طويل؟..
إهتمام "غربي" بحقيقة إنفجار صدّيقين وعوكر لا جواب لديها حول إستيضاح التجسس
حول انفجار صديقين
- النهار: رواية أميركية عن انفجار صديقين: طائرة بلا طيّار أُسقطت قصداً مسؤولة عنه
كشف الصحافي الأميركي اليهودي ريتشارد سيلفرشتاين ان شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية "أمان" هي المسؤولة عن الانفجار الضخم الذي اعلن عنه في مخزن للذخيرة لـ"حزب الله" في خلّة صالح بين صديقين وجبال البطم (قضاء صور)، بعدما نقلت اليه طائرة استطلاع اسرائيلية اسقطتها أخيراً وكانت بمثابة "حصان طروادة".ونقل سيلفرشتاين في تقرير نشر أمس على موقعه الالكتروني عن مصدر اسرائيلي لديه تجربة عسكرية كبيرة، أن "أمان" نجحت في خداع "حزب الله"، اذ سمحت عن قصد بسقوط طائرة استطلاع اسرائيلية في جنوب لبنان، سحبها مقاتلو الحزب الى مخزن حيث بقيت مدة قبل أن يجري تفجيرها.وقال المصدر ان الطائرة الاسرائيلية اختفت عن رادارات قوات "اليونيفيل" لدى وصولها الى منطقة وادي الحجير. وأشار الى أن "حزب الله" يسعى الى معرفة الاشارات التي يمكن من خلالها التحكم بطائرة الاستطلاع. "لذا، عندما عثر مقاتلوه على هذه الطائرة ظنوا انهم اكتشفوا مفتاح النجاح وجرّتهم "أمان" الى شباكها". ونقلت الطائرة الى مخزن ذخيرة ضخم، قبل أن تسارع "أمان" الى تفجيرها مما أحدث انفجاراً هائلاً.وتوقع سيلفرشتاين أن يكون الانفجار شكّل "صفعة" كبيرة للحزب، إذ إنه نظراً الى حجمه، يرجّح أن تكون كمية كبيرة من الأسلحة قد دمّرت، معتبراً أن مقاتليه ارتكبوا خطأ مميتاً استغلته القوات الاسرائيلية.وأشار الى أن الانفجار يعدّ أيضاً مصدر احراج للحزب وخصوصاً أن مخزن الذخيرة يقع جنوب نهر الليطاني، وهي منطقة يمنع فيها التسلّح، الأمر الذي يعني أن الحزب انتهك القرار الدولي 1701. وكان مراسل "النهار" في صور أفاد أن انفجاراً دوى ليل الثلثاء – الاربعاء وتردّدت اصداؤه في أكثر من مكان في القطاع الغربي، وتباينت الروايات في أسبابه، ومنها أنه حصل في مستودع ذخيرة او ما شابه.
قيادة الجيش
وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً جاء فيه: “الساعة 12:45 ليل أمس، سمع دوي انفجار في منطقة حرجية في خراج بلدة صديقين. على أثر ذلك توجهت وحدة من الجيش الى المنطقة المذكورة وقامت بعملية تفتيش واسعة طوال الليل وقبل ظهر اليوم (أمس) من دون العثور على اي شيء، وخصوصاً ان الانفجار لم يتسبب بأي آثار ظاهرة للعيان، مما يرجّح ان يكون ما حصل ناتجاً من انفجار لغم او قنبلة عنقودية من مخلفات الاتداءات الاسرائيلية".
الحزب ينفي
وأصدر حزب الله البيان الآتي:"إن ما جرى تداوله في وسائل الاعلام عن الانفجار في محيط صديقين، وأن له علاقة بمخزن او مركز لحزب الله، لا أساس له من الصحة على الاطلاق".
"اليونيفيل"
ونفى نائب الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" اندريا تيننتي في تصريح المعلومات التي تحدثت عن ارسال "اليونيفيل" فريقاً منها للكشف على موقع الانفجار، مشيراً الى "ان اليونيفيل لا تملك معطيات او معلومات عن ذلك، وهي على تواصل دائم مع الجيش اللبناني".
حول استدعاء السفيرة كونيللي
- السفير:..التجسس الأميركي: لبنان يستوضح ... وإسرائيل قلقة
استأثرت المعلومات الأميركية حول الضربة التي تلقتها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في لبنان على أيدي أمن المقاومة بالاهتمام على أكثر من مستوى، وذلك من زاويتين: الاولى تتعلق بالانكشاف الحسي لحجم الاستباحة الأميركية للسيادة اللبنانية عن طريق التجسس، والثانية تتصل بتطور قدرات المقاومة الى حد جعلها قادرة على مقارعة الأدمغة الاميركية والاسرائيلية في أصعب الحروب الامنية والمخابراتية. وفي حين قرر مجلس الوزراء خلال جلسته أمس الطلب من وزير الخارجية استيضاح السفيرة الاميركية مورا كونيللي حول حقيقة الأنباء المتصلة بالتجسس في لبنان، أبدت أوساط إسرائيلية قلقها من «الضربة القاسية» التي تلقتها الاستخبارات الأميركية، فيما يُتوقع ان يتطرق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى هذه القضية في إطلالته المقررة السبت المقبل لمناسبة أول أيام عاشوراء...
