26-04-2024 10:44 PM بتوقيت القدس المحتلة

"يديعوت": الكشف عن عملية تجسس أميركية - بريطانية كبرى على الكيان الصهيوني

كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن حدوث عملية اختراق خطيرة للاستخبارات الاسرائيلية. وأعلنت أن أجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية فكّت الشيفرة الخاصة التي تستخدمها الطائرات

كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن حدوث عملية اختراق خطيرة للاستخبارات الاسرائيلية. وأعلنت أن أجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية فكّت الشيفرة الخاصة التي تستخدمها الطائرات غير المأهولة التابعة لسلاح الجو الاسرائيلي مع قواعدها. موضحةً أنه "على مدى سنوات طويلة تتابع هذه الاستخبارات وترى ما تبثه الطائرات الى مشغليها في القاعدة. وتظهر هذه الامور في سلسلة وثائق وصور أخذها معه ادوارد سنودن، عنصر المخابرات الامريكية. ولم يسبق لهذه الوثائق أن نشرت حتى اليوم".

وبحسب الصحيفة، يتبين من الوثائق أن "اسرائيل تستخدم أسطولاً كبيراً من الطائرات غير المأهولة التي تجمع المعلومات الاستخبارية في غزة، في الضفة الغربية وفي أرجاء الشرق الاوسط، كما استخدمت لجمع المعلومات حول التخطيط للقنبلة في ايران، وتتسلح طائرتان من هذه الطائرات بالصواريخ والقنابل لتنفيذ عمليات مركزة، وتعمل الطائرات من سلسلة قواعد في "اسرائيل"، بما فيها "تل نوف"، "بلماخيم" و"عين – شيمر"".

وبحسب "يديعوت احرونوت" فقد "استفادت الولايات المتحدة وبريطانيا عملياً من القدرات الاستخبارية الهائلة لاسرائيل ورأتا كل ما رأته اسرائيل. وحسب مصدر استخباري كبير اطلع على التحقيق، فإن هذه تعد بمثابة هزة أرضية. على ما يبدو لا تعتبر أي من وسائل الاتصال المشفرة عندنا آمنة منهم، هذا هو التسريب الأخطر في تاريخ الاستخبارات الاسرائيلية".

وأشارت الصحيفة الى أنه "تجري عملية الاستخبارات الأمريكية والبريطانية الكبرى منذ العام 1998. وهدفها حل الشيفرات واعتراض بث الجيوش المركزية في الشرق الاوسط، أسلحة الجو لديها ومنظومات السلاح المتطورة – أجهزة الرادار والاستكشاف. وفي اطار الحملة تم حل شيفرات الأجهزة القتالية والاستكشافية المتطورة لدى حزب الله، مصر، تركيا، ايران وسوريا. ولكن في مركز الحملة التي تحمل الاسم السري "فوضوي"، توجد دولة واحدة استثمرت فيها معظم المقدرات والجهود وهي "اسرائيل"".

وقالت الصحيفة إن "قيادة العملية تقع في قاعدتين، قاعدة "ماونت هيل" في بريطانيا، وهي قاعدة تنصّت مشتركة بين المملكة والولايات المتحدة، وقاعدة سلاح الجو الملكي في قمة جبال ترودوس، النقطة الأعلى في قبرص".

الصحيفة استذكرت العملية البطولية للمقاومة الاسلامية في أنصارية، والتي شكّلت ضربة كبيرة لجيش العدو، وأوضحت أنه "في العام 1997 وقعت كارثة الوحدة البحرية "شييطت 13" والتي قتل فيها 12 مقاتلا من الوحدة، خرجوا لتصفية مسؤول لبناني. و"ادعى" نصر الله في حينه في خطاب له ان المقاتلين لم يقتلوا في كمين بالصدفة بل في عملية موجهة استندت الى معلومات استخبارية دقيقة كانت لديه. وفي الجيش الاسرائيلي قالوا ساخرين ان كلام نصر الله غير صحيح وانه لا احتمال في ان يكون عرف شيئا عن الحملات السرية للوحدة البحرية. ولكن تبين أن نصرالله كان بالذات هو الدقيق في ما قاله. فقد عرض لاحقا في مؤتمر صحفي صور الطائرات الصغيرة غير المأهولة التي كانت تجري استطلاعات عديدة لمنطقة أنصارية في الاسابيع التي سبقت العملية"، حسب تعبير الصحيفة.

وتابعت "يديعوت احرونوت" في "أعقاب هذا الحدث استثمرت المؤسسة الامنية "جهودا ومقدرات غير مسبوقة" على حد قول أحد المشاركين فيها، كي تشفر قناة البث من الطائرات غير المأهولة الى القاعدة، وكان ذلك بالتوازي مع تحول هذه الطائرات لتصبح إحدى الادوات المركزية، إن لم تكن أكثرها أهمية، لدى المؤسسة الأمنية الاسرائيلية في جمع المعلومات وتنفيذ المهمات الخاصة. وتكاد لا تحصل اليوم عملية للجيش الاسرائيلي وكذلك قسم كبير من عمليات الاجهزة الاستخبارية الاخرى، لا تشارك فيها طائرات غير مأهولة كهذه".

ورأت الصحيفة أنه "يتبين الآن أن هذه الجهود لم تكن عبثيّة، على الأقل في كل ما يتعلق بالولايات المتحدة وبريطانيا اللتين نجحتا في حل الشيفرة المتطورة. وتشير وثيقة للاستخبارات البريطانية في 2008 بحماسة الى أن هذا "الاختراق (لجهاز الطائرات الاسرائيلية غير المأهولة) لا بديل له لفهم الجيش الاسرائيلي وحملاته وكتحصيل حاصل لمنحنا امكانية فهم التطورات المستقبلية في المنطقة".

وتشير الوثيقة الى أنه "في أوقات الازمة، يكون هذا الاختراق حرجاً، ولعله أحياناً السبيل الوحيد لتحصيل معلومات ودعم عمليات الولايات المتحدة وحلفائها في الساحة". ويتبين من الوثائق انه "في اطار العملية كرست الولايات المتحدة جهودا كبيرة لمتابعة الاستعدادات الاسرائيلية للهجوم على ايران. كما يتبين منها التخوف الامريكي الكبير من أن تنفذ اسرائيل، تحت حكم رئيس الوزراء نتنياهو، خطوات عسكرية ذات مغزى في المنطقة دون تنسيق معها فتتسبب بعدم الاستقرار".

وفي الشهر الماضي نشرت "وول ستريت جورنال" معلومات تفيد "بان الولايات المتحدة لم تكف عن التجسس على نتنياهو ومساعديه المقربين رغم قرار الرئيس اوباما، في أعقاب الكشف عن وثائق سنودن التوقف عن التجسس على زعماء أصدقاء. وتؤكد الوثائق التي يكشف النقاب عنها الان ما نشر في "وول ستريت جورنال" وتبين أنه ابتداء من العام 2009 على الاقل تجسست الولايات المتحدة بحجم متزايد ليس فقط على رئيس وزراء اسرائيل وحاشيته القريبة بل وعنيت بجمع معلومات هامة للغاية عن نشاط الجيش الاسرائيلي واجهزة الاستخبارات في المواضيع الاكثر حساسية".