23-11-2024 12:06 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 21-01-2016: ترشيح جعجع لعون.. الفيتو السعودي قائم والهدف إحراج حزب الله

الصحافة اليوم 21-01-2016: ترشيح جعجع لعون.. الفيتو السعودي قائم والهدف إحراج حزب الله

لاتزال تداعيات ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لزعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون للرئاسة تطغى على عناوين الصحف اللبنانية

لاتزال تداعيات ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لزعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون للرئاسة تطغى على عناوين الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 21-01-2016 في بيروت، وتناولت الصحف الحرب الأميركية التي تشن على حزب الله عبر العقوبات على المصارف.

السفير:

أين تقف الدوحة وطهران وواشنطن ودمشق من «المبادرات»؟
الديوان الملكي السعودي لجعجع: ارتكبت خطيئة

وقالت "السفير": "إذا أردت ان تعرف من سيكون رئيس الجمهورية المقبل في لبنان، فعليك ان تعرف ماذا يجري في العواصم الاقليمية والدولية المؤثرة؟

ستبقى هذه المعادلة هي الحاكمة للاستحقاق الرئاسي، كما لكل الاستحقاقات اللبنانية الاخرى، برغم محاولات تطعيمها أحيانا بجرعات رمزية من اللبننة، لحفظ بعض قطرات ماء الوجه.

وإذا كان ترشيح كل من الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للعماد ميشال عون، لبناني المظهر، إلا ان العارفين يجزمون ان «البطانة» الخارجية تكمن في طياته، لان أي تحولات من النوع الذي حصل مؤخرا، لا يمكن ان تكون قابلة للتشكل او للصرف ما لم تكتسب قوة دفع عبر الحدود.
بهذا المعنى، فان التغطية الاقليمية ـ الدولية لمبادرة الحريري الى ترشيح فرنجية توافرت من خلال الدعم الاميركي ـ السعودي، قبل ان يتبين ان هذا الترشيح يفتقر الى «النصف الآخر» وتحديدا الايراني، ثم أتى تصاعد التوتر بين طهران والرياض ليجمد هذه المبادرة ويضعها خارج الخدمة.
ولكن السؤال الذي طُرح مع قرار جعجع بترشيح عون تمحور حول هوية الراعي الخارجي الذي تولى تأمين الحصانة لهذا القرار، لاسيما ان السعودية بدت معترضة عليه، على طريقتها، وسط معلومات تفيد بان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أبلغ نظيره الفرنسي لوران فابيوس بعد ساعات من لقاء معراب ان الرياض مستمرة في تأييد خيار سليمان فرنجية.

السعودية.. وجعجع
وفي سياق متصل، قال مصدر موثوق في «تيار المستقبل» لـ«السفير» إن الديوان الملكي السعودي أبلغ جعجع بأن تأييده ترشيح عون خطيئة كبرى. وأضاف المصدر: لقد بات جعجع يحتاج الى ميزان حرارة جديد يقيس به علاقته بالسعودية والرئيس سعد الحريري و«14آذار».
وبرغم ان هناك من يتوقع ان تضطر المملكة، عاجلا ام آجلا، الى إبداء شيء من المرونة في التعاطي مع ملفات المنطقة، وصولا الى تفهم ضرورات انتخاب عون ولو بعد حين، ربطا بتأثير التطورات المتدحرجة من الميدان السوري الى المرحلة الجديدة في العلاقة بين طهران وواشنطن (مع المباشرة في تنفيذ الاتفاق النووي)، إلا ان البعض يرجح في المقابل ان تنحو الرياض نحو المزيد من «التطرف السياسي» ردا على ترميم «التعايش» الاميركي ـ الايراني فوق الصفائح الاقليمية الساخنة، مع ما يعنيه ذلك من تمسك بالفيتو على عون المصنف سعوديا في خانة الامتدادات الايرانية، والعداء لاتفاق الطائف الذي يحمل اسم احدى مدن المملكة.
ولعل جعجع استفاد من الغبار الكثيف الذي يغطي المنطقة في هذه اللحظة، لـ«يتحلل» من التزاماته الرئاسية السابقة حيال السعودية، باقل الخسائر الممكنة، ويعيد التموضع لبنانيا وفق ما يناسب مصالحه، بعدما اعتبر ان بعض دوائر القرار في الرياض أخطأت في حساباتها بسبب إصرارها على المضي في دعم فرنجية.
والمفارقة، ان الحساسية السعودية حيال ترشيح جعجع لعون تتعارض مع الواقعة التي كان نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي شاهدا عليها، وشريكا فيها، خلال تعزيته قبل فترة السفير علي عواض العسيري بوفاة وزير الخارجية الامير سعود الفيصل. يومها همس العسيري في أذن الفرزلي قائلا: دولة الرئيس، أنت على علاقة جيدة مع الجميع، فلماذا لا تبادر الى التقريب بين ميشال عون وسمير جعجع، تحت سقف البعد الداخلي، على ان يحافظ كل منهما على صداقاته الاقليمية..

الدور القطري
في ظل هذا المناخ السعودي «الجاف»، سارعت الدوحة الى التقاط اللحظة اللبنانية المستجدة واستثمارها في سياق تحسين شروط المنافسة الاقليمية مع السعودية، فكان وزير الخارجية القطري خالد العطية اول الاصوات الخارجية المباركة لموقف جعجع «الحكيم»، معتبرا انه «أخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان.»
والدلالة الابرز لهذا الموقف القطري تتمثل في كونه يؤشر الى طلائع غطاء خارجي لاستدارة جعجع الذي تربطه للمناسبة علاقة قديمة بالدوحة، وهو سبق ان زارها، ترافقه زوجته النائبة ستريدا جعجع، ما يدفع الى التساؤل عما اذا كان رئيس «القوات» بصدد «الانزياح السياسي» المتدرج والهادئ، من تحالفه الاستراتيجي مع الرياض الى تموضع جديد.
وهناك في بيروت من يدعو الى عدم الفصل بين ترحيب قطر بترشيح جعجع لعون، والاطار الاوسع لسياساتها البراغماتية التي تبقي الاقنية مفتوحة مع موسكو وطهران وقيادة «حزب الله»، برغم طابع هذه السياسة الراديكالي في سوريا، بل ان أصحاب هذه النظرية يفترضون ان كلام العطية إنما ينطوي ضمنا على رسالة قطرية إيجابية الى «حزب الله» وحليفه الايراني بالدرجة الاولى، قبل ان تكون موجهة الى جعجع.

