تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 25-01-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها جديد الإتصالات حول الإنتخابات الرئاسية في لبنان، بالاضافة إلى تفعيل عمل الحكومة وملف التعيينات..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 25-01-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها جديد الإتصالات حول الإنتخابات الرئاسية في لبنان، بالاضافة إلى تفعيل عمل الحكومة وملف التعيينات..
السفير
بري لجعجع: أتريد صاروخاً من «حزب الله» في رؤوسنا؟
«ديبلوماسية الهاتف»: عون يستدرك.. والحريري يعاند
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "فرضت العاصفة «تالاسا» إيقاعها على مختلف أوجه الحياة في لبنان، مع انهمار الأمطار والثلوج، وانخفاض درجات الحرارة، وتكوّن طبقات من الجليد في المناطق المرتفعة، ما دفع وزير التربية الى إقفال المدارس اليوم، وسط توقعات باستمرار العاصفة، خصوصاً في جانبها الجليدي، خلال اليومين المقبلين.
وفي خضم هذا الطقس العاصف، يواجه آلاف النازحين السوريين الى لبنان ظروفاً صعبة، نتيجة النقص الحاد في أبسط مقوّمات الصمود أمام الضغوط المناخية التي تحاصرهم في خيم هشة، يتسرب المطر والصقيع اليها، في انتظار استفاقة «الضمير الافتراضي» للمجتمع الدولي.
ومن المقرر أن يناقش مؤتمر «مساعدة سوريا والمنطقة»، الذي تستضيفه لندن في 4 شباط، واقع النزوح السوري، بمشاركة لبنان الذي كان قد تُرك شبه وحيد في مواجهة تحديات النزوح ومتطلباته. ويبدو أنّ الجهات الدولية المانحة قررت الانتقال من مرحلة تقديم المساعدات العينية والفورية الى تمويل يرتبط بمشاريع إنمائية طويلة الأمد، وهي ستحاول إقناع لبنان والأردن بهذا «التبديل الإستراتيجي»، عبر سلّة تقديمات تفيد منها المجتمعات المضيفة.
ويثير التأسيس لمشاريع جديدة «نقزة» جهات عدة في لبنان، حيث ترفض وزارة الخارجية الاشتراط على الدولة القيام بمشاريع إنمائية طويلة الأمد، في وقت تعدّ الدوائر المختصة في «الخارجية» ورئاسة الحكومة ورقة عمل حول الموضوع ترتكز على خطّة الاستجابة لسنة 2016. وعلمت «السفير» أنه من المتوقع أن يتم التوقيع على اتفاق بين المانحين ولبنان والأردن، من شأنه أن يحدّد بوضوح ودقة واجبات كلّ طرف في مسألة النزوح، وهو حالياً قيد المناقشة.
وفي ظل موجة الصقيع المناخي، لا يزال اللبنانيون ينتظرون بعض الدفء السياسي الذي يبدو أنه سيبقى «بعيد المنال»، حتى إشعار آخر، بفعل المنخفض الجوي الرئاسي المستمر، على الرغم من مبادرتي سعد الحريري وسمير جعجع اللتين تحولتا من حل مفترض الى أزمة جديدة.
وعلى وقع أصداء تفاهم معراب الرئاسي، تنعقد اليوم جلسة حوار جديدة بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» في عين التينة، وتليها بعد غد الاربعاء جلسة لهيئة الحوار الوطني، فيما ينعقد مجلس الوزراء الخميس المقبل، حيث سيتم إقرار التعيينات في المواقع الثلاثة الشاغرة في المجلس العسكري (أرثوذكسي وكاثوليكي وشيعي) بعدما تولى الرئيس نبيه بري رعاية التوافق عليها، إيذاناً بعودة الانتظام الى عمل الحكومة.
وعلم أن تفاهماً جرى مع عون على عودة وزراء «التيار الحر» ومعهم وزراء «حزب الله» الى مجلس الوزراء مع إقرار التعيينات التي راعت مطالب الجنرال، من دون ربط هذه العودة بمصير قيادة الجيش في ايلول المقبل، حيث تنتهي الولاية الممددة للعماد جان قهوجي، علماً أن بري رفض خلال النقاش مع عون البحث في هذه النقطة منذ الآن، مشدداً في المقابل على استعداده لبذل كل الجهود من أجل حسم التعيينات، بطريقة ترضيه، وهذا ما حصل.
رسائل هاتفية
وكانت لافتة للانتباه في نهاية الاسبوع الحرارة التي سرت في عروق «ديبلوماسية الهاتف»، مع الاتصال «الاستدراكي» من قبل العماد عون بالرئيس سعد الحريري الذي بادر بدوره الى الاتصال بالنائب سليمان فرنجية.
وإذا كان المكتب الإعلامي للحريري قد أوضح أنه كرر لعون ترحيب «تيار المستقبل» بالمصالحة بين «القوات اللبنانية» و «التيار الوطني الحر»، مؤكداً ضرورة النزول الى المجلس النيابي لإنهاء الشغور في موقع الرئاسة، فإن بعض المعلومات أفادت بأن عون أبلغ الحريري ما معناه أن المعطيات تغيرت بعد ترشيح جعجع له، لافتاً انتباهه الى أن تفاهم معراب يندرج في إطار ما كان قد طرحه الحريري عليه خلال لقاءاتهما السابقة حول ضرورة أن يحظى ترشيحه الى الرئاسة بموافقة مسيحية، كتوطئة ضرورية لموافقة «المستقبل».
أما اتصال الحريري بفرنجية، فإن أهميته ودلالته تتمثلان بالدرجة الاولى في تعمد الحريري الإعلان عنه، ذلك أن المعلومات تفيد بأن المشاورات الهاتفية لم تنقطع بين الرجلين طيلة الفترة الماضية، لكن من دون تظهيرها إعلامياً، وبالتالي فإن تقصد رئيس «تيار المستقبل» الإعلان عن اتصاله الأخير برئيس «تيار المردة»، بعد لقاء معراب واتصال عون به، إنما ينطوي، وفق العارفين، على رسالة واضحة بأنه ماض في ترشيح فرنجية وملتزم به، على الرغم من ترشيح جعجع لعون.
