15-11-2024 02:50 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 26-11-2011: التطور الحكومي في لبنان والأحداث في سورية

الصحافة اليوم 26-11-2011: التطور الحكومي في لبنان والأحداث في سورية

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدة مواضيع كان أبرزها التطور الحكومي في لبنان والأحداث المتعلقة بالأزمة في سورية...

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدة مواضيع كان أبرزها التطور الحكومي في لبنان والأحداث المتعلقة بالأزمة في سورية...

السفير
ما بعد سقوط الحكومة: لبنان ساحة لاشتباك إقليمي كبير؟ 
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير "سقطت حكومة نجيب ميقاتي سياسيا! لعل هذا السقوط الافتراضي، هو الاستنتاج المنطقي ربطا بتطورات الساعات الأخيرة التي تنبئ بأن الهيكل السياسي الذي قام على انقاض حكومة سعد الحريري، قد اخذ طريقه إلى التداعي، إن لم يكن قد تداعى بالفعل، ولم يبق سوى تحديد مراسم التشييع.

ولعل الثلاثين من الشهر الجاري، وهو الموعد الذي تقرر رسميا لطرح ملف تمويل المحكمة الدولية أمام مجلس الوزراء، قد يرسم خط النهاية لحقبة سياسية وحكومية امتدت لنحو احد عشر شهرا، ويفتح بالتالي الباب على مشهد آخر، يخشى ان يتحكم فيه المجهول، في ضوء انعدام المرجعية المحلية والإقليمية الضامنة للاستقرار وتشكيل الحكومات.

ويبدو أن مشهد التداعي قد تكوّن واكتملت عناصره، فالرئيس ميقاتي حسم أمر استقالته في حال فشل في تمرير تمويل المحكمة في مجلس الوزراء، واما شركاؤه في الحكومة الذين يشكلون اكثرية مجلس الوزراء، وفي مقدمهم «حزب الله»، فقد حسموا أنه لن يمر التمويل في مجلس الوزراء، فيما قرر رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون التسلل من هذا الباب للهجوم بمفعول رجعي متأخر على ميقاتي بتعليق مشاركة وزراء التكتل في الحكومة الميقاتية «الى حين تحسين اداء رئيسها» على حد قول عون.

سقطت حكومة نجيب ميقاتي سياسيا، بإرادة رئيسها و«عمادها»، من دون أي جهد من قبل فريق 14 آذار، حتى أن النائب سعد الحريري، كان مجتمعا في باريس، ليل أمس الأول، في منزله بمنسق الأمانة العامة لفريق 14 آذار فارس سعيد وعضو الأمانة العامة سمير فرنجية بحضور بعض معاونيه السياسيين، وكان محور الجلسة، تقييم الوضع السوري، في ضوء ما تبلّغه رئيس تيار المستقبل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بأن «سقوط النظام السوري بات مسألة وقت ليس إلا»، داعيا الحريري وكل فريق المعارضة إلى التصرف بمسؤولية «منذ الآن على قاعدة التغيير الحتمي في سوريا».

وتزامن الاجتماع بين الحريري وسعيد وفرنجية مع مقابلة ميقاتي، وما تخللها من مواقف، أبرزها حسم موضوع استقالته اذا لم يقر التمويل في مجلس الوزراء، الأمر الذي فرض نفسه على مداولات الحاضرين، حيث طرحت سيناريوهات ما بعد الاستقالة والى أين يمكن أن تقود الاستشارات النيابية الملزمة وكيف يتصرف وليد جنبلاط ونجيب ميقاتي ومحمد الصفدي و«حزب الله» والرئيس نبيه بري وهل يمكن أن يندفع البعض نحو حكومة مواجهة برئاسة عمر كرامي والى أين يمكن أن يقود مثل هذا الخيار؟

وطلب الحريري من تياره ومن فريق 14 آذار اعلان ما يشبه الاستنفار السياسي استعدادا للمرحلة الجديدة، محذرا من تداعيات دراماتيكية للأحداث اللبنانية والسورية، داعيا الى الاستعداد لخيار الشارع بعناوين سياسية ومطلبية واجتماعية متعددة. وأبلغ الحريري الحاضرين أنه لن يكون بين المتحدثين في مهرجان طرابلس غدا، وأن عودته الى لبنان رهن بمسار الأحداث في سوريا، في اشارة واضحة لاستمرار رهانه على سقوط النظام السوري.