جلسة.. التجسس
وكانت قضية «التجسس الأميركي» قد فرضت ذاتها على طاولة جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت أمس في السرايا الحكومية، حيث أثار الوزيران حسين الحاج حسن ومحمد فنيش المعلومات التي تشير الى اعتراف الاستخبارات الاميركية بالتجسس في لبنان، وطالبا مجلس الوزراء بموقف من هذا الامر، خصوصا أنه يمس السيادة الوطنية ويعرض لبنان لمخاطر شتى. وفيما التزم بعض الوزراء بالصمت، اقترح البعض الآخر استدعاء
السفيرة كونيللي وإبلاغها احتجاج لبنان الشديد اللهجة على الخرق الاستخباراتي لسيادته، مشيرين الى ان جريمة التجسس الاميركية لا يجوز ان تمر، وهي تعبر عن اعتداء سافر ووقح على السيادة اللبنانية، باعتراف الاميركيين أنفسهم. وناقش عدد من الوزراء الإجراءات الواجب اتخاذها في مثل هذه الحال، وهل يجب استدعاء السفيرة الأميركية لإبلاغها بموقف حازم، أم ينبغي الاكتفاء بطلب إيضاحات منها، فتقرر بناء لطلب الرئيس ميقاتي استيضاح السفيرة الاميركية صحة المعلومات المنشورة عن اعتراف اميركي بالتجسس، على قاعدة ان ما نشر بهذا الصدد يستند حتى الآن الى مصادر إعلامية وليس الى إقرار أميركي رسمي.
وبينما أبلغت مصادر وزارية «السفير» ان البحث في هذا الموضوع لم يستغرق وقتا طويلا وأنه نوقش في أجواء هادئة، بدت أوساط ميقاتي حريصة على التأكيد ان ما تقرر ليس استدعاء كونيللي بل التدقيق معها في شأن المعلومات الصحافية المنشورة حول التجسس الأميركي في لبنان. وكان وزير الاعلام وليد الداعوق قد صرح بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، ان الحكومة طلبت من وزير الخارجية عدنان منصور استيضاح السفيرة الاميركية كونيللي، من ضمن الاصول الدبلوماسية، حول ما ذكرته بعض الانباء الصحافية عن خرق استخباراتي اميركي. من جهته، رأى رئيس لجنة الإعلام النيابية النائب حسن فضل الله خلال مؤتمر صحافي، «ان المحطة الاستخباراتية لـ«سي آي ايه»، تتخذ من السفارة الاميركية مقرا لها، ويديرها ضباط اميركيون ينتحلون الصفة الدبلوماسية ويتنقلون بسيارات دبلوماسية». وقال: ان الحكومة مدعوة وبسرعة الى اتخاذ الاجراءات الامنية والقانونية لوقف هذا الاعتداء التجسسي، وإيقاف هذه المحطة عن العمل، وتفكيك منشآتها التي ربما يكون من بينها أجهزة التنصت. واعتبر ان هذا التجسس لا يقل خطورة عن التجسس الاسرائيلي بل هو مكمل له، لذلك يجب تجريم التعامل مع «السي آي ايه» مثل التعامل مع «الموساد».
الصدى الإسرائيلي
في هذا الوقت، انعكست الضربة التي تلقتها البنية الاستخباراتية الاميركية في لبنان سلبا على الأوساط الاسرائيلية، وأشار معلق الشؤون الأمنية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» رونين بيرغمان إلى أن أحدا في إسرائيل لا يفرك يديه ارتياحا جراء الارتباك الذي أصاب الأميركيين، إثر الإعلان عن كشف عملاء الاستخبارات المركزية في لبنان.
واعتبرت «يديعوت» أن الضربة التي منيت بها الاستخبارات الأميركية في لبنان كانت قاسية، وأن أميركا باتت تخشى على حياة من تم اعتقالهم، وأن لديها تقديرات أنه تم إعدام بعض من جرى ضبطهم. ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباراتي أميركي قوله للشبكة الأميركية «إننا كنا مهملين وكسالى، وأصبحنا نتحسس خطواتنا في الظلام». وأشارت إلى أن تعامل الاستخبارات الأميركية مع عملية جمع المعلومات من مخبريها في لبنان كانت تتم بشكل مهمل وأحيانا باستهتار، حيث حدد ضباط الاستخبارات اسم الشيفرة لنقاط الالتقاء بالعملاء «بيتزا»، ولم يتطلب الأمر من رجال الأمن الوقائي في «حزب الله» جهدا كبيرا ليفهموا أن المقصود هو فرع لـ«بيتزا هات» في بيروت، حيث التقط عناصر الحزب ممن يتابعون الأمر كلمة السر هذه، فنصبوا كمائن قرب مطعم الـ«بيتزا» وتم اعتقال معظم العملاء. وقال مسؤول استخباراتي رفيع المستوى انه كان من الخطأ اللقاء في مكان واحد مع مثل هذا العدد الكبير من العملاء. لقد كان ضباط الاستخبارات يعلمون أنهم يخضعون للرقابة. وقد أبلغوا عملاءهم أن في لبنان برامج خاصة للتنصت على الأجهزة الهاتفية الخلوية، وهي برامج سبق للولايات المتحدة نفسها أن زودت بها الجيش اللبناني. ومن المؤكد أن حزب الله ربما قد وضع يده عليها. ..