وأبلغت مصادر مسيحية «السفير» أن أبواب منزل فرنجية في بنشعي مفتوحة أمام عون أو الوزير جبران باسيل، في أي وقت، لكن أي زيارة من هذا النوع لن تغير في موقف فرنجية المتمسك بترشحه الى رئاسة الجمهورية، إلا إذا أبدى عون قبولاً علنياً بالخطة «ب» التي تقضي بأن ينسحب لفرنجية إذا لم يتمكن من الحصول على الأكثرية المطلوبة للوصول الى الرئاسة.
بري يرد على جعجع
وفي سياق متصل، أكد الرئيس نبيه بري أمام زواره أمس أن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 8 شباط المقبل لن تختلف عن سابقاتها، من حيث آليتها، فإذا توافر النصاب النيابي تنعقد، وإذا لم يتوافر تتأجل الى موعد آخر، مستبعداً وفق المعطيات الحالية أن يولد الرئيس في الجلسة المقبلة، وإن تكن الاتصالات والمشاورات ستستمر حتى ذلك الحين.
ولاحظ بري أن اللبنانيين لم يحسنوا الاستفادة من فرصة انشغال الفرقاء الإقليميين بعضهم ببعض لاقتناص لحظة انتخاب رئيس الجمهورية، لافتاً الانتباه الى أن الفرصة لا تزال قائمة، لكنها مؤجلة في الوقت ذاته، ويصح القول فيها إنها لا معلقة ولا مطلقة بسبب استمرار الخلاف الداخلي حول الاستحقاق الرئاسي.
وعن تعليقه على موقف رئيس «القوات» سمير جعجع الذي يعتبر أن الكرة أصبحت في ملعب «حزب الله» وأن الحزب قادر، إذا كان صادقاً في ترشيح عون، على إلزام حلفائه بالنزول الى المجلس النيابي والتصويت له، قال بري: ما المطلوب من «حزب الله» أن يفعله؟ هل يريدونه أن يضع مسدساً أو بندقية أو صاروخاً في رأس سعد الحريري ووليد جنبلاط وسليمان فرنجية ونبيه بري، لينتخبوا مرشحاً بعينه. القصة ليست هكذا.. والعلاقة بيننا كحلفاء ليست على هذا النحو.
ورداً على سؤال عما إذا كان بإمكان «حزب الله» الضغط على فرنجية لإقناعه بالانسحاب ودعم عون، أجاب: ولماذا يقبل فرنجية بالانسحاب ما دام ترشيحه هو الأقوى حتى الآن..
وعندما قيل لبري إنه سبق له أن أكد استعداده للقبول بما يتفق عليه المسيحيون رئاسياً، رد متسائلاً: هل اتفاق عون وجعجع يكفي؟ وماذا عن القطبين الاثنين الآخرين. لقد أكد لقاء بكركي، وليس أنا، أن الأقطاب المسيحيين الأقوياء هم أربعة وأنه يجب أن يكون هناك توافق بينهم حول الرئيس المقبل. وأضاف: عندما زارني مؤخرا الوزيران جبران باسيل والياس بوصعب، نصحتهما بأن يزورا فرنجية ويتفاهما معه، ولا أزال عند رأيي. وكرر بأن لقاء معراب يشكل نقلة نوعية على صعيد المصالحة المسيحية، لكنه لا يغيّر الكثير في المأزق الرئاسي.
النهار
"التيار الوطني الحر" يلوّح باستقالة وزرائه: لا تفعيل للحكومة يقابله إرجاء الرئاسة
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "الثلج الذي تساقط امس على الجبال، والمتوقع ان يبلغ اليوم مستويات منخفضة مترافقا مع انخفاض شديد لدرجات الحرارة، دفع وزير التربية الى اقفال المدارس والمهنيات اليوم تجنبا لتعريض التلامذة للبرد القارس وتالياً الامراض. هذا الثلج شغل اللبنانيين وحجب عنهم الاخبار السياسية التي استمرت على حالها من التعقيد والضياع وتقاذف الرسائل والمواقف.
والاسبوع الذي يبدأ ببياض مناخي، لا يوفر ضمانات أن تحمل مواعيده الاربعة الاخبار السارة، وان يكن الانفجار الكبير ممنوعاً بضوابط تحكم الداخل بغطاء خارجي. اليوم موعد الحوار الثنائي بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" والذي يبقى، على رغم نتائجه الظاهرة شبه المعدومة، صمام امان للتواصل السني - الشيعي في ظل تخبط مذهبي يضرب المنطقة بأكملها.
قانون الانتخاب
وغدا الثلثاء، الحلقة الاخيرة في مسلسل لجنة قانون الانتخاب التي من المتوقع ان تطلب تمديد "ولايتها" أملا "في الاتفاق على مشروع يريح كل الاطراف ويحول دون الوصول الى استحقاق 2017 بقانون الستين. مع العلم أن اللجنة لم تنجز حتى الان شيئاً ملموساً في إطار بحثها في إقتراحيّ قانونيّن مختلطيّن بين الاكثري والنسبي .وسيكون هذا الاجتماع هو الاول بعد التطور في الترشيحات الرئاسية .وسيلتقي أعضاء اللجنة الذين يمثلون مختلف الكتل وجهاً لوجه في ظل تباين المواقف بينهم حيال الاستحقاق الرئاسي.
وصرّح عضو اللجنة النائب مروان حمادة لـ"النهار" بأنه سيقترح أن يمدد الرئيس بري عمل اللجنة لكي تنجز مهمتها، مهمتها وأن لا جلسة عادية المجلس النواب قبل الدورة العادية منتصف آذار أسوة بالحوارات الاخرى المستمرة إفساحا في المجال لمقاربة هذا الملف.