واذا كان من الصعب رسم معالم صورة ما بعد الثلاثين من الشهر الجاري، الا ان ذلك لا يحول دون طرح الاسئلة الآتية:
ـ لماذا استعجل ميقاتي سلفة الخزينة لتمويل المحكمة ووضعها في جدول اعمال مجلس الوزراء؟
ـ هل كان هناك اتفاق بين الرئيس نبيه بري والرئيس ميقاتي على تأخير البحث في ملف التمويل الى ما بعد بداية العام الجديد، واذا كان الامر كذلك، لماذا انتهت مفاعيل هذا الاتفاق، ومن انهاها، وهل ثمة من اوعز بذلك؟
ـ ما هو السبب الذي جعل الوقائع تتسارع وتتدحرج؟ هل هو داخلي، سوري، سعودي، اميركي، فرنسي، أم كل هذه العناصر أو بعضها مجتمعة؟
ـ لماذا قرر ميقاتي أن يضع شركاءه في الحكومة امام الامر الواقع من خلال مقابلة تلفزيونية، هل لأنه قطع
الامل بامكان التوصل الى مخرج ام انه اراد من خلال الشاشة ان يكسب «رأيه العام»، وهل نجح في ذلك؟
- هل ما جرى حتى مساء امس، بتعطيل جلسة مجلس الوزراء، هو «ردة الإجر» على ميقاتي، وهل ان مقاطعة وزراء تكتل التغيير والاصلاح منسقة مع حلفائه، وتحديدا مع «حزب الله» ام انها مجرد مبادرة فردية من عون؟ وهل ان خطوة من هذا النوع تحتمل أن تكون مبادرة من دون تنسيق مسبق مع الحلفاء؟
- هل ان خطوة عون عبر وزرائه، تنطوي على محاولة واضحة لتنفيس ورقة الاستقالة التي لوح بها ميقاتي، وللقول له ما مفاده «كما انك غير متمسك بالحكومة نحن ايضا لسنا متمسكين بها واذا كنت تريد أن تطل بمظهر البطل... ها نحن نســـبقك الى البطولة».
- هل تنطوي هذه الخطوة على محاولة لاظهار ان سلاح الاستقالة هو سلاح ذو حدين يصيب ميقاتي كما يصيب شركاءه في الحكومة، وللقول له ان في امكانه ان يستقيل، ولكن هل يستطيع العودة لاحقا الى رئاسة الحكومة، وكيف؟ وهل ان الاكثرية التي تشكلت عند تكليف ميقاتي بعد إطاحة سعد الحريري، قادرة على بلورة نفسها من جديد، وتسميته من جديد، وهل أن ميقاتي نفسه يرغب بترشيح نفسه لحكومة جديدة أم أنه يستهول المشهد الاقليمي وقرر الانكفاء حتى تتبلور معالم الصورة السورية؟
ـ لنفرض أن «حزب الله» اعاد تسمية ميقاتي، وكذلك فعل نبيه بري ووليد جنبلاط، فهل سيسميه ميشال عون، وماذا لو لم يسمه، الا يمكن ان تعتبر خطوة عون بالامس اعلانا صريحا منه بانه لن يسمي ميقاتي في اية استشارات نيابية ملزمة تحدد بعد الاستقالة؟
- بناء على ما حصل سواء بالتلويح بالاستقالة او بالخطوة العونية، هل ما زال هناك امل بالتقاط اللحظة السياسية الحالية، ام ان منحى التداعي سيأخذ سياقه الدرامي الى ما بعد 30 تشرين الثاني الجاري بمسافات زمنية؟
- هل ان الزمن الفاصل حتى موعد 30 تشرين الثاني يسمح باجراء مقايضات داخلية يمكن من خلالها تمرير استحقاق تمويل المحكمة؟
- هل ان مقاطعة وزراء تكــتل التغيــير والاصلاح ترتكز على هدف خفي يرمي الى محــاولة الحصول على مكتسبات وظيفـية وتعيينات، قبل الدخول في محاولة الوصول الى مخـرج يلبي طرح ميقاتي، من شانه ان يعدل ميزان التصويت في مجلس الوزراء لمصلحة مؤيدي التمويل؟
- هل ان ما يحصل لا يعدو كونه اشتباكا حول تفاصيل داخلية صغيرة أم أن لبنان مقبل لأن يتحول ساحة للاشتباك الكبير في المنطقة وهل يمكن أن يكون تداعي الحكومة مقدمة لتداعيات أخرى في الأمن والاقتصاد وسواهما؟
- اذا سقطت الحكومة بارادة رئيسها، الى اين سينتقل لبنان، وهل سيدخل في ازمة سياسية عميقة، والا يعني ذلك رفع غطاء عن الاستقرار الداخلي، وهل بعد سقوط الحكومة هناك فرصة اخرى لاعادة تشكيل اكثريات واقليات؟
- ما هو مصير جلسة الاربعاء، او جلسة التمويل؟ هل ستعقد، وإن عقدت هل ستقر التمويل، وان لم تقر التمويل فهل سيعلن ميقاتي استقالته فورا؟ وماذا لو لم تعقد اية جلسة اخرى للحكومة بعد الآن، هل يستقيل ميقاتي؟
- إن سقطت الحكومة، فمعنى ذلك سقوط التمويل، ولكن ما مصير البروتوكول وتعديله في اذار، الا يعني الوصول الى اذار بلا حكومة استمرار العمل تلقائيا بالاتفاقية المعقودة بين الحكومة اللبنانية والامم المتحدة، وابقاء سيف التمويل مصلتا على الدولة اللبنانية؟
ـ اذا قاد سقوط حكومة ميقاتي الى تصريف الأعمال، هل تجري الانتخابات النيابية وفق قانون الستين وعبر عدة شغل فريق 14 آذار التي تمسك بمفاصل الادارة والقضاء وبعض الأمن؟ وماذا عن رفع الأجور والمطالب العمالية وعن الصرف بعدما وضعت الحكومة لنفسها حاجزا أمام سلفات الخزينة، وهل من آلية لدفع رواتب الموظفين في القطاع العام وتسديد خدمة الدين العام؟

وكان النائب ميشال عون, قد قال في مداخلة تلفزيونية، ليل أمس، «نحن الوحيدون الذين يحق لنا الاعتراض لأن كل مشاريعنا معطلة ولا انتاج على الارض»، معتبرا أنه «اذا اكملنا هكذا بالحكومة فلا فائدة ببقائنا فيها». واشار الى اننا «مستعدون لكل الاحتمالات ولا نقبل أن يهددنا أحد في الوزارة».