- النهار: رواية التجسس
..لم تمر الجلسة العادية لمجلس الوزراء أمس بسلام، اذ اخترقتها بلبلة معلنة تحت انظار الصحافيين وعدسات الكاميرات التلفزيونية في تناقض واضح بين حزب الله ورئاسة الحكومة اكتسب مدلولات سياسية وديبلوماسية. فقد بادر وزير الزراعة حسين الحاج حسين بعيد افتتاح الجلسة الى الخروج من قاعة الجلسات، ليعلن للصحافيين ان مجلس الوزراء "قرر استدعاء السفيرة الاميركية وسؤالها" عن موضوع "التجسس الاميركي في عوكر على اللبنانيين والمقاومة".وافادت مصادر وزارية ان مجلس الوزراء استغرب تفرد الوزير الحاج حسن بهذه الخطوة بعدما بدأت ترد عليه معلومات تباعاً عما صرح به وخصوصا من حيث قوله ان مجلس الوزراء طلب من وزير الخارجية استدعاء السفيرة ومتابعة الملف. واسترعى الانتباه ان وزير الخارجية عدنان منصور سئل بعد الجلسة هل سيستدعي السفيرة ام سيستوضحها، فاجاب: "ليس هناك استدعاء ولا استيضاح". ولفت الى "ان هناك محضراً للجلسة يمكن الرجوع اليه".والواقع ان البيان الرسمي لمجلس الوزراء الذي تلاه وزير الاعلام وليد الداعوق خلا من اي اشارة الى هذا الموضوع. لكن الداعوق اوضح في رده على اسئلة الصحافيين انه "لم يكن هناك استدعاء بالمعنى الحقيقي وان الرئيس ميقاتي طلب من وزير الخارجية الحصول على معلومات من السفيرة الاميركية عن صحة المعلومات الصحافية التي تحدثت عن هذا الموضوع ونحن ندرك جميعاً انها ليست سوى انباء صحافية لا نعلم مصدرها (...) وسيتم التحقق من صحتها حسب الاصول الديبلوماسية"..
- النهار عباس الصباغ: الموسوي لـ"النهار": المقاومة انتصرت على "السي آي إي".. يجمعون المعلومات لإسرائيل ولتتحمّل الحكومة مسؤولياتها
بعدما سجل حزب الله انجازاً لافتاً في مواجهته الحرب الاستخباراتية وتفكيكه شبكات التجسس الاسرائيلية، وجه ضربة قاسية لوكالة الاستخبارات الاميركية حسب اعترافات شخصيات اميركية رفيعة ترفض الافصاح عن هويتها، وهذا ما يؤكده عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي في مقابلة مع "النهار"، والتي دعا خلالها اللبنانيين الى "مشاركة المقاومة في انجازها ونصرها، وفي الوقت عينه دعا الحكومة اللبنانية الى اعادة النظر في الاتفاقات الامنية مع الولايات المتحدة.
