تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 28-01-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الملف الداخلي وخاصة جلسة الحوار التي عقدت أمس الأربعاء، بالاضافة الى جلسة الحكومة المزمع عقدها اليوم..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 28-01-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الملف الداخلي وخاصة جلسة الحوار التي عقدت أمس الأربعاء، بالاضافة الى جلسة الحكومة المزمع عقدها اليوم..
السفير
الكوميديا السوداء: رئاسة وحكومة ومجلس ونفايات وحوار!
متى ينتهي زمن دولة «العصفورية»؟
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "لعل الكوميديا السوداء التي بات النائب وليد جنبلاط من نجومها مؤخرا، تشكل، في ظل المفارقات الداخلية المتراكمة، أبلغ تعبير عن الواقع اللبناني من كل «المدارس» الاخرى في السياسة.
إنها دولة «العصفورية»، حيث لا مكان للمنطق والقانون والدستور والنزاهة وانتظام المؤسسات، بل هي فوضى غير منظمة تجتاح كل البديهيات التي تقوم عليها الأوطان الطبيعية.
إنها دولة عبثية تسبح خارج «الجاذبية»، وتحولت مع الوقت الى مجرد رسم كاريكاتوري، يستخرج منا كل يوم ابتسامة مرّة ممزوجة بالوجع، على قاعدة أن شر البلية ما يُضحك.
ولكن.. من أين نبدأ وسط هذا الانهيار الشامل؟
على مستوى انتخابات رئاسة الجمهورية، يبدو واضحا أن «الطاسة ضاعت» وأن الحابل اختلط بالنابل، حتى بات فك رموز هذا الاستحقاق وطلاسمه، يحتاج الى حكمة من أفواه.. المجانين.
سعد الحريري والسعودية اللذان يتمنيان سقوط النظام السوري ويهاجمان دور «حزب الله» في سوريا، يدعمان سليمان فرنجية المتحالف مع بشار الأسد والحزب، بل إن رئيس «تيار المستقبل» يكاد يتحول الى رئيس الحملة الانتخابية لفرنجية.
وسمير جعجع المتخصص في خصومة «حزب الله» والمتطوع للتحذير من مساوئ خياراته، يؤيد ترشيح ميشال عون المتحالف مع الحزب، المدعوم بدوره من إيران التي يعاديها جعجع ويرى فيها خطراً على المنطقة.
وإيران المشتبكة مع السعودية الحليفة لأميركا، التي هي متفاهمة نووياً مع طهران، تصنف فرنجية ـ الذي رشحته الرياض ـ واحداً من حلفائها الاستراتيجيين في لبنان، لكنها في الوقت ذاته لا تتخلى عن عون المحتَضَن من جعجع، المتمسك بتحالفاته الخليجية في مواجهة الجمهورية الإسلامية.
وقطر الراعية لـ«جبهة النصرة» وغيرها من فصائل المعارضة المسلحة في قتالها ضد النظام السوري، تبارك ترشيح جعجع لعون، صديق الأسد و«حزب الله» اللذين يحاربان في الميدان القوى المدعومة من الدوحة.
و«8 آذار» التي قبلت عام 2008 برئيس وسطي هو ميشال سليمان، باتت عام 2016 مخيرة بين حليفين هما عون وفرنجية، في مشهد يكاد لا يمر إلا في الأحلام، لكنها تبدو مربكة ومتخبطة في التعامل مع هذا الإنجاز الاستراتيجي، حتى أصبح حسم الخيار يتوقف على مساعدة سعودية!
ووليد جنبلاط الذي رشح هنري حلو الى الرئاسة ويتمسك به، يثمّن ايضا ترشيح فرنجية ويتفهم ترشيح عون. إنها أحجية العصر في زمن الغرائب اللبنانية.
وماذا عن تجربة الحكومة؟
لا بد في البداية من تصحيح، فهذه ليست حكومة مطابقة للمواصفات العالمية، بل هي مجموعة حكام أفرزهم الأمر الواقع، بعدما تحول الوزراء الـ24، بفعل الشغور الرئاسي، الى رؤساء ظل للجمهورية، يكاد كل منهم يملك من الصلاحيات ما يفوق تلك التي يملكها الرئيس الأصيل.
هي الجمهوريات اللبنانية المحشورة حشراً في مجلس للوزراء، يشبه كل شيء إلا.. اسمه. إنه أقرب الى «سوق أحد» سياسي، لا تشمله رقابة «حماية المستهلك» ولا معايير حملة «سلامة الغذاء» التي أطلقها وائل أبو فاعور. هنا، كلٌ ينادي على بضاعته ويساوم على السعر، تبعاً لما تقتضيه المصلحة أو ضرورات النكاية بالزميل.
وإذا كانت الأمثلة على التصدع الحكومي لا تعد ولا تحصى، فإن أحدثها قد يكون معبّراً الى حد كبير. الرئيس تمام سلام حمّل قبل أيام إيران المسؤولية عن النزاعات الإقليمية بسبب تدخلاتها في المنطقة، بينما وزير الخارجية جبران باسيل نأى بنفسه ورفض إدانتها، في موقف أثنى عليه «حزب الله»، لكنه أثار غضب «المستقبل». إنها سياسات خارجية عدة لوطن افتراضي لا تتعدى مساحته الـ10452 كلم2، علما أن النفايات باتت تشغل جزءاً لا بأس به من هذه المساحة - الساحة.
مثال آخر، يعكس مدى استفحال مرض «ترقق العظم» الذي تعاني منه الحكومة المقيمة منذ ولادتها في غرفة العناية الفائقة. خلاف على التعيينات الأمنية كان كافياً لتعطيل مجلس الوزراء والإخلال بأمنه السياسي على مدى أشهر، حتى تخال أن المجلس العسكري هو من فروع حلف «الناتو»، أو أنه مؤتمن على «شيفرة» القنابل النووية التي يملكها لبنان.
وأين يقع ملف النفايات من الإعراب؟
هو بالتأكيد ملف تجتمع فيه علامتا النصب والجر اللتان تفوقتا على علامتي الضم والرفع. من الطمر الى الترحيل ثم عودة محتملة الى الطمر.. طريق طويلة تفوح من على جنباتها الروائح الكريهة، المنبعثة ليس فقط من القمامة، بل من سوء الإدارة الرسمية لهذا التحدي البيئي الذي فضح هشاشة السلطة في لبنان، وأدى الى نقيض تصنيفها الحضاري حتى بات يصح اعتبارها من مخلفات القرون الوسطى أو العصر الحجري.