الحوار الوطني
وبعد غد الاربعاء تنعقد طاولة الحوار الوطني التي تشكل أيضاً وسيلة تواصل بين أفرقاء الداخل، ويشكل جدول اعمالها ربط نزاع يمنع المواجهة السياسية المباشرة في انتظار الانتهاء منه.
مجلس الوزراء
ويبقى موعد الخميس مع جلسة مجلس الوزراء التي لم يضمنها رئيس الوزراء تمام سلام بند التعيينات في المجلس العسكري. وقد أوضح سلام لـ"النهار" بعد عودته من دافوس انه لم يتبلغ بعد أي تفاهم على هذا الموضوع، مشيراً الى انه ليس في وارد وضع أي بند ذي طابع خلافي على الجدول ما لم تتوافق عليه القوى السياسية سلفاً. وبدا واضحا ان البند الذي ارجئ الاسبوع الماضي لم يجد طريق الحل بعد، واذ كشف وزير الدفاع سمير مقبل ان لائحة الترشيحات للمجلس العسكري إكتملت لديه، علم ان الخلاف استمر على الاسماء.
وفي المعلومات ان ثمة مرشحين للعضوية الكاثوليكية احدهما مقبول لدى العماد ميشال عون وخمسة مرشحين ارثوذكس، الأخير منهم في الرتبة مقبول لدى عون. ومن المرتقب ان تشكل الأيام الفاصلة عن موعد الجلسة فرصة لتكثيف الاتصالات من أجل التوصل الى تفاهم في هذا الشأن يسمح إما بإدراج الموضوع بملحق لجدول الاعمال وإما طرحه من خارج الجدول.
والاسماء هي: محمد جانبيه وخليل ابرهيم (رئيس المحكمة العسكرية) وجانبيه هو الأوفر حظاً. عن الكاثوليك اسمان : غابي حمصي وجورج شريم وشريم يوافق عليه العماد عون ولا يثير مشكلة. عن الأرثوذكس خمسة اسماء: فؤاد القسيس وزياد زيادة وسمير عسيلي وخير فريجي وسمير الحاج والاخير يوافق عليه من عون، ولكن الأربعة الآخرين يتقدمونه بالاقدمية وهنا لا تزال العقدة قائمة.
وصرّح وزير الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي أحد وزراء الكتلة الوزارية للرئيس ميشال سليمان والتي تضم وزير الدفاع لـ"النهار" بانه "لا يجوز أن يكون هناك ثلث معطّل في المجلس العسكري، وإختيار الاعضاء يأتي من قيادة الجيش على قاعدة الكفاية والاقدمية على أن يطرح وزير الدفاع الاسماء وعلى السياسيين أن يوافقوا عليها أو لا يوافقوا". وأوضح ان الوزير مقبل "حمل إقتراحات الاسماء الى من يمثل الان صمام الامان ألا وهو الرئيس نبيه بري القادر على تدوير الزوايا".
وما لم تَتدارك الاتصالاتُ الموقفَ بتأمينِ التعيينات، فان مقاطعة وزراءِ "التيار الوطني الحر" الجلسة باتت حتمية وسيتضامن معهم وزيرا "حزب الله". وأبلغت مصادر في التيار "النهار" انها تتخوف من "عرقلة متعمدة لموضوع التعيينات العسكرية وأيضاً في مجلس قيادة قوى الامن الداخلي ردا على ترشيح العماد عون للرئاسة". ورأت ان "التيار قد يقبل على خطوات تصعيد تصل الى حد الاستقالة من الحكومة اذا تأكد له ان تفعيل الحكومة هدفه ارجاء الاستحقاق الرئاسي الى أجل غير مسمى".
لكن غياب وزراء "التيار" و"حزب الله" لن يعرقل إنعقاد الجلسة بعد سابقة الجلسة الاخيرة، إلا إذا إنضم الى المقاطعين مكوّن ثالث هو حركة "أمل"، كما قالت مصادر وزارية، أو ان يتم التوافق على ارجاء الجلسة.
موضوع آخر خلافي ولا يقل أهمية عن سابقه يتعلق بموقف وزير الخارجية جبران باسيل النأي عن الإجماع العربي على إدانة ايران، وهو ما دفع رئيس الوزراء الى اتخاذ موقف واضح في هذا الشأن. وعلمت "النهار" أن لبنان سمع عتبا سعودياً وإماراتياً على موقفه، مما استدعى اتصالاً بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير لتوضيح حقيقة الموقف اللبناني على أساس ما عبر عنه سلام وليس باسيل.
ومن المتوقع ان يطرح وزير العدل اشرف ريفي بنداً خلافياً من خارج جدول الاعمال، يتمثل في طلب نقل ملف ميشال سماحة الى المجلس العدلي، وهو ما يصر وزراء 8 اذار على التصدي له.
الأخبار
ثلاث لاءات تجمّد الاستحقاق
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "المواقف من الاستحقاق الرئاسي تراوح مكانها، والتهديدات الخليجية للبنانيين كذلك، كما العقوبات الأميركية على مناصري حزب الله. ويُضاف إلى ذلك سبب جديد للتوتر في مجلس الوزراء الذي لم يُتّفق بعد على تفعيل عمله. وسط هذه الاجواء، هل يستقيم الحديث عن حظوظ لانتخاب رئيس للجمهورية قريباً؟
داخلياً، بات الاستحقاق الرئاسي رهينة لاءات ثلاث. حزب الله يرفض قرار تيار المستقبل تسمية رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة والحصول على قانون انتخابي وتفرّد بالسلطة. تيار المستقبل يرفض مطلقاً وصول العماد ميشال عون إلى بعبدا. أما عون ورئيس حزب القوات سمير جعجع فيرفضان أي تجاوز لصفتهما التمثيلية، كونهما يقدّمان تحالفهما المستجد كممثل «شرعيّ وأول» لأكثرية المسيحيين.