ورأى ان "حزب الله" سجل انجازاً جديداً في كشف العديد من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الذين عملوا على جمع المعلومات تلبية للمطالب الاسرائيلية، علماً ان عالم الاستخبارات يقوم على مبدأ مفاده ان كل جهة تجمع المعلومات لمصلحتها ولا تتجسس لأي جهة اخرى، لكننا امام واقع مختلف عندما تتعلق الامور بالاميركيين ومصالح اسرائيل. وان المعلومات التي جمعها الاميركيون كان يسعى للوصول اليها الاسرائيليون، لكنهم اخفقوا فاستعانوا بالاميركيين الذين فشلوا بدورهم، وبالتالي نحن امام مرحلة انتهاء الزمن السيادي الاستخباراتي الاسرائيلي في لبنان، وفي الوقت عينه امام شراكة عملانية وميدانية بين المخابرات الاميركية والاسرائيلية، وهذا يعني ان من يتجسس لمصلحة "سي اي اي" تماماً مثل من يتجسس لاسرائيل، ومن هنا بات مطلوباً معاملة هؤلاء المخبرين على قدم المساواة امام القضاء اللبناني". واكد ان الاهداف التي كانت تجمعها الاستخبارات الاميركية هي لخدمة العدو، وكثير من الموارد الاستخباراتية في حرب تموز 2006 جمعها الاسرائيلي عبر الاميركيين، لكن نحن في"حزب الله" اقفلنا الطريق امام الاسرائيلي، واليوم امام الاميركي الذي يكاد يصاب بالعمى ازاء فشل عمله الاستخباراتي بعد ان استطعنا منازلته وتحقيق النصر على اكبر وكالة استخباراتية في العالم ويجب على كل وطني الفخر بهذا الانجاز والتمييز بين الاختلاف السياسي والتجنيد المخابراتي لخدمة العدو، وندعو الى اعادة النظر في الاتفاقات الموقعة بين حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة والولايات المتحدة في العامين 2006 و2007 والتي تشكل تهديداً للامن القومي اللبناني والامن القومي العربي في مواجهة اسرائيل، ولا ينبغي ان نتعامل مع الاميركيين على قاعدة انهم اصدقاء بعدما تبين حجم اختراقهم لبلدنا".ولاحظ ان الاميركيين "عملوا على اختراق المقاومة اما مباشرة واما عبر حلقات مختلفة، وكانت بنية المقاومة برمتها مستهدفة بالاختراق الاميركي وكذلك الاسرائيلي، رغم الاستسهال في التعامل مع الخرق الاميركي. ومن هنا ندعو الحكومة اللبنانية الى تحمل مسؤولياتها في هذا المجال، مع التذكير بأن السفير الاميركي الاسبق في لبنان اعترف بانفاق 600 مليون دولار على الحرب النفسية في مواجهة المقاومة، ونحن نسأل كم انفق في الحرب الاستخباراتية؟ وهل يعلم المكلف الاميركي ان جزءاً من ضرائبه تذهب مباشرة لتحقيق مصالح اسرائيل عبر "سي آي إي" وعملائها؟". ودعا الموسوي اللبنانيين الى "مشاركة حزب الله في هذا النصر".
- الأخبار يحيى دبوق: إسرائيل: صفعة لهيبة أميركا المسحوقة في المنطقة
«حان وقت الشماتة». بهذه العبارة، يمكن تلخيص ردود فعل الإعلام الإسرائيلي على ما نُشِر في الولايات المتحدة بشأن اكتشاف جواسيس لـ«سي آي إيه» في لبنان وسوريا وإيران. الصحافة الإسرائيلية تجاهلت ما حدث مع استخبارات بلادها في لبنان خلال سنتين، وانبرت تعطي الدروس للأميركيين. أظهرت تعليقات إسرائيل حيال الإقرار الأميركي بالفشل الاستخباري في لبنان، كأن تل أبيب جهة تراقب عن بعد، حالة فشل لم تألفها ولم تعان منها استخباراتها. ومع الإقرار بالتطور النوعي لدى حزب الله على كشف العملاء، جهد المعلقون الإسرائيليون في التأكيد أن السقوط الاستخباري الأميركي، كان نتيجة لعدم مهنية السي اي اي، والتقديرات الخاطئة لواشنطن، في ما يتعلق بقدرة حلفائهم في لبنان.وتحت عنوان «رعب الجواسيس»، أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في تقرير طويل على موقعها على الإنترنت، أن «اعتقال العملاء التابعين للاستخبارات الأميركية في لبنان، دليل إضافي على التحسّن النوعي الذي طرأ في العقد الأخير على قدرات محور الشرّ، في مواجهة مساعي التجسّس والإحباط من جانب الغرب»، مشيرة إلى أن «كلاً من إيران وحزب الله، طورا خلال السنوات القليلة الماضية قدرات خاصة على مكافحة التجسس، عبر التحلي بالصبر وضبط النفس والكثير من المناورة، ما مكن الطرفين من استغلال الثُّغر في منظومة الحماية لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية، لإحباط أنشطة معادية وكشف عملاء».وفي تناسٍ واضح للهزيمة الاستخبارية الإسرائيلية في لبنان، خلال السنوات القليلة الماضية، أكدت الصحيفة أن «خطوات الحماية التي اعتمدتها السي آي إيه لعملائها، لم تكن كافية؛ إذ إن الوكالة، على خلاف الاستخبارات الإسرائيلية، تفتقر إلى الخبرة في العمل التجسّسي، الأمر الذي عرّض عملاءها للاعتقال، وسمح لحزب الله بالنجاح في كشفهم وتفكيك جزء من شبكات التجسس التابعة للأميركيين في لبنان».من جهتها، وصفت القناة الثانية الإسرائيلية، السقوط الاستخباري الأميركي في لبنان، بأنه «سقوط صعب وقاس»، وأشار مراسلها في واشنطن، أهارون برنياع، إلى أن «الاستخبارات الأميركية قلقة جداً من فقدانها معلومات أساسية وحساسة عما يجري في لبنان، وعن الحرس الثوري الإيراني الذي يدعم حزب الله، وأيضاً سيغيب عنها ما يجري في داخل إيران، وما يرتبط بالبرنامج النووي الإيراني». وبحسب مراسل القناة للشؤون العربية، يارون شنايدر، عمل حزب الله منذ سنوات، استناداً إلى تقديره أنه «هدف حقيقي وواقعي لجهات عديدة تعمل على اختراق صفوفه، الأمر الذي استدعى منه زيادة مستويات الحيطة والحذر، وتكثيف الجهد المضاد لكشف العملاء وصدهم، وعلى ما يبدو، فقد حقق نجاحاً على هذا الصعيد».