وفي كلمة القاها في عشاء هيئة جبيل في «التيار الوطني الحر»، قال عون: «سنرفض اقرار تمويل المحكمة، واما ان يكون لنا حكم يحكم بدستورنا او لا يكون... وليتفضل من يخاف على امواله ان يترك الحكم للفقراء الذين لا يخافون»، مشيرا الى ان «المجتمع الدولي لا يمكن أن يفرض على لبنان ما لا يريده».

ومن المقرر ان يترأس عون اليوم اجتماعا تشاوريا للتكتل لاتخاذ الموقف بالنسبة الى جلسة التمويل الاربعاء، فيما يتوجه ميقاتي غدا الى الفاتيكان في زيارة رسمية تستمر لمدة يومين.


النهار
8 آذار: حكومة ميقاتي شارفت نهايتها
14 آذار والحريري يستعيدان المبادرة غداً من طرابلس
وفي المستجدات الحكومية اللبنانية كتبت صحيفة النهار تقول "هل بدا العد العكسي لرحيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي؟ السؤال طرح امس بقوة على خلفية ما سبق تطيير الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء في قصر بعبدا وما رافقه وأعقبه. وبدا ان كلام الرئيس ميقاتي أول من أمس والذي أعرب فيه عن عزمه على الاستقالة اذا لم يصوّت مجلس الوزراء في 30 تشرين الثاني الجاري على تمويل حصة لبنان من موازنة المحكمة الخاصة به، بمثابة صفارة انذار عرف المعنيون مباشرة وتحديدا "حزب الله" انها تنبئ باقتراب حكومته من نهايتها.

وفي الجانب الآخر من المشهد، برز المهرجان الجماهيري الذي يعد له "تيار المستقبل" غدا في طرابلس نقطة انطلاق لقطار 14 آذار وفي مقدمه الرئيس سعد الحريري الذي أخرجه ميزان قوى راجح للنظامين السوري والايراني والذي يعيده اليوم الى السكة ميزان راجح لثورات الربيع العربي.

مجلس الوزراء
وقد تولى "تكتل التغيير والاصلاح" قيادة معركة تطيير نصاب جلسة مجلس الوزراء. وأفادت معلومات ان رئيس التكتل النائب ميشال عون، بعد المقابلة التلفزيونية التي أجرتها المؤسسة اللبنانية للارسال مساء الخميس مع الرئيس ميقاتي، قرر أخذ زمام المبادرة، في رسالة مؤداها ان بقاء الحكومة ورحيلها لا يتوقفان على رئيسها. وتبين لاحقا ان "حزب الله" وحده من وزراء 8 آذار كان على علم بخطوة عون ومؤيدا لها. وفي هذا السياق أبلغت مصادر حزبية في 8 آذار "النهار" ان الرئيس ميقاتي "يعيش أيامه الاخيرة ونحن مقبلون على مرحلة الخيارات الصعبة اذا سمت الاكثرية الجديدة مرشحا من 14 آذار".

وعلمت "النهار" ان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي التقى ميقاتي قبل جلسة مجلس الوزراء، كان يحاول سابقا اقناع الاخير بعدم الدخول في موضوع الاستقالة في انتظار ما سيصدر عن مهرجان المعارضة في طرابلس غدا، على ان يبلور موقفه مطلع الاسبوع المقبل، وفي الوقت عينه يسعى بري الى ايجاد مخرج في عطلة نهاية الاسبوع لموضوع تمويل المحكمة. لكن موقف ميقاتي الصريح من الاستقالة غيّر الحسابات. وتأكد أمس ان رئيس الحكومة جدي في استقالته وهو ما لم يكن في حسبان حلفائه في الحكومة. وعليه، فان هؤلاء الحلفاء لم يعد في حسبانهم ان يبقى ميقاتي على رأس حكومة تصريف أعمال، كما انهم ليسوا في وارد القبول بمجيء حكومة تكنوقراط.

وقال أحد الوزراء لـ"النهار" ان خطوة مقاطعة الجلسة لم تنسق مع فريق من وزراء محسوب على 8 آذار، ولو قيض للغائبين غير وزراء عون ان يحضروا لانعقدت الجلسة. فيما قال وزير محسوب على الكتلة الوسطية ان النتيجة حاليا هي تطيير جلسة الاربعاء المقبل التي من المفترض ان تبت تمويل المحكمة.

بري
وليلا، اجتمع بري في عين التينة مع الحاج حسين الخليل المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله ووزير الصحة علي حسن خليل ااذي التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس ميقاتي بعد اعلان تأجيل جلسة مجلس الوزراء لـ"البحث في المستقبل الحكومي بشكل عام"، كما صرح خليل.