طهران ودمشق
أما طهران ودمشق فلا تزالان تمنحان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله التفويض الكامل في مقاربة الشأن الرئاسي، وفق المعطيات المتوافرة لديه، لاسيما ان المنافسة أصبحت بين حليفين لهما، هما عون وفرنجية، الامر الذي يحمي مصالحهما الاستراتيجية كيفما استقرت النتيجة النهائية.
وكان لافتا للانتباه قول جعجع خلال مقابلته التلفزيونية أمس مع محطة «أم تي في» ان «حزب الله» قادر، إذا أراد، على تأمين انتخاب عون فوراً وأنه يستطيع إلزام حلفائه في «8آذار» بدعم الجنرال، وهو طرح، وجدت فيه أوساط سياسية تحريضاً لعون على الحزب، وتحريضاً للحزب على الصدام مع المكوّن السني الأوسع، المتمثل في «المستقبل».
ولفتت الاوساط الانتباه الى ان الكرة الرئاسية باتت عمليا في ملعب «المستقبل» لا في ملعب «حزب الله»، ذلك ان الحريري يستطيع بأصوات كتلته، عدديا وميثاقيا، تسهيل طريق عون الى بعبدا واختصارها، بمجرد ان يعلن عن تأييده له.

الاتجاه الاميركي
ماذا عن حسابات الاميركيين؟
ليس خافيا ان واشنطن كانت داعمة بل راعية لفكرة ترشيح فرنجية، التي كانت تضمر محاولة لدفع «حزب الله» وايران الى منتصف الطريق، لكن الولايات المتحدة لم تكن مستعدة لخوض معركة من أجل هذا الطرح، وبالتالي فان عدم حماسة الحزب له عطل مفعوله، وربما الغرض منه، الامر الذي أوجد على الارجح، هامشا ما، تسرب من خلاله جعجع الى خيار ترشيح الجنرال.
وكان لافتا للانتباه أمس ان القائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز زار النائب وليد جنبلاط الذي كان قد أوفد الوزير وائل ابو فاعور الى السعودية، وذلك عشية اجتماع «اللقاء الديموقراطي» اليوم، والذي سيصدر عنه بيان يعكس الموقف من التطور الرئاسي المستجد.

الانتخابات مؤجلة
واغلب الظن، ان جنبلاط لن يغادر مربع تأييده لفرنجية، لئلا يصطدم باتجاهات الريح السعودية، من جهة، ولشعوره من جهة أخرى، بان التعايش مع فرنجية الرئيس- وهو ابن النظام- يبقى اسهل منه مع عون الذي يبدو أقرب الى ان يكون ضيفا على النظام.
لكن جنبلاط سيتجنب في الوقت ذاته استفزاز عون، وهو الذي يدرك ان الاعتبارات الانتخابية والديموغرافية في الجبل الذي يضم شريحة مسيحية مؤيدة ل»التيار الوطني الحر»، تتطلب أعلى قدر ممكن من تنظيم الخلاف مع الجنرال، إذا كان الاتفاق بينهما لا يزال متعذرا حتى إشعار آخر.
.. ولأن المشهد الاقليمي لم يستقر بعد على معادلة منجزة وتوازنات مكتملة، فان الانتخابات الرئاسية اللبنانية ستظل مؤجلة، والارجح ان جلسة 8شباط لن يكتمل نصابها ايضا، في انتظار تأمين نصاب المنطقة المفقود."

النهار:

الانتخابات الرئاسية "نقاط تشكل سلة واحدة" "حزب الله" : قد تزهر قبل انتهاء الربيع

وتحت هذا العنوان كتبت جريدة "النهار": "اذا كان الكل ينتظر الكل لابداء رأي واضح او اتخاذ موقف حاسم من إقدام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على دعم ترشيح رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" ميشال عون لرئاسة الجمهورية، فانه من المتوقع ان ترتسم اليوم ملامح أكثر وضوحاً مع صدور موقفين من "اللقاء الديموقراطي" وكتلة "الوفاء للمقاومة". أما اللقاء برئاسة النائب وليد جنبلاط، فمن المنتظر ان يحمل مؤشراً سعودياً في ضوء ما تردّد عن زيارة الوزير وائل أبو فاعور الرياض ولقائه مسؤولين سعوديين، لكن مصادر متابعة توقعت ان يتجه جنبلاط الى تثبيت حرية حركته كي لا يتحدى الموقف المسيحي وضمن ذلك إستعادة طرح ترشيح النائب هنري حلو.
وأما بيان "الوفاء للمقاومة" فيؤشر أيضاً لتوجه "حزب الله" في الضغط لايصال عون الى بعبدا أو التريث لاعطاء المشاورات والاتصالات القائمة فرصة للنجاح، في انتظار ما ستؤول اليه المبادرات للتقريب بين المملكة العربية السعودية وايران.
واذا كان الرئيس نبيه بري كرر ان موقفه "يكون الموقف الأخير وليس الاول، وانه سيتخذ الموقف المناسب بعد درس كل المواقف والمعطيات"، فان ما أدلى به رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي اسعد حردان بعد لقائه إياه يفسر عدم الرغبة في المضي في الانتخابات حالياً قبل الاتفاق على سلة متكاملة تشمل قانون الانتخاب والحكومة المقبلة والبيان الوزاري. وقد لفت الى ان "هناك طاولة حوار ونقاشاً وجدول أعمال مبوباً بنقاط تشكل سلة واحدة".
وبالنسبة إلى "حزب الله" الذي سيبحث في الشأن الرئاسي اليوم خلال اجتماع كتلة "الوفاء للمقاومة"، فتفيد أوساط قريبة منه ان النقاط العشر التي أعلنها جعجع لا ضرر فيها ولا تتعارض مع ما يطالب به الحزب. وقالت الاوساط نفسها إن الوضع يقتضي مزيداً من الوقت ربما للتفاهم على انسحاب أحد الحليفين لمصلحة الآخر وانجاز الاستحقاق الرئاسي، وليس بالضرورة ان يكون ذلك في الجلسة المقبلة أو الشهر المقبل، وقد تزهر هذه المساعي قبل انتهاء فصل الربيع.
وتوقّعت مصادر أن يتوجه الرئيس سعد الحريري إلى روما للقاء البطريرك الماروني الذي يغادر بيروت صباح اليوم، والبحث مع في موضوع الرئاسة. ووقت أكدت معلومات أن النائب فرنجيه سيزور روما حيث سيلتقي رئيس المجمع الشرقي الكاردينال ليوناردو ساندري في حضور رجل الأعمال جيلبير شاغوري، أفيد عن تأجيل الزيارة أياماً لانشغال الشاغوري.
في هذه الأثناء، تنشط ماكينة "التيار الوطني الحر" في اللقاءات، يقابلها تحرك المستقلين وحزب الكتائب لاستيعاب ما حصل في معراب والتصدي لهذا الخيار. واذا كان نواب "المستقبل" ثابتون في دعم ترشيح فرنجيه، فان حزب الكتائب الذي ارجأ اعلان موقفه الرسمي الى مساء اليوم أو غد الجمعة، قرر العودة الى خيار المرشح المستقل أي من خارج 8 و14 آذار. في الجهة المقابلة، علمت "النهار" ان لقاء ليليا جمع مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري ومسؤول الاعلام والتواصل في "القوات" ملحم رياشي، ولم ترشح معلومات عن نتائجه.
من جهة أخرى، تأكد ان ما تردد عن فيتو سعودي على ترشيح العماد عون لم يتبلّغه وفد "المستقبل" الذي زار الرياض. وفي موازاة ذلك، أفادت مصادر مطلعة إن الاعتراض السعودي السابق على عون زاد بعد موقف وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة.
وبات أكيداً ان جلسة 8 شباط لن تحمل جديداً انما تزيد احراج معظم الاطراف سواء بالمشاركة في الجلسة أم بمقاطعتها. وعلمت "النهار" ان المعنيين بالاستحقاق الرئاسي توصلوا الى اقتناع بأن الأمور لن تنتهي الى عقد جلسة إنتخاب رئيس جديد بعدما تبين أن ترشيحيّ العماد عون والنائب فرنجيه غير جاهزيّن، وان من يملك الاكثرية لا يتحكّم بالنصاب.

اللاجئون
والملف الرئاسي يحجب الأنظار عن ملفات حيوية بالنسبة الى لبنان، أهمها موضوع اللاجئين السوريين الذين تجاوز عددهم مليوناً ونصف مليون. ويزور لبنان حالياً مفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليب غراندي الذي تسلم مهماته قبل أسبوعين، وزار ملجأ اللاجئين السوريين في منطقة الجناح - بئر حسن في محلة أسواق الروشة، وإطلع على حاجاتهم وظروف عيشهم. ثم إنتقل الى مجمع المدارس في بئر حسن واطلع على الصعوبات التي تواجه التلامذة. والتقى غراندي عدداً من المسؤولين أبرزهم وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ووزير الداخلية نهاد المشنوق الذي طلب من المفوضية العمل على تأمين أكبر دعم ممكن للمجتمعات المحلية اللبنانية التي تستقبل النازحين السوريين وتتحمل العبء الأكبر بين دول الجوار السوري."

الأخبار:

بري يخشى «ضياع الفرصة»... في معارك عون «الخاسرة»

من ناحيتها رأت "الأخبار" أن الرئيس نبيه بري " لن يعلن موقفاً معارضاً للاتفاق بين العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات سمير جعجع. وهو ينفي أي كلام منسوب إليه يعارض فيه رأي «الأكثرية المسيحية». لدى استقباله الوزيرين جبران باسيل والياس بو صعب أول من امس، أسمعهما اللاموقف: بارك التقارب العوني ــ القواتي، ولم يعلّق في العمق على المستجد الرئاسي، محيلاً إياه على المكتب السياسي لحركة أمل ومجلسها الرئاسي.

