أكّد العلامة السيِّد علي فضل الله، أنَّنا لسنا بعيدين عن تجارب الإسلاميّين، وأنَّ نجاحهم في أيّ موقع يؤمِّن نجاحاً للإسلاميّين في مواقع أخرى، رافضاً القراءة المذهبيّة
أكّد العلامة السيِّد علي فضل الله، أنَّنا لسنا بعيدين عن تجارب الإسلاميّين، وأنَّ نجاحهم في أيّ موقع يؤمِّن نجاحاً للإسلاميّين في مواقع أخرى، رافضاً القراءة المذهبيّة لتقدّم الإسلاميّين هنا أو هناك.. مشدّداً على أنّنا مع الشّعوب في توقها إلى التّغيير. كما أشار إلى أهميّة أن نملأ الفراغ في السّاحة بالمواقف التوحيديّة لا بالخطاب الانفعاليّ، لافتاً إلى أنَّ أن كلّ من ينخرط في لعبة المحاور الدّوليّة ضدّ الأمّة، هو خائن للأمّة ولله ورسوله والمؤمنين...
حاضر سماحته في مسجد الإمامين الحسنين(ع) حول الهجرة النّبويّة الشّريفة والمعاني الّتي تستمدّها عاشوراء منها...
وقد تحدَّث سماحته في البداية عن معاني الهجرة، مشيراً إلى أنَّ للهجرة في الإسلام معنى الهجرة إلى الله تعالى، مؤكّداً أنَّ هجرة الرَّسول(ص) إلى المدينة المنوَّرة، هي تعريفٌ بالمكان، ولكنّها كانت هجرة إلى ربّه، كما أنّ هجرة الإمام الحسين(ع) كانت إلى ربّه عندما توجّه إلى كربلاء...
وشدّد سماحته على أنّ الهدف الّذي علينا أن نسعى إليه في كلّ الظّروف، هو أن نتحرّك حيث يريدنا الله أن نتحرّك، وحيث يريدنا أن نهاجر، وحيث يريدنا أن نطلب الرّزق الحلال، وحيث يكون الحفظ للعقيدة والدّين..
ورأى أنّ أسمى أنواع الهجرة، هي الّتي تتجاوز الذّات إلى الآخر، وتتجاوز الخاصّ إلى العام، وتتجاوز القضايا الصّغرى إلى الكبرى، ليكون المقصد الأساس من الهجرة هو التّغيير والجريان وعدم الجمود، وتغيير الواقع نحو الأفضل...
وأشار إلى أنّنا كإسلاميّين معنيّون بأن نكون إلى جانب الشّعوب في توقها إلى التّغيير، وفي سعيها للخلاص من الفساد والظّلم، ومعنيّون بمتابعة التّجارب الإسلاميّة الأخرى والاستفادة منها، ودعم هذه التّجارب ورفدها بما نستطيع، لأنّنا نعتقد أنّ تقدّم الإسلاميّين في أيّ موقع، يترك نتائجه الإيجابيَّة في المواقع الأخرى، بعيداً عن القراءة المذهبيَّة القاصرة لهذا الحدث أو ذاك.
ورأى أنَّ الاعتزال عن هذا المشهد العربيّ والإسلاميّ يمثِّل جريمة، كما أنَّ النَّفخ ببوق المذهبيَّة يمثِّل خيانةً للأمَّة كلّها، مشيراً إلى أنَّ في السّاحة فراغاً، وأنَّ علينا أن نملأه بالمواقف التّوحيديَّة، وأنّ في السّاحة إقصاءً، وعلينا أن نواجهه بالانفتاح على الجميع، وفي السّاحة ضيق أفق سياسيّ وأمني، وعلينا أن نواجهه بسعة صدر كبيرة، وفي السّاحة خطابٌ لاهب، وعلينا أن نستبدله بخطابٍ هادئٍ أكَّده القرآن الكريم من خلال قوله تعالى: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[الإسراء: 53].
ورأى سماحته أنّ المنطقة دخلت بطريقةٍ وأخرى في أجواء الفوضى الّتي قد تتطوّر وتتفاقم من خلال إصرار المحاور الدّوليّة على أن تكون أوطاننا ودولنا هي المختبر لمشاريعهم الوافدة، لكي يجرّبوا ما لم يجرّبوه في السَّابق، مؤكِّداً أنَّ هؤلاء لا يخلصون للسنَّة ولا للشّيعة، ولا يتطلَّعون إلا إلى حساباتهم، ولذلك هم أغروا فريقاً مذهبيّاً في مرحلة، ويحاولون إغراء فريقٍ آخر في هذه المرحلة، ليقودوا الأمَّة في نهاية المطاف إلى الاقتتال الدّامي لحساب مصالحهم ومصالح الكيان الصّهيوني، وبالتَّالي، فكلّ من ينخرط في لعبة المحاور الدّوليّة، وخصوصاً المحور الغربي الّذي يستهدف تدمير البنيان الوحدويّ للأمّة، هو خائنٌ لله ولرسوله وللمؤمنين.
وختم مؤكّداً ألا ننسى فلسطين في كلّ ما يحدث في المنطقة، وألا نغفل عما يفعله العدوّ فيها، سواء لجهة تركيز وجوده الاحتلالي والاستيطاني، أو لجهة استعداداته العدوانيَّة للانقضاض على المواقع المتاخمة لفلسطين، وخصوصاً في لبنان، مشدِّداً على أنَّنا نستطيع حماية لبنان بالوحدة الدّاخليَّة، وبتعزيز قوَّة المقاومة والجيش اللّبنانيّ، وبمعالجة قضايا النّاس، والارتقاء إلى الموقع الملائم في الخطاب السياسيّ العاقل وغير المنفعل...