ومن المقرر ان يلقي بري كلمة قبل ظهر اليوم في مؤتمر للبلديات تنظمه حركة "أمل" في قصر الاونيسكو يتطرق فيها الى شؤون الساعة في لبنان والمنطقة. كما من المتوقع ان تكون للسيد نصرالله كلمة مساء اليوم في أولى ليالي عاشوراء لم تعرف بعد الاتجاهات التي ستتخذها.

عون
في غضون ذلك، قال النائب ميشال عون في كلمة له في عشاء حزبي بجبيل مساء أمس: "لا نخشى شيئا، وبالامس تكلم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومن قبله رئيس الجمهورية المحكمة ليس لها حق علينا ولذلك سنرفض الاقرار للمحكمة بالمال المطالب به لبنان". وأضاف: "إما ان يكون لنا حكم يحكم دستوريا او لا يكون ولا يجب ان نخضع وفقا للمصالح الخاصة وليتفضل من يخاف على أمواله وليترك الحكم للفقراء الذين لا يخافون". وأشار الى ان "المجتمع الدولي لا يمكن ان يفرض على لبنان ما لا يريده. في الماضي خاطرت بالرفض ودفعت ثمن ذلك وأنا مستعد للمخاطرة مرة جديدة بنفسي لأجل لبنان".

باسيل
وصرح وزير الطاقة جبران باسيل الذي التقى سائر وزراء "التيار الوطني الحر" لتنسيق مقاطعة جلسة مجلس الوزراء، لـ"النهار" مساء أمس: "نحن ندرس جديا جدوى استمرارنا في الحكومة أو عدمه وكل الاحتمالات التي تحتم الاستمرار او الاستقالة وكيفية مشاركتنا أو الامتناع عنها". وأـوضح ان التكتل سيجتمع اليوم السبت برئاسة عون ويعلن موقفا من الوضع الحكومي.

ميقاتي يرد
وليلا صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي بيان رد فيه على مواقف لعدد من وزراء "التيار الوطني الحر" رافضا ما جاء في هذه المواقف من حيث التحفظ عن ان "يضع رئيس الحكومة جدول الاعمال ويفرض على الوزراء مناقشته". وأعاد التذكير بالفقرة السادسة من المادة 64 من الدستور، قائلا إن محاولة ايجاد أعراف جديدة "أمر غير وارد ولن تكون رئاسة مجلس الوزراء مكسر عصا في كل مرة يجد فيها البعض نفسه مأزوما او ساعيا الى دور وحجم يتجاوز حقه الطبيعي".

العريضي
وعلمت "النهار" ان الرئيسين سليمان وميقاتي ووزير المال محمد الصفدي وقعوا أمس في بعبدا مراسيم القرارات المتعلقة بالسلف المالية وفقا لما كان يطالب به وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي الذي قال لـ"النهار" انه اتصل بالرئيسين سليمان وميقاتي شاكرا ومعلنا ان مقاطعته جلسات مجلس الوزراء انتهت بعدما تأكد ان ما كان يطالب به "محق" باعتبار ان هذه السلف كانت "مقررة سابقا في مجلس الوزراء".


الأخبار
دمشق لم توقّع البروتوكول... و«خريطة طريق» تركية عربية ضدها
الأسد: العرب سيأتون معتذرين
من جهتها تناولت صحيفة الأخبار تطورات الأزمة السورية وكتبت تقول "أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، في تصريحات نقلها عنه موقع «عربي برس»، أن العرب سيأتون إلى دمشق معتذرين، فيما أفسح عدم توقيع دمشق أمس بروتوكول مراقبي الجامعة العربية، المجال أمام احتمال تسليم العرب الأمم المتحدة دفّة مواجهة النظام.

أبدى الرئيس لسوري بشار الأسد، في لقاء مع مجموعة شبابية في قصر الشعب، اقتناعه بأن «من يتحاملون علينا الآن من إخوتنا العرب سترونهم في دمشق معتذرين عمّا بدر منهم بعد الأزمة». ونقل موقع «عربي برس» عن الأسد قوله، رداً على سؤال عن موقف بعض الدول العربية من سوريا: «هو ليس بجديد علينا، نحن أصحاب العروبة، ولن نتخلى عنها».

وعن الأسباب التي دفعت سوريا إلى القبول بالمبادرة العربية، أوضح أنه «مع معرفتنا بأن شيئاً لن ينتج من طلب كهذا، إلاّ أن أصدقاء لنا ساعدهم طلبنا عقد القمة على مواجهة ضغوط تعرضوا لها نتيجة موقفهم المساند لنا». وأضاف: «كشف الرافضون أنفسهم ومؤامراتهم».

ورداً على سؤال عن تركيا، قال الرئيس السوري: «لا يزال حلم الإمبراطورية العثمانية حياً لدى البعض، مع معرفتهم بعدم القدرة على تحقيق ما يحلمون به؛ فهم يحاولون الآن استغلال بعض الأحزاب التي ترفع شعارات دينية لتوسيع نفوذهم في العالم العربي». وأضاف: «رجائي ألا نحرق العلم التركي؛ فالشعب التركي يعتز به جداً».