وهذه الفضيحة تشترك في تحمل مسؤوليتها كل المكونات اللبنانية التي تعاطت مع هذا الهم بتعصب وعصبية، ما تسبب في ارتفاع منسوب «الادرينالين» الطائفي والمذهبي في أجسام الكثير من المناطق التي بدت في نمط تعاطيها أقرب الى «دويلات»، لها حدودها وقوانينها، بحيث صارت محاولة نقل النفايات من منطقة الى أخرى تخضع لقواعد التصدير!
وما هو دور مجلس النواب الممدد له، في هذه الصحراء السياسية؟
كان يُفترض بالمجلس ان يكون غزيرا في انتاجه، لتبرير التمديد والتخفيف من وطأته الثقيلة على اللبنانيين، لكن العكس هو الذي حصل، إذ زحف جراد التعطيل الى المؤسسة التشريعية، ليأكل ما تيسر من اليابس، بعدما تلاشى الاخضر منذ زمن طويل.
صحيح ان المجلس التأم قبل فترة بشق النفس، ل»مرة واحدة»، بغية إقرار بعض القوانين المالية الاضطرارية تحت ضغط المجتمع الدولي، لكن الصحيح ايضا انه سرعان ما عاد أدراجه الى ال»كوما»، على قاعدة انه لا يجوز له ان يعمل بشكل طبيعي ومنتظم، في ظل غياب رئيس الجمهورية.
وعليه، إذا كان لا بد من تسجيل إنجاز للمجلس النيابي فهو نجاحه في إقرار قانون تعميم البطالة المؤسساتية وشرعنتها!
وهل استطاعت طاولة الحوار التعويض عن النقص الحاد في المناعة الدستورية المكتسبة؟
انطلقت طاولة الحوار بسقف مرتفع يحاكي محاولة انتخاب رئيس الجمهورية، لتضطر لاحقا الى الهبوط الاضطراري على مدرج المواصفات التي جرى الاكتفاء بتعدادها وتعريفها، من دون مطابقتها على اسم محدد، في انتظار التوأمة بين الظروف الداخلية المؤاتية وكلمة السر الخارجية، ثم تواضعت طموحات المتحاورين مع الوقت، بحيث اصبحوا منشغلين بمتابعة أزمة النفايات وتفعيل عمل الحكومة وربما يتحول اهتمامهم في ما بعد نحو تعزيز النشاط الكشفي..
والارجح، ان أعضاء طاولة الحوار جميعا يدركون ان وظيفتها الاصلية في المرحلة الراهنة لا تتعدى إطار المحافظة على رمزية الصورة الجامعة، مع قليل من تصريف الأعمال، في انتظار «استيراد» المواد الاولية الضرورية لصناعة التسوية المركّبة.
النهار
"داعش" يتمدَّد على طول جرود عرسال!
تسوية التعيينات: توافق النهار تعثّر ليلاً
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "ماذا يدور في جرود عرسال ولماذا انفجر الوضع فجأة بين "داعش" و"جبهة النصرة" أمس وأي تداعيات لمحاولات "داعش" السيطرة الكاملة على الجرود؟
الواقع انه فيما كانت الانظار في الداخل تتركز على "الانفراج" السياسي الذي سيشهد مجلس الوزراء ترجمته اليوم بعودة نصابه السياسي كاملاً مع عودة وزراء "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" الى الجلسات بفضل التقدم في موضوع تعيينات المجلس العسكري، برز التطور الميداني في جرود عرسال عبر معارك عنيفة للغاية بين التنظيمين الأمر الذي أوجب رصد هذا التطور بكثير من الدقة مع رفع الجيش جهوزيته القصوى.
وأفاد مراسل "النهار" في بعلبك ان "داعش" اندفع في هجمات مركزة على مراكز "النصرة" معيداً تسليط الأضواء على الواقع الميداني في جرود عرسال حيث تسيطر "النصرة" على معظم المعابر التي تؤدي الى عرسال في مقابل تقدم "داعش " وسيطرته على اطراف عرسال من جهة الشمال امتداداً من وادي عجرم ووادي حميد حتى الملاهي. ووصف المشهد القتالي بين التنظيمين امس بأنه كان الأشرس، إذ شن مئات من مسلحي "داعش" هجمات مباغتة على مراكز "النصرة" على اكثر من محور في وقت واحد واستعملت في المعارك الاسلحة الثقيلة وتحدثت معلومات عن سقوط العديد من القتلى والجرحى والأسرى بين الفريقين. وإذ ينذر الوضع بتفاقم واسع، بدا الجيش في جهوزية تامة واستهدف مرات عدة تحركات الطرفين بالقذائف الثقيلة، مما حد من تحركاتهم عند التلال والأودية المطلة على مراكزه في جرود عرسال ورأس بعلبك.
التعيينات العسكرية
وعلمت "النهار" من مصادر نيابية شاركت في إجتماع الحوار النيابي أمس في عين التينة أن عقدة التعيينات في المجلس العسكري أحرزت تقدماً في هذا الاجتماع بما مهد الطريق أمام إنعقاد مجلس الوزراء اليوم مكتمل النصاب. وأوضحت المصادر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري تولى عرض المخرج الذي يفضي الى ملء الشغور في المنصبيّن الارثوذكسي والشيعي بالعميديّن سمير الحاج ومحسن فنيش.
لكن معلومات لـ"النهار" أفادت ليلاً ان الاتصالات التي واكبت اجتماع هيئة الحوار وأعقبتها لم تذلل تماما عقبة المرشح الأرثوذكسي، اذ ان الرئيس بري سعى مع رئيس حزب الكتائب والمستقلين من أجل تسهيل تعيين الاسم الذي وافق عليه العماد ميشال عون وهو العميد الركن سمير الحاج. ولكن نتيجة اللقاء الذي عقده الرئيس ميشال سليمان والوزراء الثلاثة المحسوبين عليه ومن ثم اللقاء المسائي الذي جمع وزراء من الكتائب والمستقلين، ومع وزير الدفاع سمير مقبل، تبين ان عقدة المرشح الارثوذكسي غير قابلة للمعالجة بالطريقة المطروحة، اذ ان الحاج يأتي وفق معايير الأقدمية والأفضلية خامساً وهو من خارج لائحة المرشحين الثلاثة الواردة أسماؤهم من قيادة الجيش، وانه ليس من السهل تجاوز هذه المعايير. وتنتقل العقدة الى جلسة مجلس الوزراء اليوم، ومن المتوقع ان تقوم حولها مشكلة في الجلسة قد تؤدي إما الى تمرير تعيين الحاج خلافاً لرأي اكثر من مكوٰن وزاري في الحكومة، وإما الى ارجاء التعيين وانسحاب وزراء التيار والحزب والطاشناق، او الى اقتناعهم بوجهة نظر الفريق المعارض، وهذا الاحتمال مازال مستبعداً.
