أكثر من عشرة آلاف طفل مهاجر «فُقدوا» بعد وصولهم إلى أوروبا، خلال العام الماضي. الرقم لا يتعلق بمن غرق من الاطفال خلال موجات النزوح التي تصاعدت خلال العام 2015. ارقام الضحايا الغرقى غير معروفة.
أكثر من عشرة آلاف طفل مهاجر «فُقدوا» بعد وصولهم إلى أوروبا، خلال العام الماضي. الرقم لا يتعلق بمن غرق من الاطفال خلال موجات النزوح التي تصاعدت خلال العام 2015. ارقام الضحايا الغرقى غير معروفة. الحديث هنا عن آلاف الاطفال الذين «اختفوا» بعد وصولهم الى القارة.. هكذا بكل بساطة. صار مصيرهم مجهولا.
وبهذا الرقم ـ الحذر ـ فتحت وكالة الشرطة الأوروبيّة «يوروبول» فصلاً جديداً من مأساة اللاجئين الذين يتدفقّون على أوروبا، بحثاً عن الأمان.
«هم المجموعة الأكثر ضعفاً بين المهاجرين»، هذا ما تقوله مديرة برنامج «أنقذوا الأطفال» (سيف ذي تشلدرن)، رافائيل ميلانو، عن الأطفال الذين يهاجرون من دون رفقة بالغين، والذين وصل عددهم إلى 26 ألفا العام الماضي.
في تقرير نشرته صحيفة «أوبزرفر» التي تصدرها الـ«غارديان» البريطانيّة، مساء أمس الأول، كشفت «يوروبول»، عن أنَّ أكثر من عشرة آلاف طفل هاجروا من دون رفقة أهلهم، فُقدوا خلال العام الماضي، معربةً عن خشيتها من استغلال عصابات تتاجر بالأطفال لأغراض الجنس أو العبوديّة لعددٍ منهم.
وفي أول محاولةٍ من قبل الوكالة لتحديد أحد أكثر الجوانب خطورة في أزمة اللاجئين، قال مدير موظفي وكالة «يوروبول»، بريان دونالد، لصحيفة «أوبزرفر»، إنَّ آلاف القاصرين اختفوا من السجلّات بعد تسجيلهم لدى سلطات الدول التي وصلوا إليها في أوروبا.
وأضاف: «نستطيع أن نقول إنَّ عدد هؤلاء الأطفال يزيد على عشرة آلاف»، مشيراً إلى أنَّ خمسة آلاف اختفوا في إيطاليا وحدها، بينما يوجد ألف طفل في عداد المفقودين في السويد، وفق مسؤولين في تيليبورغ.
وبعدما حذّر من نشوء «بنية تحتيّة إجرامية» خلال الأشهر الـ 18 الماضية لاستغلال تدفّق المهاجرين، قال دونالد: «لا أعتقد أنّه تمّ استغلالهم جميعاً لأغراض إجراميّة، فبعضهم ربّما انضموا إلى أقارب لهم. نحن لا نعرف أين هم وماذا يفعلون ومع من هم»، لكنّنا «نبحث عن أكثر من 10 آلاف طفل مفقود».
ووفق دونالد، فإنَّ لدى «يوروبول» أدلّة على وجود علاقات بين عصابات التهريب التي تنقل المهاجرين إلى دول الاتّحاد الأوروبيّ، وعصابات تجارة البشر التي تستغلّ المهاجرين لأغراض لا اخلاقية والعبودية.
وأكَّد دونالد أنَّه «توجد سجون في ألمانيا والمجر، غالبية السجناء فيها متّهمون بارتكاب نشاطات إجراميّة تتعلق بأزمة المهاجرين».
وفي حين وصل أكثر من مليون لاجئ إلى أوروبا العام الماضي، معظمهم من سوريا، تقدّر «يوروبول» أنَّ 27 في المئة من هؤلاء هم أطفال «سواءً كانوا مسجّلين أم لا. نحن نتحدّث عن 270 ألف طفل، وليسوا جميعاً غير مُرافَقين»، وفق دونالد الذي أقرّ أنَّ الرقم عشرة آلاف قد يكون تقديراً حذراً مقارنةً بالرقم الحقيقي للأطفال الذين دخلوا وحدهم واختفوا في أوروبا. وأضاف أنَّ العديد من الأطفال «موجودون.. وليسوا تائهين وسط الغابات».
وتعتزم «يوروبول» جمع أدلة من المنظمات العاملة على خطّ البلقان، والتي كانت قد طلبت اجتماعاً مع الوكالة لمناقشة قضية اختفاء الأطفال.