26-11-2024 10:20 PM بتوقيت القدس المحتلة

لحود: السلام المنشود في سورية يتحقق عندما ينضوي الجميع تحت راية الدولة

لحود: السلام المنشود في سورية يتحقق عندما ينضوي الجميع تحت راية الدولة

أكد الرئيس السابق إميل لحود في حديث الى جريدة البعث، ان الأحداث التي اندلعت في سورية قبل خمسة أعوام، تتجاوز الاحتجاجات الشعبية من هنا وهناك إلى ما هو أدهى،



أكد الرئيس السابق إميل لحود في حديث الى جريدة البعث، ان الأحداث التي اندلعت في سورية قبل خمسة أعوام، تتجاوز الاحتجاجات الشعبية من هنا وهناك إلى ما هو أدهى، مشيرا الى سعي الرئيس السوري بشار الأسد بجدّية مطلقة إلى تطوير النظام على الصعيدين السياسي والاقتصادي وتحديث مؤسسة الجيش والإدارات العسكرية والأمنية وتعزيزها، بما يخدم مصالح الدولة السورية العليا، وليحقق حقوق الشعب السياسية والاجتماعية، كاشفا في هذا الإطارعن استعانة الرئيس الأسد بخبرة لبنانية في ترشيق الدستور السوري وتعديله، ليصبح النظام مرتكزاً على الأسس التي يرتكز عليها كل نظام ديمقراطي جمهوري ليبرالي.
وشدد الرئيس لحود على أن الحرب التي تخاض ضد سورية مردها الى أنها واسطة العقد والداعمة لخط المقاومة والممانعة للهجمة الإسرائيلية، ولأنها لا تهادن عندما تعرض عليها مقترحات الفوضى الخلاقة أو الشرق الأوسط الجديد وما شابه من مشاريع التفتيت والشرذمة التي تستهدف الأمة العربية، مبديا أسفه لاستدراج الكثير من النخب العربية وسواها، التي استدركت لاحقاً أن حرباً كونية إرهابية تخاض ضد سورية، وأن دعم سورية هو من واجبات الأمة التي تلكأت، بمعظم أطيافها، ولا سيما المتورطة منها في الحرب الدائرة على أرض سورية، من التصدي لهذه المشاريع، فأضحى ربيعها خريفاً مستداماً لا تزال تعاني منه ومن تساقط أوراق القوة لديها فيها.

وفي الشأن الميداني رأى الرئيس لحود أن الميدان يصنع الديوان، ولولا الإنجازات النوعية للجيش العربي السوري وحلفاء سورية من المقاومين والأشراف على الأرض، لما باتت الدولة السورية الرقم الأصعب في المحادثات المرتقبة، مضيفا أن هذا السلام المنشود يبدأ ويتحقق عندما ينضوي الجميع تحت راية الدولة، كتفاً إلى كتف، لإنهاض سورية من مخلّفات الحرب الإرهابية عليها، خاصة وأن القيادة السورية منفتحة منذ زمن على التطوير، ويكفي أن ننظر إلى السلام العصي على التحقيق في سائر الأقطار العربية التي ضربتها العواصف الخريفية بسبب انهيار مقوّمات الدولة فيها، وفي مقدّمتها القيادة ومؤسسة الجيش، كي نعرف أن الدولة السورية لم ولن تسقط بفعل صمود الرئاسة والجيش.

وشدّد الرئيس لحود على ان عرقلة الحل السياسي في سورية كيدية واستراتيجية في آن عند بعض أمّة العرب وأهل التتريك ورعاتهم، من دون أن ننسى الدور الأساس الذي يقوم به العدو الإسرائيلي في السعي إلى تمزيق قلب العروبة النابض، فينهي الأمة وقضاياها المركزية، لا سيما قضية فلسطين، مشيرال الى ان المعرقلين واهمون عندما يتخيلون أن بإمكانهم إسقاط الرئيس الأسد بالقوة، في حين أنه محصّن بإرادة صلبة وشعب أبي وجيش بطل ومقاومة رائدة وأحلاف دولية على رأسها الروس، وفي كل ذلك حزام أمان كامل المواصفات، معتبرا أن أي دولة يساندها شعبها لا تسقط، على ما يعلّمنا التاريخ البعيد والحديث.

وتطرق الرئيس لحود في حديثه الى مفاوضات جنيف السورية-السورية، مؤكدا ان مصيرها لن يكون بالضرورة الفشل، طالما أن أصحاب الرؤى الحميدة ساهرون على عدم تفخيخها، هذا التفخيخ الذي يصبح متاحاً في ما لو تمّت شرعنة الإرهاب التكفيري والعدمي وجرائمه بالتفاوض مع الدولة السورية، يكفي أن يتفق المفاوضون أن عدوّ سورية هو الكيان الغاصب والإرهاب التكفيري، وهما وجهان لعملة واحدة، كي تنتظم المفاوضات على أسس متينة.


وفي الشأن الداخلي اللبناني رأى الرئيس لحود أن يجب تفعيل الحكومة اللبنانية الراهنة لما فيه تأمين مصالح الناس الحيوية والمعيشية والاقتصادية، من دون أي محاصصة أو استئثار، خاصة وأن موقع الرئاسة ما يزال شاغراً، متمنيا ان تخرج الرئاسة لبنان من المناطق الرمادية وسياسة النعامة والتنكر للأخطار، على ألا تفرّط هذه الرئاسة المرجوة بروافد قوة لبنان التي يستمدّها من قوته وليس من ضعفه، .

واكد إن توازن الرعب هو الذي يمنع العدو الإسرائيلي اليوم من غزو لبنان، وسرّ هذا التوازن يكمن في معادلة الشعب والجيش والمقاومة، فغزو لبنان لم يعد منذ ال2000 نزهة، بل هو حرب مكلفة جداً على العدو الإسرائيلي، يحسب لها ألف حساب.