"جدل عربي"، على قناة المنار، قد يثير زوبعة من الجدل الثقافي والسياسي معاً في الإعلام العربي، إنما سيكون جدلاً متمايزا هذه المرة كونه يحمل أصواتاً تؤمن بالأخر وحقه في التعبير، وتؤمن بأن الاختلاف ثقافة غنى للأمة لا مدعاة لت
مع كل هذا التشاؤم من الصورة السوداوية التي تصف بها عالمنا العربي الراهن تعوّل الاعلامية كوثر البشراوي على الإعلام المسؤول والجاد في تأدية دور وسطي في هذا الصراع، وتحديداً بين الذين يثيرون زوبعة الخلاف والتفرقة المذهبية ، من هنا قد يكون اسم "جدل عربي" عنواناً موفقاً في طرحه برنامجاً غير محدد القضية على شاشة لبنانية وعربية "تُعرف بدورها الريادي في صياغة الانتماء لقضية المقاومة".
أجرى اللقاء زينب الطحان/ موقع المنار
لماذا المنار تحديداً؟"
تقول الإعلامية كوثر البشراوي، في لقاء حصري مع موقع المنار الالكتروني، إنها لو ابتغت الرفاه الشخصي وراحة البال لكانت في موقع إعلامي آخر تماما. بالأخص أنها من الجيل المؤسس في أكثر من محطة عربية وخليجية وإذا رغبت بالعودة "مكانها محفوظ"، ولكنها من المدرسة الإعلامية التي تؤمن أن مسيرة الإعلامي المهنية ترتبط أشد الإرتباط بقناعته الشخصية والثقافية، وإذا لم يرتق إلى أعلى القمة من التمثيل لقضايا أمته وشعبه "فستكون حياته مجرد عبور لا قيمة له في هذه الحياة.. وكان لا بد لي في هذه المرحلة المتقدمة من عمري المهني والشخصي أن أتواجد في المكان الذي أنتمي إليه روحيا وفكريا".
في حديثها عن أهداف برنامج "جدل عربي"، تاخذك كوثر البشراوي إلى مصطلحات غابت عن عبارات الإعلام في العقود الأخيرة، مثل "الإعلام الملتزم"، و"الموضوعية في الطرح"، وتبني القضايا الإنسانية العادلة، واللغة المحترمة في مخاطبة الأخر الذي تختلف معه، مهما كان هذا الاختلاف جذرياً وكبيراً. وهي تسأل عن حق المشاهد في ما تعرضه عليه الفضائيات العربية. هذا المواطن ــ الإنسان الذي تحوّل في عصرنا هذا إلى مجرد مستهلك لكلّ ما يُعرَض عليه من توجيهات وتوجّهات ويتعرّض له من إغراءات في زمن يجري فيه تغيير المفاهيم الإنسانية السائدة والقيم الاجتماعية المسلَّم بها منذ قرون، وبسرعة لا يبدو معها الإنسان المعاصر قادراً عملياً على تقبّلها ومواكبتها والسير في ركابها من دون ردّات فعل سلبية في غالب الأحيان. إنّ سرّ نجاح أيّة وسيلة إعلاميّة يكمن في القدرة على تأمين ذلك التناغم، أي الشراكة الحقيقية، بين أطراف المشروع الإعلامي الثلاثة... المستثمر أو المموّل والإعلامي والمشاهد. هنا تبرز أهمية الحديث عن الموضوعيّة في البحث عن الحقيقة وتقديمها وتقبّلها في آن معاً.
"جدل عربي" يحاول إعادة هذه العلاقة إلى أوجّها من خلال طرح كل تلك القضايا (السياسية والاجتماعية والثقافية) ونبش ما فيها من وسائد وجسور تصل بين المختلفين وترمّم علاقاتهم في ما بينهم بعيدا عن العنف اللفظي؛ قبيل الشتائم والسباب وهتك الأعراض والتكفير الديني؛ "هو برنامج مفتوح على كل الجمهور العربي، وليس اللبناني وحسب، أي ما من شأنه تقريب هذه المسافات المتباعدة سنطرحها في سياق تكاملي"؛ تقول البشرواي. "البرنامج سيقدم أربع شخصيات من مختلف بلدان العالم العربي سيدلون بقناعاتهم وآرائهم للتخفيف من هذا الانقسام القاتل بعيدا عن التشدق بالحرية في الوقت الذي ينبري الأخر الذي يدعي أنه الناطق باسم الله ليكفّرنا ويقتلنا لمجرد أننا نختلف معه ..
البرنامج سيسعى للتنفيس عن كل هذا الغضب الذي يعتمر في دواخلنا، وسيطرح السؤال المركزي وماذا بعد كل هذه الكراهية والشتائم، ماذا ينتظر أبناؤنا منا إذا تابعنا بهذا الشكل ؟!.. هل فكر أحد منا بذلك؟!..هنا مع فريق المنار في هذا البرنامج سنقوم بهذه المحاولة تقول البشراوي .. لنلمّ الشمل العربي.. وسنشرك الجمهور معنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في طرحه وانتقاداته ورؤاه للمستقبل القادم".
وتأسف البشراوي لما يحدث على الصعيد الإعلامي في السنوات الخمس الأخيرة، خصوصا بعد احداث سوريا :"باسم الحرية يُدفع الناس إلى قتل بعضهم بعضا، بعض الإعلاميين يمارس هذا الدور للأسف في عالمنا العربي .. هناك جنود إعلاميون مرتزقة مثل بلاك وتر منتشرين في كل مكان .. وهذه أصبحت حقيقة بالفعل .. هل سنكمل هكذا ؟!.. ".
"جدل عربي"، قد يثير زوبعة من الجدل الثقافي والسياسي معاً في الإعلام العربي، إنما سيكون جدلاً متمايزا هذه المرة كونه يحمل أصواتاً تؤمن بالآخر وحقه في التعبير، وتؤمن بأن الاختلاف ثقافة غنى للأمة لا مدعاة لتكفير الأخر وترهيبه. وهذه هي اللغة الإنسانية الرفيعة التي باتت تفتقدها للأسف في معظم إعلامنا العربي.
نبذة عن برنامج جدل عربي
"جدل عربي" يتناول قضايا وموضوعات آنية تهم الشارع العربي ضمن " باناراب Pan arab "، يحلّق فيها ويناقشها من خلال فضاءات تجمع بين السياسة والإجتماع كما الثقافة، بهدف الإطلالة على الأبعاد التي تُثير جدلاً في الموضوعات المطروحة. تستضيف حلقات البرنامج ضيوفاً عرباً من دول متنوّعة، وبإختصاصات مختلفة تنقل للمشاهدين تجاربهم وتحدّياتهم ونظرتهم إلى القضايا المطروحة، ما يضفي على البرنامج تميّزاً في الحضور كما المضامين. ترتكز الحلقات على تحقيقات غنية تُشكّل منطلقات النقاش مع الضيوف الذين سيتيحون فرصة إعادة النظر في الكثير من الأمور الأساسية في حياتنا كما في نظرتنا ووعينا تجاه قضايانا.
غداً الثلاثاء الحلقة الاولى على قناة المنار الساعة العاشرة والنصف مساءً. من ضيوف الحلقة الاولى الاعلامي العربي جورج قرداحي والكاتب والسياسي ناهض حتر، وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق د. بسّام أبو عبد الله، والمدوّن اللبناني خضر سلامة، وتقدّمه الاعلامية كوثر البشراوي.