اكد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، "اننا حينما نقر بأن المقاومة كانت نهجا صالحا لتحرير الأراضي اللبنانية، فيجب علينا أن نقر أنها لا زالت النهج الصالح لتحرير ما تبقى محتلا من الأرض".
اكد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، "اننا حينما نقر بأن المقاومة كانت نهجا صالحا لتحرير الأراضي اللبنانية، فيجب علينا أن نقر أنها لا زالت النهج الصالح لتحرير ما تبقى محتلا من الأرض، وأمامنا النموذج الفلسطيني، حيث وصل الجميع بما فيهم الذين سلكوا درب التفاوض إلى أن النهج التفاوضي مع العدو لم يحرر أرضا، بل زاد عدد المستوطنين والمستوطنات".
واعتبر ان "هذا التغيير الديمغرافي ما كان يمكن أن يحصل لو أن فعاليات المقاومة كانت لا زالت على نهجها وأشدها بل حتى على سويتها، فالشباب الفلسطيني الذي كبر بعد اتفاق أوسلو عاد إلى القناعة بأنه لا يمكن دحر الاحتلال إلا بالمقاومة، حينها استل ما بوسعه من سلاح، فلم يجد إلا سكينا أو مقصا، وانبرى الشباب الفلسطيني فتيانا وفتيات يهاجمون العدو لينالون منه، ويستشهدون، حتى فاق عدد شهداء الانتفاضة الفلسطينية الثالثة 160 شهيدا"، مشيراً الى ان "مقاومة العدوان الصهيوني إنما تكون من خلال المقاومة والجيش والشعب الذي يحتضن المقاومة ويدعم الجيش، ومن كان له وجهة نظر أخرى تقوم على أن الجيش لوحده يجب أن يتولى مسؤولية مواجهة العدوان الصهيوني، فإننا نسأله اليوم ألا يفترض بنا كقوى سياسية أن نمكن الجيش من الحصول على السلاح اللازم لمواجهة العدو الصهيوني، والجواب البديهي هو نعم".
وراى النائب الموسوي خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة حاريص الجنوبية، انه من الواجب أن "تقوم المؤسسات الدستورية بواجباتها في تمكين الجيش من الحصول على الأسلحة المطلوبة، لأن واقع الحال يقول إن الجيش لا يمتلك حاجته من السلاح في حدها الأدنى لمواجهة احتمال العدوان الصهيوني عليه"، متسائلا "ماذا علينا أن نفعل، وهل نستطيع نحن كلبنانيين أن نأخذ قرارات تسليح الجيش؟".
وأضاف "في آخر اجتماع للمجلس النيابي، قدم الجيش فاتورة متواضعة من أجل صيانة ما لديه للحفاظ على حركيته، ولم يستطع المجلس الاستجابة لطلبات الجيش، وخفضت الفاتورة المطلوبة إلى النصف مع العلم أن في معظمها هي ميزانية تشغيلية وليس تسليحية، وقيل لنا إن هناك هبة سعودية لتسليحه، والحال أن هذه الهبة قد تبخرت، ونسمع مرة أخرى تصريحات تؤكد أن هذه الهبة لم تعد موجودة، وعندما قلنا هذا الأمر في المجلس النيابي للزملاء النواب والوزراء، قال لنا رئيس الحكومة تمام سلام إن الهبة لا زالت موجودة على السكة، وهي في طور الوصول إلى لبنان، ولكن تحتاج إلى قرارات، وآليات، ووقت للوصول إلى لبنان، واليوم سمعنا بيانا من وزراة الداخلية يقول إن الهبة لم تعد قائمة، فلبنان ليس قادرا على التسليح، وليس هناك هبة سعودية لتسليحه، لأن النظام السعودي أنفق عشرات المليارات من الدولارات على حربه على الشعب اليمني، حيث استخدم أطنان من الأسلحة والصواريخ والقذائف ضد الشعب اليمني على مدى أكثر من 300 يوم، ولم تجد هذه الترسانة سبيلا لإرسال شيء إلى الجيش اللبناني، فهل النظام السعودي لم يعد قادرا على تسليح الجيش اللبناني، أم أن ثمة شيء آخر، فبالتأكيد هناك شيء آخر، حيث أن النظام السعودي يوجه قدراته ضد مصلحة العرب والمسلمين".