بدورها، أكدت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، «خيبة أمل الاستخبارات الأميركية»، وأشارت إلى أن «الفشل الذي منيت به واشنطن في لبنان، أضر بنحو قاس بقدرة الولايات المتحدة على جمع المعلومات في الشرق الأوسط». وبحسب مراسل القناة للشؤون العسكرية والأمنية، يؤاف ليمور، فإن السبب المباشر وراء الفشل الاستخباري الأميركي، يرتبط تحديداً «بتقنية تعقب متطورة موجودة في لبنان، زودت الولايات المتحدة اللبنانيين بها، وهي منظومة قادرة على تحليل الاتصالات الخلوية، إلا أن السي آي إيه هي التي دفعت الثمن أخيراً في نهاية المطاف»، مضيفاً أن «القضية لن تؤثر سلباً على إسرائيل، لكنها تمثّل صفعة جديدة للولايات المتحدة ولهيبتها، التي هي في الأساس مسحوقة في المنطقة».وفي السياق نفسه، قال المعلق والخبير الإسرائيلي في شؤون الاستخبارات، رونين برغمان، إنه «جرى تجنيد المخبرين في منطقة الهدف، وضمن دوائر قريبة وعلى صلة بحزب الله، لكن ما حدث يشير فعلاً إلى أن الجهات المشغلة كانت تعمل عملاً غير مهني وهاوياً جداً جداً، ما مكن حزب الله من كشف المجندين، الذين اتضح أن بعضهم كانوا عملاء مزدوجين، ولم يزودوا الأميركيين بمعلوماتٍ مهمة». وبحسب بيرغمان، فإن «السبب وراء الفشل الأميركي يرتبط بالمساعدات الأميركية الهائلة للحكومة اللبنانية بين عامي 2006 و 2008؛ إذ اعتقد الأميركيون أنهم يتعاملون مع حكومة سنّية معتدلة وقوة وازنة في مواجهة حزب الله، وقد تضمنت المساعدات أجهزة إلكترونية للمراقبة وتحديد المواقع والتعقب، وهي الأجهزة نفسها التي استفاد منها حزب الله». وأضاف بيرغمان أن «إسرائيل حذرت في الماضي الأميركيين، بصوت عال جداً، من أن هذه الأجهزة ستصل في نهاية المطاف إلى أيدي حزب الله، وستُستخدَم لتحقيق أهدافه العدائية، وهذا ما حصل تماماً».وقال بيرغمان إن «الأجهزة الإلكترونية الأميركية والأوروبية المتطورة، التي سمحت واشنطن بإيصالها إلى لبنان، هي نفسها يديرها ضباط يعملون حالياً تحت إشراف لصيق لحزب الله»، وأكد أن «لبنان حالة خاصة، وهو عالم مصغر عن كل الشرق الأوسط ويعج بالعملاء، بل يمكن إحصاء العملاء في هذا البلد بالكيلومتر الواحد، تماماً كما يجري اعتماده لإحصاء السكان».
- الأخبار حسن عليق: الخارجية تستدعي كونللي والأمن اللبناني يفتقد الـ«سي آي إيه» «سي آي إيه» في بيروت: الرقم المطلوب غير متوافر حالياً
بعد الاعتراف الأميركي الإعلامي الذي لم تنفه سلطات واشنطن السياسية والاستخبارية، جاء دور الأجهزة الأمنية اللبنانية لتؤكد انقطاع محطة «سي آي إيه» في بيروت عن التواصل معها منذ نحو ثلاثة أشهر، على خلفية كشف جهاز أمن المقاومة لجواسيس أميركيين في لبنان. للمرة الأولى في لبنان، تقرر الحكومة استدعاء سفير دولة «صديقة»، للاستفسار منه عن عمل جهاز الاستخبارات التابع لبلاده في لبنان. فالأراضي اللبنانية مشهورة بكونها ساحة عمل لمعظم أجهزة الاستخبارات الأميركية. لكن ما هو غير مسبوق في هذا المجال، بدأ في حزيران الماضي، عندما أعلن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، توقيف عدد من عملاء الاستخبارات الأميركية في لبنان. وبناءً على ذلك، ستمثل السفيرة مورا كونيللي أمام وزير الخارجية عدنان منصور، لتقديم إيضاحات بشأن ما تفعله الـ«سي آي إيه في لبنان».قصة انكشاف خلايا التجسس الأميركي الأخيرة في لبنان لم تبدأ منذ إعلان نصر الله في حزيران الماضي. ولا هي بدأت عندما أوقف جهاز أمن المقاومة قبل كلام الأمين العام لحزب الله بأسابيع قليلة اثنين من المشتبه في تعاملهما مع الاستخبارات الأميركية، عبر السفارة الأميركية في عوكر.