05-12-2024 02:58 AM بتوقيت القدس المحتلة

الحاخام وايس: "إسرائيل.. ثورة ضد الله"

الحاخام وايس:

الحاخام يسرائيل دوفيد وايس لموقع المنار: اليهود هم العدو الأول للصهيونية

سارة طه مغنية


تلعب وسائل الاعلام دوراً رئيسياً في عالمنا اليوم، ولأن الكيان الصهيوني يسيطر بشكل أساسي على هذه الوسائل، فهو بالتالي نجح في خداع العالم لقرون وفي فبركة ديناً يهودياً جديداً يتعارض تماماً مع ما أتى به التوراة.

لاتسرق..سرقوا أرضاً بكاملها!

لاتقتل.. مارسوا الإبادة!

لا تقمع.. فطردوا وأهانوا، وشردوا، وظلموا كل من وقف بوجه مخططاتهم!

هذه هي صورة "إسرائيل" في عيون كل من يريد رؤية الحقيقة، وفي عيون اليهود أيضاً.. اليهود الذين يحترمون التوراة ويتبعونه حقاً، والذين يعترفون ان الله رؤوف لا يأمر بقمع خلقه.

وفي مقابلة حصرية مع موقع قناة المنار، يفسر الحاخام يسرائيل دوفيد وايس وجهة النظر اليهودية من "إسرائيل"، مؤكداً أن نهاية هذا الكيان أمر حتمي.

كيف تقرأ الوضع الفلسطيني/الإسرائيلي؟

الخلاف بين الفلسطينيين وما يسمى بالدولة الإسرائيلية، التي هي الدولة الصهيونية، مفهوم بطريقة خاطئة كليّاً، أي إنّ الناس يعتقدون بأن الخلاف هو بين اليهود والعرب/ اليهود والمسلمين.

الواقع أنّ عقيدة إسرائيل هي الصهيونية، وهذه تعني التحول من اليهودية الى القوميّة أو الماديّة. اليهودية هي التقيّد بقوانين الله، التسليم بدوره، واتباع تعاليم التوراة... ومن هنا يتبيّن أنّ الصهيونية هي ثورة على الله وتعاليمه للشعب اليهودي، هي هرطقة إذ تطالب اليهود بالقيام بما يخالف كلياً المطلوب منهم.

منذ تدمير المعبد في القدس منذ آلاف السنين، وضع اليهود تحت القسم، أولاً بأن لا يحتشدوا محاولين العودة الى الأرض المقدسة؛ ثانياً أن لا يثوروا على أية دولة، لذا يتوجب علينا أن نكون مواطنين صالحين في أي بلد كنا، يهود في الولايات المتحدة، يهود في لبنان، يهود في الجمهورية الإسلامية الإيرانية... ولكن بالطبع ليس في ما يسمى بدولة إسرائيل لأنها دولة محرّمة وغير شرعية، ولكن بالطبع يمكننا العيش فيها أوفياء تحت حكم الفلسطينيين؛ ثالثاً أن لا نقوم بأي محاولة أثناء وجودنا في المنفى.

إحترم اليهود هذا الأمر من الله لآلاف السنين ولم يحاولوا تأسيس كيان خاص بهم، ولكن أتت الصهيونية منذ مئات السنين بعقيدة التحول الى المادية وبدأت بتأسيس دولة مخالفة لكل ما ذكرناه. هذا أمر (تأسيس دولة يهودية) محرم علينا حتى ولو كان في أرض غير مسكونة، أي أنه محرم على اليهود أن يكون لهم سيادتهم الخاصة حتى ولو كانت في أرض تم تقديمها لهم أو قاموا هم بشرائها.

تأسيس دولة على أرض بمخالفة إرادة شعبها، أي بالإخضاع والإضطهاد، أي كأفعال النفي والطرد التي قاموا بها في فلسطين، هو ثورة على الله، هو جريمة لأنّ التوراة، والذي هو مرجعنا الأساسي أمرنا بأن لا نقتل، ولا نسرق، ولا نظلم، وأن نكون رحماء كما الله رحيم.
ما قامت به الصهيونية لكسب الشرعية، هو انها اختطفت "نجمة داوود" واسم "إسرائيل" الذي هو أسم يعقوب أب الشعب اليهودي، أخذت كل الرموز والهويّات اليهودية لتعطي أسساً وشرعية لدولتها، في حين إن كل ما تقوم به هو جريمة بالنسبة لليهود.

كيف يستطيع حاخامات الصهيونية وإسرائيل إخفاء أو تجاهل هذه الحقيقة التوراتية، وبالمقابل يسمحون بقتل واضطهاد الشعوب الأخرى؟

 
 كبير الحاخامات في فلسطين يوسف تزفي دوشنسكي

بدايةً علينا أنّ نسلم بأن الواقع غلب المنطق في كيفية استطاعة الصهاينة أن يكتسبوا شرعية عالمياً وفي المحيط اليهودي. تم دراسة هذا الموضوع بشكل مفصل ويمكن إيجاد مستندات حوله على موقعنا nkusa.org.

