21-11-2024 04:09 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 22-01-2016: تريث سياسي في إعلان الموقف من ترشيح جعجع لعون

الصحافة اليوم 22-01-2016: تريث سياسي في إعلان الموقف من ترشيح جعجع لعون

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 22-01-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الملف الرئاسي اللبناني وخاصة بعد ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لزعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون للرئاسة..


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 22-01-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الملف الرئاسي اللبناني وخاصة بعد ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لزعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون للرئاسة..

السفير
«العهد السعودي الجديد» لن يدفع.. والجيش يبحث عن تمويل بديل
ورثة الملك عبدالله يتنصلون من «المليار».. والحريري مُحرَج

وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لولا البيان الصادر عن وزارة الداخلية اللبنانية السبت الماضي، لما كان معلنا، ولا معروفا، أن هبة المليار دولار السعودية للبنان، غداة اقتحام عرسال وأسر العسكريين، قد ماتت، على مسافة قريبة من وفاة صاحبها الملك عبدالله بن عبد العزيز.

هكذا، وبسطرين مقتضبين، انهت وزارة الداخلية الرحلة الطويلة للهبة السعودية الثانية ذات المليار الواحد لمكافحة الارهاب. النعي ورد عرضا في بيان خصصته الوزارة السبت الماضي، لتعليل إلغاء عقود لتجهيز مطار بيروت تقنيا، بانقطاع التمويل المقرر لها عبر الهبة السعودية الثانية، وتوقفها «لاسباب تتعلق بالواهب» من دون ان توضح ماهيتها، فيما كان ينبغي أن يصدر الاعلان عن الرئيس سعد الحريري، الذي حضر خصيصا الى بيروت يوم الجمعة في الثامن من آب 2014، للاعلان من السرايا الكبيرة بأنه يحمل هبة المليار المخصصة «لمواجهة الارهاب»، بعدما وضعها الملك عبدالله في عهدته شخصيا، وليس في عهدة الحكومة اللبنانية، من أجل تجاوز الاجراءات البروتوكولية، وبالتالي التفاهم على آلية سريعة لصرفها، وفق احتياجات المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية.

غير أن البيان نفسه الصادر عن وزارة الداخلية، ترك للحكومة اللبنانية مسؤولية البحث عن مصادر تمويل اخرى للوفاء بالعقود الموقعة (تصل الى نحو ٧٠٠ مليون دولار)، وأبرزها تلك المتعلقة بتسليح الجيش اللبناني، خصوصا بطائرات تنسجم واهداف الحرب على الارهاب، وعلى الارجح، ستضطر الحكومة الى إلغاء تلك العقود في ظل واقع الأزمة المالية والاقتصادية.

ماذا عن «الاسباب التي تتعلق بالواهب» لتعطيل هبة المليار؟

ينبغي البحث عنها في الخلافات المتفاقمة داخل الاسرة الحاكمة في السعودية حول من ينبغي له ان يمول «الهبة»، سواء من المالية العامة السعودية، او من ورثة الملك الراحل عبدالله.

وفي المعلومات، أنه عندما توفي الملك عبدالله في الثاني والعشرين من كانون الثاني الماضي، جرى حصر ارثه المقدر بـ ٣٨ مليار دولار، وقد تبين ان نصف المبلغ قد جرى تخصيصه، بقرار من الملك عبدالله قبل وفاته، لمؤسسة الملك عبد العزيز العالمية للاعمال الانسانية. كما تبين انه كان قد مول هبة المليار، تحت اشراف الرئيس الحريري، من ماله الخاص، وليس من المالية العامة، وهو ما تدفع به المالية العامة السعودية في معرض تبرير قرارها القاضي بالتوقف عن تمويل الهبة.

ووفق معلومات «السفير»، فان الورثة يطالبون المالية العامة بتعويضهم المبالغ التي صرفت في اطار هذه الهبة. وهناك سجالات فقهية وشرعية تدور في المحاكم السعودية بهدف تحديد الجهة السعودية التي ينبغي ان تمول عقود التسلح التي ابرمها لبنان، علما انه عندما تمت الاستعانة برئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري اعطى جوابا يصب في خانة إلزام ورثة عبدالله بتمويل الهبة وليس الديوان او وزارة المال!

وكانت رحلة «المليار» قد بدأت في آب ٢٠١٤، عندما اضاف الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز هبة عينية من مليار دولار، الى هبة المليارات الثلاثة لتجهيز الجيش اللبناني في تشرين الثاني ٢٠١٣عن طريق الفرنسيين حصرا. على هذا الأساس، عاد سعد الحريري فجأة الى بيروت، ليبدأ في ظلال الهبة الجديدة حملة سياسية واعلامية، بدا معها وكأنه رئيس الوزراء الفعلي، حيث كان يجتمع بقادة الاجهزة الامنية والعسكرية، ليخص كل قطاع بحصة من المليار الذي كان الواهب السعودي قد وضعه تحت عنوان «مكافحة الارهاب»، تعويضا عن تعثر هبة المليارات الثلاثة وتأخر تسليح الجيش اللبناني، في ساعات معركة عرسال الحرجة مطلع آب ٢٠١٤.

وبحسب المعلومات المتوفرة لـ»السفير»، لم تتجاوز الاعتمادات الحقيقية التي تم صرفها من المليار دولار اكثر من ٣٠٠ مليون دولار، فيما كانت اللوائح الاولى لتوزيع الهبة المفترضة، قد رصدت أكثر من ٥٠٠ مليون دولار للجيش اللبناني، ٢٥٠ مليون دولار للامن الداخلي، و١٥٠ مليون دولار للامن العام، ونحو ٥٠ مليون دولار لجهاز امن الدولة. وكان الامن العام الأسرع بين المؤسسات اللبنانية في تمويل العقود التي اقترحها (110 من 150 مليون دولار)، اذ استطاع بعد شهرين من انطلاق الهبة، تنظيم مناقصات وإبرام عقود، وتمويل مشاريع إعادة التجهيز، وأبرزها جواز السفر البيومتري.

وانفقت الحكومة اللبنانية ما يقارب ١٢٠ مليون دولار على مؤسسة قوى الأمن الداخلي واجهزتها. ودفعت ١٠ ملايين دولار من الاعتمادات المرصودة للجيش، دفعة اولى لتمويل عقود تجهيز وتسليح رئيسية مع الولايات المتحدة.

لكن الجيش اللبناني سيكون اول من يدفع ثمن اضمحلال الهبة، بتجميد بعض العقود التي تم توقيعها لتمويلها من المليار دولار. اذ وقع لبنان فور الحصول على الهبة، عقدا مع الولايات المتحدة في 19 ايلول ٢٠١٤، لشراء ١٨ مروحية نقل خفيفة من طراز «هيواي – ٢» بقيمة ١٨٠ مليون دولار. وفي 4 حزيران ٢٠١٥، وقع عقدا آخر لشراء ألف صاروخ «هيل فاير 2» المضاد للدروع بقيمة ١٤٦ مليون دولار، و٦ طائرات «سوبر توكانو»، وقع لبنان عقدا لشرائها في 9 حزيران ٢٠١٥ بقيمة ٤٦٢ مليون دولار. والطائرة الاميركية الصغيرة، مدنية في الاصل اجرى المصنع تعديلات عليها، واضاف محركا ثانيا لها، لكي تتمكن من حمل كميات اضافية من الاسلحة، وهي تقوم بمهمات استطلاع واسناد جوي، ويبلغ مدى عملها ١٨٠٠ كلم، وهي مثالية لعمليات مكافحة الارهاب.

وتتضمن الصفقة تجهيز «السوبر توكانو» بصواريخ «هيدرا ٧٠» موجهة، ومنظومة ناثرة شهب مضادة للصواريخ. وفي غمرة التفاؤل ايضا بوجود تمويل سعودي، وقع اللبنانيون في ٢٢ تموز ٢٠١٥عقدا مع الولايات المتحدة لشراء ١٠٠٠ صاروخ «تاو» مضاد للدروع، و٥٠٠ صاروخ «تاو» مضاد للتحصينات، وخمسين قاذفا بـ٢٤٥ مليون دولار. وتبلغ قيمة المشتريات اللبنانية من الولايات المتحدة ما يزيد عن المليار دولار، في حين ان حصة الجيش الاولية من هبة المليار، لم تكن تتجاوز نصف المليار، من دون ان يعرف، ما اذا كان الفائض عن الحصة، يملك تمويلا مستقلا عن المليار، وخطة مسبقة لتمويله، خصوصا ان أيا من الاسلحة المتعاقد عليها لم يجر تسليمها حتى الان.

وبحسب مصادر واسعة الاطلاع، فان آلية صرف الاعتمادات وتمويل العقود، كانت تمر قبل كل شيء لدى الجانب السعودي وليس لدى اي طرف لبناني، وان الرئيس سعد الحريري لم يكن سوى الواجهة السياسية والاعلامية في لبنان. وتقول المصادر ان العروض والملفات الفنية كانت ترسل الى السعودية لدرسها، والموافقة على شرائها، قبل ابرام اي عقد من قبل السلطات اللبنانية، مع اي من الدول، مما يعني ان كل العقود المبرمة قد حازت موافقة سعودية مسبقة.

وبحسب المعلومات فان اللبنانيين تلقوا وعودا كثيرة، خلال المراجعات مع الجهة المشرفة على الهبة، لتمويل العقود، وتحرير الارصدة المطلوبة، من دون ان يصل منها سوى الدفعة الاولى، التي لم تتجاوز عشرة ملايين دولار.


النهار
واشنطن لا تتبنّى مرشحاً وتذكّر بـ"ثوابت"
تريّث داخلي واسع و8 آذار بحكم المؤجلة

وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "اتسمت الحركة السياسية في الساعات الاخيرة بتريث القوى السياسية الرئيسية في تحديد مواقفها من ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية بما خالف الكثير من التوقعات ان تحفل نهاية الاسبوع باكتمال فصول الفرز السياسي حول هذا الترشيح. واذا كان بعض الانطباعات بدأ يروج لمنطق ان ترشيح العماد عون يسير بدوره على خطى ترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية بمعنى ان الترشيحين مطروحان لكنهما عالقان من دون أي امكان لحسم احدهما، فان أوساطاً مطلعة تواكب حركة الاتصالات الناشطة في كل الاتجاهات قالت لـ"النهار" إن ثمة فارقاً بين ردود الفعل التي اعقبت كلاً من الترشيحين بما يجعل الحديث من الآن عن مصير مشابه لهما متعجلاً.

ذلك ان البعد المتعلق بالمصالحة المسيحية على قاعدة ترشيح عون جعل القوى المعنية تتريث كثيراً في اتخاذ مواقف فورية من الترشيح الذي أعلن من معراب لان هذا البعد يكتسب حساسية عالية يصعب على المؤيدين لترشيح عون كما على رافضيه تجاهله. ولفتت الاوساط الى انه اذا كان "اللقاء الديموقراطي" برئاسة النائب وليد جنبلاط أصدر موقفه أمس على قاعدة الانفتاح الكبير على التقارب المسيحي – المسيحي ومن ثم ترك الجسور قائمة في كل من اتجاهي عون وفرنجية ولو أعلن "اللقاء" تمسكه بترشيح النائب هنري حلو، فان هذا الموقف بدا "نموذجياً" حيال مرحلة اعادة الحسابات والتروي في اتخاذ المواقف النهائية التي بدا فيها ان العماد عون ورئيس حزب "القوات" نجحا في احداث نقلة مهمة ونوعية في اتجاهها عبر البعد المسيحي لمبادرتهما.

وعلمت "النهار" ان البيان الصادر عن "اللقاء الديموقراطي" أمس بعد إجتماعه برئاسة جنبلاط، جاء "مدروسا بدقة" وفق توصيف مصادر المجتمعين بما فيه تأكيد إستمرار ترشيح النائب حلو. وقد رحب "اللقاء" بالمصالحة المسيحية – المسيحية وأكد استمرار ترشيح النائب حلو لكنه "ثمن خطوة ترشيح فرنجية " كما اعتبر ان ترشيح عون "يلتقي مع المواصفات التي تم الاتفاق عليها في هيئة الحوار الوطني". وأشاد جعجع بهذا البيان فيما اتصل عون بجنبلاط شاكراً له هذا الموقف.

غير ان العلامة الفارقة في تريث القوى الاساسية برزت خصوصا عبر اتجاه واضح لدى "حزب الله " الى الامتناع عن اتخاذ أي موقف سريع مما جرى في معراب اذ ألغت كتلة "الوفاء للمقاومة " اجتماعها الاسبوعي أمس وسط معطيات تشير الى ان الحزب ربما أحرجه شكلاً على الاقل الضغط الكبير الذي مارسه جعجع في تحميل الحزب مسؤولية ترجمة دعمه للعماد عون بعدما توافر لعون دعم "القوات"، فلم يرد الحزب الانخراط في رد مباشر أو غير مباشر على جعجع لئلا يخضع موقف الحزب لتفسيرات لا تلائمه.

الكتائب
في المقابل، من المقرر أن يعقد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مؤتمراً صحافياً في الخامسة والنصف عصر اليوم في بكفيا لإعلان موقف الحزب من الاستحقاق الرئاسي والذي وصفته مصادر كتائبية لـ"النهار" بإنه "يتخطى الترشيحات الحالية".

على صعيد متصل، علمت "النهار" من مصادر سياسية شاركت في الاتصالات الرئاسية الاخيرة أن جلسة الانتخاب المقررة في 8 شباط المقبل صارت بحكم المؤكد مؤجلة بسبب فقدان النصاب، وسيكون الغياب عنها مشتركاً بين 8 و14 آذار ,وهذا يمثل مؤشراً لكون موقف المقاطعة ستتخذه 14 آذار إذا كانت الجلسة ستفضي الى نتائج لا تقبل بها. وأعتبرت ان المواقف التي لم ترفض ترشيح عون لا تعني أنها تؤيده وقد إقتصر التأييد حتى الان على جعجع والموقف النظري لـ"حزب الله". ورأت ان إحياء النائب جنبلاط إسم المرشح حلو هو بمثابة التحصّن وراء حاجز المرشح المستقل مع أرجحية تأييد فرنجية على عون. وفي الوقت نفسه لا يزال "المستقبل" مع ترشيح فرنجية.وأشارت الى أن عدم صدور موقف عن "حزب الله" لا يعني التخلي عن عون وإنما يعني عدم جهوزية الحزب حالياً لإتخاذ موقف. وأوضحت إن هناك أكثرية تدعم فرنجية حالياً تصل الى أكثر من النصف زائد واحد مع أخذ الأصوات الخمسة للكتائب والتي ستشكل فارقاً، في الاعتبار.

وأبلغت اوساط نيابية مواكبة للاستحقاق الرئاسي "النهار" أن الفرملة التي طغت على مواقف مختلف الاطراف تعود الى أن البوانتاج الدقيق لما يمكن أن تنتهي اليه جلسة الانتخاب إذا ما انعقدت يشير الى توزّع الاصوات بين العماد عون والنائب فرنجية مناصفة تقريباً مع فارق صوت أو صوتيّن لأحدهما مما يشكل مغامرة في وجه الجميع وخصوصاً العماد عون الذي يشترط الاجماع قبل النزول الى الجلسة.

ويسود اقتناع داخل أوساط نيابية من قوى 14 آذار انه يجب التريّث في الخيارات الرئاسية الحالية كي لا يدفع لبنان ثمن التسويات الاقليمية بعد فوات الاوان.

الى ذلك لفتت مصادر واكبت التحرك الاخير في إتجاه الرياض عبر "النهار" الى أنه لا صحة لما قيل عن فيتو سعودي على ترشيح العماد عون والصحيح هو أرجحية خيار دعم ترشيح النائب فرنجية.

واشنطن والاستحقاق
في غضون ذلك، نقل مراسل "النهار" في واشنطن هشام ملحم أمس عن مسؤولين أميركيين معنيين بشؤون الشرق الاوسط انهم يتابعون باهتمام الحراك السياسي في لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية، لكنهم باستثناء التذكير بخطورة استمرار الفراغ الرئاسي لن يبحثوا في اسماء المرشحين ويتركون للبنانيين اختيار الرئيس.

وقال هؤلاء المسؤولون إنهم غير واثقين من ان الحراك الراهن سواء كان متعلقا بترشيح النائب فرنجية او بترشيح العماد عون سيؤدي فعلا الى انتخاب رئيس. وأوضح أحدهم أن "موقفنا كان ولا يزال ثابتاً، لن نؤيد مرشحاً معيناً ونذكر الجميع بان استمرار الفراغ الرئاسي ليس في مصلحة لبنان". لكنه تحدث عن ضرورة التزام المرشح الرئاسي "علناً لبعض الثوابت مثل قرارات مجلس الامن ذات الصلة بلبنان، بالاضافة الى الاتفاقات الداخلية وتحديدا اتفاق بعبدا وسياسة النأي بالنفس عن التدخل في النزاع السوري".

ويشار الى ان واشنطن ستستقبل مطلع الشهر المقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي على رأس وفد عسكري لاجراء محادثات تتعلق بمراجعة التعاون العسكري بين الولايات المتحدة ولبنان.


الأخبار
الحريري لفرنجية: باقون معك!

كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "أكد الرئيس سعد الحريري في اتصال مع النائب سليمان فرنجية أنه مستمر في دعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية طالما بقي مرشّحاً. فيما أكدت مصادر في 14 آذار أن تيار المستقبل «مقتنع بأن فرنجية لن ينسحب من السباق، وبأن الموقف السعودي منه ثابت ولن يتغيّر».

لم تغيّر «مشهدية» معراب، ودعم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيح النائب ميشال عون، في موقف الرئيس سعد الحريري. ورغم حرص الأخير على عدم الظهور بمظهر «الرافض للإجماع المسيحي» بعد التحالف المستجدّ بين عون وجعجع، علمت «الأخبار» أن الحريري أكّد لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، في اتصال جرى بينهما أول من أمس، استمرار تيار المستقبل في دعم ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية.

ونقلت مصادر بارزة في 14 آذار عن تيار المستقبل أنه «سيبقى الى جانب ترشيح سليمان فرنجية، ما بقي مرشحاً، ولا تغيير في الموقف المغطّى سعودياً». وأضافت أن المستقبل «مقتنع بأن فرنجية لن ينسحب من السباق، وبأن الموقف السعودي منه ثابت ولن يتغيّر». وأكّدت المصادر أن هذا أيضاً هو موقف الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، «وكلّ من الأطراف الثلاثة يعبّر عن موقفه بالطريقة التي تناسبه: جنبلاط بالعودة الى مربع ترشيح هنري حلو، وبري بعدم الحكي، والمستقبل بعدم الترشيح العلني». وأشارت الى أن ثلاثي بري ــ الحريري ــ جنبلاط «لا يرى أن اجتماع معراب يختصر التمثيل المسيحي أو يمثل إجماعاً مسيحياً».

مصادر أخرى قالت لـ«الأخبار» إن «الحريري أبلغ فريقه حرصه على ألا يبدو تيار المستقبل مستاءً من الإجماع المسيحي»، إلّا أنها أكّدت أنه «أعطى إيعازاً بمقاطعة جعجع».

وبحسب مصادر «وسطية»، فإن «جعجع كان سبق أن عقد اتفاق جنتلمان مع الحريري يقضي بعدم ترشيحه عون إذا لم يعلن الحريري ترشيح فرنجية رسميّاً»، لكنه «انقلب على الاتفاق بعدما استفزّه اللقاء الثاني بين الحريري وفرنجية في باريس وما دار خلاله، وبعد أن نُقل إليه عن لسان رجل الأعمال جيلبير الشاغوري أن فرنجية سيزور الفاتيكان ويلتقي البابا فرانسيس بحضور البطريرك بشارة الراعي والحريري، قبل أن يتبيّن أن هذا الكلام عارٍ من الصحة، وينفيه الراعي وفرنجية معاً».

ولم يخرج موقف جنبلاط أمس عن سياق التوقعات التي رُسمت له خلال الأيام الماضية، مع إعلان كتلة اللقاء الديموقراطي تمسّكها بترشيح النائب حلو لرئاسة الجمهورية، هرباً من تسجيل موقف واضح، وخشية أن يُحسب الموقف «اعتراضاً على الإجماع المسيحي»، خصوصاً في ظلّ ترحيب غالبية الأطراف بـ«التوافق المسيحي». وقد رحّب بيان كتلة اللقاء الديموقراطي بـ«المصالحة المسيحية ــ المسيحية»، وأكد «استمرار ترشيح حلو الذي يمثل خط الاعتدال ونهج الحوار»، مثمّناً «خطوة ترشيح النائب سليمان فرنجية». ورأى أن «الترشيح الحاصل لعون يلتقي أيضاً مع المواصفات التي تم الاتفاق عليها في هيئة الحوار الوطني، مع التأكيد أن هذه المواصفات لا تلغي دور المعتدلين في الحياة السياسية اللبنانية». وقد تلقى جنبلاط اتصالاً من عون شاكراً له موقفه، فيما ثمّن جعجع موقف الزعيم الاشتراكي «الميثاقي بطبعه».

وعلمت «الأخبار» أن الوزير وائل أبو فاعور وضع الوزير يوسف سعادة في أجواء الموقف العلني الذي سيصدر عن الكتلة. وقالت مصادر مقرّبة من زعيم الاشتراكي إن وائل أبو فاعور الذي عاد من الرياض أول من أمس، بعدما التقى مدير المخابرات السعودي خالد الحميدان والحريري، عاد بأجواء سعودية سلبية تجاه جعجع، وبانطباعات عن أن «لا أحد مستعجل على الرئاسة اللبنانية».

وفي وقت يتردّد فيه أن خطوة جعجع دعم ترشيح عون تحظى بغطاء أميركي، خصوصاً في ظلّ الموقف القطري الداعم للخطوة، قالت مصادر متابعة إنه «حتى الآن لم يلتقط أحد أي إشارة على جدية تغطية الأميركيين لخطوة جعجع». ووصفت المصادر أداء القائم بالأعمال الأميركي ريتشارد جونز، في اليومين الماضيين، بـ«الأداء الاستطلاعي للمواقف»، وبدا أن جونز من خلال جولاته «يحاول أن يفهم ردود الفعل ومواقف الأطراف».

وحول ما يحكى عن سيناريوات لجلسة انتخاب الرئيس في 8 شباط المقبل، يشير أكثر من مصدر الى أن قوى 8 آذار ليست في وارد أن تذهب إلى جلسة الانتخاب ليتنافس فيها مرشّحاها، وبالتالي من المرجّح أن تتمّ مقاطعة الجلسة أو أن يعمد الرئيس برّي إلى التأجيل إلى حين الوصول إلى تفاهم عام.

الى ذلك، علمت «الأخبار» أن الاتصال بين الوزير جبران باسيل وسعادة، قبل مغادرة الأول إلى دافوس أول من أمس، كان إيجابياً، وتم الاتفاق على استمرار التواصل واللقاءات. وتردّد أن باسيل في صدد إعداد الأجواء لزيارة يقوم بها عون إلى بنشعي بعد عودة وزير الخارجية.

وفي السياق نفسه، يعلن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل موقف حزبه في مؤتمر صحافي اليوم. ويُرجّح أن ينحو الكتائب نحو اللقاء الديمقراطي في اعتماد لغة دبلوماسية، نقل أكثر من مصدر عن الجميّل أنه «عبّر أمام أكثر من طرف بأن الكتائب أكثر المتضرّرين من التحالف القواتي ــ العوني».

النفايات
من جهة أخرى، أعلن الوزير أكرم شهيّب، في برنامج «كلام الناس» مع الزميل مارسيل غانم، أن «يوم 6 شباط هو موعد توقيع العقد مع شركة ترحيل النفايات، وفي 28 منه سيتم أمر المباشرة بالعمل». وأشار شهيب إلى أن «خطة النفايات التي تشاورنا حولها مع كافة القوى السياسية، أسقطت في ليلة سوداء لأسباب ليس لها علاقة بالبيئة، بل لحسابات الطوائف والمصالح والسياسة»، وأن «المطامر رُفِضَت، وقلة من الناس وقفوا الى جانبي، وكل القوى السياسية التي وعدتني بتسهيل الحلول لم تفِ بوعودها».


اللواء
«الترشيح المأزوم»: الكُتل تنأى بنفسها .. والتصدُّع يضرب «تحالفات الأمس»
«المستقبل» تعتبر النصاب في ساحة حزب الله .. و8 آذار لن تُشارِك بجلسة يقاطعها السُنّة!

بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "رحى الرئاسة يدور، ولكن على نفسه... ثمة جعجعة ولا أحد يرى طحناً.

هذا هو الانطباع العام، في اليوم الخامس لدعم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

وما خلا حركة السفير الفرنسي في بيروت ايمانويل بون والذي لم يقدم أوراق اعتماده بعد نظراً للشغور الرئاسي والذي التقى على مدى ساعتين جعجع في معراب أمس، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، في ظل دعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كلا من المملكة العربية السعودية وإيران للمساعدة في إنهاء الشغور الرئاسي، وفي ظل تأكيد مصدر مأذون في وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس لا تميل إلى مرشّح على حساب آخر، وجل ما يعنيها هو انتخاب رئيس في أسرع وقت مناسب.

وبصرف النظر عن استمرار التجاذب الحاصل بين الرياض وطهران، وما يتردد في الأندية السياسية والدبلوماسية عن مواقف إقليمية من «خطوة معراب»، فإن ما عكسته المعطيات الحاصلة على الأرض يكشف ان التريث ما يزال سيد الساحة، وفقاً لما نشرته «اللواء» في عددها أمس.. و«الكل عم يقطش قريعة»، وفقاً للمثل الشعبي السائر، تارة بذريعة ان اتفاق المسيحيين الأقويين يحتاج إلى بعض الوقت، لفك الغازه، وتارة ان لا أحد يريد ان «يلعب» بالاستقرار على مذبح الرئاسة، وأن كانت الرئاسة هي مدخل تثبت هذا الاستقرار.

«حزب الله» و«المستقبل»
على ان لعبة المجاملات هذه، لم تمنع إعادة تأكيد تيّار «المستقبل» على ان «حزب الله» هو الذي عطل النصاب في جلسات الانتخاب السابقة، وهو وحده القادر على تأمين هذا النصاب لإنهاء الشغور الرئاسي.

وهذا الموقف لا يقبله «حزب الله» الذي يعتبر نفسه أدى قسطه للعلى حين نصّب عون مرشحاً وحيداً للرئاسة، وهو ما يزال على موقفه، وأن الكلام من ان الكرة في ملعب الحزب، وفقاً لما قاله قيادي بارز في 8 آذار لـ«اللواء»: «تهمة زور باطلة».

اما مسألة النصاب فهي عند تيّار «المستقبل» يضيف هذا القيادي، لأنه في حال قاطع «المستقبل» الانتخابات الرئاسية حتى ولو توفّر النصاب لانتخاب عون، فإن هذا يعني ان قوى 8 آذار لن تقبل، الإخلال بالميثاقية والمشاركة في أية جلسة يقاطعها «المستقبل»، أي السُنة في لبنان.

وفي ردّ على جعجع، من ان الكرة في ملعب «حزب الله»، تساءل القيادي في 8 آذار: هل يتمكن جعجع من إقناع الرئيس سعد الحريري النزول إلى المجلس والتصويت لعون؟

والمشكلة، يضيف هذا المصدر، ليست في توسط الحزب لاقناع النائب سليمان فرنجية بالانسحاب والرئيس نبيه برّي بدعم النائب عون، بل عند «المستقبل» الذي لا يريد وصول عون إلى الرئاسة الأولى.

من جهته، يرد «المستقبل» على لسان مصدر نيابي ان موقف الكتلة واضح، وهو ان للمجلس الكلمة الفصل، بمعنى ان تكون هناك انتخابات بين مرشحين، وفي هذه الحالة نحن مستعدون للنزول إلى المجلس، اما في حال فرض مرشّح واحد، فكل الاحتمالات واردة.

وقائع
لكن هذا السجال، عبر محطات التلفزة والمصادر التي لم تكشف تماماً عن هويتها، لا ينفي تسجيل الوقائع التالية:
1- غياب موقف حزب الله العلني والمباشر لا سيما، بعد ان امتنعت كتلة الوفاء للمقاومة عن الاجتماع، أو اجتمعت سراً من دون ان تصدر بياناً كانت تنتظره الأوساط النيابية السياسية باعتباره مؤشراً على مسار جلسة 8 شباط، ان لم يكن مفتاحاً لها.
2- تبلغ «حزب الله» مرّة جديدة، وبعد لقاء معراب، من النائب فرنجية انه ما يزال مرشحاً للرئاسة وأنه غير معني بأي وساطة أو لقاء مع «التيار الوطني الحر»، وانه يعتبر ترشيح جعجع لعون بمثابة «مجزرة أهدن» سياسية جديدة.
3- تفيد معلومات «اللواء» ان فريق 8 آذار يشهد نقاشات حامية الوطيس حول الخيار الأصلح، في ضوء استمرار ترشح فرنجية وترشيح جعجع لعون، لا سيما وأن الرئيس برّي الذي لا يُبدي حماساً لوصول عون إلى بعبدا، ما يزال على دعمه لفرنجية، وأن «حزب الله» ليس بوارد ممارسة أي ضغط على رئيس المجلس لتغيير موقفه.
4- وما عكس تأزم نتائج الاتصالات، أو وصف ترشيح معراب «بالترشيح المأزوم»، وامتناع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي التقى ومدير مكتب الرئيس الحريري السيّد نادر الحريري الرئيس برّي في عين التينة، في حضور وزير المال علي حسن خليل، عن الإدلاء بأي موقف، والاكتفاء بكلمتي: «قلة الكلام أكثر إفادة»، وهذه الكلمات تعكس عمق الأزمة الناشئة والتي لم يتمكن رئيس جهاز التواصل في «القوات» ملحم رياشي من تطرية أجواء «المستقبل»، حيث بقي العتب وعدم الارتياح سيّد الموقف الذي تبلغه رياشي، مع تأكيد نائب في كتلة «المستقبل» أن أجواء اللقاء اتسمت بالسلبية.

ولم يُؤكّد مصدر مطلع على أجواء عين التينة ما إذا كان البحث تطرق إلى جلسة الحوار المقبلة مع حزب الله، أم اقتصر بالإضافة إلى الاستحقاق الرئاسي, على رغبة تيّار المستقبل بإحالة ملف ميشال سماحة على المجلس العدلي.

الضباب فوق كليمنصو
وسط هذه الضبابية، خرج «اللقاء الديموقراطي» الذي انعقد برئاسة النائب جنبلاط في كليمنصو، بعد أن ناقش الموقف الرئاسي، ببيان ثلاثي الأبعاد يستمر بترشيح النائب هنري حلو، ويرحّب بمصالحة معراب بين «القوات» و«التيار العوني»، ويعتبر ترشيح عون متطابقاً مع مواصفات طاولة الحوار الوطني، لكن الخروج من الأزمة كان ممكناً مع ترشيح فرنجية.

هذه الضبابية، لقيت صدى طيباً في الرابية، فأجرى النائب عون إتصالاً بـ«الزعيم وليد جنبلاط» شكره فيه على موقفه، من دون أن توضح الأوساط العونية أي موقف كان موضع الشكر.

وضبابية البيان الجنبلاطي حاول مفوض الإعلام في الحزب الاشتراكي رامي الريّس التخفيف منها عندما قال صراحة لمحطة O.T.V: «عندما تحسم 8 آذار خياراتها نعلن موقفنا من تأييد عون أو فرنجية»، من زاوية حرص الحزب الاشتراكي على إخراج البلاد من المأزق الرئاسي.

والكتائب لا تسمّي
كتائبياً، يعقد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل مؤتمراً صحفياً عند السادسة من مساء اليوم في بكفيا، يكرر فيه ثوابت حزبه التي تشدد على حياد لبنان وعلى مرشّح وسطي، من خطوة معراب، على قاعدة عدم قبول حصر انتخابات الرئاسة بمرشحين من 8 آذار عون وفرنجية.

وأوضح مصدر كتائبي لـ«اللواء» أن ما سيعلنه رئيس الحزب اليوم يعبّر عن وجهة نظر الحزب، وهو خلاصة تفكير وتشاور، ونتيجة اجتماعات مكثفة، مشدداً على أن النائب الجميّل سيؤكد على ثوابت الحزب حيال القضايا المطروحة، وأنه لن يتطرق إلى تسمية هذا المرشح أو ذاك.

وفي معلومات المصدر أن الرئيس برّي والنائب جنبلاط وأحزاباً في قوى 8 آذار وبعض المستقلين يميلون إلى تأييد النائب فرنجية، وفي حال انقلبت الصورة وعادوا واتفقوا على تسمية عون، فإن تيّار «المستقبل» سيقاطع الجلسة الانتخابية.

سماحة والتعيينات
وفيما انتقل الرئيس تمام سلام من بروكسل إلى «دافوس» للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي العالمي، بعدما كان اجتمع مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، تمهيداً للتحضير لمؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في لندن في الرابع من شباط المقبل، تتجه الأنظار إلى الجلسة التي يعتزم رئيس الحكومة الدعوة لمجلس الوزراء قبل نهاية الشهر الجاري، نظراً لأهمية جدول أعماله هذه المرة، والذي يفترض أن يتضمن إجراء تعيينات في المجلس العسكري، وطلب وزير العدل اللواء أشرف ريفي إحالة ملف ميشال سماحة إلى المجلس العدلي.

وإذا كانت لائحة أسماء التعيينات العسكرية باتت جاهزة، على الرغم من التجاذب حولها بين كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي والرئيس ميشال سليمان من ناحية والنائب عون من ناحية ثانية.

وفي المعلومات المتداولة ان قهوجي طرح اسم مدير المخابرات في بيروت العميد جورج خميس للمركز الكاثوليكي وسمير عسيلي للمركز الارثوذكسي ومحسن فنيش للمركز الشيعي، طرح عون جورج شريم للمقعد الأوّل وسمير الحاج للمقعد الثاني، ومحمّد جانبيه للمقعد الثاث، متحدثة عن توافق بين سليمان وعون على المقعدين الكاثوليكي والشيعي، وأن الخلاف محصور على المقعد الارثوذكسي بين عون وقهوجي.

اما في خصوص ملف سماحة، ففي معلومات «اللواء» ان جانباً من البحث بين نادر الحريري والرئيس برّي في حضور الوزير المشنوق، تناول موضوع إحالة هذا الملف إلى المجلس العدلي، والمطروح على مجلس الوزراء منذ شهر نيسان الماضي، وأعاد الوزير ريفي تحريكه مجدداً مؤخراً، بعد قرار محكمة التمييز العسكرية اخلاء سبيل سماحة بكفالة مالية.

وكشف مصدر نيابي ان كتلة «المستقبل» مصرة على إحالة هذا الملف على المجلس العدلي مهما كانت المبررات والمواقف، مشيراً إلى ان عدم تمرير المشروع في مجلس الوزراء في جلسته المرجحة الخميس في 28 الجاري يمكن ان يؤدي إلى مشكلة، لكنه لاحظ ان المحكمة العسكرية تحاول الإسراع في عقد جلسات محاكمة سماحة، بعد ان ارجأتها أمس إلى 4 شباط المقبل، من أجل تسريع إصدار الحكم لقطع الطريق على إحالة سماحة إلى المجلس العدلي.


البناء
السعودية تهدّد مع جماعتها بمقاطعة جنيف... ومقترَحٌ أميركيّ بوفود منفصلة
كيري إلى الرياض السبت للوساطة... وموسكو: سيأتي غيرهم إذا قاطعوا
جعجع يتهرّب من مسؤولية إقناع حلفائه بترشيح عون... وبكركي للإجماع

صحيفة البناء كتبت تقول "اقتربت الكأس المرّة من الشفاه السعودية ومعها شفاه الجالسين وراء موائدها، فجنيف التي كان مقرّراً أن تستضيف الاثنين لقاء الحوار المرتقب بين الحكومة السورية ووفد المعارضة، للمرة الأولى بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الذي حسم الأمر الرئيسي في العملية السياسية السورية، وهو شكل المرحلة الفاصلة بين التفاهم بين الحكومة والمعارضة وبين أول انتخابات وفقاً لدستور جديد، بحصرها بمشاركة المعارضة بحكومة وحدة وطنية في ظلّ الدستور الحالي، والرئيس الحالي، وضمن حدود الصلاحيات التي يمنحها الدستور لكلّ من الرئيس والحكومة، وصار على الذين بنوا أوهامهم وأحلامهم على رحيل الرئيس السوري الاختيار بين البقاء خارج العملية السياسية، أو تجرّع هذه الكأس المرة.

الارتباك الذي يصيب السعودية ومن اختارها مرجعاً له من المعارضين، لم تنفع معه المواقف الفرنسية المؤيدة، وفرنسا ارتضت من يوم إقالة وزير خارجيتها الاستقلالي دومينيك دو فيلبان بسبب معارضته للغزو الأميركي للعراق، أن تكون كصوت مذياع في سيارة فاخرة هرمة تحطمت في الوادي ولا زال صوت المذياع مرتفعاً.

الدلع السعودي على الأميركيين، انطلاقاً من حالة الإنكار التي تعيشها السعودية، ردّت عليه مصادر ديبلوماسية روسية بالقول، إنْ قاطَعَ الائتلاف وجماعة مؤتمر الرياض جنيف، فسيجلس سواهم على مقاعد المعارضة، وجاء الموقف الروسي بعد نهارين من المشاورات الروسية الأميركية المكثفة والمتواصلة، لإنجاز الترتيبات النهائية للقاء جنيف، بعدما ضمّ وفد جماعة الرياض ممثلاً لـ«جيش الإسلام»، وأصرّت الجماعة على مقاطعة اللقاء إذا منع من سمّته كبير المفاوضين محمد علوش من المشاركة، أو إذا تمّت إضافة أيّ أعضاء للوفد، بعدما قالت موسكو علناً إنّ جماعة الرياض لا تستطيع اختصار المعارضة، وأصرّت على مشاركة مكونات المعارضة المستبعَدَة أو التي تتشكّل من خارج جماعة الرياض، خصوصاً لجان الحماية الكردية وقوات سورية الديمقراطية وهيئة التنسيق المعارضة.

انتهى سجال اليومين غير المباشر بين موسكو والرياض، باتفاق أميركي روسي على تأجيل الموعد لأيام قليلة من جهة، واستضافة وفدين منفصلين من المعارضة، ولم تتضح كيفية حلّ معضلة وجود «جيش الإسلام» في الوفد المفاوض، فيما أوردت مصادر قريبة من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أنّ الحلّ قد يكون بعد إجراء مفاوضات مباشرة بين الحكومة السورية والوفود المعارضة، وتوزيع معاوني دي ميستورا بين الوفود في غرف منفصلة، لجولات تفاوض حول محاور وآليات تطبيق القرار الأممي.

يحمل وزير الخارجية الأميركي هذه الأفكار إلى الرياض ومعها دعوة لبدء حوار مباشر بين طهران والرياض، وفقاً لما قالته مصادر إعلامية روسية، مشيرة إلى أنّ هذا الأمر كان موضع تشاور روسي أميركي.

لبنانياً، الهدوء ما بعد العاصفة، حيث انصرفت الأطراف السياسية إلى التشاور والتقييم وتجنّب التسرّع في التعامل مع الاستحقاق الرئاسي، بعد التطورات الناجمة عن الترشيح المزدوج لكلّ من الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للعماد ميشال عون، والتشاور والتقييم ليس موضوعهما الاختيار بين الترشيحين، كما تفيد نتائج استشكاف مواقف الأطراف الرئيسية، بل البحث عن صيغة لتحقيق إجماع على آلية إنتاج الرئاسة سواء بمرشح واحد أو بمرشحَيْن، وما إذا كان طرح المرشحين سيتمّ بالتزامن أم بالتتابع، وكان أبرز مَن تحدّث عن الحاجة إلى الإجماع البطريرك الماروني بشارة الراعي، بينما تساءلت الأوساط المتابعة عن سرّ تهرّب جعجع من بذل أيّ مسعى أو جهد لتسويق التفاهم الذي أعلنه مع العماد عون على اعتماد ترشيحه، وسجلت بذلك مؤشراً لعدم الجدية فيما كان للتشاور والتقييم بُعْدٌ ثانٍ لدى الأطراف الرئيسية يطال كيفية التعامل مع جلسة الثامن شباط التي ستحلّ من دون أن تكون الطبخة الرئاسية قد نضجت، حيث لن يكون سهلاً تفادي أزمة الحضور والمقاطعة، بغير التأجيل الذي يحتاج مبرّراً وغطاء توافقياً أيضاً.

حزب الله يلتزم الصمت
يبدو أن حزب الله قرر أن يلتزم الصمت مجدداً حيال الملف الرئاسي، فأوساطه ترفض الإدلاء والتعليق على لقاء معراب ومصير جلسة الثامن من شباط، مكتفية بالقول «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»، وكتلة الوفاء للمقاومة لم تجتمع كما كان مقرراً لإعلان موقف من خطوة معراب من دون توضيح الأسباب.

بري: أتحلّى بالصبر
ويبدو أيضاً أن هذه العدوى انتقلت أيضاً إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يؤكد بحسب ما ينقل عنه زواره لـ«البناء» أنه يتحلى بالصبر. وكذلك كتلة المستقبل التي قررت تجنب التصريحات، واعتبار أن قلة الكلام مفيدة أكثر على حد قول الوزير نهاد المشنوق من عين التينة.

وأشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى «أن زيارة الوزير المشنوق ومستشار الرئيس سعد الحريري نادر الحريري إلى الرئيس بري تأتي في سياق الطلب منه تأجيل موعد جلسة 8 شباط». ولفتت المصادر إلى اتصالات مكثفة يجريها الرئيس الحريري لضمان حصول الوزير فرنجية على 65 صوتاً».

وتؤكد مصادر مطلعة في فريق 8 آذار «أن حزب الله مغتبط من حصول رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون على تأييد جديد، ويرى في تراكم التأييد له تسريعاً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي والخروج من حالة الفراغ»، مشيرة إلى «أنه يثق بعون وبمواقفه وبالتالي لا يخشى من صفقات يكون الجنرال طرفاً فيها». ولفتت المصادر إلى «أن عدم اتخاذ حزب الله الموقف العلني مردّه إلى ترك الأمور تنضج بهدوء وببطء وعلى نار هادئة، لكي لا يكون موقفه الذي سيعلنه في توقيته عائقاً أمام نضوج التسوية، ولكي لا يكون هناك ردات فعل»، مشددة على «أن ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في السابق من تأييد للجنرال ساري المفعول طالما لا يوجد إعلان ينقضه». ولفتت المصادر تعليقاً على التنافس الحاصل بين العماد عون والوزير فرنجية والذي تحوّل إلى تباين واختلاف «أن حزب الله معني برغم الخنادق بين حلفائه بمنع النار أن يشعلها هذا أو ذاك»، مشيرة إلى «أن كل حديث عن التزام حزب الله الصمت على خلفية الإرباك الذي أحدثه ترشيح القطبين في 8 آذار عون وفرنجية لرئاسة الجمهورية تأويل وإشاعة وكلام خارج الموضوع لا يمت إلى الحقيقة بصلة». وشددت المصادر على «أن حزب الله يلتزم الصمت في الأوقات الحساسة برغم انه يجري اتصالات في السر بين المعنيين»، مشددة على «أن عون وفرنجية حليفان له ولن يخسرهما». وجزمت المصادر «أن حزب الله لا يستعمل القوة مع حلفائه ولا أحد يزايد عليه بتحالفه مع الجنرال عون، لا سيما أن جعجع يعلم أن حزب الله وحلفاءه يستطيعون أن يصلوا إلى تأمين 65 صوتاً مؤيداً للجنرال مع القوات، لكن مسألة تأمين النصاب ليست بيد حزب الله. فإن الرئيس سعد الحريري الذي أعلن جهاراً أنه يعارض انتخاب الجنرال يلامس مع نواب كتلة لبنان أولاً 44 نائباً، فالنصاب ليس بيد حزب الله إنما على حضور تيار المستقبل الجلسة، وهذا يتوقف على عاتق القوات اللبنانية التي تعهّدت القيام بخطوات مع حلفائها».

فرنجية والخطة «ب»
وتشدّد أوساط سياسية لـ«البناء» أن «رئيس تيار المردة يريد أن يكون هناك خطة «ب»، وأن يتعهّد الجنرال عون بانتخابه»، مشيرة إلى «أنّ العماد عون يرفض ذلك من منطلق أن موافقته ستكون ذريعة لتيار المستقبل وبعض المكوّنات السياسية لإلغاء الخطة «أ». وإذ تبدي هذه الأوساط ارتياحاً لإعادة العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المردة إلى ما كانت عليه»، تلفت إلى أنّ «الأزمة الفعلية اليوم هي عند تيار المستقبل الذي تشهد علاقته بحزب القوات توتراً شديداً وباتت نحو باتجاه السلبية».

الجميّل يترشح في طرابلس؟
وفيما يعقد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الساعة 6:00 من مساء اليوم مؤتمراً صحافياً في مقرّه في بكفيا، يعلن فيه موقف «الكتائب» من تطورات الاستحقاق الرئاسي، غمزت مصادر نيابية في تيار المستقبل لـ«البناء» من خانة الانتخابات النيابية بالقول «إنّ الجميّل سيصوّت في النهاية لمصلحة الجنرال عون وسينضمّ إلى التفاهم المسيحي وإلا عليه أن يترشح في طرابلس بدلاً من النائب سامر سعادة».

جنبلاط يتريّث!
ورحّب «اللقاء الديمقراطي» في بيان إثر اجتماعه برئاسة النائب وليد جنبلاط بـ«التقارب الحاصل بين «القوات» و«التيار الوطني الحر»، معتبراً «انّ المصالحة المسيحية – المسيحية خطوة هامة على مستوى تعزيز مناخات التفاهم الوطني، وهي تستكمل المصالحة التاريخية التي حصلت في الجبل سنة 2001 وطوت صفحة أليمة من صفحات الحرب الأهلية». وإذ أكد اللقاء «استمرار ترشيح عضو اللقاء النائب هنري حلو الذي يمثل خط الاعتدال ونهج الحوار»، ثمن «خطوة ترشيح رئيس «تيار المردة» باعتبارها تشكل مخرجاً من الأزمة»، واعتبر «أن الترشيح الحاصل من قبل العماد عون يلتقي مع المواصفات التي تم الاتفاق عليها في الحوار الوطني. واستدعى هذا الموقف اتصالين من الجنرال عون ورئيس القوات بالنائب جنبلاط لشكره على موقف اللقاء من لقاء معراب. وإذ أكدت مصادر في الحزب الاشتراكي لـ«البناء» «أن النائب جنبلاط منفتح على كل الخيارات وان الأمور تحتاج إلى المزيد من الوقت لتتبلور المواقف». رأت مصادر في 14 آذار لـ«البناء» أن «بيان اللقاء الديمقراطي غير مشجّع لفرنجية»، مرجحة «أن يغير جنبلاط موقفه إذا حصل على تطمينات انتخابية، لا سيما انه لا يريد أن يسجل على نفسه انه وقف في وجه التفاهم المسيحي».

باسيل يلتقي فرنجية بعد عودته من دافوس
هذا ومن المفترض ان يستأنف التيار الوطني الحر جولته على القيادات السياسية فور عودة وزيري الخارجية جبران باسيل والتربية الياس بو صعب من دافوس لوضعها في ضوء ما تمّ التوصل إليه في لقاء معراب، ومن المتوقع أن يستهل باسيل وبو صعب جولتهما بلقاء بفرنجية بعدما اتصل وزير الخارجية برئيس تيار المردة، معتذراً عن عدم إمكانية زيارته بنشعي، نظراً لاضطراره إلى السفر مع رئيس الحكومة تمام سلام إلى دافوس.

واكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي «نريد رئيساً من صنع لبنان بمعنى أن تتحمل الكتل السياسية والنيابية مسؤولياتها وتنطلق من قراءة الأوضاع الإقليمية والدولية وتأتي برئيس مقبول إقليمياً ودولياً». قال: «دعمنا الكتل السياسية والنيابية للتشاور واختيار الشخص وأتت مبادرة جميلة بترشيح جعجع لعون التي هلل لها اللبنانيون». وكانت لافتة زيارات بطريرك السريان الكاثوكيك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان والارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني رئيس تكتل التغيير والإصلاح ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس حزب الكتائب وتأكيدهم من الرابية أن «العماد عون شخص مناسب لرئاسة الجمهورية».