وأبلغ وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، وهو من الكتلة الوزارية للرئيس سليمان "النهار" أن موضوع التعيينات في المجلس العسكري سيطرح في جلسة اليوم من خلال الوزير المختص أي وزير الدفاع الذي سيعرض ثلاثة أسماء لكل مركز من المراكز الشاغرة الثلاثة، مع إشارته الى الاسم الذي يراه الافضل لكل من هذه المراكز على أن تعتمد الأسماء الثلاثة المفضّلة بالاجماع أو بالتصويت على أساس ثلثيّ أعضاء الحكومة. وتمنى طرح "جدول مفاضلة بين الأسماء المقترحة على أساس العقوبات والتنويهات فيستبعد أي أسم لديه ملف (عقوبات)".
الحوار
أما بالنسبة الى جلسة الحوار، فاكدت مصادر نيابية شاركت فيها لـ"النهار" أنها خلت تماماً من أية إشارة الى الانتخابات الرئاسية، في حين جلس النائب سليمان فرنجية صامتاً طوال الاجتماع وكان مقعده بين الرئيس فؤاد السنيورة والوزير بطرس حرب. وقد استرعى انتباه المراقبين خروج النائب فرنجية عن صمته منذ لقاء معراب إذ أكد لدى انصرافه الاستمرار في ترشيحه مستغرباً "كيف ينسحب صاحب الـ 70 صوتاً لمن يملك 40 صوتاً؟" واذ رحب بالعماد ميشال عون في بنشعي، كرر انه "اذا لم يوافق عون على الخطة ب فلا نعترف بالخطة أ".
ومن أبرز المواضيع التي طرحت في الحوار، إضافة الى التعيينات العسكرية، موضوع المحكمة العسكرية،فكانت مداخلة للرئيس بري الذي أوضح أن أحدا لم يقف مع قرار محكمة التمييز العسكرية بتخلية ميشال سماحة، داعياً هذه المحكمة، كما هي معتادة، الى إصدار حكمها سريعاً في القضية من دون تردد.
والموضوع التالي الذي حظي بالاهتمام، كان الموقف اللبناني في مؤتمريّ وزراء الخارجية العرب ومنظمة المؤتمر الاسلامي وما صاحبه من جدل إنطلاقا مما طرحه الرئيس السنيورة على هذا الصعيد. فكان رد وزير الخارجية جبران باسيل بان هذا الموقف كان منطلقا من سياسة "النأي بالنفس" التي يعتمدها لبنان ومن أن قرار إمتناع لبنان عن التصويت لم يعطل الاجماع فضلاً عن أن هذا الموقف حمى الوحدة الوطنية.
ثم كان موضوع العقوبات الاميركية على المصارف، فحذر الرئيس السنيورة في مداخلته من تجاهل هذه العقوبات التي ترتب على لبنان أفدح الاضرار. وأعطى مثلاً ما حصل مع البنك العربي عندما حوّل مبلغ ثلاثة آلاف دولار لحساب أحد قياديي حركة "حماس"، فتكبّد جراء هذه المعاملة مئات الملايين من الدولارات. وأشار الى أن وزارة الخزانة الاميركية حصّلت بفضل هذه العقوبات حتى الآن في مجالات عدة مبلغ يناهز الـ 120 مليار دولار. واتسمت مداخلة السنيورة بتعدد المواضيع الساخنة التي أثارها. وبعدما حذر من تداعيات الموقف "المتفرد" الذي اتخذه وزير الخارجية في الاجتماعين والعربي والاسلامي والذي وصفه بأنه "انحياز ضد المصلحة الحقيقية للبنان"، تناول قضية تخلية "الارهابي" ميشال سماحة، ثم أثار مسألة الأوضاع الاقتصادية والمالية المتردية داعياً الى ارجاع الرسم على البنزين وتثبيت سعر صفيحة البنزين كمرحلة أولى عند 25 ألف ليرة تمكيناً للخزينة من تحقيق بعض الدخل الاضافي.
اللبنانيون في الخليج
وعلى رغم الانفراج المتوقع في عودة اكتمال النصاب السياسي لمجلس الوزراء اليوم، فان ملفي احالة قضية سماحة على المجلس العدلي وموضوع تداعيات موقف وزارة الخارجية لدى الدول الخليجية سيشكلان مطبين أساسيين أمام الجلسة. ذلك ان وزراء عدة من قوى 14 آذار سيثيرون الخطر الحقيقي الذي يتهدد اللبنانيين العاملين في دول خليجية في ظل موجة المقالات الصحافية التي تصدر في شكل يومي في بعض هذه الدول ولا سيما منها المملكة العربية السعودية وتدعو الى "طرد" اللبنانيين منها، الامر الذي يعكس تداعيات بالغة الخطورة.
الأخبار
عون ـ فرنجيه: لغز الثنائية الشيعية
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "من غير المرجح أن تكون لجلسة انتخاب الرئيس في 8 شباط حظوظ افضل من تلك التي سبقتها، وتقلّب عليها مرشحون. بينهم سقطوا في اول الطريق، وآخرون احتاجوا الى وقت كي يتخلوا، وثالثون لما يزالون او دخلوا متأخرين. كذلك روزنامة الجلسات الـ34 هي نفسها.
ينظر أفرقاء في قوى 8 و14 آذار على السواء الى جلسة 8 شباط كأن انتخاب رئيس الجمهورية واقع حتماً، والرجل يكاد يصبح معروفاً. يتصرف هؤلاء على ان الاستحقاق بات احصاء نواب وعدّ أصوات ينتهي الى ترجيح كفة احد المرشحين المحتملين: النائب سليمان فرنجيه على حساب الرئيس ميشال عون.
يحملهم هذا الحساب على التعويل على موقفي قطبين سيتيحان فوز نائب زغرتا هما الرئيس نبيه بري بكتلته التي تضم 13 نائباً والنائب وليد جنبلاط بكتلته التي تضم 11 نائباً، انطلاقاً من اعتقادهم بأن مواقع الافرقاء جميعاً تقريباً صارت واضحة الخيارات وشبه نهائية، ولم يعد ينقص سوى الذهاب الى صندوقة الاقتراع.
تعزز وجهة نظر هؤلاء ميل رئيس المجلس الى فرنجيه بسبب خلافه المزمن مع عون، وانضمام جنبلاط الى تأييد الرئيس سعد الحريري في دعم فرنجيه وهو الذي يجهر برفض انتخاب عون. يقاربون جلسة 8 شباط على ان اكتمال نصاب الثلثين لالتئامها حاصل، على ان فوز فرنجيه يتم في الدورة الثانية من الاقتراع بسبب تعذر حصول احدهما على ثلثي الاصوات في الدورة الاولى. في بساطة يرون المشهد كأنه على وشك اسدال الستار.
