دعا سماحة العلامة السيّد علي فضل الله إلى العمل الجادّ لتحريك عجلة المؤسَّسات، حتى ننأى بلبنان عن النار التي تحيط به.
دعا سماحة العلامة السيّد علي فضل الله إلى العمل الجادّ لتحريك عجلة المؤسَّسات، حتى ننأى بلبنان عن النار التي تحيط به، والتي لن تخمد سريعاً، فالمرحلة ليست مرحلة التسويات الكبرى، بل مرحلة التّسويات الجزئية، مشيراً إلى ضرورة توحيد جهود الواعين والمثقّفين والحريصين والمنفتحين ودعاة الوحدة، في مقابل دعوات الانغلاق والتمزّق والانقسام.
كلام سماحته جاء خلال استقباله وفداً ثقافياً ضمَّ الكاتب بديع أبو جودة، والأب بيار أبي لحود، ورئيس مجلس أمناء البيوتات الثقافيّة في لبنان، البروفسور جورج طربيه، والأستاذ مارون يونس، ورئيس بلدية حارة حريك زياد واكد، ورئيس التجمّع الوطني أنطوان أبو جودة، والدكتور خضر حيدر حسن، والأستاذ ناجي حيدر، والأستاذ زكريا الجدة.
في البداية، رحَّب سماحته بالوفد، مشيداً بكلّ المشاركين الفاعلين فيه، ولا سيَّما الكاتب بديع أبو جودة، معتبراً أن هذا الوفد يشكّل مظهراً من مظاهر التلاقي بين الأطياف اللبنانية، وتعبيراً عن إرادة اللقاء الّتي يتميَّز بها لبنان، داعياً إلى تعزيز هذه الصورة الجامعة وتجسيدها على المستوى العمليّ، لمنع العابثين بسلامة الأوطان ووحدتها من أن يعبثوا بهذه الوحدة.
وتابع: "لقد كنا نريد للبنان أن يعكس قدرة الأديان والمذاهب والتّنوّعات الثّقافيّة على التّلاقي والتّعاون فيما بينها، في مقابل الّذين يسعون لكي تكون أبواب هذا البلد مشرعة للفتن والانقسامات الطائفيّة والمذهبيّة".
وأكّد سماحته ضرورة العمل الجاد على الأرض من خلال تحريك عجلة المؤسَّسات، حتى ننأى بلبنان عن النار التي تحيط به، والتي لن تخمد سريعاً، فالمرحلة ليست مرحلة التسويات الكبرى، بل التسويات الجزئية.
وأضاف: "لطالما أكّدنا ونؤكّد أنّ المشكلة ليست في تنوّع الأديان والمذاهب والطوائف، بل في الّذين يتعصَّبون لهذه الدّيانة أو ذاك المذهب، والّذين يستغلّون الدّين لحساباتهم الخاصّة، أو لتعزيز مواقعهم داخل طوائفهم ومذاهبهم، ولو على حساب الوطن".
وختم سماحته قائلاً: "إنَّ المرحلة تحتاج إلى توحيد جهود الواعين والمثقّفين والحريصين والمنفتحين ودعاة الوحدة، في مقابل دعوات الانغلاق والتّمزّق والانقسام، الّتي بات صوتها مرتفعاً هذه الأيام، ونحن أحوج ما نكون إلى أمثالكم من الأوفياء والمخلصين الأوفياء لوطنهم ولمستقبله".
وقدَّم الكاتب والنّاشط البيئيّ والاجتماعيّ، بديع أبو جودة، في ختام اللقاء، كتابه "أحياء بعد الرحيل" ومجموعة أخرى من كتبه، لسماحة السيّد علي فضل الله، مشيداً بمدرسة المرجع فضل الله وما تقدّمه للأجيال على المستويات الاجتماعيَّة والتربويَّة والدينيَّة من فكر تصالحيّ بين الدّين والدنيا.