فقبل ذلك بأشهر، وبالتحديد في الأيام الأخيرة من عام 2010، كشف جهاز أمن المقاومة خلية تعمل لحساب الاستخبارات المركزية الأميركية، من خلال محطتها في السفارة في عوكر تحديداً. لكن اكتشاف الخلية حينذاك لم يغير شيئاً في واقع عمل المحطة في بيروت. استمر ضباط الاستخبارات الأميركية بعملهم كالمعتاد. ويرى متابعون لشؤون مكافحة التجسس، أن الاستخبارات الأميركية، كحليفتها الإسرائيلية، تتعامل غالباً مع خصومها باستخفاف، وترى أن كل إخفاق تواجهه هو نتيجة سوء أداء مخبريها، أو خطأ ارتكبته واستغله الأعداء، من دون أن تكلف نفسها عناء التوقف أمام تطور أسلوب عمل عدوها وقدراته. لكن ما جرى في نيسان وحزيران الماضيين، سواء في إيران أو سوريا أو لبنان، كان له وقع آخر على عمل الـ«سي آي إيه» في لبنان.يجزم مسؤولون أمنيون لبنانيون، ممن هم على تواصل دائم مع الـ«سي آي إيه»، بأن الاستخبارات الأميركية خفضت وتيرة تواصلها مع الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى الحدود الدنيا خلال الأشهر الثلاثة الماضية؛ فمنذ سنوات، اعتادت سلطات الأمن اللبنانية الحصول على تقارير شبه أسبوعية من الـ«السي آي إيه»، يتضمن معظمها معلومات عن المنظمات والشخصيات التي تصنفها الولايات المتحدة «إرهابية»، وبالتحديد، تلك المرتبطة بتنظيم «القاعدة». فعلى سبيل المثال لا الحصر، بدأت العملية التي أدت إلى قتل أمير فتح الإسلام عبد الرحمن عوض في ساحة شتورة صيف عام 2010، بمعلومة وصلت إلى الاجهزة اللبنانية من نظيرتها الأميركية، تتعلق برقم هاتف مشبوه. كذلك كان توقيف الشاب اللبناني ط. ب. (من بلدة مجدل عنجر، في حزيران 2010) مرتكزاً على معلومات أميركية مستقاة من محادثة إلكترونية بين الموقوف وأشخاص في مخيم عين الحلوة، ينتمون إلى ما يُعرف بـ«كتائب عبد الله عزام». وكان البريد الإلكتروني بين الطرفين يتضمن تعليمات عن تصنيع عبوات ناسفة اعترف الموقوف بأنه كان يعدها لتفجير حافلات للجيش اللبناني. لكن الرسائل بين الاستخبارات الأميركية والأجهزة الأمنية اللبنانية لا تقتصر على تقديم معلومات للطرف الثاني، بل تتعداها إلى طلب معلومات عن الجماعات التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية. وأيضاً على سبيل المثال لا الحصر، طلب العاملون في محطة «سي آي إيه» في بيروت الحصول على معلومات تفصيلية من الموقوفين ضمن ما يُعرَف بـ«مجموعة الـ13» (بداية عام 2006)، طالبة تحصيل أكبر قدر ممكن من المعطيات التي يملكونها عن تنظيم القاعدة في العراق وأميره أبي مصعب الزرقاوي. وعلى ذمة أكثر من مسؤول أمني لبناني، فإن التجاوب مع الطلبات الأميركية رهن بكل جهاز لبناني، واحياناً، يرتبط بخلفيات ضباط محددين؛ إذ يمتنع كثر عن تلبية الطلبات الأميركية أو يتجنبون الرد عليها.ويؤكد مسؤولون أمنيون لبنانيون أن «سي آي إيه» تحصر طلباتها «بالقاعدة وأخواتها» ممن تضعهم على لائحة الإرهاب، «متجنبة طلب معلومات عن حزب الله والجهات المقاومة»؛ فتلك المعلومات، على حد وصف مسؤول أمني رسمي، تحصّلها الاستخبارات المركزية الأميركية بوسائلها الخاصة.لكن هذه التقارير والطلبات اختفت من بريد الأجهزة الأمنية اللبنانية منذ نحو ثلاثة أشهر. وفيما يؤكد مسؤولون أمنيون بارزون أن الـ«سي آي إيه» علقت عملها في لبنان إلى أجل غير مسمى، يشير آخرون إلى أن بعض ضباط محطة بيروت لم يعودوا يردون على اتصالات نظرائهم اللبنانيين، وبعضهم الآخر، «نجد هواتفه مقفلة دائماً ولا نسمع سوى صوت المجيب الآلي للشركة قائلاً: إن الرقم المطلوب غير متوافر حالياً».