مع ذلك، سواء اصاب اصحاب هذا الرهان ام اخطأوه، ثمة كمّ من المعطيات لا يزال يحول دون انعقاد جلسة 8 شباط مقدار ظن اولئك انه اقرب من اي وقت مضى:
1 ــــ لم يقل بري مرة الى الآن انه ضد عون ولا يريد الاقتراع له او يرفض ترشيحه، كما لم يفصح مرة ايضاً عن تأييد علني لفرنجيه. لا يسمع منه محدّثوه وزائروه سوى اصراره على انعقاد الجلسة التي يحدد موعدها واكتمال نصابها وانتخاب الرئيس. يضيف: «عندما يكتمل النصاب اصعد الى القوس وافتتح الجلسة وليُنتخب مَن ينتخب». لم ينسَ بري ان يقول ايضا امام زواره ومحدثيه: «بعد اقل من شهرين تكون انقضت سنتان على عدم انتخاب الرئيس. الشغور بدأ في 25 ايار، لكن الاستحقاق الرئاسي بدأ قبل ذلك في 25 آذار مع بدء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس. كان ينبغي انتخابه في ذلك الوقت، في المهلة الدستورية، وليس بعد حصول الشغور».
لا يحتاج الامر الى تكهن مستفيض للقول بأن لرئيس المجلس ــــ شأن سواه من الناخبين المحليين الكبار ــــ مرشح يؤيده. بل لا يسعه كرئيس للمجلس وكرئيس لحركة امل الا ان يكون له مرشح سواء كان احد الاثنين المعلنين او ثالثاً من خارج اللائحة المتداولة ومن خارج مواصفاتهما كمرشح صداقة الاعوام الاربعين المنصرمة.
2 ــــ رغم تأكيده طوال الوقت ان عون مرشحه الاول بلا ادنى تردد، ولن يخوض في اسم مرشح سواه، لم يقل حزب الله بعد ــــ منذ كشف عن اجتماع باريس بين الحريري وفرنجيه في 19 تشرين الثاني ــــ انه ضد انتخاب نائب زغرتا. ترشيح فرنجيه هدية مؤكدة للحزب كان يصعب تصديقها لشهور خلت، لكن الاولوية لا الافضلية تظل لعون وحده حتى يتخلى الرجل عن نفسه.
موقف كهذا يميز في الظاهر وجهة نظر حزب الله عن رئيس المجلس الذي أحجم الى الآن عن تسمية مرشحه، مع الاخذ في الاعتبار ان لبري اسلوبا في التعامل مع الاحداث والاستحقاقات اعتاد عليه حلفاؤه وخصومه على السواء، وهو امتلاكه حيزا واسعا من المناورة للتحرك واطلاق المفاجآت في اكثر من اتجاه عندما لا يكون اوان القرارات قد حان. على نحو مماثل قفز بفريقي 8 و14 آذار مرتين على التوالي الى طاولة الحوار الوطني عندما لم يكن احد يتوقعها عامي 2006 و2015، وعندما اخترع الحوار السنّي ــــ الشيعي في عين التينة منذ كانون الاول 2014 بلا انقطاع، وعندما تمسك بالانتخابات النيابية عام 2014 ثم مال فجأة الى تمديد الولاية. اغرق الافرقاء جميعاً تقريباً في التكهنات عندما قال قبل ثلاثة اسابيع انه ــــ بين خياري عون وفرنجيه ــــ يترك لنواب كتلته حرية الاقتراع لأي منهما. بل يعرف هؤلاء وسواهم، كما الذين يعرفون رئيس المجلس، ان خياراً كهذا ليس استثنائياً في قرارات بري فحسب، انما نادر على مرّ تاريخ الرجل.
ولأنه يعي ان اوان انتخاب الرئيس لم ينضج تماماً، يفتح بري الباب على شتى الخيارات المحتملة بما فيها التي لا تلتقي وتوأمه الشيعي حزب الله، لكن من غير ان يصلا الى مرحلة التناقض. لكل منهما موقعه وتقديره للمعطيات واسلوب تعامله معها، الا انهما يذهبان معاً، يداً في يد الى القرار. في ما مضى راهنت قوى 14 آذار، في ذروة صعودها عامي 2005 و2006، على وهم انتزاعها بري من تحالفه مع حزب الله قبل ان تتضح لها خفة الرهان وسذاجته. شيء من هذا القبيل يُقرأ في الاستحقاق الرئاسي على ان لبري رأيا مغايرا لحليفه حزب الله، كأن يدعو الى جلسة انتخاب لا يحضرها الآخر، او يتوجهان اليها بمرشحين متنافسين هما حليفاهما.
3 ــــ ابلغ عون الى اكثر من طرف داخلي، حليف وغير حليف، انه لا يذهب الى جلسة انتخاب الرئيس منافساً فرنجيه وجها لوجه، ولا يذهب الى جلسة يقاطعها السنّة وتحديداً تيار المستقبل. وهو مغزى اصراره على الاجماع على انتخابه او لا جلسة انتخاب. لا يبدو رئيس تكتل التغيير والاصلاح بعيدا من الفكرة القائلة بأن اتفاق معراب غير كاف لوحده كي يجعل انتخابه رئيساً قراراً حتمياً، على اهمية لقائه برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وتكريس المصالحة المسيحية بين تنظيميهما. وهو ايضا فحوى ما لمح اليه بري اكثر من مرة في الايام الاخيرة، بأن اتفاق معراب لا يرجح لوحده كفة الرئاسة لمرشح هذا الاتفاق، واستطراده من ثم ان انتخاب الرئيس قرار يشترك فيه الافرقاء جميعا بلا استثناء.
لم يهضم عون تماماً عبارة رئيس المجلس لوزير الخارجية جبران باسيل في عين التينة غداة اجتماع معراب بأن عليه الذهاب ايضا الى بنشعي، مثلما لم يهضم بري بدوره ولم يوافق الوزير الياس بوصعب قوله ان الثنائية المسيحية (التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية) تشبه الثنائية الشيعية (حزب الله وحركة امل): كلتاهما تمثل الاكثرية الساحقة في طائفتيهما. اما موقع جنبلاط وما يريده في هذا الاشتباك، فشأن مختلف.
