هذه القضية العقائدية للأمة العربية والإسلامية يفترض ألا يحيد عنها الإهتمام ولا تنحرف عنها البوصلة ..
قضية فلسطين التي تحمل مساراً طويلاً من الثورة ومن الآلام يمر مسارها في تحديات كبرى تهدد ما تبقى من حقوق للفلسطيني في أرضه وهويته. هذه القضية العقائدية للأمة العربية والإسلامية يفترض ألا يحيد عنها الإهتمام ولا تنحرف عنها البوصلة ..
واليوم في ظل المؤامرات الدولية والتعنت الصهيوني والإصرار على مواصلة سياسة الاستيطان الذي ينخر الارض الفلسطينية، وفي ظل اعمال التهويد المتصاعدة التي تضرب تاريخ القدس العربي والاسلامي والاخطار المحدقة بالمسجد الاقصى الشريف يتضاعف الواجب المطلوب من الجميع ازاء ذلك.
ففي حين يتواصل التمدد الصهيوني الذي بات يسيطر على حوالي 80% ومن أرض فلسطين التاريخية وسلسلة الاعتداءات والاستهدافات ودفن حق عودة الفلسطينيين تعاني الساحة الداخلية من التباعد ويقف تحدي الوحدة الفلسطينية ماثلا كما تعاني هذه الساحة من التشتت العربي المستمر والتاريخي والخذلان والتخاذل حيال القضية الفلسطينية، ولكن تصر المقاومة على الجهوزية المستمرة والتصدي رغم الصعاب الكبرى.
عن تحديات هذه القضية وما يجب ان تكون عليه ادوارنا في هذه الايام تحدث رئيس اتحاد بيروت الكرامة الشيخ خالد عثمان لموقع المنار فأكد ان "موضوع فلسطين هو المحور الأساسي في امتنا ويجب عدم التساهل ازاء العدو فاليهود يوسعون الإستيطان والامر عقائدي عندهم حيث يقولون ان عودة المسيح لا يمكن ان تتم الا بتحريرهم من "الادناس" وهم رأس الحربة ضد الاسلام لكن وعدنا الله تعالى اننا سنقاتل اليهود ونخرجهم". ويضيف ان "القدس اولى القبلتين وثالث الحرمين ويجب على كل مسلم شريف ان يعمل للحفاظ على مقدسات القدس وعلى رأسها الاقصى الشريف الذي دنسه اليهود".
ويبدي الشيخ عثمان "الاسف لأننا نرى الفرقة بين الاخوة الفلسطينيين" لذا يتمنى " انجاز وحدتهم ليكونوا دعامة اساسية في استعادة الحقوق الفلسطينية لأن العرب لا يمكن التعويل عليهم، والموقف القائم في هذه الايام يتطلب وحدة الصف والكلمة ومن سيحررون هذه الارض هم شرفاء هذه الامة".
وحول دور علماء الامة حاليا وما اذا كانوا يؤدون دورهم في هذه القضية التي هي قضية دينية بامتياز يقول الشيخ عثمان "لا شك ان هناك شرفاء في العلماء وهناك متقاعسون وهناك متآمرون، لذلك نقول ان على الشرفاء اداء دور هام في هذا الاطار خاصة ان القضية قضية دينية واسلامية بحتة وقضية وعقائدية وهي مسألة صراع وجود وليس صراع حدود". ويؤكد ان "الدور الأكبر على عاتق العلماء في ظل تخاذل الامراء والملوك لذا عليهم القيام بأمرين:
-على العلماء اعادة وضع وتثبيت شعار تحرير فلسطين في النفوس والعقول قبل ان يرفعوه في الاماكن العامة
-المطلوب اعادة سم خارطة جديدة فكرية وثقافية واسلامية تبين موقع فلسطين لأن المطلوب تحويل وجهة الصراع من عربي- اسرائيلي الى عربي- ايراني، فالمحور الاساسي صراعنا مع اليهود".
ويشدد الشيخ عثمان على ان المطلوب "اذكاء جذوة مواجهة الاحتلال في عقول الأجيال الصاعدة" متمنيا على العلماء "ان يجعلوا ديدنهم هذه القضية خاصة ان لهم منابر يستطيعون ان يتكلموا عبرها".