كثر هم أولئك الذين يحلمون بفلسطين. يحلمون بترابها وهوائها ومائها وزيتونها. يتمنون لو أن لهم ولو خيمة على تلك الأرض المقدسة.

مروة حيدر

كثر هم أولئك الذين يحلمون بفلسطين. يحلمون بترابها وهوائها ومائها وزيتونها. يتمنون لو أن لهم ولو خيمة على تلك الأرض المقدسة. بقدرما أبعدوا عنها بقدر ما أبدعوا في رسمها وكتابتها و و..

هكذا كانوا، مبدعين في أكثر من مجال، وكل على طريقته. فكان الشاعر والرسام والمنشد والمخرج. وكان أيضا العالم والباحث والمفكر والطبيب.

 

  رسوم من جراح المخيم: الرسام الكاريكاتوري المبدع ناجي العلي

عندما نتحدث عن المبدعين الفلسطينيين لا يمكننا اغفال ذكر الرسام الكاريكاتوري الفنان ناجي العلي، مخترع شخصية حنظلة الذي أدار ظهره معترضا على التخاذل العربي.

ولد ناجي العلي عام 1937، في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة. شهد النكبة وهاجر مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة. بعدها لم يعرف ناجي العلي الاستقرار أبدا، فبعد أن مكث مع أسرته في مخيم عين الحلوة، اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطاته المعادية للاحتلال، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها. وكذلك قام الجيش اللبناني باعتقاله أكثر من مرة وكان هناك أيضاً يرسم على جدران السجن.

سافر سنة 1963 إلى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا، فعمل في الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، والقبس الدولية. له أكثر من أربعين ألف رسم كاريكاتوري.

أما عن شخصيات ناجي العلي فأبرزها كان حنظلة، صبي في العاشرة من عمره، ظهر رسمه عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية. أدار حنظلة ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يديه خلف ظهره، وأصبح بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته. لقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها وخاصة الفلسطينية، لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي توجهه فهو شاهد صادق على الاحداث ولا يخشى أحد.

وعن حنطلة يقول ناجي العلي: "ولد في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء. واما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع".

وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب: "عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته".

كان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسة تتكرر في رسومه: شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها فاطمة، وهي شخصية لا تهادن، رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها. وكان هناك زوج فاطمة الشخصية الكادحة والمناضلة النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله.

مقابل هاتين الشخصيتين تقف شخصيتان أخرتان, الأولى شخصية السمين الذي يمثل القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الانتهازيين. وشخصية الجندي الإسرائيلي, طويل الأنف, الذي يكون في أغلب الحالات مرتبكا أمام حجارة الأطفال, وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية.

في 22 يوليو عام 1987 أطلق مجهول في لندن النار على ناجي العلي فأصابه تحت عينه اليمنى. مكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 اغسطس 1987، ودفن بعدها في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.

"أمير الشعراء" يكتب "في القدس": الشاعر تميم البرغوثي

لاقت أبيات تميم اعجابا كبيرا، وكان أول ظهور له في برنامج "أمير الشعراء" على قناة أبو ظبي.

ولد تميم  عام 1977 في القاهرة. هو وحيد لوالده الشاعر مريد البرغوثي ووالدته الروائية المصرية رضوى عاشور. حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2004، عمل أستاذاً مساعداً للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومحاضراً بجامعة برلين الحرة.

 كما عمل بقسم الشؤون السياسية بالأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وبعثة الأمم المتحدة بالسودان، وباحثاً في العلوم السياسية بمعهد برلين للدراسات المتقدمة وهو حالياً أستاذ مساعد زائر للعلوم السياسية في جامعة جورجتاون بواشنطن، له كتابان في العلوم السياسية: الأول باللغة العربية والثاني بالإنجليزية.

تعلم تميم الشعرعن أبيه وهو في الثانية عشر من عمره. عرف بحضور القدس الدائم في شعره وانتصاره لقضية شعبه، وكان أول ظهور جماهيري له في برنامج أمير الشعراء على تلفزيون أبو ظبي، حيث ألقى قصيدة في القدس لاقت إعجابا جماهيريًا كبيراً واستحسان المهتمين والمتخصصين في الأدب العربي.

له خمسة دواوين مطبوعة هي: ميجنا، المنظر، قالوا لي بتحب مصر قلت مش عارف، مقام عراق، في القدس.