وتابع"إن السياسة التي ينتهجها النظام السعودي قائمة على العدوان وارتكاب المجازر من اليمن إلى العراق إلى سوريا، ولولا التضحيات التي قدمناها من أجل حماية لبنان من النار السورية لكانت المجازر ترتكب الآن في لبنان، وإن الاستقرار القائم الآن في لبنان ندين به إلى شهدائنا ومجاهدينا الذين يقاتلون التكفيريين في عقر دارهم في سوريا، قبل أن تمتد أيديهم وسكاكينهم إلى اللبنانيين"، متسائلا "ما العمل ما دام أن الهبة السعودية غير متوفرة؟"، مضيفا "نحن كمقاومة لم نتخل عن تحمل مسؤولياتنا في مواجهة العدو الصهيوني، ولكن كيف نستطيع تسليح الجيش حتى يكون قادرا على مواجهة العدوان الصهيوني، بل هل لدى الجيش الإمكانات لمواجهة التكفيريين في بلدة عرسال المحتلة، كما أكد وزير الداخلية أكثر من مرة، وحتى على مستوى بلدة عرسال، هل يمتلك الجيش الصواريخ والأسلحة والهيليكوبترات والطائرات التي تمكنه من إستعادة عرسال وتحريرها، لذلك فإنه على حلفاء النظام السعودي في لبنان أن ينشغلوا بإزالة العوائق أمام إعادة الهبة السعودية إلى لبنان، وعليه فإننا نطالب حلفاء النظام السعودي بالذهاب وفك الحجز عن الهبة وجلبها إلى لبنان".
وأردف الموسوي "أغرب ما سمعناه في هذه الآونة هو كلام الرئيس الأسبق سعد الحريري "إن الموقف الذي اتخذه وزير الخارجية اللبناني ليس معبرا عن الموقف اللبناني"، وهذا غريب، وإن كان هناك من لم يدرس فليدرس ويعود ويفهم أن السياسة الخارجية هي امتداد للسياسة الداخلية، فإذا كانت السياسة الداخلية قائمة بين اللبنانيين على التوافق، فكيف لأي أحد أن يطلب موقفا بالسياسة الخارجية قائما على الانحياز لنظام هو حليف له، ولكن وبالعكس فإن ما قام به وزير الخارجية جبران باسيل هو أقل الواجب في جعل لبنان بعيدا عن سياسة سعودية طائشة، كما تجمع صحافة العالم على وصفها في هذه الفترة، سواء كانت غربية أو شرقية، وقد فعل الحد الأدنى من الواجب الوطني، وكان منسجما مع موجبات الكرامة والمصلحة الوطنية، ولم يخضع لمحاولات سعودية لتزييف صفة الإرهاب ولصقها بالمقاومة، فالإرهابي هو من تموله السعودية، ومن تثقفه بوهابيتها، وهو من تدعمه السعودية وتدربه من أجل ارتكاب المجازر والمذابح في اليمن والعراق وسوريا وفي كل مكان".
ودعا النائب الموسوي الحكومة اللبنانية مرة أخرى إلى "المبادرة من أجل انتهاز هذه الفرصة، فالجيش اللبناني لا ينتظر أحدا، ولديه حاجات، وعليهم أن يتركوه ليتحمل مسؤولياته، وفي المقابل فإننا نتحمل مسؤولياتنا، ونحن في مرحلة العمل وليس القول، لأننا نعمل بصمت، ولا نعلن عن شيء ما دمنا في مرحلة العمل الصامت، بل نسعى إلى تحقيق الوفاق بين اللبنانيين الذي يفتح الطريق لاستعادة المؤسسات الدستورية لتركيبتها وفعاليتها، لأننا لسنا معنيين أن يضاف إلى انقسامات اللبنانيين انقساما جديدا".