لكن موقف بري الحقيقي، بحسب عارفيه، لا يختلف عن رأي تيار المستقبل والنائب وليد جنبلاط. أركان نظام الطائف يفضّلون النائب سليمان فرنجية على ميشال عون. هي «نقزتهم» من ورثة المارونية السياسية. وهي خشية تيار المستقبل من خسارة بعض مكاسب عهد الوصاية السورية. وهو إرث الحرب الأهلية الذي يجعل سمير جعجع خصماً دائماً، إن لم يكن عدواً، لبري وجنبلاط. يبدو بري أشدّ المتحمسين لسليمان فرنجية. عدم الارتياح لمشهد معراب ضاعف حماسته للنائب الشمالي. يقول زوار رئيس المجلس إنه لا يرى ترشيح عون من معراب ترشيحاً لزعيم لم تمنحه السنوات العشر الماضية طريقاً إلى قلب بري وعقله. بل هو ترشيح مبني على اتفاق سياسي بين القوات والتيار البرتقالي، «لا يهدف جعجع من خلاله إلا إلى استهداف حزب الله وما يسميها «الشيعية السياسية»». تلفت المصادر إلى أمرين: تركيز رئيس القوات على استمراره في «مواجهة الوصاية»، وذكره منع تهريب السلاح والمسلحين من لبنان إلى سوريا. وفي النقطة الأخيرة، تسأل المصادر: هل علينا الوثوق بجعجع، بنية حسنة، والقول إنه يتحدّث عن مسلحي المعارضة السورية وسلاحها؟ هذا السؤال كان قبل أن يُعلن رئيس القوات أمس أنه حاول إعلان ترشيح عون يوم 15 كانون الثاني ليتزامن مع الذكرى الثلاثين لانتفاضته في وجه الاتفاق الثلاثي (الذي رعته سوريا بين بري وجنبلاط وإيلي حبيقة عام 1986). لا شك في أن هذا الكلام يثير حساسية إضافية لدى كل من بري وجنبلاط، ويمنحهما المزيد من الوقود للتعبير عن رفضهما لمبادرة جعجع.

لا يجد بري نفسه ملزماً بحلف حليفه. يذهب بعيداً في التسويق لفرنجية. في زيارته الأخيرة لطهران، جال المعاون السياسي لرئيس المجلس، الوزير علي حسن خليل، على عدد من المسؤولين الإيرانيين (غير أولئك الذين التقاهم علناً)، ليقول لهم خلاصة الموقف: «هل ستجدون مرشحاً رئاسياً غير سليمان فرنجية، يقول أمام الكاميرات في الجامعة اللبنانية للشباب الذين يستمعون إليه إنكم ستفخرون أمام أولادكم بأنكم عشتم في زمن المقاومة وزمن السيد حسن نصر الله»؟ وبعكس ما يسود أوساط فريق 8 آذار عن موقف الرئيس بشار الأسد من الانتخابات الرئاسية، تجزم مصادر بري بأن الأسد أبلغ جميع المعنيين بأنه يؤيد فرنجية حتى النهاية.

بعد «عرس معراب»، نصح بري فرنجية بالهدوء. هو سبق أن عاتبه على أدائه الإعلامي بعدما تسرّبت معلومات لقائه الباريسي بالرئيس سعد الحريري. قال له أحد المقربين من بري ما معناه: «إنك في مقابلتك (على شاشة أل بي سي آي يوم 17 كانون الأول 2015) بدوتَ كمرشّح لسعد الحريري لا لقوى 8 آذار، رغم أن مضمون كلامك ليس سوى كلام رئيس للجمهورية. لكنه لا يصلح لمرشح في موقعك». حينذاك، اعترف فرنجية، أمام مسؤولين في حزب الله وحركة أمل «بالخطأ الذي ارتكبه» عندما هاجم العماد عون، مبرراً ذلك بأنه في إطار رد الفعل على الهجوم العوني عليه. السبت الماضي، استقبل فرنجية الحاج حسين الخليل (المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله) ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، اللذين وضعاه في صورة ما سيقوم به جعجع وعون بعد يومين. نصحاه أيضاً بالهدوء. وفيما تؤكد مصادر رفيعة المستوى في 8 آذار أن الحزب بدأ العمل لإقناع فرنجية بدعم ترشيح عون للرئاسة، تنفي مصادر بري ذلك، مؤكدة أن أحداً من فريق 8 آذار لن يضغط على النائب الزغرتاوي.

ورغم أن منطلق أوساط بري للهجوم على عون يعود إلى موقف الأخير من شرعية المجلس النيابي بعد التمديد، وإلى رفضه الاستجابة لدعوة بري إلى انعقاد المجلس أكثر من مرة، فإن مصادر رئيس حركة أمل تنفي أن تكون المشكلة مع الجنرال شخصية: «نحن ذهبنا أبعد من حزب الله سابقاً في هذا المجال. فعندما قصدنا عون قبل سنتين نطلب منه تسمية مرشح للرئاسة لنمشي به، لم يكن الحزب ملتزماً لعون إلا بتأييده شخصياً، لا تأييد من يسميه الأخير. أما نحن، فكنا مستعدين لدعم من يختاره الجنرال». مشكلتنا مع عون، تضيف المصادر «الحركيّة»، أن معركة الرئاسة التي يخوضها «ليست سوى استكمال لسلسلة معاركه الخاسرة. وفي كل مرة، يخوض معركة بصورة سيئة، لينعكس ذلك على فريقنا السياسي برمّته. ونخشى اليوم أن يكرر التجربة ذاتها، فيضيّع الرئاسة على نفسه، ويُهدر فرصة ذهبية لنا كاحتمال وصول فرنجية إلى قصر بعبدا»."


اللواء

السعودية تضع علوش في دواليب جنيف… ولافروف: «جيش الإسلام» إرهابي جعجع يكشف الهدف من ترشيحه لعون: وضعنا الطابة عند حزب الله

وفي افتتاحيتها، كتبت صحيفة "اللواء": "يقول مرجع ديبلوماسي سابق إنه عندما تقترب لحظات تجميع أوراق التفاوض، تصير الحلول كالسراب، كلما تفاءلت بقرب بلوغها مضت أمامك، حتى تنضج اللحظة، وهي لم تنضج بعد، فما يجري على المسار السعودي ـ الإيراني يجب أن يلاقي ما جرى ويجري على المسار الروسي ـ الأميركي، حتى نبدأ بدخول عهد التسويات، واستحضار قطر لبنانياً للمشاغبة وتحفيز السعودية لا يجعل قطر مؤهّلة للعب دور البديل، فالقضية في لبنان وسورية والمنطقة لا تزال مخاطر الفتنة السنية ـ الشيعية، ودون إطفاء نار هذه الفتنة، لن تدخل المنطقة عهد الاستقرار، وهذا منوط بإقلاع مسار التفاهم الإيراني ـ السعودي الذي يعرف اللاعبون الدوليون الكبار أنه ضرورة لا يعوّضها أيّ بديل مؤقت، وأنّ التطبيع الدولي مع إيران والحضور الروسي إلى المنطقة كانا ضروريّين لفتح الباب أمامها، ولهذا تتجه الأنظار لمواكبة ما سيجري في المؤتمر الإسلامي في جدّة وحضور نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، وما ستقوم به باكستان والصين اللتان كشفتا عن مبادرات وساطة بين إيران والسعودية.