وعن رؤيته لمستقبل الأزمة، نقل الموقع عن الأسد قوله: «نحن نعرف أن قدر سوريا ألّا ترتاح من مؤامراتهم، وبعد أن تخرج من المعركة الحالية منتصرة، لا تتوقعوا أن نرتاح ما دمنا نقول لا لأميركا». ورداً على سؤال عن المعلومات المتوافرة للدولة عن المجموعات المسلحة، قال الأسد: «المجموعات المسلحة التي تقوم بأعمال ترويع للمواطنين السوريين تنقسم إلى ثلاث مجموعات: قسم من الإخوان المسلمين، وقسم من الوهابيين التكفيريين، والقسم الثالث من المجرمين المحكومين بأحكام عالية، كالإعدام أو المؤبد»، مؤكداً أنّ «هؤلاء لا تهاون معهم أبداً، وسنلاحقهم في كل مكان». وعن المعلومات عن انشقاق الجيش، ابتسم الأسد قبل أن يرد قائلاً: «إن كان فرار العشرات من الجنود انشقاقاً، فكل جيوش العالم لديها انشقاقات».

في غضون ذلك، يتوقَّع أن يشهد الملف السوري اليوم وغداً ما قد يكون أخطر موعدين في إطار تدويل الأزمة بأيدٍ عربية، بعدما انتهت المهلة القصيرة التي أعطاها وزراء الخارجية العرب لسوريا لتوقيع البروتوكول القانوني لبعثة المراقبين التي قرروا إيفادها إلى المدن السورية. فقد انتهت المهلة من دون ردّ سوري إيجابي أو سلبي، رغم تمديد المهلة من الواحدة ظهر أمس، حتى نهاية يوم الجمعة، على قاعدة أنّ «تمديد مهلة توقيع بروتوكول المراقبين لا يعنينا»، على حد تعبير مصادر سورية تحدثت لموقع تلفزيون «المنار».

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية عن داوود أوغلو قوله، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيطالي جوليو تيرسي دي سانتا أغاتا، أن المهلة العربية كانت «اختبار حسن نية لسوريا وقد فوّتت فرصة مهمة». وفيما شدد الوزير التركي على أن بلاده «لن تسمح بإراقة المزيد من الدماء في سوريا»، أعلن رداً على سؤال عن سلوك دولته إزاء عدم التزام سوريا المهلة التي حددتها الجامعة العربية للقبول بمراقبين، أنّ أنقرة «ستنظر في الوضع، ولدينا خريطة طريق اتفقنا عليها مع الجامعة العربية». وبينما لم يفصّل رئيس الدبلوماسية التركية الكلام على «خريطة الطريق»، لفت إلى أنه والوزراء العرب «سيواصلون التباحث مع الاتحاد الأوروبي وحلف شماليّ الأطلسي والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وآخرين في المجتمع الدولي في ما يتعين فعله إذا لم تتخذ سوريا خطوات لوقف نزف الدماء».

بموازاة ذلك، جزم نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينش بأنّ أنقرة ترفض أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا، وأنها لن ترسل أي جنود إلى البلاد، مبرراً ذلك بأن أي تدخل أجنبي «سيخلق انقساماً، لا في سوريا فقط، بل في كلّ المنطقة»، ومعترفاً بأن النزاع في سوريا «بدأ يأخذ طابعاً إثنياً ومذهبياً». ورأى أن ما يجري في سوريا هو «شأن داخلي»، مدعياً أن أنقرة «لا تقود أي تحركات ضد النظام السوري».

في المقابل، جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش تأكيد موقف بلاده أنه «في المرحلة الراهنة، ليست هناك حاجة للقرارات أو العقوبات أو الضغوط، بل للحوار السوري الداخلي». ولفت إلى أن التدخل العسكري الخارجي «غير مقبول على الإطلاق وقضايا حقوق الإنسان يجب ألا تُستخدم بأي حال ذريعةً للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وفي هذه الحالة سوريا». لكنّ المتحدث الروسي لم يغلق الباب تماماً في وجه المقترح الفرنسي بإقامة ممرات إنسانية آمنة داخل سوريا، عندما قال إن موسكو «بحاجة إلى مزيد من المعلومات بشأن الاقتراح»، وأضاف: «أعتقد أننا سنعود إلى هذه المسألة حين يكون هناك وضوح أكبر لما هو محل نقاش تحديداً». وأعربت البرازيل كذلك وجنوب أفريقيا والهند عن رفضها لأي تدخل خارجي «منافٍ لميثاق الأمم المتحدة». إلى ذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن «انشغاله إلى الحدّ الأقصى» بما وصفه بـ«الأزمة المتصاعدة وزيادة عدد القتلى في سوريا». ورحب، في بيان قرأه المتحدث الرسمي باسمه، مارتن نيزركي، بجهود الجامعة العربية الرامية إلى «وقف إراقة الدماء ودعم الحل السياسي».


اللواء
منْ يلعب بالنار ويقحم البلد بتداعيات الأزمة السورية؟
عون يقامر بتصديع الحكومة وتغيب وزرائه عن مجلس الوزراء.. والفريق الشيعي مصدوم
ميقاتي يحذّر من المقامرة العونية ويرفض تحويل رئاسة الحكومة إلى مكسر عصا
صحيفة اللواء تناولت الشأن اللبناني وكتبت تقول "بين ليلة وضحاها، انقلبت الصورة رأساً على عقب في لبنان، بدأ التأزم السياسي يسابق التحضيرات لمشهد أمني يجزم البعض بأنه لا يزال مستبعداً، مع أن معطيات أخرى تربط بين اقتراب الأزمة السورية من تدهور خطير والتحسبات التي يعمل وفق أجندتها حلفاؤها في لبنان، ضمن سيناريو يجري تداوله في عواصم غربية وفي عموم المنطقة من سوريا ولبنان والأردن والخليج ومصر.