وفي المرحلة الأولى من غياب الأميركيين عن السمع، ربط بعض الضباط اللبنانيين بين هذا الأمر والوضع في سوريا وانكفاء جيش الاحتلال الأميركي إلى ثكنه في العراق. وفي الأيام التالية لإعلان الأمين العام لحزب الله توقيف عملاء للاستخبارات الأميركية، سأل مسؤولون لبنانيون رئيس محطة «سي آي إيه» في بيروت (الرجل الذي يقول أمنيون لبنانيون إنه يتفوه بعبارات تُصنَّف بالمقاييس الغربية في خانة «المعاداة للسامية» ــ سبقته في رئاسة المحطة سيدة تسلمت مهماتها خلال حرب تموز 2006) عن صحة ما ذكره نصر الله، فرد الأمني الأميركي بالقول: «لا نعرف شيئاً عما قاله نصر الله. وبالتأكيد، لا صلة لنا، في محطة بيروت، بما ذكره».لكن ما ذكرته وسائل الإعلام الأميركية خلال الأيام الماضية أوضح الصورة أكثر لرجال الأمن اللبنانيين. وفسر بعضهم «تعليق السي آي إيه لنشاطاتها» في لبنان بأنه مرتبط بأمرين: الأول هو درس الأخطاء والثغر التي أدت إلى انكشاف جواسيسهم. والثاني هو خشيتهم على أمن بعض ضباطهم الذين يشغّلون جواسيس لهم في لبنان، مع ما يبقى في أذهانهم من تجربة مريرة عاشوها في ثمانينيات القرن الماضي، شهدت إحدى صفحاتها عملية اختطاف رئيس محطة الوكالة في بيروت وليام باكلي، «من قبل مجهولين»، وإعدامه بعد نحو 15 شهراً على اختطافه.
حزب الله والمستقبل والحكومة
عقد النائب حسن فضل الله مؤتمراً صحافياً في المجلس النيابي أمس، رأى فيه أن «الإقرار الرسمي الأميركي بوجود محطة لوكالة الاستخبارات «سي آي إيه» في بيروت تمارس أعمال التجسس على لبنان، هو اعتراف واضح وخطير بالاعتداء على السيادة اللبنانية والأمن القومي». وطالب فضل الله الحكومة بـ«التحرك فوراً» لإعداد ملف ورفعه إلى الأمم المتحدة. بدورها، استغربت كتلة المستقبل بعد اجتماعها أمس «ما نشرته بعض وسائل الإعلام الأميركية عن موضوع انكشاف خلايا تعمل في التجسس في لبنان لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ورأت أن هناك أطرافاً رسمية مطالبة بالتحرك لتوضيح الأمور للرأي العام والشعب اللبناني، أولها الحكومة اللبنانية».
- الأخبار صباح أيوب:«مع كل عمل أخرق رقائق جبنة مجانية من سي آي إي»
«هي ضربة كبيرة لوكالة الاستخبارات المركزية وللاستخبارات الاميركية عموماً»، «إحراج في لبنان»، «انتصار حزب الله على سي. آي. إي»، «قلق في الوكالة»، «سي آي إي تعاني في بيروت»، «الاستخبارات الأميركية تفقد مهارتها»، «البيتزا أوقعت بالجواسيس»... هذا بعض ما ذكر في الإعلام الأميركي في اليومين الماضيين لوصف خبر اختراق حزب الله شبكة جواسيس يعملون لحساب سي آي إي في بيروت. الرواية التي نقلت تفاصيلها كل من صحيفة «لوس أنجليس تايمز» وقناة «إي بي سي» ووكالة «أسوشييتد برس» الاثنين، أربكت الإعلام الاميركي خصوصاً مع تكتم الاستخبارات ورفض البيت الأبيض التعليق على الموضوع. إرباك تجسد في مقال «نيويورك تايمز» مثلاً حيث سعت مراسلتها في بيروت إلى الحصول على معلومات من أحد المسؤولين الامنيين اللبنانيين لكن الأخير أفاد بأنه «لا يعرف أي شيء عن عدد الجواسيس ولا عن كيفية تجنيدهم ولا المكان الذي جنّدوا فيه.. كما يجهل ما هو مصيرهم».صحيفة «واشنطن بوست» نقلت من جهتها الآراء المتضاربة حول الخبر بين المسؤولين في الادارة الاميركية: البعض يقول إن «الضرر الذي لحق بعمل الوكالة في لبنان كبير ولن يصلّح»، فيما آخرون يصفونه بـ«المحدود». شبكة «سي إن إن» مثلاً، نقلت عن مصدر رسمي رفضه القول «إن مشكلات الحرفية العملانية للوكالة هي التي أوقعت بعملائها»، ويؤكد «أن الكلام على وقف نشاطات سي آي إي في بيروت هو كلام فارغ». «أحمق» هي الصفة التي أطلقها سبنسر أكرمان على عمل مخبري الوكالة الاميركية على موقع «وايرد» الاميركي. أكرمان، الذي وضع في مقاله الساخر