بانتظار ذلك تبدو عملية ملء الوقت الضائع بالمبادرات، تحريكاً للأجواء وإنضاجاً للخيارات وتضييقاً لهوامش القرارات. ففي سورية لن يغيّر شيئاً في الميدان أن تقوم السعودية بتعطيل جلسة الحوار في جنيف بين الحكومة والمعارضة بتعيين ممثل «جيش الإسلام» محمد علوش بلقب كبير مفاوضي المعارضة، وأن يشترط ممثلو مؤتمر الرياض على استبعاد المكوّن الكردي من المشاركة في جنيف مهدّدين بالمقاطعة، فما سيحدث هو نسف جنيف بكلّ حال، والعودة إلى الميدان وحده ليقول الكلمة الحاسمة، قبل نضوج جنيف آخر بموعد آخر، بعدما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنّ تقييم موسكو لـ»جيش الإسلام» كتنظيم إرهابي لم يتغيّر، مع تأكيد آماله هو ونظيره الأميركي جون كيري بانعقاد هذه الجولة الحوارية من جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة.

لبنانياً وعلى إيقاع المبادرات الرئاسية، وآخرها تبني القوات اللبنانية ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، حملت الوقائع السياسية ما يشير إلى أنّ الزمن اللازم لدخول حلبة البرلمان لإنتاج رئيس لم تنضج بعد، فقد قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي، إنّ الترشيح لم يجعلنا أقرب للرئاسة، وقال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان إننا نؤيد الإسراع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، لكننا لسنا من دعاة التسرّع، فالأمور تحتاج إلى المزيد من التشاور والإنضاج، بينما دعا رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان إلى المزيد من التشاور.

رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، سهّل على المتابعين معرفة خلفية دعمه ترشيح العماد ميشال عون عبر إطلالته التلفزيونية على شاشة «أم تي في» ليلة أمس، بقوله إن لا سلة تفاهمات ترافق الرئاسة، وإنّ ترشيح العماد عون من قبل القوات يضع الطابة في مرمى حزب الله، مضيفاً، أنّ حزب الله إذا أراد فهو قادر أن يضمن تصويت كلّ حلفائه للعماد عون، متجاهلاً عمداً ما يعلمه الجميع من خصوصيات وحسابات ونمط علاقات تخالف كثيراً ما حاول جعجع إيهام جمهور التيار الوطني الحر بأنه الحقيقة، فيما هو يقول إن ما يجري من تنوّع وتباين في فريق الرابع عشر من آذار طبيعي، بينما ينتظر لفريق الثامن من آذار أن يسير بالعصا، متنصّلاً من أيّ مسؤولية في تسويق الخيار لدى حلفائه، وهو الحدّ الأدنى الذي يقوم به من يؤمن بخياره الذي لم يمض عليه أيام قليلة، متجاهلاً أيضاً مخاطر الفتنة الشيعية ـ السنية إذا تمّ السير بالاستحقاق الرئاسي دون تفاهمات عابرة لجميع المكوّنات، وما يجب أن يقوم به بتذليل فيتو حليفه الرئيس سعد الحريري والموقف السعودي المتمسك بالفيتو على عون، بينما أكد جعجع متانة علاقته رغم الترشيح بالسعودية، ما يدعو إلى التساؤل ألا يستحق قرار بحجم الترشيح من جعجع زيارة خاصة للرياض للقاء الحريري والمسؤولين السعوديين والعودة من هناك بدعم لقراره، طالما كما قال «أهل مكة أدرى بشعابها»، ومكة هنا هي الرئاسة اللبنانية التي قال إنها مسألة المسيحيين أولاً وله أن يقول لحليفيه الحريري والسعودي طالما طلبتم مني الانسحاب وقبلتم مرشحاً من الفريق الآخر، فاتركوا لي على الأقلّ أولوية الاختيار في الترشيح، كاشفاً بذلك أنّ الهدف من الترشيح هو فكّ العلاقة بين جمهور التيار الوطني الحر وحزب الله.

حردان من عين التينة: للإسراع لا التسرّع

أكّد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أنّ لبنان يمرّ اليوم بظروف دقيقة للغاية تحتّم إنهاء هذا الفراغ الكامل في المؤسسات، بدءاً بالشغور الرئاسي مروراً بالحكومة والمجلس النيابي المعطَّلَين، مشدّداً على أنّ «طاولة الحوار أنجزت مواصفات الرئيس، ويجب أن تنجز قانون الانتخاب وبقية البنود كسلّة متكاملة لإنقاذ لبنان، وهو الأمر الذي يحتاج إلى الإسراع وليس إلى التسرّع في تفعيل المؤسسات بدءاً من انتخاب رئيس الجمهورية، لأنّ الشغور لا يجوز أن يستمرّ، كذلك يجب تفعيل الحكومة لمعالجة مصالح الناس وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والأمني والاقتصادي».

كلام حردان جاء بعد زيارته ورئيس المكتب السياسي في «القومي» الوزير السابق علي قانصو الرئيس برّي في عين التينة، حيث قال ردّاً على سؤال عمّن هو مرشح الحزب القومي للرئاسة: «نحن نشارك في طاولة الحوار وقد طرحنا مواصفات الرئيس، ونملك وجهة نظر، لكن هذه المسألة تتعلّق بنتائج طاولة الحوار ووضع هذا الملفّ على طاولة كلّ طرف لدرسه، ونحن كحزب وكتلة نيابية ندرس الموضوع ونتّخذ منه موقفاً ونعلنه في الوقت المناسب».

