"حزب الله يمتلك ما يقارب 80 ألف صاروخ.."، هذا الكلام الذي أطلقه مؤخرا وزير الخارجية الاميركي جون كيري من الرياض في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير.
ذوالفقار ضاهر
"حزب الله يمتلك ما يقارب 80 ألف صاروخ.."، هذا الكلام الذي أطلقه مؤخرا وزير الخارجية الاميركي جون كيري من الرياض في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير، يعبر عن مواقف الولايات المتحدة الاميركية الثابتة بالعداء لشعوب المنطقة وتأييد واشنطن الكامل للغطرسة الصهيونية، ولكن كيري يبدو انه يريد الاستفادة من زيارته للسعودية لبث المزيد من الفتن في جسد الامة مستفيدا مما تعانيه قيادة المملكة وبعض أنظمة الخليج من "عدم تركيز" وتضييع لبوصلة الصراع الحقيقي.
وكيري الذي أثار مسألة صواريخ المقاومة، يعرف تماما الهدف من امتلاك المقاومة للسلاح ويدرك بالتأكيد ان حليفته "اسرائيل" هي المستهدفة من كل طلقة او صاروخ في مخازن المقاومين من لبنان الى فلسطين وسوريا وكل الاراضي العربية والاسلامية، ولكن كيري الذي يأخذ عقله "أمن اسرائيل" تناسى انه يزور "دولة آل سعود" التي تقتل جيرانها واخوتها في اليمن غيلة وحقدا بدون اي نتيجة او مصلحة تعود عليها او على غيرها، باستثناء ان المستفيد الوحيد هو العدو الاسرائيلي الذي يزداد قوة وحصانة كلما ازداد التشرذم والتباعد بين المسلمين والعرب، وبالطبع هذا ما سعت وتسعى اليه الإدارة الاميركية.
فكان من الحري بالوزير الاميركي ان يسأل نظيره السعودي عن سبب استمرار التدمير والقتل بالسلاح الأميركي للشعب اليمني المستضعف وشبه الأعزل، هذا لو كان فعلا يخطر بباله أي شيء اسمه "حقوق الانسان" او حريات او غيرها من شعارات من يرفع لواء الاستقلال والحريات والديمقراطية في بلاد "العام سام".
فالمقاومة التي تملك الجهوزية نوعاً وكماً في العتاد والعديد، هدفها كان وسيبقى ردع العدو الصهيوني الذي يستعمل آلات الحرب التدميرية التي تعطيه إياه الولايات المتحدة للاعتداء على شعوبنا وتعرض أطفالنا للقتل، تماما كما تفعل مع السعودية وغيرها من أنظمة دول الخليج لقتل الشعب اليمني، وكما تدعم الجماعات الارهابية في سوريا والعراق وغيرها من الدول كي تعيث خرابا وتخريبا في المنطقة والعالم لاثارة الفتن وضرب استقرار الدول بما يخدم المصالح الاميركية والاسرائيلية.
وحول كل ذلك اشارت مصادر متابعة لموقع "قناة المنار" الى ان "مصلحة الولايات المتحدة الامركية هي في إبقاء التوتر في المنطقة"، واضافت "في هذا الاطار اميركا قالت لحلفائها وفي مقدمتهم السعودية ان هناك منطق جديد في المنطقة ضمن إطار إعادة التموضع الاميركي او اعادة ترتيب الاوراق في المنطقة تمهيدا لترتيب الاولوليات الاميركية"، واوضحت ان "على رأس الاولويات الاميركية في المنطقة هو الحفاظ على امن اسرائيل وعلى العلاقة الجيدة مع دول الخليج وإبقائها في المحور الاميركي وتغطية حروبها المباشرة وغير المباشرة في المنطقة".
واعتبرت المصادر انه "رغم الاتفاق النووي مع ايران وسعي واشنطن لتهدئة ما مع طهران فهذا لا يعني إلغاء الادارة الاميركية لخططها باستهداف محور المنطقة بشتى الطرق ومنها حزب الله الذي تعرض وما يزال لهجمة اميركية شرسة تتنوع بين المجال الامني والسياسي والمالي وهو ما ترجم مؤخرا في حملة الضغوط المالية والمصرفية بذريعة تمويل أنشطة الحزب كما تدعي واشنطن وحلفاؤها"، وفي هذا الاطار "تأتي ضغوط حلفاء اميركا وأطراف خليجية على محور المقاومة بعد خسائرها في العديد في ساحات المواجهة من العراق الى سوريا الى اليمن"، قالت المصادر.
وتابعت المصادر "هنا تبرز أسباب تسعير الحرب ضد إعلام المقاومة لما قدمته من مواد لفضح وتعرية سياسات الرياض"، واشارت في هذا السياق الى "محاولة الضغط على بعض القنوات عبر إنزالها عن بعض الأقمار الاصطناعية او حجب بعض المواقع الالكترونية في بعض بلدان الخليج"، ولفتت الى ان "آخر حملات التحريض ما اوردته صحيفة الشرق الاوسط السعودية ضد اعلام المقاومة في عددها الصادر الجمعة 29-1-2016".
وقالت المصادر إن "هذا التقاطع بين السياسيات الاميركية والخليجية يتماهى مع الاهداف الاسرائيلية لضرب محور المقاومة وهو ما عبرت عنه العديد من الصحف والقنوات الاسرائيلية وكذلك أقوال القادة الصهاينة وما أعلنه تقرير آيزنكوت بان حزب الله هو الخطر الابرز على اسرائيل".
وقد ذكر رئيس أركان الجيش الجنرال غادي آيزنكوت في محاضرة ألقاها يوم 18-1-2016 في المؤتمر السنوي لمركز أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب انه "للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي يجري اعتبار حزب الله الخطر المركزي الأبرز على إسرائيل في اللحظة الراهنة"، واضاف "اهتمامنا المركزي بات حزب الله فمن عشرة آلاف صاروخ صار يملك مئات الآلاف".
وكان رئيس شعبة الاستخبارات الأسبق الجنرال عاموس يادلين قد أعلن تمهيدا لذات المؤتمر أن "الخطر الأبرز على إسرائيل بعد توقيع الاتفاق النووي صار يتمثل في حزب الله".
وأوضحت المصادر "كل ذلك يؤكد ان المقاومة رغم كل الانشغالات ما تزال باعتراف الاسرائيلي تشكل رأس الحربة ضد العدو وهذا ما يظهر ان بوصلة المقاومة دائما موجهة بالاتجاه الصحيح والدقيق"، وشددت على ان "المقاومة تعرف من هو العدو الحقيقي للامة اي اسرائيل التي هي مصدر كل هذه الفتن والنزاعات والحروب التي تحصل في المنطقة من المحيط الى الخليج، ففي مصلحة اسرائيل تصب كل هذه الامور ومن هنا يمكننا بسهولة معرفة لماذا تحصل كل هذه الحملات لتشويه وشيطنة صورة المقاومة وقادتها".
إذن كل ما قاله كيري في زيارته الى المنطقة يصب مباشرة في نفس الخانة التي يعمل لها الاسرائيلي وهو جزء لا يتجزأ من الحرب التي تشنها واشنطن ضد المقاومة في كل مكان على امتداد العالم، وما محاولات تشويه صورة المقاومة ومحاولات فرض الحصار المالي على بيئتها إلا تكملة لسنياريوهات همها الاول والاخير امن كيان العدو الاسرائيلي.