لا يزال باطن الأرض يزخر بالأسرار والأحاجي التي يصطدم بها المنقبون عن الآثار بين الحين والآخر في مختلف أرجاء الأرض، من ذلك الاكتشاف الذي أذهل علماء الآثار في الإكوادور وبيرو.
لا يزال باطن الأرض يزخر بالأسرار والأحاجي التي يصطدم بها المنقبون عن الآثار بين الحين والآخر في مختلف أرجاء الأرض، من ذلك الاكتشاف الذي أذهل علماء الآثار في الإكوادور وبيرو.
وما أدهش علماء الآثار العاملين قرب سواحل الأمازون في الإكوادور وبيرو أن العظام البشرية التي عثروا عليها تعود إلى أناس يتراوح طولهم بين 213 – 243 سنتمتر، أي أكثر من 2 متر.
وبحسب رئيس بعثة التنقيب عن الآثار راسيل ديمينتا، فالبقايا البشرية العملاقة موجود في الوقت الراهن في ألمانيا حيث تخضع لفحوص من قبل خبراء مختصين.
فما سر هذه القبور القديمة والتي تحتوي على عظام لمن يمكن وصفهم بالعماليق؟ وهل يؤكد هذا الاكتشاف أن هؤلاء عاشوا في الماضي الغابر في غابات الأمازون؟
مثل هذه الأسئلة يطرحها علماء الآثار لكنهم لا يستعجلون طرح فرضيات بشأنها قبل استكمال الدراسات والتحاليل المختلفة للخروج بحكم نهائي.
ويرجح الخبراء أن العظام الغامضة تعود إلى نحو 1400 – 1500 عام، مشيرين إلى أن الأبحاث لا زالت في بداياتها، ولذلك لا يزال من المبكر الخروج باستنتاجات محددة، بخاصة أن هناك احتمالا أن يجد هذا الاكتشاف تفسيرا لدى المختصين في مجالي الطب أو علم الأجناس البشرية.
ويعود أولى الاكتشافات في المنطقة لبقايا العظام البشرية العملاقة إلى عام 2013، حين تم العثور على بقايا مشابهة قرب مدينة كوينكا في الإكوادور، وآنذاك هرع رئيس بعثة التنقيب عن الآثار راسيل ديمينتا إلى المكان لمعاينة جمجمة وقفص صدري غريبين ظهرا على سطح الأرض بفعل سيول غزيرة تعرضت لها المنطقة.
وبعد إجراء فحوصات، توصل الخبراء إلى استنتاج مفاده أن هذه البقايا البشرية تعود لامرأة عاشت قبل نحو 600 عام، وتبين عقب العثور لاحقا على بقايا الهيكل العظمي أن السيدة كان طولها 223.5 سنتيمتر!.
وقد عُثر في المنطقة حتى الآن على 5 هياكل عظمية بشرية من هذا النوع، وجميعها، بحسب العلماء، تخلوا من أي علامات تشير إلى حدوث طفرة مرضية في النمو قد تفسر الطول غير العادي.
ويقول المختصون إن مفاصل الهياكل العظمية التي عثر عليها تبدو في حالة صحية جيدة، وتجويف القفص الصدري كبير بشكل كاف، لافتين إلى أن أحد الهياكل يعود لامرأة عاشت 60 عاما تقريبا، على الرغم من أن المصابين من البشر بما يعرف بالعملقة في العادة يعيشون أقل من ذلك بكثير.
أما ما شد انتباه العلماء أكثر من غيره فهي الطريقة التي دفن بها هؤلاء العمالقة، حيث لف جميعهم بالأوراق، وتمت تغطيتهم من الأعلى بطبقة سميكة من الطين ولذلك قاومت الهياكل العظمية الزمن ولم تتآكل.