… واستقبل وفد «التيار»

كذلك استقبل حردان وفداً من التيار الوطني الحر، ضمّ الوزير الياس بو صعب والنائب نبيل نقولا. وبعد اللقاء قال بو صعب: «الجنرال عون واضح في موقفه بأنّ هذا التفاهم لا يمكن أنّ يكون تفاهماً على حساب أحد، وهو حريص على أن يكون كلّ الأفرقاء في لبنان شركاء في إنتاج حلّ لمصلحة لبنان، وعلى أن لا يستثني الحلّ أحداً».

واعتبر حردان من جهته أنّ الشغور الرئاسي هو عُطل كبير في الحياة السياسية، ونتيجة هذا العُطل، الحكومة معطّلة، ومجلس النواب معطّل، لذلك «نحن مع تفعيل المؤسسات، بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية. ونحن نشدّد دائماً على هذا الأمر، لكي يُصان لبنان».

«الوطني الحر» يستكمل جولته

اتسعت دائرة الحركة السياسية الداخلية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، واستكمل الوفد المكلف من رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون جولته على الأفرقاء السياسيين لشرح أبعاد التقارب المسيحي الذي أفضى إلى ترشيح رئيس «القوات» سمير جعجع لعون، وزار رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل يرافقه النائب ابراهيم كنعان، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في الصيفي. وأشار باسيل بعد اللقاء إلى «أننا معنيون بأن نصنع اتفاقاً قائماً على أسس سياسية واضحة تسمح لنا بأن نؤدي دورنا الكامل وأن نرسي الشراكة الوطنية الحقيقية بشكل لا يُستثنى منه أحد».

أرسلان: عون وفرنجية أساسيان في المعادلة

وانتقل باسيل يرافقه وزير التربية والتعليم العالي الياس أبو صعب إلى خلدة، حيث التقى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان الذي أكد أنّ «العماد ميشال عون رقم أساسي في المعادلة السياسية ضمن خطنا السياسي وفي البلد، وكذلك الصديق العزيز سليمان بك فرنجية، ويبقى الأمر ضمن التشاور بين بعضنا البعض مع دولة الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون وسليمان بك وجميع القوى التي تجمعنا لنؤمن الوصول للحلّ النهائي بموضوع الرئاسي».

حمادة: اللقاء إيجابي جداً

وأكد مستشار الوزير أرسلان الدكتور سليم حمادة لـ»البناء» أنّ «اللقاء بين أرسلان ووفد التيار الوطني الحر هو لقاء تشاوري حول الوضع القائم بالملف الرئاسي، وكان اللقاء إيجابياً جداً، وقد كان موقف أرسلان صريحاً بأنّ هناك حاجة قصوى للتشاور بين مكوّنات فريقنا السياسي، خصوصاً بين الرئيس بري والسيد نصرالله».

وأوضح حمادة أنّ «موقف أرسلان ينطلق من مبدأ احترام حيثية الحلف السياسي القائم الذي يضمّ عون وفرنجية والذي لم ينفكّ لتاريخه، إنما هو في حالة تشاور دائم والخطوط مفتوحة بين عون وفرنجية وما يتفقان عليه نحن بصدد تأييده».

جعجع: ترشيح عون ليس ردّ فعل

وأعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أننا «بين عون وفرنجية نختار عون لأنه أحقّ، وذلك بسبب الصفة التمثيلية، كذلك فإنّ عون يُشبهنا نوعاً ما، بغضّ النظر عن الاختلافات طيلة السنوات العشر الماضية، لأنّ التيار الوطني الحر حزب سياسي كبير يمثل اللبنانيين في المناطق اللبنانية كلّها».

وأكد جعجع في حديث تلفزيوني أمس، أنّ «ترشيح عون لم يكن ردّة فعل صبيانية أو رداً على الرئيس سعد الحريري لترشيحه فرنجية»، موضحاً أنّ «ما حصل ليس انتفاضة، ذلك أنّ مجموعة ظروف تكوّنت وأدّت إلى ما حصل، أولها الوضع الذي وصل إليه البلد، خصوصاً بعد أزمة النفايات، وتلتها مسألة ترشيح فرنجية للرئاسة، ما دفعه إلى ترشيح عون».

أضاف: «الأمر الحاسم بترشيح عون هو أننا وصلنا إلى ترشيح فرنجية»، مشيراً إلى أنّ هناك قناعة كاملة بالخطوة التي قمنا بها ولم تكن ردّة فعل»، مشيراً إلى «أنّ ترشيح فرنجية للرئاسة دفعنا أكثر في هذا الاتجاه».

وحاول جعجع رمي الكرة في ملعب حزب الله حين كرّر اللازمة المعروفة بأنّ «التعطيل الاستراتيجي للرئاسة آتٍ من حزب الله الذي يضع شروطه، وإذا لم يكن حزب الله جدياً بدعم عون عندها سنقع بمشكلة كبيرة، وهذا يعني ان حزب الله لا يريد رئيساً وحينها علينا ان نجلس على الطاولة من جديد من اجل ايجاد الحلول».

أضاف: الحريري كان رأيه أنه علينا الوصول إلى أيّ رئيس لأنّ الفراغ لا يجوز وخطر جداً، أما رأيي فكان مختلفاً وهو أنه علينا أن نصمد حتى نصل إلى اتفاق، كي نصل بالرئيس الذي يمثل وجهة نظرنا ومشروعنا».