إحدى المستندات كان قد قدّمها رئيس الحاخامات في فلسطين سابقاً – عندما نقول حاخام فلسطين لا نعني إسرائيل لأن الأخيرة مهزلة وحاخاماتها لا يمتلكون أية شرعيّة – في الواقع كان هناك محكمة حاخامية في فلسطين تدعى "آيدا خريدس" وهي لا تزال موجودة حتى اليوم ولا تعترف بحق وجود دولة إسرائيل. في 16 تموز 1947، قام رئيس الحاخامات وقتها يوسف تزفي دوشنسكي بتسليم مستند للأمم المتحدة عبّر فيه عن معارضته الشديدة لأن تقام أرض يهودية في أي جزء من فلسطين..."

الذي حصل هو أنّ الصهاينة المخادعين الذين سبق وقلنا إنهم قاموا باختطاف هوية اليهود، قدّموا أنفسهم للعالم على انّهم ممثلي اليهودية. علماً أنّه واقعاً كلما زاد اليهودي إيماناً زادت معارضته للصهيونية وشعر أكثر بمعاناة الفسلطينيين.

نحن لطالما تظاهرنا بشكل يومي في شوارع القدس وفي كل أنحاء العام ضد وجود هذه الدولة وضد الجرائم التي تقوم بها. تم اعتقالنا ورمينا في السجون وأحياناً كنا نقتل بسبب تحرّكاتنا، وأول شهيد ضد الصهيونية كان أخ يهودي إسمه الدكتور يعقوب يسرائيل دهان الذي كان دبلوماسياً سعى لإبراز رأي الحاخامات بالصهيونية لدى الحكومة البريطانية. قام بزيارة فلسطين عام 1924 وقال من هناك:

الدكتور يعقوب يسرائيل دهان  

"سأذهب الى أوروبا لأظهر للعالم التمثيل الخاطئ لليهود،" فاغتاله الصهاينة بعد ذلك.

منذ ذلك الوقت قُتل عدد كبر من اليهود الذين تكلموا ضد الصهيونية، حتى أنّ أحد قادتنا الكبار واسمه الحاخام موشي هيرش توفي في العام الماضي بعد أن رمي الأسيد على وجهه.

 مع ذلك، للأسف، هناك يهود يؤيدون إسرائيل لأنهم مخدوعون، فالصهيونية اعتمدت على جهل الشعوب، إذ إنّ معظم اليهود لم يتبعوا التوراة لانهم كانوا منفيّين.

في المقابل هناك اليهود الذين لم يقعوا بدايةً في هذا الشرك، فاعتمد الصهاينة معهم أسلوب "المعادون للساميّة يريدون قتل اليهود،" وهنا لا نتحدث عن العداء للسامية الذي أسسه الصهاينة، بل العداء للسامية الذي كان موجوداً في روسيا وأوروبا ضد يهود طيبيين لمجرد أنهم يمارسون ديانتهم، فاستغل الصهاينة هذا الموضوع خاصة بعد جرائم هتلر.

قام الصهاينة بالتلاعب باليهود فاقنعوهم بحقهم بالذهاب الى فلسطين بحجة أنّ "العرب والفلسطينيين هم امتداد للنازية ويريدون قتلكم،" وحتى اليوم يتحدثون لليهود المتديّنين بلغة "نحن نعلم أنه لا يحق لكم الحصول على دولة، ونحن لا نطلب منكم قبولنا لأننا صهاينة، بل ليكون لكم دولة لأنكن إن لم تحصلوا عليها سيقتلكم العرب."

هم يستخدمون هذه الحيل ليتمكنوا من السيطرة بعد أن يكسبوا تأييد اليهود المتدينين، علماً أن التوراة تؤكد على ضرورة إظهار الشكر والتقدير للمعاملة الحسنة، كتلك التي كنا نتلقاها من العرب / المسلمين.

إنه الإعلام الذي يتحم ويتلاعب به الصهاينة والذي يظهر وجهة النظر الصهيونية وفي المقابل يتجاهل وجه نظر اليهود الحقيقيّين في العالم.

كيف تقرأ وضع إسرائيل اليوم؟ هل ترى نهاية لدولة الإحتلال الإسرائيلي؟

نحن نؤمن بالله ونتبع التوراة، بمعنى آخر نحن نؤمن بأن الله هو حاكم العالم ولا يمكن لشيء أن يحدث دون إرادته.

في التوراة يقول الله للعالم "لماذا تتحدّون كلمات الله؟ لن تكونوا من الفائزين." لذلك، وبما أن إسرائيل هي حتماً ثورة ضد الله، نحن على يقين بأنها ستنتهي، لا يمكن أن يكون لها مستقبل.

ندعو الله أن يحصل هذا بسهولة، فنحن لا ندري كم ستجلب (إسرائيل) مزيداً من المعاناة الى البشرية.