وفي هذا السياق، تعتبر المصادر الديبلوماسية، أن تدخل النائب ميشال عون بتشكيل خصومة قوية مع الرئيس نجيب ميقاتي، خطوة محسوبة في إطار ضعضعة الحكومة من الداخل، وسحب المظلة السياسية التي كانت ما تزال مرفوعة فوق الاستقرار على الرغم من الانقسام الحاد بين القوى السياسية، والتي ينتقل من درجة خطرة الى درجة أخطر.

وتدرج أوساط المراقبين تطورات الساعات الماضية بالتزامن مع الاستعدادات الكبيرة لمهرجان طرابلس غداً، وتزايد التوترات الأمنية في المنطقة الحدودية الشمالية مع سوريا، ضمن مجرى سياسي يستهدف إعادة تعديل معادلة القوة الداخلية بين الأطراف في الحكومة وخارجها.

ولم يتأخر الرئيس نجيب ميقاتي من الرد المباشر والقوي على المناورة التي بدأها النائب عون من القصر الجمهوري حيث أطاح وزراؤه بنصاب جلسة مجلس الوزراء أمس، إلى اللهجة التي تذكر بمرحلة ما قبل تشرين عام 1990، والتي توجه بها إلى جمهوره، في إطار التحريض والشحن السياسي، في وقت كان فيه حلفاؤه في حركةوحزب الله يجرون المشاورات بعيداً عن الأضواء ليس فقط في ما خص بتدابير عاشوراء المحفوفة باحتياطات غير مسبوقة هذا العام، بل في تقييم في ما أعلنه رئيس الحكومة عن الاستقالة والتمويل والعقوبات وقرارات المجتمع الدولي والتزامات الجامعة العربية في ما خص القرارات والعقوبات ضد سوريا، حيث تؤكد الأوساط القريبة من هذه المشاورات أن الرئيس نبيه بري فوجئ بما أعلنه الرئيس ميقاتي على نحو ما فوجئ به عندما استقال الرئيس عمر كرامي في مجلس النواب عام 2005، بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري.

أما أوساط حزب الله، فهي تمعن في ممارسة، تاركة للأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، تقديم المقاربة التي لا تدفع بالأمور تأزماً من الطرف الشيعي لاعتبارات تتعلق بحساسية الوضع الطائفي والمذهبي، من دون أن يتدخل الحزب مع حليفه عون لوقف انهيار المواقف، أو المساهمة بلملمة التصدعات التي تضرب الكتلة السياسية التي جمعها بعنوان الأكثرية الجديدة المكونة لحكومة الأشهر الخمسة.

وإذ أبدت أوساط الحزب نفسه عدم رضاها عن خطوة ميقاتي وتهديده بالاستقالة التي شبهتها بالالتزام الذي قطعه في نيويورك من دون استشارة أحد، كشفت أن أي اتصالات لم تجر مع رئيس الحكومة الذي، واكتفت بمشاورات داخل جبهة الحلفاء (أمل وعون) والذهاب إلى قصر بعبدا لمناقشة الوضع المستجد مع الرئيس ميشال سليمان الذي كان تداول مع الرئيس ميقاتي في الوضع الذي آلت إليه العلاقات داخل الائتلاف الوزاري، وما يمكن القيام به لاحتواءقبل فوات الأوان، لا سيما وأن ردود الفعل من الفريق الشيعي تميزت بفتور ولم يعد يعتبر أن الحكومة أمراً لا يمكن الاقتراب منه، كما كانت عليه الحال عندما نظرت إليه قيادةبأنه خط أحمر في حينه، وكأنها (أي قيادة الحزب) في ذلك ترى أن المعطيات التي فرضت الحكومة في حينه تغيرت، في اتجاه أن يكون الظرف أكثر مناسبة لتأليف، تعتبرها أوساط 14 آذار بأنها، غير قابلة للترجمة العملية، وأن مجرّد الاشارة إليها، كلام تهويلي لرفع السقوف، في محاولة لتحسين شروط التفاوض قبل الولوج إلى تسوية، قال مصدر قيادي في قوى 14 آذار، انها قد تكون على شاكلة إطلاق البحث في حكومة جديدة، في وقت ليس ببعيد.

ولاحظ المصدر أن حقيقة التطورات الحاصلة وتلويح الرئيس ميقاتي بالاستقالة، ومن ثم التصعيد الذي بادر إليه عون مرتبط بتداعيات الأزمة السورية أكثر مما هو مرتبط بأزمة تمويل المحكمة، داعياً إلى انتظار كيفية سير الأمور، التي توقع أن تكون متسارعة جداً وبشكل دراماتيكي.

تصعيد عون
ورغم أن أوساط الرئيس ميقاتي، تعتبر أن وزراء تكتل لا يستطيعون بمفردهم لا تعطيل النصاب، ولا دفع الحكومة إلى الاستقالة بإعلان استقالتهم منها، فان الملاحظ أن عون أطلق بنفسه إشارة السباق لتصديع الحكومة أو اسقاطها من الداخل، بعد ساعات من إعلان الرئيس ميقاتي عزمه على تقديم استقالته في حال لم يوافق مجلس الوزراء على تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

وبدا واضحاً من كلام عون، أن ثمة توزيع أدوار بين أطراف الأكثرية المكونة للحكومة، بحيث تولى رئيس التيار العوني مهمة تصديع الحكومة، عبر التهديد باستقالة وزرائه، في وقت نأىوحركةبموقفهما عن مواجهة مباشرة مع رئيس الحكومة تفادياً لانعكاساته المذهبية والسياسية في الشارع.

وتتركز المشاورات الدائرة حالياً بين الرابية وعين التينة (التي عاد منها ميقاتي أمس خالي الوفاض) وحارة حريك، حول توقيت إعلان استقالة الوزراء العونيين، وهل تكون عشية لقاء رئيس الحكومة مع البابا بنديكتوس السادس عشر الذي يستقبله في الفاتيكان الاثنين المقبل، في استعادة لمشهد إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري عشية لقائه الرئيس الأميركي باراك اوباما في واشنطن، ام تثمر المساعي الجارية عنتؤدي الى تأجيل ملف الحكومة وتفجير الحكومة الى وقت آخر، وهذا احتمال ضعيف، حسب متابعين للاتصالات الجارية؟

وفي هذا السياق، ابدت مصادر ديبلوماسية اقليمية، تخوفها على الاستقرار في لبنان، في حال استقالت الحكومة واحتدمت الخلافات من جديد بين طرفي 14 و8 آذار، معتبرة بأن الحفاظ على الحكومة يشكل صمام امان لتجنيب لبنان خضات داخلية، فضلا عن انعكاسات الاحداث المتصاعدة في سوريا، وذلك على خلفية صعوبة تشكيل حكومة جديدة، نظرا للانقسامات الحالية في البلد، والهوة التي تفصل موقفي تياروحزب الله من الملفات المطروحة.

وكان مصدر واسع الاطلاع قد كشف لـان قرار عدم مشاركة وزراء التكتل في جلسة الحكومة امس، جاء اثر مشاورات استغرقت يومين، كانت بعيدة عن الاضواء، وبالتنسيق مع قيادة حزب الله، ثم جاء اعلان الرئيس ميقاتي عزمه على الاستقالة اذا لم تمول المحكمة، ليرفع من قرار عدم المشاركة الى احتمال استقالة الوزراء التسعة من الحكومة، تحت مسمى عدم ايلاء مصالح الناس الاهتمام الكافي على حساب موضوع المحكمة.

وقال وزير بارز في التكتل لـان ايا من الاصلاحات التي انتظرها اللبنانيون، في طليعتها قانون الانتخاب والتعيينات الادارية والديبلوماسية والحلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية، لم تستطع الحكومة انجازها، فبدت مشلولة على رغم الدعم الذي حظيت به من قوى الموالاة، وظهر كأن ثمة استهدافا للوزارات التي يشغلها التكتل حصرا، وخصوصا الطاقة والاتصالات والعمل، بحيث تعطلت او عُرقلت المشاريع الاصلاحية التي طرحها الوزراء، في حين ان مطالب وزارات اخرى (تعيينات وملء شواغر وتمويل...) جرى تمريرها تحت ستار الحاجة او الضرورة. وسأل: بأي منطق يستجاب لمطالب دولية او اممية (تمويل المحكمة) ويتم اغفال او تعطيل مصالح اللبنانيين؟

وعلمتان قيادة التكتل قررت ان تضغط ان تكون جلسة الاربعاء مطبوعة بالعنوان الاجتماعي، بمعنى ان وزير العمل شربل نحاس سيرفع الى الامانة العامة لمجلس الوزراء بدءا من الاثنين مجموعة من المشاريع تتعلق بالشأن الحياتي، وستصر قيادة التكتل على ان تدرج في جدول الاعمال لبتها، ومن بينها مسألة تصحيح الاجور.


المستقبل
بارجة نووية أميركية في طريقها إلى الساحل السوري وواشنطن وأنقرة والإمارت تطالب رعاياها بالمغادرة
العقوبات أمر واقع بعد تجاهل دمشق التوقيع على البروتوكول العربي
تطورات الاحداث في سورية كانت حاضرة في متابعة صحيفة المستقبل التي كتبت تقول "تجاهل الرئيس السوري بشار الأسد الموعد الممدد الذي حددته جامعة الدول العربية للتوقيع على البروتوكول الخاص بمعالجة الأزمة السورية، وأرسل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس، رسالة طرح فيها مجموعة من الاستفسارات والتساؤلات حول بنود البروتوكول، ما يجعل فرض عقوبات اقتصادية على سوريا أمراً واقعاً ينظر فيه المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي الذي يعقد اجتماعاً في القاهرة اليوم تمهيداً لاجتماع وزراء الخارجية العرب غداً.

وفي تطور ذي دلالة بارزة على تسارع الأحداث المرتبطة بالأزمة السورية، أعلن أمس انطلاق البارجة النووية الأميركية "جورج بوش" تجاه الشواطئ السورية يرافقها عدد من سفن الدعم لإجراء مناورات تتعلق بالأمن، في تزامن مع مطالبة الولايات المتحدة وتركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة رعاياها بمغادرة سوريا ولا سيما أن "الوسائل التجارية المعتادة للسفر لا تزال متاحة" حسبما قال بيان أميركي .

وقبل يومين من اجتماع قمة بين الولايات المتحدة وأوروبا تحضر على طاولة النقاش فيه الأزمة في سوريا، قالت الأمم المتحدة أمس، إنها مستعدة لدعم بعثة سلام مقترحة للجامعة العربية لمراقبة الأوضاع في البلاد.

وفي ساعة متقدمة مساء أمس، صرح مصدر في الجامعة العربية في القاهرة "حتى الآن لم نتلق رداً من الحكومة السورية" بعد انقضاء المهلة التي حددتها الجامعة لدمشق للموافقة على قبول إرسال مراقبين عرب لحماية المدنيين.

ومن المقرر عقد اجتماع لوزراء المالية العرب اليوم لبحث مسألة العقوبات التي ستُطرح غداً على وزراء الخارجية العرب، كذلك يُعقد اليوم اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لبحث التطورات.

واعتبر مصدر مسؤول في الجامعة العربية أمس، أن "سوريا تجاهلت دعوة مجلس الجامعة للتوقيع على البروتوكول كما هو"، مبيناً أن "الجامعة ستعرض الموضوع على اجتماع وزراء الخارجية العرب لاتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الموضوع".

وتتضمن العقوبات الاقتصادية المحتملة وقف رحلات الطيران الى سوريا، ووقف التعامل مع المصرف المركزي السوري، ووقف التبادلات التجارية الحكومية مع الحكومة السورية باستثناء السلع الاستراتيجية التي تؤثر على الشعب السوري، وتجميد الأرصدة المالية للحكومة ووقف التعاملات المالية معها.

وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في اسطنبول أمس، أن تركيا قد تحضر اجتماع وزراء الخارجية العرب غداً لمزيد من المحادثات حول سوريا. وقال "ربما ينعقد اجتماع لوزاء خارجية الجامعة العربية الأحد بحسب التطورات. وسأحضره ايضاً"، داعياً دمشق خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة الى الموافقة على بعثة مراقبين حتى يتسنى وقف نزيف الدم في البلد الجار والحليف السابق اقتصادياً وسياسياً لتركيا.

وصرح رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي إن زعماء الاتحاد سيناقشون خلال القمة الأورو أميركية المقررة بعد غد في واشنطن بمشاركة الرئيس الأميركي باراك أوباما، الوضع فى الشرق الأوسط بما فى ذلك الربيع العربي وإيران وسوريا وعملية السلام.

وشدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمس، على ضرورة "متابعة الحوار" مع المعارضة السورية من أجل تأمين عملية انتقال ديموقراطي، كما قالت رئاسة الوزراء البريطانية. وجاء في بيان أصدره مكتب كاميرون أن المسؤولين اللذين التقيا في لندن اعتبرا أن "القمع الوحشي الذي يمارسه نظام الأسد خطر ويشكل مصدر قلق يزداد حدة". وشددا على "أهمية موافقة النظام السوري على مبادرة الجامعة العربية لوقف العنف واتفقا على ضرورة متابعة الحوار مع حركات المعارضة السورية لدعم العملية الانتقالية من أجل اقامة ديموقراطية مستقرة تضم جميع الأطراف".

واعتبر المستشار الخاص للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هنري غينو أمس، أن فرنسا تهدف من وراء طرح فكرة إقامة ممرات إنسانية في سوريا الى "القيام بكل ما هو ممكن لانقاذ أرواح". وقال في تصريح لتلفزيون فرانس-24 "لا بد من القيام بكل ما هو ممكن لانقاذ أرواح ولا أعتقد أن ذلك يندرج في إطار إرضاء الضمير". وأضاف "نحن نقوم بما لا يؤدي الى تداعيات يمكن أن تكون أسوأ من الشر الذي نسعى الى مواجهته".

ولكن وزارة الخارجية الروسية أعلنت قبل ساعات من انتهاء المهلة الجديدة التي حددتها الجامعة العربية لسوريا أمس، أن موسكو تعارض الضغط على دمشق أو فرض عقوبات على حليفتها التقليدية وتطالب بالعودة الى الحوار السياسي. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إنه "في هذه المرحلة ما نحتاجه ليس قرارات أو عقوبات أو ضغوطاً، بل حواراً بين السوريين". وأضاف أن "روسيا ترفض رفضاً باتاً أي تدخل عسكري في سوريا".

وفي سوريا، قالت قيادة الجيش السوري في بيان نادر نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس، إن "مجموعة إرهابية مسلحة قامت بعملية اغتيال آثمة أدت إلى استشهاد ستة طيارين وضابط فني وثلاثة صف ضباط من الفنيين العاملين في إحدى القواعد الجوية العسكرية". وتبنى الجيش السوري الحر الذي يؤكد أنه يضم آلاف الجنود المنشقين الهجوم في بيان نشر على الانترنت. وذكر التلفزيون السوري في نشرته مساء أمس، أن الجهات المختصة في ريف حمص نفذت "عملية نوعية في الرستن أسفرت عن مقتل 16 إرهابياً"، حسبما قال.