اللواء
«معادلة فرنجية» تهدّد التفاهم مع عون .. وباسيل ينعى إنتخابات الرئاسة
الحوار - 14: تأمين نصاب الحكومة اليوم.. و4 نقاط ساخنة في مداخلة السنيورة
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "على مدى أكثر من ساعتين، لم تبق شاردة وواردة الا تطرقت إليها هيئة الحوار الوطني التي انعقدت في جلستها الرابعة عشرة في عين التينة، أمس، والتي لم يتردد النائب وليد جنبلاط والذي غاب عن الجلسة، عن مقاربتها بوصفها تشبه هيئة مصلحة تشخيص النظام في إيران، «فكلمة السر الديمقراطية طبعاً من المرشد، وعلى قول أهل جبل العرب: دبكة يا شباب».
والنقطة المهمة التي لم تكن بين «الشاردات والواردات» هي رئاسة الجمهورية التي يبدو انها دخلت في في غياهب الخطط الاستراتيجية الكبرى، وفقاً لمتابعين لمجرى الاتصالات الجارية على هذا الصعيد.
ولو لم يلفت الوزير بطرس حرب نظر الرئيس نبيه برّي إلى ان هناك جلسة نيابية ستنعقد في 8 شباط لانتخاب رئيس للجمهورية مع وجود مرشحين اثنين، لما كان الرئيس بري أكّد المؤكد قائلاً: «في 8 شباط انا نازل إلى المجلس، فإذا توفّر النصاب سأعمل جلسة.. غير هيك ما تطلب مني شي؟».
وما لم يقله الرئيس برّي، قاله رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ليل أمس، في مقابلة مع محطة M.T.V من انه «ما لم يحصل اتفاق قوي لانتخاب رئيس قوي (في إشارة إلى النائب ميشال عون) فلن ننزل إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس، كاشفاً عن شريان تواصل مع تيّار «المستقبل» يعاد ضخ الدم فيه، نافياً ان تحصل منافسة في مجلس النواب بين عون والنائب سليمان فرنجية، في معرض الرد على رئيس تيّار «المردة» الذي قال بوضوح: «كيف يمكن لمن معه 70 نائباً ان يتنازل لمن معه 40 نائباً» (في إشارة إلى عون).
وبدا من إعلان فرنجية ان العماد عون لن يكون في plan A بالنسبة لنا ما لم نكن نحن في plan B بالنسبة له، وإعلان الوزير باسيل انه لن يكون هناك plan B، بل فقط plan A ان الطرفين في طريقين مفترضين، وقد لا يلتقيان حتى ولو كانت بنشعي هي منزل النائب عون في أي وقت.
ومع هذه المعطيات، وأن كان الرئيس فؤاد السنيورة جلس إلى جانب فرنجية على طاولة الحوار، فاتحاً الباب امام نكات واجتهادات، وأن كان النائب جنبلاط نعى انتخابات الرئاسة على طريقته، معتبراً ان كلمة السر هي في إيران بعد الاتفاق النووي، فإن البند الأوّل الذي ادرج على طاولة الحوار التي دعا إليها الرئيس برّي قبل نهاية العام الماضي بشهرين أو أكثر، كان هو انتخاب الرئاسة التي لم تنفع معها لا تفاهمات ولا اتفاقات ولا مواصفات ولا رهانات ولا وساطات بانتظار اثمان تطالب بها إيران، حسب مراقبين وخبراء ودبلوماسيين، في ضوء مسار مؤتمر جنيف 3 السوري، ومسار العلاقات المتأزمة بينها وبين المملكة العربية السعودية والعالمين العربي والإسلامي.
هل تصدق التفاهم على التعيينات اليوم؟
وازاء اقتناع غالبية ممثلي الكتل بأن الأفق ما زال مقفلاً امام الرئاسة الأولى، بحثت طاولة الحوار العامة عن تحقيق إنجاز فوجدته في التعيينات العسكرية والأمنية، سواء في المجلس العسكري أو مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي وصولاً إلى ما تتحدث عنه المصادر الكاثوليكية، ومن بينها الوزير ميشال فرعون من تحامل على مدير جهاز أمن الدولة اللواء جورج قرعة الذي ينتمي إلى الطائفة الكاثوليكية.
وما ان اطمأنت الحكومة والوزراء من اكتمال نصاب مجلس الوزراء في جلسته المقررة عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في السراي الكبير، حتى خرجت إلى الضوء أصوات لا تخفي إمكان بروز عقبات تواجه التعيينات.
وفي هذا السياق، اشارت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني من ان وزير الدفاع سمير مقبل زار اليرزة ووقف على رأي قائد الجيش العماد جان قهوجي، في ما يتعلق بالاسماء التي سيقترحها لملء الشواغر في المجلس العسكري، مضيفة ان لا قرار نهائياً لديه بعد في هذا الشأن.
وليلاً، عقد وزراء اللقاء التشاوري اجتماعاً في منزل الوزير بطرس حرب، خصص للتشاور في الموقف الذي يجب اتخاذه في موضوع التعيينات العسكرية، من دون ان يكشف أحد من الوزراء عن هذا الموقف، بانتظار معرفة ما يمكن ان يحصل في مجلس الوزراء اليوم.
أسماء الضباط
وعلمت «اللواء» ان أسماء الضباط الذين تمّ التفاهم على تعيينهم في المجلس العسكري اليوم، وفق ما تبلغه أقطاب طاولة الحوار أمس من الرئيس برّي هم:
العميد سمير الحاج عن المقعد الارثوذكسي.
العميد جورج شريم عن المقعد الكاثوليكي.
العميد محسن فنيش عن المقعد الشيعي.
اما الأسماء التي سيطرحها وزير الدفاع سمير مقبل على مجلس الوزراء فهي:
عن الشيعة: محمّد جانبيه، خليل إبراهيم، ومحسن فنيش.
عن الكاثوليك: غابي حمصي، جورج شريم، غسّان شاهين.
عن الارثوذكس: فؤاد قسيس، سمير الحاج، وسمير عسيلي.
لكن مصادر عسكرية استبعدت لـ«اللواء» إمكان تعيين العميد فنيش للمركز الشيعي، باعتبار انه غير مجاز في الأركان، ووفقاً لقانون الدفاع يحرم من حق ان يكون عضواً في المجلس العسكري مع الإشارة إلى وجود سابقة في هذا المجال عندما عين الرئيس الراحل الياس الهراوي المرحوم اللواء فايز عازار عضواً رغم انه لم يتابع دورة أركان. ورجحت المصادر ان يتم تعيين العميد الركن عبد السلام سمحات الذي يشغل حالياً رئيس فرع مخابرات البقاع.