وكل واحدة من الكتل تراهن على عامل الوقت لجر الآخرين إلى خيارها. لكن الصراع الإقليمي يزداد سخونة يوماً بعد آخر، مع ما يعنيه من ارتفاع منسوب الحدة في الانقسامات اللبنانية. رغم ذلك، تستمر القوى الداخلية في «تقطيع الوقت» ببعض المشاورات، وبسجال سياسي، سرعان ما تمحى آثاره متى حان موعد التسوية.
وعلمت «الأخبار» أن رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع كثف في عطلة الأسبوع اتصالاته محلياً وإقليمياً في إطار حملة «تسويق ودعم» لمرشحه الى رئاسة الجمهورية، العماد عون. وسيواصل جعجع لقاءاته واتصالاته الدبلوماسية وحركة إعلامية عربية مواكبة لإطلاقه عملية ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح.
وفي وقت لا تزال فيه الأجواء بين القوات وتيار المستقبل على حالها من التشنج نتيجة تمسك الطرفين بمرشحيهما، سجل اتصال من عون بالرئيس سعد الحريري الذي أجرى بدوره اتصالاً برئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، علماً بأن الحريري قام بالخطوة ذاتها حين اتصل به جعجع غداة لقاء باريس بين الحريري ورئيس تيار المردة، للاستفسار منه عن فحوى اللقاء وجدية الترشيح، وبادر الحريري حينها الى الاتصال بفرنجية.
وكان لافتاً أمس عدم مبادرة تيار المردة إلى نفي المعلومات التي جرى تناقلها عن لسان فرنجية. وتنسب هذه المعلومات إلى فرنجية قوله إنه لن يتراجع عن ترشحه إلى الرئاسة حتى لو طلب منه ذلك الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الأسد. وقالت مصادر سياسية «وسطية» لـ»الأخبار» إن ما نُسِب إلى فرنجية «صحيح، وقال أكثر من ذلك»، فيما قالت مصادر في تيار المستقبل إن فرنجية أبلغ هذا الموقف إلى الرئيس الحريري.
في السياق عينه، شنّ مناصرو القوات والتيار الوطني الحر ومستقلون هجوماً شديداً على النائب سامي الجميل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد مؤتمره الصحافي الأخير الذي تناول فيه إقدام جعجع على ترشيح عون. وبلغت الحملة حداً قاسياً استدعى من الجميل التدخل، طالباً من مناصريه عدم الانجرار الى السجالات والتزام النقاش الهادئ. ولفتت مصادر سياسية إلى أن التواصل بين الحريري والجميل متقدّم، وأن رئيس المستقبل يسعى إلى ضم الجميل إلى معسكر داعمي ترشيح فرنجية.
وفي الملف الحكومي، أكّدت مصادر الرئيس نبيه بري وجود «ملامح اتفاق» يسمح بتفعيل عمل مجلس الوزراء من باب التعيينات الأمنية. وأشارت إلى أن الخطة المقترحة للحل تقضي بأن يقدّم وزير الدفاع سمير مقبل اقتراحات بثلاثة أسماء ضباط مرشحين لشغل كل من المواقع الشاغرة في المجلس العسكري للجيش، على أن تتضمّن مقترحات مقبل الأسماء التي قدّمها عون إلى المجلس العسكري. وفيما توقّعت مصادر كل من بري وتيار المستقبل التوصل إلى اتفاق قبل موعد الجلسة الخميس المقبل، لفتت مصادر وزارية «وسطية» إلى أن اتفاقاً مماثلاً دونه صعوبات. ومن المتوقع أن يُضاف إلى عنوان التوتر في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، اقتراح وزير العدل أشرف ريفي إحالة ملف الوزير السابق ميشال سماحة على المجلس العدلي. ورغم أن القوى السياسية المعارضة لهذا الاقتراح لم تعلن موقفها منه بعد، فإن النقاش حوله سيأخذ منحى قانونياً، بسبب القاعدة التي تنص على عدم جواز محاكمة أي متهم مرتين على جرم واحد.
على صعيد آخر، وفيما انطلق إلى العاصمة الأميركية واشنطن وفد مصرفي للبحث مع السلطات الأميركية في تداعيات قانون العقوبات الأخير الذي أصدره الكونغرس بحق من يشتبه في تأييدهم حزب الله، علمت «الأخبار» أن اللجنة النيابية التي يزمع تأليفها للهدف ذاته، لكن في النصف الثاني من شباط، تواجه اعتراضاً أميركياً. وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن الجانب الأميركي أبلغ «وسطاء» بأن أي وفد نيابي مرحّب فيه في واشنطن، لكن بشرط عدم التطرق إلى قضية العقوبات على الحزب. ويجري التواصل مع السفارة الأميركية في عوكر لمحاولة تذليل هذه العقبة.
وفيما استمر تيار المستقبل في ابتزاز اللبنانيين من خلال الترويج للدعوات الخليجية لمعاقبة لبنان ومواطنيه على خلفية موقف حزب الله من النظام السعودي، وبسبب موقف وزارة الخارجية النائي بلبنان عن الحملة السعودية على إيران، أعلنت وزارة الخارجية أمس أن بعثتها في البحرين «وافقت على البيان العربي ــ الهندي الذي حصر الموضوع الإيراني ــــ السعودي بنقطتَي إدانة الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى عدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية، من دون أي نقاط أخرى متعلقة بسوريا والإرهاب والسياسات الداخلية للدول العربية وغيرها من النقاط، ما حتّم الموافقة اللبنانية دون النأي بلبنان عن هذا الموضوع». ورأت الوزارة أن «هذا برهان إضافي على انسجام السياسة الخارجية مع البيان الوزاري ومع سياسة حكومة الوحدة الوطنية ومنطقية مواقف الخارجية، بما يؤمن الإجماع العربي من دون المساس بالوحدة الوطنية».