أود ان أشير هنا الى انه منذ قيام دولة إسرائيل، نظر الناس إليها على أنها معجزة وأنها إرادة الله، ولكن رئيس الحاخامات في فلسطين الحاخام يول تايتلباوم الذي كان قد انتقل الى نيويورك بعد الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، رد على هذا الحديث متسائلاً "أي معجزة؟!" ومعتبراً أنّ الله لم يؤيد بأي طريقة هذه الدولة وأن كل قوتها هي من الشيطان لأنها كيان محرّم. وتسائل حينها: "إذا كانت هذه معجزة الله فلماذا يُقتل الناس إذن؟"

أضف إلى ذلك أنه لم يمر عشر سنوات منذ قيام دولة إسرائيل دون ان تقع حرب كبرى، وهذه ليست إرادة الله.

هل ترون ان التحركات التي تقومون بها مؤثرة وقد تقرّب من سرعة زوال هذا الكيان؟

نحن نؤمن بأنه علينا التحرك، اما النتيجة فهي لا تعود لنا. من واجبنا أن نتكلم ضد هذه الجريمة الكبرى ضد الله وخلقه، أما النتيجة فهي على الله. ما نستطيع ان نفعله اليوم هو ان نظهر للعالم الدعاية الصهيونية، والعالم أصبح مدركاً من هم الضحايا الحقيقيون، فهم الشعب الفلسطيني والشعب في غزة.

 

هل تعتقدون أنّ اليهود في العالم يستجيبون الى جهودكم وأنّ التأييد للكيان الصهيوني في نقصان؟

هناك يهود كانوا قد تعرضوا لغسل دماغ من قبل الدعاية الصهيونية المسيطرة على الإعلام، أما الآن فهناك إعلام مقابل كالإنترنت وغيره. وهذا يثقف العالم وهو مكننا من الوصول الى عشرات الآلاف من اليهود.

لقد تلقينا عدداً كبيراً من الرسائل الإلكترونية من يهود تغيّرت وجهة نظرهم، كذلك من عرب ومسلمين. فالصهاينة يريدون خلق الأعداء ليجدوا مبرراً لوجودهم، ولكن الكثير من العرب والمسلمين، الحمد لله، باتوا يدركون هذه الحقيقة.

هل تلقيتم رسائل من مستوطنين إسرائيليين كانوا قد تأثروا بهذه التعاليم اليهودية وندموا على هويتهم الإسرائيلية؟

نعم، وهذا يحصل باستمرار. نحن نتلقى رسائل إلكترونية من أشخاص يقولون لنا إنهم محبطون بل خجلون من الجرائم التي تقوم بها إسرائيل. يقولون إنهم كانوا يعتقدون ان هذا صحيح اما الآن فيعتبرونه خطأ وقد تغيّروا.

هذا يحصل باستمرار، وكذلك كما ذكرت، فهناك اشخاص في العالمين العربي والإسلامي يتواصلون معنا ويوجهون اعتذارهم لأنهم حقدوا على اليهود لأعوام ظنّاً منهم بأن اليهود يؤيدون قمع الشعب الفلسطيني.

بالنسبة للسياسات الاميركية في الشرق الأوسط المنحازة لمصلحة إسرائيل، هل تعارضونها؟

بالطبع نحن نعارضها، ولطالما وقفنا ضدها في الامم المتحدة. يمكن رؤية ذلك على موقعنا على الإنترنت. بدأنا بالتظاهر منذ قيام ما يسمى بدولة إسرائيل. وأنا أذكر حين كنت طفلاً، كنت أذهب وألتقي بعشرات الآلاف من اليهود المتظاهرين امام الأمام المتحدة والبيت الأبيض. لطاما تظاهرنا ضد مأساة التأييد الأميركي لإسرائيل.

نحن كمواطنين أميركيين نحترم رؤساءنا ولكن نحاول ان نوصل لهم رسالة بأنهم مخدوعون من قبل الصهاينة، وأنّ العرب والمسلمين ليسوا أعداء بل لطالما كانوا أصدقاء ومستضيفين.

نقول لهم بان ما يقومن به لا يساعد ولا يحمي اليهود بل يخلق المزيد من الكره وسفك الدماء. تأييد الإحتلال الإسرائيلي ليس طريقة لمساعدة اليهود بل لخلق المزيد من الكره، وهذا ما نقوله لهم ولليهود أنفسهم.

نحن نحاول ما بوسعنا ولكن (الإدارة الأميركية) لا تستطيع ان تتجاوب معنا بسبب الضغط الذي تتلقاه من البرنامج الصهيوني. فلدى الصهاينة قوة هائلة في الولايات المتحدو وفي أوروبا. هذا بالإضافة إلى ان لديهم الإيباك (لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية) التي تقوم يضغط هائل على كل قائد سياسي وتفهمه بأنه إذا تكلم أظهر تفهّماً لوجه نظر اليهود المعارضين للصهيونية، أو أظهر تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني فهو ينتحر سياسياً، وفي المقابل عليه أي يظهر تأييداً واحتراماً لإسرائيل.

لكننا نعلم بأنهم يرون تحركاتنا، وعند اجتماعات الإيباك ننظم مظاهرات نظهر من خلالها أن هناك وجهة نظر أخرى هي وجهة نظر اليهود الحقيقيين الذين يعارضون وجود الاحتلال الإسرائيلي.    
   
     

 لقراءة المقابلة باللغة الانكليزية إضغط هنا