كتب رئيس البعثة المسؤولة عن العلاقات البرلمانية مع إيران في البرلمان الاوروبي "إلدار ماميدوف" مقالة نشرت على موقع "لوب لوغ" تطرق فيها الى نقاش أجراه البرلمان الاوروبي
كتب رئيس البعثة المسؤولة عن العلاقات البرلمانية مع إيران في البرلمان الاوروبي "إلدار ماميدوف" مقالة نشرت على موقع "لوب لوغ" تطرق فيها الى نقاش أجراه البرلمان الاوروبي خلال الايام القليلة الماضية حول الازمة المتصاعدة بين ايران و السعودية.
ورأى الكاتب الذي يعمل ايضاً مستشاراً سياسياً للحزب الديمقراطي الاجتماعي في البرلمان الاوروبي، أن هذا النقاش قد سلط الضوء على تحوّل يحصل منذ فترة في المواقف الاوروبية تجاه ايران و السعودية. ولفت إلى أن الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي "فيدريكا موغريني" قد أوضحت في التصريحات التي ادلت بها خلال جلسة النقاش أن الاتحاد الاوروبي لا ينظر الى الاتفاق النووي مع ايران على انه هدف بحد ذاته،و انما على انه استثمار بعلاقة اكثر بناءة مع ايران.
ولفت الكاتب إلى أن الاتحاد الاوروبي قام قبل بالبدء بتنفيذ بالاتفاق النووي بتشكيل فريق عمل لبحث مجالات التعاون المحتملة مع ايران. وأضاف أن الشركات التجارية الاوروبية تبحث عن الفرص في ايران بعد رفع العقوبات.
العلاقة مع السعودية تراجعت
وقال إن الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها أوروبا وأزمة اللاجئين، وما تعيشه منطقة الشرق الأوسط دفع بالأوروبيين إلى إجراء فحص دقيق و غير مسبوق للسياسات الخارجية و الداخلية السعودية، موضحاً أنه و "لأول مرة" هناك نقاش "حقيقي" يجري داخل الاتحاد الاوروبي حول العلاقات مع السعودية.
وبحسب الكاتب فقد سلطت جلسة البرلمان الاوروبي الأخيرة الضوء على التدخل السعودي في اليمن و الدور الاوروبي في دعم هذا التدخل. و أضاف أن عضو الحزب الديمقراطي الاجتماعي (ثاني اكبر الاحزاب في البرلمان الاوروبي) "ريتشارد هويت" قد تساءل عن قانونية صفقات بيع السلاح من قبل بعض دول الاتحاد الاوروبي لايران. و رجح الكاتب ان تكون هذه الصفقات تشكل انتهاكاً للقانون الانساني الدولي بسبب ما تقوم به السعودية في اليمن،لافتاً بالوقت نفسه الى المخاوف من أن الحرب السعودية قد سهلت اعادة نشوء تنظيم القاعدة في اليمن.
القوانين السعودية شبيهة بممارسات داعش
وتحدث "ماميدوف" عن صدور قرار عن البرلمان الاوروبي عام 2015 حمّل السعوديين مسؤولية انتشار الوهابية في العالم و شبه القوانين السعودية بممارسات داعش.
وذكّر بكلام "موغريني" خلال الجلسة الأخيرة بأن الاتحاد الاوروبي لا يريد الانحياز لصالح طرف معين، و إنما المساعدة على انشاء هيكلية امنية في الشرق الاوسط مبنية على التعاون، شبيه بالهيكلية الامنية الموجودة في الاتحاد الاوروبي.
وعلق أن الاتصالات الرسمية و ابحاث الاكاديميين و مراكز الدراسات تبين أن ايران اكثر قبولية لهذه المقترحات من السعودية،إذ أن الاحادية يبدو انها تسيطر على سياسة الدولة في الرياض.
ورأى "إلدار ماميدوف" أن الهجمات الارهابية في أوروبا وأزمة اللاجئين، أظهرتا مدى ترابط أمن الاتحاد الاوروبي بأمن الشرق الاوسط، قائلاً :وعليه فإن من مصلحة الاتحاد الاوروبي تشكيل بيئة أمنية شاملة تدمج كل من ايران و السعودية.