اللواء
طلاق عون - فرنجية يشغل حزب الله.. ولا إنتخابات في 8 شباط؟
تفرُّد باسيل يهدّد مجلس الوزراء الخميس.. والعاصفة القطبية تُقفِل المدارس اليوم
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "إستجاب وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب لنداءات «وأغاني» الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي، وأصدر القرار بإقفال المدارس الرسمية والخاصة والتي أعلنت بمعظمها إستحابتها للقرار، نظراً لاشتداد العاصفة الثلجية القطبية Thalassa التي قطعت الطرقات بالثلوج، وتحوّل معها طقس لبنان إلى عاصف وممطر وجليدي، حيث بلغت درجات الحرارة فيه ما دون الصفر في بعض المناطق الجبلية.
وحافظت البرودة السياسية على مستوى من «العلاقات الجليدية» بين القوى السياسية، فإن لم يكن عبر المواقف والبيانات، كان عبر محطات التلفزة «ووشوشات» المصادر، والإمعان في التحليلات والرهانات والانتظارات، وفي مقدمها أن يخرج الضوء الأخضر من قمّة الرئيسين الإيراني حسن روحاني والفرنسي فرنسوا هولاند في باريس بعد غد الأربعاء، إذ تؤكد مصادر مسيحية أن الجانب الفرنسي سيثير هذا الموضوع مع الرئيس الإيراني إلى جانب محادثات اقتصادية وسياسية في ضوء التقرير الذي رفعه السفير الفرنسي في بيروت إيمانويل بون عن تطورات الموقف الرئاسي بعد ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للنائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، في إشارة إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه «حزب الله» في وضع ثقله السياسي والانتخابي لمصلحة إجراء الانتخابات في 8 شباط المقبل.
أما محلياً، فلم تسجّل الوقائع أيّ تقدّم في ما خصّ الملف الرئاسي: فبعد الاتصال الذي أجراه المرشح الرئاسي النائب عون بالرئيس سعد الحريري الموجود في الرياض، في بادرة حُسن نيّة، وفي إطار ما يصفه الفريق العوني بأنه «محاولة لتشكيل إجماع لبناني حول ترشيحه»، إتصل الرئيس الحريري بالنائب سليمان فرنجية المرشح الرئاسي الثاني من قوى 8 آذار ووضعه في أجواء الإتصال، مؤكداً على استمرار التشاور والإتصال بينهما، في وقت ما تزال أوساط 8 آذار تتحدث عن جهود يبذلها «حزب الله» لتحقيق تفاهم بين المرشحين، وكان آخرها ما أعلنه رئيس حزب الكتائب السابق كريم بقرادوني من أن معلوماته تُشير إلى تحضيرات لاجتماع ثلاثي يضمّ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مع المرشحين عون وفرنجية.
إلا أن اللافت ما نسبته صحيفة «العرب» القطرية إلى النائب فرنجية من أنه لن يتنازل لمصلحة عون حتى لو هاتفه (الرئيس السوري) بشّار الأسد والسيّد نصر الله! أضاف: «فلننزل إلى انتخابات، وليتنازل صاحب الأصوات الأقل لمصلحة صاحب الأصوات الأكثر».
ولاحظت مصادر مراقبة، أنه لم يُكشف عن أي اتصال أو لقاء بين الرابية وبنشعي، بعد مضيّ أسبوع على «إعلان معراب»، وإن كان النائب إبراهيم كنعان المفاوض العوني مع «القوات» أشار إلى أن لقاءً سيحصل في ما بين «التيار الوطن الحر» وتيار «المردة»، داعياً «أهل البيت المسيحي للإبتعاد عن المزايدات».
ووفقاً لمعلومات «اللواء»، فإن رئيس تيّار «المردة» قرّر السير في معركة الرئاسة كمن يلعب «الصولد»، معتمداً على جبهة من الكتل وأعداد من أصوات النواب تجعله مطمئناً لفوزه، لا سيما بعد لقاء معراب، إذا ما جرت الإنتخابات الرئاسية والتنافس الديموقراطي كما حصل في معركة 1970 مع جدّه الراحل الرئيس سليمان فرنجية.
وحسب ما هو مقرّر اليوم، فإن الجلسة 23 من الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» التي يُفترض أن تنعقد في عين التينة، ومثلها جولة الحوار الوطني 14 في عين التينة أيضاً، في ظل هذا الفرز الجديد في المواقف، وعلى خلفية ما نُسب إلى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمّد رعد من أن «الخطر الرئيسي الذي يهدّد السياسات الأميركية والهيمنة الأميركية على العالم كلّه، وليس في لبنان والمنطقة فقط هي الصواريخ الباليستية الإيرانية وقوّة حزب الله»، في إشارة إلى استمرار تورّط حزب الله في الصراعات الإقليمية.
مجلس الوزراء
وسط هذه الأجواء المتأثرة بنأي وزير الخارجية جبران باسيل بلبنان عن البيان الذي أدان إيران، حيث من المتوقع أن يثير بعض الوزراء هذا الموقف الذي يرتد سلباً على لبنان واللبنانيين، ويزيد من شرخ علاقات لبنان بدول الخليج، وعودة المطالبة بإبعاد اللبنانيين من تلك البلدان العربية، يتمسك الرئيس تمام سلام بالدعوة لانعقاد مجلس الوزراء في الموعد الذي دعا إليه الخميس المقبل، لمناقشة وإقرار جدول اعمال من 379 بنداً، من بينها إحالة قضية ميشال سماحة أمام المجلس العدلي، وربما إثارة بند التعيينات العسكرية من خارج جدول الأعمال.
ولاحظ مصدر وزاري أن التطورات الدبلوماسية سترخي بثقلها على الجلسة بالرغم من بيان الخارجية اللبنانية حول الإيعاز لبعثة لبنان في البحرين بالموافقة على البيان العربي - الهندي الذي حصر الموضوع الإيراني - السعودي بإدانة الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران وعدم تدخل ايران في الشؤون الداخلية العربية فلم تنأى الخارجية بلبنان عن هذا الموضوع في محاولة لتبييض صفحتها.
وكشف المصدر أن الاتصالات لم تؤد لغاية الساعات الأولى من الليلة الماضية إلى أي شيء ملموس على صعيد ترطيب الأجواء، في وقت تعتبر فيه الأوساط القريبة من الرابية، أن الحكومة أصبحت «رميماً».
