بعد ان تأخر وصول وفد المعارضة المشكل في الرياض ثلاثة ايام الى جنيف 3 وبدأت الاجتماعات من دونه ثم التحاقه امس، في محاولة لايصال رسائل الى المؤتمر، رسالة جديدة عبر وصول القيادي في "جيش الاسلام" محمد علوش

احمد شعيتو

بعد ان تأخر وصول وفد المعارضة المشكل في الرياض ثلاثة ايام الى جنيف 3 وبدأت الاجتماعات من دونه ثم التحاقه امس، في محاولة لايصال رسائل الى المؤتمر، ظهرت رسالة شغب جديدة عبر وصول القيادي في "جيش الاسلام" محمد علوش الى المؤتمر، ولكن دون جدوى.

فالروسي اكد مرارا انه لن يعترف بجيش الاسلام واحرار الشام كمفاوضين في جنيف 3 ، رغم ان هناك بعض الاطراف الاقليمية والاعلام الغربي يحاولون فرض توصيف احد قياديي تنظيم جيش الاسلام بكبير المفاوضين، كما ان التأخر في الذهاب الى المؤتمر ومحاولة الايحاء بالحرص على المدنيين ووضع "شروط انسانية" مزعومة للمشاركة لم تجد نفعا ايضا ، وهو ما يمكن استنتاجه من موقف وفد الحكومة السورية.

مجددا اكدت روسيا ان مشاركة "جيش الاسلام" و"احرار الشام" ليست معترفا بها كشركاء في التفاوض وقال  وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في احدث تصريح له ان مشاركة ممثلين عنهما في محادثات جنيف تمت بصفة شخصية وبشرط الالتزام بالقرار 2254 ومن دون أي اعتراف بهما كشريكين. 

وشدد لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان في أبو ظبي اليوم على أن موقف روسيا هذا لا يعني اعترافا بتنظيمي جيش الإسلام وأحرار الشام نظرا لكونهما مرتبطين بتنظيم القاعدة الإرهابي وتورطا في أعمال إرهابية كثيرة.  وأكد لافروف أن الدول التي تدعم عملية التسوية في سوريا لن تتدخل في القرارات السورية بل سيدعم المجتمع الدولي ما سيتفق عليه السوريون المشاركون في محادثات جنيف وأوضح لافروف أن موسكو تنطلق من أن وجود وفدين للمعارضة السورية في محادثات جنيف الحالية هو ظاهرة مؤقتة مشيرا إلى أن وجود وفدين لا يعرقل العمل بصورة طبيعية وبالدرجة الأولى تحت رعاية المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا.

محاولة اطراف اقليمية السماح ان يحضر الى جنيف اشخاص او اطراف مصنفون ارهابيين وممارساتهم الارهابية واضحة بشكل جلي خلال السنوات الاخيرة عبر توعد المناطق المدنية وقصفها المتكرر وايقاع شهداء مدنيين، في محاولة لتلميع صورتهم، كانت حذرت منها ايران ايضا، وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إنّ بلاده تعارض بشدة تحركات السعودية للسماح "لإرهابيين في قناع جديد" بالجلوس إلى مائدة المحادثات.


مصادر متابعة قالت ان روسيا لا تعتبر "جيش الاسلام" وممثله مفاوضا وهو ليس شريكا في المباحثات. كما انه في هذا الوقت لن تنجح معارضة الرياض في محاولة فرض نفسها ممثلا وحيدا للمعارضة .


نائب وزير الخارجية الروسي غاتيلوف اكد منذ بداية الاجتماعات ان لا مكان لـ"جيش الإسلام" في وفد المعارضة السورية. "نقول دائما إننا نعتبر "جيش الإسلام" منظمة إرهابية، ونرى أنه لا مكان له في قوام وفد المعارضة" قال غاتيلوف.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن موسكو تعول على أن تساعد اللقاءات المنعقدة في جنيف في إطلاق حركة إلى الأمام نحو التسوية السياسية في سوريا.

 وكان الناطق الرسمي باسم وفد الرياض رياض نعسان آغا أكد أن "الوفد لن يبدأ المفاوضات قبل صدور قرارات تؤكد إنهاء الحصارات ووقف القصف وإطلاق السجناء" حسب وصفه. ولكن هل ستستمر الشروط المسبقة؟ لا يبدو ذلك.

 في الوقائع، اجتمع دي مستورا بوفد الرياض مجددا بعد ان كان اعلن امس ان مفاوضات جنيف بدات رسميا. و التقى وفد الرياض  دي ميستورا الاحد بشكل غير رسمي في احد فنادق جنيف. وكرر مطالبته "تطبيق الاجراءات الانسانية" التي نص عليها قرار مجلس الامن 2254 قبل الدخول في المفاوضات.


كما اجتمع بوفد الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري الذي قال بعد اللقاء اننا طلبنا من دي مستورا معرفة جدول اعمال محادثات جنيف بشأن الحل في سوريا. واضاف اننا لا زلنا في مرحلة التحضيرات للمحادثات غير المباشرة.


ومن المتوقع عقد اجتماع ثلاثي بصيغة روسيا-الولايات المتحدة-الأمم المتحدة، بالإضافة إلى إجراء مشاورات بين الوفد الروسي ورئيس وفد الحكومة السورية.

اذاً رغم "الشغب" المتعدد الاوجه فإن هناك تراجعات متكررة ايضا وقد بدات منذ الحديث عن موضوع الرئيس السوري ثم شروط مسبقة للحضور الى جنيف ولكن هناك وقائع سياسية توازيها وقائع ميدانية ضخمة قد لا تسمح بمزيد من الشغب والبلبلة.