في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ، فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها الكل مرُّوا من هُنا

حجر جنين على سطح القمر: عالم الفضاء عصام النمر

لم يقتصر الإبداع الفلسطيني على الأدب والفن، وتعداه إلى المجال العلمي أيضا. عصام النمر، عالم الفضاء الذي أرسل حجرا كتب عليه اسم مدينته الفلسطينية "جنين" إلى سطح القمر.

ولد عصام النمر عام 1926 في مدينة جنين حيث تعليمه الإبتدائي والثانوي في الأراضي المحتلة، ليلتحق بعدها التحق بجامعة "يوتا" بالولايات المتحدة عام 1949 وتخرج منها في عام 1953 في علوم الهندسة.

أكمل تعليمه العالي في جامعة نيويورك حيث حصل على شهادة الدكتوراة في حساب الكميات. والتحق بشركة "روكيت دين" أكبر شركة صانعة لمحركات الصواريخ في كاليفورنيا حيث كان يقوم بفحص وإطلاق الصواريخ الكبيرة.

بعد ذلك انتقل إلى مركز الفضاء "ناسا" في هيوستن في ولاية تكساس وتولى قيادة مجموعة الاختبار للمركبة القمرية نموذج "لونا". حصل خلال عمله على عدة أوسمة تفوق وشهادات ورسائل تقدير.

بالإضافة إلى هذا النجاح العلمي سلم النمر رواد مركبة ابوللو 11 حجرا صغيرا كتب عليه "جنين" وهذا الحجر موجود الآن على سطح القمر.

يذكر الكاتب والسياسي العربي حافظ طوقان طوقان، في مقالة كتبها عام 1993 في جريدة "نابلس" الأسبوعية، أنه سأل النمر " لماذا لم تكتب "فلسطين" أيضا على الحجر؟".

وجاء جواب النمر وهو يضحك: : "حتى نتمكن من إيصاله إلى هناك".

وما زالت مكتبة بلدية جنين تحتفظ بصورة مهداة إلى أهالي مدينة جنين وموقعة من قبل رواد المركبة "ابوللو 11" كان قدمها الدكتور عصام لبلدية جنين في أول زيارة له للوطن في عام 1972.

عالم الوراثة والجينات: أحمد الطيبي

الدكتورأحمد الطيبي من البارزين في مجال الوراثة والأمراض الوراثية، وخصوصا في المجال العربي. قائم على قاعدة بيانات الأمراض الوراثية في الوطن العربي، وله شهرة عالمية في مجال ابحاث الوراثة والامساخ، وهو خبير استشاري في الأمساخ في الجمعية الأمريكية للأجتماعات الوراثية البشرية.

يرأس الطيبي حاليا قسم الوراثة السريرية في مستشفى الأطفال المرضى في تورنتو، وهو أيضا نائب رئيس وأستاذ طب الأطفال في كلية طب ويل كورنيل بنيويورك، وكذلك في قطر.

قام بتحرير أكثر من 200 بحث في مجال الوراثة، وأشار إلى 38 نوع جديد من الأضطرابات الوراثية والجينية الجديدة بتلك الأبحاث، كما انه قام بالعديد من الأبحاث الأخرى على قوانين مندل الوراثية، كان عضو بالعديد من مجالس تحرير المجلات المتخصصة بعلوم الوراثة والجينات في الولايات المتحدة الأمريكية.

حرر الطيبي أيضا كتابا كتب فيه أكثر من 25 فصل وشاركه في تحرير هذا الكتاب الأستاذ طلعت فرج، وهو كتاب عن الأضطرابات الجينية بين الشعوب العربية، ونشر هذا الكتاب عام 1997 عن مطبعة جامعة أكسفورد.

شارك في تطوير الخدمات الوراثية والجينية، فشارك في مراكز وأبحاث في عديد من الدول العربية الأخرى مثل دول الخليج، الأراضي الفلسطينية، الأردن، مصر، تونس، والمملكة العربية السعودية.

حاز على جائزة عام 2001 نظرا لأنجازاته العلمية، والتزامه بقضية البحر الأبيض المتوسط للتعاون. وعام 2002 انتخب ليكون عامل نظافة في الأكاديمية الأوروبية للعلوم.

 لقراءة المقابلة باللغة الانكليزية إضغط هنا