بري: الموقف الأخير والمناسب

ونقل النواب بعد لقاء الأربعاء أمس، عن الرئيس بري تكراره أنّ موقفه من ترشيح جعجع للعماد عون للرئاسة أو ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي بصفته رئيساً للمجلس، «يكون الموقف الأخير وليس الأول، وأنه سيتخذ الموقف المناسب بعد درس المواقف والمعطيات كلّها».

وجدد القول إنّ «لقاء عون ــــ جعجع هو خطوة متقدّمة تريح الساحة الوطنية والمسيحية، وتؤكد أن لا عداوات بين اللبنانيين، بل هناك خصومات سياسية».

بري بين عون وفرنجية

وأكدت مصادر نيابية لـ»البناء» أنه «لم يتمّ التطرق خلال اللقاء إلى الملف الرئاسي، ويبدو أنه بعد ترشيح جعجع لعون بات الأمر عند الوزير فرنجية الذي إذا قرّر الاستمرار بترشيحه، يعني أننا متّجهون إلى معركة انتخابية في المجلس، وإذا قرّر تأييد عون، فإنّ الأمر لن يؤدّي إلى انتخاب، لأنّ تيار المستقبل وإنْ رفض فرنجية الاستمرار بترشيحه فهو لن يؤيد عون».

وأكدت المصادر أنّ «بري رفض الإدلاء بأيّ رأي خلال لقائه النواب أمس، لأن مهمته هي جوجلة كلّ آراء القوى السياسية، وبالنهاية يتصرّف على أساس هذه الجوجلة كرئيس للمجلس، أما كرئيس حركة أمل فإنه سيدعو إلى اجتماع للمكتب السياسي الأسبوع المقبل لتحديد الموقف، لكن هو سيتصرف كرئيس للمجلس وليس كرئيس حركة أمل».

ورجحت المصادر أن يعمد رئيس المجلس إلى تأجيل جلسة 8 شباط، «لأنّ عون لن ينزل إلى المجلس النيابي في أيّ جلسة إلا بعد توفر النصاب لانتخابه، وهذا غير مؤمّن الآن، كما أنه غير مؤمّن للوزير فرنجية».

ولفتت إلى أنّ «الرئيس بري هو أحد الذين أيّدوا ترشيح فرنجية، وهو ينتظر الآن موقف الرئيس سعد الحريري والوزير وليد جنبلاط ليحسم موقفه إما الاستمرار بدعم فرنجية أو بدعم عون».

فرنجية مستمرّ بترشيحه

وأكدت مصادر نيابية في «كتلة لبنان الحرّ الموحد» لـ»لبناء» أنّ «موقف فرنجية أكثر من حاسم وأبلغه للجميع بأنه مستمرّ بترشيحه». وتوقّعت حصول لقاء بين الوزير فرنجية والوزير باسيل، ولم تستبعد المصادر توجّه فرنجية إلى الفاتيكان للتشاور في ما خصّ الملف الرئاسي، لكنها لم تدل بأيّ معلومات حول لقاءاته هناك.

الفيتو السعودي قائم

وأشار مصدر قيادي في التيار الوطني الحر إلى أنّ «الفيتو السعودي على العماد عون مستمرّ، ما يعني أنّ موقف الحريري سلبي من ترشيحه»، كاشفاً أنّ «السعودية أبلغت فرنسا بأنّ الفيتو على عون ما زال قائماً».

وأوضح المصدر أنّ «زيارات وفد التيار هدفها التشاور مع جميع المراجع وعلى رأسها الرئيس بري الذي هو قائد الأوركسترا في الانتخاب، وهو حليف، وحليف الحليف»، معتبراً أنّ «حزب الكتائب يسعى للحفاظ على موقعه الوسطي وينتظر موقف فرنجية ليبني على الشيء مقتضاه وهو بذلك يخالف شبه الإجماع المسيحي الممثل بالتيار العوني والقوات».

وتوقع المصدر زيارة يقوم بها باسيل إلى فرنجية خلال اليومين المقبلين، ورجّح أن «يكون موقف فرنجية إيجابياً وينسجم مع موقفه السابق بأنّ عون ما زال مرشحنا الأول حتى بعد إعلان الحريري عن مبادرته».

ورأى المصدر أنّ «قول فرنجية من بكركي إنّ من يردْني يعرف منزلي، هو بمثابة فتح الباب أمام التشاور والتفاوض تمهيداً للاتفاق على مرشح واحد بين الفريق الواحد».

الحريري: المبادرة مستمرّة

وأكدت مصادر نيابية في كتلة تيار المستقبل لـ»البناء» أن «الحريري أبدى ارتياحه أمام الوفد الذي التقاه في باريس للمصالحة بين التيار والقوات، واعتبرها بادرة إيجابية، وأعلن أنه مستمرّ بمبادرته ترشيح فرنجية وبأننا أمام مرشحَين، عون وفرنجية، وبالتالي الاتجاه للنزول إلى المجلس لانتخاب أحدهما».

ولم تعلّق المصادر على ما قيل بأنّ هناك فيتو سعودياً على عون، وأضافت أنه «رغم قول عون بأنه مع الطائف، لكنه لن ينزل إلى المجلس النيابي إذا لم يؤمّن النصاب ويرى أنّ المعركة محسومة لمصلحته».

مقبل من عين التينة: سأقترح الأسماء

على الصعيد الحكومي وتحديداً في موضوع التعيينات في المجلس العسكري، استقبل الرئيس بري نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل الذي أعلن بعد اللقاء «أنني أصبحت جاهزاً وقمت بالتحضيرات اللازمة في موضوع التعيينات، وعندما يُدرج رئيس مجلس الوزراء هذا الموضوع على جدول أعمال جلسة المجلس سأقوم بواجباتي كوزير للدفاع، وسأقترح الأسماء المدروسة، وعلى مجلس الوزراء أن يأخذ الإجراءات والبحث اللازم لتعيين الأشخاص المناسبين».