الجلسة 14
خارج غياب النواب جنبلاط وعون وميشال المرّ وطلال أرسلان، والنكات التي أضفت أجواء مريحة، بعد أسبوع الضغط في كل الاتجاهات على الحكومة وعلى اللبنانيين، سواء من الجو أو عبر النفايات، أو الضغوط المالية الأميركية، وصولاً إلى نهج إضعاف علاقة لبنان بأشقائه العرب بسبب أداء الوزير باسيل، ما الذي حدث في الجلسة بالضبط؟
بعد الكلام عن العاصفة «تالاسا» وتسرّع وزير التربية بإقفال المدارس يوماً واحداً، وتأكيد الرئيس برّي على تفعيل العمل الحكومي، وعن ضرورة إنهاء التعيينات في المجلس العسكري، وإعلان عن تفاهم حصل على الأسماء، إتفقت المصادر التي استقت منها «اللواء» معلوماتها عن الجلسة، على التأكيد على أن مداخلة الرئيس فؤاد السنيورة بعناوينها الأربعة بالإضافة إلى اقتراحه تثبيت سعر صفيحة البنزين على 25 ألف ليرة بصرف النظر عن الهبوط المتتالي في أسعار النفط، كانت هي الأهم: السياسة الخارجية، قضية ميشال سماحة، الأوضاع الاقتصادية والمالية والعقوبات الأميركية على المصارف اللبنانية.
1- السياسة الخارجية، حيث انتقد الرئيس السنيورة بحدة سياسة النأي بالنفس التي يقف وراءها الوزير باسيل، وقال أن هذه السياسة تقضي بتجنّب التورّط في حالة نزاع عربي - عربي لكنها لا تنطبق عندما يكون الخلاف بين العرب وغير العرب في إشارة إلى إيران.
وأكد السنيورة في مداخلته أن موقف باسيل كان انحيازاً ضد المصلحة الحقيقية للبنان وضد عروبته، كما أن لها تداعيات على الأوضاع الوطنية والاقتصادية.
وأشار مصدر شارك في طاولة الحوار إلى أن هذه المداخلة الواضحة والصريحة لم تُثر ردود فعل حادّة أو صاخبة، باستثناء ردّ الوزير باسيل الذي قال أنه يتبع سياسات متفق عليها، وهي النأي عن الخلافات في الخارج، فإذا أردتم التغيير فليتخذ مجلس الوزراء قراراً بذلك، مؤكداً أننا «أدنّا التدخل في الشؤون العربية وننأى بأنفسنا عندما يكون هناك خلاف». وليلاً عاد باسيل وقال أنه سيثير هذا الموقف في مجلس الوزراء اليوم.
2- قضية سماحة: رأى السنيورة في مداخلته أن إخلاء سبيل ميشال سماحة يكشف عن تراخٍ في قضية الإرهابيين والعملاء، مشدداً على أن العدالة لا تكون الكيل بمكيالين، معتبراً أن هذا الأمر أثار استهجان وغضب قطاعات واسعة من اللبنانيين، فردّ الرئيس بري: هذا موضوع قضائي، وما اتخذته المحكمة العسكرية لم يكن حكماً بل تدبير، مضيفاً: «سبق وطلبت من المحكمة الإسراع بالمحاكمة، وأعتقد هذا الذي يحصل الآن»، فيما قال النائب أسعد حردان: «ليس المطلوب الحد أو التأثير سلباً على سمعة القضاء». ونقل أن الوزير حرب أشار إلى أن القاضي الذي أفرج عن سماحة معروف بجرأته.
وكانت فرصة، كما لاحظ المصدر، أن أحداً من الحاضرين لم يدافع عن سماحة، ولم يدحض ما قاله الرئيس السنيورة، لكن ممثّل «حزب الله» في الطاولة النائب محمّد رعد قال بشكل مقتضب أن ما أثاره الرئيس السنيورة (وهو يقصد السياسة الخارجية ومسألة سماحة) يمكن أن يطرح على طاولة مجلس الوزراء وليس على طاولة الحوار.
3- الأوضاع الإقتصادية حيث أشار الرئيس السنيورة إلى تراجع هذه الأوضاع نتيجة الظروف الراهنة وانحلال الدولة، داعياً إلى الاستفادة من إنخفاض أسعار النفط بتعزيز مالية الدولة للحد من المديونية، وتغطية النفقات بتحديد سقف لسعر صفيحة البنزين لا يقل عن 25 ألف ليرة.
4- العقوبات، استأثرت مسألة العقوبات بجانب من مطالعة الرئيس السنيورة التي استغرقت 40 دقيقة، وبمداخلات المتحاورين، لا سيما الإجراءات الأميركية والقانون الصادر عن الكونغرس بفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع حزب الله، أو التي فُرضت على حزب الله، مشدداً (السنيورة) على عدم الاستهانة، بما لها من إنعكاسات سلبية على المصارف، وضرب مثلاً يتعلق بأحد المصارف العربية عندما حوّل مبلغاً زهيداً من المال (ثلاثة آلاف دولار) وبسبب العقوبات دفع المصرف أضعافاً مضاعفة.
وهنا كشف الرئيس برّي أنه بعث برسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما بهذا الصدد، وأن خطوات سيتخذها مجلس النواب لجهة إرسال وفد نيابي إلى الولايات المتحدة.
لكن نائباً هو في عداد الوفد الذي سيذهب إلى واشنطن أكد لـ«اللواء» ليلاً أن موعد السفر لم يتحدد بعد، وإن كان يتوقع أن يكون بعد الجلسة النيابية في 8 شباط.
وقبل ختام الجلسة، كشف الرئيس سلام عن أن ترحيل النفايات سيكون خلال اليومين المقبلين، واصفاً الطروحات التي تأتي من هنا وهناك بأنها مزايدات ليس إلا. لكن الرئيس برّي مازحه قائلاً: يا ريت ما تظبط معك، فنعود إلى المطامر.
عرسال
أمنياً، أفادت معلومات أن مدفعية الجيش اللبناني قصفت ليلاً تحركات للمسلحين في جرود عرسال، على أثر محاولات رصدت لهؤلاء المسلحين للتسلّل إلى مواقع الجيش.
وكانت معلومات تحدثت ظهراً عن اشتباكات حصلت بين مسلحين من «داعش» وآخرين من «النصرة»، على أثر استيلاء «داعش» على موقع للنصرة في الجرود.
تزامنت هذه المعلومات مع معلومات أخرى عن مقتل مواطنتين في عرسال، إحداهما كونة عز الدين التي توفيت متأثرة بجروحها بعد إطلاق مسلحين النار على منزل زوجها في البلدة.