وتخوّف المصدر من أن تنعكس قضية إحالة سماحة إلى المجلس العدلي سجالاً داخل الجلسة، تؤثر سلباً على الأجواء التي يسعى الرئيس سلام لإشاعتها في إطار تفعيل عمل الحكومة.
ولم يخف الرئيس سلام، بعد عودته من مؤتمر «دافوس» السبت انزعاجه وأسفه من الموقف الذي اتخذه الوزير باسيل في المؤتمر الإسلامي للتضامن مع المملكة العربية السعودية الذي انعقد في جدّة، مؤكداً أن باسيل اتخذ هذا الموقف من دون أن يتشاور وينسّق معه، مشيراً أمام زواره أمس في المصيطبة، الى ان باسيل كان تشاور في الموقف اللبناني في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة، حيث نأى لبنان بنفسه بسبب ذكر البيان للموضوع السوري وتضمينه فقرة تتعلق بحزب الله، في حين ان القرارات التي صدرت عن مؤتمر جدة تختلف عن اجتماع القاهرة، خصوصاً وانه لم يكن أي ذكر لسوريا او أي امر يمس لبنان. وشدّد سلام على استعداده لبحث الموضوع في حال طرح من قبل الوزراء في جلسة الخميس.
وفي ما يخص ملف ملء الشواغر في المجلس العسكري، أوضح سلام أن الجلسة قائمة بمن حضر، ونحن نتمنى حضور جميع مكونات الحكومة، لافتاً إلى انه قد يتم التوافق على هذا الملف قبل يوم الخميس، وبالتالي يحضر جميع الوزراء، كاشفاً بأن الوزير المعني وزير الدفاع سمير مقبل قد يطرح الموضوع من خارج جدول الاعمال ويحق له ذلك، مؤكداً استعداده لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، سواء داخل الجلسة أو خارجها، مشيراً الى انها ليست المرة الأولى التي يطرح فيها وزير بنداً يختص بوزارته من خارج جدول الأعمال.
العاصفة
في هذا الوقت، تتواصل العاصفة الثلجية الواردة من شرق أوروبا اليوم، لتبدأ غداً بالهدوء، اعتباراً من يوم الأربعاء، بعدما غطت الثلوج لبنان على مدى اليومين الماضيين، وتصل أثارها إلى ما دون الـ400 متر اليوم، لكن اللافت ان العاصفة التي حاصرت المواطنين في منازلهم في عطلة الاسبوع وأسفرت عن انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق مع خسائر في المزروعات، لم تعطل الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وبقيت الرحلات الجوية تسير بشكل طبيعي.
وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني أن يكون الطقس اليوم غائماً جزئياً مع أمطار وثلوج متفرقة وخفيفة مع درجات حرارة متدنية ينخفض معها مستوى تساقط الثلوج الخفيفة لتلامس ارتفاع 400 متر في شمال البلاد، وتكوّن الجليد على الطرقات فوق 600 متر.
البناء
واشنطن للرياض: الخوف من انهيار عسكري وراء استعجال العملية السياسية
كيري مهدّداً حجاب: إلى جنيف بوفد جديد مشترك بلا شروط... وإلا القطيعة
تعيينات المجلس العسكري عند العقدة الأرثوذكسية... وعندها تنتظر جلسة الخميس
صحيفة البناء كتبت تقول "الجولات المكوكية لوزير الخارجية الأميركي جون كيري بين المسؤولين السعوديين في الرياض وشخصيات مؤتمر الرياض من المعارضة السورية التي ترعاها السعودية من جهة، والاتصالات الهاتفية التي أجراها من هناك للتشاور مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ستقرّر مصير لقاء جنيف الذي تمّ الاتفاق بين موسكو وواشنطن بموافقة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا على عقده يومي الخميس والجمعة المقبلين بدلاً من اليوم، بعد الاصطدام بين مضمون القرار الأممي 2254 وموقف جماعة الرياض بتسمية ممثل «جيش الإسلام» محمد علوش في منصب كبير المفاوضين، رغم تصنيف «جيش الإسلام» كتنظيم إرهابي، بالنسبة لروسيا، وقبول دراسة حالته بانتظار البت بها من قبل الأمم المتحدة، من جهة، ورفضها ضمّ أيّ من المكوّنات التي استبعدت عن مؤتمر الرياض إلى الوفد المفاوض، وخصوصاً المكوّن الكردي الذي يقاتل وحده بين فصائل المعارضة كلاً من «داعش» و«جبهة النصرة»، ويحظى حضوره لقاء جنيف بقبول دولي روسي أميركي وأوروبي، من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة وضع جماعة الرياض لشروط مسبقة للمشاركة في جنيف تتمثل بطلبات من الحكومة السورية يستعصي تحقيقها، قبل إنجاز الأمم المتحدة وتصديقها للائحة التنظيمات الإرهابية، كوقف إطلاق النار الذي يستدعي تحديد مَن يشمله من الجماعات المسلحة ومن لا يشمله، وهو ما بقي معلقاً من بنود القرار الأممي بانتظار إنجاز مكتب دي ميستورا لمشروع اللائحة لمناقشتها على مستوى لقاء فيينا أو إقرارها في مجلس الأمن الدولي، وهو ما كان قد هدّد بانفراط عقد لقاء فيينا في جلسة نيويورك التي أنقذها التفاهم الروسي الأميركي على القرار الأممي 2254 الذي حسم أنّ هدف العملية السياسية هو تشكيل حكومة وحدة وطنية في ظلّ الرئاسة الدستورية للرئيس السوري بشار الأسد، وضمن الصلاحيات المنصوص عليها للرئيس، وهو ما تشترط جماعة الرياض إعادة مناقشته، رغم أنّ القرار الأممي هو مضمون الدعوة إلى جنيف.