شريطاً من عام ١٩٨٦ يروّج للعبة أطفال تدعى Pizza Party (حفلة البيتزا)، علّق على استخدام ضباط «سي آي إي» كلمة «بيتزا» رمزاً سرياً لمكان التقائهم بمخبريهم، ووصَفها بـ«أكثر كلمات السر حماقة وأقلها أماناً في التاريخ». لكن أكرمان يعترف بـ«إنجازات الاستخبارات الاميركية في الملف النووي الإيراني». ويذكّر بالفيروس الالكتروني الذي اخترق بعض الانظمة السرية الايرانية والذي «قد يكون ناتجاً من عمل استخباري أميركي ــ إسرائيلي مشترك»، كما يشير الى عمليات قتل علماء الذرة الايرانيين واختفائهم «في ظروف غامضة» خلال السنوات الاخيرة. لكن الكاتب يعود الى غلطة «البيتزا» ويختم مقاله ساخراً: «مع كل عمل أخرق، تقدّم سي آي إي اليوم رقائق جبنة مجانية»!وبعيداً عن السخرية، أفرد ماكس فيشر في «ذي أتلانتيك» تحليلاً طويلاً عن كيفية تحول أداء الاستخبارات الاميركية ما بعد عام ٢٠٠١ من العمل الاستخباري البحت الى العمل العسكري تحت لواء «مكافحة الارهاب». بعنوان «حزب الله فاق سي آي إي ذكاءً: هل هذا ثمن مكافحة الارهاب؟»، يبيّن فيشر مدى كارثية الضربة التي تلقتها الاستخبارات الاميركية، شارحاً أنه لطالما كان عمل سي آي إي في بيروت يصنّف بـ«الأكثر عدائية، والأعلى تقديراً، ويؤديه عملاء من الدرجة الاولى». ومن الخبر الآتي من بيروت وكلام المصدر الاستخباري، ينطلق فيشر ليرصد كيف تبدّلت طبيعة العمل في الوكالة من الجاسوسية الصرفة الى تنفيذ وقيادة عمليات قتل وتصفيات علنية. الصحافي الاميركي يقول إنه حتى في عزّ الحرب الباردة، عندما بدأت مهمات سي آي إي تصبح عنفية، كانت العمليات تنفذ بالخفاء وتركز على تحويل الأحداث العالمية لصالح الولايات المتحدة. فماذا تغير بعد عام ٢٠٠١؟ يشرح فيشر أن التبدّل حصل في طبيعة العمل الميداني وفي السياسة. ففي عهد جورج والكر بوش، يقول فيشر، أوكلت إلى «سي آي إي» مهمات أكبر ضمن ما سمّي «الكلمة السرية جداً / ثريت مايتركس» Threat Matrix وباتت التقارير الاستخبارية تصل مباشرة الى الرئيس الاميركي من دون أن «تفلتر» أو تتأكّد الجهات المعنية من صحتها أو تقاطعها. لذا فقد تدفقت كميات كبيرة من المعلومات الخاطئة والتقارير غير الدقيقة الى الرئيس، ما أدّى الى ارتكاب أخطاء عديدة، يشرح المقال. هذا على الصعيد السياسي في العهد السابق، أما على الصعيد العملي خلال العهد الحالي، فيشير الصحافي الى أنه «في الاشهر العشرين الاولى من ولاية باراك أوباما، قام برنامج الطائرات من دون طيار بقيادة «سي آي إي» بأكثر من ٨٠٠ عملية قتل في باكستان وحدها». وباتت وكالة الاستخبارات «تقود بنفسها أو تشارك في العمليات الخاصة الميدانية في عدد من البلدان، أو حتى تدير مراكز الاعتقال». ويضيف فيشر أن «البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية قد تبادلا المهام في العراق وأفغانستان، من دون إغفال تبادل الرؤساء أيضاً. الأمر الذي أدى الى تداخل في الاعمال العسكرية والاستخبارية بطريقة غير مسبوقة». «عملاء «سي آي إي» باتوا يلاحقون الارهابيين ويحققون معهم ثم ينفذون عمليات قتلهم».«التركيز على محاربة الارهاب قد يجعل الوكالة والولايات المتحدة غير محصنتين تجاه الدول المارقة وبعض المنظمات الماهرة والعنيفة مثل حزب الله» يخلص فيشر، «والفضيحة المحرجة الاخيرة تؤكد تغليب سي آي إي العمل العسكري على حرفة التجسس».من جهة اخرى، يقترح زميل فيشر، ستيف كليمونز، سيناريو آخر للموضوع. يقول إنه قد تكون الـ«سي آي إي» هي التي سمحت بالكشف عن هؤلاء العملاء «لإعطاء حزب الله زهوة زائفة بتحقيق إنجاز ما وشعور خاطئ بالأمان». يضيف كليمونز: «قد يكون الأمر مجرّد تحويل انتباه عن عمليات ?