خليل: اتصالات لمعالجة العقوبات المصرفية

وفي موضوع العقوبات التي فرضت على المصارف اللبنانية، أوضح وزير المال علي حسن خليل في كلمته بعد لقائه نائب رئيس البنك الدولي حافظ غانم أنّ «لبنان قد بدأ حملة اتصالات على هذا الصعيد وهناك لجنة نيابية تتابع هذا الأمر، ونحن كوزارة مالية بصدد إعداد برنامج عمل بهذا الشأن يوضح بدقة مصلحة لبنان على هذا الصعيد»."

البناء:

علّوش الثاني وجعجع الأول

تحت هذا العنوان، كتبت "البناء": "أطلّت المملكة العربية السعودية على اللقاء المرتقب في جنيف وفقاً لمعادلة قوامها، إنْ كنتم تريدون إنجاح التفاوض بين الحكومة والمعارضة، فعليكم قبول الميليشيا التي تحمل على ظهرها الكثير من الإدانات الوطنية والسياسية والأخلاقية والإنسانية، ويتّسم تاريخها وحاضرها بالإرهاب، فشرط النجاح هو هذا الحمل الثقيل الذي يهدّد مستقبل سورية، ويبعدها عن السلم الأهلي وعن مشروع الدولة، ويزرع في طريق تقدّمها لغماً لا يعرف أحد موعد تفجيره ليطيح عندما تحين الظروف بما تبقى من سورية، بعد شلال الدماء التي قدّمها السوريون. علوش الثاني شرط سعودي للحلّ السياسي، والمعارضة التي تحوّلت من بلهاء إلى مأجورة مجرد بوق سعودي لترداد صدى قرار البلاط الملكي، وأطلّ محمد علوش الذي سُمّي كبير المفاوضين من جماعة الرياض، ليقول إنّ المعركة هي مع روسيا ومنعها من التدخل في الشأن السوري، ليصير الأمر ببساطة أمر عمليات لا مفاوضات.

أطلت الحكومة القطرية على الاستحقاق الرئاسي من بوابة القوات اللبنانية وتبنّيها لترشيح العماد ميشال عون، الذي جمع حول ترشيحه بدون حمل القوات أقلّ من نصف النواب بقليل، والقوات بما تحمل على أكتافها وفي تاريخها، ما قاله بلسان اللبنانيين ضميرهم الرئيس سليم الحص، لا تقلّ عن علوش الثاني، وتقول الترجيحات إنّ ترشيح العماد ميشال عون من قبل رئيس حزب القوات سمير جعجع، جعل وصوله إلى بعبدا أصعب، ما لم تحدث مجموعة من المتغيّرات تجعل ترشيح جعجع الحدث الهامشي في العملية الرئاسية، من ضمن مشاورات وطنية شاملة تنتج توافقاً ينتهي بتزكية العماد عون بإجماع وطني للرئاسة مقروناً بتفاهم على حكومة جديدة وقانون انتخابات نيابية، وربما تحالفات انتخابية تطمئن الجميع، فما جمعه العماد عون بترشيح حزب الله وحده له، تكفل بتبديد معظمه دخول جعجع على خط الترشيح، وأطلّ رئيس حزب القوات سمير جعجع ليقول إنّ الكرة باتت في مرمى حزب الله، فإنْ كان يريد رئاسة فعلاً ويريد عون فعلاً، فالأمر يُحسَم غداً، فتصير المعادلة شبيهة بمعادلة السعودية لسورية، وقوامها، لقد فخّخنا المسار الرئاسي فإنْ أردتموه، هذه هي الكلفة.

واشنطن ليست بعيدة عن المسارين السعودي والقطري، وهي تدرك أنهما لن يغيّرا موازين الميدان السوري ولا الخيارات التي ستعتمد في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وأنهما ليسا نهاية المطاف، بل بداية مسار المزيد من التفكيك والتعقيد، حتى ينضج السعودي في الميدان لخيارات سياسية جدية بقبوله وارتضائه المتغيّرات التي ستبدأ منها أيّ مفاوضات، وما يجري في مسار جنيف يقول إنّ الأمور عادت إلى الميدان وحده ليرسم اللوحة السياسية، فبعد شطب «جبهة النصرة» بات لزاماً حسم وضع «جيش الإسلام» في دوما، لتقلع محادثات جنيف، وأنّ العملية السياسية معطلة إلى أجل غير مسمّى.

مَن يظن أنّ المقاومة كخيار ومجموع قوى تتبنّاه، وفي طليعتها حزب الله مأزومون بترشيح جعجع لعون مخطئ، فالأمر ببساطة، أنّ حليفين مرشحين أمامنا، وخصمين متحالفين يرشّحان، وبدون تفاهم إحدى الثنائيتين أو كلتيهما، أيّ المرشحين عون وفرنجية من ضمن منظومة التحالف مع المقاومة، أو تفاهم صاحبي الترشيحين من ضمن المنظومة المقابلة، فسيكون من الصعب وضع الرئاسة على سكة الوصول إلى محطة النهاية، ولن يحرج المقاومة الكلام معها ومع جمهورها بلغة الابتزاز والتحدّي لتقع في فخ الاختيار بين حليفين يرشح كلّاً منهما خصمٌ.

ما بين سورية والعملية السياسية، بمثل ما بين لبنان والرئاسة، نفاد أوراق المناورات السياسية والعودة للتسليم بأنّ موازين القوى تغيّرت في المنطقة وتتابع التغيير، وما لا يتحقق اليوم ويبدو صعباً، فسيتحقق غداً ويبدو سهلاً، وما يملكه الآخرون أن يجعلوا الكلفة على الناس أغلى بعنادهم ومكابراتهم، ومسايرة الآخرين لهم، بانتظار أن يفهموا أنّ الأمور قد تغيّرت، وأنّ عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء."