يتوفى شخص من كل 4 أفراد بعوامل مرتبطة بتخثر الدم. ويعاني 15 مليون شخص في العالم سنوياً السكتات الدماغية التي تؤدي إلى إصابة 5 ملايين شخص بالعجز سنوياً، وتعتبر السبب الثاني الأكثر انتشاراً للوفاة عالمياً
يتوفى شخص من كل أربعة أفراد بعوامل مرتبطة بتخثر الدم. ويعاني 15 مليون شخص في العالم سنوياً السكتات الدماغية التي تؤدي إلى إصابة خمسة ملايين شخص بالعجز سنوياً، وتعتبر السبب الثاني الأكثر انتشاراً للوفاة عالمياً (6.7 مليون حالة وفاة سنوياً).
تفوق الوفيات الناجمة عن الجلطات الدموية، في الاتحاد الأوروبي، اجمالي معدل الوفيات المرتبطة بأمراض «السيدا»، وسرطاني الثدي وحوادث السير.وتنقسم الجلطات الدموية إلى ثلاث فئات: الأزمات القلبية، الجلطات الوريدية، السكتات الدماغية.
تحدث الجلطات الوريدية عندما تتكون خثرة دم في الوريد، خصوصاً في أوردة الأرجل. ويمكن أن تتجه خثرة الدم إلى القلب ثم إلى الرئتين، فتسبب انسداداً رئوياً. وفي حال عدم المعالجة، يمكن أن يؤدي الانسداد الرئوي إلى الوفاة.
تختلف أسباب الجلطات الوريدية، وفق المتخصص بالأمراض القلبية في «المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت» البروفسور سمير ارناؤوط، بين عدم الحركة والمكوث طويلاً في الوضعية ذاتها عند الأشخاص المعرضين، والعوامل الوراثية.
وهناك فحوص جينية يمكن أن يجريها الشخص في حال تعرض أحد أفراد العائلة لجلطة في عمر مبكر، ومن أسبابها أيضاً التعرض إلى صدمة، الإصابة بالسرطان الذي يؤثر على نوعية شرايين الدم، والحمل. وترتكز الأعراض على الشعور بورم وألم في الأرجل.
تنتج السكتة الدماغية إما عن تخثر الدم في شرايين الدماغ بسبب تكسر مواد دهنية والتصاقها بصفائح الدم، أو عن تكون خثرة دم في القلب واتجاهها نحو الدماغ.
وتحدث السكتة الدماغية بشكل مفاجئ وترتكز العوارض على الشعور بالتنميل، التأتأة، ضعف عضلات اليدين، وزغلة في النظر، الشعور بألم حاد في الرأس
. ويؤدي انسداد أحد الشرايين التاجية إلى ضرر في أجزاء من عضلة القلب أو أزمة قلبية ترتكز أعراضها على الشعور بأوجاع صدرية خلال الحركة.
يحدث انسداد الوعاء الدموي (embolism) عندما تنتقل الخثرة بواسطة الدم لتنغرس في أحد الأوعية الدموية وتسده، على عكس تشكل خثرة عند نقطة الانسداد في أحد الأوعية الدموية من دون أن تنتقل من مكان إلى آخر (thrombus).
يزيد الإصابة بالرجفان الأذيني (خلل في نظم نقل الشارة الكهربائية ما يؤدي إلى انقباض الأذنين بطريقة سريعة وغير منتظمة واضطرابات في خفقان القلب) من نسبة حدوث الانسداد الوعائي الدموي.
ويرتفع خطر الإصابة عند الأشخاص الذين يتناولون الكحول، أو الذين يعانون نشافاً في شرايين القلب أو التهابا في عضلة القلب، أو الذين يتناولون بعض الأدوية كالأدوية لعلاج مرض الربو.
ويعتبر المرضى، الذين يعانون من الرجفان الأذيني، أكثر عرضة بخمس مرات للإصابة بالسكتات الدماغية مقارنة بالأشخاص الطبيعيين. ففي حالة الرجفان الأذيني، ينقبض الأذنيان العلويان للقلب بشكل غير منتظم.
(من المعلوم أن القلب يتكوّن من أربعة حجرات، اثنتان علويتان «الأذينين» واثنتان سفليتان، أو «البطينين») فيفشل الأذينان، بالتالي، في الإفراغ التام، فلا يضخ الدم بشكل كامل، ما ينتج احتمال تشكل خثرات الدم.
تنقسم تخثرات الدم، وتتفكك، وتنتقل إلى الدماغ، ما يؤدي إلى حدوث السكتة الدماغية. وتزداد مخاطر حدوث السكتة الدماغية لدى مرضى الرجفان الأذيني مع تقدم السن، إضافةً إلى عوامل أخرى، مثل الإصابة بارتفاع ضغط الدم، جلطات دماغية سابقة، مرض السكري. وتكون الجلطة عند المرضى الذين يعانون الرجفان الأذيني أشد من الآخرين.
يقول البروفسور ريكاردو كاباتو من مستشفى «Humanitas gavazzeni» الإيطالي لـ «السفير»، خلال مشاركته في المؤتمر الطبي «اكسبرت» الذي نظمته شركة «باير» الأسبوع الماضي في دبي بمشاركة 600 طبيب من الشرق الأوسط، إن الوقاية من الجلطات الدموية ترتكز على السيطرة على امراض ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع معدل الكوليسترول في الدم، التشخيص المبكر للرجفان الأذيني، ومواجهة السمنة، الامتناع عن التدخين وزيادة الحركة البدنية، وخفض التوتر.
لا أسباب واضحة بين التوتر وزيادة الإصابة بالجلطات الدموية غير أنه من الملاحظ أن امراض القلب تظهر أكثر عند الأشخاص الذين يعيشون ضمن ظروف من التوتر.
تضيف المتخصصة بأمراض القلب في مستشفى «دبي» الدكتورة نوشين بازارجاني، أن التوتر يؤدي الى افراز هرمون «الكاتيكولامين» بنسب أعلى، ما يزيد نسبة التعرض للرجفان الأذيني، وبالتالي الجلطات الدموية.
ترتكز العلاجات على وصف الأدوية المضادة لتخثر الدم أي التي تسيل الدم، مثل «الوارفرين» الذي يحمي بنسبة 65 في المئة من الجلطات الدموية. غير أن التحدي في العلاج يكمن، وفق كاباتو، بـ «إيجاد التوازن بين منع تخثر الدم والإصابة بنزيف دموي بالإضافة إلى ضرورة تقيد المرضى بجرعات الأدوية وانتظامها».
من جهة أخرى، تساعد الأنواع الجديدة من الأدوية المضادة لتخثر الدم على الحد من المضاعفات السلبية، مثل نزيف في الدم، وعلى الحد من التفاعلات مع الأدوية الأخرى، ومع الأطعمة التي تظهرها الأدوية القديمة فتشير الدراسات الى التزام أكبر للمرضى بالأنواع الجديدة من الأدوية المضادة للتخثر.
ويلفت كاباتو إلى أن بلدان شرق الأوسط، أظهرت في الأعوام الأخيرة تقدما في مواجهة الأمراض غير الانتقالية مثل أمراض القلب والشرايين من خلال توافر الأدوية، وتعزيز التوعية الصحية المجتمعية.