كيري الذي عقد مع جماعة الرياض جلسات عدة، استبقها بحوارات مع المسؤولين السعوديين، نقلت عنه مصادر المعارضة المشاركة في مؤتمر الرياض، أنه طلب دعماً سعودياً لقبول جماعة الرياض بمطالبه، لأنّ الاستعجال بدخول العملية السياسية مصلحة للسعودية والمعارضة قبل حدوث انهيار عسكري سريع ومفاجئ تتوقعه واشنطن في جبهات شمال وجنوب سورية لحساب الجيش السوري، بدعم روسي نوعي إذا لم يُعقد جنيف في موعده.
وقال الناطق باسم الوفد المفاوض لجماعة الرياض منذر ماخوس، إنّ منسق الهيئة المكلفة بالمفاوضات رياض حجاب تلقى تهديداً من كيري مفاده، إما أن تغيّروا وفدكم وتختاروا شخصيات مقبولة وتتقبّلوا الوفد الموسَّع الذي يشارككم فيه الآخرون وتذهبون إلى جنيف وفقاً للقرار 2254 لقبول التباحث بحكومة وحدة وطنية في ظلّ رئاسة الرئيس الأسد ودون شروط مسبقة، أو ستكون القطيعة مع واشنطن.
جماعة الرياض المرتبكة بين خيارَيْ القبول بالتراجعات المهينة أو المقاطعة لجنيف وارتضاء التهميش، وعملية عسكرية تنتهي بشطب ما تبقى من فصائل تراهن عليها جماعة الرياض للحفاظ على آخر علامات البقاء على قيد الحياة، لم تحسم خياراتها بعد، بينما اكتفى المسؤولون السعوديون بالإشادة بالعلاقات الأميركية السعودية ومتانتها، وهي التعبيرات التقليدية لحالات يتلقى فيها المسؤولون السعوديون توبيخاً وتأنيباً أميركيَّين.
لبنانياً لا تزال المراوحة في الملف الرئاسي المحتجز بين مبادرتين يسعى أصحابهما إلى توفير الزخم اللازم لبقائهما في التداول، وهذا ما فسّر اتصال العماد ميشال عون بالرئيس سعد الحريري، ومبادرة الحريري للاتصال بالنائب سليمان فرنجية، من دون تسجيل تطوّرات يمكن أن تسهم في إحداث الاختراق الرئاسي المنشود في ظلّ ارتفاع منسوب المواقف التي ترى في مرشح الإجماع الطريق الوحيد لجلسة انتخابية في المجلس النيابي.
مع المراوحة الرئاسية تتجه الأنظار صوب جلسة الخميس المرتقبة للحكومة في مناخات سياسية فاترة، بعد تداعيات تصريحات الحريري وفريقه على مواقف وزير الخارجية جبران باسيل في منظمة المؤتمر الإسلامي، بينما تتعثر التعيينات العسكرية التي تشكل مفتاح انعقاد الجلسة بحضور وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله، عند عقدة العضو الأرثوذكسي في المجلس العسكري، كما قال الوزير عبد المطلب حناوي، إلا إذا نجحت مساعي رئيس المجلس النيابي نبيه بري بتدوير الزوايا قبل الخميس.
اتصال الحريري بفرنجية رسالة لعون
سجل تطوّر بارز على مستوى التواصل بين القيادات السياسية، إذ اتصل رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد عون بالرئيس سعد الحريري الذي رحّب بالمصالحة التي لطالما دعا إليها تيار المستقبل وسعى إلى تحقيقها بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وأشار إلى المبادرات التي سبق وأطلقها، وآخرها مع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، مؤكداً «ضرورة النزول إلى المجلس النيابي لإنهاء الشغور في موقع الرئاسة». أعقب ذلك اتصال أجراه الرئيس الحريري بالنائب فرنجية جرى خلاله «تقييم آخر الاتصالات والجهود الجارية لوضع حدّ للفراغ الرئاسي وإعادة تفعيل عمل الدولة ومؤسساتها».
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن الرئيس الحريري نقل لفرنجية ما دار في اتصاله والجنرال عون من حديث لكي لا يؤول الاتصال في غير معناه.
واعتبرت مصادر قيادية في تيار المستقبل لـ«البناء» «أن اتصال الحريري بفرنجية هو رسالة للعماد عون أن رئيس تيار المستقبل لا يزال على مواقفه السابقة، وطمأنة لفرنجية أن الاتصال لا يعني العودة عن ترشيحه وأنه لن يتخلى عن ترشيحه».
وإذ جزمت المصادر أن لا جلسة لانتخاب الرئيس في 8 شباط»، رأت «أن الاستحقاق الرئاسي رهن موقف حزب الله الذي يلتزم الصمت حيال ما يجري بين حليفيه». وتوقفت المصادر عن كلام وزير العدل أشرف ريفي «لا لرئيس مرتهن للنظام السوري وإيران، أياً كان، ولا نجد فرقاً في الارتهان لهذا التحالف بين هذا وذاك، لأن كليهما يناقض بتوجهاته الثوابت الوطنية التي يحملها مشروعنا في قوى 14 آذار»، وأكدت أن هذا الموقف لا يعبّر عن موقف الحريري بقدر ما يعبر عن الموقف السعودي».
عون ينفتح على «المستقبل»
ولفتت مصادر في 8 آذار لـ«البناء» إلى «أن الجنرال عون منفتح على الجميع ويريد التواصل مع المكوّنات السياسية كلها برغم عدوانية بعض صقور تيار المستقبل». وأشارت المصادر إلى «أنه سبق للحريري أن أوفد وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى الرابية للمحافظة على قاعدة التواصل مع الجنرال عون الذي حاول من جهته أن يبني عليها إيجاباً». ولفتت المصادر إلى «أنه من الطبيعي أن يوسّع الجنرال من هامش المناورة عنده لا أن يكرّس المقاطعة مع الآخر. وهذا تصرّف سليم لا سيما أن الفرصة الرئاسية لعون لكي تتكامل لا يمكن إلا أن يكون الحريري في الموقع الإيجابي من هذه الفرصة».
ورأت مصادر التيار الوطني الحر لـ«البناء» «أن اتصال الجنرال عون بالرئيس الحريري يأتي في سياق وضعه في أجواء لقاء معراب، وهو كما أرسل وفوداً إلى القوى السياسية أجرى اتصالاً برئيس تيار المستقبل، لأنه لا يريد أن يسجل على نفسه تقصيراً في أي اتجاه».
وأكدت مصادر في 8 آذار «أن حزب الله لن يتأخر بالقيام بما هو مؤمن أنه يجب عليه القيام به، عندما تتكامل الفرصة بشقيها الداخلي والإقليمي». ولفتت إلى «أن الأولوية بالنسبة له العمل الصامت لاستعادة العلاقة الطيبة بين الرابية وبنشعي».
عون يريد تعيين الحاج وشريم في المجلس العسكري
حكومياً، دعا رئيس الحكومة تمام سلام إلى جلسة لمجلس الوزراء تعقد في الرابعة من بعد ظهر الخميس المقبل من دون أن يدرج بند التعيينات العسكرية على جدول أعمالها المؤلف من 379 بنداً.
وإذ أكدت مصادر وزارية لـ«البناء» أن «وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله لن يشاركوا في جلسة لا يتضمّن جدول أعمالها بند التعيينات»، أشارت المصادر إلى أن الاتصالات ستنشط في الساعات المقبلة، ويكون محورها رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع الرئيس سلام ووزير الدفاع سمير مقبل لإيجاد مخرج لأزمة التعيينات العسكرية وطرح الموضوع من خارج جدول الأعمال بما يضمن مشاركة وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله.
ولفتت المصادر إلى «أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون أبلغ المعنيين اسمَي العميد سمير الحاج الأرثوذكسي، والعميد جورج شريم الكاثوليكي لتعيينهما في المجلس العسكري إلا أن الرئيس ميشال سليمان الذي التقى وزير المال علي حسن خليل أبلغه إصراره على تعيين العميد غابي الحمصي الكاثوليكي، والعميد سمير عسيلي الأرثوذكسي. في المقابل تشير المصادر إلى «أن لا مشكلة في تعيين المدير العام للإدارة الشيعي فهناك 5 أسماء طرحت العميد محسن فنيش والعميد عبد السلام سمحات والعميد محمد جانبيه، وخليل إبراهيم وحسن ياسين وترك الخيار للاختيار بينهما لقائد الجيش العماد جان قهوجي».
بري يدوّر الزوايا
وأكد وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي لـ«البناء» «أن رئيس المجلس النيابي لا يزال يعمل على تدوير الزوايا مع جميع المكونات بالتعاون مع وزير الدفاع للوصول إلى توافق في ملف التعيينات في المجلس العسكري»، مرجحاً «أن يطرح ملف التعيينات في جلسة الخميس من خارج جدول الأعمال». وأوضح حناوي «أن وزير الدفاع سيقدّم ثلاثة أسماء من كل طائفة لكل مركز ومن دورات عسكرية واحدة ويختار من بينها الأسماء بحسب الأفضلية والأقدمية ويطرحها في مجلس الوزراء ولجميع المكوّنات الحق في الاعتراض على أي اسم بعد تقديم الأسباب المبررة وإذا تمّ رفضه يصار إلى البحث عن اسم آخر». وأشار حناوي إلى «أن لا خلاف على الاسمين الكاثوليكي والشيعي، لكن الخلاف حول المركز الأرثوذكسي مع مراعاة أن وزير الدفاع هو أرثوذكسي». وأضاف «أن مشاركة وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله في الجلسة تتوقّف على ضوء ما سيحصل من مشاورات بين الرئيس بري ووزير الدفاع والمكوّنات الأخرى».
ونفت مصادر وزارية لـ«البناء» أن يكون حزب الكتائب قد اعترض على بعض الأسماء أو طلب عدم إدراج هذا البند على جدول الأعمال.
الخارجية اللبنانية لم تخرج عن النأي بالنفس
من ناحية أخرى برزت أمس، موافقة البعثة الدبلوماسية في البحرين على البيان العربي – الهندي إدانة الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى عدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية، من دون أي نقاط أخرى متعلقة بسورية والإرهاب والسياسات الداخلية للدول العربية وغيرها من النقاط، مما حتم الموافقة اللبنانية دون النأي بلبنان عن هذا الموضوع، بحسب ما جاء في بيان وزارة الخارجية والمغتربين، وذلك في إطار سياستها الثابتة بالتمسك باحترام المعاهدات والاتفاقات الدولية لناحية حماية البعثات الدبلوماسية، وميثاق جامعة الدول العربية لناحية عدم التدخل في شؤون الدول العربية.
وتوقّف المراقبون عن الموقف الذي اتخذته الدبلوماسية الإيرانية في البحرين، والتوضيح الذي صدر عن وزارة الخارجية، وانقسم المراقبون حول البيان في اتجاهين، منهم من اعتبر أن الخارجية عادت واستجابت لموقف رئيس الحكومة في دافوس الذي دان التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، وموقف آخر رأى أن موقف الخارجية اللبنانية لم يخرج في العمق عن سياسة النأي بالنفس».
لبنان لن يكون جزءاً من حلف سعودي
إلى ذلك ردّ حزب الله على المواقف التي صدرت عن الرؤساء تمام سلام وسعد الحريري ضد إيران يوم الجمعة الماضي، وأكد النائب نواف الموسوي «أن إيران هي حليف وصديق ولا يمكن للبنان أن يكون جزءاً من حلف سعودي في مواجهتها». وشدّد النائب علي فياض بدوره خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة كفركلا «أن البعض يُصرّ على إطلاق التصريحات البغيضة التي تنضح عدائية وبغضاً وشوفينية ضد الجمهورية الإسلامية، ونحن نأسف لانسياق البعض الآخر إلى موقف يتناقض مع حياديته في ممارسة مسؤوليته التي كان يشدّد عليها في كل مناسبة، سواء في مجلس الوزراء أو على طاولة الحوار الوطني أو في وسائل الإعلام».