البناء
الخارجية الأميركية تُنهي دلع معارضة «ببكي وبروح» بالتحذير من ضياع الفرصة
«جنيف 3» الجمعة... وموسكو تؤكد ترؤس المعلم للوفد الرسمي... والجيش يتابع مهامه
حكومة ومجلس عسكري اليوم... والحوار على طريقة جنبلاط «قوموا عالدّبكة»
صحيفة البناء كتبت تقول "اكتملت تحضيرات عقد لقاء جنيف للحوار بين الحكومة السورية ووفود المعارضة التي ستتوزّع في غرف جانبية يتجوّل بينها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، قبل أن يحمل حصيلتها، كما يراها هو من موقع تطبيقه للقرار 2254 وما تمّ التفاهم عليه بين وزيرَي الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، والمكتوم بات معلوماً، فوظيفة الحوار كما تقول مصادر جماعة الرياض هو تشريع العلاقات الغربية والعربية مع الحكومة السورية، خصوصاً مع الرئيس السوري، الذي كرّس القرار الأممي الصادر بعد التموضع الروسي في سورية وفي مناخات ما بعد التفاهم على الملف النووي الإيراني، منع أيّ تدخل خارجي في تحديد مستقبل الرئاسة السورية، والتزاماً أميركياً بالاعتراف أنّ خطر تجذّر الإرهاب لا يتيح ترف تحقيق الأحلام ولا وقت يمنح من حساب الحرب على الإرهاب ليروي السعودي حسده التاريخي من سورية، تاريخها وجغرافيتها، انتقاماً مازوشياً برؤيتها تحترق ولا وقت في المقابل ليشفي التركي العثماني ولا الفرنسي المستعمر، حقدهما التاريخي لاستعصاء سورية عليهما تاريخاً وجغرافيا وعصيانها على مشيئتيهما.
المعارضة التي منحت أهل الحسد والحقد فرص تخريب بلدها، تجد نفسها أمام ساعة الحقيقة، وتعيش أسوأ أيامها باللطم والندب، وهي تتحدّث عن التخلي والضغوط والغدر والخيانة من الحلفاء، والبيع والشراء، متجاهلة طبعاً عن عَمْد أنها أصلاً آخر من يحق له ادّعاء المفاجأة بما يجري، وبين صفوفها من ألّف كتباً، مثل برهان غليون، عن إشكالية الإصلاح وإشكالاته، يضع فيها المسؤولية على السياسات الغربية التي تجعل مصالحها النفطية والتزامها بأمن «إسرائيل» وتغاضيها عن اللعبة المزدوجة لأجهزة مخابراتها مع التطرف الإسلامي الذي ينتج الإرهاب بعيداً عن المدنية وخيارات الحداثة، فوق كلّ ادّعاءاتها بالتزام الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهذا قبل أربع سنوات فقط من تحوّله إلى أحد قادة المعارضة التي استوطنت حضن النفط وتماهت في استهداف جيش دولتها الوطنية مع مقتضيات الأمن «الإسرائيلي»، وتخندقت بسبب إفلاسها الشعبي والعسكري وراء تنظيمات التطرف والتوحش والإرهاب.
تذهب معارضة «ببكي وبروح»، وهي تسمع بيان وزارة الخارجية الأميركية يهدّدها بخطورة تضييع الفرصة، وتعلم أنّ الجولة العسكرية التي ستكون في حال الغياب ستتمّ بتغطية أميركية وتكون قاصمة لظهر ما تبقى من الجماعات المسلحة التي تمنحها الغطاء، بينما سيستمرّ الجيش السوري في مهامه يتقدّم على الجبهات كلّها في الأحوال كلّها، لكن سيكون للنار الروسية عيارات تتناسب مع درجة فهم وفد المعارضة لمبرّر لقاء جنيف ووظيفته ودرجة تجاوبها معهما.
موسكو التي أكدت أنّ الحكومة السورية ستتمثل بوفد رفيع يترأسه وزير الخارجية وليد المعلم، لا تُخفي أنّ ما يهمّها هو إقفال الحدود ووقف التمويل والتسليح للجماعات المسلحة من بوابة تفاهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية، تؤدّي إلى رفع العقوبات عن الحكومة السورية وعودة العلاقات معها والسفارات إليها، وأنّ جائزة الترضية لمن يلعب هذا الدور من المعارضين هي مقاعد وزارية في حكومة تشكل تحت مظلة الرئيس السوري بشار الأسد وفي ظلّ ممارسة صلاحياته الدستورية الكاملة.
للمعارضة التي تقول إنها تملك أغلبية التأييد الشعبي السوري، يقول الأميركي والروسي، إنّ زمن الاحتكام إلى السلاح انتهى، وكلّ مَن يقف في وجه معادلة جنيف سيصنَّف إرهابياً وسيُضرب بغير رحمة، ومَن يريد إثبات مكانته الشعبية فأمامه منافسات انتخابية تراقبها وتصادق على نتائجها هيئات دولية مشهود لها، وعندها يعرف العالم مَن وماذا يريد السوريون؟
مع الاقتراب من الخطوة الأولى من وضع المسار السوري على سكة الخلاص المزدوج السياسي والعسكري، لا يبدو لبنان يقترب أيّ خطوة من مسارات الحلحلة، حيث الحكومة التي تجتمع اليوم تنام على تفاهم حول تعيينات المجلس العسكري، قد تصحو على نقيضه، وحيث الحوار الوطني الذي عقد جولة جديدة أمس، بغياب لافت لعدد من أركانه عاد إلى تكرار المكرّر وتسجيل المواقف المعلومة، وليس أمامه سوى تأكيد تفعيل الحكومة، ليختصر النائب وليد جنبلاط الغائب عن الحوار، المشهد بقوله، «قوموا عالدبكة» والدبكة تبدو خيامية نسبة إلى أهل بلدة الخيام الجنوبية حيث يبدو الجميع في حراك، لكنهم يتحرّكون في أماكنهم.
جلسة حوار محورها الحكومة بلا رئاسة
انعقدت الجولة الـ14 من جلسات هيئة الحوار الوطني في عين التينة وكان محورها الوضع الحكومي، حيث أجمع المتحاورون على ضرورة تفعيل عمل الحكومة انطلاقاً من الاتفاق على بند التعيينات في المجلس العسكري. بينما لم يتم التطرق خلال الجلسة إلى الملف الرئاسي سوى ما صرح به رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية فور خروجه من عين التينة، بأنه «مستمرّ» بترشحه، مضيفاً: «لا أفهم كيف ينسحب صاحب الـ70 صوتاً لمن يملك 40 صوتاً»، قائلاً: «أهلاً وسهلاً بالجنرال عون في بنشعي ونحن مستمرون في الترشح».
