على مقربة من ذكرى انطلاق الحراك الشعبي في البحرين في ١٤ شباط/فبراير، تظاهر البحرينيون في الدراز غرب المنامة بعد صلاة الجمعة، مرددين هتافات مطالبة بالتحول لنظام ديمقراطي.
أحمد اسماعيل - البحرين
على مقربة من ذكرى انطلاق الحراك الشعبي في البحرين في ١٤ شباط/فبراير، تظاهر البحرينيون في الدراز غرب المنامة بعد صلاة الجمعة، مرددين هتافات مطالبة بالتحول لنظام ديمقراطي.
وشدد المتظاهرون على رفض دولة القبيلة واستفراد عائلة بثروة وادارة البلاد، وضرورة اطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم قادة المعارضة.
وطالب المتظاهرون باطلاق حوار شامل يخرج البلاد من ازمته التي خلفتها الخيارات الامنية، هي نفسها دعوات الحوار التي تطلقها دول ومنظمات دولية وكانت اخرها الدعوة من امين عام الامم المتحدة بان كي مون في اواخر كانون الثاني يناير الماضي.
العلامة الصنقور: الحوار في البحرين صار ضرورة وطنية
كما ترددت دعوات الحوار في خطبة الجمعة للعلامة الشيخ محمد صنقور ، حيث قال صنقور ان توالي الدعوات للحوارِ من أطرافٍ دوليَّةٍ وأخرى صديقةٍ لتنضمَّ إلى دعواتٍ ما فتئ العلماءُ والعقلاءُ في البلدِ يجأرونَ بها في المحافلِ والمنتدياتِ لتُقابَلَ جميعُها رُغمَ تواترِها بالإعراضِ والاغضاءِ والتغافُلِ، لماذا ؟!
وتساءل العلامة صنقور هل لأنَّ هذه الدعواتِ الدوليَّةَ المترادفةَ ليستْ جِدِّيةً، وإنَّما هي للاستهلاكِ الإعلامي وللخروجِ من عُقدةِ الازدواجيَّةِ التي تُتهمُ بها من قِبَلِ شعوبِها ومن قبلِ المتابعينَ لحالةِ الانفصامِ بين مبادئِها وسياساتِها العمليَّة، أو انَّ منشأَ الاعراضِ والتجاهلِ لدعواتِ الحوارِ هو انَّ الدولةَ لا ترى في الاستجابةِ لهذه الدعواتِ مصلحةً وطنيَّةً، وتراها تضرُّ بمصلحةِ الوطنِ لذلك فهي لا تحتفي بها ولا تُولي اهتماماً بها.
واكد خطيب جمعة الدراز ان كلَّ أبناءِ الوطنِ بمجملِ مؤسساتِه الرسمية والمجتمعيةِ شركاءُ في هذا الوطنِ، ولا يسعُهم التعايشُ والاستقرارُ وتجاوزُ الأزماتِ والصمودُ أمامَ التحدِّياتِ والتطويرُ من كفاءةِ مؤسساتِ الوطنِ وخلقُ التنميةِ المستدامةِ في مختلفِ الحقولِ لا يسعُهم ذلك دونَ التوافقِ والشراكةِ وتظافرِ جهودِ كلِّ أبناءِ الوطنِ لبلوغِ هذه الغاياتِ الوطنيَّة، ومن الواضحِ انَّ ذلك كلَّه لا يتمُّ ولا يستقيمُ في ظلِّ الأوضاعِ الراهنةِ دونَ حوارٍ جا ٍ وشاملٍ، فالحوارُ ضرورةٌ وطنيَّة ملحَّة تستوجبُ التجاوزَ من كلِّ الأطرافِ للهواجسِ والانفعالاتِ.
وشدد العلامة صنقور ومن الواضح انَّ الامنَ والاستقرارَ غيرُ قابِلَيْنِ للتجزئةِ ، فما لم يكنْ الأمنُ لكلِّ أبناءِ الوطنِ، ومالم يَنعمِ الجميعُ بالاستقرارِ فإنَّ الحديثَ عن وجود الامنِ والاستقرارِ خداعٌ للنفسِ، فالاستقرارُ الذي يعتمدُ الكبتَ والوسائلَ الأمنيَّةَ إنَّما يَتكأُ على أرضيَّةٍ رخوةٍ لا يلبثُ أنْ يَنهارَ، وفي ذاتِ الوقتِ تكونُ معه الأعصابُ مشدودةً والنفوسُ متوتِّرةً، فأيُّ استقرارٍ هذا الذي لا يعرفُ معه الانسانُ الهدوءَ وراحةَ البالِ؟!
واوضح خطيب جمعة الدراز ان الحوار صار ضرورةً وطنيَّة، ولا خشيةَ من فشلِه إذا خلُصتِ النوايا، فهو مرشَّحٌ قويَّاً للنجاحِ حينَ يكونُ العزمُ منعقداً على انجاحِه، ويكونُ الحوارُ هو الخيارُ الذي ليس وراءَه خيارٌ، وحين تكونُ الغايةُ منه متمحِّضةً في الخروجِ بحلولٍ وطنيَّةٍ توافقيَّة، وحينَ لا يشوبُ هذه الغايةَ نزوعٌ للمغالَبةِ ، وحينَ لا يكونُ الحوارُ في آليتِه أشبَهَ بالمساجلاتِ وتسجيلِ النقاطِ، وحين يتمُّ خلقُ المناخِ والبيئةِ الحاضنةِ والمقتضيةِ للتنفيس من حالةِ الاحتقانِ والتوتُّرِ والتشنُّجِ، فيكونُ الحوارُ في أجواءٍ هادئةٍ ومتفائلةٍ يسودُها الأملُ في الخلاصِ من التركةِ الثقيلةِ التي خلَّفتها السنون العِجافُ حينذاكَ يكونُ النجاحُ للحوارِ حتميَّ الوقوعِ.
وختم العلامة صنقور بتقديم واجبِ العزاءِ لأُسرِ شهداءِ العمليَّةِ الإرهابيَّةِ التي وقعتْ في الإحساءِ وكذلك لأُسرِ شهداءِ العمليَّاتِ الارهابيَّةِ في مختلفِ البلادِ الإسلاميَّةِ.
وذكر بقول الرسولِ الكريمِ (ص) انَّه: " مَن أعانَ على قتلِ مسلمٍ ولو بشطرِ كلمةٍ جاءَ يومَ القيامةِ مكتوبٌ بين عينيِهِ آيسٌ مِن رحمةِ الله " ، وشدد ان هؤلاءِ الذينَ يتظاهرونَ بالتبرئ من العمليَّاتِ الإرهابيَّة كلَّما وقعتْ، وهم كانوا يُحرِّضونَ على سفكِ الدمِ الحرامِ ليلَ نهار بمختلفِ الوسائلِ، هؤلاءِ هم المتورِّطونَ واقعاً بدماءِ الأبرياءِ وإنْ زعَمَوا انَّهم بَراءٌ منها، فأقلُّ ما ينالُهم بمقتضى ما أفادَه الرسولُ الكريمُ (ص) أنَّهم يُحشرونَ يومَ القيامةِ مكتوبٌ بينَ أعينِهم آيسونَ من رحمةِ الله .