كأنها الثورة الاسلامية اعلت بيرقها من جديد.. فعام 1979 هزمت الصرخة الخمينية المظالم الاستكبارية واقيمت دولة اسلامية اصبحت منارا ومثالا للحرية
احمد شعيتو
كأنها الثورة الاسلامية اعلت بيرقها من جديد.. فعام 1979 هزمت الصرخة الخمينية المظالم الاستكبارية واقيمت دولة اسلامية اصبحت منارا ومثالا للحرية.. وفي خضم سنين من الحظر والحصار استطاعت انماء القوة والاقتدار حتى خطت تاريخا لن يمحى برعاية خامنئية..هو تاريخ 16-1-2016.
انتصرت الثورة الاسلامية في ايران من جديد وتواترت كل المؤشرات الدالة على عمق تأثير ما جرى من حدث جلل ستكون له تبعات كبرى. ستشهد الايام ان ما خطه الاتفاق النووي وصولا الى بدء تطبيقه العملي امس ورفع الحظر العالمي عن ايران هو حدث ضخم وضخم جدا ويؤرخ لإيران اخرى ويؤسس لمنطقة اخرى.
فإيران التي تحت الحصار والحظر استطاعت صنع قيامتها والاستمرار بزخم في شتى مجالات الابداع والقوة والانجاز.. كيف ستكون بعد انتصار رفع الحظر عنها من قبل كل العالم؟؟
انها ايران التي استطاعت بحنكتها وصمودها ان تصل الى يوم تقف فيه ندا امام سداسية الدول الكبرى في العالم. أن تفاوض 6 دول هي اضخم الدول قدرة وسطوة وتحقق اتفاقا يرضيها ويرضي شعبها رغم كل الضغوط لتقول للقاصي والداني اني صبرت كل هذه العقود ليس لكي آتي وافرط اخيراً بذرة من حقوق.. فرضخ العالم في مفاوضات ماراتونية صعبة وحققت فيها ايران المستحيل مستندة الى حنكة مفاوضيها وحكمة قيادتها ودعم شعبها. وكان العنوان ان هذا ما لدينا واذا لم تقبلوا فها نحن نكمل الطريق تحت الحظر وسنستمر كما استمرينا ونجحنا من قبل بل حققنا الانجازات الضخمة.
هكذا هي امثولة دولة كبرى بإرادتها وايمانها عظمى بانجازاتها قوية بمبادئ ثورة اسلامية اثبتت السنوات انها كانت السبب المباشر في قوة وصمود هذه الدولة. قوة وصمود دفعتا الدول الكبرى والمستكبرة الى تحاشي الصدام معها ثم الى القبول مرغمة بعد سنين بالتفاوض.
يقال ان ايران فقدت امكانيات كبرى بموجب الاتفاق النووي، لكن هيهات فها هي لم تخسر طاقتها النووية في الاستخدام بمجالات انتاجية وتطويرية وصناعية كبرى، وها هي مستمرة كما كانت في اكبر قدرات صاروخية وعسكرية.
اما اليوم فمنذ تاريخ 16-1 عناوين المرحلة كالتالي:
-نفط ايران فتحت له ابواب العالم وصناعات ايران فتحت لها الاسواق
-اموال الاستثمار فتحت لها البنوك الايرانية
-الاموال المجمدة في البنوك الغربية بمليارات حرمت منها ايران ظلما ستعود
-امكانيات الحصول على تجديد اسس الصناعة الايرانية عبر استيراد الآلات المتطورة وتجديد الاسطول الجوي المدني كله بات متوفرا.
وسيكون هناك افقان للنتائج:
- نتائج سريعة متمثلة بالحصول على الاموال المجمدة وعلى فتح حسابات استثمار وعلى بيع النفط والغاز لاسواق كبرى وهو ما بدات بوادره فعلا وباشرت ايران زيادة انتاجها النفطي بنسبة اكثر من 30% اي زيادة نصف مليون برميل يوميا.
- افق ابعد متعلق بالتنمية والتطوير في الداخل وتطوير الصناعات والبنوك وخلق فرص العمل الاضافية.
من المنطقي انطلاق ورشة كبرى من التنمية الايرانية ستجعلها في غضون سنوات قليلة دولة متطورة جدا لان الارادة موجودة والكفاءة حاضرة كما ثبت في ظل الحصار، والدليل ان ايران المحاصرة كانت من كبار المصدرين للنفط والغاز ومن اوائل الدول في القطاع السياحي وفي انتاج السيارات وفي الصناعات النسيجية وصناعة المعدات وغير ذلك، فكيف بعد فك القيود؟
اما الدور الاقليمي فسيزداد حضورا ولا شك وهو حاضر بقوة اصلا، وستشكل ورقة العمل المشتركة مع السداسية الدولية دفعا مهما في حل العديد من ازمات المنطقة.
اخيرا نقول انها مرحلة جديدة ستظهر نتائجها وآفاق هذه النتائج في وقت غير بعيد وهو تاريخ كبير تكتبه ايران سيزيدها قوة ويزيد محور المقاومة قوة، راق ذلك للبعض ام لم يرق. وعلى هذا الاساس فلتكن حسابات الجميع.