وكانت الجلسة قد انعقدت بحضور معظم رؤساء الكتل المشاركة باستثناء رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، الذي مثله وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ومعه النائب حكمت ديب، وغياب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط وناب عنه الوزير السابق غازي العريضي، كما مثل الدكتور حسن حمادة رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان، وقد سجل غياب النائب ميشال المر. ورفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الجلسة إلى 17 شباط المقبل.
هل تمّ الاتفاق على التعيينات؟
في ضوء إجماع المتحاورين في جلسة الحوار أمس، على تفعيل العمل الحكومي، يعقد مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم جلسة عادية على جدول أعمالها 379 بنداً، على أن يُطرح بند تعيينات المجلس العسكري من خارج جدول الأعمال بعد التّوصل إلى شبه اتفاق عليه، وبالتالي من المتوقَّع أن يبتّ مجلس الوزراء ملف التعيينات في جلسة اليوم بعد استكمال النقاش، كما سيتمّ البحث خلال الجلسة في قضية الوزير السابق ميشال سماحة وإمكان إحالتها إلى المجلس العدلي بناء على طلب فريق 14 آذار.
حناوي: «قربت تنحلّ»
وعلّق وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي لـ«البناء» بالقول: «قربت تنحلّ»، مؤكداً أن الأسماء لم تحسم بعد حتى الساعة، نافياً أي تسوية سياسية لهذا الملف رغم الجهود الذي يبذلها الرئيس بري.
وأضاف حناوي: «إذا حضر وزراء حزب الله والتيار الوطني الحر، فإن وزير الدفاع سيقوم بواجباته ويمارس صلاحياته وفق القوانين وسيطرح على مجلس الوزراء ثلاثة أسماء من كل طائفة لكل مركز وسيحدّد مَن الأفضل والأكفأ وستجري مناقشتها، وإذا تمّ التوافق عليها سيتمّ التعيين».
وأعلن حناوي أنه سيصوّت ضد أي اسم يطرح وفقاً للمحاصصة السياسية، «لأن الأصول تقتضي أن يطرح وزير الدفاع الأسماء مع جدول مفاضلة وأي ضابط لديه ملف مسلكي يتمّ استبعاده».
لا صيغة نهائية للحلّ
ونفى وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» أن يكون قد تم التوصل إلى تسوية أو صيغة نهائية بملف التعيينات في المجلس العسكري، وأكد أن «الأمر يحتاج إلى مزيد من الدرس والنقاش»، لافتاً إلى أن «الاجتماعات والاتصالات ستستكمل مساء اليوم على مستوى وزراء وقيادات مع وزير الدفاع لتذليل العقبات قبل موعد الجلسة».
وأوضحت مصادر وزارية لـ«البناء» أن «العقدة تتمحور حول أن أحد الأطراف يريد إجراء التعيينات من دون احترام مبدأ الأقدمية والكفاءة ويريد تغليب الانتماء السياسي على أي اعتبار آخر».
وزراء «التيار» وحزب الله سيحضرون
بينما أكدت مصادر التيار الوطني الحر لـ«البناء» «أنه تمّ التوافق على تسوية التعيينات في المجلس العسكري وأن وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله سيحضرون جلسة اليوم».
وأشارت إلى أن «الرئيس بري هو الضامن لهذه التسوية، حيث سيعرض وزير الدفاع سمير مقبل أسماء المرشحين على مجلس الوزراء ليتم الاختيار بينها»، ورجّحت المصادر بتّ هذا الملف في جلسة اليوم إذا لم تحصل أي مستجدات تعرقل هذه التسوية.
باسيل يزور فرنجية قريباً
على صعيد الملف الرئاسي، لا جديد سوى تأكيد الوزير فرنجية من عين التينة الاستمرار بترشحه في ظل مراوحة المبادرتين الرئاسيتين حتى اليوم، بانتظار معطيات جديدة تغيّر مسار جلسة 8 شباط المرتقبة والتي سيكون مصيرها التأجيل. وقالت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ«البناء» إن «اتصالات تُجرى للتمهيد لزيارة وزير الخارجية جبران باسيل إلى الوزير فرنجية في الأيام المقبلة للبحث معه بمبادرة ترشيح جعجع لعون، في إطار الاتصالات واللقاءات التي يجريها وفد التيار مع رؤساء الكتل النيابية لتأمين دعم أوسع لترشيح العماد عون».
وإذ أكدت المصادر أن من حق الوزير فرنجية الاستمرار بترشحه، لفتت إلى أن الملف الرئاسي سيراوح مكانه حتى وقت طويل إلى أن يقنع عون فرنجية بترشّحه، أو يقنع فرنجية عون بترشّحه.
وأوضحت المصادر أن «الملف الرئاسي يتجه اليوم أكثر لأن يكون استحقاقاً داخلياً، لكن توقيت الانتخاب لا يزال خارجياً، مرجّحة تأجيل جلسة الانتخاب في 8 شباط، ومؤكدة أن نواب التيار الوطني الحر وحزب الله سيمارسان حقهما في الغياب عن الجلسة».
جعجع لبري: لقاء معراب وطني
ورداً على قول الرئيس بري «أنّ التوافق بين «القوات» و»التيار الوطني الحر» لا يكفي وحدَه لانتخاب الرئيس، إنّما يتطلّب توافقاً مسيحياً ووطنياً على هذا الاستحقاق»، علّق جعجع عبر «تويتر» فقال: «صديقي الرئيس بري، لقاء معراب هو ليس فقط لقاء مسيحياً بل وطني أيضاً لأن أحد أطرافه في 14 آذار والآخر في 8 آذار».
جنبلاط: لا رئيس في الوقت الحاضر
وقال النائب جنبلاط في تغريدة عبر «تويتر»: «على كل حال هيئة الحوار في لبنان نجحت. السؤال كيف؟ لقد وضعت مواصفات الرئيس، أولاً ألا يكون موظفاً، أي استبعدت قائد الجيش وهو أصلاً غير راغب. وثانياً أن يكون للرئيس حيثية مسيحية ووطنية، فانحصرت الأمور بسليمان فرنجية وميشال عون، وهذا جيد. لكن يبدو أن شيئاً آخر ينقص في المواصفات، لذلك لا رئيس في الوقت الحاضر. ما هذا الأمر، لا أعرف».
وتابع: «هيئة الحوار، أصبحت مثل هيئة تشخيص مصلحة النظام في إيران، تبقى كلمة السر الديموقراطية طبعاً من المرشد ولعيونك. وعلى قول أهل جبل العرب، دبكة يا شباب».